Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

الـــــــشــــــــــهــــيــد المــــفـــقـــــود

سرت حركة نشيطة فى كل الشوارع المؤدية الى وزارة الدفاع المصرية قبيل فجر تلك الجمعة , تحسبا لمسيرات طائشة قد تتجه الى مقر الوزارة , اصطف الجنود من اسلحة مختلفة  يملأ كلا منهم ايمانا عميقا فى و ما وكل اليه من واجب ........و بين اولائك الجنود كان اسود الصاعقة المصرية , و قد تدرعوا و لبسوا شدة القتال الكاملة ............. كان اشد ما يحزنهم ان كل هذا التحفز لم يكن ضد عدو صهيونى او محتل غاصب .............و لكنه لمواجهة فئة من ابناء مصر !!!!!!!"سمير .......سمير "  هتف "مراد" مناديا زميله سمير الواقف الى جواره فى مكان خدمتهما بين الجنود , و اللذى بدت عليه علامات الحزن العميق و الاسى , داعبه مراد قائلا : ايه يا عم سمير , مالك شايل طاجن ستك ,؟؟

اجاب سمير بصوت حزين : و ده وقت هزار يا مراد , مش شايف اللى بيحصل !!!

مراد : قصدك ايه , الاستعدادات دى و لا اللى بيحصل فى البلد كلها.

 سكت سمير قليلا ثم قال : انا دخلت الصاعقة يا مراد برغبتى و انت عارف , كنت باحلم يوم ما دخلتها ابقى زى الابطال اللى كنت باسمع عنهم ........... احارب ....اعمل حاجة لمصر , مش ابقى بحمى مصر من ولادها !!!!

-         مراد :  يا عم ما تكبرش الموضوع , ان شاء الله مش هيحصل حاجة .....مصر بخير يا سمير.

-          سمير :  قولى يا مراد ......لو حد مات منا هنا ....جوة مصر .....تعتقد انه هيبقى شهيد !!!!

-         ضحك مراد قائلا : و الله ما انا فاهمك .....ايه يا عم ...انت معترض على مهماتنا هنا ؟

-         رد سمير بسرعة  : اطلاقا ............. انا معترض على ان شباب مصر يبقى مغيب كده .....يهاجم جيش بلده .....يــــــ......ْء

-         "انتبــــــــــــــــــاه " قطع نداء ضابط الصف الجهور حوارهما , ففى هذه اللحظه كان يمر احد القادة متفقدا احول الجنود البواسل , اللذين يقفون لساعات طويلة لحماية مواقع بلدهم الحيوية بدأ القائد فى القاء تعليماته بصرامة و جدية قائلا : 

-          طبعا احنا عارفين ان ده مش مكانكم الطبيعى و اللى تتمنوه يا وحوش ......لكن حماية امن مصر داخلها او على حدودها  واجب على كل فرد فى القوات المسلحة "

-         ادار القائد بصرة بين ضباطه و جنوده ثم عقب قائلا :  ضبط النفس هو القاعدة الرئيسية اللى هتتبعوها فى اى موقف يا رجالة ...... مش عاوزين الخطء الغير مقبول اللى حصل من بعض زمايلكم مع البنت المتظاهرة ده يحصل ابدا , و الا العقاب هيكون شديد " , جال ببصره مرة اخرى و كأنه يختبر ردود فعل رجاله حتى و لو بدت غير ملحوظة , اكمل حواره بنبرة تحمل لمحة حزن قائلا : انا مقدر الضغط اللى بتتعرضوا له و اللى بيتعرض له الجيش كله فى الوقت ده .......... بس انا ثقتى فيكم مختلفة ........ التضحية ....الفداء ...و المجد .......شعارنا لازم يتم تطبيقه , حتى و احنا بنواجه ازمة و فتنة ربنا يعلم مداها ", و على غير عادة القادة فى وقت القاء التعليمات , اردف قائلا : اى استفسارات

-          !!!رفع  سمير يده بحركة عسكرية تنم عن التسأل , فقال القائد : اتفضل يا سمير.

تعجب سمير للحظه كيف عرفه قائده بهذه السرعة برغم كل ما يرتديه من واق رأس و درع , الا انه لم يدع مجالا لتعجبه ان يسكته فقال : يـــــــا فـــــــــــــنـــــــــــدم , ممكن حضرتك تخلينى فى قوات تأمين اعلى الوزارة ؟رد القائد مسرعا: احنا هنهزر ....... انتباه يا عسكرى اجاب سمير بتحية عسكرية و صوت جهور : تمام يا فندم انصرف القائد ليتم مروره على رجاله فى مواقع شتى , و ما ان انصرف حتى  وجه النقيب  اشرف الى سمير لومه قائلا : ايه يا سمير , ايه اللى انت قولته لسيادة العقيد ده !!!!اجاب سمير و قد تضاعفت نبرة حزنه : يا فندم انا عاوز ابقى بعيد عن مواجهة  الناس دى !!تعجب النقيب من قول الجندى اللذى طالما اشتهر بالشجاعة و التفوق فى تدريبات القتال بين اقرانه , فسأله مستنكرا : انت خايف يا سمير !!!!!رد سمير بسرعة : من ايه يا فندم ؟؟ازدادت دهشة اشرف و ساله : من دول !!!!اشار بيده الى حيث لا شىء اشارة توحى بإذدراء اولائك اللذين جاءوا معتقدين انفسهم ثوارا و هم ابعد ما يكون عن اخلاق الثائر الحق اكمل اشرف حديثه : سمير .....مش انت اول واحد ورانى مقطع فيديو لفضيلة الشيخ الشعراوى و هو بيتكلم عن الثائر الحق !!!!رد سمير بأسى : يا فندم حضرتك فهمتنى غلط .......انا خايف اضطر للاحتكاك بحد فيهم وجها لوجه و اتسبب فى اذى اى حد منهم تفهم النقيب اشرف موقف جنديه النبيل فقال : اطمئن يا اشرف ......لو  قتلونى قدامك طالما لم يقتحموا مبانى القيادة , و لا يهمك يا عم.قال جمتله مداعبا سمير ليخفف عنه حزنه الظاهر عليه ......قالها و هو يعلم جيدا انه قد يموت حقا .......لكنه لم يعلم ان جنديه الهمام ......... هو من سيموت !!!!!!ء

 

*         *            *               *            *           *           *             *           *             *         *           *

"ماما ......... ماما ....معاد الدوا بتاعكايقظت تلك الشابة الصغيرة امها مع تكبيرات فجر , فقامت ام سمير  معتدلة على فراش بسيط كشأن سائر البيوت المصرية و قالت بصوت يشوبه القلق مداعبة ابنتها  : انت لسه بتسمى صلاة الفجر الدوا .....يا بنتى هتخلينى اغلط و اخد الدوا بدرى عن معاده ردت الابنة فى مرح : يا ماما اصلى عارفه ان صلاة الفجر بتخليكى زى الفل احسن من ميت دوا اطرقت الام دون ان ترد ..........و فجأة لاحظت الابنة على عينيها دموعا هادئة , فقالت بانزعاج : خير يا ست الحبايبلم تجب الام انما مسحت عينيها و استعاذت بالله من الشيطان الرجيم فتابعت الابنة :  اكيد خايفة على القناص .....يا ماما سمير ده اسد .....حد يخاف عليه و هو هنا فى وسط البلد , امال لما يروح يحارب اسرائيل زى ما بيقول دايما هتعملى ايه ؟؟؟اشفقت الابنة على امها , شعرت من ما عليه امها الطيبة ان الامر ليس على ما يرام , الا انها اخفت ذلك جاهدة لتخرج امها من قلقها قائلة :   يلا قومى نصلى .......و لا اسيبك و اصلى لوحدى استجابت الام لدعابة ابنتها و ذهبت الى حيث صنبور المياه القديم الصدىء , تمتمت قائلة " اللهم اجعلنى من التوابين و اجعلنى من المتطهرين " ......و انهمر الماء من الصنبور ...........و انهمرت معه دموعها من جديد !!!!!*     *     *     *     *     *     *     *     *      *      *     *     *       *

 

" سمير انصاااااااااب يا فندم ........سمير انصاااااااااااااااااااب!!!!صرخ مراد بصوت عالى اخترق اذان من حوله من ضباط و جنود , جعلهم يهرعون الى حيث كان سمير مسجى على الارض و الدم ينزف بقوة من موضع اصابة طلق نارى بالصدر .......سعل عدة مرات , تناثر دمه مع سعاله على يد زميله مراد اللذى سند ظهره على ساعده ............ تكلم بصعوبة و على سفتيه ابتسامة حزينة قائلا :مش قولتلكم خلونى بعيد ........ انهمرت الدموع من عين مراد و هتف به قائلا : ما تتكلمش يا سمير ان شاء الله بسيطة تايع سمير حواره و كانه لم يسمع زميله قائلا :  برضه انا دخلت الصاعقة عشان اموت هنا يا مراد .......و تابع سعاله بشدة خلعت قلب زملاءه و مع كلماته الحزينة , تذكر مراد كل ما كان يقوله زميله سمير ............ كان يقول له مش مهم تموت يا مراد ان شا الله تموت امبارح , ثم يضحك كليهما على دعابته حيث كان يكمل قوله , طالما حصدت من العدو عشرة , موت و انت فرحان ......... و خليهم يودعوك بالزغاريد!!!!هنالك فقط عرف مراد و اشرف لماذا كان اصرار سمير ان يكون بعيدا ......... كان يريد روحه فداءا لمعركة تطلب بذل الروح ........كان يريد حصد رؤس اعداء بلاده و دينهلا ان تذهب روحه هدرا على يد مأجور او مغيب.....كان قناصا ماهرا , و لكنه لم يفكر قط ان يوجه سلاحه الى احد اولائك المغيبين اللذين امطروهم بوابل من الحجارة , هاتفين الله اكبر .....و الله برىء من السنتهم الكاذبة الضالة

 

 

ازدادت دموع مراد عندما اكتشف انه لم يفهم صديقه الا الان ......... مع مشهد النهاية ......فقال له بصوت مبحوح " ما تخفش يا صاحبى ......انت شهيد رد سمير متهالكا :   قصدك الشهيــــد........ المفقود !!!!!و ردد السهادتين بصوت خافت , و انطلق بصره متابعا روحه الصاعدة الى بارئها تشكو اليه  ذنب دم صاحبها

 

او هناك ............. الى حيث كانت ام سمير تصلى ظهر  الجمعة فى بيتها .......... وجدت لسانها يقرأ فى خشوع و حزن شديد  " يــــا أيـــــــــــتـــــــــها النفس المطمئنة , ارجعى الى ربك راضية مرضية , فأدخلى فى عبادى و ادخلى جنتى"فقد شعرت ببصيرتها و امومتها ........انها صارت ام الشــــــــــــهــــــــيـــــــدالشـــــــهـــــــــيـــــد الــــــــــمــــــــــفـــــــــــقــــــــــود -----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

اهداء الى روح السميرين ............... شهيدى يوم الجمعة 4 مايو..... شهيدين مصريين.......... حقا

 

د. احمد مختار حامد ابودهب

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech