Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

الوثائق الإسرائيلية - الحلقة التاسعة عشرة

الوثائق الإسرائيلية (الحلقة التاسعة عشرة) ـ الخطة السورية لاحتلال هضبة الجولان وقعت بأيدي إسرائيل قبل 6 أشهر من الحرب

مصدر كشف للاستخبارات الإسرائيلية أن مصر أبلغت دمشق أنها تنوي شن الحرب في نهاية سبتمبر أو في مطلع أكتوبر

تل أبيب: نظير مجلي


في هذه المرحلة من التحقيق تتوصل لجنة أغرنات [للتحقيق في إخفاقات إسرائيل في حرب أكتوبر 1973]، إلى أن الخطة الحربية السورية لتحرير هضبة الجولان المحتلة منذ عام 1967، وقعت بأيدي الاستخبارات الإسرائيلية قبل ستة أشهر من حرب أكتوبر، وأن خطة معدلة بشكل طفيف قد وصلت مرة أخرى عشية الحرب. ولكن هذه الاستخبارات، لم تنظر بجدية إلى هذه الخطة. ولم تطلع كل الأطراف الضرورية عليها.

وفي مقارنة بين هذه الخطة وما تم تطبيقه في الحرب نفسها، يتضح أن السوريين طبقوها بالكامل تقريبا، من دون أن يتمكن الإسرائيليون من الاستعداد لمواجهتها بالطرق العسكرية المناسبة. وتذكر اللجنة أن الخطة الحربية المصرية لعبور القناة، هي أيضا وقعت في أيدي الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، قبل حوالي سنتين من الحرب، ولكنها أجلت البحث فيها كقضية قائمة بذاتها، إلى مرحلة لاحقة من التحقيق.

وفي هذه الحلقة يلاحظ ان اللجنة الأمنية التي شكلتها الحكومة الاسرائيلية خصيصا لكي تراجع تقرير لجنة أغرنات السري قبل السماح بنشره، تعمدت شطب العديد من الكلمات والجمل وإبقاءها سرية، رغم مرور 34 سنة على الحرب. ويلاحظ أن الجمل التي شطبت، هي تلك المتعلقة بالإخباريات التي حصلت عليها الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية من مختلف المصادر، التي تؤكد الوثائق التي نشرت لاحقا بأنها كانت بالأساس «مصادر» عربية، ولكن كانت بينها ايضا مصادر أجنبية. هذا، مع العلم بأن جميع وثائق البينات، الملحقة بهذا التقرير وكل البروتوكولات والشهادات، ما زالت تعتبر سرية. واللجنة الحكومية المذكورة ما زالت تجري مراجعة دقيقة لها وتبحث في ما هو ممكن نشره منها. وقد كان هناك من حرص على تسريب أسماء بعض هذه المصادر إلى الصحافة وإلى الباحثين الإسرائيليين. لكن أية جهة رسمية في اسرائيل، خصوصا هذه اللجنة، لم تؤكد بشكل رسمي صحة هذه الأنباء أو الأسماء، خصوصا أن بعض تلك المصادر، ما زالت فاعلة حتى الآن. وهي تفسر ذلك بالقول إن الهدف من هذا التقرير هو الاشارة إلى الأخطاء في عمل المؤسسات الإسرائيلية وليس التخريب على تلك المؤسسات أو «إحراق» المصادر التي «تتعاون» مع المخابرات الاسرائيلية في العالم العربي أو في دول أخرى.

وفي ما يلي، حلقة أخرى من تقرير اللجنة:

(4) اخباريات تحذيرية من مصادر جيدة 57. اضافة إلى التشكيلات [الحربية] المصرية والسورية [على الجبهتين]، التي كان يجب أن تثير شكوكا خطيرة حول الاستعدادات الهجومية للعدو، كانت بأيدي شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي اخباريات من مصادر جيدة، كان من المفروض ان تضاعف تلك الشكوك لدرجة الاحتمالات القصوى، بأن حربا شاملة ستنشب في المستقبل القريب. وفي هذا الموضوع أيضا، سوف نبحث في هذه المرحلة، الأنباء التي وصلت حتى الرابع من أكتوبر [تشرين الأول]، فيما نبحث موضوع الأنباء التي وصلت في اليومين الأخيرين قبل الحرب، بشكل منفرد لاحقا (البنود 75 - 89).

(أ) في صيف 1973 علم من مصدر ــــــــــــ [الرقابة شطبت جملة هنا فترك فراغ] بأن مصر أبلغت سورية أنها تنوي شن حرب في نهاية سبتمبر [أيلول] أو في مطلع أكتوبر [تشرين الأول]، سواء شاركتها [سورية] أو لم تشارك ـــــــــــــــــ [هنا يوجد فراغ أكبر من سابقه] (وثيقة البينات رقم 98، الوثيقة 42). وقد أكد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، انه على الرغم من ان المصدر جيد ــــــــــــــــــ [فراغ آخر] فإنه لا ينبغي الاعتماد على تحذيراته بخصوص اعلان الحرب، لأنه سبق وأن حذر في الماضي عدة مرات وقدم تواريخ قال إنها مواعيد لشن الحرب وتحذيراته لم تتحقق (صفحة 145). فعلا كانت هذه حقيقة بأن تحذيراته لم تتحقق. ولكن هناك فرقا بين الأخبار التي يعبر فيها المصدر عن تقديراته الشخصية حول موعد نشوب الحرب ـــــــــــــــــ [جملة طويلة شطبتها الرقابة]. ليس مفهوما لنا لماذا لم يتم التعامل مع إخبارية تحذيرية كهذه بثقة عالية، كما عوملت إخباريات أخرى كانت خالية من التقديرات الشخصية للمصدر. وبالمناسبة، فإن الاضافة التي قدمها المصدر بقوله إنه يشك في صحة التاريخ الذي ورد في الإخبارية، هي رأي شخصي ولذا كان لها وزن أقل من الإخبارية نفسها.

(ب) المصدر نفسه أعلن بعد وقت قصير ان موعد اعلان الحرب سيكون في نهاية سبتمبر أو بداية أكتوبر، وأكد ان اعلان الحرب في نوفمبر سيواجه بصعوبات ناجمة عن أحوال الطقس، خصوصا في هضبة الجولان (وثيقة البينات رقم 98، صفحة 43). وقد أضيف للخبر مرة أخرى تقدير شخصي منه يقول فيه ان المسألة غير جدية وأن هذا التاريخ سيمضي من دون حرب، كما في التواريخ السابقة. ولكن، هنا أيضا، ينبغي أن نفرق بين مصداقية المصدر عندما يعطي الخبر وبين تقديراته الشخصية.

(5) الخطة السورية لاحتلال هضبة الجولان 58. الخطة السورية [العسكرية] لاحتلال [تحرير] هضبة الجولان كانت بأيدي شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي يوم 27 أبريل [نيسان] 1973، وقامت بتوزيعها على القيادات العليا (رئيسة الحكومة ووزير الدفاع ورئيس أركان الجيش ورئيس القيادة العامة – وثيقة البينات رقم 109) وأيضا داخل شعبة الاستخبارات العسكرية ولرئيس شعبة الاستخبارات في اللواء الشمالي (وثيقة البينات رقم 110). في نهاية سبتمبر، وصلت إلى شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي، مرة أخرى، خطة سورية التفصيلية لاحتلال الجولان، من مصادر استخبارية ــــــــــــــــــــ[شطب من الرقابة] (وثيقة البينات رقم 13، وثيقة البينات رقم 98، الوثيقة 53). فقد أبلغت هذه المصادر بأنها علمت من مصدر موثوق ان «من المتوقع أن تنتهي كل الاستعدادات في نهاية سبتمبر. قادة الألوية تلقوا الأوامر. والآن يتلقى قادة الوحدات الارشادات النهائية». وتتلاءم هذه الاخبارية مع اخبارية سابقة كانت قد وصلت الينا من المصدر نفسه في يوم 25 سبتمبر 1973 [وهو اليوم الذي قام فيه زعيم عربي بزيارة خاطفة الى تل أبيب وأبلغ فيه عن الحرب المصرية ـ السورية المشتركة ضد اسرائيل، حسبما نشر في وثائق سرية أخرى في إسرائيل خلال الشهور والسنوات الماضية، وتطرقنا إليها في حلقة سابقة من هذا المسلسل]. (وثيقة البينات رقم 99 وشهادة من صفحة 4441 فصاعدا وصفحة 4207 فصاعدا وفي صفحة 4212).

وفي عرض خاص قدمته الاستخبارات يحمل الرمز 104/73 من يوم 2.10.1973 (وثيقة البينات رقم 111 صفحة 6)، تقدر شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي بأن «تطبيق (هذه الخطة) حاليا أو للمدى القريب، ليس واقعيا. وهكذا تلخص رأيها:

«الجيش السوري جاهز الآن في محيط الجبهة السورية في تشكيلات طوارئ كاملة. وعلى الرغم من أن المذهب السوفياتي في القتال يمكن من الانتقال من هذه الحالة [الدفاعية] الى الهجوم، فإن السوريين يدركون أن الشروط للقيام بالهجوم غير متوفرة:

انهم بعيدون عن التقدير بأن في مقدورهم القيام وحدهم بهجوم ناجح في هضبة الجولان، وذلك بسبب ضعفهم العام وضعفهم بشكل خاص في سلاح الجو.

لا توجد اشارات تدل على أن مصر مستعدة للقتال في هذه المرحلة، وهو الأمر الذي تعتبره سورية شرطا أساسيا لنجاحها العسكري.

ج. لا توجد هناك أوضاع سياسية داخلية أو خارجية تحفز على الخروج الى الهجوم (سوى الرد على سقوط 13 طائرة لهم في سبتمبر)».

وقد شهد الجنرال زعيرا حول هذه الأمور فقال (في صفحة 956 - 957):

«سؤال: هل توجد فوارق بين الخطط [السورية لتحرير الجولان] التي تم توزيعها في أبريل وبين [الخطط التي تم توزيعها في أكتوبر]، أم انها الوثيقة نفسها [في الحالتين]؟

جواب: متشابهان كثيرا. الفوارق كانت بسيطة.. أنا أركز على انه منذ أبريل كانت لدينا خطة شاملة في هضبة الجولان، وهي شبيهة بشكل دقيق بما تم تنفيذه في 6 أكتوبر».

عمليا، فقد قامت شعبة الاستخبارات العسكرية بتوزيع هذه الخطة المهمة كـ«فاتورة»، كما لو انها تريد القول بأن الخطة جاهزة «ولكن تنفيذها حاليا أو في المدى القريب هو في تقديرنا غير واقعي» (نشرة 104/73، البند 1).

ان هذا التقدير كان يحوي ما يكفي لزرع الشعور بالحاجة الى السرعة في اتخاذ الاجراءات لدى القوى المتخصصة في التخطيط، حتى تستطيع استباق هجوم العدو، الذي تحدثت الخطة [السورية] عن جاهزية تنفيذها.

لو كانت شعبة الاستخبارات العسكرية نظرت بشكل سليم نحو الحشودات التي لم يسبق لها مثيل لدى قوات العدو، وعلى خلفية خطط العدو التي في حوزتنا، قامت بإيقاظ الوعي لدى القيادة العليا، لكان بالامكان الاستعداد بشكل صحيح للتطورات اللاحقة. ولكن وضعنا من الناحية الموضوعية أفضل من وضع الأميركيين عشية هجوم بيرل هاربر: فقد خشوا من هجوم ياباني متوقع، لكن أحدا لم يتوقع أن تبدأ بهجوم على الأسطول الأميركي بالذات (أنظر أيضا البند 52 آنفا). لكن هذا الامتياز الذي في أيدينا، لم يستغل خلال استعدادات قواتنا أو خلال انتشارها.

توجه عناصر أجنبية بخصوص الخطة السورية.

59. عناصر مخابراتية أجنبية، بدا أنها كانت قلقة جدا من الخطة السورية، التي يبدو انها وصلت اليها في الفترة نفسها، توقعت أن تكون لدينا معلومات عنها وتقديرات بشأنها، فاتصلوا بنا وأعطونا معلومات في يوم 29 سبتمبر وطلبوا بشكل مهرول سماع رد فعلنا (وثيقة البينات رقم 105). رد شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي (من يوم الأول من أكتوبر – المصدر نفسه – في وثيقة البينات 105)، جاء مطمئنا لنفس الروح التي تميز بها ذلك العرض الاستخباري المذكور أعلاه ويحمل الرقم 164/73. وقالت فيها ان التشكيلات السورية دفاعية بشكل كامل يتيح حسب المذهب السوفياتي الانتقال الى هجوم، وبأن السوريين بذلوا خلال السنة الماضية جهودا كبيرة لاستيعاب الأسلحة الجديدة التي حصلوا عليها من الاتحاد السوفياتي، وبينها مئات الدبابات من طراز «تي – 62»، طائرات ميج 21، سرب طائرات سوخوي - 20، وصواريخ فروغ. وعلى الرغم من ذلك، جاء في بقية التقديرات:

«حسب رأينا سيتحرك السوريون لكي يحتلوا هضبة الجولان، كاملة أو بشكل جزئي، إذا رأوا أنفسهم قادرين على النجاح في مسار كهذا. اليوم، هم لا يؤمنون بأنهم يستطيعون النجاح، خصوصا من دون المساعدة المصرية. لهذا، فإننا لا نقدر بأنهم ينوون شن هجوم في هضبة الجولان، بالرغم عن انه توجد امكانية لأن يقوموا بعملية ما محلية ومحدودة. ونحن نقدر ان احتمالات ذلك [الهجوم المحدود] ضعيفة». المصريون يجرون حاليا تدريبات على نطاق واسع، تشمل القوات البرية والجوية والبحرية. وهذه من الممكن أن تكون بالطبع، غطاء لاستعدادات هجومية. ولكن تقديراتنا بأن هذه تدريبات فقط» (التوكيد من عندنا).

الجنرال زعيرا الذي جرى التحقيق معه في هذه المسألة، قال:

«مشكلتنا كانت فقط في مجال التوقيت. وقد قلنا في حينه ـ وأنا أعتقد بأن هذا صحيح أيضا في الحساب التراجعي [اليوم] – لا يمكن لسورية أن تخوض الحرب من دون مصر» (صفحة 5711).

وفي صفحة 5712: «القضية معقدة جدا. أناس موثوقون يقولون ان الحرب ستنشب ولكنها لا تنشب. أناس موثوقون جدا يقولون. فماذا علينا أن نفعل في هذه الحالة؟ يقولون لجيش الدفاع الاسرائيلي ويقولون لحكومة اسرائيل: من ناحية القدرات يستطيع السوريون والمصريون أن يهاجموا. ومن ناحية النوايا، يقولون إن السوريين والمصريين يستطيعون الهجوم. ولكن ليس لدي اثباتات».

بكلمات أخرى، يركنون مرة ثانية الى الحقيقة بأن التحذيرات السابقة لم تتحقق وإلى نظرية «الفرضية» القائلة بأن المصريين لا يرون في أنفسهم القدرة على الهجوم (أقرأ تفاصيل أكثر في البنود من 45 فصاعدا). ومع هذا، فإننا نرى أنه حسب جواب الاستخبارات [الاسرائيلية] للعناصر [الاستخبارية] الأجنبية، منذ 2 أكتوبر لم تتجاهل شعبة الاستخبارات العسكرية احتمال أن تكون التدريبات المصرية مجرد غطاء لنوايا هجومية.

(6) الخطة المصرية لعبور القناة 60. حول الخطة المصرية لعبور القناة (وثيقة البينات رقم 1)، اقرأ لاحقا البند 251. الجنرال زعيرا قال في شهادته (صفحة 47 من البروتوكول) ان الجيش المصري نفذها في حرب الغفران بنسبة 97 % من الدقة [في مجالات] تنظيم القوات والوحدات والأعداد وغيرها. الفوارق الوحيدة كانت في زيادة لواء دبابات ووحدة واحدة لم تعبر القناة من الجهة التي كان قد أشير اليها في الخطة.

(7) نقد لشعبة الاستخبارات العسكرية بشأن الخطتين 61. حقيقة خطيرة هي انه في عشية الحرب كانت بأيدي شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي هاتين الخطتين الأساسيتين [للحرب]، السورية وأيضا المصرية، اللتين تضمنتا معلومات دقيقة عن نوايا العدو والشكل الذي سيتطور فيه هجوم العدو. لكن هاتين الخطتين لم تكونا على مرأى من قيادة الجيش أو من وتفكيرها، لأنهما لم تجدا التعبير عنهما في استعدادات الجيش الاسرائيلي وانتشار قواته عشية الحرب. لم نجد ان قوات نشرت بشكل خاص أمام مناطق العبور والهجوم، كما حددتها خطة العدو، بهدف استباقه والاستعداد لمواجهته في تلك المناطق بالذات. وتجدر الاشارة هنا الى ان هدف القيادة العليا للجيش الاسرائيلي كان عدم اعطاء فرصة للعدو أن يتقدم و«يبلع» قواتنا، بل مجابهته وجها لوجه حالما يحاول اختراق خطوط الجبهة. لهذا، كانت هناك أهمية خاصة لنشر قواتنا بشكل صحيح، في مراحل البدء بإطلاق النار.

قائد اللواء الجنوبي لم ير أبدا خطة العبور المصرية (أنظر لاحقا البندين 252 و253). وأما في اللواء الشمالي فنعطي مثلا من شهادة العقيد أوري سمحوني، الذي شغل خلال الحرب وقبلها منصب ضابط القيادة العامة في اللواء الشمالي. وقد تمت جباية شهادته بوساطة العقيد في الاحتياط، يهوشع نابو، في يوم 25.2.1974 (ملف الشهادات للعقيد نابو). وهو يشهد (المصدر نفسه، صفحة 6) حول الخطة السورية التي وزعت بنشرة شعبة الاستخبارات العسكرية من يوم 2 أكتوبر 1974 [على الغالب وقعت اللجنة في خطأ مطبعي، والمفروض ان يكون الصحيح هو سنة 1973]:

«أنا لا أعتقد بأنني رأيت هذه .. [الخطة]. أنا لست ممن يرسلون اليهم النشرات السرية جدا في شعبة الاستخبارات العسكرية... أنا الآن أراها للمرة الأولى».

وبالنسبة الى الخطة السورية من أبريل 1973، التي وزعت في نشرة شعبة الاستخبارات العسكرية في يوم 27.4.1973 قال (المصدر نفسه، صفحة 6):

«أنا لا أعتقد بأنني رأيت هذه الوثيقة من قبل».

إن الحصول على الخطط العملية للعدو، يعتبر أحد الأهداف المنشودة لكل أجهزة المخابرات. والسؤال اللاذع الذي يسأل هو: شعبة الاستخبارات العسكرية وغيرها من المؤسسات المتخصصة في جمع المعلومات، تبذل جهودا خارقة لكي تجمع هذه المعلومات. فما الفائدة إذا كانت في النهاية ستوضع في الملفات ولا تصل إلى أولئك الذين يجب أن يعرفوها [الخطط] أو لا تدخل إلى وعيهم وادراكهم ولا توجههم في قراراتهم وخططهم العملية؟ من المهم لنا أن نشير الى هذا الفشل البارز من ناحيته الأخلاقية، لكي يتم عمل كل شيء في سبيل تنظيف قنوات الاتصال الموصودة، التي تحتاج الى نقلها من شعبة الاستخبارات العسكرية الى جهاز التخطيط والتنفيذ.

(6) أخبار اضافية من مصادر جيدة 62. مصدر جيدـــــــــ [شطب من الرقابة] أبلغ بإخبارية أولى من يوم 30 سبتمبر بأن المصريين ينوون البدء بإطلاق النار قريبا، بما في ذلك عبور القناة بالقوة وشن حرب شاملة (وثيقة البينات رقم 17). وفي أعقاب هذه الإخبارية علم ــــــــــــــ [جملة أخرى شطبت من الرقابة] في يوم 1 أكتوبر أن المصريين قرروا عبور القناة والسيطرة على المعابر وهناك يتوقعون بأن تسفر هذه العمليات عن تدخل سياسي، وأن يتم فتح القناة والبدء بمفاوضات [سلمية].

وعلم أيضا بأن يوم موعد نشوب الحرب لم يعرف، ولكن على الوحدات المدرعة أن تتم تدريباتها العسكرية في نهاية سبتمبر وان كل الوحدات نقلت من محيط القاهرة وحتى منطقة القناة. كذلك أبلغ المصدر بأن ثغرات فتحت في الضفة الغربية من القناة، من أجل انزال الجسور الى الماء، وتم نقل وحدات التواصل الى القناة.

حتى هذه الأخبار لم تحرك شعبة الاستخبارات العسكرية عن تمسكها بنظريته المعروفة بـ«الفرضية». الوقائع التفصيلية المهمة، وبينها تحريك القوات من القاهرة [الى الجبهة] وفتح الثغرات ودفع وحدات الجسر [الكباري، كما تسمى في مصر]، لقيت تأكيدا من عمليات الرصد الميداني وفي الصور الجوية التي التقطت في يوم 4 أكتوبر. صحيح انه كان ينقص الموعد الدقيق [للهجوم]، ولكن الاخبارية قالت إن تدريبات وحدات المدفعية يجب أن تنتهي حتى نهاية سبتمبر.

في يوم 2 أكتوبر وصلت اخبارية أخرى، واضحة جدا، ــــــــــــ [جملة مشطوبة من الرقابة]، تقول إن لدى مصر في هذا الصباح، الأول من أكتوبر، حالة تأهب كامل، وان جميع وحدات المدفعية المشاركة في الاستعدادات [الحربية]، بما في ذلك الوحدة المؤللة في لواء المدرعات 15، موجودة حاليا في حالة استعداد للقتال في مقدمة الجبهة، وكتيبة المشاة في وحدة الانزال تحركت نحو السويس. وجنود الاحتياط الذين تم تسريحهم في يوليو [تموز] 1972، سيستدعون للانضمام إلى وحداتهم باستثناء اثنتين.

هذه الأنباء الاضافية ــــــــــــ [رقابة]، لم تحرك شعبة الاستخبارات العسكرية إلى التخلي عن تقديراتها بأن ما يجري هو مجرد تدريبات. تفسيرها لذلك ــــــــــــــــــ [رقابة] أنه خلال السنين ـــــــــــــــــ [رقابة]، لم تتحقق الاخباريات عن البدء باطلاق النار (وثيقة البينات رقم 17). ولكن يجب الاشارة الى ان قلة قليلة فقط من تلك التحذيرات وردت في تزامن قريب مثل هذه المرةـــــــــــــــ [رقابة].

63. قضية أخرى أشغلتنا، كانت تتعلق بخبر مقلق جدا وصل الينا من مصدر أجنبي جيد (التفاصيل في وثيقة البينات رقم 104). الخبر الأول [من هذا المصدر] وصل في الساعة 02:30 من يوم الأول من أكتوبر (انظر وثيقة البينات رقم 251)، وبموجبه ستبدأ في الأول من أكتوبر عملية هجومية مصرية على اسرائيل بقيادة وزير الدفاع. اسم العملية (كلمة رمزية). وكان السوريون سيشاركون في العملية. وعلى سبيل «الاشارات الدالة» [على ذلك]، تم ذكر الامتحانات التي كان على 3000 ضابط أن يعبروها في يوم 2 أكتوبر وتم تأجيلها بشكل مفاجئ إلى مطلع شهر نوفمبر [تشرين الثاني]. وتم استدعاء الاحتياط، وبين من تم استدعاؤهم أولئك الجنود الذين سرحوا في 1 يوليو 1973، وهنا علامات أخرى.

رؤساء دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية لم يعطوا لهذا الخبر وزنا ولم يجدوا من المناسب حتى ان يضمنوه في نشرتهم. وقالوا في تقدير لهم إنهم بعد أن فحصوا الأمر مع مصدر آخر يقدرون بأنه «لا يوجد أساس من الصحة لهذا الخبر وان المسألة هي مسألة تدريبات» (انظر بيان الجنرال زعيرا الخطي الى وزير الدفاع – ( وثيقة البينات رقم 251، شهادة رئيس أركان الجيش حول أقوال زعيرا – صفحة 3874). وبعدئذ، في نفس اليوم، وصل نص الخبر خطيا وتم توزيعه على رئيس اركان الجيش ونائبه ووزير الدفاع (شهادة الجنرال زعيرا صفحة 1016)، لكنه لم يرسل الى رئيسة الوزراء، لا من طرف شعبة الاستخبارات العسكرية ولا من طرف الموساد (انظر لاحقا، البند 37). وهكذا جاء تقدير شعبة الاستخبارات العسكرية حول الخبر:

«ليس معروفا عن تدريبات أو عملية [حربية] تحمل اسم [كلمة رمز] في هذا الموعد. في 28 أغسطس [آب] تم القيام بتدريب كهذا. وتجدر الاشارة الى ان الجيش المصري يجري تدريبات شاملة منذ 1.10.1973، وحسب تقديرنا ان الاجراءات التي اتخذت في اطار هذه التدريبات (بما في ذلك الاستعدادات الناجمة عن المخاوف من عملية اسرائيلية تنفذ خلال التدريبات)، هي الأساس لتفسيرات المصدر، كما لو ان من المتوقع تنفيذ حملة اسرائيلية هجومية» (تمعن في وثيقة البينات 104).

لقد راحت شعبة الاستخبارات العسكرية تجري فحوصات خاصة لصحة الخبر من خلال موقف تشكيك في صحته بما يتعلق بهجوم مصري. وفي يوم 2 أكتوبر وصلت نتائج الفحص: العودة الى اللهجة الحاسمة بأن المصريين ينوون مهاجمة اسرائيل و.. «العملية [الحربية] ستبدأ فعلا بتدريبات وحسب كل الاشارات فإنه سيتحول الى هجوم ـــــــــــــــــــــ [رقابة]».

يجب التأكيد هنا على النقطة الواقعة ما بين مقطعي هذه الجملة. ففي المقطع الأول اعلان قاطع بأن التدريبات ستتحول الى هجوم. وفي المقطع الثاني [الذي شطبته الرقابة]، أضيفت جملة تقول ان طلعة الى الجو للطائرات الاسرائيلية ستشكل ذريعة جيدة لهجوم على اسرائيل. ولكن ليس بالضرورة أن تتحول الى هجوم. كما يبدو فإن دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية لم تنتبه كما يجب الى هذه النقطة فقرأت الخبر كما لو انه يقول ان الهجوم المصري مشروط بعملية اسرائيلية (أنظر تفسيرات العميد شيلو في رسالته الى اللجنة من يوم 13 يناير [كانون الثاني] 1974)، الفقرة 8 (ب)، وقارن بينها وبين شهادة الجنرال زعيرا في الصفحة 1015: «أنا أقبل التأكيد على هذه النقطة واضع عليها علامة توكيد»، وكذلك نسخة عن الخبر، في الملحق السابع لرسالة شلو أعلاه، التي تظهر فيها هذه النقطة بوضوح). من المحتمل أن يكون موضوع هذه النقطة قد تسبب في تشويش تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية.

http://www.aawsat.com/details.asp?issueno=10261&article=425094#.UXMhBO3QXG0

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech