بقلم |نسمة سراج ------

أرض المعركة لاتساع سوى بطلا واحدا عظيما ، يقود دفتى الحرب ليصل الى بر النصر .

هكذا كانت عقيدتهم .. عقيدة رجال اكتوبر .. رجال لاتقبل سوى ان تكون أرض المعركة ساحتهم المتفردة لامجال لمشاركة احدهم فيها ..

فكانوا صفا واحدا يجمعهم الإيمان وحب الوطن وانتماء يجرى فى العروق مجرى الدم منذ فهموا وقدروا قيمة الوطن . هؤلاء الرجال الذين لابد ان نفرد لهم اياما واياما للإحتفاء بهم وليس يوما وطنيا واحدا لأنهم رجال المعجزات صانعى الإنتصارات بشرف وجهد وعرق .

لم ينتصروا صدفة بل كان انتصارا مضيئا بعد جهود مُضنية لسنوات ، لايتعرف عليهم النوم لشهور وعقولهم كالتروس تعمل بلاهوادة ، تفرغوا لأوطانهم ونسيوا أنفسهم ، لااجازات ولاجلسات مع الأهل والأصدقاء ، لم تتسنى لهم الفرصة بالمشى فى شوارع بلادهم ولا الاستمتاع بلحظات تجلى مع النيل والطبيعة ولا وقت للتنزه والترفه لأن وجهتهم كانت " مصر " عاشوا لها وكانت لحظات التجلى الحقيقية وهم يقفون على الجبهة مستعدين لملاقاة العدو من اجل استرداد شروق هذا الوطن . كانت ارواحهم تتآكل كلما تذكروا ان هناك شبرا من ارض الوطن فى حوذة العدو ، كانت الرغبة فى استرداد الارض تضج مضاجعهم وتقلقها ولم يهنأ لهم بلا حتى استماتوا على الارض واعادوها بكل شرف وفخر

. نحن لسنا امام تاريخ مشرف فقط بل نحن امام رجال صنعوا هذا التاريخ ، كتبوه بدمهم هناك على ارض المعركة ومازالت الارض تتذكرهم وتستقبل بطولات جديدة من اولادهم واحفادهم من رجال العسكرية المصرية مستكملين مسيرتهم على ارض المعارك المشرفة . اصدقائى .. يامن تقرأون كلماتى .. علموا اولادكم كيف تُعشق الاوطان ؟ لاتتنازلوا عن حقهم فى معرفة تاريخ اوطانهم وبطولات اجدادهم لأن الأجيال التى لاتدرك جيدا عظمة ماضيها لن تتمكن من استقبال الحاضر ولا الاستعداد لحروب الهوية المستقبلية ! علموهم ان مصر لاتصنع الا رجالا اشداء اقوياء البنية والايمان والعقيدة ، حيث كل شىء يهون من اجل الوطن وشرفه ، علموهم ان تراب بلادهم ليس مجرد حفنة تراب عقنة ! كما كان يردد فقراء الاوطان الذين ضاقت عليهم الارض بما رحبت فصاروا يستهينوا بقيمة الأرض .

علموا اولادكم ان الخيانة ان نكره اوطاننا ونُعين اعدائنا عليها قولا او فعلا ونستهين بمقدرات وقيمة الوطن . كل لحظة تتجدد تحياتنا الى رجال الوطن ..

رجال اكتوبر ومحاربينا ، عشاق الاوطان ، حاملى السلاح دفاعا عن الوطن بقوة الله اكبر ، العابرين لخطوط العدو بقوة الله اكبر ، المقتحمين حصون المحتل والمنتصرين بروح لاتُقهر بقوة الله اكبر . كنتم ومازلتم وقودنا لأجل وطن منتصر عزيزا ،أعدتم للوطن شرفه وهيبته ومجده فأسنحققتم ان تكونوا نجومه المضيئة وتيجان على رؤؤس كل مصرى ، نفتخر بكم دائما وابدا وسنظل على العهد بكم ومعكم .. تحيا مصر ..

تحيا مصر بكم حرة عزيزة منتصرة مستقلة

. بقلمى / نسمة سراج ١٥يونيو ٢٠٢١