Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

مـــوعـــــد شــــهيـــــد

 

"عذرا أمى .......... فلدى موعد لن اعود منه .......موعد مع من فــــــــداه أبى و أمـــــى " ........... ترددت الجملة فى نفس النقيب طيار "احمد كمال التهامى" دون ان ينطق بها و هو يستعد ليستقل طائرته بحماسة و نشاط  فى رحلته البطولية الاخيرة فى تلك الايام المشهودة من اكتوبر 1973 .......... تذكرها مع  كلمات أمه "تروح و ترجع بالسلامة يا بنى" ...........و انطلق البطل بطائرته.....نحو اشعة الشمس الوليدة المشرقة.......نحو سيناء........  نحو الموعد!!!!.

 بالرغم من كون التركيز التام اهم سمات الطيار المقاتل اثناء عمله , الا ان تركيز النقيب طيار "محمد ابوبكر حامد" كان مشغولا رغم ما ابداه من احتراف اثناء تلك الطلعة المشهودة .......... كانت السلسلة التى بها اية الكرسى  و كلمة "ما شاء الله " التى البسها له صديقه التهامى ليلة امس  تجعل ذهنه يشرد هنيهة فى "ما سيشاء الله" لصديقه , ........... اهو على موعد حقا و هذه هى الطلعة الاخيرة !!!؟
 و فى الطائرة الاخرى التى يقودها البطل" احمد التهامى" مر شريط الذكريات سريعا كما تمر الاراضى الواسعة مسرعة اسفل الطائرة المحلقة ............. استشهاد زوج اخته ....... القدوة و المعلم ....البطل ابراهيم الرفاعى .....قائد المجموعة الفذة 39 قتال ......و احد الرجال اللذين لهثت اسرائيل لتظفر بهم ..........كما ظفرت بالارض المحتلة....مؤقتا  ...... الاسرى .....الشهداء ...........الشهداء!!!؟.... الا ان رعشة فرح ذات طابع خاص خالطت نفسه حين تذكر ذلك الرجل الكريم  شديد وضاءة  الوجه و بهى الطلعة الذى زاره  بمنامه امس فى غفوته بالسيارة و هو عائدا من منزل اسرته الى قاعدته العسكرية ..........إنه محمد ....... صلى الله عليه و سلم !!!

"موعدك معى فى الجنة الليلة " .....ترددت كلمات النبى الكريم فى اذنيه مرات و مرات و هم يستعدون للهجوم على ذلك الموقع المعادى بثغرة الدفرسوار .......... كانت تلك الكلمات المبشرة و كأنها تضيف لقوته و قوة طائرته اضعافا من القوى ........ و فى نفس التوقيت كان الطيار محمد ابوبكر ينفض عن ذهنه شتات التركيز بتفكيره فيما رآه امس من وضاءة وجه صديقه التى كادت ان تضىء  ....بل كانت تضىء الغرفة المظلمة  فعلا , حينما ايقظه صديقه "التهامى"  ليخبره بتلك البشارة ,و يوصيه ان يعود بمستلزماته لأهله و ان يكون هو الرسول الذى يخبر والدة التهامى بشهادته ............ حاول ان يثنيه عن ثقته فى الامر.....قال له ربما اكون انا لا انت ....حاول ان يطرد عن ذهنه فكرة ان يفقد صديقه فى تلك الطلعة ........... و لكن صاحب الموعد , كان الاكثر ثقة فى موعده !!!

انقض السرب فى بسالة منقطعة النظير على الاهداف المعادية ......... و اخذت صورايخ الطائرات تدمر اهدافها هدفا تلو الاخر .....كانت الصورايخ كأنها مؤيدة من الله , و كأن الطائرات تصب الصواعق صبا فوق رؤس العدو .........  و كلما دمر هدفا ....كلما زاد شعور التهامى بأن الموعد قد إقترب !!!!!
و حينما حـــــــان الموعد .......... كانت طائرة البطل  "التهامى "  مشتعلة تهوى بجسده نحو الأرض, بينما كانت روحه  الطاهرة منطلقة تدق ابوب السماء ......من يدرى .....ربما كانت روح الرفاعى تمد يدها لترحب بالضيف الجديد و تقول له لقد وفيت و اديت كما اردت ان تثأر!!؟ ......... بل لعلها ارواح الابطال من قبله اصطفوا ليرحبوا بروح ذلك البطل ...... صاحب الموعد ....... و صاحب البشارة .........موعد الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم!!
و على  الارض .......... نرى البطل "محمد ابوبكر حامد " يقف فى مهابة و خشوع .....و قد مرت عليه اللحظات بطيئة بين دقه للجرس و انفتاح ذلك الباب , اللذى رأى من وراءه ارملة شهيد الامس ......و اخت شهيد اليوم ......... انها زوجة الشهيد ابراهيم الرفاعى و شقيقة الشهيد احمد التهامى و قد تعلق بملابسها السوداء طفل صغير تعلو وجهه نظرة صقر برغم صغر سنوات عمره .....انه سامح الرفاعى .
زادت نظرات الصغير من حيرة الرجل ......فقد كان له مزيج من صرامة و طيبة الاب و الخال ....... تقدم خطوات .........وقف فى خشوع امام والدة البطل .....سلمها  الأمانة المنشودة .......... و انهمرت الدموع مختلطة بكلماته " أماه....... لقد وفى احمد رسالته ...... و ثأر لإخوانه ...... و لبى موعده ............ موعد الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم "

 

اهداء الى روح الشهيد البطل احمد التهامى
و الشهيد البطل ابراهيم الرفاعى
 أحمد مختار أبودهب

9 يناير 2013

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech