Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

حديث النسور

حينما تتحدث النسور

 كتابه - اسماء محمود


من باب الإرادة والصمود بعيد نكسة يونيو 1967 بأيام ، بدأ سيادة اللواء طيار أركان حرب / محمد زكى عكاشة ، فصول كتابه الجديد " حديث النسور " .. ، والحق أن القارىء من الوهلة الأولى قد يتخيل الكتاب وقد خصصت صفحاته من الأولى إلى الأخيرة عن القوات الجوية المصرية ، ولكن المفاجأة أن الكتاب عبارة عن ملحمة مصرية عسكرية مدنية ، عزفت فيها قواتنا المسلحة بمختلف أفرعها برية وبحرية وجوية بالإضافة إلى الشعب المصرى على أوتار الصمود والنصر بتناغم وتلاحم لا مثيل له ، فيما يزيد عن 300 صفحة قدم لنا سيادة اللواء ما أراه هدية ثمينة للأجيال أنه التوثيق للفترة من 67 إلى 73 ولكن ليس أى توثيق فهو توثيق مفعم بروح البطولة والتضحية ..
وتتأتى أهمية الكتاب فى أن كاتبه مقاتل من الطراز الرفيع خاض غمار أربع حروب وكان فى قلب المعارك ، إضافة إلى المنطقية والمعلومات الدقيقة المتسلسلة التى خرجت للقارىء فى أبهى صورة واصبح يتوق لقراءة المزيد منها ، فحمل الكتاب صبغة وثائقية بطولية ..

كان الجنرال واضحاً فى كتابته التى تنساب وطنية وهو يصف لنا كيف تعلمنا من الهزيمة وكيف صمدت مصر وواجهت وأن لم يمنعه هذا من أن يذكر ما كبده العدو لنا من خسائر ..
على صفحات هذا الكتاب دخلنا أروقة السياسة المصرية ، الأمريكية ، السوفيتية ، والإسرائيلية ، وتتجلى الروعة فى تصويب ما نتلقاه من معلومات تاريخية ، من ذلك أن القرار 242 نص على انسحاب اسرائيل من الأراضى العربية ولكن المفاجأة كانت على صفحات الكتاب كان القرار ينص على أنسحابها من " اراضى أحتلتها " وليس " الأراضى " وكانت " ال " حجة اسرائيل للتملص من القرار فبدا أن من صاغ القرار وهب اسرائيل المنفذ والمخرج كى لا تنفذ .. وحسناً فعلوا ، فقد كانت مصر بحاجة إلى معركة لتسترد كرامتها وثقتها من جديد ..

ثمة شىء آخر تعلمته وهو أن التاريخ لا تكتبه الأهواء أو العواطف ، ووضح لى أن كل قائد كان له دوره فى مرحلة ما فإذا ما اقتضت الضرورة التغيير وجب ذلك دون توانى ، كما اتضح للقارىء أن السياسة لا توثق التاريخ ومن هذا المنطلق كان الحديث عن دور رؤساء مصر الثلاثة عبد الناصر والسادات ومبارك دون تحامل على أى منهم ..

تابعت مراحل إنشاء خط بارليف وأقوال جنرالات اسرائيل عنه بأن المصريين ليعبروا الخط يلزمهم سلاح المهندسين الأمريكى والسوفيتى معاً ، كان هذا قولهم بينما قالت الصحف الغربية أنه غير قابل للتدمير ولو بالقنبلة الذرية !!! ... كلما قرأت مقولاتهم أزددت فخرا بجيشنا وعقول وسواعد ابناء مصر .
وطفت فى ردهات البطولات اتنسم رحيق عملية رأس العش الشمعة التى اضاءت مصر ، إلى ضربات 14 و15 يوليو التى رتبها الفريق مدكور أبو العز حينما شنت قواتنا الجوية هجمات ضد العدو على طول امتداد الجبهة ، أكتملت الثلاثية بتدمير إيلات فى أكتوبر 1967 ، صمود لا متناهى بعد ضربة موجعة تلقتها مصر ولكن بالقطع كانت هذه الضربة مصدر قوة وعزيمة دفعتها نحو رويداً رويداً الأنتصار .. وتلاحقت عمليات الأستنزاف فلا أكاد انتهى من قراءة ملحمة حتى أجد نفسى امام ملحمة صمود أخرى مثل كمين اللواء ممدوح طليبة ، عملية استطلاع مطار رأس نصرانى
مرورا باستشهاد الفريق عبد المنعم رياض بين رجاله فى مقدمة الصفوف وعمليات الثأر ، لا يفارق أذنى صوت الشهيد فتحى يونس بعد الصلاة يدعو الله ان يرزقه الشهادة ويرد قائده : مستعجل ليه يافتحى ، فيكون الرد : حد يطول يا فندم .. فحقق الله جل وعلا له ما أراد
وكانت عملية رياض أو لسان التمساح 1 والتى سطر فيها الشهيد الرفاعى ورجاله أسمى المعارك فى 19 ابريل 1969 ليلة اربعين الشهيد عبد المنعم رياض ، إلى عملية لسان بور توفيق ، وشدوان ، والجزيرة الخضراء ...وغيرها .. وأخيراً السبت الحزين ..
وتجلى صمود ابناء الشعب العمال والفلاحين فى حائط الصواريخ حيث تعرضوا 116 هجمة من العدو خلال شهر مارس 1970 و103 هجمة خلال شهر أبريل ، واستشهد منهم المئات ولكن هذا لم يثنهم عن الأستمرار بل زادهم اصراراً .
بينما كان لسرد عمليات البحرية المصرية فى ميناء إيلات أهمية كبيرة وتصحح لدى كثير من المعلومات التى شوههتها السينما المصرية بكل أسف ..
وكانت لحظة تلاقى الضفادع فى المياه واحتضان بعضهم بعد تلغيم سفن العدو بيت يام وبيت شيفع ، كانت لحظة من أروع ما يكون على القارىء فكيف بها على أبطالها الحقيقيين .
وبالطبع أثرى الكتاب معلومات القارىء حول بعض الشخصيات ومناصبها ودورها سواء على المستوى المحلى أو العالمى ، فزاد تقديرى للرئيس الجزائرى الراحل هوارى بومدين للدور الحيوى الذى قام به بداية من إمداد مصر بطائرات جديدة يوم 8 يونيو 67 إلى توجهه للأتحاد السوفيتى بصحبة الرئيس العراقى عبد الرحمن عارف والتحدث إليهم بكل قوة كما نصحه الرئيس اليوغسلافى تيتو .

وليس بالأرقام وحدها تصنع البطولات .. فقد كانت لإحصائيات طلعات العدو الجوية وحمولة القنابل التى ألقاها وعدد الشهداء الذين سقطوا لنا على أثرها رأى آخر ..

فما بين جبهة القتال وأروقة المفاوضات ، وقاعة الأجتماعات ، بين ما كان واقعاً وما أصبح واقعاً جديداً ، بين آلام هزيمة التى ضمد المصريون جراحها سريعاً وصمود الأستنزاف " الأنتصار الأول " إلى النصر العظيم ، بين قادة جيش مصر وقادة جيش العدو ، بين جنودنا البواسل شهداء وأبطال وجنود المخابىء ، بين الصعوبات والتحديات ، بين غرور العدو وثقته وعزم وإصرارمصر جيشاً وشعباً وقيادة ، بين نيران المدفعية وأزيز الطائرات ، بين قنابل ورشاشات والمشاة وألغام البحرية ، بين قوة الصاعقة وتصميم المهندسين ، بين سيناء وإيلات وأبيدجان ، بين الجيشين الثانى والثالث ، بين روح البطولة و مصداقية التاريخ .. كان " حديث النسور " ...

فخالص الشكر والتقدير لسيادة اللواء محمد عكاشة على هذا الكتاب الرائع بكل المقاييس ..

أسماء محمود

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech