Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

الحرب والحب – رحله حياه- الجزء الثاني

 

الكاتب – المقاتل سامي أبو أحمد – روايات من أرض المعركه  
إلي شهداء الحياة وإلي زينب رحمها الله
كتبت ما كتبت ربما ليسجل التاريخ ما إعتاد أن يهمله... سيرة شهداء فارقوا ولم يعرفهم أحد ولم يمنوا بحياتهم علي أحد ولم يعرفهم أحد... وهبوا حياتهم ببساطة فداء حبات رمال غالية...
إلي الشهيد الذي إفتداني بصدره الصول عبد العزيز محمد السيد
إلي الشهداء أبناء بورسعيد
محمد حمد قاسم إبن بورفؤاد
أحمد محمود حلبية إبن المنطقة الرابعة
يوسف محمد عوف إبن شارع البلديو وحارة العباني
أحمد أبو سليمة إبن حي العرب
الي الشهيد محمود إسماعيل شحاته الجملإبن البحيرة
الي الشهيد البطل جميل رضوان إبن المنوفية
الي الشهيد محمد سالم مصطفي إبن الشرقية
الي الشهيد فرغلي محسب علي إبن إلمنيا
الي الشهيد محمد أبو سليمة إبن نجع العجيب مركز أبو تشت محافظة قنا

وغيرهم أحياء عند ربهم يرزقون أهدي دموع كتابي ...

خلال هذه الرحلة عرفت زينب رحمها الله كنت أطل عليها من خندقي وهي في أرض أبيها الزراعية أكلت من طهي يدها التي لم ألمسها إلا بعد 37 سنة مصافحا مرحبا بها في مكتبي ببورسعيد.

فارقني جميع من أحببت شهداء ورفاق السلاح وفارقتني زينب..

إليهم وإليها أهدي هذه الرحلة.

محطة كوبري الليمون


هي وسيلة الوصول الي السويس ومنها الي المواقع المتدة علي ضفاف قناة السويس الغربية .. القطار معتم لا نري بعضنا إلا عند المرور بمحطات القاهرة مثل عين شمس وغيرها.. دائما يركب معنا رجل بجلباب ينادي علي كتب يحملها إقرا الكتاب إقرا الكتاب .. يمر علي القطار كله ووراؤ يبيع البعض أشياء أخري .. تعودنا علي الرجل .. في رجوع من أجازة رأيت الرجل ينادي ويسرع الخطا ثم يقف بجواري .. فجأة إنقض علي شخص يرتدي الكاكي وكأنه جندي وطلب منا السكون وقال لهذا الشخص
أنت فاكر نفسك هتزوغ مني دنا مراقبك من شهر وجاء بعض الباعة وقبضوا علي الشخص لنكتشف بأنه جاسوس يندس بين الجنود .. ولكن بائع الكتاب إختفي أيضا فلم نعد نسمع نداء إقرا الكتاب

راجعين من هجرة وخارج من حرب ويدوب مرتب لا يسمن ولا يغني من جوع... لم يكن لي إلا عدد إثنين قميص وعدد إثنين بنطلون ..ز كنا نقيم مع جدتي أنا وزوجتي فقط لا نملك إلا راديو نصر ولكن كنت أخرج معها نتمشي مع عشاء وسينما
طبعا عشاء فقيري ولكن كانت حياة لذيذة ..أذهب إلي العمل وأعود في الظهيرة زوجتي محضرة الغداء وقامت بغسل البنطلون والقميص بجواري عسكري مطافيء لتحسين الدخل يقوم بكي الملابس القميص بشلن والبنطلون ببريزة.. أرسل له القميص والبنطلون وأتغدي وأنام ثم أقوم وأذهب فأستلم المكوي وتقوم زوجتي بغسل الطقم الأخر ثم أخرج للمقهي
روتين جميل لا مشاكل .. عدت يوما وتناولت طعامي وأرسلت البنطلون والقميص ووضعت زوجتي الطقم الأخر في الماء

قمت من نومي وذهبت لإستلام المكوي وطلب مني الرجل التريث ..رأيت في وجه الرجل خوف سألته عن الضحية البنطلون ولا القميص فقال الإثنان ...قماش القميص من الألياف الصناعية المكوه سخنة زيادة إلتصق القميص بالمكوة ليعمل مادة بلاستيكية عندما أراد كي البنطلون إلتصقت المادة بالبنطلون فضاع البنطلون أيضا ...الرجل في شحوب ينتظر رد فعل رجل بين طقم محروق وطقم مبلول .. كان رد الفعل أن أدفع ثمن المكوي خمسة عشر قروش لأخرج الرجل من الحزن الذي إنتابه وصممت علي أخذه الأجر وأن يضحك وقلت له أنا خارج من نار الحرب ولا يهمني شيء... ذهبت لزوجتي
أزف لها خبر جلوسي بجانبها إلي أن يتم جفاف الطقم الأخر.. قمنا في الصباح لتشعر زوجتي لأول مرة بأعراض الحمل
وتكون إرادة الله أن أعمل كتاجر للملابس الجاهزة المستوردة وتكون قصة البنطلون والقميص من زكريات رحلة الحياة

 

حفلة كودية زار



في مدينة الزقازيق إجتمعنا مجموعة عذاب في شقة مفروشه في بيت تملكه سيدة إسمها أم فاروق متسلطة زوجها رجل طيب
لا له ولا عليه لها عدة أبناء وبنات يعيش معها ولدان أحدهما وأسمه عبد العزيز متطوع في الجيش ذوجسم رياضي والأخر أسمه عاطف يتمني أن يكون مطرب.. أم فاروق ذهبت إلي السوق وأحضرت مجموعة دواجن وأرانب مختلفة الألوان ..
كعذاب تمنينا أن تطعمنا منه أو نغافلها ونستعير بعضها ولكن أين طيورها وكيف وهي لا تفارقها .. إستيقظنا يوم علي دقة الزار المعروفة في شقة أم فاروق دخلنا للفرجة وجدنا حلقة الزار تدار بواسطة رجل أسنانه تدل علي ما يتعاطيه من خمور ومخدرات . نظر لنا نظرة ما معناها ليس لكم مما يحدث من شيء .. إذا كان داخل الحلقة عواجيز النساء جلس يعزف بمزماره وهو مشمئز منهن ويتغمز لنا بعينيه..
وإذا دخل الحلقة نوعية معينة من النساء هب واقفا ودخل وسطهن يتمايل ويلتصق ويزبد بكلمات غير مفهومة ومعه محترفات الغجر وأم فاروق تستقبل أصحاب الحالات والعفاريت المختلفة.. نهاية الحفلة إلتهم الغجر هذا الكم الهائل من الطيور والأرانب
ولم ننال منها شيء. لاول مرة أسمع أن العفريت عاوز يحشش وطالب قطعة أفيون وأسرعت أم فاروق لتلبية طلب العفريت .. مرت عدة أشهر وطلب عفريت أم فاروق دقة زار وأحضرت أم فاروق المطلوب وزيادة .. قبل الزار بيوم توفي أحد الجيران ..يجب الإنتظار ثلاثة أيام مجاملة للجيران .. بعد ثلاثة أيام توفي زوج أم فاروق وتم ذبح الدواجن ليس للعفاريت ولكن للمعزين في وفاة زوج أم فاروق حضر إبنها عبد العزيزمن الجيش لحضور جنازة أبيه بعد ثلاثة أيام من دفن أبيه توفي إلي رحمة الله ..والله سمعتها تحدث نفسها وتقول ماهذا دا ولا في الأحلام يحدث هذا... حرمنا من أكل الطيور في المرة الأولي ولكننا لم نحرم في المرتين فمن الواجب تقديم طعام الغداء للمشيعين وكنا منهم

 

البروجي


البروجي هو الجندي المسؤل عن البوق النحاسي وهي ألة موسيقية تعطي نغمات عالية لأغراض معروفة للجنود
مثل نوبة صحيان نوبة رجوع للنوم نوبة الجمع للطوابير وقبل الأجهزة الاسلكية كانت تعطي نغمات للهجوم أو الإنسحاب وهكذا...كان المسؤلان عن هذا جنديان من المنصورة حلمي عبده الحلو وهو معي بالسرية وفاروق محمد وهو بالسرية الثالثة كانت العلاقة بين الإثنين علاقة جيران وقرابة تجمع بينهما... خرجت أنا وحلمي الحلو في مهمة خلف خطوط بالثغرة وعندما دمر الجندي عبد الله قطب العربة الجب للعدو وجرينا من ملاحقة الطائرات لنا أطلق العدو علينا رشاشات وهاونات شعرت أن حلمي الحلو إصيب إصابة قاتلة...كانت المعارك مع العدو في الثغرة بطريقة إضرب وإجري ثم إلتف وعاود الكرة... تقابلت مع الجندي فاروق ...سألني عن حلمي قلت له لقد أصيب وسقط وأظنه أستشهد ...بكي فاروق بشدة وقال كيف سأقابل أهله وماذا أقول لهم؟؟؟
أشتدت المعارك العدو يضغط علينا بشدة يريد الدخول إلي السويس...أستشهد البروجي فاروق!!! تجمعنا في منطقة وادي حاجول بطريق مصر السويس الكيلو 97 مجموعات بلال الإنتحارية ...وصلت عربة تحمل بعض جنودنا ..نزل منها الجندي حلمي الحلو لم يصب بخدش...حمدا لله علي سلامتك يا حلمي..لقد بكي عليك فاروق بشدة وقال ماذا سيقول لأهلك عند الرجوع؟؟ قال حلمي الحمد لله ..وأين هو قلت له لقد أستشهد وهو يظنك معه من الشهداء...خرج حلمي وكان يعمل بسنترال المنصورة الرئيسي...قابلته كثيرا وكنت أقص عليه حزن فاروق عليه...اللهم أرحم شهداؤنا

 

جندي إبن ناس


حسن كمال مدبولي إبن القليوبية شبرا الخيمة....هو جندي مؤهلات من عيلة متيسرة ولكن عيبه الوحيد أنه لا يدخن
أصر يوما أن يعمل لي حفلة عيد ميلاد وأحضر لنا الحلوي والجاتوه من محل إسمه قويدر وتورتة وشمع وسجاير ولكنه لا يدخن ....كانت حفلة شاركنا فيها بعض الضباط ...كان معنا سائق طنطا أحضر لنا بطريقة غير شرعية قفص بيض...أكلنا وشربنا ورقصنا ولكن إبن الأصول مصمم علي عدم التدخين....ذات يوم بعد الطعام
طلب حسن سيجارة أسرعت له بالعلبة ودخن سيجارة ثم أخري وطلبت منه بصفتي مدمن تدخين أن يقفل فمه ويخرج الدخان من أنفه...في أقل من أسبوع

أصبح حسن مدخن شره ولم نعد نحمل هم السجاير .... فالمخلة فيها قاروصة سجاير إحتياطي وهنأنني الأخوة المدخنين بهذا النجاح ...كان حسن رومانسي حتي عند الإشتباك مع العدو في الثغرة وكان ضمن مجموعة إبراهيم الزمرالتابعة للبطل بلال رأيته حزينا وكان يقوم بتعبئة الشنطة بثلاث قذائف الrbg مالك يا أبو علي
؟؟؟ فبكي وقال كان ممكن أدمر الدبابة التي هرست الرقيب أول جميل رضوان ولكني كنت أتعامل مع دبابة
قريبة مني وعندما فرغت منها لم أجد لجميل أي أثر...قبلته وقلت يمكن لا أراك ...تركني فقد ظهرت إحدي الدبابات وأسرع وأنبطح وأعتدل إلي أن أصبحت بالعرض فعالجها بطلقة واحدة وأصابها ولكنه لم يبخل بالقذيفة الثانية حتي يتأكد من التدمير

 

أسماك العريش الطازة



أسماك العريش توزع علي الشركات كحصص للعاملين ... ونظام الدور كل أسبوعان لكل عامل وموظف واحد كيلو بوري
بسعر أربعون قرش... رمضان كريم... وصيام جميل والدور علي في حصة السمك ...دفعت أربعون قرش وذهبت لإستلام حصتي وطلبت من البائع وزن سمكتان .. الوزن زاد ربع كيلو دفعت العشرة قروش وأخذت السمكتان وذهبت لزوجتي أبشرها بأكلة سمك وخيرتها مقلي ولا مشوي؟ قالت مشوي..حاضر بس إعملي السلطة وأطبخي الرز وأنا هاجي عالمدفع ...ذهبت للفرن بجوار المنزل لم يكن صاحب الفرن موجود تبرع أحد الصبية لخدمتي وأخذ السمكتان ورش الردة وقلت له إجعلهما في الزاوية
حتي ينضجا علي مهلهما... السمك عاوز ليمون ذهبت لإحضار الليمون .. في عودتي رأيت صبي الفران يركب دراجة أسرعت إلي الفرن أذان المغرب علي وشك... فين السمك يامعلم؟؟ سمك إيه ؟؟ سمكتان بوري في الزاوية .. ونظر المعلم في الزاوية ليجد
قطعتان من الفحم الأسود الهش ... ذهبت لزوجتي وقلت لها أكثري من السلاطة ففطارنا اليوم أرز وسلاطة...والحلو كنافة

 

 

السلبية المتوارثة



نكتة حزينة
كانت هناك مجموعة من الحمير تجري في فزع ووسط الحمير يوجد جمل يجري في فزع أيضا...إستوقف أحدهم الجمل وسأله لماذا الهروب ؟ من أي شيء تخافون ؟؟ قال الجمل أصل الحكومة بتجمع الحمير لذبحها وتقديمها لأسود حديقة الحيوان.. ولماذا تجري أنت مع الحمير وأنت جمل؟؟ قال الجمل علي ما أثبت إنني جمل يكون العمر إنتهي !! أقصها ليس للإضحاك ولكن في بداية تمركزنا علي الجبهة بعد نكسة67كانت وراؤنا ترعة السويس تنساب المياه في إتجاه منطقة الهاويس
فجأة وجدنا جثة إمرأة تطفو فوق الماء ويجرفها التيار ببطء صرخنا وكان هناك فلاحيين يمشون بجوار الجثة ولا ينظرون إليها

أسرعت أشير لهم ناحية الجثة فقالوا أتركها حتي تعثر عليها الحكومة بنفسها فنحن لو أبلغنا عنها أصبحنا طرف في موضوع لا يهمنا وحلنا لما نثبت إن إحنا منعرفش حاجة عنها!!
بعدها أصبحنا نواري سوءة أي جثة تمر علينا ولكن بعد أن نتشاور إن كانت جثة رجل أو إمرأة ... وكم من جثث مرت علينا
كنت أتمني إخراجها ولكن حكمة الجمل علي ما يثبت أنه جمل يكون العمر راح

 

صديق من الدنمارك


عام 1975 وقد عدنا من حروب وهجرة كانت مجموعة أصدقائي تسيطر علي الكافتيريا التي نلتقي فيها وهي في محيط السكن كانت ضحكاتنا وتعليقتنا تجذب المزيد.. ظهر في الصورة شاب أجنبي يقيم في بيوت الشباب (( شياب الجوالة )) وكان معه دراجة نارية ضخمة .. جزبته حالة التهريج القصوي التي نعيشها فجاء بجوارنا.. بادرت بطلب مشروب له وطلبت من الجرسون عدم مطالبته بأي حساب إلي أن يرحل.. كان مشروبه واحد قهوة باللبن...جلست معه وعن طريق بعض الكلمات الإنجليزية التي يترجمها عن طريق قاموس معين يحمله
عرف إسمي وكان سهل النطق بالنسبة له وقال لي إسمي (( وولف )) قلت سهل ( ( ولف ))
نو نو !! ولف إسم كلب أنا إسمي وولف بعد عدة محاولات نطقتها وولف... كان يلازمني تسببت في تلويث معدته بسندويتشات الفول والطعمية.. كنت أتركه لأداء فرض الصلاة ثم نحاور بعضنا قدر المستطاع..

عرفت أنه يقوم بجولة دراسية إسلامية والمحطة القادمة السعودية... أطلعني علي صورة سألته دي زوجتك ؟
قال لا دي صديقتي أنا فقير لا أستطيع الزواج الأن .. مكوثي بالجيش قرابة التسع سنوات جعلني غير مطلع علي مجريات كثيرة في الحياة..قال لي أنه سيرسل لها لتحضر هي وأخته...جاء بهما وجلسنا بالكافتيريا
أحضر معه عيش فينو ساخن وموز ...كان الفطار سندوتشات موز .. أحضرت لهم سندوتشات فول وطعمية فرفضتا مجرد النظر ..عندما تناولت أول سندوتش فول طلبت الفتاتان سرعة مغادرة الكافتيريا !!! سافر معهما للقاهرة .. عاد بمفرده قلت له إن الدين الإسلامي يرفض هذه العلاقة فتعجب لهذا التخلف ..حمدت الله علي تخلفنا عن حضارة الخنازير التي يعيشوا فيها ... أحضر أمه لتشكرني علي حسن ضيافة إبنها.. أردت أن أحضر لها بعض السندويتشات بالفول والطعمية فخشيت المسائلة القانونية وجريمة إلحاق الضرر بالأجانب... سافر بعدها وأعطاني عنوانه بالدينمارك وهو لا يعلم أنني لا أستطيع السفر للقاهرة مارك إلا للضرورة القصوي ...

 

 

الغلبان ما يشبعش غلب



صديقي التاجر إشتري لي دراجة رالي بالقسط كل شهر ثلاثة جنيه...في الصباح خرجت من البيت مفلس ركبت الدراجة وذهبت لشراءسندوتش طعمية بقرش ونص ...كان الرغيف بتعريفة !!! نظرة لسقف المحل رأيت مروحة تتدلي منظرها ينم عن عطل...يا معلم المروحة دي عطلانة؟؟ أيوه تعرف تصلحها ؟؟ ما صدقت ذهبت وأحضرت المفك والبنسه وكمية من الجاز وقطعة شحم ..عند مراجعة الدائرة الكهربائية كانت سليمة  فككت أجزاء المروحة
وغسلتها بالجازوشحمتها عملت إختبار إشتغلت عطلت نفسي حتي أعلو بالحساب... علقت المروحة بسم الله
ودارت المروحة..الرجل ينظر لهذه المعجزة وأنا أمني نفسي بأكلة حلوة وعلبة سجاير وفاكهة...

كم حسابك يا باشمهندس ؟؟ خلي يا معلم ؟؟ يبقي ستة جنيه ...أخذت الستة جنيه وعلي أقرب جزار
إشتريت إثنين كيلو لحمة تحمير بثلاثة جنيه وستون قرش ... الكيلو الممتاز ب 18  قرش وضعت اللحمة علي الكرسي الخلفي... وركنت الدراجة علي الرصيف وأغلقتها وذهبت لشراء باقي الأشياء... عدت فلم أجد اللحمة .. صراحة حزنت ليس من أجلي ولكن من أجل زوجة في إنتظار سبع البرمبة الذي دخل عليها بالعيش والبيض وباكو ذبدة وفي جيبي
علبة سجائر ...كما خرجت مفلس دخلت البيت مفلس المهم إنني وقفت مثل الأعيان أمام الجزار وأنا أشاور علي الممتازة من اللحمة وأقول للتحمير..
يا تري حمرها اللي سرقها ولا سلقها ؟

 

 

من الطبيعي بعد طول البقاء وإحتراف القتال أن لا نرضي بإهانة أي شخص لنا مهما كانت رتبته تشاجرت مع ملازم أول إسمه رأفت وكان قائد السرية جديد علينا هو من الإسكندرية إسمه سامي إسماعيل الترك فطلب منا أن نبدأ صفحة جديدة مع تكليفي بمهمة حكمدار دبابة الرئاسة فكان النداء علي دبابات السرية ألو جميع محطات سامي هل تسمعني حول ويأتي الرد ألو سامي واحد أسمعك بوضوح حول وهكذا باقي الدبابات التسعة النقيب سامي الترك مدخن شره معاك سجاير يا سامي؟ أيوه يا أفندم وأعطيه علبتي وبها أقل من
عشر سجائر عندما يردها تصبح علبة مقفولة عشرون سيجارة ..باب رزق مشمول الدبابة مدفع بازوكا من عهد الحرب العالمية الثانية لا يعمل!!! مدفع نصف بوصة بزراع كهربائي يخرج طلقتين ويتعطل !! يحتاج لربع ساعة للفك والتركيب مرة أخري!! إستلم الكتيبة مقدم صلاح محمد سليم ..عصبي جدا لظروف لا أستطيع أن أقصها جعلته لا يثق في أحد!! فتلاشاه الجميع بعدا عن المشاكل كنا في حراسة مطار غرب القاهرة ولكن ضد أي إبرار جوي.. كانت طائرات العدو دائمة الإغارة علينا وتطاردها الدفاعات الأرضية دبابتنا تحت شباك التمويه غير ظ

اهرة لطيران العدو.. طلب قائد الكتيبة إجتماع ضباط وحكمدارية الدبابات ثلاثون دبابة
وجلسنا أمام القائد فطلب من قادة السرايا التعامل بمدافع الدبابات الرشاشة مع طيران العدو!!!
ودون تفكير الكل قال حااااضر ياا أفندم!! أقسم بالله العظيم أن ما أقصه لا يوجد به أي كلمة إضافة
رفعت يدي تمام يا أفندم نظر الجميع في إتجاهي كيف أجرؤ وأتعدي الرتب الواقفة أمام القائد العصبي الذي لا يقبل أي نقاش في أمر قتالي...فيه إيه يا عريف؟؟ يا أفندم كيف أتعامل مع طائرة أسرع من الصوت بمدفع خربان ومنجلة يدوي أطارد بها الطائرات المغيرة سيادتك بهذا الأمر بتكتب علي دبابات الكتيبة الدمار..إنت تنفذ الأمر !! تمام ياأفندم لن أنفذ الأمر الخطأ ولو ضربتني بالنار ..الدنيا شاطت وإنصراف مع إجتماع لقادة السرايا فورا  كيف يجرؤ هذا العريف بالرد علي قائد الكتيبة حضر النقيب سامي الترك وطلب مني عدم الرد مرة أخري علي قائد الكتيبة...تشاء الظروف في هذا اليوم أن تأتي إشارة لتحرك اللواء بالكامل إلي السويس
لعمل غيار للواء الأول وكانت الجبهة ساخنة جدا جدا     إجتمع بنا قائد الكتيبة لإعطائنا مهام التحرك فجأة قال فين العريف البمبوطي بتاع بورسعيد ؟؟ تمام يا أفندم ...تأخذ مهماتك وتستلم قيادة دبابة رئاسة الكتيبة
وأصبحت حكمدار دبابة المقدم صلاح محمد سليم الذي إكتشفت أنه من أطيب الشخصيات العسكرية ومكثت معه في نقطة تعتبر هدف متكرر لطيران العدو ولكنها منطقة صيد سهلة لدبابات وتحركات العدو

 

إبنكم مسجون


الأجازات الميدانية كل شهرين ونحن في منطقة التمد الحدودية مع إسرائيل ..نزل دفعتي الله يرحمه صبري عبد المطلب أجازة لمدة أسبوع وحضر ومعه طعام وسجائر من بيتنا.. وبعد الطعام والشراب قال لي : بقولك إيه أنا في الأجازة كنت
مفلس ورحت بيتكم وقلت لأبوك إنك مسجون علشان ضيعت خمسة جنيه من العهدة فأعطوني خمسة جنيه لسداد العهدة فخرجت أنا وخطيبتي وقضينا أجازة جميلة .. ثم سألني ضاحكا هي أمك حامل ؟؟ فنهرته ألا يتجاوز حدود الهزار ..
حامل إيه ياجدع هي اللي سمينة بعض الشيء.. أبقي راجل بشنب وأمي حامل بلاش الكلام ده...
نزلت أجازة بعد شهر من هذا الموضوع ..أخذت نصيحة بعدم التعرض لأموال الجيش مرة أخري ..وجدت رضيع في المنزل فسألت إبن من هذا الطفل فقالوا إبن فلانة وهي جارة لنا.. لم أعلق وخرجت لمقابلة الشلة وعند رجوعي وجدت الطفل فقلت أي أم دي اللي تسيب إبنها عند الجيران المدة دي؟؟ فقال أبي الله يرحمه ده بقي يبقي أخوك!!!!!!!! يا راجل قول كلام غير ده!!!!!!!!! معقول ؟ ذهبت للوحدة الصحية لإستخراج شهادة ميلاد قالوا لي إبنك ؟؟ قلت لا أخي فضحكوا... رجعت للكتيبة أحمل الفول السوداني والحمص !! قلت خدوا سبوع أخي ...ده الواحد لو قعد شوية في الجيش هينزل يجد كتيبة في البيت....
رحم الله أبي كان إذا مر عام ولم يجد بطن أمي أمامها طلب عرض نفسه علي الطبيب... تزكرت طفولتي عندما أنجبني وعمره
18سنة وأمي 15 سنة    أنجب تسعة متنوعين مات إثنان وأجهضت أمي رحمها الله ييجي كتيبة مشاة

 

خرمان


التدخين في الجيش عادة لا يستغني عنها الكثير ... في الصحراء عند نفاد السجاير يتساوي الرئيس مع المرؤس .. إخترعت نوع من التبغ لا ينفد أبدا وذو نكهة ثقافية ألا وهو تدخين أوراق الجرايد .. نكهة الأخبار تختلف عن نكهة الجمهورية ونكهة المجلات ممتازة...
تعلمت في أوقات الرفاهية أن أدخن نصف السيجارة وأقوم بدفن النصف الأخر مثل السنجاب حتي أعود للأعقاب في وقت الشدة .. كنت أنسي أماكن الدفن وأبحث كالذي ينقب عن الأثار ... القيادة عملت لنا تموين 7 علب سجاير في الأسبوع .. في 22 أكتوبر 73 دخنت اكثر من 5 علب كليوباترا من أول ضوء حتي دخول الليل دون تناول طعام زميلي جندي البروجي من المنصورة حلمي الحلو كان يدخن ثم يمتنع لمدة عام كامل .. كان في ليلة الإمتناع يسهر طوال الليل يدخن بشراهة وكأنه يتهجد للصيام ... بعض الجنود الغير مدخنين إستفادوا بثمنها وإشتروا غنم وقاموا بتربيتها حتي إزدهرت وذاد عددها وتباهوا بها .. كان ثمن الخروف لا يتعدي 10 جنيهات والجدي 5 جنيهات... والله أكثر من إستثمر
هذا أستشهد في المعركة .. هذه الكلمة البيسطة تكلفت 3 سجاير الثالثة مازالت في يدي .. أنا قلت أولع خاللي الكلام يحلي. ينفع نعمل فيلم بإسم السيجارة مازالت في يدي؟

 

جنود قاذفات اللهب



الزي المموه الجديد الذي يضفي علي الجندي المصري جمالا خاصة إذا كان ذو بنيان قوي ... أيامنا وأعوز بالله من كلمة أيامنا كان الزي مستوحي من الجيش الإنجليزي أبان الحرب العالمية الأولي .. القايش والجدر الملفوف علي الساق أعلي القدم .. حذاء يستعمل في التعذيب .. الأفرول الكاكي كنا نحاول أن نجعل من الفسيخ شربات .. بدلة الفسحة والأجازات عبارة عن قماش مثل بطاطين الجيش كنا نضعها في قاع مخلة المهمات وطبعا دون مكوي نرتديها .. كل هذا كان قبل معركة 67 .. بعد ذلك جائت أحذية بولندي وتم الإستغناء عن البدلة الصوف .. أعود للعنوان
بعد الرجوع من النكسة وإنتشار القوات علي جبهة القناة وجدت بجواري 4 جنود ليسوا من كتيبتنا معهم إسطوانات تشبه طفايات الحريق .. كانوا يقوموا بالتجهيزات الهنسية من ضمنهم جندي من بورسعيد إسمه أحمد .. من أنتم ؟؟ قالوا نحن قازفوا اللهب !!! أليس هذا سلاح هجومي ؟؟ قالوا نعم ولكن الظروف حاليا تحتاج وجودنا هنا .. لم يستمروا معنا كثيرا ولم أعد أراهم .. في حرب أكتوبر وجدنا منهم الكثير وكان سلاحهم فعال جدا في التعامل مع كل شيء متحرك أو ثابت خاصة الدشم الحصينة ... لماذا أهدر حقهم ولا يتكلم عنهم أحد .... دائما ما أتقابل مع الجندي البورسعيدي فهو يعمل في تجارة العملة طبعا اصبح اسمه الحاج أحمد .

 

إبنكم مسجون


الأجازات الميدانية كل شهرين ونحن في منطقة التمد الحدودية مع إسرائيل ..نزل دفعتي الله يرحمه صبري عبد المطلب أجازة لمدة أسبوع وحضر ومعه طعام وسجائر من بيتنا.. وبعد الطعام والشراب قال لي : بقولك إيه أنا في الأجازة كنت
مفلس ورحت بيتكم وقلت لأبوك إنك مسجون علشان ضيعت خمسة جنيه من العهدة فأعطوني خمسة جنيه لسداد العهدة فخرجت أنا وخطيبتي وقضينا أجازة جميلة .. ثم سألني ضاحكا هي أمك حامل ؟؟ فنهرته ألا يتجاوز حدود الهزار ..
حامل إيه ياجدع هي اللي سمينة بعض الشيء.. أبقي راجل بشنب وأمي حامل بلاش الكلام ده...
نزلت أجازة بعد شهر من هذا الموضوع ..أخذت نصيحة بعدم التعرض لأموال الجيش مرة أخري ..وجدت رضيع في المنزل فسألت إبن من هذا الطفل فقالوا إبن فلانة وهي جارة لنا.. لم أعلق وخرجت لمقابلة الشلة وعند رجوعي وجدت الطفل فقلت أي أم دي اللي تسيب إبنها عند الجيران المدة دي؟؟ فقال أبي الله يرحمه ده بقي يبقي أخوك!!!!!!!! يا راجل قول كلام غير ده!!!!!!!!! معقول ؟ ذهبت للوحدة الصحية لإستخراج شهادة ميلاد قالوا لي إبنك ؟؟ قلت لا أخي فضحكوا... رجعت للكتيبة أحمل الفول السوداني والحمص !! قلت خدوا سبوع أخي ...ده الواحد لو قعد شوية في الجيش هينزل يجد كتيبة في البيت....
رحم الله أبي كان إذا مر عام ولم يجد بطن أمي أمامها طلب عرض نفسه علي الطبيب... تزكرت طفولتي عندما أنجبني وعمره
18سنة وأمي 15 سنة 00 أنجب تسعة متنوعين مات إثنان وأجهضت أمي رحمها الله ييجي كتيبة مشاة

 

 

بكره رمضان .. ياتري المفتي هيسمح لنا بالإفطار؟؟ سؤال تكرر علي مدي سنين الحرب.. ثم تأتي الفتوي بجواز فطور جنود الجبهة.. السحور يتم تحضيره وصلاة الفجر وأول ما أقوم من النوم علي السيجارة وأي حاجة تغيير الريق... في مرور المقدم الشهيد حسين رضوان إبراهيم لمحني أدخن سيجارة فنادي إجمع يا جندي .. رميت السيجارة وهرولت إليه .. أديت التحية فقال مش عيب عليك زي الشحط وتفطر ؟؟ يافندم المفتي قال يجوز .. فقال وجوز تصوم سبع أيام حبس بجريمة الإفطار جهرا في رمضان!!! الله هي مش فتوي؟؟ المهم تحضير الفطار قبل المغرب يعني صايم يخي..
إستدعيت لحرب أكتوبر في 5 رمضان كنت صائم وإستمرينا في الصوم خلال المعارك ولكن في يوم 20 أكتوبر كنت في مهمة إستطلاع بالقوة مع مجموعة من الزملاء وعندما دمر الجندي عبد الله قطب حلاق السرية العربة الجيب للعدو كان هنك كر وفر لمدة طويلة واليوم حار جدا .. وجدت أمامي فنطاس مياه قلت أغسل وجهي ولكني لم أستطيع رؤية المياه فملأت بطني وفطرت من رمضان أربعة أيام .. ولكن كان هناك زملاء إستشهدوا وهم صائمين الثلاثي محمد سالم مصطفي وبيومي محمد أحمد ومحمود إسماعيل شحاته الجمل .. يعني شهادة كاملة مكتملة كشهداء بدر .

 

بعد أكثر من تسع سنوات منهم ستة ونصف قتال وحروب وشهداء ونوم غير النوم .. هل يستطيع أحدكم أن ينام واقفا أو وهو يمشي ؟؟ هل جرب أحكم أن يشرب بوله الذي يخرج من بدنه؟؟ هل أكل أحدكم الميتة ؟؟ وحياة تحت الأرض وأكل معلبات منها السليم ومنها المعطوب.. خرجنا لنجد المجتمع يلفظنا وينكر ضياع العمر في قضية تحرير الوطن حتي الأهل كنا نشعر أننا غرباء .. في الوظيفة وجدنا القابعين قد إستولوا علي كل المميزات الوظيفية .. بدلات أنكروها وترقيات إحتفظوا بها لأنفسهم... ذهبت الي أمن الدولة وقلت لهم هل نحن سوابق أو خارجين عن القانون ؟؟ إن المسؤلين يعتبروننا مجرمي حرب وكأننا خرجنا من السجن .. هذا في نطاق العمل فالمجتمع الذي لم يحاول أن يهيئنا نفسيا علي الحياة معهم ولكن حب البقاء جعلنا نتكيف مع الجاحدين فمقولة الجيش بيقول لك إتصرف نفعتنا وعلمتناإنه لن يحك جلدك مثل ظفرك.. في الأسرة شعرت إني غريب أتي ليزاحمهم الحياة.

 

بصراحة


وهي صراحتي وليست بصراحة هيكل في جريدة الأهرام
طالت المدة لا سلم ولا حرب وأهل مهجريين مشتتين في بلاد عدة .. كل هذه العوامل جعلت النفسية زفت .. في الجبهة تجد بعض الضباط يتقربوا إليك وكأنك أخيه وعند الرجوع للتدريب أو الراحة ينقلبوا كالأعداء ... في منطقة دهشور وهناك إنتشار لتلاشي الخسائر في هجوم الطيران تفتأ لبعض الضباط بتكدير الجنود فيأتي الضابط النوبتجي لجمع الجنود في الواحدة صباحا وتخيل جندي ينام من التعب لتوقظه في الواحدة صباحا لا لشئ ولكن للمظهرة.. تكرر هذا العمل ورغم أنني لم أكن منهم فأنا في الرئاسة ولكني كنت اموت غيظا .. في ليلة طلب ضابط نوبتجي إسمه عادل ويصا
جمع الجنود فأرسل الرقيب أول يوسف الشربيني رحمه الله الجندي الخدمة لجمع الجنود ويتم الجمع في حوالي نصف ساعة وذلك لإنتشار السرية... خرجت لأول مرة ووقفت في الطابور لشيء في نفسي .. عندما تسلم الضابط عادل ويصا الطابور قال صبا

ح الخير فلم يرد أحد فقال بقول صباح الخير فقمت بالرد بسيل من الشتائم له ولكل مسؤل يظن أن إيطالة مدة خدمتنا في الجيش لتكديرنا وليس لمحاربة العدو.. طلبت من الرقيب أول أن يصرفنا للنوم ففعل رحمة الله عليه... لظروف معينة طلب بعض الجنود مؤهلات عليا مكتب قائد الكتيبة ضد قائد السرية صبري محمد شعلان (( فقد قدمه اليسري في حرب أكتوبر )) وقفنا صباحا أمام مكتب قائد الكتيبة .. حضر الضابط عادل ويصا لتقديم تقرير النوبتجية وفيه أورنيك ذنب لي بجريمة خفض الروح المعنوية للجنود في زمن الحرب .. ثم قص الموضوع علي قائد سريتي فنهرني وإعتزر للضابط عادل ويصا .. دخلنا لقائد الكتيبة وظن قائد السرية بأنني سأقف معه ضد الجنود المتظلمه منه .. قص الجنود ماحدث لقائد الكتيبة وإستشهدوا بي ..سألني قائد الكتيبة ماذا حدث... قلت له يا أفندم أبشرك بأن خسائرك في الحرب ستكون 100 %100 ذهل القائد فقلت سيادتك بتركب عربيتك الساعة 2 ظهرا وتغادر لا تعلم عننا شيء إحنا نفسيتنا في الحضيض .. أعطي القائد أوامر بعدم نزول أحد وإجتماع الكتيبة بعد طابور التمام .. جنود وضباط ممنوع النزول ... في الإجتماع والكتيبة حوالي 1000 مقاتل مربع ناقص ضلع سأل القائد عن المشاكل فلم يتكلم أحد فنادي العريف سامي يقوم يتكلم .. وقفت فقلت أتحمل ما أقول بمفردي أنان من السرية الأولي وإن لم تكن تعرفها فهي السرية الأولي في الجيش المصري التي قامت بعمل أول مشروع ليلي بالزخيرة الحية وبها الأول علي الجيش الثالث في القناصة وال أر بي جي 7 وهي وهي وهي هذه السرية تتعرض لمؤامرة من الضباط فهم يجتمعوا لرؤية إسلوب تكديرها لم يجتمعوا لرسم خطة إلتفاف علي العدو أو ماشابه .. ثم قلت والله يا فندم أصبحت أكره حضرات الضباط أكثر من كرهي للعدو الصهيوني... طلب القائد بفتح صفحة جديدة ... في ميس الضباط طلبوا من الضابط عادل ويصا تقديم التقرير .. دخلت مكتب بجريمة خفض الروح المعنوية للجنود في زمن الحرب.. سألني القائد فقلت هل قرأت سيادتك تاريخ التقرير ؟؟ ستجده قبل أن نتكلم معك.. طلب القائد شهود فلم يجد
.. كان أمام القائد نسخة من القرأن ونسخة من الإنجيل فقال عادل ويصا أنا أقسم علي الإنجيل فقلت يافندم القرأن أصدق من الإنجيل أقسم لك بأنني لم أحاول خفض الروح المعنية للجنود فمن أنا لأعمل هذا ؟؟ فشلت القضية فلم يكن هناك شاهد واحد رغم وجود جنود مسيحيين معنا... رغم هذا إلتحمنا في حرب إكتوبر ونسينا الماضي

 

التل الكبير كان هو مكان التجنيد للوجه البحري .. مواليد 1945 مؤهلات يتم تجنيدهم إعتبارا من 16 ديسمبر 1965 .. ذهبنا قطار كامل من بورسعيد .. مطبخ المعسكر بلا إضائة .. في رمضان إكتشف زميلي رحمة الله عليه أن جنود المطبخ ينهبوا كمية كبيرة من اللحمة الحمراء ثم يعملوا صينية لحمة بالبطاطس وليس العكس.. قبل موعد إفطار رمضان إصطف جنود المطبخ لتوزيع الطعام بعد مرور ضابط نوبتجي .. كنت أنا وزميلي صبري رحمه الله خلف المطبخ ليقفذ صبري من النافذة ويحمل صينية اللحمة ويناولها لي ثم نختفي في صحراء المعسكر مع بعض الزملاء الذين أحضروا الخبز لنلتهم محتويات الصينية ونرمي بها خارج سلك المعسكر الشائك... لا أدري لماذا كان طابور التكدير للدفعة ؟؟ هل كانت مخصوص للضباط أم لجنود المطبخ..

 

لا أحب سمك القرموط فنحن أهل السواحل يكفينا سمك البحر... سمك القرموط يأكل كل شيء كالخنزير .. كنت مهاجر بالمنصورة وكان لي زميل من بلد بجوار المنصورة إسمها بساط كريم الدين وهو إسمه سراج .. كان عريس جديد قابلني في المنصورة
ولابد من عزومتي عندهم.. ذهبت وكان الترحيب .. كنا الظهر وقاموا بإعداد الطعام وجلسنا علي القهوه حتي يتم الطهي .. بعد المغرب قمنا للطعام وأنا أمني نفسي بدكر بط.. لم أنظر للطعام فأنا جائع جدا .. أكلت وشربت الشاي ولكن طعم الطعام جعلني أشعل سجائر كتير... ذهبت الي الوحدة وقابلت سراج شكرته ثم سألته عن الطعام الذي أكلته عندهم فقال سمك فسألت أي نوع من السمك قال قراميط ثم ذهب ليغسل وجهه بعد أن تقيأت في وجهه

 

والله كريم ياعمدة رحمة الله عليك


أول عيد أضحي يأتي علينا بالجبهة .. إرتديت أفرول جديد وذهبت الي القرية لتهنئة العمدة واسرته بالعيد .. المكان ممتلئ بالجنود فالعمدة يملك شادر كبير للتجارة من إبرة الوابور الي الجرار الزراعي الي البقالة جملة وقطاعي.. جلست علي المكتب وجاء الفطار والشاي واللبن وأنا جالس أشعر بأن المكان ملكي... جعلني العمدة أشعر بأكثر من هذا فقال لي أنا ذابح بإسمك عجل فعليك إحضار سريتك كل مجموعة عشر أفراد لتناول الطعام .. طلبت من زميل بتنظيم جنود سريتنا عشرة عشرة .. يدخل الجنود مكان الطعام وأقوم بخدمتهم حتي ينتهوا ويذهبوا لإرسال عشرة أخرين وهكذا تم إطعام سريتي حوالي 100 جندي ورغم هذا والله فائض الطعام يكفي مما دفعني الي دفع المزيد من الجنود للطعام ... هل أوفيه حقه فدائما ما أدعو له مع زينب إبنته

 

أحضرت لي زينب زلعة ممتلئة باللبن .. أردت أن يستفيد الجنود معي من هذا الخير الذي يأتي لي دائما من بيت العمدة ولكن هل يكفي هذا اللبن عشرة أفراد ؟؟ كنا صباحا ودبابات العدو تقوم بالتسخين علي الضفة الشرقية فنسمع صوتها ونري دخانها .. لأجعل العدو يري دخاني.. أحضرت الحطب وأشعلت النيران وفي حلة كبيرة صببت اللبن ثم أضفت المكرونة والسكر وإنتظرت الإنتهاء من عمل وجبة فطور مكرونة باللبن .. لماذا لا تنضج المكرونة؟؟ سأنتظر .. بعد ساعة طبيخ كان الناتج عجينة تشبه عجينة لصق الأحذية بس بسكر.. هرميها ؟؟ يلا ياولاد عملكوا فطار محصلش .. عندما نظر الجنود للخليط أمامهم أخذوا في التريقة وكأنهم يغنوا
مادام عبيط بتطبخ ليه .. ده اللي يشوفه هيغمي عليه
ورغم هذا سألت في خطاب لأمي عن طريقة عمل المكرونة باللبن فأرسلت لي رحمها الله بأنه يجب غلي الماء أولا ثم سلق المكرونة ثم إضافة اللبن والسكر... كررت بعد أن طلبت اللبن من زينب وكان هجوم الجنود كاسحا علما بأن نفس المقادير واحدة

 

 

شتان بين صيحتين .. صيحة ما قبل نكسة 1967 وصيحة أكتوبر
شتان بين أن تسير مع قطيع كقطيع الغنم منكسرا منسحبا دليلهم رجل بدوي يأمر بالرقود فنرقد ثم النهوض فننهض وهو يضع رأسه علي الطريق الإسفلت ليسمع إن كانت هناك دورية للعدو ثم يأمر بالجري بسرعة فنهرول كحمر مستنفرة فرت من قسورة .. وبين أن تزأر زئير الأسد مهاجما لحصون العدو تدكها دكا لا تخشي موت خشيته من قبل .. كانت صيحة الهجوم قبل حرب 67 هاااااااااا ها وكأنها نهيق الحمير أو نصف نهيق أما في أكتوبر فكانت الصيحة الله أكبر فكانت كأذان الصلاة أذان للجهاد والهجوم ... وكأن صيحة الله أكبر تفتح لها الأبواب فكان كل شيء سهل حتي الشهادة ... عندما وصلنا ميناء بورتوفيق بعد مشوار الإنكسار كدت أن أفتك بكل من هم أمامي فقد وجدت حنفية مياه مفتوحة والماء ينساب الي القناة فأسرعت بغلقها وكيف لا ومازالت رائحة البول تفوح من فمي... ذهبنا الي نادي بورتوفيق وكانت هناك خيام إستقبال فأعطونا ملابس جديدة وطلب منا الدخول الي الحمامات للإستحمام ... عندما فتحت الدش كانت الصدمة العصبية ولم أدري إلا بأطباء يحقنوني بحقنة تهدئة فأخلدت الي النوم .. تسللت الي بورسعيد ووقفت أمام محل للعصائر كان يزورني في الأحلام كلما إشتد بي الظمأ .. وقفت أمامه أطلب من كل العصائر .. خشي صاحب المحل أن يصيبني شيء فقال إذهب وطمإن أهلك ثم عد وإشرب ما شئت مجانا... هرولت الي منزلنا فوجدت سرادق عزاء ممتلئ بالنساء عندما شاهدوني أمامهم كانت حالات الإغماء وبدأتها أمي رحمها الله.. بعدها كانت الأحضان والدموع ومظاهرة شبه مليونية في إستقبال بطل عاد مهزوما من حرب لم يخوضها

 

صلطح


وكأن الشاويش بديع أدمن الضرب علي القفا .. كنا نلعب لعبة صلطح 2 الي 2 فكنت زميله في اللعبة عندما نقف ونضع أيدينا علي قفانا ثم أقوم أنا بضربه بشده ونلتفت لنمسك يد الضارب فيقسم بأنه ليس هو .. نعيد الكرة وهكذا لا يضرب اللاعبان المنافسان بل أنا الضارب.. ثم أضرب بيدي علي يدي الأخري وألتفت فيفهم اللاعبان المنافسان ما أريد ثم نقوم أنا وبديع بالضرب وعندما يلتفت اللاعبان أشير علي بديع
حتي نقف كمضروبان .. إنه يفهم أبدا ثم نستريح ليعطيه أحدهم سيجارة نصفها دخان والنصف الأخر بارود فتنفجر في وجهه إنه يبطل طفاسة أبدا ... المصيبة إنه أول واحد ييجي يقول مش هنلعب صلطح

 

أنا أول من قام بعمل المزاد العلني في الجيش


عند النزول أجازة أذهب الي مكان وظيفتي المدنية لكي أصرف المرتب .. مرتب شهرين أو يزيد .. ثم أذهب الي المنصورة لقضاء الأجازة مع زملاء الأجازة من الوحدات الأخري .. أذهب قبل ضياع المرتب لشراء ساعة تل سويسري بإيطار مذهب ثم أشتري خاتم ذهب كبير بستة جنيه ثم أجازة سعيدة مع خطيبتي والرجوع للوحدة بساعة وخاتم .. تعود الجنود علي هذا فيأتوا ليروا الساعة والخاتم ويطلعوا علي الفواتير .. في أول إشهار للإفلاس يتم المزاد .. ألا أونا ألا تري ساعة تل للبيع يبدأ المزاد حتي نصل الي السعر.. كانت الفواتير مزورة للحصول علي أكبر سعر

 

نكتة جعلت بيني وبين صول الكتيبة شرخ كبير


في جلسة سمر طلب مني قائد الكتيبة إلقاء بعض النكت ولكن لا تكون خارجة عن الأدب... النكت الخارجة كنت أحتفظ بها للجنود والصف فقط لا غير.. المهم قلت
حضرة الصول أخد عسكري مسجون لحضور محاكمة عسكرية فطلب منه العسكري الذهاب لشراء سجاير فقال له إذهب ولا تغيب.. ذهب العسكري فهرب وسافر علي بلده... تعرض الصول للمسائلة .. تم القبض علي العسكري .. ثم ذهب مع الصول للمحاكمة وفي الطريق طلب الجندي الذهاب لشراء سندوتشات فقال له الصول علشان تهرب يا إبن الكلب ؟؟ خليك واقف وأنا اللي هروح أجيب السندوتشات

 

بعد تولي الفريق صادق أمور القوات المسلحة إجتمع بنا وكنا في منطقة دهشور.. كان بصحبته كبار الخبراء الروس والمترجم إبن علي صبري الشيوعي المصري الأول حين ذاك... الفريق صادق رحمه الله كان جريئا فقال : يا ولاد لن يحارب عدونا إلا نحن لن يساعدنا أحد ولن يرسم خططنا احد وإن كان علي الخبراء الروس ثم أشار إليهم فهم ولاد كلب لا يعطونا ما نطلب من سلاح ويبخلوا بالسلاح المتقدم ويعطونا أسلحة من مخازن الحرب العالمية الثانية ... الخبراء يستمعوا اليه والمترجم لا يترجم لهم شيء.. وقال ثمن ما يعطونا من سلاح هو طعامنا وخضارنا ويقبضوا الثمن مقدما .. إنتهت المحاضرة ولكن بعد أيام قليلة سمعنا بإقالة الفريق صادق ؟؟

 

رأيت في سماء بورسعيد في 56 طيران الحلف الأطلنطي وهو يدك مدينتي كان عمري 11 عام ونصف .. ثم رأيت الطيران الإسرائلي يصول ويجول فوقنا في سيناء حتي أننا كنا نري الطيار في الكبينة وهو يضربنا بالرشاشات الفيكرز ... إنطباع أصابنا نفسيا .. بعد النكسة وعلي الجبهة كنا نري الدوريات والإستعراضات الجوية الإسرائلية علي الضفة الشرقية ... كانت الكلاب هي أول من يشعر بها فكانت تجري وتنزل الترعة وتعبر الي الصحراء ثم تعود بعد ذهاب الطيران... بعد 40 يوما من النكسة ولأول مرة رأينا قبل الظهر طائرات متجهة من الغرب الي الشرق ثم سمعنا إنفجارات مدوية داخل سيناء وعادت الطائرات .. تكرر العمل ثاني يوم .. علمنا أن قائد القوات الجوية الفريق مدكور أبو العز هو من أمر بذلك .. هدأت نفوسنا والعجيب كل العجب أن الكلاب لم تجري بل ظلت ساكنة وكأنها تعرف صوت طائرتنا .. حقا هو صاحب الضربة الجوية الأولي فهي المرة الأولي التي شاهدنا طائرتنا في مهمة حربية.. أيترحم معي أحد علي من مات في ليلة القدر
وهو يدعو الله بعد صلاة الفجر رحمة الله علي البطل مدكور أبو العز

أجازة 24 ساعة نهاية رمضان 69 فجأة أذاع المفتي أن غدا أول أيام العيد .. قررت عدم السفر وقضاء العيد كله ... ماذا أقول عند رجوعي الكتيبة؟؟ لي قريب مسؤل قسم التحاليل ومعه أوراق مختومة علي بياض لزوم التقارير الطبية ... أول ورقة كتبت فيها دخول الأسرة بالكامل المستشفي نتيجة حالة تسمم شديدة .. الورقة الثانية نتيجة التحاليل وهي إيجابية مع العلاج والملاحظة ... الورقة الثالثة خطاب الي الكتيبة موضحا فيها تاريخ الدخول والخروج ... وقضيت أيام العيد مع خطيبتي .. سافرت الي الكتيبة وإستقبلني مساعد أول الكتيبة وكان يعرف شقاوتي فقلت له عندما أدخل لقائد الكتيبة ستعرف... قام المساعد بعمل أورنيك الذنب ودخلت مكتب القائد بتهمة الغياب .. قبل أن يسألني القائد(( مقدم حسين رضوان الله يرحمه)) عن سبب الغياب قال الصول يافندم ده سامي طبعا عارفه فقال المقدم ليه عملت غياب فقلت له سيادتك لم تقرأ جريدة الأخبار من خمس أيام؟؟ قال لا وأين هي ؟؟ قلت ليست معي ولكني سأحضرها لسادتك .. قال ويها إيه؟؟ فأخرجت الأوراق التي معي وقلت فيها حادثة تسمم لي وللعائلة . إضطلع القائد علي الأوراق ثم أعطاها للصول لمخاطبة مستشفي المنزلة دقهلية للسؤال ؟؟؟ لم يوقع عليا جزاء.. أعطي الصول الأوراق لكاتب الكتيبة وطلب منه اللازم ... ذهبت الي كاتب الكتيبة ومعي علبة سجاير كليوباترا 20 سيجارة .. صباح الخير يا فاروق .. صباح النور يا سامي أنا عارف الأوراق مزورة.. قلت عليك نور وناولته العلبة وعزمته علي شاي من الكانتين.. مزق فاروق الأوراق وفي دفتر الصادر كتب الرقم والمرسل إليه مستشفي المنزلة دقهلية .. سوء خدمة البريد لم يصل الرد حتي الأن .. خطاب من 43 سنة .. لا ده إهمال

 

مفيش شوية شوربة للقطط يادفعه


دائما ما أقول هذه الجملة لجندي توزيع الطعام عندما تكون وجبة الغداء لحمة .. طبعا السيجارة قبل الطلب ... أمد يدي بوعاء الي مندوب المطبخ ليمتلئ الوعاء بالشوربة وفيها قطع اللحم ... تغور القطط اللي في الدنيا كلها... الملوخية الناشفة جاهزة ووابور الجاز جاهز وتقلية الثوم علي مايرام والشطة السوداني والبصل الناشف والجرايةيعني الخبز
أقوم بالطهي ومع الهجوم الكاسح لزملاء الخندق يتم القضاء علي كل شيء ولا يتبقي إلا قشر البصل .. بعد ذلك تخرج الشيشة من المخبأ وكذلك المعسل وتتم الكركرة بإنسجام .. ذات مرة فاجأنا علي غفلة ضابط الأمن فأخذ الشيشة وطلبنا للتحقيق .. الرد موجود وجاهز مع كل الجنود .
س ؛ من صاحب الشسشة دي؟
ج : يا فندم إحنا مكنش معانا سجاير فأخذنا الشيشة بتاعت حضرة الضابط علي أن نعيدها له بعد التدخين وكذلك المعسل بتاعه .
يقوم ضابط الأمن بتمزيق ورقة التحقيق ويأخذ الشسشة ويكسرها .. كان عندنا البديل وقطع الغيار متوفرة .. حضرة الضابط بتاعنا لم يكن يدخن

 

الجندي محمد محمد عمر دفعتي وبلدياتي وتعدي سنه ال25 سنة عند التجنيد .. كان مدرس فرنساوي .. عند توزيعنا علي اللواء 113 مشاة كان أكثر جنود قيادة اللواء في أجازة ... أراد الجنود القدامي أن نمسك الخدمات الليلية بدلا منهم.. أمسك بي أحدهم وكأنه حصل علي كنز .. إسمك إيه ؟؟ قلت محمد محمد عمر فقال بعد أن سجل الإسم
إنت برنجي الحملة قلت حاضر يا فندم .. ثم أمسك بي أخر إنت إسمك إيه ؟؟ قلت محمد محمد عمر يا فندم فقال إنت كنجي المكاتب الإدارية قلت حاضر يا فندم ... أمسك بي ثالث إنت إسمك ................. إنت شنجي ميس الضباط قلت حاضر يافندم .. بدأت الخدمة الساعة 6 مساء فنادوا علي اجندي محمد محمد عمر فقال بصوت عالي أفندم .. صاحبنا مسك خدمة من 6 الي 8 ليفاجئ من ينادي عليه ليتولي الخدمة من 8 الي 10 ليفاجئ بمن ينادي عليه ليتولي خدمة من 10 الي 12 ثم يعيد الكرة حتي الصباح.. زوغنا نحن الي بورسعيد ظن منا بأن لن يكتشف غيابنا أحد .. عند حضورنا حكم علينا بالسجن 168 ساعة يعني أسبوع .. تم ترحيلنا الي الكتيبة 337 ودخلنا السجن مع الجنود العائدة من اليمن .. مكثنا في السجن عشرة أيام لا نريد الخروج فجنود اليمن معاهم سجاير تسد عين الشمس والطعام يأتي من القاهرة ثلاث وجبات كانوا صارفين بدل السفر . جاء صول الكتيبة وقال لماذا لم تخرجوا بعد إنتهاء المدة ؟؟ قلنا يا فندم هو 168 ساعة يعني كام يوم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 

 

الشهيد الصول عبد العزيز محمد السيد إبن مدينة القاهرة


مدخن شره نحيف الي درجة ملفتة للنظر يشترك معي في الدشمة هو وكاتب السرية
الشهيد محمود شحاتة الجمل ... هو المسؤول الأول عن التعيين الإحتياطي للسرية من معلبات البلوبيف والسردين وغيرها ... أوقات يقرصنا الجوع فنتجمع حواليه وكالأطفال نصرخ عم عبده جعااانين .. يرق قلبه فيضرب تعليمات ممنوع الإقتراب عرض الحائط ويعطيني الإذن في التصرف .. كالمحروم من الأكل أهجم علي المخزن وأستعير من كل صنف ما عدا معلبات العدس ... نأكل ونشرب الشاي فجأة يخرج من جيبه قطعة حشيش
ويعمل صاروخين ويعطيني سيجارة بالحشو .. بعد التدخين يقول لي جاهز ؟ أقول له إبدأ.. يبدأ عم عبده بالغناء قصيدة قالت لمحمد عبد الوهاب وكأنه هو .. ثم يطلب مني الغناء وأنا أعرف ما يريد فأغني له يا ظالمني لأم كلثوم وعند كوبليه
بقى العازل يدوق كاسي وقلبك يا ضنين قاسي

ولما اشكي تخاصمني وتغضب لما اقول لك
يا ظالمني
ثم أري دموعه ... في اول إشتباك مع العدو يكون البلاغ عن قزيفة أصابة مخزن تعيين القتال
الحفر البرميلية لزوم الحماية من قنابل العدو وكنا في حراسة مطار غرب القاهرة ... أخذت إذن بالنزول الي القاهرة والعودة في نفس اليوم خلعت ملابسي بالكامل بما فيها الداخلية ليأتي طيران العدو.. جريت علي حفرتي وسط القنابل عاريا تماما لأجد عم عبده فيها .. إطلع يا عم من حفرتي .. روح ياسامي شوفلك حفرة تانية .. لا أنا عاوز حفرتي .. تنتهي الغارة وأنا عاوز حفرتي لأجد قائد السرية يسألني إيه اللي موقفك كده وأجد الجنود في نوبة من الضحك ويخرج عم عبده يدخن سيجارة فلوريدا ويعطيني واحدة..
في معارك الثغرة كان ينادي ياسامي تعالي إدفن معايا أذهب إليه لأدفن طقم مكتبه.. 24 إكتوبر جائت التعليمات بإخلاء المنطقة للتعامل بالأسلحة الثقيلة مع العدو .. وجدتني أسير معه .. المنطقة ممتلئة بجنود المظلات الإسرائلية .. صعدنا إحدي التلال العالية.. عند وصولنا الي قمة التبة كان هناك كمين للعدو ... كنت ألاحظ نهاجان عم عبده من أثر التدخين .... صرخت وأنا أمسك يده إنزل يا عم عبده فقال هي طلبت هنا ودفعني ليتلقي دفعة طلقات في صدره .. لم أسمع له صرخة ألم وإستشهد عم عبد العزيز ...
لا أدري هل قصصت قصته قبل ذلك ... عزرا فأنا لا أنساه

.

كما تتواري جثث الموتي تحت التراب توارينا وعشنا ونمنا وأكلنا تحت الثري فالخنادق ما هي إلا مقابر تحت الأرض ولكننا هيئنا لأنفسنا حياتنا فهذه حفرة النوم وكأنها حجرة نوم في فندق فور سيزون وإن لم تدخلها شمس
ومحرومة من حمام فالحمامات خارج الخندق سخن وبارد فعند قضاء الحاجة تلسعك الشمس صيفا ويلفعك الهواء البارد شتاء... يوجد بالخندق تحت الأرض ملجأ كبير لزوم الطهي وجلسات السمر ... في الليل يكون الجميع كالأموات تحت الأرض ما عدي الجندي المنوط له بالخدمة حتي تنتهي نوبة الحراسة فينضم الي قافلة الموتي الي أن تشرق الشمس... بالجوار أرض مساحة خمسة فدان مزروعة طماطم لم تعرف الكيماوي... كنا نسطوا عليها بإنتظام .. بدون مبالغة الثمرة الواحدة بحجم البطيخة الصغيرة... بشرة الجنود الصعايده كانت كالهنود الحمر من أكل الطماطم عندما إشتري التاجر محصول الأرض ترك له صاحب الأرض مبلغ 500 جنيه ليسمح للجنود بأ

كل الطماطم .. كل يوم تأتي عربة بمقطورة لتحمل حصاد اليوم أكثر من شهر حتي أن التاجر قال والله دي معجزة لم أراها من قبل كل يوم يخرج من الإرض محصول جديد... وضعنا زير مياه في باطن الأرض حتي تبرد المياه في الصيف.. الجندي محمد الصاوي من الشرقية نازل أجازة فقال عاوزين حاجة أجيبها وأنا جاي ؟؟ لم أضحك وأنا أقول له هات نص لوح ثلج نضعها في الزير علشان نشرب مياه مثلجة ..قال حاضر.. المسافة بين السويس الي الزقازيق حوالي 4 ساعات .. عندما وصل محمد الصاوي من الأجازة كان يحمل بقايا قطعة الثلج وأخبرنا أنه تشاجر مع الكمسري بسبب المياه التي تسربت من الثلج في الأتوبيس... قائد الفصيلة حين ذاك ملازم صبحي كامل الخوانكي من الجمالية القاهرة ... كان أبوه رجل من الصالحين تاجر معروف أعطي تعليمات للضابط صبحي بأن لا يهين جندي وأقسم له لو جائت شكوي من أي جندي ضدك لأعمل كذا وكذا... كنا نهدد حضرة الضابط صبحي بأننا سنشكوه للحاج كامل فيسارع بالإعتذار... خرجنا من الجيش وهو برتبة رائد

 

تعودت الذهاب الي مطعم فول وطعمية نهاية شارع كلوت بك أسفل مصنع زلط للأحذية (( زلط كان يبيع الحذاء ب 99 قرش )) وكان حذاء زلط فعلا .. المهم خلينا في الموضوع .. يوم ما أكون مسرفا 6 قروش .. طبعا زيادة الزيارة تجعلني أحفظ المكان .. في الرجوع من أجازة صرفت فيها المرتب المدني حدثتني نفسي الأمارة بالسوء أن أمر علي محل الفول والطعمية وأزيد بعدد 2 بيضة بالسمنة البلدي حتي لو وصل الحساب الي عشرة قروش مش مشكلة الجيب مليان والحمد لله .. كان هناك مشاكل عاطفية أخذت في مراجعتها .. وجدت المحل مغلق بالزجاج وتوجد كلمة مرحبا علي الباب فقلت أكيد عامل ديكور جديد.. دفعت الباب ودخلت لأجد مجموعة من الجرسونات تنحني وهي تقول أهلا وسهلا .. ليس هذا المكان الذي تعودت عليه .. جاء أحدهم بدوسيه فيه قائمة الطعام ليس فيها فول ولا طعمية ولا حتي بيض .. تسمرت علي الكرسي ثم قلت له اللي تجيبه علشان جعان بس
... أحمد الله لم تكن هناك مياه معدنية كانت الحنفية أسمي معانينا .. عندما قمت وجدت الجرسون يقول للجالس علي الخزينة 25 .. يامصيبة راح المرتب .. سألت وحشرجة تخرج مني كام الحساب قال لي 2 جنيه ونص .. كاد يغمي علي وخرجت لأقرأ مطاعم المغربل وملتصق فيه مطعم الدمياطي بتاع الفول والطعمية.. جت غير سليمة فمعني ضياع 2 جنيه ونص من المرتب يمل مشكلة... مين ده اللي بيقول بقشيش؟؟ دنا كنت رحت فيها
قال بقشيش قال. المهم وصلت الكتيبة وقصصتها علي زملائي وأعطيتهم العنوان حتي لا يذهبوا إليه

 

كل الطرق تصل الي ميدان العتبة


مناظرنا نحن الجنود تختلف عند النزول في العتبة وعند الكوب من العتبة
عند النزول الوجوه ضاحكة فهي في أجازة وعند الركوب الوجوه مكفهرة فهي عائدة من الأجازة وفي كلتا الحالتين اللون الكاكي هو السواد الأعظم في الميدان..
الموسكي قريب من العتبة من نهاية شارع كلوت بك ... الباعة الجائلين في الموسكي
يتعاملوا مع الجنود بغلظة يتبعها سخرية فأكثر الجنود متفرجين وقليل منهم المشترون
بائعة كثيرون يعرضوا الراديو الترانزستور سانيو وسوني وخلافه .. وقفنا في ميدان العتبة للركوب كل جندي قرفان من الدنيا واللي عليها فأكثرنا تغلف المشاكل حياتهم وكل واحد فيه اللي مكفيه... فجأة ظهر جندي يهرول با كيا والدماء تغطي وجهه وملابسه .. مين يا دفعة اللي عمل فيك كده؟؟ قال البياعين اللي في الموسكي ضربوني علشان بفاصل في ثمن راديو ترانزستور... وكانت لغة العيون ... أخرج كل جندي قايش البنطلون وهجوم كاسح علي سوق الموسكي وكما فعل التتار بمكتبة بغداد فعلنا نحن بسوق الموسكي من تدمير وضرب العاطل في الباطل كان ميدان السوق كالذي أصابته قزيفة ... وصل البوليس الحربي بكثرة وسألوا السبب وعندما شاهدوا الجندي المصاب طلبوا منا المغادرة والكف عن الضرب والتخريب ... عدنا الي محطة العتبة لنجد الأتوبيسات في إنتظارنا .. نزلت أجازة وذهبت الي سوق الموسكي لأسمع من الباعة الجائلين
إتفضل يا دفعة إتفضل يا وحش أهلا وسهلا أوامرك... لم تكن هذه الكلمات في قاموس اللغة من قبل ... نحن أول من قال الصاعقة والمشاة والجيش كله إيد واحدة

 

تابع المرحوم الجمسي


ترجل من العربة الجيب ونادي حد يسقيني يا ولاد أسرعت بزمزميتي تفضل يا فندم ... عندما رفع الزمزمية الي فمه تمعنت في هذا الوجه الذي أدار المعركة رئيسا للعمليات . نحيف كعود من الفولاذ لا رتب علي كتفه وكأنه ذاهب للإستهزاء بهم والعودة .. عنما فرغ من الشرب قلت له ربنا يحميك يا فندم قال متشكر يا إبني غادر المكان متجه للكيلو 101 ووراؤه تسير عربة القوات الدولية. لم أبارح المكان في إنتظار عودته .. أعدت ملئ زمزميتي وكنت أبلل جراب الزمزمية حتي تكون باردة . عندما عاد وكان الغروب علي وشك وهو في طريقه الي القاهرة كان وجهه مختلف عن وجهه في الصباح .. سمعنا أنه رفض مصافحة المفاوض الإسرائيلي حتي عندما طلب منه رجل الأمم المتحدة ذلك قال له لقد أتيت لفض الإشتباك وليس لبناء صداقة. علم الجميع عن بكاؤه عند معاهدة كامب ديفد. قبل ان يتوفاه الله بعام حضر الي بورسعيد لإلقاء محاضرة أردت ان أزكره بهذا الموقف فقصصته عليه فقال مبتسما و كانت البدانة ظاهرة عليه يعني فيه بيني وبينك عيش وملح قلت يافندم ياريتها دامت أيام

 

أغاني وعجباني
وأغاني وكيداني


للأغاني مفعول كمفعول السحر هذا ما تعلمته في رحلة الحياة .. في عهد الزمن الجميل كانت الأغاني العاطفية تجعل حياة الإنسان رومانسية حتي في التعامل الشخصي وتأتي الأغاني الوطنية لتجعلك تسير معتزا بنفسك وبوطنك ... في إنسحاب 1967 والنكسة والجوع والعطش كانت إذاعة إسرائيل تزيع أغاني نزيدنا عطشا مثل قولوا لعين الشمس ما تحماشي . أحسن حبيب القلب صابح ماشي لشادية .. والميه تسقي العطشان لمحمد عبد الوهاب وهكذا تضع علي الجرح ملح فإذا حولنا المؤشر لإذاعة القاهرة سمعنا محمد فوزي يغني بلدي أحببتك يا بلدي فنبكي .. وصلنا السويس منكسرين لنسمع محمد عبد الوهاب يشدو طول ما أملي معايا معايا وفي إيديه سلاح . هفضل أجاهد وأمشي من كفاح لكفاح حي حي حي علي الكفاح.. هذه الأغنية أحيت الأمل في نفوسنا نحن الجنود .. في حرب أكتوبر كانت جميع الأغاني الوطنية تعطينا الأوامر إهجم للأمام... لماذا لا نزيع أغنية فلسطين لعبد الوهاب التي تلهب الحماس أم إكتفينا بأغنية بحبك يا حمار وأركب الحنطور وأتحنطر . .. أغاني هذه الأيام هي التي علمت الشباب الميوعة والبلطجة وعدم حب الوطن بعد ماكانت حب الوطن فرض عليا أفديه بروحي وعنيه

 

المقدم صلاح محمد سليم


في عملية خداع كبيرة وإستغلال للغة المصرية قامت القوات الإسرائلية بخداع موقع رادار منعزل .. علمنا أن وزير الحربية محمد فوزي عاقب الكثير من أفراد الموقع بالإعدام... المقدم صلاح سليم كان في أجازة ثم ينضم الي قوة هذا الموقع ومشيئة الله جعلته قائد لكتيبتنا .. موضوع الرادار مسيطر علي فكره وتفكيره فكان يتعامل بقسوة مع الجميع فأشاع الرعب في الكتيبة .. درايتي في الجيش أنك إذا تعمقت في مكنون أي قائد ستجد قلب إنسان طيب ولكن قسوة الأب علي الأبناء مطلوبة أحيانا .. قائد سريتي إسمه سامي إسماعيل الترك ... أصابتني حمة شديدة تتجاوز ال40 ونحن في منطقة جبلية .. فقدت السيطرة علي نفسي أهزي بكلمات غير مفهومة وأترنح .. أمسكت بالتليفون وطلبت رئاسة الكتيبة وقلت أنا سامي إديني قائد الكتيبة بسرعة .. ظن جندي التحويلة بأنني سامي قائد السرية فقال حاضر يا فندم.. جاء صوت المقدم صلاح سليم أيوه يا سامي .. قلت أنا بموت يا أولاد الكلب ثم وقعت السماعة من يدي.. دقائق معدودو وجائت العربة الجيب وفيها القائد ووراؤها عربة الإسعاف لتحملني بسرعة الي السرية الطبية .. مكثت أسبوع تحت الإشراف الطبي .. كان يزورني القائد الإنسان صلاح محمد سليم.. أقسم بالله العظيم بأنني أبكي الأن وأنا أكتب نهاية هذه الكلمة

 

داويت متئدا وداووا طفرة



وأخف من بعض الدواء الداء

الحرب في حق لديك شريعة


ومن السموم الناقعات دواء
أبدأ بها فقد كانت لنكسة 67 فوائد عديدة حتي لو كان الثمن باهظا ... فقبل النكسة كانت المودة بين الجنود وقادة السرايا والفصائل تكاد تكون معدومة .. كان التكتيك في المشاريع عبارة عن فصيلة 30 فرد تمشي في صف طويل بجوار بعض .أهم شيء يكونوا مرصوصين مفيش حد لا يتقدم ولا يتأخر وقائد الفصيلة يسير خلفهم علي مسافة لا تقل عن 30 متر ومعه عسكري مراسلة يأخذ منه الأوامر ليبلغها لعريف الجماعة .. وهكذا كانت النكسة أسرع ما نتصور ووجدنا الحرب مختلفة عن منهج الحروب ... تعلمنا القتال وحاولت القيادة خلق المودة بين الضباط والجنود .. اللواء محمد علي بلال الخبير العسكري الأن وكان قائد الكتيبة 339 مشاه أعطي الأوامر بأن طعام الضباط من نفس طعام الجنود وهو طعامه أيضا فكنت تري الجندي المنوط لخدمة القائد يقف لإستلام طعام القائد من نفس وعاء الطعام ... عند دخول معركة أكتوبر كان الضابط في الأمام وليس في الخلف وكل جندي يتصرف حسب طبيعة المعركة فليس من المعقول أن أستأذن الضابط في إقتحام دشمة أو قتل جندي للعدو .. وهكذا جاء النصر سريعا سرعة النكسة بل أسرع
... النقيب إبراهيم الزمر إبن المنصورة وقد خرج مع مجموعة لإصطياد دبابات العدو كانت الأنانية تسيطر عليه فعندما تظهر دبابة أو مجنزرة للعدو يستغل رتبته ويأخذ ال أر بي جي
من يد الجندي ليفجرها هو ثم يضحك للجندي ويقول متخفش هكتبها بإسمك .. عندما وقع بعض الجنود في الأسر عرفوا منهم إسم قائد المجموعة ابراهيم الزمر فإذا وقعت مجموعة أخري في الأسر ينادوا عليهم اللي إسمه ابراهيم الزمر يرفع يده وهم لا يدروا أن ابراهيم الزمر قام بتغير موقعه الي محور أخر ليقتنص دبابتهم ثم يسجلها بإسم الجندي حامل ال أر بي جي .. حقا ومن السموم الناقعات ( نكسة 67 ) دواء ( نصر أكتوبر )

 

مرض الجزام


علي جبهة قناة السويس وقبل معارك الإستنذاف تقدم جندي من مجموعتي للعيادة فتم الكشف عليه وتحويله الي مستشفي المثلث العسكري... نقوم بحفر الخنادق بصفة مستمرة والراحة ممنوعة بمعني حفر بالنهار وخدمات ليلية ... فجأة جاءت أوامر بعزل مجموعتي بعيد عن باقي الكتيبة ووضع حراسة علينا ممنوع التحرك.. فيه إيه ؟؟ ماذا حدث ؟؟ المهم أخدونا بالمهمات ووضعونا في ملجأ كبير للأفراد وأخبرونا بأن زميلنا مصاب بالجزام وهذا مرض معدي فلا بد من عزل كل زملاؤه ... في البداية إرتابنا الرعب ولكن مع إهتمام القيادة بنا من طعام وترفيه وراحة من الخدمة رضينا بالأمر الواقع.. بقية الزملاء يكتفوا بالتلويح لنا من بعيد مع إلقاء علب السجاير وكأننا قرود الجبلاية يرمي لها بالموز والسوداني.. أسبوع كامل في راحة ثم جاء مساعد الكتيبة دون خوف ودخل الملجأ
قوم يا ابن الكلب إنت وهو .. إنتم إستحليتوا القاعدة .. وليه الوش الخشب ده؟؟ قوم فز علي موقعك.. طب نفهم .. الإشارة اللي جت غلط المريض من ك 37 وإحنا ك 337 .. عدنا الي الحفر والخدمات الليلية ثم جاء الزميل المريض بعد الكشف عليه والتحاليل إيجابي بلهاريسيا

 

مجلة الكواكب وباب قصة الي قلبك


في جبهة القتال السلوي الوحيدة هي الجرائد والمجلات الجريدة بقرش والمجلة بثلاث قروش ... كنت من هواة مجلة الكواكب وأخبار الفن والفنانين .. يوجد بالمجلة باب قصة الي قلبك يحرره أبو نظارة.. دائما ما أقرأ القصص وأسأل نفسي هل هي حقيقية أم من وحي الخيال.. أمسكت بالقلم وكتبت تحت عنوان أريد التخلص من هذا الداء فهل عنك الدواء ثم قصصت علي المحرر بأنني زير نساء وبنات وأنني أخدع البنت حتي أنال منها وأتركها تحمل سفاحا وهكذا ثم طلبت منه النصيحة بعد ثلاث أعداد جاء الرد في العدد 898 لسنة 1968 تحت عنوان القلوب الأثمة وقبل النصيحة وجه لي السباب والشتائم وتحزير للفتيات من الوحوش أمثالي ... أمسكت القلم وأرسلت له بأنني نادم علي ما فعلت وتائب عن هذا الموضوع وجاء الرد بالعدد 901 تحت عنوان أثم يتوب وكأنه فاز عليا بالضربة القاضية ... كرهت صاحب القصة ونسيت أنه أنا .. كتبت هذا وانا لا أعرف ماهي علاقة الرجل بالمرأة .. ولكني عرفت بأن أكثر القصص العاطفية من وحي خيال الصحفي .. قمت بتوفير ثمن المجلة والإكتفاء بالجريدة والكلمات المتقاطعة.

 

الأساس الرابع مشاة


عندما وصلنا الأساس وهو أول محطة من محطات التجنيد إستقبلونا استقبال الرؤساء وجاء حلاق الأس ليعمل صليب معكوف في رؤسنا حتي نعود أليه مرة أخري ولكن بدفع المعلوم .. في دفعتنا جنود وكأنهم خرجوا للحياة لأول مرة... في الصباح سمعنا لأول مرة نوبة صحيان ودخل علينا قدامي الجنود في نوبة شخط وشتيمة للإسراع بالخروج ومعنا السرير والبطاطين لترتيبها بإسلوب معين .. تعودنا علي هذا وتعودت أن أكون في أخر الخيمة لكي أفوز بدقيقه نوم زيادة عن المكرر .. الفطار فول مسوس وعسل إسود ومنيل بالنيلة .. معانا جندي نفسه مفتوحة إسمه قناوي ... كان قناوي حريص علي الطعام وكان يأخذ تعيين العسل في الواعاء الشخصي يأكل وإذا فاض شيء تركه في المخلة وأحكم القفل ووضع المخلة بجوار السرير الي أن يعود من طابور التمام ... كنت حريص في الإسراع لكي أقلب مخلة قناوي ثم أعيدها لهيئتها الأولي بعد أن يكون العسل قد أصاب المخلة بما فيها .. نهرول الي طابور التعليم وعند الرجوع نجد ذباب منطقة المعادي قد تجمع علي سرير قناوي علي مائدة العسل الإسود ... في طابور المساء وكان المطر منهمر وقف أمامنا رقيبأول علي الجوهري بالشورت والفانلة الحمالات ونحن نرتعد من البرد أمامه . . قال بصوت عالي الظاهر إحنا إستلمنا دفعة بنات مش رجالة هتحارب ... ثم أعطانا درس في محبة بعضنا البعض فهذا زميلك سيحملك شهيدا أو مصابا وكأنه تنبأ بما حدث .. لم تستغرق المحاضرة في المطر إلا 3 ساعات إنتباه ... وقفت في الصباح أمام مخلة قناوي وتزكرت محاضرة الرقيب أول علي الجوهري ولكني لم أستطيع أن أمسك نفسي من جمع الذباب علي سرير قناوي بعد تفريغ العسل الأسود داخل المخلة

 

أيضا في الأساس الرابع مشاة



الجماعة بتوع القاهرة مرفهين .. في يوم الجمعة تأتيهم الزيارة بما لذ وطاب ثم ينادوا في الإذاعة الجندي فلان له زيارة فيخرج الجندي الي الإستراحة أمام الأساس ويجلس مع زويه... إحنا عاوزين نخرج يمكن ينادي علينا زميل قاهري فنأكل شيء غير العدس والبصارة والطبخة السودة .. ما العمل؟؟ نكتب أسامينا في ورقة ومن خلال السلك الشائك نطلب من أحد الزوار أن يسلمها الي الإذاعة .. الجندي سامي زيارة الجندي صبري زيارة الجندي جابر ... نخرج ثلاثي التسول ونمر علي اهل الزملاء مرحبين ومع أول كلمة إتفضلوا نجلس ثم نسارع بعد واجب الضيافة لكي نلحق بمائدة أخري ... بعد إنتهاء الزيارة ندخل المعسكر نلعن الفول والعدس والبصارة ولا ننسي أن نلعن من قام بالطهي

 

أيضا في الأساس الرابع مشاة


الأومباشي أبو شريطين بالنسبة لنا نحن المستجدين كأنه البعبع نخشاه كما لم نخشي أباؤنا ... أومباشي السرية كان يسلبنا الطعام وخاصة اللحمة كانت الفراخ لم تدخل الخدمة بعد... وقف ذات مرة وسأل مين من بورسعيد فأسرعت برفع يدي فقال تعالي.. أجازة 48 ساعة أهي وتاخذ البريه بتاعي علشان تعمله عندكم .. كان في بورسعيد رجل مشهور بتهيأة البريهات بمبلغ 25 قرش وهو مبلغ لا يستهان به.. مش مشكلة .. الأومباشي إستحلي العملية كل أجازة يعطيني بريه أعمله له وصل حسابه 2 جنيه ... طبعا أصبحت لا يدرج إسمي في الخدمات الليلية .. إنتهت مدة التدريب وتعودنا علي الحياة العسكرية .. قبل ترحيلنا وقفنا طابور أمام هذا الأومباشي أبو شريطين فقال فيه أي متعلقات لكم في الأساس فقلت له أيوه فيه 2 جنيه .. إصفر وجه المزكور وخشي أن يتحول الي محكمة عسكرية فأسرع وأعطاني ال2 جنيه.. كان مرتبي في ذلك الوقت 198 قرش .. أصبح في جيبي ما يسترني عن سؤال اللئيم.

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech