Click to listen highlighted text!Powered By GSpeech
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي
**** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث
**** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر
معركه لم اكن اعلم عنها شيئا حتييوم الجمعه 19 ديسمبر 2008 ، معركه طويت احداثها سريعا بسبب توقيتها ، فهي قبل حرباكتوبر بعشرة اشهر تقريبا ، وغطت احداث الحرب عليهاسريعا.
أقسم بالله لمن يقرأتلك السطور انني لم اكن لاصدق سرد تلك المعركه لولا انني سمعتها من فم اللواء طياراحمد كمال منصوري وهو بطلها ، ربما يظن البعض سريعا ان الرجل يحاول تمجيد نفسه ،لكن
الرجل ظل صامتا صمت ابا الهول خمس وثلاثون عاما وعشر اشهر كاملين لا يتحدث ولايمجد نفسه حتي وصلنا اليه لنحاول ان نبعث تلك المعركه مرة اخري من ظلمات التاريخالمصري الناصع والذي حكم عليه بالقتل عمدا.
الجميل ان من دلنا علي هذا البطل الصامت هو قائده اللواءتميم فهمي قائد السرب 49 مقاتلات في حرب اكتوبر ، وعندما تحدثت مع اللواء تميم عنرغبتنا في نقل بطولته الي الورق ليعرفها الاجيال الحاليه والقادمه رد علينا متهكما ((عايزين قصه بطل ؟ اسألوا عن الطيارين المصريين كلهم ، كلهم ابطال لكن ابدأوا معمنصوري فقد قام باعمال يشيب لها شعر الطفل الرضيع )) لاحظ كلمه ابدأوا .
ايعقل هذا في هذا الزمنالوقح ؟ هل مازال هناك انكار للذات وتقدير للبطوله من رجل لاخر تحت قيادته؟
كان من الممكن ان ينسباللواء تميم تلك البطولات لنفسه وننشرها نحن ، ونحن لا نعلم الحقيقيه مثل ملاييناخرين ينسبون لانفسهم فضل ومكانه لا يستحقونها ، لكن الرد الصادق ارسلنا الي البطلالحقيقي في نظرة ارسلنا الي اللواء منصوري الذي قال عن قائده تميم ابيات من الشعرتقال الان لمن هم في اعلي المراكز فقط رغبه في كسب الود وانتهاز الفرص ، لكنالاثنين علي المعاش الان وليس بينهم غير كل صداقه وود واحترام والاهم من ذلك زمالهالحرب التي نحتاج مثلها امصال وامصال لكي يلقح بها الجيل الحالي ، قال في حقه انهكقائد سرب كان يطير مثلهم ويربط في الطائرة لساعات مثله مثل اصغر طيار ويعلمهم كلما يعرفه وينقل اليهم خبراته ، مشاعر طيبه تكاد تندثر الان في مجتمعنا
اما المقاتل الشرس احمد كمالمنصوري فحكايه من حكاوي الاساطير التي لو لم تكتب وتمجد الان لربما تضيع في ادراجالتاريخ المتخمه بأوراق وبطولات اخري مماثله. هذا الرجل اوصي بدفن وثائقه معه عندما يموت لانه لم يكنيعلم ان بمصر رجال ونساء شباب واطفال يتعطشون لتلك البطولات كتعطش التائه فيالصحراء لجرعه ماء.
فما هيوثائقه التي اكدت قصته وجعلته يلاحظ ان شعر رأسي وقف عندما اطلعت عليها، نعم شعررأسي وقف بالفعل من الدهشه من الكنز الرابض امامي وايضا احتراما واجلالا وتقديراوخشوعا لتسجيلات صوتيه من كابينه طائرته وبين برج المراقبه فيها سرد موثق وواضحلسير المعركه التي دامت ثلاث عشر دقيقه ، خشوع وتقدير للحظات يقاتل فيها اثنان منالطيارين المصريين اثني عشر طيارا اسرائيليا بمفردهم، لحظات فيها ثماني واربعونصاروخ اسرائيلي جو جو واكثر من ثلاثون الف طلقه تواجه اربعه صواريخ مصريه واربعمائهطلقه فقط والاهم من ذلك لحظات ذٌلت فيها الفانتوم الاسرائيليه بطياريها الاعلي فيالعالم امام الميج المصري بطياريها الابطال .
ان هذه المعركه تجعل الفرد منا يحس بضأله حجمه مقارنهبهؤلاء الابطال العظام ويجعلنا نتسأل ما الذي نستطيع ان نقدمه لديننا ولبلدنا لكنييعودوا كما كانوا ، ففي البدايه او النهايه المنصوري رجل عادي مثلك انت ، ومثلي انالا يزيد عنا بشئ غير الايمان المطلق بالله وبمشيئته ، فعندما قابل طائرات العدوالمتفوقه كما وكيفا وكل شئ ممكن في ذلك ، الوقت لم يفكر الا في شئ واحد ونقلا عنلسانه اقوله مرة اخري
(( كنت احافظ علي عذريه مصر من الاسرائيليين ، مش معقوليهود يخشوا يغتصبوا امي امامي واقعد ساكت )) ساترك للقارئ تقدير تلك المقولهومقارنتها بما يحدث الان.
كان الحديث ملتهبا بحماس هذا الرجل والذي يفوق حماساوحبا للوطن عن حب الابن لامه ، وبعد دقائق من الحوار فتحت موضوع كثيرون يعرفونهومستأيين منه الا وهو الفيلم الذي انتجته قناه متخصصه في القتال
فانا واحد من الذينانبهروا بدقه اخراج هذا الفيلم وعرضه علي موقع عالمي واسع الانتشار بالاضافه الي انشهاده الطيار الاسرائيلي بجرأه الطيار المصري وكفاءته كانت عاليه لكن الطيارالاسرائيلي كان الافضل ولدت لدينا احساس بان القصه حقيقيه حتي النخاع .
لكني وقعت فريسه لالهالاعلام الصهيونيه مرة اخري وتناولت السم في طبق الحلوي كعاده المسلمين والعرب .
ضحك الرجل من انبهارنابسؤاله وانطلقت اسئلتنا سريعا لكن خفف من سرعتنا بضحكه متواضعه قائلا
(( الطيار المجنون ده الليفي الفيلم اسمه حسن سالم الرافعي وهسمعك صوته بعد قليل ، وانا كنت قائده فيالاشتباك ده ، حسن طار معايا 52 طلعه عمليات في حرب اكتوبر ومازال حي يرزق حتي الان ))
ثم استطرد غير مباليبدهشتنا البالغه مما نسمعه
(( المناورة دي احنا اخترعناها وتدربنا عليها كتير جدا جدا، وبنستخدمها لما يكون الموقف صعب ومش قادر تفلت من الطيار الاسرائيلي ، فيالاشتباك ده يوم 24 اكتوبر 73 كنا فوق الثغرة والطيارة اللي في الفيلم خذ بالك منالمثلثات البرتقاليه اللي علي الجناح ، دي علامات جنوب افريقيا – المهم ان المناورةدي لها ثلاث نتائج محققه اولها ان الطيار الاسرائيلي يرشق في الارض او ان الطيارالمصري يفلت من الطيار الاسرائيلي ويركب ذيله او ان الطيار المصري يرشق في الارض ،لكن اللي الاسرائيليين لم يعرفوه اننا تعلمنا من الطيارين الباكستانيين في سورياتكتيك الطيران بسرعه صفر وده هما فوجئوا بيه في حرب اكتوبر وعملنا بيه نتائج كويسهجدا جدا ، المناورة دي كنا مسمينها في السرب مناورة الموت وكنا متدربين عليها كويسجدا جدا لدرجه اننا كنا بنفذها ليلا يعني والدنيا كحل ومحدش شايف حاجه ، وحسنالرافعي عايش ويقدر يحكي لكم عليها بالتفصيل ))
الرساله واضحه وضوح الشمس فالمناورة مصريه وليست مناورة يأسكما صورها لنا الفيلم والطيار المصري حي يرزق وقد استمعت الي صوته يصف تلك المعركهفي تسجيل صوتي من عام 1973
ولم يمت كما صور الفيلم .
لقد استمعنا الي تسجيلات معركه 15 فبراير 1973 بكل دقهومعها ترجمه لما يتعذر علينا فهمه من اللواء منصوري ، واعتقد انه من الواجب بل منالحتمي علينا ان ننقل تفاصيل ما سمعناه لك حتي لا تضيع تلك المعركه وسجلها واسماءابطالها في ادراج النسيان
اتمني ان استطيع ان اقدم للاسلامولمصر ولو مثقال ذرة من الانتماء الذي يملئ المنصوري وهي قصه حقيقيه 100% وصورها ايضا تخص العميد المنصوري شخصيا
معركه الدقائق الثلاث عشر
جزء من التسجيل الصوتي للمعركه وقد نشرته احد المواقع بأسم مخالف لما هو في الحقيقه رغم ان المجموعه 73 مؤرخين نشرت التسجيل كاملا منذ عام 2009
كنت اجلس مربوطا الي كرسي طائرتيضمن اربع من طياري الحاله الاولي في قاعده بني سويف الجويه ، كان الجو صحوا وشمسالشتاء تشع نورها علي فترات ، كنا علي اعتاب فصل ربيع عام 1973 فشهر فبراير مازالفي منتصفه ، وبروده الجو تظهر علي فترات لتذكرنا بفصل شتاء قاس مر بنا .
بينما اجلس داخل طائرتي واحزمهالكرسي تشدني بقوة الي الطائرة وكأنني جزء لا ينفصل من اجزاءها، تطلعت ببصري لاطمئنعلي رفاقي ، ثلاث من طياري المقاتلات يقبعون داخل طائراتهم المسلحه انتظارا لايطارئ لينطلقوا خلفي الي السماء مدافعين عن قاعدتهم ووطنهم وبلدهم ـ كلما انطلقواانطلق معهم ملك الموت ، فهذا الملك مصاحب لنا في كل طلعه نكاد نحس به ونراه اثناءالقتال الجوي المتلاحم مع العدو وحتي اثناء التدريبات ، فقد مات من الطيارين الشباباثناء التدريبات اكثر ممن ماتوا خلال النكسه وحرب الاستنزاف وهو دليل علي وحشيهالتدريب وقوته .
أحسست بالملل يتسرب الي بدون انأشعر ، فدوري في الحاله الاولي يستمر لمده ثلاث ساعات طويله ومؤلمه ، هربت من المللبتذكر ابني عمرو فأحسست بالالم فجأه ففي اخر مرة كان معي بالمطار ، كنت مربوطا اليمقعدي في الحاله الاولي كما انا الان ، وانطلقت الخرطوشه الخضراء في سماء المطار ،معلنه حاله طوارئ واقلاع طائرات الحاله الاولي فورا ، كان عمرو علي رجلي داخلكابينه الطائرة يتعلم مني الطيران نظريا ونلهو قليلا ، لكن الخرطوشه الخضراء تعنيلي ان مصر في خطر ، مصر تنادي علي ان احميها ، فما كان مني الا انني القيت بابني منالكابينه في رد فعل تلقائي وغريزي لكي اقلع في اسرع وقت ، واقلعت سريعا لدرء الخطرعن مطاري وعندما عدت الي المطار ، وجدت ان رجل ابني قد ُكسرت ، فأحسست بالالم رهيبومازلت احس به كلما تذكرت تلك الذكري ، لكني اعود واوقول لنفسي ان الموقف لو تكررلاتخذت نفس الموقف ، فما وزن ابني فلذه كبدي مقارنه بمصر ؟ لا وزن له نهائيا فكل شئفعليا يهون في سبيل مصر ، وما حدث لي كرد فعل تلقائي أكد ذلك وادركت بعده أن مصر قداستولت علي تماما ، ولم يعد هناك حتي لابني مجال للمنافسه امام حبي لمصر .
لقد اثرت فينا نكسه يونيو 67تأثيرا عميقا وادت الي وجود عقده نفسه لدينا ، عقده جعلتنا نهرع الي الصعود للجوكلما لاح في الافق شبه خطر ، فلم نعد نطيق ان نظل علي الارض وطائرات العدو تعربد فيالسماء منتهكه سمائنا وارضنا
فأصبح الاقلاع الفوري جزء منتدريبنا وتطورنا في ذلك التدريب لنصل لمستوي راق جدا أثار دهشه الخبراء السوفيتأنفسهم ، فالثانيه تصنع فارق رهيب بين طائرة تصوب نيرانها علي ، او ان اصوب عليهاأسرع منها ، فالثانيه دهر في عالم الطيران ، ثانيه واحده تضعني في موقف المطاردبدلا من الطريد ، ثانيه تعيدني حيا لمطاري او تعيدني الي خالقي
احسست بغصه في حلقي عندما تذكرتنظرات لوم ابني لي وهو يتألم من رجله المكسورة عندما عدت من الاشتباك ، وظلت نظراتالالم تطاردني في كل مكان وانا اتذكرها لكنني طردت تلك المشاهد من عقلي عندما تناهيالي اذني صوت تلبيغات من قواعد جويه ومحطات رادار مختلفه برصد تشكيل معادي يقترب منقطاع الجيش الثاني ، يا له من شعور قاس مرير ، قطاع الجيش الثاني علي مسافه مائتيكيلو من مكاني وهناك بدل المطار ، اثنين وثلاث واربع ، بل اكثر من خمسه مطارات أقربمني الي هذا التشكيل وتمنيت لو كان هذا التشكيل المعادي قرب مطاري ، لو كان قريبالكنت …… و …… و….
نظرت الي رفاقي فوجدتهم متابعيالتبليغات علي اللاسلكي بأهتمام بالغ ، لا استطيع ان اصف ما يحس به هؤلاء الرجالالذين لم يبلغوا منتصف عقدهم الثاني بعد ، شعور مرير استمر لسنوات ثلاث بعد وقفاطلاق النار عام 70 واصبحنا نمضي في التدريب وقتا ومجهودا اكثر مما نمضيه في اي شئاخر في الحياه ، تدريب فقط منذ ثلاث سنوات حتي الان ، واصبح الشوق لقتال العدو يمثلشوق الجائع لوجبه دسمه ، لكن التعليمات الصادره هي تجنب الاشتباك مع العدو قدالامكان ، وهي تعليمات زادت من القيد المفروض علي اعناقنا بجانب قيد اللاسلمواللاحرب .
كان من الصعب علي كقائد تشكيل اناكبح جماح رجالي معظم الوقت ، فهم شباب وملئ بالحماس والعزة والكرامه وحب الوطن ،وكان وجودهم علي الارض خطرا كبيرا مع مرور الوقت ، فانا اعيش معهم تماما كل يوم وكلساعه وكل دقيقه واعرف ماذا يفكر فيه هذا او ماذا يريد ذاك ، لقد انصهرنا منذ مده فيبوتقه واحده تسمي السرب 49 قتال واصبحنا عائله واحده ومنزلنا المطار ، فكان طبيعيان اتعرف علي ما يفكر فيه اي من الطيارين الثلاث وهو يستمع الي تبليغات غرفالعلميات بمسار التشكيل المعادي ، والذي اتضح لي من مسارة انه تشكيل استطلاعاسرائيلي ، فهم يتجولون في سمائنا بكل حريه كأنها بيتهم ولا حق لنا في طردهم بناءعلي اوامر القياده .
تابعت التبليغات بكل انتباه ،فطائرات العدو اخترقت خطوط قواتنا شمال فايد واتجهت جنوبا لاستطلاع الجيش الثالثبكامله وكانت بذلك تقترب من السويس والمسافه تقل بينها وبيننا ، وبنظرة سريعه معالطيارين اعطيتهم أمرا بالاستعداد ، كان الدم يغلي في عروقي بشكل رهيب ، فقد خيل ليان تلك الطائرات تدخل محاوله اغتصاب امي مصر ، ولابد لي ان احافظ علي شرف أمي ولايجب ان اسمح لتلك الطائرات بان تستمر في تلك المهمه بدون ان نعترضها .
كانت الاوامر المعروفه هي تركطائرات الاستطلاع المعاديه تقوم بمهامها في الاستطلاع بدون التعرض لها حتي عمقثلاثين كيلو متر من خط القناه وفي عمق دفاعاتنا ، وكان تكتيك القياده العامه غيرمقبول بالنسبه لنا كطيارين شباب متحمس او كما كان يقول عنا الرئيس عبد الناصر شبابمتهور ، فقبلنا الامر الواقع ونفذنا التعليمات علي مضض وكلنا نكتم غيظنا ونتمني انيصدر لنا الامر بالاشتباك .
استمرت الطائرات المعاديه فيتحركها تجاه الجنوب ومرت فوق السويس وكان اتجاهها مستمر في الجنوب وكانت مستمرة فيالاقتراب من انتهاء مهمتها .
نظرت الي الطيارين الثلاث ووجدتالغضب يجتاح الملامح والاعين تطلب الاشتباك ، وفي لحظه ما لم اتمالك نفسي وانااستمع الي بلاغات غرف العلميات وقدرت الموقف سريعا ووجدت انني ارفض ان تنتهك بلديبالقوة واظل علي الارض، واتصلت بضابط العمليات الطيار كسيبه في برج المراقبه وطلبتمنه ان يضرب خرطوشه اقلاع لاربع طائرات من المطار (فنجر فور- اربع طائرات ) فأطلقالرجل خرطوشه اطلاق طائرتين بالخطأ ، وعلي الفور انطلقت بطائرتي ومعي الطيار حسنلطفي ، بينما انتظر الطيار صفاء الدين مصطفي كامل ومعه الطيار حسن الرافعي الامربالاقلاع .
وفور الاقلاع وفتح اللاسلكيللاتصال بغرفه علميات المطار لاخذ التوجيهات بالاتجاه والارتفاع من الموجه الارضيرفعت الجمل ،و فور بدء عمل اللاسلكي بدأت اسمع صوت الموسيقي الجنائزيه علي موجهالاتصال الخاصه بنا والتي تعود الاسرائيليين ان يبثوها علي تردداتنا اللاسلكيهللشوشرة والتشويش علي اتصالاتنا والتي يقوم رجال من الخبراء السوفيت لدينا بتبليغهاللاسرائيليين اول بأول وكنا نعلم ذلك ونتفاداه ، وكان الهدف من هذه الموسيقي هي بثموجه من الاحباط في نفوسنا ، لكننا تعودنا علي نقل موجه الاتصال الي موجه اخريتبادليه يعرفها المصريين فقط ونحتفظ بها سرا لانفسنا ونغيرهابأستمرار
أقلعت ومعي حسن لطفي واشرت لهباشارة فور بدء اقلاعنا بأننا داخلين علي اشتباك مع العدو ولن يكون الامر كماتعودنا من قبل مجرد تحرش وتهويش ، وكنت اعرف ان حسن مثلي تماما يسعي للشهاده بكلقوة
وبدأت اطلب التعليمات بالاتجاهوالسرعه من الموجه الارضي ، وبدأ الموجه الارضي اعطائي شرح كامل لموقف العدو – وكاناسم مطار بني سويف الكودي هو صفوان واسمي الكودي جاجوار ليدر
(قائد الفهودالسوداء)
من صفوان الي جاجوار ليدر (( تشكيل العدو عبارة عن فينجر فور ماشي وسط خليج السويس و سيكش غرب الزعفرانه بـاربعين كيلو )) اي ان عدد مقاتلات العدو سته طائرات
جاجوار ليدر (( اوكي دخلنيعليه علي طول ))
صفوان (( اتجه اتجاه 150 درجهوارتفع الي ارتفاع 4 كيلو، ارتفاعات المعادي 4 كيلو و 3 كيلو ونص ويتجهللشرق))
جاجوار ليدر (( دخلني عليهعلي طول ))
صفوان(( مش هنحلق ))
جاجوار ليدر (( هافتح الافتربرنر )) – اي زياده سرعه الطائرة للسرعه القصوي
كان الملاحظ لي فور اقلاعي انالموجه الارضي ينفذ التعليمات الصادرة له بتجنب الاشتباك وظهر ذلك جليا بانه يخبرنيبأنني لن الحق بطائرات العدو رغم ان المسافه بيننا 150 كيلو فقط وفي اتجاه متقابل ،اي انني يمكن ان اشتبك معها بسهوله ، ولم يكن احد غير الله وحسن لطفي يعلم بنيتي فيالاشتباك الفعلي ، لذلك توقع الموجه الارضي انني ساظل اناور بعيد عن الطائراتالمعاديه طمعا في ان تخاف وترتد لكنني كنت قد حزمت امري فور الاقلاع بانني مقلعللاشتباك مع العدو وليكن ما يكون حتي لو ادي ذلك لنشوب الحرب .
وفتحت السرعه الي السرعه القصويوعلي يساري حسن لطفي ، وبعد ثوان اقلع حسن الرافعي ومعه صفاء الدين خلفنا لكنهم لميعرفوا اتجاهنا ومكاننا بعد واسمهم الكودي جاجوار 3 و 4
صفوان (( الهدف بدأ يتجهلليمين المسافه 150 كيلو الساعه 11 بالنسبه لك))
صفوان(( جاجوار 3 اتجه الياتجاه 150 كيلو ارتفاع 4 كيلو ))
بدأ الموجه في بني سويف حشدالطائرات لكي يستعرض القوه امام قوه العدو الجويه لكنه لم يكن بنيتي في الاشتباكوعدم تنفيذ تعليماته الملاحيه
جاجوار ليدر(( صواريخ اون )) اي تسليح الصواريخ
جاجوار 2(( روجر )) ايعلم وتم تسليح الصواريخ وهو اخر احساس اقوم بتوصيله لزميلي عبر اللاسلكي الا وهواننا داخلين للاشتباك الفعلي
صفوان(( جاجوار ليدر – موقفالعدو كالاتي فيه فينجر فور معادي شرق الزغفرانه مسافه 20 كيلو ارتفاع 5 كيلو ويتجهشمالا ))
ولم ارد علي الموجه الارضي وقتهافهو يقوم بتوجيهي علي الابتعاد عن العدو بينما اخبرت صفاء في اللاسلكي انه هوجاجوار ليدر لكي ينفذ تعليمات الموجه الارضي ، وبدأ تشكيل صفاء والرافعي في الدورانلتنفيذ تعليمات الموجه لي انا ، وقد قصدت بذلك ان ابعد الموجه عني وان يستمر فيالحوار مع صفاء وهو يظن ان يحدثني انا ، وعندما ظهر له علي الرادار ان هناك طائرتينتقتربان بسرعه كبيرة من تشكيل العدو ولا ينفذ التعليمات ، اصدر الموجه تعليماتبأقلاع فينجر فور من مطار بير عريضه واسم المطار الكودي هو الربيع بينما التشكيلاسمه الكودي ليدر 1
وبدأ الموجه اعطاء تعليمات لتلكالطائرات بقياده قائد السرب كمال فخر الدين بتدعيم تشكيل طائرتي لكي يظهر لليهود انسته طائرات مصريه وخلفهم طائرتين خلفهم تقتربان منهم فيقوموا بالغاء مهمه الاستطلاع
لكن ما حدث غير ذلك .
فقد استمر جاجوار 3 بتنفيذتعليمات الموجه لي انا ، فظل يدور في دوائر حول المطار بينما الموجه يحاول باستماتهان ينفذ تعليمات الاشتباك بعدم الاشتباك
صفوان(( ليدر 1 انت طالع منالربيع ؟))
ليدر 1 (( ايوة ))
صفوان(( اتجه اتجاه 180 ))
وكان الموجه في حيرة كبيرة فانالا انفذ التعليمات الصادرة وأستمر في الطيران باتجاه مستقيم بينما ينفذها تشكيلصفاء والرافعي والفارق بيننا يزيد باستمرار والمسافه تقل باستمرار بيني مع تشكيلالعدو
المنصوري (( بس دخلني علي الناساللي هناك )) اقصد الاسرائيليين
صفوان (( الناس اللي هناك لسهعلي مسافه 120 كيلو )) لم يكن ذلك صحيحا ففي نفس الوقت كنت اري العدو بالعينالمجرده ففي تلك الثوان رصدت اربع طائرات معاديه (فينجر فور) بينما هناك طائرتين (سيكشن ) يطير علي ارتفاع منخفض جدا فوق سطح الماء ، وهو تكتيك اصبحنا نحفظه تماما، فالهدف مما يقومون به هو ان ارتفع للاشتباك مع الطائرات الاربع التي اراها جيدا ،في تلك اللحظه تطبق علي الطائرتين اللتين تطيران علي ارتفاع منخفض وتطلق النار عليفي مقتل ، وانا متأكد تمام التأكد ان قائد هذا التشكيل عندما رصدنا في البدايه تأكدانه بصدد مقابله طيارين هواه ومجانين ، فطائرتين ميج 21 مسلحتين بأربع صواريخواربعمائه طلقه ككل تدخل في مواجهه ست طائرات فانتوم مسلحه ب ثماني واربعين صاروخاوما يزيد عن ثلاثين الف طلقه .
لذلك كنت اكاد اري ابتسامهالسخريه علي وجه قائد التشكيل الاسرائيلي وهو يعطي اوامرة بنصب كمين لهؤلاء الهواهالذين يدخلون النار ، لكنهم يقينا لم يكن يعلم انه امام طياري مصر الذين يطلبونالنصر والشهاده معا واننا كنا ندخل هذه المعركه بدافع النصر وليس الانتحار، فلدينامن الثقه في أنفسنا ومعدتنا اكبر من ان ننتحر .
ورغم نداءات الموجه الارضي ليالمتكررة وقائد تشكيل بير عريضه للانضمام الي التشكيل فلم ارد لانني
HIGH SPEED ATTACKبدأت بالفعلتنفيذ عمليه هجوم سريع
كنت اهدف الي الارتفاع خلفالطائرات الاربع الطعم لي ، ثم التف في مناورة مفاجئه الي الطائرتين اللتين فيالخلف لاهاجمهم بقوة ومفاجئه وجها لوجه مستغلا المفاجئه
صفوان (( جاجوار ليدر حددمكانك ))
لا رد من المنصوري والموجه يكررالنداء وبعد فترة صمت
المنصوري منفعلا(( رصدتطائرتين علي وش الميه )) واشرت الي حسن لطفي بمكان الطائرات ورد علي بالاشارةبانه رأها .
كانت حاله التخبط تشمل تشكيلصفاء والرفاعي وتشكيل مطار بير عريضه فهم يحاولون الانضمام لي وهم لا يعرفون مكانيوالموجه يقوم بتوجيه طائرات صفاء الذين يستخدمون اسمي الكودي ظنا انه يوجهني
فالمسافه بيني وبينهم اكبر من 150 كيلو والموجه يعتقد انني وسطهم .
TURN TO THE LEFT صفوان(( جاجوار ليدر ابتعد تجاه اليمين ))
المنصوري(( انا شايف فينجرفور امامي وسيكشن داخل علي ))
يبدو ان حاله التخبط التي حدثتللموجه الارضي نتيجه عدم تحكمه في التشكيل قد ادت الي دخول موجه اخر وهو طيار قديماسمه عثمان ذهني وهو طيار قدير جدا وحالت حالته الصحيه دون استمراره في الطيران ،فتم اسناد مهام التوجيه الارضي له لاستغلال خبرته الجويه الواسعه ، وتدخل عثمانذهني في الحوار باسم صفوان 2 وكان صوته هادئا جدا وواثقا بدرجه كبيرة اراحتني كثيرافي الاشتباك
صفوان 2(( احنا شايفين فينجرفور امامك علي ارتفاع 5 كيلو بس مش شايفين السيكشن ده ، تأكد من مسارك واتجه تجاهالساحل ومتعديش الخليج))
ويظهر صوت الموجه الاول مستخدماميكرفون اخر صائحا في ذعر
(( متعديش الخليج – متعديشالخليج ))
وبدأتالاشتباك مع الطائرتين اللتين كانا ينصبان كمينا لي وفي اقل من ثلاثين ثانيه أستطعتبتوفيق الله ان اسقط طائرة فانتوم بصاروخين متتاليين عندما فوجئت بمناورتي انا وحسنتجاهها واعطتني تلك المناورة الافضليه في هذا الاشتباك ، فأطلقت صاروخين متتالينهما كل ما املك من صواريخ ، اول صاروخ اطلقته من مسافه كيلو ومائتي متر اصاب جناحالطائرة والصاروخ الاخر انفجر بها ، لتنفجر الطائرة ويتناثر حطامها علي مياه الخليج، بدون ان ينجو اي من الطيار او الملاح
صفوان 2(( جاجوار ليدركومبانت تيرن واطلع الي 4 كيلو )) اي ناور وارتفع
كانت المعركه تجور رحاها بينيانا وحسن وبين طائرة فانتوم اخري بينما بقيه الفانتوم التي كانت طعم لنا تعود لنجدهالطائرة المنفرده
صفوان 2 بصوت هادئ(( جاجوارليدر–فيه فينجر فور معادي ارتفاع 4 كيلو مسافه 20 كيلو جايوراك))
وهنا بدأت خطورة الموقف ،فطائرات العدو أستيقظت من الهجوم المفاجئ لي وبدأت تتعامل معي بينما الموجه الاوليحاول حشد الطائرات تجاهي لدعمي سريعا لنجده الموقف
ولم يكن هناك شيئا ممكن ان اقومبه سوي استمرار المناوره مع الطائرات المعاديه وكنت اعتمد علي صوت عثمان ذهني فيالنفاذ من طائرات العدو الاربع المقبله علي باقصي سرعه فصوته ياتي الي وكانهداخلالكابينه معي وليس علي مسافه 150 كيلو مني ،وكانت توجيهاته المستمرة لي باقترابالتشكيل المعادي تدريجيا وبسبب خبرته العاليه ومعرفته بي وباسلوب طيراني سببا فيافلاتي من الطائرات الاربع .
فمع اقتراب الطائرات الاربعالاسرائيلي الاضافيه كنت قد استخدمت انا وحسن صواريخنا وطلاقات مدافعنا كلها فياسقاط الطائرة الاولي ومحاوله اسقاط الاخري .
صفوان 2(( ليدر 1 اتجه اليمنطقه 65- عشان تغطي جاجوار ليدر وهو راجع ))محاولا تصحيح مسار طائرات بيرعريضه تجاه مكان المعركه لنجدتنا
صفوان 2(( جاجوار ليدر – خليبالك من المعادي وراك خليك جواه علي طول لو بتلف وراك اقطع عليه ))
الموجه يستمر في توجيهي خلالالمعركه ناصحا بان اكون في موقف احسن من طائرات العدو
وبدأت حفله من الطائرات الخمسالاسرائيلي علي طائرتينا ، فصواريخ الفانتوم وطلقاتها انطلقت علينا بغزارة لا حصرلها ، ولولا توفيق الله والتدريب العالي والثفه المتبادله بيني وبين حسن ما كنانجونا من تلك الحفله ، فبدات انا وحسن نناور لتخليص كل مننا الاخر من طائرات العدوالمتفوقه علينا عددا وتسليحا وكيفا ووقودا .
وينفذ حسن مناورة رائعه ليفلت منفانتوم في ذيله
جاجوار ليدر(( فري نايس ياحسن))
صفوان 2(( المعادي بالنسبهلك الساعه 8 مسافه 6 كيلو خش عليه – خش عليه ))
جاجوار ليدر منفعلا(( مستمرفي الاشتباك – شد يا حسن – شد يا حسن فوق ))
صفوان 2(( جاجوار ليدر خليبالك من الطائرات المعاديه ))
صفوان 2 ((ليدر 1 الموقفدلوقت طياراتنا مشتبكه مسافه 30 كيلو اتجاه 090 وراها طيارات معاديه مسافه 10 كيلومنها ))
صفوان 2 (( كمل علي اتجاه 270يا جاجوار ليدر ))
فكلما بدأ صاروخ في الانطلاق منطائرة فانتوم كنا نطير تجاه الصاروخ لكي نسبقه قبل ان يبدأ جهاز توجيه الصاروخ فيالعمل ، ولا اعتقد ان هناك ثقه فيمن معك اكبر من انك تطلب منه ان يطير تجاه الصاروخالمعادي المنطلق نحوة لكي ينتحر الصاروخ ولا يتم توجيهه نحونا ويقوم زميلك بتنفيذالمناورة وينجو منها ويقوم هو بنفس الشئ معي ، فكأنما تراقص الاسرائيليين علي انغاممناوراتنا طوال ثلاث عشر دقيقه كامله لم تستطع اي طائرة اسرائيلي ان تصيب اي منا ،لدرجه انهم احسوا باليأس منا ، فما لدينا من وقود معروف لهم تقديرا وعودتنا الي ايمطار اصبحت مستحيله ، فمصيرنا الموت او علي الاقل سنخسر طائرتين مصر في امس الحاجهلهم .
جاجوار 1 (( الفورميتر معاياومعناش الا 200 لتر بس)) وكلمه فورميتر تعني الطائرة رقم2اي حسنلطفي
صفوان 2 (( محدش يعديالخليج ))
كان تشكيل الدعم القادم من مطاربير عريضه غير متمكن ان يدخل الي المعركه بسبب السحاب الكثيف فلم يتمكن من رؤيهالمعركه للدخول في الاشتباك رغم توجيهات الموجه الارضي ، لكن الطائرات الاسرائيليهالمزوده برادارات مستقله رصدت هذا التشكيل وتوقعت اشتراكه في المعركه في اي لحظه
كنت ادعو الله ان ينجينا مما نحنفيه ، فمنذ اقلعت انا وزميلي كنا في يدي الله تصويبنا بقدرته ، وحياتنا بمشيئته ،ونجاتنا بقدرته .
وفجأه تتخلص الطائراتالاسرائيليه من الاشتباك ، وتخلصنا نحن من الاشتباك ايضا ، وبدأنا نتجه غربا للعودهالي فوق الاراضي المصريه ، فالاشتباك كله دار فوق مياه خليج السويس .
ويظهر صوت قائد السرب49 المقدمتميم مخبرنا في اللاسلكي بتعليمات صارمه
تميم (( كل التشكيلات ترجعللقاعده)) ويكرر الامر
ويرد كل قاده التشكيلات الطائرةبالعلم فيستطرد المقدم تميم
تميم (( جاجوار ليدر ارجعللقاعده ))
جاجوار ليدر (( وجهني علي بيرعريضه انا علي حافه الخليج )) رغم ان وقودي لا يكفي الا لاقل من دقيقه لكني رغبت اناقترب من اتجاه اي مطار مصري بقدر الامكان
ويخبرني حسن بعوده الطائراتالاسرائيلي خلفنا مره اخري ، ويقول لي ان ما لديه من وقود هو 200 لتر فقط اي مايسمح بالطيران لمده دقيقه واحده فقط ، فأشير اليه بالاشتباك مع طائرات العدو التيتفاجئ بنا نعود للاشتباك مرة اخري رغم وضعنا ، فلا وقود لدينا ولا سلاح ، فماذانكون سوي مجانين تسعي الي الموت سعيا ،
جاجوار ليدر(( ورايا طائراتمعاديه ))
صفوان 2(( دي طياراتنا احنا ))
جاجوار ليدر(( بقولك وراياطائرات معاديه ))
صفوان 2(( كل الطيارات ترجعبير عريضه ))
صفوان 2 بصوت حاسم (( الليمعاه طيارات معاديه يشتبك علي طول ))
كنا نحاول ان نصطدم بطائراتالعدو لتدميرها ، وعندما أيقن اليهود انهم امام طيارين من نوع اخر غير معهود لديهم، تخصلوا من الاشتباك مرة اخري وهو ما يعتبر في عرف الطيران هزيمه لهم
وانسحبوا .
وبدأنا نتجه تجاه الساحل وانامعي 100 لتر فقط من الوقود باحثا عن مكان يصلح للهبوط السريع ، واذا بي افاجأبمدفعيات مضاده للطائرات تنطلق نحونا من احد الوحدات الارضيه (اللواء الاولميكانيكي)
صفوان 2 (( كل الطيارات تنزلبير عريضه))
جاجوار ليدر(( معايا 100 لتريا جدعان ))
تميم صائحا في صفوان (( بيقولكوجهني علي بير عريضه ))
ليدر 1 (( في طيارةهيلكوبتربتلمع علي ارتفاع منخفض جدا الساعه 1 عندي ))
وكانت تلك طائرة هيلكوبتراسرائيلي تطوف الخليج بحثا عن ناجيين من الفانتوم المحطمه
ويتدخل صفاء الدين في الحوارمعلنا بهدوء وضعه من الوقود ومكانه
جاجوار 3 (( معايا 1600 لتر وانافوق مطار بني سويف ))
تميم (( فيه 12 طيارة في الجودلوقت ))
ونظرا لسوء موقفنا فلم يكن لتلكالمضادات الارضيه اي فارق علي حالنا ، مجرد انهم صعبوا علينا الامر اكثر ، فقمتبالاتصال بقاعدتي وابلغتهم بانني ساهبط علي الطريق واخبرتهم بمكاننا لارسال طائرةهيلكوبتر لالتقاطنا .
وبعد ان قمت بالدوران للهبوطوجدت تشكيل يقوده زميلي سيد رزق أسمه بلاك ليدر يقترب مني ويخبرني انه سيقومبحمايتي حتي اهبط ليحدد مكاننا بدقه للانقاذ القادم لنا
تميم (( اللي عايز ينزل عليالطريق ينزل ))
وأخبرت حسن ان يكون اعلي مني لكياختار مكانا اهبط عليه اولا لكي اختبرة فأن مت يختار هو مكانا اخرا يهبط فيه ،وبدأت الهبوط علي الطريق الذي يحدوه الجبال من الطرفين بينما ساحل البحر خلفه كأصعبما يكون الهبوط ، وفجأه يتوقف محرك الطائرة ، وكانت تعليمات الخبراء في كتيبالصيانه ان الطيار يقفز فور توقف المحرك لان جميع اجزاء الطائرة تعمل بالهيدروليكوتتوقف تماما عن العمل فور توقف المحرك، مما يعني انعدام التحكم بالطائرة
وتم الاستعانه الكامله باللهواخذ القرار بالهبوط لانني كنت اريد ان يكون انتصارا كلاملا حتي النهايه ، فلا يجبان يفوز الاسرائيليين بأي شئ في هذا الاشتباك ولو حتي تدمير طائرة لنا لان وقودهاقد انتهي .
ولمست عجلات الطائرة ارض الطريقبعد متر او اثنين متر من حافه الطريق لتندفع الطائرة علي سرعتها لافاجئ بعربهمقطورة امامي يقفز ركابها منها فزعا ويتركونها امامي علي الطريق
فرفعت مجموعه العجلات الخلفيهفورا ليبدأ باطن الطائرة في الاحتكاك بالارض وتتوقف الطائرة فورا وسط الرمال عليجانب الطريق.
اما حسن لطفي فقد خانه تقديربدايه الطريق ، وعندما بدأ الاقتراب النهائي للهبوط ، لمست عجلاتهالخلفيه
حافه الطريق البارزة ما بينالاسفلت وبين شاطئ الخليج ، لتنقلب طائرته وتنفجر ويستشهد حسن لطفي بعد ان اديواجبه كاملا ، ويزف الي الجنه في اجمل واطهر ما يكون اللقاء .
هبطت من الطائرة ساجدا للهلتنهار قواي وانا ساجد ويغمي علي ، لتبدأ الاصوات تعود الي ببطء علي صوت طائرةهيلكوبتر اسرائيلي تقترب مني محاوله ان تأسرني ، نفس الطائرة التي ابلغ عنها ليدر 1، لكن المضادات المصريه طردتها بسرعه ، وايقن رجال اللواء المصري ان الطائرةالاسرائيليه تبحث عن طيار اسرائيلي كعادتهم دوما، فتوجهوا نحوي واسروني اوسعونيضربا وانا مغمي علي ولا اقوي علي الكلام وسببوا لي كدمات في العمود الفقري .
فقد كان رجال هذا اللواء المعزولعلي ساحل الخليج عرضه لالاعيب العدو الشيطانيه ، فكانت طائرات الهليكوبتر المعاديهتطير فوقهم ليلا وتلقي معلبات الاكل والعصائر ، فيظن الجنود انها هليكوبتر مصريخاصه وان الجو ليلا والرؤيه صعبه ومن في الطائرة يتحدث العربيه .
وفور تجمع الجنود حول امداداتالغذاء يتم القاء براميل نابالم عليهم وحصد ارواحهم حرقا، فكان حقد جنود هذه الوحدهالمعزوله علي الاسرائيليين وخاصه الطيران الاسرائيلي عظيما ، وعندما وجدوني لمينتظروا اي يتعرفوا علي .
وصلت طائرة هيلكوبتر مصريلالتقاطي وبها عدد من الفنيين للاطمئنان علي طائرتي يقودها الطيار عمر لطفي والذيكان في دهشه مما يراه ، فلاول مرة يشاهد طيار مصري طائرة مقاتله تهبط علي طريق وتظلسليمه خاصه طريق بهذا السوء ملئ بالحفر ، فما كان منه الا انه اكتفي بترديد سبحانالله وهو مندهش.
وعدت الي مطار بني سويف ، وتموضع شباك تمويه علي الطائرة لحمايتها واخفاءها
في ذلك الوقت كان اللواء طيارحسني مبارك في زيارة الي ليبيا فاعطي تعليمات بان تظل تلك الطائرة علي الطريق حتيالصباح التالي حيث ان الطريق يؤدي الي الكريمات ثم حلوان حيث ورشه اصلاح الطائراتوالتي بدورها ارسلت سيارة نقل وجرار قطر طائرات لشحن الطائرة .
المفاجأه ان طائرة هيلكوبتراسرائيلي هبطت ليلا لقطع الطريق علي سياره النقل التي من المفترض انها تجر الطائرةلكن قرار اللواء مبارك بتاجيل نقل الطائرة ادي الي تفادي الوقوع في هذا الكمينبعنايه الهايه عجيبه ، وفي الصباح التالي عثرت دوريه من حرس الحدود علي اثار تلكالطائره وبقايا معلبات اسرائيلي بجوارها .
عدت الي قاعدتي لاجد اللواء نبيهالمسيري اركان حرب القوات الجويه منتظرني في المطار لكن الفنيين والجنود والطيارينزملائي الذين علموا بتلك المعركه حملوني علي الاعناق والهتاف بحياه مصر لانال اعليتقدير معنوي اناله في حياتي من احد .
وتمت مناقشه نتائج المعركه معاللواء المسيري فورا بعد ان تلقيت منه التهانئ ، وتلي ذلك تكريم من اللواء حسنيمبارك ثم من المشير احمد اسماعيل ثم من الرئيس السادات نفسه حيث اخبرته انه لو عادبي الزمن لقمت بنفس العمل لان كل شئ يهون في سبيل مصر وكرامه مصر
وبسبب هذا الاشتباك نلت وسامالشجاعه ووسام النجمه العسكريه