Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

اللقاء السنوي لرجال الكتيبة 35 مشاة

 

 

جمال الغيطانى

 »بعد انتهاء اللقاء السنوي لرجال الكتيبة 35 مشاة، خرجت إلي الليل أكثر تفاؤلاً، مستعيداً كل لحظة أمضيتها بحضرة القائد

 اللواء متقاعد عبدالمنعم خليل، أحد أبطال الوطن..«


 

القائد

، الإنسان،

المتصوف القريب إلي ربه بعد عمر أمضاه في ساحات الوغي مقاتلاً من أجل وطن أحبه وانتمي إليه مثل ذرات ترابه 

وجذور وأغصان نباته وجوهر ثماره، هذا إنسان مصري بسيط، عميق، مازال يسعي بيننا ـ أطال الله عمره ـ وقد عرفته عن بعد زمن الحرب، عندما كان قائداً للجيش الثاني الميداني خلال حرب الاستنزاف، وقد تولي قيادته مرتين، الأولي خلال تسلسله الطبيعي في القيادة، وخلالها أسس عملية الصمود، والثانية عندما صدر قرار بإعادته إلي الجيش الثاني الميداني بعد انهيار القائد اللواء سعد مأمون، وتوسع القوات الإسرائيلية غرب القناة وتهديد الاسماعيلية والجيش الثاني كله، جاء القائد الذي كان المشير أحمد اسماعيل يتفاءل به ليمارس قدراته ومواهبه التي وهبها الله، قدرته علي القيادة، اتخذ من الإجراءات ما قلب الوقف وأنقذ الموقف العسكري وجميع ما يترتب عليه 

سياسياً في لحظة جد حرجة.

إنه الأقدم الآن علي الإطلاق، الآن، الآن، إنه أستاذ القادة، الكل معترف له بالفضل والريادة حتي الذين يقاربونه سناً ومرتبة، أمضي إلي دار المشاة تلبية لدعوته بعد أن أسبغ عليّ شرف الانضمام إلي لقاء بعقد سنوياً بانتظام وكل عدة شهور لمن خدموا معه في الكتيبة ٣٥ مشاة التي قادها عندما تمركزت في الموقع الشهير »أبو عجيلة«، اليوم سبت، خرجت من البيت بعد إقامة اتصلت أسبوعاً، خلوة ألجأ إليها كلما ضاق الحال وناء الصدر وثقلت الأنفاس، لست مسيطراً علي ما يمكن أن يثير في نفسي الرضا، غير أنني متفهم، تواق إلي تبدل الحال، أتابع من معزلي ما يجري، هكذا تنتفي صفة الخلوة، كما أنني متصل بالرأي العام عبر العمود اليومي الذي يضعني في مقدمة اللحظة، كل ما أفكر فيه معلن، قدري وقدر جيلي أن نكون دائماً في القلب، بالرأي، بالكتابة، بالجسد إن استطعنا إلي ذلك سبيلاً، عزلة ولا عزلة، السعي إلي خلوة فيه ترف، فكيف تتم وفي الهواء الذي نتنسمه حريق، الوطن مندلع فيه حريق، وأمس الجمعة رحت أتابع لساعات طويلة عبر التليفزيون أولي مواجهات يتدرب فيها المصريون علي ذبح بعضهم، إنها المرة الأولي التي يواجه فيها أبناء الوطن بعضهم البعص فهنيئاً لمن يدير دفة البلاد وقد أوصلنا إلي ذلك، إلي الدم الذي لن يثمر إلا دماً، إلي العنف الذي لن يرد عليه إلا بالعنف، كان الأمس الجمعة يوماً عبوساً بحق، حتي الطبيعة شاركت فيه بترابها  الذي حرمني من ضوء يوم الجمعة الذي أنعم به صيفاً أو شتاء، ومن خلاله أقوم بتنظيف مكتبتي وأرعي الكتب في مراقدها، أستعيد ألفتها وأنتبه إلي عناوين نسيت أنها عندي، مازلت أعتمد علي الذاكرة في الحفاظ عليها وفهرستها، كان الجمعة يوماً طويلاً، حزيناً وباعثاً أيضاً علي التفاؤل بروح هذا الشعب وجرأته علي تحدي العنف والظروف الطارئة، في تلك الظروف جاءتني قبل أيام دعوة اللواء، القائد، عبدالمنعم خليل، أبلغها لي أحد رجاله الأوفياء اللواء سمير بركات، عندما يوجه اللواء عبدالمنعم الدعوة فليس بوسعنا إلا التلبية، يغمرنا سرور وارف لاقترابنا من هذا العظيم الذي أتمني لو

أن قومي عرفوه كما عرفت.

إحدي قاعات دار المشاة

 

السابعة مساء

الدماثة، الرقة، احترام الصلة، الوفاء، قيم عديدة تجسدت سواء في شكل اللقاء الذي أداره اللواء عبدالمنعم خليل بموهبة القيادة الفطرية التي جُبل عليها، كان لطيفاً في تقديمه للمتحدثين، صارماً مع من يتجاوز الوقت أو يسترسل، قادراً علي اقتناص اللحظات المولية والتي يثير بعضها الحنين والابتسام، طوال ثلاث ساعات متصلة لم يذكر  الكثير من القادة الاخرين الا وأحاطة الأحترام ،  رغم معرفتي الوثيقة أن البعض قد يكون لديه ملاحظات علي هذا أو ذاك، الملامح الشخصية والعسكرية للواء  عبدالمنعم خليل بدت من خلال حديث الضيوف عنه، قال الفريق صلاح عبدالحليم إنه سيذكر موقفاً واحداً، في اليوم التالي للخامس من يونيو صدرت إليه تعليمات من رئيس الأركان وقتئذ الفريق أول محمد فوزي يأمره بالتوجه إلي سيناء فقد فقد الاتصال بلواء المظلات المتمركز في شرم الشيخ والذي يقوده اللواء عبدالمنعم خليل، قال بالنص »مانعرفش هما فين دلوقتي«، كانت القوات قد بدأت الانسحاب في فوضي عارمة، بدا التأثر علي وجه الفريق صلاح وهو يصف تداخل رجال الهجانة بالمدرعات المحترقة والذعر الإنساني وانفراط عقد التشكيلات، اندفع متجهاً إلي داخل سيناء، وعند نقطة معينة التقي بطلائع لواء المظلات الذي كان مكلفاً بإغلاق مضايق تيران في خليج العقبة، في العادة عندما تنسحب القوات يكون القائد في النسق الثاني من التشكيل ،  كان اللواء عبدالمنعم خليل في النسق الأخير، آخر رجاله حتي يطمئن علي سلامة التشكيل.

عندما جاء الدور علي العميد طيار جمال الجندي، طلب منه »قوم اقف« قال برقة: أنا باحييك يا جمال، كل يوم جمعة، الساعة التاسعة صباحاً بالضبط يرسل إليّ رسالة علي التليفون.

عندما قدم الفريق صفي الدين أبوشناف قال إنه مثل اسمه، صفاء، وفاء عطاء، ثم سأله مداعباً: إيه أخبارك الكنكة؟، ضحك الجميع، روي الفريق حكاية الكنكة، قال إنه أثناء خدمته بالكتيبة ٣٥ فوجئ بزيارة القائد عبدالمنعم خليل، كان ذلك في الخمسينيات، وعندما سأله: تشرب إيه سيادتك؟، أجابه: قهوة سادة، كان الوضع في الصحراء، ولكن كانت هناك كنكة لها شبكة، تفحصها قائد الكتيبة مبتسماً وطلب من الضابط صفي الدين أبو شناف ألا يتعب نفسه، قال الفريق صفي إنه يعتز بانتمائه إلي هذا الجيل من الجيش المصري، جيش حارب منذ عام 1956  وحتي حرب تحرير الكويت في التسعينيات، كلمات لها معني متعدد، تستحق التأمل العميق.

بين الحضور د. محمد ابن اللواء عبدالمنعم خليل، طبيب كبير، قال الأب وهو يقدمه، إنه يحمد الله إذ وهبه محمد وأحمد، تحدث عن محمد الذي أصبح جداً لحفيدة تزوجت وكان زوجها الطبيب ماثلاً في اللقاء، قال إن محمد يزوره يومياً في الصباح، ويعد له الإفطار، ويصحبه

 

إلي المستشفي.

توالت الذكريات والإضاءات، وكان قائد الكتيبة بين رجاله متألقاً، هادئاً، محققاً ذلك التواصل بين القمة والقاعدة الذي تميز بالقدرة علي تحقيقه، إنني أتمني علي الفريق عبدالفتاح السيسي تكريم اللواء عبدالمنعم خليل، القائد، المعلم، الإنسان. عند انصرافي من اللقاء كنت غنياً بالمشاعر، متفائلاً في زمن عز فيه التفاؤل وتراكمت الكرب العظام،

لعل بأمثال هؤلاء الأبطال يحدث الله أمراً.

قال الإمام جلال الدين السيوطي

قد بُلينا في عصرنا بقضاة

        يظلمون الأنام ظُلماً عمّا

يأكلون التراث أكلاً لمّا

        ويحبون المال حباً جمّا


http://www.masress.com/elakhbar/205896

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech