Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

سيمفونيه العشق والموت للشاعر احمد دردير احمد

منقوله من

http://ja-jp.facebook.com/note.php?note_id=294611070741


مقدمة
مرت على مصر والمصريين منذ أكتوبر73 حتى الآن سبعة وثلاثون عاما… الكثير من الشباب لم يتعرفوا وبصدق على حرب أكتوبر… سمعوا عنها من إبائهم وأمهاتهم وأخواتهم وشاهدوا احتفالات مصر عبر شاشات التليفزيون بأعياد أكتوبر المجيدة لكنهم لم يتعرفوا على ماحدث بالفعل فى حرب أكتوبر 1973 …
وهنا أروى لهؤلاء الشباب على مر العصور ذكريات أكتوبر من واقع الأحداث التى عشتها لحظة بلحظة وعاشها معى الآلاف من جنود مصر الأبطال حيث إن تلك الأحداث مازالت وستظل نغما فى حياتى وهى فى نظري سيمفونية خالدة سوف تعزفها الأجيال القادمة واسمحوا لى ان أروى لكم أحداث سيمفونية العشق والموت
احمد دردير احمد

قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم
“واتخذوا من أهل مصر جندا..
فأنهم خير أجناد الأرض
وإنهم لفى رباط الى يوم القيامة”
رواه البخارى ومسلم
“حديث صحيح”

من سنوات الانكسار
الى وقت الانتصار

 
فى عام 1967عاشت مصر كلها فى ذل وانكسار وبالتحديد فى يونيو 67 انهزمت مصر فى حرب لم تبدأها من إسرائيل..كانت مصر فى ذلك الوقت يعيش أهلها حياة هادئة ويعيشون حياة طبيعية بعيدة كل البعد عن السياسة والسياسيون الذين لا يأتى من ورائهم الخير ابدا لأنهم لايحبون اللعب الا بالنار..وكل ذلك من وجهة نظر والد محمد الذى عاش عدة حروب خاضتها مصر مع أعدائها المتربصون بها دائما..وكان عزمى أحسان هو الرجل الذى أصيب فى حرب 1948وشارك فى العدوان الثلاثي على مصر عام 1956وتقاعد بعد أصابته عدة إصابات فى أخر حرب خاضها مع الجيش المصرى عام 67 كان ابنه محمد قد دخل فى ذلك الوقت المدرسة الثانوية وتخرج منها وذهب الى الجامعة..وذاق مثل أبيه ومثل الشعب المصرى كله فى ذلك الوقت مرارة الهزيمة ولوعة الانكسار..كان محمد من طلاب الجامعة الملتزمون المحبون لوطنهم والمدافعون عنه..وكان دائما يقول..سوف ننتصر عليهم فى يوم من الأيام ونستعيد كرامتنا المسلوبة ..كان ومازال ينتمى الى هذا الوطن ويشعر بأنتمائه لهذة الأرض وهذا التراب..وكان كلما وجد فرد من زملائه يتحدث بطريقة غير لائقه عن الوطن يرده الى عقله ويحاول ان يجعلة يشعر بالانتماء الى الوطن ومرت الأيام مسرعة ..وفى ذلك الوقت الذى تخرج فيه محمد من الجامعة..وفى يوم 28/9/1970اعلن الراديو المصرى وفاة القائد والزعيم جمال عبد الناصر.. رحمة الله..وكان هذا الإعلان على لسان نائب رئيس الجمهورية فى ذلك الوقت محمد أنور السادات الذي كان يعلم كل كبيرة وصغيرة بأنحاء مصر..وقام مجلس الشعب بجميع أعضائه بترشيح محمد أنور السادات لرئاسة الجمهورية خلفا لعبد الناصر..وقام السادات بحلف اليمين الدستوري..واستلم عمله كرئيس للجمهورية العربية المتحدة..وبعد توليه منصبه بمقر رئاسة الجمهورية..أعلن الإفراج عن المعتقلين السياسيين فى عهد الرئيس الراحل/جمال عبد الناصر..وكان عبد الناصر قد قدم لمصر الكثير والكثير..منها على سبيل المثال لا الحصر..عودة الاراضى إلى الفلاحين. إصدار قانون الإصلاح الزراعي..تأميم قناة السويس..بناء السد العالي..إمداد الريف بالكهرباء والمياه العذبة النظيفة..إعادة تأسيس جامعة الدول العربية0اعلان الاتحاد مع عدد من الدول العربية..كان عبد الناصر زعيم عربى بكل المقاييس..وكان قائد ناجح ويدرك أهمية القائد الذى يقود شعبا وأمه عربية..كان ذكى وطموح..لكن القدر لم يمهله..ووافته المنية فى توقيت قاتل للعرب أجمعين ..واستلم القيادة من بعده السادات..لكنه وجد البلد فى حاله يرثى لها داخليا حيث تمكنت مراكز القوى فى ذلك الوقت من فرض سيطرتها الكاملة على كل انسان على ارض مصر..حتى أصبح الجميع يخاف من الجميع..وأصبح كل شئ فى مصر يعرف ان مراكز القوى هى التى تحكم وليس السادات..ومن هنا بدأ السادات يفكر فى تصحيح الأوضاع المقلوبة..وانطلق فكره الى ثوره للتصحيح ..تصحيح كل شئ وإعادة كل شئ الى وضعه الطبيعي..ربما لأنه وجد نفسه فى وادى..وكل من حوله فى وادى أخر..وحده كان يحس بالنكسة..كان إحساسه بالانكسار يقتله برغم حرب الاستنزاف التى كانت دائرة فى ذلك الوقت..وبرغم أحلامه الكبيرة والتى لا يستطيع إن يحقق اى حلم منها لوجود مراكز القوى عقبه فى طريق تقدمه نحو الأفضل لشعب مصر..كان السادات رحمه الله يحلم بمصر العظمى..الكبيرة..أم البلاد..وكان فى طريقه لتحقيق هذا الحلم الخيالى ..لولا يد الغدر والخيانة..التى امتدت إليه واغتالته..كان يفكر دائما من اجل شعب مصر..كان فى قرارة نفسه يسير على درب عبد الناصر..يمضى مع خطاه..يتحرك من خلال مسيرته..إما فى ظاهره..فقد كان يفعل ما يراه صالح للمجتمع المصرى فقط..وفى عام 1971 وبالتحديد فى مايو بدأ يفكر فى الحرب..بدأ يخطط لها..وجعل الجميع يتحرك نحو هدفه دون ان يدرى احد ما الذى يخطط له..وما الذى يجرى فى دهاليز وأروقة مقر رئاسة الجمهورية دون علمهم..ساعد السادات فى ذلك الوقت المخابرات العامة المصرية..والفكر الواعي والمدرك لأخطار المرحلة وتبعات الفشل إن حدث..ووجه السادات رجال المخابرات العامة الى مايريده وبدأ الرجال يعملون جاهدين لوضع خطه لتضليل الموساد الاسرائيلى وجعله أعمى لا يبصر ما يدور فى ذهن الرجل الأول فى الحكم وهو السادات الذى بدأ تنفيذ خطة الخداع التى وضعها رجال المخابرات العامة المصرية وسار عليها السادات بعد اقتناعة الشديد بها وسافر الى الاتحاد السوفيتي فى ذلك الوقت وطلب منه سلاح ولكن لم يصدق معه رجال الاتحاد السوفيتى وماطلوا فى وعدهم له وفى ذلك الحين قام السادات بطرد الخبراء السوفيت من مصر وكانت واقعة شغلت الأعلام الغربى كثيرا ..وكان هذا هو المطلوب..أن يعلم العدو علم اليقين إن المصريين غير قادرين على الحرب لأنهم بلا سلاح وبلا قوة تساندهم من القوى العظمى التى يشار اليها بالبنان ..وبدأت خطة الخداع الثانية وهى تسريح بعض رجال القوات المسلحة وإعطاء أجازات لبعض الضباط وذهاب بعض الضباط الى السعودية لأداء فريضة الحج وكان كل ذلك يطرح بذكاء شديد على صفحات الجرائد المصرية ..مما أعطى الموساد الاسرائيلى الثقة بأن مصر غير قادرة على خوض اى حرب الآن او فى المستقبل وذلك لكونها ضعيفة وغير قادرة على جلب السلاح الذى يمكنها من دخول الحرب ..هذا بجانب ذهاب السادات الى دول أوروبية عديدة من اجل جلب السلاح وبائت محاولاته كلها بالفشل وكان هذا هو المطلوب فى ذلك الوقت..وقد تطلبت خطة الخداع الكثير من الوقت والجهد حتى بدأ التخطيط الفعلى للحرب والتدريبات الشاقة من اجل عبور خط برليف وكيفية عبوره وكيفية عمل الطائرات والقوات الجوية والدفاع الجوى والمدفعية والمشاة والصواريخ وغيرها من أسلحة القوات المسلحة المصرية فى ذلك الوقت حتى اكتملت الخطة أمام الرئيس السادات….

.فى ذلك الوقت كان محمد قد دخل الى الجيش وانضم بعد فترة التدريب العسكرى الى أحدى وحدات المشاة بالقرب من القناة وعلى الضفة الغربية منها وكانت التدريبات قاسية على الجميع ..وتم اختيار محمد كملازم أول ليرافق فريق من القوات الخاصة ليدخلوا متسللين الى الاراضى المحتلة فى ذلك الوقت ليقوموا بعملية استطلاع ورصد بعض الأماكن المطلوب رصدها والقوات الإسرائيلية التى تقبع بها حتى تتمكن القوات المصرية من رصد كل شئ عن العدو..وبالفعل نجح محمد وزملائه من العبور الى الاراضى المحتلة وتوغلوا الى الأماكن التى تم تحديدها من قبل القيادة المصرية وتم استطلاع تلك الأماكن ومعرفة عدد القوات الموجودة وأماكنها وعاد هو وزملائه الإبطال الى وحدتهم ومعهم كل المطلوب منهم وفى تلك الليلة احتفل محمد وزملائه بعودتهم الى أرضهم وتأكدوا ان الخطوة القادمة هى الدخول الى سيناء وأعاده الاراضى المسلوبة الى الوطن الغالى وكذلك إعادة كرامة المصريين والعرب أجمعين بعد ان هدرها العدو الصهيونى عام 1967 وفى صباح اليوم التالى عاد محمد الى التدريبات مره أخرى وجميع زملائه يحيطهم الأمل فى النصر على هذا العدو الغاشم الذى يتباهى فى كل أنحاء العالم بإنجازاته وخط برليف المنيع الذى لا يقهر ولا تستطيع اى قوة على الأرض اختراقة ..وقد صور لنا الأعلام الغربى بكل وسائلة تلك الأكاذيب عن خط برليف الذى لا يقهر وذلك بإعاذ من الموساد الاسرائيلى الذى كان يجيد الترويج الاعلامى لكل شئ فى ذلك الوقت …..

ملحمة التحرير
…………..

مرت الأيام مسرعة فى أروقة رئاسة الجمهورية ..وبعد شهور من المداولات وتغيير بعض القادة اكتملت خطة الحرب أمام السادات وقيادات القوات المسلحة فى ذلك الوقت وكذلك اكتمل تدريب القوات على عبور خط برليف ..مع استمرار خطة الخداع التى تقودها ببراعة وتكنيك فائق الدهاء المخابرات العامة المصرية ورجالها الساهرون ليل نهار من اجل مصر وشعبها وفى الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك حدد السادات مع القادة لحظة العبور المنتظرة وأبقاها سرا حتى يوم المعركة الذى حان مسرعا
………………

لحظات العبور الأولى
…………..
فى تمام الساعة العاشرة صباحا يوم السبت الموافق السادس من أكتوبر عام الف وتسعمائة وثلاثة وسبعون بدأ الرئيس السادات اجتماع طارئ للقيادات والوزراء وابلغ الجميع بلحظة العبور..وكانت مفاجأة غير متوقعة للجميع باستثناء وزير الدفاع الذى كان على علم بكل شئ وانتهى الاجتماع فى الحادية عشر صباحا وأعطى السادات الضوء الأخضر للبدأ فى العمليات العسكرية فى تمام الساعة الثانية ظهرا بطلعات للطائرات المصرية ..وفى تمام الساعة الثانية بدأت تحركات نسور مصر وبدأ الرعد يشق عباب السماء وبدأ زلزال السادس من أكتوبر..حيث حلقت فى الجو طائرات القوات الجوية المصرية وانطلقت بكل قوتها لتدمر أهم المواقع والمطارات الأسرئيلية ..وكانت مع بداية ضربة الطيران فى العمق الاسرئيلى الضربة الموازية لها فى التوقيت وهى خط نيران قوى جدا حيث كان 160 كيلو مترا من المدفعية من كل نوع من الأعيرة ومن كل جهة تركز الضرب على الضفة الشرقية فكان هدير المدافع يدوى على بعد 45 كليو مترا فأفقدتهم الضربة الجوية مع إطلاق النيران توازنهم فى كل اتجاة ..ومهما تخيل الإنسان العادى الذى لم يشارك فى هذه الحرب قوة خط برليف فى بنائة وتحصيناته والساتر الترابى المرتفع أمامه فلم تكن هناك وسيلة واحده لتحطيم خط برليف غير عقلية المقاتل المصري والجندي المصري الذى حطمه بخراطيم المياه والعديد من الوسائل القتالية كما ان الطائرات المصرية دمرت العديد من المطارات وقام الدفاع الجوى المصري وحده بالقضاء على ثلثى الطيران الاسرائيلى ..حيث كنا نشاهد الطيران الاسرائيلى يتساقط الواحدة تلو الأخرى حتى أعطت القيادة الإسرائيلية أوامرها بعدم الاقتراب أكثر من 15 كيلو مترا من شرق القناة تفاديا لوسائل الدفاع الجوى المصري الذى كان متوحشا من وجهه نظرهم ….

……………………
كانت عملية فتح الممرات فى الساتر الترابى على الضفة الشرقية لإقامة الكبارى لعبور الدبابات والأسلحة الثقيلة لم تكن عملية سهلة كما توقع الكثيرون..بل كانت فى قمة الصعوبة من نواحى كثيرة..ولكن بالعزيمة والإصرار تم فتح الممرات بمدافع المياه وكان كل الجنود بلا استثناء على استعداد دائم لمضاعفة الجهد لمعركة تحرير الأرض وإعطاء جيش إسرائيل وقادتها درسا لن تنساه كل الأجيال على مر الزمان وكان الاستيلاء على النقاط القوية للعدو يستلزم العديد من المهارات والأساليب القتالية المختلفة والخطط التكتيكية وقتالا عنيفا وشرسا وأعمالا بطولية عديدة سوف يسجلها التاريخ على مر العصور …
وكانت أهم نقطة تم الاستيلاء عليها هى النقطة 149 وبعدها تم الاستيلاء على النقطة تلو الأخرى حتى تم الاستيلاء على جميع النقاط القوية للعدو ..وتلا ذلك معركة جبل المر والتى كانت معركة شرسة وفاصلة باعتبار جبل المر هو النقطة الحاكمة التى تسيطر على رأس الجسر ثم تلا ذلك معركة ” متلا” التى تعد وساما على صدر العسكرية المصرية بكل المقاييس فى التضحية والفداء ونموذجا مشرفا للصمود والشجاعة ولا ننسى شهدائنا الأبرار الذين قاموا بأدوار لاتقل أهمية عن الأدوار التى لعبها قادة حرب التحرير حيث كانوا يجرون على أقدامهم ويقفزون فوق دبابات العدو ليدمروها ويستشهدوا فوقها ..وعندما شاهد العدو ان هناك من يقفز فوق الدبابات ويدمرها ..انسحبوا مذعورين ببقية دبباتهم المتهالكة برغم حداثتها فى ذلك الوقت …..

………………………
كانت هناك بعض المشكلات فى العبور..مثل مشكلة قوارب المطاط وفتح الممرات والفتحات الشاطئية وإقامة الكبارى وعبور الساتر الترابى والعديد من المشكلات التى ظهرت واستطعنا وبكل الوسائل ان نتخطى جميع المشكلات حتى تصل قوات مصر وأبطالها رجال العبور البواسل الى مواقعها المحددة…….
ان ملابسات هذه الساعات وظروفها متعددة وان العبور لم يكن قوارب مطاطية تصل الى الشاطئ الاخر ليتم رفع العلم عليه وينتهى الأمر..بل كان العبور وحده معركة كاملة تستحق ان تسجل بمعالمها ومعانيها الدقيقة فى أفلام سينمائية كثيرة وكاملة ..لقد كان العمل على تحرير الأرض فى غضون ساعات من انتهاء الضربة الجوية المركزة والتمهيد النيرانى لأكثر من الفى مدفع يحتاج الى قوة ضاربة وكانت فرق المشاة والفرق المدرعة المصرية تتدفق فوق الكبارى التى تم إنشائها وتركيبها بنجاح وقبل ان تمر 24 ساعة احتلت القوات المصرية مواقع بعمق خمسة كيلو مترات شرقى قناة السويس لتقتع نقاط الارتكاز الحصينة فى خط برليف عن مؤخرتها قبل العبور العظيم..كان محمد وزملائه من الضباط والجنود قريبين من بعضهم البعض ..وكان كل واحد فيهم يهتم بالأخر وكان الجيش المصرى كله كذلك..من الضباط وأفراد الصف ضابط والجنود ..وجائت أوامر الى وحده محمد بالتحرك ليلا الى النقطة القريبة من نقطة التمركز وانطلقت الوحدة بكامل رجالها وطاقمها لتتحرك الى المكان الجديد والذى يبعد عن المكان الأول حوالى 2 كيلو مترا وعندما استقروا وتمركزوا ارتاح بعض الضباط والجنود ومنهم محمد الذى نام وهو مطمئن ان الله ينصر من ينصره ..وأثناء نومه تذكر أوامر إعادة التدريب للجنود الجدد والقدامى على حد سواء..تذكر مدربة الذى مات شهيدا إثناء العبور ..الرجل الذى كان يطلق عليه الجميع “أبو الرجالة”حيث كان هذا الرجل رحمة الله واسكنه فسيح جناته هو وجميع شهدائنا الأبرار مدرب من المدربين المشهود لهم بحب الجميع وكان رجل يفهم نوع الرجال الذين يقوم بتدريبهم وكان له خصال جميلة فى استقطاب كل الرجال الذين يقوم بتدريبهم وجعلهم مثل أولادة حتى ان الجميع كان يمتثل لأوامره مهما كانت قاسية وشهد له الجميع بالأداء الرائع والتدريب الفنى المتطور وكان حسن المعاملة مع الجميع وذو خلق جميل وكان يذيب لهم التدريب فى كوب من الماء ويسقيه للرجال حتى انه تمكن من امتلاك عقولهم وقلوبهم وقواهم وتمكن تماما من ان كل فرد خرج من تحت يده رجل جديد وقوى وذو عقلية متفتحة وناضجة وان جميع من تخرجوا من تحت يد “أبو الرجالة” أصبحوا قادرين على عمل كل شئ وتحت اى ظروف مناخيه او قتالية ..وعندما حانت لحظة العبور كان أول العابرين ..لقد كان مشهدا تاريخيا عظيما بكل المقاييس ..لايختلف كثيرا عن الأساطير ..المدرعات بأطقمها فى الحفر الكامنة وسط الأشجار وخلف الساتر الترابى والقوارب المطاطية ورجال المشاة فى الخنادق المعدة لهذا الغرض من قبل والمعدات والبرمائيات ومعدات الكبارى بالمهندسين المتخصصين فى أماكنها المحددة على الشاطئ وكانت المدافع والصواريخ فى مواقعها وكل صغيرة وكبيرة كان لها حساب وكانت عقارب الساعة تقترب من الثانية بعد الظهر وكان كل رجال القوات المسلحة قد عرفوا الخبر قبلها بلحظات وتم إبلاغ الجميع بالساعة ” س ” وكانت الفرحة تغمر قلوب الجنود والضباط وتكاد تقفز من وجوههم ولكن التعليمات كانت مشددة بضبط الأعصاب وحفظ التوازن لان العدو يراقب باستمرار وجميع تحركاتنا لا تغيب عنه ولا عن أبراجه..ومهما حاولت ان اصف هذا المشهد المهيب او أصورة فلن أستطيع ان اصف ماحدث فى تمام الساعة الثانية وخمس دقائق من مساء السادس من أكتوبر والعاشر من رمضان حيث عبرت فوق رؤوسنا طائرات الضربة الجوية الأولى التى كانت مفتاح النصر العظيم وفى نفس الوقت فتحت الاف المدافع أبواب جهنم مره واحده وغطت الصواريخ والقذائف والدخان سماء المنطقة وكان الدوى هائلا ويسمع على طول قناة السويس وعمق سيناء وهنا استيقظ محمد على نداء زملائه له وهو يتذكر فى منامة ماحدث فعلا فى اليوم السابق وبعد ما استيقظ من نومه واستعد لليوم الثانى من المعركة ولكنه وقف لحظة مع نفسه تذكر خلالها كيف كانوا بالأمس وكيف كانوا فى الساعة الثانية وعشرون دقيقة حيث بدأت موجات العبور الأولى تشق طريقها وسط النيران الكثيفة واستخدموا كل شئ ..قوارب المطاط..زوارق التجديف ..البرمائيات..المعدات..فى مجموعات عبروا الى الشاطئ المقابل بجسارة وأخذت مجموعات المقدمة تتسلق الساتر الترابى فى ثوانى وتمد السلالم المصنوعة من الحبال ..كان الجميع فى لحظة واحدة كالمردة..كأبطال الحواديت والأساطير القديمة..كانت صيحاتهم تسبقهم ويلقى هديرها الرعب والخوف فى قلوب العدو ..وكانت الصيحة الكبرى التى أرعبت العدو هى الله اكبر..الله اكبر..وخلال ثلاثين دقيقة كانت أعلام مصر ترفرف فوق خط برليف دون الانتظار من الانتهاء من تمهيد المدفعية..كانت الدموع تغرق أعيننا جميعا وعانق بعضنا البعض بفرحة غامره وهى فرحة العبور..وكان الحماس يأخذنا لمزيد من الانتصارات وكان الجميع يسعى للشهادة او النصر .. وكانت مهمة قوات الدفاع الجوى فى بداية المعركة هى حماية القوات اثناء عبورها الى الضفة الشرقية كما انهم اشتبكوا مع العدو فى اكثر من معركة واسقطوا العديد من طائرات العدو وكانت مهمة الشرطة العسكرية حماية الجيش الثالث أثناء عبوره للضفة الشرقية وتأمين المعابر والكبارى حتى لا يدخل اى اسرائيلى وكان الجميع على درجة عالية من الكفاءة والقدرة على الحفاظ على النصر حيث تم إعداد الجيش إعدادا بدنيا ومعنويا وتدريبات مكنته من أداء واجبه على الوجه الأكمل وكذلك كان إعداد الخطط العسكرية والقتالية إعدادا سليما بحيث تماشى مع قدرات كل فرد والاستغلال الامثل لطاقته وإمكانياته وكذلك تجهيز المعدات القتالية واستخدام أقصى قدرات لهذه المعدات وذلك كله جعل الانطلاقة الكبرى للجيش المصرى ممكنه وقد حدث وحقق فيها النصر العظيم الذى جاء من عند الله ولولا إيمان المقاتل المصرى بأن جهاده جهاد مقدس وان الأرض التى يحررها هى ارض الإسلام والسلام وسوف يلتحق به العار طوال حياته إن تقاعس دقيقة واحده فى الدفاع عنها وتحريرها من أيد المغتصب الغادر لما تحررت سيناء الى وقتنا هذا..وكان الجيش بأكمله فى حرب أكتوبر طاقة كبرى فجرتها كلمة الله اكبر ..كلمة واحده رددها الجيش بكل قواته “الله اكبر” وان لم يزق الجيش المصرى طعم الهزيمة فى 67 لما عرف للانتصار طعم ولا كان هذا الإصرار على الشهادة او على الانتصار وكانت كلمة الله اكبر تهز قلوب الجنود الاسرئيليين وتجعلهم يفرون مذعورين من كل اتجاه هربا من الجندى المصرى ….

………………………….

.وجاء قائد محمد ليصحوا محمد من غفلته ويعود الى ارض الواقع مره أخرى حيث كانت الحرب مازالت دائرة ورحاها تطحن فى الجنود الاسرائيلين من كل اتجاه وبدا العمل فى اليوم الثانى للمعركة مبكرا حيث اجتازت القوات المصرية العديد من المواقع الإسرائيلية واستولت عليها كما أسرت العديد من الجنود فى تلك المواقع ..تقدمت القوات المصرية الى داخل ارض سيناء الحبيبة وتحركت فى كثير من المواقع التى تم استعادتها من العدو وخاصة المواقع الحيوية والتى مازالت موجودة حتى الآن داخل سيناء للذكرى ..
استمر القتال أربعة أيام حتى جاء يوم العاشر من أكتوبر الموافق الأربعاء والرابع عشر من شهر رمضان المعظم حيث تم الاستيلاء ليلا وفى معركة قتالية صامته على مركز قيادة العدو الحصين وعلى محطة ضخ المياه الرئيسية لمحور “متلا” وكان يوما 9,10 أكتوبر من أصعب المعارك على مستوى الجيش المصرى كله وهى أيام مشهودة وخالدة فى سجل إنجازات الجيش المصرى والجيوش العربية واذكر هنا ان قوات الصاعقة بمشاركة الفرقة 19 مشاة هم الذين قاموا بهجوم قوى وليلى على تلك المواقع التى ذكرت سلفا ..وكانت المعلومات التى لدينا عن الجيش الاسرائيلى تقول ان التدريبات التى يقوم بها العدو كانت تتركز على القتال الليلى والأعمال الهجومية فى الليل ..وكنا نرى هذا بأعيننا قبل الحرب وكانت حساباتنا ان عمليات العدو ستكون ليلية ..لكن المفاجأة ان العدو لم يقم بعملية واحده ليلية ..وقد قامت تلك القوة المشكلة من أفراد الصاعقة والمشاة بذلك فى يوم العاشر من أكتوبر عند تنفيذ هذه المهمة القتالية على محور “متلا”وقد ابلغ قائد القوة القيادة انه وصل ورجالة الى الخط المحدد له وفى اقل من نصف ساعة وصل اليهم مساعد قائد الفرقة 19 وكان العميد على سعد إبراهيم للتأكد من وصول القوات لخط المهمة المحدد على الحد الامامى ..وعند وصوله الى القوات اعترف بأنهم تخطوا الخط المحدد لهم وتجاوزوه وكان ذلك إنجازا رائعا من وجهه نظرة وذلك حتى لاتحدت ثغره يمكن ان ينفذ منها العدو ويقوم بهجوم مضاد وان القوات أثناء تجاوزها الخط المحدد قامت بالاستيلاء على مركز قيادة العدو فى “متلا”..نعم لقد كانت معركة ناجحة بكل المقاييس العسكرية ..فلم يكن العدو يتصور ان القوات المصرية ستقوم بهجوم ليلى صامت ولم يكن يتوقع أيضا ..ان يصل الجنود المصريين الى مركز القيادة الإسرائيلية..
…………………………
كانت فى حرب أكتوبر معارك عديدة وكثيرة ومتنوعة ..منها المعارك الجماعية ومنها المعارك الفردية ..واقصد هنا بالفردية ان فرد فى وسط مجموعة كان يقوم بعمل مجموعة كاملة وحده وهناك العديد من الأمثلة التى لاحصر لها سوف نذكرها فى حينها وبأسماء الجنود الذين سوف يخلد أسمائهم التاريخ على مر الزمان …
كان محمد قد شارك القوات فى معركة محور “متلا” ليلا على العدو الغادر الصهيونى وكان هناك العديد من الأسرى من العدو رجالا ونساء..فأن جيش العدو كان يجند النساء للترفيه عن الجنود والتخفيف عنهم .
إننا نحمد الله على ان جنود مصر أقوياء بعزيمتهم الجبارة ومهارتهم المتعددة وتدريباتهم القاسية مما جعلهم إثناء الحرب رجال لا يخافون الموت ولا يعرفون للخوف طريق ..بل كانوا رجال شعارهم “اشهد ان لا الله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله والله اكبر ” كان الشعار هو الشهادة ..و”الله اكبر” مفتاح النصر

الجيش الذى لا يقهر
…………………………
كانت الخطة الإعلامية للموساد فى ذلك الوقت هى الترويج الاعلامى لمشاهد ولقطات من حرب 67 عبر وسائل الأعلام المرئية والمقروءة على مستوى العالم..وكانت قيادات الجيش الأسطورة تتباهى فى أحاديث تلفزيونية وصحفية وإذاعية بما حدث فى 67 للجبهات العربية الثلاثة حيث تغير الحال بعد حرب 67 وسيطرت إسرائيل على مساحات كبيرة على حدودها مع مصر وسوريا والأردن وأصبح لها عمق استراتيجي كانت فى السابق تفتقر اليه ..كما أنها بالاستيلاء على تلك المساحات الشاسعة من الاراضى العربية أبعدت خطوط المواجهة بينها وبين العرب عن المناطق السكانية والاقتصادية..وبالطبع أدى هذا كله الى عدم الاكتراث بمبدأ الضربة الأولى وبالتالى الى عدم الاهتمام والتيقظ لأهمية عنصر المفاجأة وكان هذا كله بفعل الانتصار الاسرائيلى والذى بعده مالت رؤوس القادة والصقور الإسرائيلية من نشوه الانتصار الساحق على الجبهات العربية الثلاثة..وظهرت بعدها حملاتهم الإعلامية المشبعة بالغرور ..قائلين انتهت كل الحروب وحسم الصراع العربى الاسرائيلى الى الأبد لصالح المنتصرين وقد ظهر موشى ديان فى ذلك الوقت على شاشات التليفزيون الاسرائيلى وهو يزهو بأنه قد حسم المعركة وأعلن فى التليفزيون والإذاعة عن رقم تليفونه ربما يحتاجه الزعماء العرب ..وسوف ينتظرهم ليتحدثوا اليه فى القريب العاجل ليعلنوا استسلامهم واعترافهم بدولة إسرائيل العظمى ….
وكانت الأفراح ونشوى الانتصار فى ذلك الوقت تملاء إسرائيل وعبارات الانتصار والسخرية والغطرسة تتردد فى أرجاء إسرائيل وفى جميع شوارعها ….
وفى الجانب الأخر ..فقد بلغت القلوب الحناجر وسدت المرارة الحلوق وخيم اليأس على مشاعر وأحاسيس الشارع العربى فى سائر الأوطان ..يالها من أيام ….مريرة …قاسية..عمياء..صماء…بكماء…تلك الأيام التى تلت حرب 67 …
واعتقد قادة وصقور إسرائيل ان حرب 67 هى أخر الحروب بين العرب وإسرائيل ..
لكن دائما تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن
هاهو الجيش المصرى يدخل مع إسرائيل فى حرب طويلة الأمد..حرب الاستنزاف …
ودارت رحى الحرب من جديد على إسرائيل وكانت هناك خطة بعد الهزيمة فى 67 ..وهذه الخطة على ثلاث مراحل..وهم مرحلة الصمود ثم مرحلة الردع ثم مرحلة الاستنزاف..وعلى مدار الأيام والشهور قد حققت هذه المراحل الثلاث استنزاف قوة الجيش الاسرائيلى وعدم إتاحة الفرصة لقواته وأفراده للعيش فى أمان على الاراضى المحتلة ..كما كانت تلك المراحل الثلاث تدريبا واقعيا وميدانيا على القتال للجبهة المصرية والجنود المصريين..
كانت معارك رأس العش هى البداية لمرحلة جديدة شهدت فيها الجبهة إحداثا كثيرة ففى 14 يوليو 67 انطلقت الطائرات الباقية من القوات الجوية المصرية لتقصف قوات العدو المدرعة فى عمق سيناء ودارات معارك جوية ضارية ..أذهلت العدو الاسرائيلى وكانوا فى ذعر وهلع من الجندى الى القائد وسجلت وكالات الإنباء ذعر الجنود والضباط الاسرائيلين فى ذلك الوقت ..
وكذلك سجلت البحرية المصرية فى يوم 21اكتوبر 1967 حدثا فريدا من نوعه بإغراق المدمرة ايلات والتى هز إغراقها القيادات الإسرائيلية وأصابهم بالهلع والوجوم والذهول ..
وبعد ذلك بدأت مرحلة جديدة وهى مرحلة الردع حيث بدأت القوات المصرية فى العبور والقيام بأعمال كثيرة تدمر فيها للعدو بعضا من قطعة العسكرية وتأسر عددا من أفراد قواته واستمرت تلك العمليات حتى مارس 1969 حيث بدأت مرحلة الاستنزاف حيث تقوم المدفعية المصرية بطول خط الجبهة بقصف العدو وتحطيم أكثر من 70%من تحصينات وقلاع خط برليف..
كانت حالة “اللاحرب واللاسلم ” و”الحرب شبه المنظمة”لها دلالتها وسط ظروف متشابكة ومعقدة فى فترات تباينت فيها الأحداث وكانت أيام وساعات صعبة على الجميع قادة ومقاتلين …
تأتى بعد ذلك مرحلة هامه وهى الإعداد لمعركة فاصلة لتحرير الأرض وما تبعه من تدريب شاق على المعدات الحديثة وعبور خط برليف المنيع …
ولم تكن قناة السويس وخط برليف مانع حصين فحسب..لكنهما كانا مانعا فريدا ليس له مثيل فى العالم بأسره..والتاريخ العسكرى لم يشهد مانعا مثله ذات يوم ..
وقد قيل قبل حرب أكتوبر على لسان احد القادة الاسرائيلين ان خط برليف سيكون مقبرة للجيش المصرى اذا حاول العبور …
لكن قدرة الله وأرادته فوق كل شئ وقبل كل شئ ..ومن بعدها التخطيط السليم والبارع والتدريب الشاق والجاد والروح المعنوية المرتفعة والمتمسكة بالأيمان لدى المقاتل المصرى وإصراره على ان يعيد لمصر وقواتها العسكرية كرامتها وعزتها واعتبارها ..كان وراء اقتحام خط برليف وتحويله الى مقبرة للجيش الاسرائيلى …
وقد وضعت خطة العبور بحيث يعبر المقاتلون القناة وسط سد من اللهب والنيران ليصلوا الى الضفة الشرقية بسلاحهم وعتادهم ويتسلقون الساتر الترابى ويقتحمون تحصينات العدو وقلاعه ويقومون بتدميرها ثم يصدون ضربات العدو المدرعة وقصفات طيرانه ثم رفع علم مصر فوق قلاع العدو الحصينة وكان عليهم أيضا ان يتقدموا وفقا للخطة الموضوعة والتى تم التدريب عليها والإعداد لها …
ولم تكن عملية فتح الممرات بالساتر الترابى لإقامة الكبارى لعبور الدبابات والأسلحة الثقيلة عملية سهلة ويسيرة..
وكانت فكرة خراطيم المياه التى ابتكرها الرائد المهندس احمد مأمون وطورها الى مدافع المياه الشهيد اللواء مهندس جلال سرى وتم تجربتها عشرات المرات على نماذج مشابهة للساتر الترابى وقد استطاعت مدافع المياه ان تفتح 87 ممرا فى الساتر الترابى خلال خمس ساعات وكانت ضربات المدفعية وأسلحة الرمى الأخرى بالغة الدقة والعنف لتنفيذ أقوى واعنف وأشرس تمهيد نيرانى شهدته الحروب الحديثة والقديمة على مر التاريخ …
لقد كان كل شئ فى المعركة معدا إعدادا دقيقا وبمنتهى الثقة والفكر العسكرى المتطور وكانت الجدية والأيمان هما الطابع الرئيسى الذى يسود بين الجميع خلال المراحل المختلفة من القتال وكان الدافع وراء ذلك كبيرا عند القادة والمقاتلين وهو الأخذ بالثأر واستعادة الكرامة المسلوبة وإعادة الاعتبار للعسكرية المصرية وكان كل ذلك دافعا قويا لمضاعفة الجهد للانتقام ..
.كان تحدى أسطورة الجيش الذى لا يقهر وهو الجيش الاسرائيلى ..واحد من أهم أهدافنا ..وكان وجود خط برليف أمامنا يمثل أكثر التحديات التى واجهناها رغم كل الدعاية الإعلامية التى أحاط بها العدو نفسه

………………………..

سقوط النقطة 149
تم حصار النقطة 149 من قبل القوات المصرية لمده 48 ساعة ومهاجمتها بكتيبتين من المشاة وكتيبة مدرعة وكانت هذه النقطة من أقوى النقاط الحصينة وأخطرها على طول خط برليف …
لقد قامت القوات بمهاجمتها على فترات متتالية لكنها لم تسقط ..
وهنا لابد ان اذكر للتاريخ ان الاستيلاء على النقاط القوية للعدو لم يكن بالأمر السهل ولقد استلزم أعمالا من نوع خاص ..استلزم أعمالا بطولية وقتالا شرسا ومقاتلين من نوع خاص جدا ..ولقد حاول العدو ان يتمسك بتلك النقطة الحصينة لأهميتها ودافع عنها بشراسة لكنه أمام الإرادة المصرية والعزيمة والإصرار لم يستطيع التمسك بها طويلا حيث حدث الاتى..
لقد تطوع احد المقاتلين ويدعى محمد زرد لمهاجمة هذه النقطة الحصينة وتطوع معه عشرة مقاتلين ليشكلوا مجموعة تقوم بتنفيذ المهمة الصعبة وهى مهاجمة القوة المسيطرة على النقطة من الداخل …
وتمت الموافقة على الخطة وتقدمت المجموعة متسللة من خلال حقول الألغام والأسلاك الشائكة وعندما وصلوا الى قمة النقطة بدأت القوة المعادية إطلاق النيران عليهم وأصابوا المقاتل محمد زرد بدفعة كاملة من النيران ..أصابته إصابة بالغة أخرجت أحشائه من بطنه ..لكن هذا البطل الشهيد لم يستسلم للموت وأبا ألا يكمل مهمته ..حمل أحشائه بين يديه واقتحم مع رجالة النقطة الحصينة ..واستمر بالمعركة مع رجالة وهو جريح ينزف حتى سقط الحصن واستسلم من فيه وسقط محمد على ارض الحصن شهيدا بعد ان دخلت القوات المصرية الى الحصن ..رحم الله هذا الشهيد البطل واسكنه فسيح جناته فقد كان رحمه الله بطلا من نوع فريد ومثالا يحتذى به فى الفداء والتضحية وأداء الواجب …وما حدث فى تلك النقطة حدث فى نقاط أخرى على مدار المعركة حتى تمكنت القوات المصرية من الاستيلاء على النقاط الحصينة بالشط وحوض الدرس وتلاها العديد من الانتصارات على العدو والاستيلاء على مواقع أخرى كثيرة منها عيون موسى وجبل المر ومتلا حيث بدأ العدو الصهيونى استعادة توازنه بعد الضربة الأولى وقام بالتصدى لقواتنا بمجموعة كبيرة من الدبابات ودارت معارك كبيرة وضارية بينه وبيننا وكانت دبابات العدو مزودة بالصواريخ المضادة للدبابات وعلى الرغم من ضربات العدو المتتالية بمختلف الأسلحة المضادة للدبابات وطائرات الهليكوبتر والمدفعية استطعنا بعون من الله سبحانه وتعالى تحقيق النصر الفريد من نوعه على مر التاريخ ….

المقاتلين المثقفين
……………………
كان الجنود الذين اشتركوا فى حرب أكتوبر عام 1973 مقاتلين مثقفين ومتعلمين ..منهم الجامعيين ومنهم حملة المؤهلات المتوسطة وفوق المتوسطة ..لكن جميع المقاتلين كانوا مثقفين ..عكس ماحدث فى حرب 67 حيث كانت المسألة مختلفة..لقد كانت حرب العبور أكتوبر 73 حرب مختلفة فى كل شئ فلقد كانت معركة حقيقية بكل المقاييس العسكرية والعلمية …
لقد كانت أسطورة الجيش الذى لا يقهر أسطورة قائمة وفعاله وكذلك أسطورة طيرانه الذى لا يقهر أيضا وغيرها من المقولات الإسرائيلية التى كانت تتردد فى وسائل الإعلام الغربى المختلفة فى ذلك الوقت …لكن…هيهات أيها الجيش الذى لا يقهر..ان الإرادة والعزيمة والروح المعنوية العالية والثقافة العسكرية والخططية المتنوعة أظهرت للعالم كل كذب وخداع إسرائيل وجيشها الذى لا يقهر وطائراته التى لا تقهر وجنوده الأقوياء والذين تم تصويرهم على أنهم وحوش لا يرحمون …
كانت الطلعة الجوية الأولى للطائرات المصرية التى حلقت فوق رؤوس القوات المصرية فى وقت واحد سبب رئيسى من أسباب الانتصار ..
كانت السماء مغطاة بالطائرات المصرية فى الطلعة الأولى للنسور وعلى ارتفاعات منخفضة فوق الرؤوس وفى تلك اللحظة وصلت معنويات الجيش المصرى الى عنان السماء ولدرجة لا يتخيلها بشر ..حتى ان القادة والجنود لم ينتظروا الانتهاء من التمهيد النيرانى للمدفعية وقاموا ببدء العبور فى قوة وحماس وصمود …
………………………………
.المشاعر والأحاسيس التى انتابتني فى لحظات ماقبل العبور لايمكن ان توصف او ان تمحى من الوجدان ..
فعندما صدرت الأوامر صباح يوم المعركة وتم تسليمنا الإعلام التى سوف ترفع على المواقع التى يتم الاستيلاء عليها الاراضى التى ستعود الى أحضان مصرنا الغالية.بكيت أنا وزملائى من الكتيبة التى كنت بها ..وإذا بصوت المساعد عطية ينادينى لمقابلة قائد الوحدة ..وعندما ذهبت اليه واعطانى الأوامر ذهبت بها الى الرجال وأطلعتهم عليها فبكى الجميع وأنا اتلوا عليهم الأوامر الخاصة بالعمليات العسكرية ..لقد كنا جميعا نريد ان نثبت وجودنا ونتخلص من الاتهام الذى لصق بنا ..وامسك الجنود الإعلام مهللين فرحين ويحوطهم الأمل فى رفع الإعلام على الجبهة الشرقية ..أنها لحظات لن تمحى من الذاكرة ولن يمحوها التاريخ ..

كان أساس الخطة هو التمويه والخداع ثم مفاجأة العدو..
كانت التحركات لوحدات الجيش المصرى تتم فى سرية تامة وكان يلزم هذه التحركات ليالى طويلة قبل عملية العبور..كما ان تحريك القوات المختلفة لايتم فى ان واحد ولكن هناك أنظمة مختلفة لتحريك قوات المشاة وكذلك قوات المدفعية والدبابات وتحريكها الى مواقعها المحددة فى توقيتات محددة..وكان كل شئ يسير بهدوء وروية وبشكل طبيعى جدا ..هناك تحركات كثيرة ولكن العدو اعتبرها تدريبات كالعادة التى عودناه عليها فى السنوات السابقة للحرب كما كانت تلك التحركات لا تدعوا للقلق او الذعر من وجهة نظر العدو ولكن كل هذا مجرد تدريب عادى وروتينى تعود عليه العدو فى كثير من الأوقات ..وقد نجحت خطة التمويه والخداع فى هذا كله لاننا كنا نريد ان يظن الاسرائيلين ان ما يحدث مجرد تدريب عادى لا خطورة منه وقد نجحنا فى تضليل العدو بذلك …
وحسب التقارير الإسرائيلية لخط برليف فقد كان طوله 170 كيلو مترا وبعمق يتراوح من 10 الى 12 كيلو وكان به 36 حصنا و 15 برجا للمراقبة وكان يضم 206 ملاجئ كبيرةو462حصنا للأسلحة المختلفة والدبابات ولم يشهد اى مكان او حصن فى التاريخ ما شهدته حصون خط برليف من تلغيم مكثف حيث أحاط بكل نقطة حصينة 73 نطاقا من الألغام والأسلاك الشائكة وان جميع القلاع الحصينة بداخل خط برليف قد تم تجهيزها من الداخل بكل وسائل الراحة والرفاهية للجنود والضباط على حد سواء .. فقد كانت مكيفه ومجهزة بمواسير المياه النقية وأجهزة تبريد المياه وآلات عرض سينمائي فى قاعات مكيفه وأجهزة اتصالات متطورة وتليفونات عامة ومكتبات ومخازن للتموين وأسره من طابقين للجنود وتجهيزات رياضية كاملة ..كما كانت تلك الحصون مزوده بقوة نيران كبيرة لصد اى هجوم وتم إضافة القضبان الحديدية والتى تستعمل للسكك الحديدية الى طبقة جديدة من الحجارة ليكون الخط أقوى وأقوى مما يكون .كما كانت تفتح غرف الجنود اتوماتيكيا بواسطة الجنود أنفسهم وكان الحصن الواحد قد أقيم على مساحة تصل الى خمسة آلاف متر مربع ومعظم الحصون لها مدخل واحد بأتساع أربعة أمتار ونصف المتر لدخول السيارات والدبابات منه بحيث لايمكن لأحد ان يدخل الحصن الا إذا كان قادما من ناحية الشرق ومن اتجاه القوات الإسرائيلية ووضع نظام دقيق لاغلاق الأبواب ..فيتم إغلاقها بحبل من الألغام المضادة للأفراد والدبابات ويتكون كل حصن من أربع دشم بارتفاع ثلاث طوابق طابقين منها تحت الأرض والثالث فوق الأرض وتوجد به المزاغل وهى فتحات تظهر منها فوهات بأختلاف أنواعها وقد صنعت تلك الدشم من الصخور والرمال وكميات كبيرة من الاسمنت والحديد الى قضبان السكك الحديدية التى صنعت منها الأسقف لتلك الدشم وهناك أيضا شبكة الفولاذ التى تضمنها كل طوابق الدشم وأبواب الغرف حتى لا تتأثر بقذائف المدفعية ولقد صممت النقاط الحصينة بخط برليف بحيث تحقق الدفاع الدائرى وفى كل منها مجموعة مختلفة من الأسلحة الفتاكة مثل المدافع ذاتية الحركة والرشاشات والهاونات وقد ضمت نوعا جديدا من الرشاشات التى تعمل ذاتيا بمجرد إحساس أجهزة الاستشعار الالكترونية بحرارة اى إنسان يقترب من الحصون كما ضمت صواريخ ارض ارض ورشاشات مضادة للطائرات والمئات من الدبابات خارج الدشم ..وكان كل ذلك لاستمرار وترسيخ الوجود الاسرائيلى وحماية الجنود من تأثير نيران المدفعية المصرية ان وجد …
كان كل ذلك تصور الاسرائيلين حين أقاموا خط برليف المنيع الخط الذى يحميهم مدى الحياة من حرب يمكن ان يقوم بها المصريون ..وتصوروا ان المصريين عاجزين تماما عن استرداد الأرض التى بحوزة إسرائيل لاستحالة عبورهم هذا الخط المنيع وقناة السويس وذلك لان الخط مزود بفتحات لتصب النابلم فى المياه وتحولها الى جحيم بالماء ..وللنابلم معنا قصة سوف نرويها فى حينها على الصفحات القادمة ..

………………………
مابعد العبور
……………
.نعم..لقد كان العبور عظيما . كان مذهلا لكل أنحاء العالم . كان مدويا وهز جميع الأوساط العسكرية على مستوى العالم .
.كان العبور الذى تحقق وتم على مراحل متعددة له فاعلياته حيث بدأت مراحله الأولى بعد ضربة الطيران المصرى لتدمير النقاط الهامة فى الأعماق .
وفى أعقابها قصفت المدفعية المصرية أهدافها وأثناء ضرب المدفعية تقدمت القوات المصرية من جنود المشاة لتسابق الزمن من شده حماسهم ليعبروا القناة للوصول الى المناطق التى تم تحديدها .
كان الجنود يتسابقون ليقوموا بوضع علم مصر على خط برليف بالضفة الشرقية للقناة وكان اول علم مصرى وضع على الضفة الشرقية للقناة بيد بطل مصرى من أبطال أكتوبر المجيد وهو البطل محمد العباسى الذى قتل بيده أكثر من ثلاثون جنديا إسرائيليا وكان ذلك فى تمام الساعة الثانية والنصف بعد الظهر من اليوم الأول للحرب .
لقد حقق الجيش المصرى إنجازات عظيمة وهامة وحيوية فى الأيام الأولى للحرب .
نعم.تم الاستيلاء على مراكز القيادات وحصلنا على وثائق حربية هامة وأجهزة متطورة ومعدات قتالية وخرائط عمليات وقد كان عدد الأسرى الاسرائيلين 114 أسير خلال أيام الحرب .كما تم الاستيلاء على أعداد كبيرة من الدبابات ومواقع مدفعية ميدانية ثم عدد كبير من المدافع ذاتية الحركة وأعداد كثيرة من الأسلحة الخفيفة كما تم إسقاط أكثر من 35 طائرة متنوعة من طائرات العدو …
…………………………
بسم الله الرحمن الرحيم
“لا يقاتلونكم جميعا الا فى قرى محصنه او من وراء جدر”
صدق الله العظيم .
صدق الله حين قال ذلك عن بنى إسرائيل وذلك لأننا شهدنا ذلك بأعيننا حين تم تطوير الهجوم يوم 9 أكتوبر حيث قامت القوات الأسرئيلية بإقامة خط دفاع منيع ضد الدبابات المصرية وكان مكون من صواريخ مركبة على طائرات هليكوبتر خلف جبل المر .
وأثناء تقدم القوات المصرية ظهرت الطائرات فجأة من خلف السواتر الجبلية لتطلق الصواريخ المضادة للدبابات وتختفى مسرعة خلف الجبل .وهذا الأسلوب رأينا فيه آيات الله سبحانه وتعالى خلال الحرب وذلك لأنهم لا يوجد لديهم رجال يجرئون على حمل الصواريخ ويقفون بها على الأرض وحدثت خسائر فى ذلك اليوم فى صفوفنا ولكن بعزيمة الرجال تم احتلال جبل المر وفقدت القوات الأسرئيلية تلك السواتر التى كانت تحميها من قذائف المصريين .
وعلى محور متلا تصدى الجنود المصريين للدبابات حيث خرج العديد من الجنود وتسلقا دبابات العدو ببسالة وقاموا بنسف الدبابات واستشهدوا وعندما شاهد العدو ذلك وان دباباتهم يتم نسفها عن طريق أجساد الجنود المصريين وان هناك العديد منهم وهم جميعا مستعدون للقفز على دباباتهم ليدمروها اضطروا الى الانسحاب مذعورين لأنهم لم يعتادوا على هذه الأمور فى الحرب ولم يكتمل هجومهم المضاد بسبب بسالة الجنود المصريين الذين ضحوا بأنفسهم وأرواحهم ليستمر الانتصار …

………………………

الثغرة وما بعدها
………….
.تهاوت سمعة إسرائيل العسكرية.وأصبحت إسرائيل بعد هزيمة الأيام الأولى فى مواقف غريبة .بين ضغوط الداخل التى تحرج القيادات وضغوط الخارج وخاصة الإعلام الغربى والعربى …
وصلت معلومات للقادة المصريين بأن هناك قوة إسرائيلية تتحرك وتدفع برجالها لاختراق صفوف المصريين ولم يكن احد من هؤلاء القادة يتخيل ان تحدث ثغرة بين الصفوف المصرية ولم يصدقوا كل تلك الأقاويل او لم يستجيبوا للمعلومات التى وصلتهم ويحاولون التحرى عنها ومعرفة اذا كان حدث فعلا اختراق ام لا …
ولم يتخذ العمل المضاد لتك القوة الإسرائيلية بسرعة كافية والمناسبة لصد القوة التى تسللت …
وعندما تأكد القادة المصريين من وجود ثغرة بين الصفوف وحدوث اختراق من قوة معادية دارت رحى القتال بيننا وبين العدو فى منطقة الثغرة…
كان لابد للقيادة من معلومات أكيدة عن حدوث الثغرة وتم إرسال دورية استطلاع الى غرب القناة للحصول على معلومات ووصلت الدورية الى منطقة جنيفة وعادت بالمعلومات الأكيدة عن حدوث الثغرة واختراق العدو وفى ذلك الوقت تم إرسال أحدى السرايا المضادة للدبابات وقابلت العدو من خلف الجيش الثالث …
لقد عبرت قوة العدو وأحدثت الثغرة وسارت ثم عبرت قوة ثانية وتحركت من الجنوب من العين السخنة لكى تلتقى القوتان فيتم فصل مدينة السويس ولو قدر للعدو ان ينجح فى ذلك لكان الحصار كاملا …
لكن عناية الله هى التى جعلت القوات المصرية تفكر فى إقامة سواتر رأسية الى جانب السواتر المقامة على القناة وهذه السواتر هى التى مكنت القوات المصرية من المحافظة على ربط الجيش الثالث بالسويس وتم وقف تقدم القوات الإسرائيلية من الاتجاهين وتم إعداد خطة دفاعية لمواجهة قوات العدو فى مناطق متعددة .وكان هدف العدو الأول هو الاستيلاء على حوض الدرس ولو استطاع ذلك لتغير وجه الحرب وسجل له التاريخ انه المنتصر .ولكن شجاعة الجندى المصرى وأقدام الرجال حالت دون ان يحقق العدو أهدافه فى هذه المعركة وفشل العدو فشل ذريعا فى حوض الدرس وسيذكر التاريخ أبطال هذة المعركة والرجال الأوفياء الذين استشهدوا فيها …
ولم تكن الثغرة سوى ضربة حظ بالنسبة لإسرائيل وعملية تلفزيونية فى المقام الأول ولم يصدقها احد …
ولم تقم إسرائيل بعملية الثغرة الا بعد بدأ الإمداد العسكرى الامريكى والجسر الامريكى الذى أحدث فرق فى استعادة الجيش الاسرائيلى لبعض قواه التى انهارت تماما فى الأيام الأولى للحرب .حيث نقل الجسر الجوى الامريكى لإسرائيل كميات هائلة من الأسلحة والمواد العسكرية وكذلك بعد ان قدمت أمريكا الى قادة إسرائيل صورة من صور التقارير التى جمعتها طائرات التجسس الأمريكية والتى قالت بأن منطقة تمتد حوالى 50 كليو مترا تكاد تخلوا من القوات على الضفة الغربية على جانبى الدفرسوار وتقابلها على الضفة الشرقية منطقة مماثلة ولكنها أضيق من الأولى بقليل .ونجح الاسرائيلين فى عبور تلك المنطقة بضربة حظ بناء على المساندة والمساعدة الأمريكية لهم برغم أنهم لا يعترفون بذلك …
ولولا الدعم الامريكى والطيران الامريكى لما حدثت الثغرة…
كما ان تجاهل إسرائيل لقرارات وقف إطلاق النار أكثر من مره لما كانت ستحدث عملية الثغرة أبدا وبرغم ذلك كله فقد أصيبت القوات الإسرائيلية بخيبة الأمل مرتين …
الأولى عندما فشلوا فى دخول مدينة السويس الباسلة والثانية عندما فجئوا بقوة وصمود الجنود المصريين على ارض المعركة والذين تصوروا ان الجنود المصريين سوف يلقون أسلحتهم ويستسلموا لهم ولكن أصابتهم الصدمة القاتلة بصمود الجنود فى تلك المعركة حيث كان المقاتل المصرى يعرف انه يقاتل الآن الجنود الاسرائيلين والامريكين معا ..مما أعطاه الدافع ان يقاتل بأستماته ويدافع عن أرضه بحياته ….

……………………..

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech