Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

قصه البطل عبد الظاهر - الكمين

   

الموقف الخامس : يوم 17 أكتوبر وصلت أوامر بتحريك اللواء من موقعنا هذا الى اتجاه الشمال ووقف اللواء طابور متجها للشمال , وجاءت الأوامر جميع محطات سوكار أفد عن تمام استعدادك للتحرك , تمت الإجابة بتمام الاستعداد , أتبعني على بركه الله , انهالت الاشارات , زود السرعة , زود السرعة , الدبابات تتحرك على الطريق الأسفلتي المتجه للشمال شرق القناه , زود السرعة , زود السرعة , ونحن ننطلق الى الشمال موازيين للقناه من جهة الشرق تهاجمنا بعض الدبابات من الشرق , اشارة جميع المحطات لليمين دور واشتبك , إتجهنا لليمين واشتبكنا مع دبابات العدو , التى تفر الى الشرق ونتوغل الى حوالى 500 متر , تعود الاوامر مرة أخرى شكل رتل على الطريق , وزود السرعة إلى اتجاه الشمال .                                          

من السابعة صباحا ونحن منطلقين إلى جهة الشمال , نخوض اشتباكات جانبيه متعددة , ثم نشكل قول وننطلق بأقصى سرعة جهة الشمال وهكذا , حتى وصلنا الى بداية البحيرات التي اولها نقطة كبريت التي تبعد الآن اكتر من 65 كيلومترعن موقعنا الذى تركناه , مررنا شرقها بحوالي 800 متر وهى الآن غربنا , وتقع على اول مياه البحيرات من الجنوب , كانت نقطة قويه للعدو , الآن عليها علم مصر غربنا , وجنود من الصاعقة عليها تلوح لنا , ونحن متقدمون جهة الشمال , كان منظر يبعث على الفخر والثقة , ثم نبتعد شمالا عن نقطة كبريت لنشاهد وادى منخفض شرق البحيرات تنمو فيه شجيرات تسمى الكوديا لحشائش كثيفه , الأرض شبه مبللة من نشع البحيرات غرب هذا الوادي , تحيط به من جميع النواحي تلال ومرتفعات رمليه صفراء , قطر هذا الوادي اكثر من 4 كم , بدأت تظهر على المرتفعات المحيطة به بعض دبابات العدو وتختفى...            لماذا كان هذا التحرك وترك موقعنا ؟؟ لم نعلم حينها على مستوانا كضباط صغار ماهو الداعى لذلك , فقد كنا على عجل وبهذا الاسلوب المخالف لقواعد التدريب حتى اننا سبقنا مدفعيه اللواء بل وسبقنا بعض عناصر الاستطلاع , فلم يأخذوا فرصة الاستطلاع , كنا لا ندرى اننا متوجهين لقطع وغلق الثغرة من جهة الشرق , بل كنا لا ندرى ان هناك ثغرة تمت فى الشمال ولم ندرى اننا اصبحنا على بعد 5 كيلومترات منها , طبعا القادة الأعلى يعلمون كل شيئ عن ذلك .           وهنا امريكا واسرائيل ادركت انه لا يمكن وقف هذا اللواء بالمدرعات من تجارب الايام السابقة واليوم 20 اكتوبر ولم تخسر كتيبتي غير دبابه واحدة الخاصة بزميلى الشهيد وجيه , وبالمناسبة هذه الدبابة كانت دبابتي انا قبل ان انقل من سرية شاي الى سرية فضة قبل العمليات بأسبوع , هذه التنقلات لعمل توازن فى قوى السرايا , سبحان الله لكل اجل كتاب , ولذلك عندما شاهدت امريكا اللواء من السابعة صباحا متوجها الى الشمال جهزت هذا الوادي ليكون كمينا محكما للواء 25 المدرع , فبعثت على عجل لإسرائيل صواريخ التاو الباحثة عن الحرارة , ونصبت ستائر صواريخ داخل الشجيرات على شكل حرف ( لـ ) وبعثت بطائرات هليكوبتر مجهزة بهذه الصواريخ تقذفها من خلف التباب المحيطة بالوادي وهذه الأسلحة قد وصلت الى اسرائيل مع مساعدات امريكا يوم 14أكتوبر بطائرات عملاقة هبطت مطار العريش اقرب مكان للجبهة .    

الموقف السادس - الكمين : كان منظر الشجيرات فى هذا الوادى يثير الريبة فلا يمكن ان نواصل السير على الطريق الأسفلتي الى الشمال وهذه الشجيرات تحيط بنا فى دائرة قطرها اربعة كيلومترات فما كان منا الا ان تحركنا يمينا من الطريق على شبه قوس فى هذا الوادي من جهة الجنوب الغربي , الدبابات الاسرائيلية تقصف من بعيد من أعلى التلال المحيطة بنا قصف عشوائى اى غير مباشر لان المسافة اكثر من 4 كيلومترات , تحرك قائد الكتيبة وخلفه سريه شاي بقيادة النقيب/سيدالنحاس جهة الشمال عل الطريق الأسفلتي , يسار الطريق حقل الغام بعرض حوالى 100 متر ثم مياه البحيرات غربا , اسفل الطريق مباشرة من جهة الشرق حفر تشبه ترعة قديمة جافه , ثم يمتد الوادي بعدها الى الشرق والشمال بقطر 4كم , يتقدم سوكار (قائد كتيبتى) وخلفه شاى (قائد السرية الأولى) شمالا , وسريتي الثانية فضه مكانها نعمل قوس مع السرية الثالثة دهب , ينحدر الطريق لأسفل جهة الشمال فلا نرى دبابات سوكار وشاي المتجهة شمالا , تسقط بين دبابات سريتي بعض القذائف , قائد سريتي مصطفى حفني يقول ، انتباه سوكار هنا فضه افد عن مكانك , فضة تقدم على الطرق واتجه شمالا ستراني , فضه عُلم , يتقدم فضه وانا خامس دبابه تسير خلفه , وقد أخذنا اتجاه الشمال وموجهين المدفع واجهزة الرؤيا للشرق , شاهدنا فجأة كره بيضاء ملتهبة آتيه من الشرق وتدخل دبابة النقيب مصطفى حنفي ويستشهد ومعه طاقم الدبابة , تتقدم الدبابة التي خلفه فتأتى كره أخرى من الشرق وتدمرها , وهنا اسمع صيحات الله اكبر , وأرى دبابات شاي المتجهة الى الشمال تعدل من اتجاهها وتنطلق الى الشرق بسرعة وتقصف داخل الوادي , اقول للسائق عباس تقدر تنزل فى هذه القناه الضيقة , قال اقدر , نزل واوقفنا المحرك وبدانا نفتش فى الوادي والشجيرات عن اهداف .                         

فوجئت دبابات سرية شاي المندفعة للشرق وهى تهاجم بستارة صواريخ تقصفها من الشمال , هنا ادرك الجميع ان هناك كمين ولابد الخروج منه , ولقد تعلمنا طرق نتبعها للخروج من هذا الكمين منها عمل ستائر الدخان للاخفاء وفعلنا ذلك , وقف بعض الضباط على الأرض يرفعوا ايديهم للدبابات التى لازالت تتقدم ويشيروا اليهم بالعودة ويقولون كمين ارجع كمين , خلف كتيبتي كانت الكتيبة ديب التي كان قائدها المقدم جمال مهدى الذى دمر واحد وعشرين دبابه فى ليله واحدة , عندما كنت أشاهد حركة الدبابات شاهدت زميلى ملازم اول على المصري يعتلى برج دبابته , فقد كان زميلى فى سرية شاي التابعة لكتيبتنا الثانية , وكنا نبيت فى مكان واحد , فجأة شاهدته ينسلخ من كتيبته وينطلق بثلاثه دبابات بأقصى سرعة مدمرا بعض دبابات العدو ومواصلا الانطلاق والتوغل داخل الوادى , سمعت النداءات فى اللاسلكي من الجميع ارجع  يا على يا مصرى ارجع يا على يامصرى يوجد كمين , ولم يستمع لاحد ولا يريد أن يستمع فلقد استجمع قوته وبأعلى صوته كان يصرخ فى اللاسلكي ويبعث باشارات لدباباته , دمر العدو , دمر اولاد الكلب , دمر اولاد الكلب , يبتعد لأكثر من كيلومتر شرقا وبعيدا عن دبابات اللواء , شاهدت حينها ثلاثة صواريخ تنطلق نحو دباباته الثلاثة , احداها يشطره نصفين وهـو واقف خارج الفتحة المخصصة لقائد الدبابة  , وتدمر الدبابتين الآخرتين هناك على بعد كيلو جهة الشرق , الشهيد على المصري مع رفاقة من أطقم الدبابات الثلاثة لقوا ربهم وبقيت الدبابات الثلاثة تدخن وسط شجيرات الوادي , وبقينا نحن ننتظر مصيرنا الذى لانعلم عنه شيئا , ظللت داخل هذه القناة الجافه اشاهد مايجرى حولى , رأيت حوالى سبعه دبابات تأتى مسرعة من دبابات سرية شاي للخروج من الكمين , ففكرت ان اوقفها لأجعلها تنزل مثلى , ونوجه جميعا المدافع جهة دبابات العدوالمتجمعةفى اتجاه الشرق , ونصد أى هجوم تالي , قلت للسائق ياعباس عايزك تصل لأول دبابه من الامام فى هذا الطابور المتوجه للجنوب حتى تتوقف باقى الدبابات ويستتروا مثلنا فى هذه الحفره ونستطيع مواجهة العدو من خندقنا هذا , خرج بى السائق وباقصى سرعة ليصل لأول دبابه , واذا بنا نحس بصدمة كانت لنا فى البرج خفيفه , لكن السائق بدأ يصرخ ظهرى يا فندم انكسر , ثم صدمة اخرى اعتقدت انه مطب , ونظرت اثناء السير بسرعه الى اتجاه الشرق فوجدت بعض الدبابات الإسرائيلية تهبط من مرتفعات فى نهاية الوادى وتثير الغبار الكثيرالناتج عن كثرة عددها , فقلت للرامى شايف يا عبد الحميد الدبابات التى تهبط هناك وتتجه الى اليمين , فرد على بالإيجاب , فأعطيته امرا بالتجهيز لإطلاق النار , فقلت عمر, فاستجاب المعمر فى لحظه سمعت صوت الطلقة تدخل فى الماسورة , ويقول الرامى جاهز , اقول اضرب يقول بسم الله - الله اكبر, انتظر خروج الطلقه لم تخرج , الرامى يخبط على ركبته ويقول يافندم المدفع لايضرب , ماذا يحدث أهو عطل فى جهاز الضرب ؟؟ تبين لنا وجود عطل كهربائى فى جهاز الاطلاق , تركت التلسكوب ونظرت لأعلى البرج لأجد دخان كثيف , سألت الطاقم عن سبب وجود الدخان , الجميع لايعلم شيئا عن سبب تواجد الدخان , فتحت فتحة القائد واخرجت رأسى من الدبابة , واذا هى من الخارج كرة من اللهب مندفعه فوق الأرض , ماهذا يا إلاهى الدبابة تحترق , كانت هناك نارا تشتعل فى أشياء دائما ماتكون موجودة على سطح الدبابة , فهناك نار تشتعل فى شبكة التمويه التى نستخدمها عندما نخفى الدبابات , أخرجت يدى اليسرى من الفتحة لأزيح تلك الشباك التى تسببت فى هذه النيران وألقيها على الأرض , وجدتها ملفوفه حول البرج بالعديد من الاحزمه , ولامجال لفك الأحزمة الآن , فبدأت ادخل يدى لجذبها وتقطيعها حتى لاتمتد النيران الينا بالداخل وتنفجر الدبابة , مر وقت وأنا أقطع وارمى على الأرض كررت هذا عدة مرات حتى تخلصت من الشبكة واية مواد تساعد على الاشتعال , كانت التضحية بيد واحده شيىء هين , فى سبيل عدم فقدان كامل المركبه بمن فيها  حيث اننا فى هذه الحاله ليس لنا مخرج من القتل او الاسر, الرامى والمعمر يقولان نقفز يا فندم من الدبابه اقول لهم لا حتى انتهيت من إطفائها , إحترقت يدى وتفحمت  ولكنى حمدت الله على ان نجانا من ماهو أفدح من ذلك , لكن ماهو سبب ذلك الحريق ؟؟, نظرت الى مقدمة الدبابه لم اجد باعث الاشعة تحت الحمراء فى مكانه , واسفله مجرى محفور فى حديد البرج يلمع بعرض حوالى 20سم وطول اكثر من متر , اذن سبب هذا الحريق هو ذلك الصاروخ اللعين الذى دمر باقى دباباتنا واصابنا , فقد قضم الباعث وعمل هذا المجرى فى سقف الدبابة وخرج لأعلى وقوة الاحتكاك ولدت حرارة عالية نتج عنها هذا الحريق , ولو كان نزل لاسفل بضع سنتيمترات لاخترق البرج وتفحمنا جميعا , لانه يرفع درجة الحراره داخل البرج الى 5000 درجه مئويه , وكان سبب عدم احساسنا به هو ان البرج اثناء التحرك يكون محمل على الجهاز الحاكم الذى لا يسمح باهتزاز المدفع , اثناء الحركه حتى فى المطبات يمكن التنشين والضرب من الحركه , لذلك لم يشعر السائق  بارتطام الصاروخ بجسم الدبابة , فلقد كتب لنا عمر جديد.                                                                  

وجدت الدبابات الاسرائيليه لازالت تتقدم الينا والطلقة لازالت بالمدفع قلت للرامى اضرب بعتله الضرب , فضرب المدفع عن طريق عتلة الضرب فما كان الا خرجت الطلقة مدمرة الدبابة القادمة نحونا وتوقفت بعد ان اشتعلت النيران بها بعد تفجيرها بمن فيها وظهرت بقع سوداء على الارض من آثار تدميرها هللنا الله اكبر لقد نجحنا .

توقف السائق ووجدت الدبابات التى كنت اريد ايقافها واقفه هى الاخرى , خرجت من الدبابة فوجدت نقيب اسمه مصطفى درويش من كتيبه اخرى يقف ويقول حمد الله على السلامه , كان هناك كمين وربنا ستر واحنا سندخل نقطه كبريت , لكن انتظروا لما نعرف الثغره التى سنصعد منها لأنها محاطة بالألغام .  

وضعت دبابتى خلف ساتر ترابى وبدأ قصف الهاون علينا , وجدت بجوارى ملازم اول قلت له تبع كتيبة ايه قالى انا تبع كتيبة فهد وانا ضابط احتياط , جاء الملازم كمال شعراوى بدبابته منطلقا لأعلى النقطه فتفجرت فى دبابته الألغام وانفرد جنزيري الدبابه , فخرج من الدبابة وبدا يقفز من عليها رأيت وميض هاون انبطحنت على الارض اثناء قفزه من الدبابة , بعد الانفجار الناتج عن الهاون , وقفت وجدت وجهه ويديه مليئة بالدماء , قال جت سليمه بعض الخدوش فقط سائق دبابته اسمه محمد , أحضر شاش وربط يد كمال , وقال سيادتك مصاب اربط لك ايدك فربط يدى المحترقة .                                                                                     

حل الظلام وحددنا الثغرة التى نصعد من خلالها , صعدت كل خمس مركبات خلف بعضها , صعدت ووضعت الدبابات فى مرابض فوق النقطة والهاون لا يتوقف , إنبطحت على ميول ساتر ترابى , شخص ما من اعلى الساتر فى الظلام يقول مين اللى تحت , قلت انا ضابط من اللواء 25 , اللى جاء من الكمين المغرب , قال إتفضل هنا صعدت عنده وقلت له انتم مين يقول انا من الصاعقة ومعى صواريخ الموليتكا دى , رأيت 2 صاروخ قصير منصوبين بجواره , يقول الصبح النهار ده دمرت دبابتين هنا تحت وجاءت عربه جيب دمرتها والصاعقة اسرت الاثنين الى كانوا فيها الصباح .                                                                                     

قمنا بتسجيل أسماء الحضور من الجنود والضباط لحصر اعداد المفقودين والشهداء , وعندما شرحت حقيقة ماحدث لفصيلتى للضابط سامح عجلان , كان قائد الكتيبه جالس على جانب الساتر الترابى ويقول لسامح اوعى يكون بيسرح بيك , فرد عليه لا والله يا افندم كل الناس قالت خلاص عبد الظاهر اكيد استشهد هو والطاقم من منظر دبابته ,

وعندما شاهد يدى قال مال ايدك قلت مفيش حاجه دى بسيطه , قال لا ورينى فك الرباط ,  أزحت الرباط عن يدى وعندما رآها قال لى يا ابنى ايدك بايظه وتقولى بسيطه إذهب معاه  يا سامح سريه الصاعقه الى معانا هنا فيها دكتور, توجهنا الى الدكتور وقال لابد من ذهابه الى مستشفى جنفيه , رجعنا الى قائد الكتيبة قال لازم تروح وترجع هنا , فرفضت لاننى لاأضمن بقائهم فى هذا المكان , اصر قائد الكتيبه وبعت معى سامح الى اللنش المطاطى , الى  مستشفى جنيفة فارسلتنى بسياره اسعاف الى مستشفى السويس الموجودة تحت الأرض , وبعد يومين تحت الملاحظة أرسلتني مستشفى السويس الى مستشفى هليوبوليس  بالقاهره.                              

الموقف السابع : فى المستشفى وجدت رفيق الغرفه ضابط من المشاة واسمه عبد الحميد وجندى اخر بجواره , فقلت لعبد الحميد ضابط المشاه ماذا حدث لك , قال لهب ال ار بى جى اصاب عينى والحمد لله مفيش حاجه , واستكمل انا قائد جماعه كنا على الساتر الترابى عندما عبرت الطائرات لم ننتظر القينا بانفسنا وقواربنا فى القناة , اليهود خرجوا للدفاع عن النقطه القويه بنظام الدفاع الدائرى وبدأو يطلقوا الرشاشات علينا , بالاضافه الى عربه نصف جنزير تضرب برشاش نصف بوصه اقتربنا نحن الجماعه 10 , كل من يصاب منا يسقط فى القناه والباقى يكمل ليصل الى الساتر الترابى ويصعد , وهكذا الى ان وصلنا الى أعلى نقطة للساتر الترابى بالضفة الشرقية  جندى ال ار بى جى قام بتصويب مدفعه على العربة الجنزرة فدمرها , وكانت هى سبب معظم الخسائر بالنقطة التى لا يمكن اختراقها بالمواجهه , فالتففنا حول النقطة الحصينة واقتحمناها من ناحية الشرق . حيث كنا نتحرك بالوثبات حتى وصلنا الى الجهه الشرقيه فاصبحت ظهور جنودهم التى يدافعون عن النقطة واضحة لنا , تقدمنا جهة الباب وتسلل احد جنودى للداخل وبدأ يضرب وكل ما يسقط واحد منهم معه رشاش يأتى آخر وعندما شعروا ان هناك أحد يتسلل من الخلف ويقوم بمهاجمتهم من الخلف , وجهوا الرشاشات جهة الباب لقفله بالرصاص , كانت كل مجموعه منا مصممة على الدخول فاندفعوا بصدورهم يسقط من يسقط ويدخل الباقى , الى ان شعروا بزياده عدد الذين دخلو النقطه فاستخدمو القنابل اليدويه ونحن استخدمناها ايضا , ولما ادركو ان العمليه ليست ابرار عادى وان الاف البشر تتدفق وليس لها نهايه من الغرب ,  سلموا ورفعوا ايديهم فكتفناهم وأرسلناهم لقائدنا خارج النقطة , الغريب اننا حتى اليوم التالى اتى واحد رافع ايديه ولا نعرف هو كان فين من كثر المخابىء .                   

الحمد لله على سلامتك , طيب مين الى جنبك زميلك ولا نتعرف عليه , قال لا دا مدرعات قلت له ايه الاصابه ضحكوا هم الاثنين , وقال عبد الحميد احكى له قال انا ملازم لسه متخرج وانا فى اللواء الاول مدرعات عندما عبرنا دمرنا كل ما هو اسرائيلى من مركبات ودبابات وتوغلنا بقوه لأكثر من المخطط لنا من فرط الثقه الا أن جاءت لنا اوامر بالرجوع للخلف فوقعنا فى كمين اصيبت دبابتى ورجعت ماشى مع الطقم بتاعى الى الخلف , فجأة طلعت لى دبابه عليها نقيب اسرائيلى قال تعالوا تقدمت نحوه واشرت الى مسدسى بما يعنى هل القيه على الارض اشار بلا واشار ان نتقدم , عندما اقتربنا رامى الدبابته اطلق علينا دفعات من الرشاش سقطنا نحن الاربعه شعرت انى مصاب لكن لم افقد الوعى نزل فرد من دبابته قلب فينا بقدميه وركب بسرعه وهو مذعور ثم نظرت بطرف عينى لاجد النقيب الاسرائيلى ينظر الى الجنب الشرقى فمددت يدى لاخرج المسدس لكن رامى دبابته كا شايفنى فاطلق دفعات رشاش على ولم ادرى بعد ذلك الا وانا هنا , قلت طيب فين الاصابه فكشف لى صدره فيه طلقتين اسفل الصدر الايمن ثقبين بمسافة واحد سم بينهم , وقال المره الثانية طلقتين اخريين دخلتا وانا مستلقى على الارض اسفل الذقن وخرجتا من خلف الذن ورفع لى الشاش من على ذقنه واذنيه لاجد ثقبين دخول مقذوفين من اسفل الذقن وثقبين خلف الاذن – وانت متأكد انك عايش انت شككتنى انك لسه عايش , قال عمر الشقى بقى القصه طويله وتفاصيل ضخمة تركتها لعدم اتساع المجال .                                      

هناك بطولات وابطال بسطاء ضحو بحياتهم بكل شهامه واخلاص حبا فى مصر, ما اجمل الشعور بالتفوق وانت فى الميدان ما اعظم الثقه التى كانت فى الجنود , فكانت ترمى وهى واثقه من اصابه الهدف , الجنود كانوا جميعا خريجى جامعات وكفاءات متميزه , بعضهم قضى خمس سنوات فى التدريب القاسى

المشاهدعديدة وطويلة ومثيرة ولكن اردت من هذا التعليق ان ابرز فقط العبارة الخالدة القاهرة للظلم على مر العصور " اللة اكبر" والفت النظر الى النعم التى ينعم بها الانسان وتبدو لة زهيدة وهى فى الواقع عظيمة , كم تساوى رشفة ماء؟ , عندما يعز الماء فى الصحراء هل تدرك نعمة الماء الذى بين يديك ولو بضع قطرات؟ , كم تساوى لحظة امان؟ قد يتطلع المرء الى بضع دقائق يلتقط فيها انفاسة بأمان هذة لاتقدر بثمن , كم يساوى انتظا رالموت فى كل لحظه ولعديد من الايام فى جحيم القتال المتبا دل , كم تساوى رقعة ظل ونسمه هواء بارده فى وهج الصيف , كم يساوى صراخ مصاب من الالم يستجدى من حوله ان يطلقوا عليه النار ليتخلص من آلامه , كم يساوى فقد الحياة لشاب يمتد العمر امامه طويلا عريضا والمستقبل له فارد زراعيه , كم يساوى فقد عضو ولو ضئيل من اغضاء شاب؟ , كم يساوى فقد صديق او زميل فى لحظه بين يديك؟ , كم يساوى فجيعة ام فى فقد ابنها او اب فى فقد ابنه او اخ فى فقد اخيه ، كم يساوى فقد زوجه لزوجها وابناء لأبيهم , لا تستغرب ان كان ما يساويه كل ما سبق زهيدا امام قيمة الحرية والتحرر واسترداد الكرامة ودعنا نقدر تضحيات أولئك الذين خاضوا وعانوا تلك الاهوال كم يساوى السلام القائم على العدل .                                                                     

هنيئا لكم يارجال مصر الشرفاء... لقد ضربتم لنا أروع الأمثال في التضحية والفداء... ومنحكم القدر أن تتبوءوا أعلى مراتب الشرف فى هذا الوقت من الزمن المليئ بالكثير من قصص البطولة والفداء... تقبل الله الشهداء منكم وأسكنهم فسيح جناته ...وامد الله فى عمره ومتعه بالصحة والعافية من كتب  له الحياه ..... وعاشت مصرنا حرة أبية برجالها الشرفاء الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الواجب والشهادة

 

                                                                    م / محمد عبدالسميع

 

 

 

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech