Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

العميد مجدي بشاره قليني - قائد موقع الجزيره الخضراء - المعركه

 

الهبوط علي القمر واحتلال الجزيره

توقيت الهجوم اوساعه الصفر التى حددوها كان مختارا بعنايه فكانت الليله  هى الليله التي ستهبط فيها مركبه الفضاء ابولو علي القمر حامله 3 رواد سيهبط اولهم علي  القمر واسمه نيل ارميسترونج ، وكان تخطيطهم انه لحظه نزول هذا الرائد ووضع رجله على القمر تكون  هى ساعه الصفر للهجوم .

 الساعه 11 قرب منتصف الليل حدثني قائد الموقع محمد عبد الحميد ، وقال انه يحس ان فى هجوم حاد سيتم على الجزيره ، وانه يلمح تحركات غريبه ويرصد اجسام تطفو وتغطس حول الجزيره ، وأجسام تعوم ضد التيار ولذلك طلب مني الاذن بفتح اى هدف يقترب من الموقع،  فقلت له لا امسك النار (( وخلينا نحسسهم اننا فى غفله وان الموقع سهل اختراقه بحيث اول ما يبدأو الهجوم يكون المفاجاه اننا عارفين ونفتح النار عليهم  )) فوافق .

ثم بعدها بحوالى 3او 4 دقائق أتصل بي مره اخري من الجزيره مؤكدا شكوكه فى وجود ضفادع بشريه حول الموقع فى المياه ويطلب الاذن بفتح النار ، (( فقلت له ماشى لو شوفت وتاكدت ان فى حد فى المياه افتح النار بكل قوتك )) ثم بعدها بخمس دقائق بالتحديد 11.55 مساء بلغنى محمد عبد الحميد انه مشتبك مع فردين ضفادع بشريه من الناحيه الشرقيه شمال الجزيره لان دى اسهل منطقه يبداوا منها التسلق ، فعندما رصدهم حرس الموقع  نادى الجندي المصري - حرس سلاح - وفتح النار عليهم فاردوهم قتلا فى ثوانى ، ورصدوهم (( وهما بيقعو على الصخور ويتخبطو حتى سقطو فى المياه )).

المعتاد فى مثل هذه العمليات ان الهجوم يكون صامت  (( يعنى يدخلوا  الموقع يقتلوا الحرس او يخدروه بهدوء ويتخدوا مواقع مثاليه ثم يهجموا علينا ))  لكن عندما تم قتل عناصر الضفادع البشريه  واتفتحت عليهم النيران من الجزيره حولوا الهجوم الى هجوم صاخب وفتحوا كل نيرانهم على الموقع ، وضاع من يدهم عنصر المفاجأه

 فور بدء الهجوم ، بدأ الهجوم من جنوب الجزيره بحوالى 200 متر تجاه الشمندوره (( وهي هيكل معدني عائم فوق سطح الماء ومتصل بجنزير بقاع الخليج بهدف ارشاد السفن الي المدخل الملاحي للقناه ))  فتسلل له الاسرائليين ووضعوا عليها مدفع متوسط وفتحوا النار على الموقع بكثافه وبطبيعه الجندى المصرى ذهب ناحيه الضرب وفتح النار عليهم بكثافه ايضا لدرجه اننا لما أسرنا هذا الرشاش لاحقا وجدناه قطع صغيره والجنود الثلاثه اللى كانوا  عليه صعب علينا جمع اشلاؤهم ، وبدأ بعدها الهجوم الرئيسى للاسرائليين من اتجاه الشمال فبدأت الضفادع البشريه في القاء  القنابل اليدويه والفسفوريه والحارقه على الجزيره على اساس انهم يحدثو اكبر خسائر ماديه وبشريه فى الموقع قبل ان يهبطوا علي شاطئ الجزيره   .

وكنا نعلم عن القنابل اليدويه والحارقه لكنها كانت اول مره تستخدم القنابل الفسفوريه ضدنا سنه 69 وهي من القنابل المحرمه دوليه ومن النوع التى استخدموها بعد ذلك فى غزه .

وطبيعه هذه القنابل انها بعد الانفجار يخرج منها بودره وتنتشر فى الموقع وعندما تاتى على اى جندى تجعله مضيئ واذا حاول انه يمسحها لانها تحرقه  بتزيد البقعه المضيئه ولذلك يصبح العسكرى المصرى مضئ فى الليل وظاهر للعدو ونحنلا نرصد العدو .

ثم توقف القاء القنابل الفوسفوريه قليلا وبدأت اللنشات المزوده بالمدافع تضرب بعنف ثم عبرت القوه الرئيسيه بقوارب مطاطه مثل اللى استخدمناها فى عبور قناه السويس ، وفى لنشات اكبر وبدأوت في انزال الجنود على جرف الجزيره حتى يبدأوا التسلق وتبداء معركتهم .

ولان الموقع عالى بمسافه 30 متر فوق سطح الارض ووقواتنا محتله الجرف العال فصعب ذلك صعود القوات المهاجمه ، فهم هدف سهل بالنسبه لنا ، وكان قائد الموقع قد خصص مدفع فوق الجزيره مهمته ضرب طلقات تضيئ الموقع وهى طلقه تضرب من المدفع لفوق فيها براشوت ويخرج منها شعلات حراريه  تضيئ الموقع لمده 4 او 5 دقائق ، بمعنى لو ضربنا  طلقتين أو ثلاثه ستجعل ليل الموقع ظهرا .

 وبداء القتال لكن للاسف نظرا للتفوق العددى والخبره القتاليه للعدو بدأوا يتسللوا لداخل الموقع

وأصيب قائد الموقع محمد عبد الحميد بـ 12 طلقه دفعه رشاش فى الرجل والحوض والحمد الله انه مازال حيا من هذه المعركه وفقد الوعى لفتره وربط الجنود رجله لوقف النزيف ووقف مره اخرى يقاتل وظل يقاتل وهو مصاب حتى زاد النزيف واغمى عليه ووقع على الارض ، في البدايه  بلغنى محمد عبد الحميد انه اصيب ثم بعدها بعشره دقائق بلغونى ان محمد سعيد اصيب ثم بعدها بخمس دقائق اصيب الملازم مصطفى ابو سديره  (( والموقف عندى يا فندم سئ جدا فى الجزيره ، انا العساكر بتوعى بدأت الذخيره بتاعتهم تنفذ والقوات الاسرائيليه بدأت تتسلق الموقع باعداد مهوله وموجات وموجات عماله تنزل فى قوات انا مش هقدر اصد الهجوم ده وعندى خسائر كثيره فى المعدات انا محتاج نجده واحنا استخدما كل الاسلحه المتاحه لكن الاعداد المهوله اللى بتهجم مش هيقدر ال 90 شخص اللى فى الموقع يصدوهم وعندى ثلاث ظباط اصيبوا ))  ثم بعدها بقليل بلغنى ان الملازم اول محمد سعيد استشهد ثم بعدها ثلاث او اربع دقائق بلغنى ان الملازم ايميل استشهد بعدها الملازم محمد ابراهيم الذي احضرته من البحريه لكي يساعدنا استشهد واصبح الوحيد الغير مصاب هو الملازم  مصطفى ابو سديره وبعدها بخمسه دقائق قالوا لي لاسلكيا  انه اصيب اصابه بالغه وان الجنود وضعوه بالدشمه (( يمكن مراجعه حوار المجموعه 73 مؤرخين مع العميد مصطفي أبو سديره في قسم بطل الشهر بموقع المجموعه 73 مؤرخين )) ووتلقيت اتصالا من احد الجنود بعد بثوان (( الحقونا الموقع هيقع عاوزين ناس بسرعه )).

 بلغت قائد الجيش الثالث عن طريق قائد فرقه الدفاع الجوي ، وقلت  ((يافندم القوه اللى بتحاربنا كبيره جدا محتاجين دعم قال انا طلعت لانش جاى فى الطريق . قلت تمام با فندم )) .

بعدها  بثلاث او اربع دقائق بلغته وقلت (( يا فندم مفيش حاجه وصلت ، فقال اللنش اللى انا حركته بمجرد انه تحرك من ميدان الادبيه وفيه 40 رجل ، القوات البحريه الاسرائيليه  اللى محاصره الجزيره حست بالنش وضربوه و غرقوه واستشهد كل من فيه )) .

وكان ده اول موقف سئ جدا اقابله فى المعركه  فقوه النجده المتوجهه لتنجد الجزيرة ابيدت بالكامل لان البحريه الاسرائيليه محصراهم .

قلت لقائد الجيش الثالث ،  يا فندم (( الموقع هيسقط لازم نجده تأتى بسرعه )) .

فرد علي قائد الجيش قال (( انا طلعت لنش والقوات الاسرائيليه ضربته وانامش هقدر اطلع لانش تانى . الموقع يحارب لاخر راجل واخر طلقه )).

بلغت محمد عبد الحميد حارب لاخر راجل واخر طلقه وربنا معاك واناهحاول اطلعلك نجده فى اقرب وقت .

بعد فتره  بسيطه جدا بلغنى ان الموقع سيسقط وان القوات الاسرائيليه تسلقت ثلث المسافه واقتربت من القمه وستتحول المعركه الي معركه اباده لجنودنا .

عندما أحسست ان الموقع سيضيع واني المسؤول كقائد الفوج كان يجب ان اتصرف ، هنا اعود بكم  لساعات قبل بدء المعركه ، فعندما جهزت 30 جندي لدعم للجزيره تطوع 150جندي وتصارعوا على الذهاب للجزيره ، وهذه هي  الروح اللى كانت موجوده على الرغم انهم يعلمون ان الذاهب للجزيره في حكم الشهيد  وكان لدي حولبي  60 جندي منتظرين الامر للتوجه الجزيره .

فأستدعيت الملازم اول زهير وكان رئيس عمليات الفوج بالنيابه قلت له جهزلى 30 او 40 جندي سأخدهم وساقودهم الي الجزيره .

قال لي (( يا فندم هتطلع فين دلوقتى والوضع اللى احنا فيه قلته هنطلع انا وانت الجزيره ، قالى طيب .))

كان لدينا لنشين يرسوان بصفه مستمره فى ميناء الادبيه اللنشين يقودهم اثنين مدنين يعملوا مع القوات المسلحه وانا ومنذ الظهر كنت متفق مع ريس اللنش لكي يجهز نفسه فى اى وقت للابحار للجزيره، وكانت المشكله ان اللنشين لن يتحملوا اكثر من 25 جندي،  فاصطحبت 30 جندي بصعوبه ،  لان الجميع يريد القتال  واخذتهم على مسؤليتى وكلمت قائد اللواء وقلت له اني متجهه لدعم الجزيره ومعى زهير و 30 جندي قال  (( بلاش الموقف خطر - قلت له لازم اطلع الجزيره الموقع هيسقط ده اخر كارت هستعمله اناعارف انى قد لا اصل للجزيره واذا وصلنا هنموت هنموت لكن مفيش امامى غير كده )).

وساظل طوال حياتى عندما اذكر هذا الموقف ابكى على هؤلاء الرجال الذين لن يعوضوا ، ولا استطيع أن انسي إنى اخترتهم للموت ولكن عذائى الوحيد إنى كنت معهم ولكن ربنا اختارهم هم للشهاده .

  فى تلك الفتره كنت نقيب قديم وكنت قائد فوج وكنت موجود بالسويس بمركز العمليات الخاص بالفوج اقود الخمس سرايا التي يتشكل منهم  الفوج وكلمه فوج هو تشكيل من تشكيلات الدفاع الجوى وهوحجمه بمثابه كتيبتين دفاع جوى والكتيبه ثلاث سرايا والفوج من خمسه الى سبع سرايا ،  كانت رتبتى صغيره لكن ظروف مرض القائد هى اللى وضعتني فى هذا الموقع ، والحمد الله عملت مع باقى الجنود اعمالا تعتبر مجيده واصبحت انا المسؤل عن حمايه الجيش الثالث بالكامل فى منطقه السويس.

اخذت الملازم زهير وذهبنا لميناء الادبيه واخذنا اللنشين الذين كان دورهما الاساسى هو ارسال الطعام  وأى نواقص تخص القوات الموجوده فى الجزيره ، والجدير بالذكر ان كل المعارك اللى كانت بتدور على الجزيره كانت واضحه بالعين المجرده لقائدى اللنشين وهم كبار فى السن نظرا لان القتال يدور امامهم علي مسافه 2 كيلو لا اكثر ، الا اننى ذهبت ووجت اللانشين جاهزين ومستعدين لارسال الجنود للجزيره وبمجرد ان قلت لقائد اللانش (( دور المكن )) قالوا حاضر يا فندم وهم مدنيين وليسو عسكريين كما ذكرت الا ان هذه هى الروح اللى كانت موجوده فى الشعب المصرى وقتها الكل مستعد للتضحيه من اجل مصر ،

 أقلعت باللنشين انا والملازم اول زهير وبعد ما يقل عن 200 او 300 متر من تحركنا ، اكتشفتنا البحريه الاسرائيليه على الرغم انى اعطيت الاوامر بالسير على سرعه بطيئه حتى لا تسمع البحريه الاسرائيليه صوت المحركات وكان قراراي أن نصل متاخرين أفضل ما ننضرب ولا نصل اصلا ،  وعلى الرغم من ذلك فقد  اكتشفونا  رغم اننا أيضا ابحرنا من غير اضواء ملاحيه وهذا خطر ورغم ذلك اكتشفونا لان عندهم رادارات واجهزه استشعار ولذلك اكتشفونا بسهوله . فبدأوا فى مهاجمتنا بعنف وكانت النتيجه انه استشهد عدد 7 واصيب عدد اخر وعلى الرغم من ذلك  اصريت على التقدم ورفضت انى ارجع والغى المهمه ، حتى لو وصلت وحدى  .

 أستمرينا في الابحار تحت القصف البحري المعادي حتي اقتربنا  من الجزيره والضرب لم يتوقف حتى وصلنا .

وكانت المفأجاه او من المفارقات أننا فور اقترابنا من الجزيره بحوالى 60 او 70 متر بدأ موقع الجزيره يضرب علينا لانهم فى حاله رعب واشتباك مستمر مع العدو وليس لديهم فكره عن وجود دعم في الطريق ولا اتصالات بالكابل البحرى الذي انقطع والاسلكى عليه شوشره . وكانت النتيجه بكل اسف استشهاد عدد اخر واصيب عدد اخر .

كان صوتى مميز لهم لانى كنت دائم التردد عليهم وبدات اتكلم معهم بالميكرفون وانادي عليهم بالاسم (( يا فلان يا فلان انا النقيب مجدى اوقف الضرب اوقف الضرب احنا مصريين )) وبعد وقت توقف اطلاق النار علينا من قواتنا بالجزيره بعد أن استشهد منا سبعه وانصاب عدد مماثل .

وصلنا الجزيره على الضفه الغربيه التى تعودنا ننزل فيها ، وكنا أقمنا فيها  مرسى ترسى عليه المراكب وعندها يوجد سلالم مخصصه للموقع لكي نرسو احنا عليها وهو  المكان الوحيد الذي يمكن أن تصل به للموقع بيهاجمونا من اتجاه الشمال والشرق والسلالم من اتجاه الغرب .بدانا نطلع بمنتهى السرعه وفى ثوانى تم توزيعنا على الموقع وفى خلال دقيقه كنا جاهزين للقتال وبدانا القتال بالفعل وبدانا نضرب قنابل مضيئه تانى والموقع نور والاحياء فى الموقع تشجعو مره اخرى وبدانا الاشتباك من جديد وبدانا نحدث خسائر اخرى فى العدو . الاسرائيليين حسو ان فى حاجه جديده فى الموقع من بعد ما شعرو ان الموقع اقترب من السقوط والمقاومه فى انهيار مستمر فجاه نشط مره اخرى فاستنتجو ان اكيد فى قوات اضافيه حضرت لهم . وبالاخص ان ممكن اللانشات اللى هاجمتنا واحنا رايحين ممكن تكون بلغت ان فى امداد راحل للجزيره . فبداو هما كمان يستدعو الاحتياطى بتاعهم اللى كان جاهز على لانشات على بعد 300 او 400 متر من الموقع وفعلا احنا شفناهم وهما جايين وبينزلو وبيحاولو يتسلقو الموقع وبداء الهجوم يكون عنيف وبشده كبيره وبداء سقوط شهداء من عندى كتير وجرحى كتير ايضا وابتدى الموقف عندى يكون فى غايه السوء .لدرجه انه وصل لاماكن عاليه فى الموقع عساكر اسرائيله ونزلو لهم عساكر من عندنا وقاتلوهم وخلصو الذخيره بتاعتهم وبداو القتال بالسنكى . واقول للتاريخ انا كان عندى حكمدار مدفع قاتل ظابط اسرائيلى وقتله بالسنكى فى رقبته وللشهاده الحق ان الملازم مصطفى ابو سديره ضرب ظابط اسرائيلى بدفعه رشاش وكان هيضربه بالسنكى . وعلى الفور طلبت على الاسلكى نجده من قائد اللواء وقائد اللواء بلغ قائد الجيش وكان الرد بكل وضوح ( انسى ان فى اى لانش يطلعلك ) !!!!!!!!!!!!!!!

حارب لاخر طلقه واخر رجل . قولت طب يا فندم الموقع  هيسقط . قال مقدرش اطلعلك حد انا طلعت لانش واستشهد فيه اكتر من 40 واحد وانت كمان وانت رايح باللانشين سقط من عندك شهداء ووصلتو بمعجزه . حاربو لاخر طلقه واخر رجل وربنا معاكم .

انا وقفت مع نفسى وشايف اد ايه الموقف اللى انا فيه سئ جدا وتخيلت ان الموقع هياخدوه مننا واول حاجه هيعملوها انهم هيقتلونا كلنا . واكيد هيتغلبو علينا مش عاوزه كلام وهياخدو الموقع هياخدوه بردو مش عاوزه كلام وانا كل اللى معى بنادق نص اليه وكام طلقه وخلصو وهما معاهم قنابل اليه وحارقه وفسفوريه وزخيره وبتساعدهم اللانشات بتاعتهم  والقوارب وعددهم حوالى 800 او 900 واحنا 60 وعلى بال ما زدنا عليهم كان نص الموقع استشهد اواتصاب .

وهنا الهمنى الله فكره على اد ما هو جرئ بس هو غريب ايضا وعلى الرغم من صغر سنى وانا وقتها كان عندى26 سنه وعندى جواب من الفريق محمد فوزى فيه شكر على هذا القرار الجرئ اللى انا اخذته والقرار هو انى بلغت قائد الجيش انه يعطى اوامر لجميع مدفعيات الجيش التالت انها تضربنى .

وهذه نظريه عليا وعلى اعدائى وان كانو هياخدو الموقع ياخدوه على جثثنا وانا معندش حاجه ابقى عليها ذخيرتى خلصت ظباطى ماتو والباقى اما مصاب واللى عايش منهم بمجرد ما الموقع هيسقط هيقتلنا العدو . واحنا عندنا ليس على الاقل من 3000 مدفع ميدانى وهما اللى كانو عاملين رعب للقوات الاسرائيليه فى  حرب الاستنزاف وقولت له خليهم يضربو باعلى معدل .

فرد قائد الجيش وقالى انت مجنون ؟ على مسؤليتك الكلام ده ؟ قلت له ايوه على مسؤليتى وساعتها زى ما يكون قائد الجيش وجد لنفسه مخرج ويكون عمل اللى عليه وكرر على مسؤليتك الكلام ده قلت له اه على مسؤليتى .ووقتها لا كنت بفكر فى مراتى ولا اولادى ولا اى شئ غير انى اعمل الواجب اللى عليا. وانا كان عندى ملجاء فى ا لموقع عميق جدا عملاه القوات البريطانيه وقلت الم كل اللى فى الموقع من احياء ومصابين وانزل بيهم فى الملجاء على الرغم انى عارف انى هيحصل عندى خسائر والدشمه هتتدمر لكن مفيش امامى غير كده لكن الاسرائيليين من هيتحملو الضرب هما ميتحملوش عسكرى يصاب عندهم فما بالك لما يجدو مدفاعيات الجيش التالت كله بتضرب فيهم وبتدك الموقع دك وساعتها مش هيكون امامهم غير انهم ينسحبو او ينتحرو .

وفعلا بداء الضرب وكنت قلت افتح النيران لمده ربع او تلت ساعه واوقف الضرب وفعلا اللى توقعته حصل بمجرد ما بداو الضرب اتهدت الدشمه على دماغنه واللى مات مات واللى اتصاب اتصاب وبعد 21 دقيقه ضرب متواصل طلعت  انا واللى معايا نشوف بعد الضرب ده بالاعيره الثقيله 130 ملى و 150 ملى و 155 ملى والكل كان بيصيب والمدفع اللى كان بيهيف كان بيصيب ووجدت عمليه انسحاب مهوله بتحث من القوات الاسرائيليه محتاجه امهر المصوريين السينمائيين يصوروها القوات بتجرى والقوارب بتحمل العساكر وبتجرى والغرقى بينتشلوهم والجرحى بينقلوهم والقتلى بيجروهم . عمليه انسحاب رهيبه والاسوء هو انك وانت بتنسحب وفى هذا الهلع وكمان تبداء تضربه وهو مش ادر يعملك حاجه هو تحت واحنا فوق ولذلك فى هذه اللحظات كبدناهم خسائر مهوله فى هذه اللحظه والحصيله بالنسبه لهم 67 قتيل وحوالى 18 قطعه بحريه منهم 11 قارب مطاطى وهذه الخسائر لم تحدث لهم طوال حرب الاستنزاف كلها . وكل هذا بفضل الرجال اللى قاتلو وضحو بارواحهم . ووقتها كان بداء يظهر اول ضوء وكانت الساعه وقتها حوالى 5 صباحا . والغريب ان الله ريحمه ابراهيم الرفاعى جاء عندى الموقع واخذ من عندى 21 افرول فاضى وده اللى كان متعارف عليه ان العسكرى الاسرائيلى كان بيلبس افرول قطعه واحده بسوسته فيها كل اسلحه وعتاده بيحيث انه لما يموت يفكو السوسته وياخدو الجثه فقط علشان ا لحموله . واخد ايضا 19 بندقيه اسرائيلى واخد 12 رشاش اسرائيلى وعليكم ان تحسبو اللى ماخدناش حاجته او غرقت فى البحر كام واحد .

المهم فى اواخر الانسحاب لهم كان بداء النور يظهر واصبحت الساعه حوالى 6.10صباحا وممكن نشوف كويس وانقلبت المعركه من معركه بحريه الى معركه جويه .وجدت فجاه طيارتان هليكوبتر واقفين على سطح المياه على مسافه حوالى 150 او 200 متر واقفين فى حاله ثبات على سطح الارض منزلين الاحبال والسلالم على سطح البحر لانقاذ الجرحى وانتشال الغرقى يعنى تعتبر عمليه نجده عاديه . بس انا كظابط دفاع جوى اول ما شفت طائرات واقفه على سطح المياه استفزنى الموقف لان دى بقى شغلتى انا لانى دفاع جوى فانا على طول ما دار فى راسى بعد ما كنت مشط الموقع كويس من الساعه خمسه حتى السادسه وعرفت وعرفت ان كل المدافع عندى اتدمرت ماعدا مدفعين وكل الرشاشات اتدمرت ما عدا واحد 14.30 رباعى المواسير وشويه بنادق الى والان انا امامى طائرتين وواحده منهم متطرفه فى اليمين واوطى  طائره وعلى طول حطتها فى دماغى وناديت على حكمدارين المدافع لان للاسف خلاص الظباط مات من مات واصيب من اصيب والحكمدارين واحد اسمه ابو حسيبه قلت لهم شايفين الطائره اللى واقفه فى اليمين دى قالو اه قلت لهم كل  واحد طلقه واحده 85 ملى عاوز نشان مباشر على الطائره تعاملو معها على انها هدف ثابت على الارض لانى خفت ان اقول لهم اضربو هذه الطائره فيشتبكو معها باسلوب دفاع جوى ويحطو حسابات وانحرافات ومعدل حركه والنتيجه الطلقات مش هتيجى فى الطائره انما انا قصدت انى مشتتهمش واخليهم ينشنو عليها على اساس انها عربيه واقفه على الارض . وفعلا قلت هلم نشنو ولما تكونو جهزين قولو جاهزين يا فندم وفعلا قالو الاثنين جاهزين يا فندم قلت اول ما اقول اضرب انتو الاثنين فى نفس اللحظه تضربو ولاحظو ان اللى هيحصل ده هيكون فيه يا حياتنا يا موتنا . وفعلا انا قلت اضرب والمدفعين ضربو فى نفس اللحظه ولا تتخيلو منظر الطائره وهى بتنفجر فى الجو وامامنا كتله نار مشتعله ونازله على سطح المياه وهى مليون حته مولعه نار . صراحه منظر لا يمكن ان يوصف وسعاده وفرحه لا يتخيلها احد بعد ليله مريره عشناها . وفى هذه اللحظه مازال الجيش التالت لا يعلم عننا شئ لان لا يوجد لاسلكى الومقع ادمر تماما لا يعرفو هل نحن احياء ام اموات هل احتل الموقع ام مازال فى يدنا ام لا يوجد فيه اى قوات من الجانبين وفى هذه ا للحظه وجدو اطلاق نار وانفجار طائره للعدو فعرفو انه مازال يوجد احياء مننا . وفى هذه اللحظه جمعنا بطاريات واستطعنا ان نشغل لاسلكى وكانت الساعه وقتها حوالى 6.30. وفى هذه اللحظه جن جنون الاسرائيليون وقالو هل معقول الموقع اللى طول الليل نضرب فيه وتم دكه من مدفعيتهم لسه في حد عايش وكمان يضرب لنا طائره ؟؟

وفى نفس الوقت وجدت لانش مخابرات جاء بسرعه كبيره ويخترق الحصار الاسرائيلى بمنتهى الشجاعه والقوه وكان موجود عليه ابراهيم الرفاعى الله يرحمه .جاى لوحده فى وسط العدد المهول من الزوارق الاسرائيليه . وهو جاء وهو يعلم اننى بالموقع وانا كنت على صله جيده به بسبب انه كان ياتى وينفذ عمليات خاصه بهم عن طريق الجزيره .ولذلك اول ما وجد الطائره انفجرت عرف انه مازال يوجد مننا احياء فاخذ لانش واتى بسرعه للموقع وصور بالكاميرا الخاصه به كل حاجه فى الموقع واتنشرت الصور هذه فى جريده الاهرام العدد الصادر يوم 21/7/69 . صور ال 21 افارول والبنادق والرشاشات اللى اخذتها من الاسرائيلين والقنابل اليدويه والفسفوريه والحارقه التى لم تنفجر . وشرحت له الموقف كامل ان عندى شهداء وجرحى ومنهم من ينزف حتى الموت ولا استطيع ان افعل لهم شئ ولا يوجد اى نجده او اغاثه جائت لى يارت يا فندم تتصرف .وكان عندى موقف صعب لجندى وهو انه من شده الضرب من مدفعيتنا كان يوجد حائط كبير سمكها حوالى مترين وطولها حوالى 30 متر وتزن حوالى من 40:60 طن انفصلت من جنب ومعلقه من الجانب الاخر بالاسياخ الحديد الكتله دى بالكامل وقعت على ذراع عسكرى عندى واصبح المشهد هذه الكتله تحتها ذراعه وبطه مفتوحه ومصارينه طالعه بره وبينزف وعايم فى بركه دم عينه مفتحه ومبيتكلمش وما زال فيه الروح . وكنت اتمنى انه يموت ولا انى اشوفه بالمنظر ده .لانى لا استطيع ان اسعفه ولا استطيع ان ارفع الصخره من عليه ولا ادر اعمله اى حاجه . المهم ابراهيم الرفاعى اخذ معاه بعض الظباط الجرحى لكن مش كلهم لان اللنش بتاعه مش هينفع يا خد اكتر من عشره .وقلت له قبل ما تمشى لازم تشوف حل فى العسكرى ده هعمله ايه ومنظره ده عامل قلق شديد فى الموقع ومعناويات العساكر كلها محبطه بسببه . وبدون تفكير وجدته يقول لى شوفلى بلطه او ساطور . ارسلت عسكريين للمطبخ اللى اتهد من الضرب وقولت لهم اتصرفو هاتو بلطه او ساطور وفعلا احضرو بلطه كنا بنكسر بها الخشب . ومسكنا العسكرى انا وابراهيم الرفاعى وفصلنا ذراعه عن جسده والغريب لم ينزف قطره دم ولم يقول حتى اه !!!!!!!!

وسبحان الله العسكرى ده لسه له عمر يعيش وظل يزورنى لمده عشرين سنه فى منزلى وهو يبكى ويقبل يدى وقول انت انقذت حياتى .وانا كل ما اشوفه بحزن جدا واتمنى انه لا ياتى لي لانى اشعر بذنب رهيب انى قطعت يده . لكن مكنش فى حل تانى نقدر نعمله غير كده واستطعنا ان ننقذ حياته .

ثم جائت الساعه 7.30 ووجدنا ان الجهاز اللاسلكى اتفتح وجائت لنا رساله من الرئيس جمال عبد الناصر وهنأنا واثنى على شجاعتنا وكانت رساله جميله جدا لتحفيذنا وعرفنا انه منحنى انا والظباط  اللى معى نوط الشجاعه العسكرى من الطبقه الاولى والصف ظابط ال24 منحهم نوط الشجاعه العسكرى من الطبقه الثانيه بعدها بنصف ساعه اشاره شكر من الفرق اول محمد فوزى وزير الحربيه وبعدها بعشره دقائق اشاره تقول يمنح موقع الجزيره الخضراء مكافئه ماديه قدرها 500 جنيه نظير اسقاطه اول طائره على الجبهه .ومن هذا اليوم اصبح مبداء سارى اوى وحده تسقط طائره تاخد مكافئه 500 جينه طول فتره حرب الاستنزاف .ثم وجدت لانش اخر ياتى لنا وفيه قائد فرقتى . وبما انى ذكرته يبقى لازم اقول له كلمتين للحق والتاريخ ان ا للواء احمد سلامه غنيم قائد الفرقه الثامنه دفاع  جوى الفرقه المسؤله عن حمايه سماء الجيش التانى والتالت كله من بورسعيد حتى العين السخنه كان يتمتع بشجاعه كبيره جدا وكان فى المعارك السابقه قبل الجزيره الخضراء لما كان الجيش الاسرائيلى يهجم علينا كان يلقى بقنابل زمنيه تنفجر كل واحده فى توقيتات متزامنه يعنى واحده بعد ربع ساعه واخرى نص ساعه واخرى ساعه وطبعا بخبرتنا عرفنا هذا السستم اللى بيعملوه كل مره وفى احد المرات دخل على موقع ووجد جنود فى قمه الزعر من قنبله زمنيه تزن  200 رطل وما كان منه الا انه وقف عليها وقال ايه يعنى قنبله زمنيه خايفين ليه هى مش هتنفجر غير بعد نص ساعه . ويبدا فى تحفيز الناس والكل يشتغل عادى وقبل ميعاد الانفجار بخمس دقائق يخلى الموقع .

هذا الرجل لم ارى مثله فى شجاعته وقيادته وحكمته فى حياتى . وللاسف لم ياخذ حقه ولم يتكلم عنه اى شخص .

المهم اول ما طلع وتفقد الموقع قال لى ايه ده يا مجدى يا بشاره ؟ دى كانت مفرمه لحمه .من كثره المصابين والجثث والاشلاء فى الموقع . واخذ بعض الظباط الجرحى وشد من اذرى ورحل

وطبعا الاسرائيلين من عادتهم انهم يعملو رد فورى لاى هجمه تصدر مننا فوجدناهم الساعه 9.5 جائو بهجمه بالطيران انتقاما من اسقاط الطائره بتاعهم  وكده كنا خلاص فى يوم 20 يوليو 69 وطبعا انا مكنتش مستسلم للوضع ومستنى رد فعلهم وخلاص لا .انا كنت عمال اصلح فى الاسلحه بقدر المستطاع يعنى اصلح رشاش من رشاش ومدفع من مدفع مما جعل الوضع التسليحى افضل وعلى اد ما اقدر اداوى المرضى واشيل الشهداء .وانا مكنتش عاوز خسائر تانى ولا شهداء تانى ولذلك انا اصدرت اوامر انه اذا حدثت هجمات طيران اخرى الكل يدخل الملاجئ حتى لا تحدث خسائر اخرى حتى نصلح الموقع ونقف على ارجلنا . وعلى الرغم انى اصدرت هذا الامر الا انه يوجد عريف متطوع اسمه احمد الدرديرى حكمدار الرشاش 14.30 بوصه رباعى الوحيد اللى كان صالح فى الموقع من هذا العيار .ولا اعلم هو رفض انه ينزل وكسر اوامرى ولا شاف كده احسن ولا مسمعنيش .الله اعلم .المهم هو جالس على كرسى الرشاش وماسك فى اليد اللى بيوجه بيها الرشاش ووجد طائرتين ميراج امامه مباشرتا .وهذا هو اسهل هدف فى الدفاع الجوى الذى يكون امامك مباشرتا .ووجدته بيقول لى يا فندم انا وجد الطائرتين امامى مباشرتا وفى دائره النشان وكل اللى انا عملته انى دوست على بدال ضرب النار وطلعت خراطيم من الرصاص لان الرشاش ده بيطلع 3000 طلقه فى الدقيقه .والنتيجه ان طائره منهم انفجرت فى الجو واصبحت كتل نار متفرقه وده مقدرش اقول غير ان اللى حصل ده من عند ربنا لاننا لو قصدنا نرتب له ونعمله لن يحدث نهائى . وجن جنون الاسرائيلين مع تعجب قواتنا ايضا اننا لسه فينا نفس وبنقاتل .واستطيع ان اقول ان يوم 20/يوليو 69 كان يوم اسود على القوات الجويه الاسرائيليه وكان يوم فخر وشرف لقوات الدفاع الجوى المصريه لاننا بالاشتراك مع القوات الجويه استطعنا ان نسقط للعدو 19 طائره على الجبه المصريه . لانهم لما جن جنونهم هجمو على الجبه بالكامل من بورسعيد الى السخنه وكانت النتيجه هذه الخسائر الفادحه لهم .وعلى الرغم من ذلك الا انهم لسه صعبان عليهم يسكتو وميخدوش بطارهم وكمان فى النهايه لم يستولو على الموقع . وعلى الرغم انهم انسحبولكن القوات البحريه بتاعتهم لسه محاصره الجزيره وكان عددنا وقتها على الجزيره 24 رجل .والموقف عندى اصبح مفيش اكل مفيش لبس المصابين بينزفو حتى الشهاده وكمان مفيش رمله علشان ادفن اللى يموت وعدى علينا ايام على هذا الوضع وبدات الجثث تتنفخ وهنبداء ندخل فى وباء الى جانب الخوف والرعب فى نفوس العساكر من المناظر دى .فبدائنا نلف الشهداء فى بطاطين ونربطهم والمسلم نصلى عليه اسلامى والمسيحى نصلى عليه قبطى واخذناهم فى مركب صغيره جنب الجزيره ونبعد بيهم شويه فى حته غريق ونزلناهم فى المياه . ونظرا لنقص المياه لان خزانات المياه باظت من القصف خصصت كام عسكرى يحضرو مياه من البحر ويغلوها فى اذانات كبيره ونولع فى صناديق الزخيره علشان نعرف نشرب مياه وكانو اليوم كله يعملو نظريه التقطير علشان يا دوب يعملو لترين او تلاته مياه فقط ونقسمهم علينا احنا ال 24 رجل وكنا بنقسم المياه فى غطاء الزمزميه علشان تكفينا .اما الاكل كنا مش بنفكر فى الاكل الا لما مر علينا حوالى 3 ايام فكنا نرمى عبوات ناسفه فى المياه وناخذ السمك وناكله .وفضلنا على الوضع هذا 8 ايام . لا عارفين ناكل كويس ولا نشرب كويس ومحاصرين ولا فى حد عارف يجيلنا واللاسلكى فضيت البطاريات كلها ومفيش وسيله شحن والكابل الارضى من اول المعركه اتقطع واصبحت معزول عن العالم الخارجى . وقواتنا عارفين ان فيه احياء مننا لكن ميعرفوش كام ولا مين اللى عايش لان كل شويه بتحدث معركه ولا يعرفو ما نتيجتها ولا الخسائر التى نتجت عنها .

ومن المواقف الصعبه اللى حصلت ان اذاعه اسرائيل اذاعه خبر واحنا لم نذيع اى شئ حتى اذاعت اسرائيل وللاسف من الحقائق المره اللى لا مفر من ذكرها ان فى هذه الاوقات كان الشعب المصرى لا يثق فى الاذاعه المصريه من بعد ما حدث فى 67 وللاسف الاذاعات اللى كان موثوق فيها وقتها هى لندن ونيويورك واسرائيل . اللى حصل ان اسرائيل يوم 20 يوليو الساعه 2 ظهرا اذاعه خبر وهو:

 ( قامت قوه من قوات الكوماندوز الاسرائيليه بالاغاره ليله امس على موقع الجزيره الخضراء بوسط خليج السويس ودمرته تدميرا كاملا واباده كل من فيه ورجعت قواتنا سالمه ) .

وده كان اول بلاغ اذاعوه واخذته عنهم اذاعه لندن ونيويورك . لكن هما عندهم قتلى وجرحى ولا يستطيعو ان يخفوهم عن شعبهم فاذاعو بيان اخر الساعه 4 اى بعدها بساعتين وقال المذيع:

 (قامت قوه من قوات الكوماندوز الاسرائيليه بالاغاره ليله امس على موقع الجزيره الخضراء بوسط خليج السويس ودمرته وقتلت كل من فيه وفقدنا ثلاثه عشره ما بين فقيد وجريح ) .

ثم بعدها بساعتين اى الساعه 6 المغرب كانو وكالات الانباء العالميه فضحتهم وقالو انهم وقعت لهم طائرات وخسرو لانشات واصبحت فضيحه لهم فقالو فى نشره 6:

(قامت قوه من قوات الكوماندوز الاسرائيليه بالاغاره ليله امس على موقع الجزيره الخضراء بوسط خليج السويس ودمرته وقتلت كل من فيه وعادت قواتنا بعد ان فقدت 35ما بين قتيل وجريح ).

ولكم ان تتخيلو معنى ان اسرائيل تقول فقدنا 35 يبقى ماتلهم كام وهما معروف عنهم لما يموت لهم 10 يقولو واحد علشان معناويات شعبهم متقعش لكن هيودو الجثث فين وهما عندهم الجثه مهم ومعنى انها لم تظهر يبقى هو لسه عايش لان من غير جثه لن يحدث اى ميراث او معاش او اى حقوق لاهله وطبعا مع الضغط عليهم كان و بيعترفو ووكاله الانباء الفرنسيه فى الاهرام بتاعهم قالت ان اسرائيل فى هذه الليله لاقت هزيمه لم تكن تتوقعها وتكبدت خسائر غير عاديه فى الارواح لدرجه ان  جولدمئير بكت فى هذه الليله .

المهم هما بعد 8 ايام فقدو الامل انهم يسيطرو على الموقع فقرروا نهم يفكو الحصار ويرحلو . وبكده استطعت انى انزل وارجع تانى للسويس اقوم بمهام عملى كقائد فوج .

واحب اذكر طبيعه العلاقه اللى كانت بينى وبين ابراهيم الرفاعى واللى معتقدش انه قالها لاحد . المجموعه 39 قتال لابراهيم الرفاعى والشهيد عصام الدالى كان معظم العمليات بتاعتهم على جنوب البحيرات على شط لسان بور توفيق والسخنه .كانو يعبرو القنال يروحو يعملو اغاره على المواقع الاسرائيليه ويدمروها ويقتلوهم ويجيبوااسير ويرجعو مره اخرى على الشط .وكانت هذه العمليات من اعظم العمليات فى حرب الاستنزاف .فكان عندما يكون عنده مهمه فى السخنه او اى شط اخر كان بيكون ا لتجمع عندى فى الادبيه او الزيتيه وتحرك بقوارب مطاط ويروح لمكان ا لعمليه وطبعا المسافه كبيره من الادبيه اوالزيتيه حتى مثلا للسخنه او بور توفيق حوالى 11 كيلو وطبعا دى مسافه كبيره جدا علشان يفضلو يمشو كل ده ولذلك كان لازم ان يمر على الجزيره الاول وكان يطلبنى فى التليفون ويقولى يا مجدى انا جاى اشرب الشاى عندك .فافهم ان فى عمليه هتتم فى الشرق وان الناس بتوعه هيجو عندى فى الجزيره اما اثناء المرواح او العوده .وفى يوم من الايام العصيبه جدا كان معاه الشهيد عصام الدالى واتجمعو عندى وعبرو للشرق ونسفو مخازن الزخيره .واثناء الانسحاب اكتشفهم العدو وبدا وفى مطاردتهم بالدبابات وتصليط الاضواء الكاشفه عليهم كى ياثروهم او يقتلوهم .وللاسف جائت دانه دبابه مباشرتا فى رقبه الشهيد عصام الدالى .ففصلت راسه عن جسده .وكان مشهد صعب اثان رجوعهم بالقارب وواحد شايل الجثه لوحدها وواحد شايل الراس لوحدها .هما دول الرجاله اللى  جابو النصر لمصر هما دلو الرجاله اللى يستحقو التكريم .ولذلك انا بقول ان الراهيم الرفاعى راجل مخدش حقه راجل عمل فى اسرائيل ما لم تفعله فرقه بالكامل كان رحمه الله عليه رجل بمعنى الكلمه .ومن هنا كانت علاقتى به كبيره وكنت بامنه هو ورجاله اثناء الذهاب والعوده .  

وبكده تكون انتهت معركه الجزيه الخضراء .

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech