Click to listen highlighted text!
Powered By GSpeech
هذه حكايه شخص من ضمن حكايات كثيره
مؤثره وقويه وذات معنى ورساله
قصه من مدن المواجهه
من السويس وبورسعيد وسينا والاسماعيليه
وبلاد كثيييييرة جدا
استشهد فيها ابرياء
واستشهد فيها رجال من اعظم الرجال
كل منهم سجل ملحمه خاصه به
**
نقلا عن مجله الهلال
عدد قديم جداااا خاص بانتصار اكتوبر
اتمنى تعجبكم القصه
نسمه سراج
اسمى عطيه محمود
فلاح من قريه عامر اقرب قرى السويس الى مواقع العدو
بلغت سبعين عاما من عمرى
شهدت اهوالا كثيره
فقدت ثمانيه من ابنائى فى لحظة واحده
منهم الرضيع الذى لايتجاوز عمره بضعه شهور
والشاب
والعروس
وبقيت وحيدا
ساعه واحدة تساوى العمر كله
فى الصباح استيقظت كعادتى مبكرا
اثناء صلاتى بدا العدو فى اطلاق نيران مدفعيته
كنا قد تعودنا على سماع هذه الاصوات
كلما كان رجال قواتنا المسلحه يقومون باحدى عملياتهم الناجحه
لم يكن العدو يجد امامه هدفا للانتقام سوى قرانا الوديعه
يقذفها باطنان القنابل
لم اقطع صلاتى ماروع ان يموت الانسان وهو بين يدى خالقه
فمابالك وهذا الانسان قد بلغ من العمر ارذله !
اثناء ركوعى نفذت احدى دانات مدفعيه العدو من جدار الحجره
ومرت فوق راسى لتخرج من النافذه المواجهه
لم تصبنى بسوء
وخرج ابنائى الى الحقل فرحين بنجاتى من موت محقق
اخذ اكبرهم البقره لتدير الساقيه
وحمل اخوته الفئوس والسلال وعاد الهدوء يلف قريتنا
بدأت جمالات زوجه ابنى محمود تمارس عملها اليومى
فى البدايه قدمت لى الشاى ثم اعدت الافطار
كم انتى طيبه ياجمالات لو كنتى
من صلبى لما اعطيتينى كل هذا الاهتمام والعنايه
منذ توفت زوجتى اصبحت مسئوليه جمالات اكبر
لم تعد تهتم بزوجها واولادها فقط
وانما اصبحت انا ايضا عبئا عليها
ومع تقدم العمر يتحول الانسان الى طفل صغير
مطالبه لاتنتهى وامراضه ايضاانها بالنسبه لى الابنه والام والممرضه
حملت جمالات السله فوق راسها لتذهب للغيط
بطعام الافطار لزوجها محمود
لم يكن قد مر سوى خمس دقائق فقط على خروجها
حتى انفجرت القنابل
وصوت صرخه واحده مكتومه
اطلقتها جمالات قبل ان تلفظ انفاسها الاخيره
وعندما شاهد محمود زوجته ممدده وحولها بركه من الدماء تسمر فى مكانه
لحظات ثم سقط على الارض الى جوارها يهز الجسد الممدد
ويصرخ فى عنف
وبعد فتره نقل الجثمان الى باحه المنزل
وتركه وهام على وجهه فى الشوارع
والتف حول الجثمان احفادى
سلامه
صبحى
درديرى
سعيد
عايدة 11 شهر
عطيه سنه واحده
خديجه
لم استطع تحمل هذا المشهد
دخلت حجرتى واغلقتها حتى خلفى وجلست ابكى
وفجاه
سمعت انطلاق مدفعيه العدو
ثلاث دفعات من الطلقات
سقطت بعيده عن منازل القريه
اما المدفعيه الرابعه فقد سقطت فوق منزلنا
وبالتحديد فوق الباحه التى ترقد وسطها جمالات
وحولها ابناء اولادىوبعد دقائق
وصلت سياره الاسعاف لتحمل
ثمانى جثث هامده
وطفلا يتلوى من الالم بشطيه فى بطنه
فى كل صباح اضع عطيه الصغير امامى
فوق حمارى واجوب قرى الجناين
احكى للناس حكايتى
فى بعض الاحيان ارى نظره اشفاق تطل من اعين الناس
وكانهم يريدون ان يقولوا لقد اصبح الرجل مجذوب
كل ذلك لايهم
المهم ان يسمع الناس
كل الناس حكايتى
Click to listen highlighted text!
Powered By GSpeech