Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

آكلة الدبابات وملتهميها ... حديث الأبطال

كتبت اسماء محمود -

إصدار جديد من كتاب آكلة الدبابات  للواء البطل عبد الجابر أحمد على  ، ما يزيد عن  مائتى وخمسون  صفحة امتزجت فيها القيادة والقتال  ..

إهداء إلى أرواحهم  ، هؤلاء الذين دائماً ما يخطفون العقول ببسالتهم وصنيعهم  ، الشهداء  ، أعظم بها مكانة تسمو فوق أى مكانة فى ميادين القتال وفى قلوب المقاتلين ...

لست كاتباً !! وهل هناك ما هو أجل وأصدق من كلمات المحارب وشهادته وإحساسه .. إن نبض المعارك  وصداها هو أصواتهم وما خطته وتخطه أيديهم  ... وليس هناك من يؤتمن على ذاكرة النصر أفضل ممن قاتلوا لأجله وعاشوا  سنوات بانتظاره حتى تحقق بعون الله وبهم  ..

ثلاثة فصول من أزهى ما يكون  ، حافلة بالذكريات والشهادات من القائد بحق ضباطه وجنوده ومن الضباط بحق الجنود .. و بحق الشهداء ...

الفصل الأول عن صائد الدبابات البطل محمد عبد العاطى طيب الله ثراه  ، والحق أن القارىء يستوقفه كثيراً  شهادة القائد بحق محمد عبد العاطى .. تساءلت فى نفسى  هل قرأ عبد العاطى كل تلك العبارات التى صاغها القائد بحقه فى طبعة الكتاب الأولى ؟؟ راودتنا الكثير  من لحظات الفخر والاعتزاز كما لو كنا نحن آكلة الدبابات !!

إن أدب الحرب هو روح المعركة  , وإحساسها ، ونبضها  ، و كل شىء  .. تتفكك فيه مركبات الوثائق والأحداث إلى ذرات  ...  لنقرأ  عشرات وعشرات من البطولات  ...

ومما لفت الانتباه تلك العلاقة القوية بين القائد والجنود  ، قبل وأثناء وحتى بعد المعركة  ،  فالقائد الذى فضل أن يفرد صفحات كتابه ويسطر كلماته جميعاً عن الأبطال  ، يحدثنا عن عبد العاطى منذ مولده ونشأته وتعليمه وحتى حبه الأول ...  شجاره مع الخفير  واقتياده إلى دوار العمدة ، كرة القدم وذكريات المدرسة وناظرها ... وكل شىء  ، حتى وقت التجنيد  وانضمامه إلى سلاح المدفعية ...

وهنا يحضرنى شهادة الفريق الماحى والذى أسر فى كتاب العسكرية المصرية فوق سيناء  إلى أن محمد عبد العاطى البطل الذى افتتح معرض الغنائم هو من سلاح المدفعية وليس المشاة ... نعم المدفعية  وهذا ما أكده كتاب آكلة الدبابات بين أيادى القراء ..

عشرات الأبطال نقابلهم بين طيات الكتاب ..

محمد عبد العاطى : ابن قرية شيبة قش كما وصفه القائد :  ( عنيد – يقبل التحدى – لا يبدأ بالعدوان – بسيط – لا تلين عزيمته – يتصف بالوقار والاتزان – يحترمه الجميع  -يلح فى المطلب إذا كان يخص أحد زملائه .... إلخ  )

قبيل المعركة ووقت التدريب ردد فى إحدى المرات

-          أفندم الهدف خارج مرمى الصاروخ 

لكن الأوامر بالاشتباك ... وبالفعل يسقط الصاروخ قبل  الهدف ، يردد ثانية  بكل تأكيد :

-          أفندم الهدف خارج مرمى الصاروخ  ، يتوجه القائد لقياس  المسافة ويتضح أنه خطأ  أحدالخبراء الروس الذين أعدوا ميدان الرمى .

وقد كان لمهارته الفائقة فى لعبة كرة القدم دورها الأهم فى اختياره ضمن فريق جيشه  ..وقيادته لفريق وحدته .. إلا أن القائد يرى أن لاعبى الكرة كثر أما موجهى الصواريخ فهم قلة ... فلا صوت يعلو على صوت المعركة .. ولا هدف يسمو أو يلوح فى الأفق إلا العدو ودباباته ..

تمضى أيام التدريب والانتظار   ، وتحين لحظة العبور ويومه .. و تمر الساعات ابطأ ما يكون على القارىء ، الجميع ينتظر العبور ، حتى ولو عبر جيشنا منذ عشرات السنين ، لحظة ذهبية ... هى الأثمن فى تاريخنا ومجد أبطالنا ..

حانت وأصبحت حقيقة ، عم أحمد وهو بطل مدنى يساعد الأبطال ويحمل معهم معداتهم وحقائبهم ويلقيها فى القوارب ، وأطفاله يهللون .. يجمع للأبطال ما قسمه الله من طعام ويصر على أن يشارك وطنه ولو بالزاد ..

تدك المدفعية نيرانها ... وتشق النسور سماء المحروسة  ، وتدوى صيحة النصر .. تتجلى مصر عظيمة شامخة وأبنائها يعبرون ... يصدح العندليب فى آذاننا  ، لفى البلاد يا صبية بلد بلد باركى الولاد ياصبية ولد ولد ...

  ومضت أيام المعركة على البطل عبد العاطى وطاقمه  وهم يلتهمون دبابات العدو واحدة تلو الأخرى .. دمروا 23 دبابة واشتركوا فى تدمير ثلاثة دبابات أخرى فى قطاع غير قطاعهم  ، احتسب للطاقم الآخر الذى أصابها فى الوقت نفسه !

استراتيجية وتكتيك  : الاشتباك مع الأهداف البعيدة أولاً حتى لا تخرج من المدى  .

وحينما طلب البطل عبد العاطى التقدم إلى مواقع أخرى يهاجمها العدو كان رد القائد : (( المواقع الأخرى بها من الأبطال من يدافع عنها  فزملاؤك يؤدون الواجب مثلك تماماً ...

ولأن القائد مهملة ثقيلة إذ أنه يتحرك على طول خط التشكيل ، نترك أسطورة قنص  دبابات العدو عبد العاطى وننتقل مع القائد إلى القطاعات الأخرى ..

مجموعة النعناعى :

بقيادة النقيب عبد الهادى النعناعى  ومعه 2 من اكفأ الضباط البطلين منير زاهر و أحمد عثمان .

فى هذه المجموعة رأينا مساعد الكتيبة المسئول عن التعيينات وقد تخطى عمره الأربعين والذى كان بالكاد يحمل معداته الشخصية ، رأيناه وقت العبور يجر عربة يدوية محملة بالصواريخ والذخيرة ويتحرك فوق الساتر كما البهلوان .

دمرت هذه المجموعة فى اليوم الأول 4 دبابات من أصل 9 كانت تحاول تدمير الكبارى  ، وانقذ البطل منير زاهر قائده من دبابة معادية حاولت دهسه  أثناء توجيهه الأوامر .. الدفاع عن تبة الطالية مهمتهم ..

ولا ننس البطلين معوض والسائق وقد جاءا على ظهر دبابة تركها طاقمها وهرب فما كان منهما إلا أن اقتادا الغنيمة حيث أبطالنا  ، رافعين علم مصر فوقها .

مجموعة  محمد السيد وإبراهيم حسين  :

الضابط البطل محمد يحكى عن رجاله وصمودهمويحييهم فقد دمر الجندى إبراهيم 18 دبابة وأخلى  وهو يبكى حيث أصابت شظية يده فنزفت بغزارة  ، هكذا هم الأبطال يكرهون أن يتركوا ساحة المعركة مهما كانت الأسباب ولو على حساب سلامتهمالشخصية  .

فى هذه المجموعة كان ثمن الدبابة علبة سيجارة  ومع تساقط الدبابات واحدة تلو الأخرى وقنصها وكنسها  أصبحت دبابة العدو = سيجارة واحدة  !!

يا الله سيجارة واحدة ثمن دبابة بملايين الدولارات  ، تلك الدبابات التى كانت بالأمس تتجبر ، تقتل ، تدهس ، تحرق ، تقصف ، توجع البشر  وقلوبهم برحيل من  يقف أمامها أو تصيبه نيرانها وتخترقه شظاياها ... الآن أصبحت  تساوى سيجارة  ، سرعان ما يتناثر رمادها ولا يبق منه شىء ...

مجموعة منير زاهر والمشاط :

الضابط منير زاهر تدرب على يديه عبد العاطى  وكثير من الموجهين ، أما الضابط عبد المنعم المشاط فقد كان ضابط إشارة الوحدة لكنه أصر على التواجد مع زملائه وسط المعارك لتقديم العون  والمساعدة وطلب أن يكون  مع زميله منير زاهر بالإضافة  إلى عمله كضابط إشارة  ..

حاول العدو احتلال موقعهم مهاجماً الرجال ب 30 دبابة  إضافة إلى القصف ومحاولات الالتفاف ، لكن  الأبطال صمدوا ودمروا 15 دبابة 7 منها بالصواريخ المضادة للدبابات  ، قوات العدو تقصف الموقع بالقذائف الفسفورية  ، وتحترق أجساد الأبطال  وتخترقها الشظايا .. ولكن يأبى الأبطال أن يفارقهم الصمود والاستبسال ... أمسكوا بتلابيبه وتمسكوا به وواجهوا بكل قوة حتى  انسحب العدو  مذعوراً  مقهوراً .. مذلولاً ..

مجموعة  أحمد عثمان وبكر العادلى :

وهنا تظهر شهادة البطل الضابط أحمد عثمان بحق الجندى البطل بكر العادلى  ، ويخبرنا أنه طلب منه استطلاع موقع وما إن وجد دبابات العدو حتى  أعطى أوامره لطاقمه على الفور بالاشتباك  ودمر 4 دبابات يوم 8 أكتوبر  ..

هجوم مكثف من العدو مدفعية وطيران  واستشهاد عدد من الأبطال  ومع ذلك بكر العادلى مستمر فى  اطلاق الصواريخ على دبابات العدو  وحينما حذره قائد المدفعية أحمد نجيب من كثرة دبابات العدو قال بكر :

(( أنا عارف يا  أفندم  دى زى النحل  لكن  لن أدعها تمر إلا على أجسادنا  .. اطمئن يا أفندم  حتى إذا نفذت الذخيرة فسلاحنا الشخصى موجود  ، سوف ندمرها بأى شىء  حتى ولو بأجسامنا .... ))  وهنا عانقه قائد المدفعية وقال له بارك الله فيكم وفى كل جند مصر  ..

مجموعة حسين السوسى وإبراهيم عبد العال :

الضابط حسين السوسى  مرض أثناء المعركة  بحمى شديدة لكنه رفض الإخلاء ولو إلى النقطة الطبية وقرر أن يبق فى موقعه فى أرض المعركة ولم يغادر الموقع  إلى المستشفى إلا بعد وقف اطلاق النار  ورقد مريضاً فترة طويلة وكاد مرضه أن يصبح مزمناً ..

وحينما شهد الضابط البطل حسين السوسى بحق البطل إبراهيم عبد العال قال :

(( كالعادة فإن المعارك لم تؤثر فيه  ، كل المعارك التى دارت لم تؤثر فيه  ، ولكن كنت أحس فيه ثورة  ، كانت صواريخه  صوب دبابات العدو وأهدافه قاتلة  ، كان اداؤه فى الاشتباك عظيماً  سواء على المسافات الكبيرة  أو الصغيرة  .. كل من يحاول الاقتراب من دبابات  العدو ومركباته  المدرعة  يقوم  بتدميرها  فوراً ويبلغ عن تدمير الهدف فى استحياء شديد  ورغم أن العدو  لم يترك موقعه هادئاً  فقد صب عليه من القذائف  من كل صوب  إلا أنه كان رابط الجأش لا يتزعزع  )) ..

عدت بذاكرتى إلى رحلة المجموعة 73 الأولى إلى سيناء ، حينما قابلت البطل رابط الجأش ، قناص الدبابات البطل إبراهيم عبد العال ، عشرات من السنين مضت  .. وتبقى البطولة والأبطال  .. ورغم أننى رأيت فيه عبد العاطى  وبيومى وشياطين عبد الجابر كلهم ... إلا أن القائد  عادل يسرى صاحب البطولات والساق المعلقة رأى فيهم الملائكة  ... رآها فى صورة شياطين عبد الجابر ... كيف وأين  ومتى ؟؟؟ هذا ما سيعرفه قراء الكتاب ...

 

 

 

كان هذا حديث الأبطال من  كتاب : آكلة الدبابات  ، كتابة اللواء البطل : عبد الجابر أحمد على  ، إصدار الهيئة العامة للكتاب  ..

أما الشهداء  فلهم حديث آخر بإذن الله 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech