Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

أنها الحرب - قصص قصيره

 

 تقديم واعداد لموقع المجموعه 73 مؤرخين 

اسماء محمود

 

 

إنها الحرب ...

إنها الحرب .. بوجوهها المختلفة  ،و أحداثها الجسام ،  تختلف جذرياً عن كونها  مجرد حدث  يتغنى  له و به الناس  ، كلمة العبور والمعبر  لهو أمر بالهين بالنسبة لمن هم خارج جبهة القتال ، أما على من فيها  ، فلا نعرف لها حال تارة تؤلم وأخرى تداوى ، وتارة تبكى وأخرى تسر ، وتارة يترقبون وأخرى يحتفلون  ... ومرة تتحجر فيها الدموع وتحتبس ، وأخرى يتعالى فيها النشيج والبكاء ..  وثالثة تتناثر الضحكات  ..  وفى كل الحالات  : لا عدا يا أرض مصر فيك عاد **  إننا دون حماك أجمعين ..

وهذا ما حققه أبطال مصر وشهدائها ،  إنها الحرب  ، فلم ينل القصف والهجوم أشد الأسلحة فتكاً من عزيمتهم ..  فلا مجال للتراجع شبر واحد فوق أرض سيناء ... والتشبث بالأرض حتى آخر طلقة ..

إنها الحرب نلتقى فيها بالجنود والضباط والقادة كل فى موقعه يؤدى واجبه بلا  استثناء .. نعيش بجوار المحارب الذى ينتظر الأجازة كى يتمكن من لقاء محبوبته ، يحن اللقاء مرة واثنان وثلاثة و غالباً ما تنتظر لقاء آخر يجمعهما  .. لكن يطول الانتظار  ، استشهد  وتحقق له لقاء آخر بحبيبة أخرى بل هى  الأولى و سكن جثمان تحت ثراها  ...

أنها الحرب  .. مجموعة قصصية  للكاتب  ، المقاتل  (( عبد الرحمن سعيد )) أحد ضباط المشاة أثناء نصر أكتوبر  المجيد .

تجولنا فى صفحات مجموعته القصصية الصادرة فى عام 1984  ، عن دار المطبوعات الجديدة .. وعرفنا مما قصه علينا أن للحرب وجه بل وجوه أخرى  ..

اشتملت المجموعة القصصية على قصص (( قتلة الأمال – عبور الملائكة -  أول أحتيال فى سيناء – العجل وقع – الكمين – وجه القمر  - الرايات المنسحبة – المر أو الفاتح – إنها الحرب – الغرور أرضاً – اللغم  - الأم – من يحاصر من  ))

اقتحمنا مع الأبطال مقر قيادة العدو فى ممر متلا  ،  وصحبنا الشهداء والأبطال زرد وسامى صادق  .. اقتحمنا النقطة الحصينة فى عيون موسى وقمنا بإزالة ألغام العدو وتحريكها  ، وكسبنا مزيد من الأرض  ..

أنتابنا الشعور بالخجل و شىء من السعادة ونحن نستمع إلى ما يرويه الكاتب عن رفاقه الشهداء و موعد كل منهم مع عروس  ،  لم يزف إليها  ...  وزف إلى مكان أفضل بكثير  ، تاركاً لها الحزن والبكاء وآهات لم تبدو فى القصة  ، ولكن يشعر بها أى إنسان  ..

بكينا أم الشهيد الحكيمة الوفية فى مستشفى السويس أكثر مما بكينا الشهيد  ..

وضحكنا على الأسير الطيار  الإسرائيلى الذى قرر الجنود أن يجعلوا منه مثاراً للسخرية  وقال له أحدهم  وهو يقبض على الهواء بيده ممثلاً دور المذيع  : ((  الميكرفون مع سيادتك  ، تفتكر سيادتك  الطيارة وقعت لا الهوا اللى رماك ؟؟  ))  ، بينما أمسكه أحدهم من أذنه  وضربه على يده  وقال (( مش قلت لك ميت مرة بلاش لعب بالطيران  )) ، فيما تقدم السائق عاشور سائق سيارة الشئون ممسكاً بالسكين  فى يده  يحاول أن يذبحه  وحال دون العديد من الأفراد  ..

أختتم  الكاتب مجموعته القصصية بقصة من  يحاصر من ، وكيف أنه أثناء الاحتفال بعيد الأضحى وتقديم بعض العروض ، و حضور قائد اللواء وقائد الجيش الثالث  ، فى تلك الأثناء حضر ضابط من قيادة الجيش للواء أحمد بدوى يخبره أن مندوب هيئة الامم المتحدة يطلبه لوقف اطلاق النار من جانبنا  .. قال له اللواء أحمد بدوى (( استمر فى البحث عنى  )) واختلطت طلقات المدافع  بصوت الموسيقى  والغناء والضحكات  وحينما علم قائد الجيش أن قواته قامت بتأديب قوات العدو  تماماً  ترك الحفلة وأعطى تعليمات بوقف الضرب ..

أما لحظة العمر والتاريخ فدائماً ما تتشح بأبهى حُلّة  .. تطفو فيها مشاعر المقاتل من فرح وفخر ومجد ،، يختلط فيها الذهول بالعزم  ويتناسى أنه مقدم على الخطر وكلها دقائق ويكون على موعد مع أحد القدرين ، أو الحسنيين  ... تلمسنا فى وصفه إرادة مفعمة بالإيمان ...  كيف لا والله أكبر تدوى فى ميدان القتال ..

وبالمثل انتقلنا من فرحة طاغية بالعبور ، إلى لحظات منتهى الألم ، حينما تدهس دبابات العدو شهداء مصر ، وكأن شىء ما يجثم على الصدور ، تنساب الدموع ، يغمض المرء عينيه و يضع كلتا يديه على أذنيه لئلا يسمع صوت جماجم الشهداء ودبابات العدو تطبق على الرؤوس  ...

ويشتهى القارىء الانتقام ويود لو كان بحوزته ساطوراً لقطع الأسير إرباً كما فعلت دباباتهم ، وطيرانهم .. لكن روعة أكتوبر وأبطاله تكمن فى أن الخصم لم يفرض أخلاقه المنحطة على فرسان العبور أو ملائكته ..

إنها الحرب ، تجول بنا فى رحاب الشهداء ,, ومع الأبطال   ، تنقلنا إلى جبهة المنتصرين .. نرى فيها غرور العدو يهوى أرضاً ويرفع عنه رداء الشجاعة الزائف ليعود بثوبه المعهود (( رداء الجبن )) وإن كان ثوب الخسة لا ينتزع ولا يسقط عنه أبداً ...

وحين هوى ذاك الغرور وتلك الشجاعة الزائفة فى العدو ،  طلت علينا بطولات لا تنسى وتجسدت كل معانى الشجاعة والإقدام فى أبطالنا ... وإذا كانا كليهما لم يفارقا رجال جيشنا المصرى فى 67 أو الاستنزاف  ،، إلا أن ظهورها جلية فى 73 يرجع إلى أن قوة المعركة وضراوتها ، حرب شاملة ...  نحن فيها الأقوى ...  ومن أحرز الانتصار المدوى ..

إنها الحرب ... حيث ذاكرة المقاتل ممتلئة بمزيج عجيب يتناغم فيه الفرح والحزن  ، نستمع فيه إلى أبواق النصر تعزف وفى اللحظة نفسها  ترتفع غيرها  عازفة لنا سلام الشهيد ..

شكراً جزيلاً للكاتب البطل عبد الرحمن سعيد ، لم يكتف بالقتال وصون الأرض من أجل غد أفضل للأجيال القادمة ، وإنما صان بعض من ذكريات النضال لتضعنا على الدرب الصحيح  ..

*******

ومن قصة وجه القمر  ، إحدى روائع المجموعة القصصية إنها الحرب ، ننقل إليكم قصة استشهاد الضابط سامى ، فى يوم العاشر من أكتوبر ..

أسمى التحايا للشهيد ولشهداء مصر الابرار  وأبطالها ..

يقول البطل :

  ((  استلمت إشارة باحتمال هجمة مركزة للدبابات لاختراق طريق متلا ..

وكان فى المقدمة هناك سامى ..

واستعدت كل الوحدات خوفاً من قيام العدو بالاختراق بين قوات اللواء وبالفعل صدرت التعليمات بالاستعداد للقتال حتى بالأسلحة الشخصية

وأخرجنا أسلحتنا الشخصية بالفعل انتظاراً لهجمة الدبابات وتابعت الأخبار ، كانت كل التقديرات ( هجوم شامل بالدبابات ) فى قطاع اللواء لعمل ثغرة للوصول إلى قناة السويس مرة أخرى …

وبدا القلق داخلنا يظهر على كل الوجوه وهى تمسك الأسلحة الشخصية وتستعد . وكان الليل طويلاً وسخيفاً ورهيباً وبدأت الدقائق تمر ، تمر برتابة  تثير القلق والتوتر وجاءت إشارة .… ( الدبابات تقوم بعملية التسخين بالمعسكر الأبيض استعدادا للتحرك )

وبدأت الأنظار تتجه كلها ناحية المعسكر الأبيض وخرجت تليسكوب المراقبة ورغم الظلام إلا أن القمر كان عجيباً بالفعل فى هذا اليوم كان شبه كاملاً والضوء ساطع ولم تكن هناك سحب تحجب ضوءه الرائع ووجهت التلسكوب ناحية المعسكر وكان نقطة بيضاء …

واستعدت الدبابات للتحرك مع بداية أول ضوء وعندما بدأت خيوط الصباح تزحف سمعنا أصوات الدبابات عنيفة هادرة وكان أول ما يقابلها موقع سامى وكان لابد لها من اختراقه للوصول إلى مصاطبها ووقعت المعركة .

وعرفنا تفاصيلها من الأفراد القليلة التي خرجت منها ..

لقد وجد سامى ومجموعة الأفراد الصغيرة معه فى مواجهة أكثر من ٢٠ دبابة تتحرك في تشكيل قتالى متقدمة ثلاثة دبابات … وتتحرك فى  سرعة وقوة ولم تكتشف بعد موقعهم المتقدم ..

وحاول سامى الاتصال بالسرية .. بالكتيبة لكن الموقف كان أسرع والأوامر ( الاشتباك مع العدو وسوف تعاونك باقي القوات ) … لأن الانسحاب والتراجع أو التوقف دائماً .. دائماً فى كل المواقع بعيداً ، بعيداً عن الأذهان .

وبالفعل اشتبكت مدفعية اللواء مع الدبابات المتقدمة وعندما انفجرت دبابة من قذف المدفعية ارتفعت رؤوس بعض الأفراد بصيحات الله أكبر ..

واكتشف العدو بدباباته موقع الفصيلة وبدأت خطته في الهجوم السريع الحاسم ليصبح وسط قواتنا ويتلافى ضرب المدفعية وتحركت الدبابات بسرعة مذهلة وسط المجموعة ..

وتنبه سامى لتلك الهجمة المباغتة السريعة ووجد الأفراد أنفسهم وسط الدبابات …

وبدأت معركة من أقذر المعارك الحربية دبابة فى مواجهة إنسان وداست الدبابات الأجساد وارتفعت أصوات الألم وكان أبشع الأصوات صوت عظام الرأس عندما سحقتها العجلات المجنزرة وتحولت بعض الأجساد إلى كومة من الاشلاء …

ووجد سامى الإنسان مختلطاً بالرمال ، حقيقة موقف تهتز له خلايا الجسم

..

وخرج سامى فى ثوانى ثوانى هائلة لكنها قادرة على إبعاد كل الخجل كل التسامح والروح الطيبة وصزته رهيباً عالياً وفى ثورة صاخبة وكلمات قاسية مؤلمة عنيفة ،، خرج وواجه أول دبابة بجانبه ونظر إليه الأفراد فى ذهول واندفع وألقى قنبلة مجهزة للدبابات ولكنها لم تنفجر وفى ثورته

وسخطه حملها مرة أخرى وركب الدبابة وفجر القنبلة ونفسه فوق الدبابة …

قد تكون القنبلة المجهزة غير جاهزة تماماً لخرق الدروع لكن القنبلة البشرية

استطاعت أن توقفها وتحرقها وشاهدت الدبابات أغرب عملية قتالية فقد اندفع باقي الأفراد نحو الدبابات وتوالت الانفجارات …

وركب الأفراد الدبابات بكل الأسلحة وبكل الوسائل حتى أطلقت نكتة مريرة أن بعض الأفراد واجهوا الدبابات بعد نفاذ الذخيرة بالمعلبات .

ولم تكن نكتة لأن دبابات العدو انسحبت أمام الهجوم الشرس من الأفراد   .… و بعد تراجع الدبابات وصلت المساعدة من لواء التدعيم وتم تدعيم الموقع …

وعندما حاولنا بعدها استرجاع جثة سامى لدفنها منعنا العدو لساعات طويلة وفى اليوم الثانى كان ضوء القمر فى كامل بدره لأنها كانت يوم ١٠ أكتوبر ١٩٧٣ وهى ليلة النصف لرمضان .. وكل من شاهد سامى جثة على الدبابة كان يرى عيناه نحو السماء نحو وجه القمر الدبابة كان يرى عيناه نحو السماء نحو وجه القمر

وعاد جثمان الشهيد ودفن فى ليلة كان القمر فيها كاملاً . ))

******************************************************** 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech