Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

معركة توشكى

 


اعداد الاستاذ محمد النقراشي .


فى شهر أغسطس من كل عام تقفز إلى ذهنى ذكرى موقعة توشكى ،تلك التى لم يعد يذكرها أحد ، رغم أنها إحدى المواقع الهامة فى التاريخ المصرى والسودانى فى آن واحد ، فقد كانت تلك الموقعة التى شهدها شهر أغسطس عام 1889، كانت هى بداية النهاية لذلك المد الكاسح الذى فجّره واحد من أبرز الدعاة الدينيين والسياسييين فى التاريخ المصرى السودانى الحديث ممن امتزجت الحقيقة لديهم بالوهم ، وتعانق الواقع عندهم مع الأسطورة ، واختلط الممكن على أيديهم بالمستحيل ذلك هو محمد أحمد الدنقلى الذى عرف بعد ذلك بالمهدى والذى كان يقول بأن النبى صلى الله عليه وسـلم على اتصال مباشر به، وأنه قد بشره بأنه سيفتح مكة، كما سيفتح المدينة والقدس، ثم يموت بعد ذلــك بعمر طويل فى الكوفة!، وقد قاد المهدى ثورة عارمة قدر لها أن تحقق نجاحـا ملموسا ضد الوجود المصرى فى السودان، غـير أن إصابته بحمّىالتيفوس أجهضت آماله العريضـــة ففارق الحياة قبل أن يحــكم قبضته حتى على كل ربوع السودان، وعندئذ تولـى زمام الأمور من بعده خليــفته عبدالله التعايشى وهو من أسوأ الحكام الطغاة الذين شهدتهم السودان، ربما على مدى تاريخها كله!!، وقـد حلم التعايشى بتحقيــق جانب من الطموحات السياسية للمهدى لكنه سرعان ما أدرك استحالة تحقيق هذه الأحلام وفى مقدمتها فتح مكة،... حينئذ تفتق ذهنه عن بدعة غريبة ـ أوبالأحرى ليست غريبة على حاكم مثله ـ حيث قام ببناء قبة فوق قبة المهدى بأم درمان، وألزم السودانيين بالحج إليها بدلا من الحـج إلى بيت الله الحرام ! وبذلك أصبحت تلك القبة بديلا عن الكعبة المطهرة بأمر الطاغية عبدالله التعايشى! ومع هذا فإن تلك الحماقة رغم شناعتها لم تكن هى التى عجلت بانكساره ، فقد ارتكب فى الحقيقة غلطة عمره عندما فكر فى غزو مصر، وتجاوز مرحلة التفكير إلى مرحلة التنفيذ فسيّر إليها حملة بقيـادة عبدالرحمن النجومى ، متصورا أن تلك الحملة سوف تمهد أمامه الطريق لكى يصبح خليفة على مصر والسودان ،ثم بعد ذلك خليفة على كل المسلمين !

  • ·       من هو الامير عبد الرحمن النجومى

ولد عبد الرحمن أحمد محمد عبدالرحمن محمد أدريس الشهير بالأمير ود النجومي، في قرية مويس ريف شندى ولاية نهر النيل عام 1854 م من عائلة متدينة تنتمي إلى قبيلة النافعاب، إحدى بطون الجعليين .  وأبوه هو أحمد بن محمد بن عبدالرحمن الملقب بالنجومي ووالدته هي زينب بنت ابراهيم بن عبدالرحمن بن محمد بن الشيخ خوجلى ابو الجاز من قبيلة المحس توفى والده وهو رضيع فى عامه الأول وإنتقلت به والدته الى حى الصبابى بالخرطوم بحري حيث ترعرع ونشأ فى كنف جدها الشيخ خوجلى ابو الجاز صاحب المقام المعروف بإسمه في الخرطوم بحري بالسودان . وفي خلاوي الشيخ خوجلي تعلم مبادئ الدين، لينتقل بعدها إلى خلاوي الغبش، وشاء الله أن يلتقي هناك بمحمد أحمد بن عبد الله الذي كان يكبره بثمانية أعوام، حيث كان الرباط الروحي بينهما، وصداقة شاء الله أن تتصل، لتصنعا تاريخاً مجيداً للوطن وإعلاءً لراية الدين، وتطبيقاً لشرع الله .. وأصل لقب النجومى يعود إلى الجد الثانى للأمير عبد الرحمن وقد أشتهر بالورع والتقوى وحفظ القرآن فى خلاوي المنطقة فى سن مبكرة. وتعود قصة اللقب إلى أنه وفي حالة نشوب مشادة بين تلاميذ الخلوة غالباً ما كان النجومي الكبير يتدخل لفك المشادة ويقول لأقرانه «كب أنا الناجم» ، أي أنا الذى يؤدب من خرج على طاعة معلمه، ومن هنا جاء لقب النجومى الذي لقب به أيضاً حفيده الأمير عبدالرحمن النجومي.

اضطرت عائلته للهجرة من قرية مويس بريفي شندي بعد مقتل إسماعيل كامل باشا، نجل خديوي مصر محمد علي باشا عند غزوه للسودان عام 1821 م، فراراً من إنتقام صهره محمد بك الدفتردار.

شب عبد الرحمن النجومي في بيئة متدينة وتعلم القرآن علي يد الفكي هاشم (صاحب قبة الفكي هاشم بالخوجلاب حالياً). وفي إحدي رحلاته التجارية إلى جنوب السودان سمع اثناء مروره بالقرب من الجزيرة ابا بدعوة الإمام المهدي وبوجوده فيها، فقابله خلال رحلة عودته من الجنوب في أغسطس / آب 1881 م، وبايعه خليفة للرسول، وظل في رفقته وهاجر معه إلى جبل قدير بجنوب كردفان مع خمسمائة من الأنصار الآخرين.

حاز النجومي على إعجاب المهدي وثقته لما يتمتع بها من ميزات قيادية، وعينه المهدي أميراً للأمراء وقائداً عاماً على جميع قوات المهدية إبان حصار الخرطوم والتي سقطت علي يديه.

أرسله عبد الله التعايشي، خليفة المهدي، إلي بربر ليتولي قيادة القوة المطاردة للحملة الإنجليزية هناك، ثم أستدعي للمشاركة في حصار مدينة سنار والتي سقطت قبل أن يصل النجومي إليها.

تولي النجومي قيادة جيش المهدية في دنقلا ثم قيادة القوات التي أعدت لفتح مصر وتقدم بها حتي قتل في واقعة توشكي عام 1889م، عن عمر لا يتجاوز الخمسة والثلاثون عاما.

  • ·       اهم معارك النجومى :

1-    معركة شيكان و التى انتهت بالانتصار على الحملة اللى كانت بقيادة الجنرال هكس

2-    حصار مدينة الخرطوم و دخولها وقتل غوردون باشا حكمدار عام السودان

  • ·       النجومى و توشكى :

تولي الخليفة عبد الله التعايشي مقاليد السلطة في الدولة المهدية بالسودان بعد وفاة المهدي وعمل على تحقيق تطلعات المهدي، فأرسل في طلب ود النجومي الذي كان يعسكر في المتمة منذ فبراير / شباط 1885 م، بعد مطارته لحملة الأنقاذ البريطانية التي كانت مكلفة بضمان انسحاب آمن للقوات المصرية التركية، واوكل إليه مهمة فتح مصر

إستمرت الإستعدادات لتحريك جيوش المهدية نحو الحدود مع مصر بالرغم من اشتداد المجاعة التي ضربت بالسودان عام 1889 م والمعروفة محلياً بمجاعة سنة ستة (هجرية) مما جعل الخليفة عبدالله يستعجل تشكيل الجيوش وقرر أن يكون تقدم اقسامها نحو الحدود سرية واحدة أثر أخرى وطائفة بعد طائفة، وإجتمع الأمير يونس ود الدكيم بقادة سراياه ووضعوا اللمسات الأخيرة لخطة التحركات، وتم إختيار عبدالرحمن النجومي قائد السرية الأولي (سرية المقدمة)، وذلك لما له من شهرة جيدة في أمور القيادة وسط الأنصار ولمعرفته التامة بخطط الأعداء وخبرته الواسعة جراء مشاركته في معارك المهدية السابقة. واصل النجومي تقدمه حتى وصل إلى منطقة معتوقة حيث عسكر فيها وقام بتقسيم جيشه إلى ثلاثة أقسام وجعل عبدالحليم مساعد، وكيلاً ومعاوناً له:

  1. القسم الأول ويضم مقاتلين من قبائل الجعليين والبطاحيين بقيادة إبن أخيه أحمد البشير الآمين.

  2. القسم الثاني ويضم مقاتلي قبائل الدناقلة والمولدين بقيادة الأمير عثمان أزرق.

  3. القسم الثالث ويشمل قبائل البقارة من حمر، وهبانية، وأولاد حميد ومسيرية، بقيادة إسماعيل عبدالمجيد المنتمي إلى أولاد حميد.

ومن جانبها إهتمت الحكومة المصرية بأمر قواتها المرابطة على الحدود الجنوبية واوسارعت إلى إرسال تعزيزات تم توزيعها على الحاميات الحدودية في آبار المرات قاليب، وكركر ، و أسوان ، و وادي حلفا، وحرص ، وأرقين. وكانت قوات أسوان تمثل الإحتياط لهذه الحاميات.

* كانت قوات النجومي ترمي إلي بلوغ مورد المياه في أرقين بينما كان الجنوال البريطاني ودهاوس يتابع أخبار الحملة وسيرها أولاً بأول، فسبقها في الوصول الي أرقين بإثنتين من البواخر النيلية قوامهما 2500 فرد، اضافة إلي 130 جندي آخرين من جنود الهجانة (التي تمتطي ظهور الجمال) وثمانية مدافع وقوة الأورطة السودانية التاسعة عشرة والحادية عشرة. وتم تحصين المدينة في إنتظار الحملةالتي أعياها المسير عبر الصحراء وأنهكها العطش.

أصدر ود النجومي أوامره بأن يتم فتح الطريق لجلب الماء للجيش، وبإستخدام عبدالحليم مساعد لخور متصب بالنيل وصلت قوة النجومي إلى مورد الماء بدوابها وأخذت كفايتها من الماء وفي العودة قسمت القوة إلي ثلاث أجنحة: الميمنة والميسرة والوسط، وتمكنت من إحتلال أجزاء من أرقين. دارت معركة عنيفة لطرد قوات ود النجومي من القرية وكانت خسائرها جسيمة بلغت 90 قتيلاً و500 أسير، وجرح معظم ما تبقي منها، في حين لم تتجاوز خسائر العدو 11 قتيلاً و 60 جريحا.و انسحب النجومى الى تلال ارقين وعقد مجلس للتشاور واقترح عبد الحليم مساعد الانسحاب لكن النجومى رفض بعنف و قال لن اعود محمولا على الاعناق و اشتدت الخلافات بين الامراء مما اثر على الروح المعنوية للجيش فقد بلغت الخلافات الى حد عدم تنفيذ الاوامر فمثلا القائد عبد السلام بله رفض التحرك نحو مورد المياه بل هرب هو ومجموعة من جنوده من الجبهة و توالى هروب الجنود من جيش النجومى و ظهر للناس ان النجومى يقود جيشه نحو التهلكة

رغم هذه الظروف كلها كان النجومي يصر على التقدم شمالاً في وقت كان فيه الجنرال جرانفيل يتابع أخبار الحملة أولاً بأول، بينما عسكر ودهاوس بجنوده على ضفاف النيل ليمنعهم من الماء وعندما علم الجنرال جرانفيل بالحالة المزرية لقوات النجومي كتب إليه واصفاً الحالة الجيدة لحملته وأمره بالإستسلام قائلاً: «إن الخليفة أرسلكم للهلاك، فإن تقدمت تجد جيش الإنجليز متعطشاً لدمائكم وإن عدت فقوات حلفا جاهزة لإبادتكم وإن بقيت مكانك متّ من العطش، فلا أمامك إلا الإستسلام»، لكن ود النجومي إستقبل هذه الرسالة بفتور شديد وكان رده نابعاً من إيمانه بمهديته وتصميمه على القتال من أجلها، فرد على جرانفيل قائلاً: «ندعوك للإسلام ولا تعتمد على قوة جيشك وعتادك فإن الله سينصر عباده المؤمنين.» وطلب منه أن يستسلم هو، وكتب للخليفة شارحاً له ما قام به فبارك له الخليفه رده.

قبيل تحرك ود النجومي من مواقعه هرب كاتبه حسن الحبشي إلي معسكر الجنرال ودهاوس ونقل إليه صورة حية عن معسكر ود النجومي وإحصائيات مفصلة عن الحملة على النحو التالي:«2821 محارب، 309 بنادق، 132 جواد،200 جمل، 4000 من النساء والأطفال، بالإضافة إلى تعزيزات بقيادة على ود سعد وكمين النور التي وصلت وتتكون من 500 مقاتل، 3000 بندقية مع عدم حملهم لأي مؤن.»

معركة توشكي :

تحرك النجومي بعد وصول التعزيزات وتنظيم قواته قاصداً توشكي وترك ورائه الكثير من المرضى والجرحى الذين تعذر عليهم مواصلة السير، ووصل إلي تلال توشكي وعسكر عند سفحها الغربي و ذلك يوم 1 أغسطس 1889م وقد انخفضت اعداد قواته الى 3000 مقاتل أما من الجانب الأخر فقد إنضمت قوات ود هاوس التي كانت تتابع النجومي إلي القوات المصرية بقيادة السردار جرانفيل وأصبحت قوة واحدة تحت قيادة جرانفيل وكانت على النحو التالي: 

كتشنر باشا 1- 500 من الفرسان الراكبة بقيادة اللواء .

2- 240من الطوبجية ومعهم 8 مدافع بقيادة الاقائمقام ويندل بك  .

لواء مشاة من قوة ود هاوس قوامها 1500 جندي.3-

  1. فريق طبي يتكون من 70 فرداً- 4

واصل النجومي تقدمه شمالاً ، لكن لواء كتشنر تصدى له فبادر النجومي بإطلاق نيران كثيفة على قوات كتشنر مما اضطره إلي الإنسحاب خلف التلال على بعد نصف ميل من جهة مجرى نهرالنيل ومن هناك بدأ في ضرب قوات النجومي. حاول النجومي تركيز هجومه على قيادة القوات المصرية الراكبة والتي كانت بقيادة جرانفيل وإجباره على التراجع والإستعانة بمدفعية الطوبجية لمواجهة هجوم النجومي. وبازدياد كثافة النيران على قواته اضطر النجومي إلى وقف الهجوم الذي لم يحقق أي اختراق في صف العدو، وغير اتجاه تقدم قواته نحو الشمال الغربي، لكن لواء كتشنر كان قد احتل مواقع ذلك الاتجاه فتصدى لقوات النجومي وتمكن من ايقاف تقدمها نحو ذلك الاتجاه وبذلك اصبحت قوات النجومي شبه محاصرة بين فكي 

مصرع النجومي

عندما أدرك النجومي خسارته اختار لمحاولته الأخيرة منطقة منبسطة الأرض صف فيها قواته ونشر حملة البنادق في الامام وخلفهم حاملي السيوف والحراب وأمر بنقل النساء والأطفال في مكان منخفض بعيداً عن النيران واستعد لمواجهة العدو.

قامت القوات المصرية بشن هجوم مركز على قوات النجومي فتصدت لها قوات النجومي وقاتلت قتالاً شرسا لكنها لم تستطع الصمود وتكبدت خسائر فادحة مما اضطرت إلى التقهقر والتفرغ بعد فقدان عدد كبير من اقادتها، وبذل النجومي جهودا لإعادة تجميع قواته وتنظيمها لمواصلة القتال، فلاحظ ذلك جرانفيل ووجه نحوه قوة راجلة للقضاء عليه وسقط الأمير النجومي على الارض ليسلمّ الروح فحمله ملازميه على ظهر جمل وحاولوا الإفلات به من قوات العدو، الا إنها لحقت بهم واستولت على الجثمان وتفرقت بقية قوات النجومي بعد الهزيمة التي لحقت بها وانسحبت جنوبا لتطاردها القوات القوات البريطانية التي قضت علي جزء كبير منها وقد إستشهد في المعركة غير المتكافئة حوالي 1500 مقاتل من قوات النجومي وبهزيمة توشكي بدء العد التنازلي لدولة المهدية في السودان

* أسباب الهزيمة في توشكي :

تتلخص اسباب الهزيمة في الأتي:

  • عدم تجانس عناصر حملة عبدالرحمن النجومي مما أدي إلى ظهور خلافات القادة.

  • عدم توفر المؤن والإمدادات مما أثر على فعالية الأفراد وأدي إلي خفض روحهم المعنوية.

  • قلة وسائل النقل في بداية الحملة وإنعدامها تماماً عندما إحتدم القتال.

  • زيادة العبء الإداري بإصطحاب النساء والأطفال.

  • إلإفتقار للخدمات الطبية.

  • تعنت ود النجومي وإعتداده برأيه وعدم أخذه بمشورة الأمراء.

  • تفوق العدو في القوة والتدريب.

  • عدم توفر المعلومات عن قوات العدو.

  • مركزية إتخاذ القرار من خلال الرجوع إلى أم درمان قبل إصدار الأوامر للجنود.

  • تفشي المجاعة المعروفة بمجاعة (سنة ستة) في عام 1306 هـ ( 1889م والتي أثرت تأثيراً كبيراً على إقتصاد البلاد.

.

 

 

 

 

 

 

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech