Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

روايه عابد المصري - الحلقه السابعه

حصريا لاول مره علي الانترنت

بتصريح خاص من الكاتب للمجموعه 73 مؤرخين

لا يجوز اعاده النشر بدون الاشاره للكاتب والموقع كمصدر

عـــابد المصـرى .. رواية

كتبها/أسـامة على الصـادق

.....

الطبعة الأولى .. يوليو 2010

الناشر: الكاتب

.....

تصميم الغلاف:

ريهام سهيل

....

حقوق الطبع محفوظة للكاتب

موبايل: 0127970032

 

حانت الأقـــدار

 

      مضي عليّ وأنا بهذا العمل أربعة أشهر لم أرتكب خطأ واحدا ًوأصبحت من مشاهير القرية فالجميع يخطب ودي سواء من الشباب أو العائلات التي تبغي زواج البنات والتي وقفت الحرب لهم بالمرصاد أمام تلك الطبيعة البشرية ، كنت من حين لآخر أردد بيت الشعر:

دع الأمور تجري إلي أعنتها     ولا تبيتن إلا خالي البــــال

ما بين غمضة عين وانتباهتها      يغير الله من حال إلي حال

  أحد الأيام وقد أغلقت المزلقان للمرور القطار القادم من إمبابة وصولا  إلي الخطاطبة توقفت سيارة جيب عسكرية أمام المزلقان ، لم أهتم بها مثل كل يوم حيث كان هذا المكان هدفا ومركزا لقوات الجيش التي تقوم بتدريباتها علي العبور ، بعد أن سار القطار قمت علي فتح المزلقان وعبرت السيارات من الاتجاهين ، بعد قليل شاهدت ضابطا مقبلا عليّ وأنا جالس وكنت أثناء هذا مشغولا حيث أمسكت بعود قصب أقوم بمص ما به من عصير جميل ، ظل الضابط سائرا حتي توقف أمامي ونظر إليّ متسائلا ً:

ـ عابد؟ وقفت ونظرت إليه وعرفته في الحال ، لقد كان فتحي زميلي أيام الدورة التدريبية بمدرسة الصاعقة

ـ ايوه .. أنا عابد يا فتحي بيه

ـ بتعمل إيه هنا؟

ـ زي ما حضرتك شايف ، باشتغل عشان أعيش

 

ـ بتشتغل!! هوه المزلقان ده تبع الجيش؟

ـ لأ .. حضرتك مش واخد بالك .. أصل أنا سعادتك ُفصلت من الخدمة.

     احتضنني فتحي ونظر إليّ فشاهد الدموع بعيوني ، هدهد عليّ وتحدث معي محاولا ًمعرفة السبب ، قطع حديثي معترضا علي الأسلوب الذي أتبعه في التكلم معه مذكرا لي بأنني زميل له ، طلب مني كتابة مظلمة ترسل لرئيس الجمهورية ، ضحكت من حديثه متسائلا ً :

ـ ومين يا تري ح يوصل المظلمة دي؟ أجابني بهدوء :

ـ أنا يا عابد .. سيادة الرئيس جاي النهاردة العصر وح يشوف التدريبات وأنا الضابط المرافق له ولحرسه لتوجيهم لأماكن الوحدات المختلفة ، همتك تكتب المظلمة ، طبعا مش معاك ورق ، أشار إلي احد جنوده والذي أقبل مسرعا فطلب منه إحضار حقيبة الأوراق من السيارة.

    أثناء إحضار الجندي لما طلبه قائده أقبل عم شحاتة لتسلم نوبته ، استأذنت منه حيث كان ينظر إليّ وإلي مرافقي بتركيز ، توجهنا إلي مسكني الخاص مما دفع بالنقيب فتحي للبكاء علي ما آل إليه حالي ، جلسنا وقام بإملائي بالتماس موجه للقائد الأعلي للقوات المسلحة متظلما من قرار لجنة الضباط شارحا بالتبسيط ما واجهته أثناء انسحابي والذي ُنسب إليّ بأنني عميل ، وقعت علي الالتماس وحمله مني مسرعا ًوأنا أحادثه بصوت عال:

ـ تفتكر ح تقدر تسلمه؟ يجيب علي سؤالي  وهو مازال يسير مهرولا في اتجاه السيارة الجيب

ـ قول يارب .. كررتها

ـ يا رب .. يا رب

      بعد ُمضي يومين شاهدت سيارة جيب عسكرية وبداخلها رائد من الحرس الجمهوري ، هبط منها متسائلا ً

ـ النقيب عابد؟

ترددت فأنا لست نقيبا ولكنني عابد ، ابتسم لي مهنئا علي تصديق الرئيس بعودتي للخدمة مع زملائي وحصولي علي كل مستحقاتي وعودتي لإدارتي السابقة وكأن شيئا لم يكن ، كدت أسقط أرضا ليس من فرحة العودة فقط ولكن لسرعة استجابة الرئيس ولشجاعة وإخلاص زميلي فتحي ، أشار إلي سيارة خلفة بأن أستقلها كما أشار لأحد "المساعدين" بالتوجه لقسم الحركة بهيئة السكك الحديدية بتوجيه الشكر لهم وإخبارهم بأن عامل المزلقان عابد استقال منذ ذلك اليوم ، أثناء ذلك شاهدت عم شحاتة مقبلا ًمسرعا ًحيث أخبره نفر من القرية بوجود ضباط في منطقة المزلقان يحادثون عابد حيث أسرع الرجل متخوفا متسائلا ً:

ـ عملت إيه يا مدهول؟ ثم وجه حديثه للضابط طالبا العفو عني وأنني طيب وابن حلال وهربان من تار في الصعيد ، إبتسم له الضابط وأخبره بأن عابد سوف يلحق بوظيفة أحسن وتحميه من حكاية التار مما دفع بعم شحاتة للتهليل وتبعه نفر من القرية والذين أحاطوا بنا كعادة ابناء القرى.

     ُعدت إلي شقتي ليلا كي أستتر عن عيون الجيران من ملابسي ، فتحت الباب بهدوء فسمعت صوت زميلي الصغير أسامة يتساءل .. مين؟ أجبته أنا عابد!! قفز الفتي يحتضنني باكيا علي صدري لما حدث لي وأنه يواظب علي دفع الإيجار لصاحب العمارة كما احتفظ بكل شيء يخصني كأنني موجود وأشار إلي ملابسي العسكرية وعلمت منه أنه أرسل بها للغسيل والكي ثم حفظها بداخل الدولاب المتواضع ، قبلت رأسه علي ُحسن ُخلقه ومراعاته للصداقة والزمالة ، جلست معه نتداول فيما حدث لي منذ آخر لقاء بيننا ثم تنبهت وأخرجت عشرين جنيها دفعت بها إليه فتساءل لماذا فأخبرته بأنني اقترضتها منك غصبا ًأثناء وجودك بعملك يوم العرض علي اللجنة حيث لم أكن أملك نقودا تكفي سفري إلي الاسكندرية وسألته عما حدث له بعد أن اكتشف حصولي علي النقود وقراءة الخطاب الذي أخبرته به عن كل شئ ومنها استيلائي علي كل ما يملك ، ضحك من حديثي وأخبرني بأنه لم يستطع زيارة عائلته بالزقازيق حيث لم يكن يملك ثمن أجرة القطار وظل علي هذا الحال حتي بداية الشهر حين تسلمه راتبه!!

***

    اليوم التالي توجهت إلي إدارة السلاح والتقيت بمدير شئون الضباط الذي كان استقباله لي مخالفا عن السابق والذي أكال المديح والثناء علي شخصي وعملي ُمقدما اعتذاره بسوء القصد لما حدث لي ، بعد قليل حضر أحد ضباط الصف فقدم شيك الراتب الخاص بي إلي الضابط المسئول الذي وقع عليه بحصولي علي كل استحقاقتي عن سبعة عشر شهرا منذ بداية حرب عام 1967 كما منحني القائد عشرة أيام إجازة أعود بعدها لعملي الذي ينتظرني.

     ُعدت إلي زميلي أسامة وأخبرته بما حدث في إدارة المخابرات هذا اليوم فشكر الله كثيرا نيابة عني ثم أخبرته بأنني أدعوه لتناول طعام العشاء معا ً تلك الليلة في أحسن مطعم ، سعد الشاب بهذا وارتدي بعض الملابس الثقيلة حيث كان الشتاء علي الأبواب ونحن نهاية شهر نوفمبر من عام 1968 أثناء العشاء أخبرني أسامة بأن وحدته سوف تنتقل إلي الخط الأمامي للجبهة مباشرة ولم يتبق أمامهم سوي ثلاثة أيام فقط ، حزنت لفراق هذا الصديق المخلص وفي الوقت نفسه شعرت بسعادة أنني التقيت به قبل سفره.

    اليوم التالي توجهت لأسرتي بالاسكندرية أرتدي ملابسي العسكرية تملؤنى البهجة والسرور ، بالقطار التقيت بزميلي النقيب فتحي ابن طنطا والذي كان السبب فيما حدث لي بعد الله سبحانه وتعالي ، أخبرته بما حدث فابتسم لي وأشار بأنه علم بالخبر منذ اليوم التالي وقص عليّ كل ما حدث بعد ما كتبت التظلم والالتماس برفع العقوبة عني حيث قال:

ـ شوف يا عابد : في إحدي مراحل التدريب أشار إليّ الرئيس متسائلا ًعن المرحلة المقبلة فأسرعت إليه أوضح له ترتيب مراحل تحرك القوات ، حرك رأسه شاكرا فشاهد الحيرة في وجهي فابتسم متسائلا ً:

ـ مالك؟ فيه حاجه عايزها؟ .. أسرعت وأخرجت التماسك ورجوته أن يحقق رغبتك خاصة إنني شرحت له وضعك وأنت تجلس علي المزلقان مهلهل الثياب وترتدي حذاء باليا ً مما دفع بدموعي للسقوط  ، رفع الرئيس نظره إليّ دون حديث بعد أن قرأ الالتماس ثم أشار لأحد معاونيه صائحا :

ـ إتصل بالفريق فوزي ييجي هنا بسرعة.

      بجهاز اللاسلكي الموجود بسيارة الحرس اتصل مرافق الرئيس وأقبل يخبر الرئيس بأن سعادة الوزير في طريقه إلينا ،  ُكنت أشاهد الضيق علي وجه الرئيس دون حديث ثم أخرج زفيرا قويا وهو ينظر أرضا وسار بضع خطوات وقد تشابك ذراعيه خلف ظهره كعادته ، بعد قليل أقبلت سيارة وزير الحربية والذي غادرها مؤديا التحية العسكرية للرئيس الذي ناوله الالتماس وبسرعة تفهم الوزير الموضوع محاولا الدفاع عن القرار ولكن الرئيس تحدث بضيق قائلا ً:

ـ يعني اليهود يخلصوا علي نص الضباط بالقتل وبالأسر وأنتم تخلصوا علي النص التاني بالمحاكم العسكرية والفصل ، الضابط ده يرجع من بكره والنهارده بالليل تيجيلي علي البيت ومعاك كل ما صدر بحق الضباط منذ النكسة من جزاءات وأحكام .. فاهم؟ تمتم الوزير

ـ يا فندم .. سيادتك عارف أن فيه ضباط كانوا بيهرولوا خلف المرحوم المشير فقلنا نخلص منهم!!

ـ يا سيادة الفريق ، مش فيه ضباط بتجري وراك وتنفذ اللي بتقوله؟ يعني لو حصل حاجه لك نقوم نرفد ونسجن اللي بينفذوا أمر شخص مسئول ، أنت مسئول النهارده وعلشان كده الكل بينفذ تعليماتك بعد فترة عينت واحد غيرك خلاص معدش لك سلطة ، وبعدين إيه حكاية المشير؟ عبدالحكيم الله يرحمه كان راجل محترم ومخلص لكنه أهمل وطلبت منه يسيب الجيش ويبقي نائب رئيس الجمهورية ، تفتكر لو تبدلت الأحداث وبقي نائب رئيس مش كان زمانك بتجري وراه نقوم دلوقتي نخون كل اللي كان بيحبه ، أنا أكتر واحد بأحبه لحد دلوقتي ، اطلب من عبدالمنعم رياض يبطل لجنة الضباط اللي نازلة فصل وطرد فيهم ، خلونا نشوف شغلنا.

ـ حاضر يا فندم

ـ بعدين إيه حكاية العقيد عبدالقوي؟

ـ ايوه يا فندم لسه محبوس من ساعة ما سيادتك أمرت بكده من ستة أشهر!!

ـ تعرف ساعات باشعر بأن رأسي ح تطق .. يعني لما قائد لواء بالجبهة من حبه ووطنيته يقول لي قدام جميع ضباطه أنه مستعد أنه مش ينزل إجازة لحد ما تقوم الحرب وننتصر وأنا أقول له خلاص خليك يا عبدالقوي يقوم الراجل ترفضوا نزوله إجازة ستة أشهر والنهارده الصبح مراته اتصلت بيا وهي بتصرخ أن أولاده بيسألوا عنه ، ده ح يفضل لأمتي ويحصل ليه؟ القانون يديني الحق ده؟

ـ لا يا فندم

ـ طيب لما القانون مش يديني الحق ده بتنفذه ليه؟ حتي لو نيتي كده ومش بأداعب الضابط ، قول لي لأ .... كده ضد القانون ، ارحموني بالأوامر القاسية اللي بتنفذوها علي الظباط ، دوول مساكين ومجروحين

ـ حاضر يا فندم وح اكون عند سيادتك قبل الساعة سبعة مساء.

***

       سمعت هذا الحديث من زميلي فتحي وكنت في دهشة وسألته كيف ظل واقفا يستمع لهذا الحديث ، ضحك من سؤالي بأنه فر حينما أقبل الفريق أول محمد فوزي ولكن اتجاه الريح أرسل إليه بتلك الجمل وهذا الحوار ثم عقب ، أنت السبب في كل اللي حدث ، التماسك هو السبب.

     جلست أفكر فيما قاله لي زميلي فتحي ، أنت السبب ، وأين فتحي من هذا فهو السبب أيضا ً، تحيرت من منا هو السبب فيما حدث برفع الظلم عن ضباط كثيرين ظلموا وضاع مستقبلهم ، اكتشفت الحقيقة بأن الله هو المتسبب الأول والأخير وهو الذي يدفع بهذا الشخص في هذا الاتجاه وينير عقله بفكرة ما تجعل قلب المسئول متقبلا أن يقوم برفع المقت والظلم عن المظلومين ، هذا هو ما يحدث كل يوم وكل لحظة ولكننا ننسي من قام بهذا ونوكله للبشر الذين لا يملكون من أمرهم شيئا حتي الحماية من الكحة والإصابة من البرد.

     وصلت إلي منزلنا واستقبلتني أسرتي بكل ترحاب وأثنت علي كل ما أقوم به لصالح الوطن كما تنبهت أمي بأنني نحيف وقد أثرت عليّ أشعة الشمس فضحكت من ملاحظاتها وأخبرتها بأن عملنا  ُيصبح في كثير من الأوقات تحت أشعة الشمس الشديدة مع الأتربة المحيطة بالمكان وعادم السيارات العابرة والقادمة ، كانت أسرتي تستمع لحديثي وهم غير متفهمين ما أتحدث عنه من عمل والذي يصب في خانة العمل العسكري الخاص بقتال الأعداء والسرية التي لا يجب أن أتحدث عنها.        

نهايه الجزء الاول - في الجزء التالي تحول خطير في حياه البطل

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech