Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

روايه فهد الليل- الجزء الاول - كيف علمنا بقيام الحرب

 

كيف علمنا بقيام الحرب؟

       مضي أسبوعان منذ تحرك دورية الحدود المتجهة إلى قيادة الفوج ، لم تعد الدورية حتى الآن ويعتبر هذا وقت طويل ، أزعج هذا كل زملائي جنود الفصيلة ولكن الذى كان أكثر إنزعاجا هو الشاويش إدريس الذي تردد فى أن يرسل بدورية أخرى أو ينتظر ، بعد مشاورات بينه وبين باقى زملائه والتى لم أفهم منها كلمة واحدة ؛ قرر إدريس الإنتظار ثلاثة أيام أخري قبل أن يرسل بدورية للبحث عن الدورية الأولي.

      ظهر اليوم التالي أقبل رجال الدورية الأولي بين سعادة الجميع والتهنئة على سلامة الوصول ، جلس الرجال وأخبرونا بما حدث وتبين لنا أن بعض دوريات الجيش الإسرائيلي تتواجد بوادي القبقاب وأن الحرب مازالت مشتعلة ولهذا ظلوا مختبئين حتى لا يشاهدهم الإسرائيليون وكانوا يتحركون ليلا بعيداً عن الطائرات العمودية المنتشرة بالصحراء.

     زادت الأمور وضوحا الآن وتبين لنا أننا أصبحنا معزولين عن قيادة الفوج بالشمال وأننا لن نتسلم أي تعليمات بعد الآن وما علينا سوى الإعتماد على أنفسنا من طعام وشراب وإطعام الجمال وأيضا لن تصل إلينا الرواتب الشهرية وبالتالي سوف تفقد عائلاتنا الدعم المالي الذى نرسل به كي يساعدهم على المعيشة ، ظل الإجتماع قائما بين رجال الفصيلة وكان الهدف الأكبر أمامنا كيف نفتح ثغرة نمر من خلالها إلى قيادة الفوج بالشمال ، كانت الآراء كثيرة ولكن الشاويش إدريس كان هادئ البال حيث أخبر الجميع بأن هناك شيئا لا نعلم عنه أية معلومات ، لقد مضي موعد إرسال الإمدادات من خليج السويس عبر البحر والتي توقفت أيضا ، تساءل إدريس: ماذا يدور خارج منطقتنا ونحن لا نعلم عنه شيئا وأصبحنا نهاية شهر يونيو؟

     تمنى الرجال بأن لو أن مع أحد منا "راديو" لكنا قد علمنا ماالذى يدور بالعالم ولكننا قد أصبحنا فى عزلة تامة فى هذا المكان ، كان قرار الشاويش إدريس إتباع نفس منهج العمل والإستمرار فيه وعلى الجمال أن تحصل على طعامها من البراري مثل جمال الرعي وأن نقتصد نحن فى الطعام أما الماء فهو متوفر من حولنا وما أكثر مياه الآبار التى فجرها الله لقوم موسي.

***

     تعدى الوقت منتصف شهر يوليو وإذا بإحدى دوريات فصيلتنا تلقى القبض على بعض مهربي المخدرات وأحضروهم إلى الشاويش إدريس الذى هلل بمقدمهم ينبئهم بأشد العواقب ، كان من بين المقبوض عليهم زعيم تلك العصابة ويدعى حمــدان أبو رمح ، بإبتسامة صفراء أجاب حمدان على تهكم إدريس متسائلاً: ماذا أنت فاعل بنا؟ أجابه سوف أسلمك إلى قيادة فوج الحدود بالشمال أنت وعصابتك ، ضحك الرجل وقال بهدوء: إسمع منى يا إدريس ، لقد هزم جيشنا وتفتت ومن بقي أسرع بالهرب إلى مدن القنال حيث وصلت أوامر للجيش بهذا، وإحتل الجيش الإسرائيلي كل سيناء ، لقد تفتت كل شيء وأصبحت المنطقة خراباً منذ خمسين يوما أو يزيد.

  أصابت الدهشة إدريس من هذا الخبر مثلما أصابتنا أيضاً وساورنا إعتقاد بأن الرجل يكذب ؛ شعر حمدان بأننا لا نصدقه ولهذا أخرج من جيب

جلبابه راديو ترانزستور صغير وفتح زر التشغيل وظللنا نستمع لإذاعة القاهرة ؛ أقبلت نشرة أخبار الساعة الثانية والنصف ومن بين ثنايا النشرة علمنا بكل شيء وبالكارثة المطبقة التى حلت بالبلد جميعها وبالخسائر القاتلة التى لحقت بالجيش وتدمير الطيران وإستقالة الرئيس جمال عبد الناصر وعودته تحت ضغط الشعب ، لقد دمرت الأحلام ، بل علمنا أيضاً بما يقوم به أفراد الجيش الإسرائيلى من تصرفات شائنة على الضفة الشرقية لقناة السويس.

     نظر إدريس إلى حمدان وعصابته وطلب من رجاله فك أسرهم ، قدموا إلينا الشكر مشددين على أن المصيبة عمت علينا جميعا ونحن أبناء سيناء سوف نقف ونشد من أزركم حتى ترحلوا تنفيذا لأمر الإنسحاب إلى الضفة الغربية لقناة السويس.

   لم يجبه إدريس وتحرك متثاقلا وتوارى عن أعيننا وجاء رده على ما حدث ببكاء وتشنجات عنيفة وهلوسة قوية خلعت قلوب الرجال الذين يعلمون علم اليقين قوة وشراسة هذا الرجل ، لقد إنكسرت صلابته أمام هول الهزيمة، حاول زملاؤه الإقتراب منه ومواساته والدموع بالأعين تزرف مثل شلال فاض وأغرق من حوله لكن الرجل كان صاماً أذنيه وأغلق عقله وقلبه عن أي نداء.

    هكذا مضت علينا تلك الليلة ؛ لم ننل فيها طعاما ولا شرابا ولا جرعة ماء رغم توفر كل هذا ، إنطلقت أقوم بعملي وأتابع تلك الحيوانات الأليفة ، شاهدت فى عيونهم ما سبق وشاهدته على قائدنا الشاويش إدريس ، عيون تحجرت بالحزن وأصوات الجمال هادرة بألم وقد فتلت بعض الجمال الشفاه  "أي يقوم الجمل بلف شفته العليا والسفلى للخلف جهة الرأس والبعض منهم خرج من فمه شيء يطلق عليه اسـم "القلا" كيس بمبي اللون يحدث به صوتاً مرعباً وهذا الشيء مشابهاً لقلة الماء الخاصة بالشرب ولكنها ذات حجم صغير وفي حجم ثمرة المانجو وهذا فى عرف من يتعاملون مع  الجمال دليل علي الغضب والحزن الكامن مما دفع ببعض الجنود لأن يجذبوني بعيداً عن الجمال خوفا من إفتراسها لي ولهم.

   تركنا الجمال على حالها وإدريس أيضا على حاله ، تسربت الجمال فرادا وقطعانا تاركة المكان وأصبح علينا الصباح والمنطقة كأنها مقبرة أسفل سفح الجبل الذي نعيش بجواره ، مضى نصف النهار ثم شاهدت الجمل عرابي قادما فى إتجاهي بأقصى سرعة ، هرب الرجال خشية أن يفترسهم وطلبوا منى الإسراع بالإختباء خلف الصخور ولكنى تكاسلت حتى وصل إليّ عرابي وصرخ صرخة مدوية وألقى بجسده أرضا جانبي يرفس برجليه.

   أسرع الرجال بالعودة ؛ فقد شعروا أن الجمل أصابه شيء خطير والبعض فكر بأن إحدى الحيات الضخمة قد نجحت وعضته وهو يلفظ أنفاسه ، سكن الجمل ومازال قلبه ينبض ويحصل على شهيق بصعوبة ، إقتربت منه أقبله كسابق عهدي ، رفع رأسه وهو مازال على وضعه وصرخ وشعرت بأن إذنى قد أصابها الصمم ، كانت صرخته ونظرته لأعلى كمن يستجير بالله مثل أى إنسان تصيبه مصيبة ، أعاد صرخته وعلى أثرها شاهدت باقى قطيع الجمال مقبلا نحونا وعددهم لا يقل عن أربعين جملا من الجمال ضخمة الحجم ، كان المنظر رهيباً يخيف أي إنسان رغم علاقتنا بهم لكن الوضع كان مؤلما.

   أسرعت الجمال وتوقفت أمام الشاويش إدريس الذى إنتفخت عيناه من البكاء ، نظرت إليه ونظر إليها أقترب جمل منه ويدعى "الـبركة" نخ الجمل لأسفل وبشفتيه الكبيرتان لعق وجه إدريس ، تحركت أشجانه ومشاعره نحو الجمل الذي علمت أنه قضى معه تسع سنوات ، قبل إدريس الجمل فنام الجمل على جانبه وأفرد ساقيه الأماميتين نحو إدريس وجذبه نحوه بحيث وضع رأس إدريس على عنقه كأنه مخدة ووضع حول خصريه ساقيه كأنه يحتضنه ، وقفنا فى شبه ذهول ؛ البعض رفع يديه لله بالدعاء والبعض صمت ووضع يده على قلبه خشية أن يهاجم الجمل إدريس فيقتله فى الحال.

    خرجت رغوة بيضاء من فم الجمل وأعقبها أصوات مختلفة وإدريس يجيبه مرة بالحديث ومرة يهدهد بيده على رقبته ومرة أخرى يخبئ رأسه أسفل رقبته ، مما دفع الجمل إلى الغرغرة مرة أخري حتى صمت إدريس ، نهض الجمل ووضع رقبته لأسفل فإمتطاه إدريس وقام الجمل يلف لفة دائرية بالمكان ونحن نهتف له مرددين صيحة الله أكبر ، أسرع الجمل يتهادى ومازال إدريس جالساً فوقه وقد عاد إليه وقاره وحكمته ، هدهد على رأس البركة طالبا منه أن ينزله أرضاً ، أنصاع إليه الجمل ونخ وهبط إدريس ووقف بيننا متحدثا:

    زملائي ورجالي أبناء جيش مصر ، ماذا نحن فاعلون؟ فقد علمنا أن المصيبة كبيرة والخطب عم البلاد ؛ لقد صدرت إلينا الأوامر بالإنسحاب ونحن جنود ؛ ماذا نحن فاعلون؟ صمت البعض وتحدث البعض بوجوب تنفيذ أمر القيادة ، نزع إدريس سترته العسكرية قائلاً: هذا ردي ؛ لقد أصبحت خارج الجيش لكنني مازلت مصريا ابن مصر ، سوف أظل أقاوم بسيناء ، من أين أنسحب وإلي أين أتجه ، هذا هو وطننا مثل ما بلاد النوبة وأسوان بلدنا الصغير ، أنسحب وأعود لزوجتي وأبنائي لأخبرهم بأننى شبه رجل ولم أستطع أن أحافظ على شرف وطني وجئتك يا زوجتى كي أجلس بالدار أطبخ وأعجن الدقيق وأربي الأبناء وعليك أنتِ وشقيقاتك وبنات القرية الذهاب لملاقاة العدو ، لن يحدث هذا ومن يريد العودة فليعد.

    صمت القوم وكأن على رؤوسهم الطير ؛ فهذا قائدهم الذي يقدرونه حق قدره قد قرر البقاء ، بعد قليل تحدث الرجال وحدث لغط فى الحديث ومازال إدريس متخليا عن سترته العسكرية ويرتدى الشورت والقلشين الذى يغطى ساقيه والحذاء الميرى ؛ كأنه يخبرنا قائلاً : إذا فسوف أترك هذا الزى الذي سوف يؤدى بى لترك أرضى وأهلي بسيناء ؛ تحدث أحمد الطيب الذى كان يؤم المصلين للصلاة طالبا منا جميعا بأن نحذو حذو رسول الله عندما هاجر من مكة إلى المدينة وحدث تنافس بين المسلمين الأنصار أهل المدينة على من يتولى شرف ضيافة رسول الله وترك هذا الأمر لله بأن دفع بالجمل إلى إختيار المكان.

    شملنا شعور عام بالإرتياح لهذا الإقتراح ولم يعارضه أحد ؛ كان السؤال الملح هو كيفية تفهم الجمل لما نريد ، إبتسم أحمد الطيب موضحا ما سبق وتفهمه من أجدادنا المسلمين الأوائل فى عصر الرسول الكريم ، إقترب أحمد الطيب وطلب من الجمل "بركة" أن يشير عليهم هل ننفذ أمر القيادة وننسحب أم نظل بموقعنا نحارب العدو بقدر طاقتنا .. نظر بركة إلينا ثم سار قليلاً مقتربا من بقية جمال القطيع ، ثم تركنا جميعا وأسرع يعدو بالمنطقة ودار من حولنا عدة دورات لا نعلم عددها ثم توقف ورفع رأسه للسماء مثلما فعل عرابي قبل هذا وتلفت يمنه ويسره ثم دار حول نفسه دورة واحدة برك بعدها أرضا وجلس ومد رقبته ورأسه للأمام وظل على هذا الوضع عدة دقائق.

     تحيرنا بعد أن تنفسنا وتركنا حزن الهزيمة جانبا ، تساءل الطيب : بماذا يخبرنا الجمل بعد أن أصبح على هذا الوضع ، أقبل إدريس وأتجه إلى الجمل وقبله ووقف بجوار رأسه وأشار إلى الجهة التى ينظر إليها الجمل قائلاً: نتجه إلى هذا الإتجاه؟ حرك الجمل رأسه لأعلى ولأسفل عدة مرات كأنه يجيب ويؤيد إدريس ، هلل إدريس مكرراً مكبراً "الله أكبر .. الله أكبر" لقد قرر الله وأرسل إلينا برسالته بأن نظل فى هذا الإتجاه .. إتجاه الشرق الذي يعنى إتجاه العدو وليس إتجاه الغرب إتجاه قواتنا التى إنسحبت ، هلل باقى الجنود ، طلب منا أحمد الطيب الوضوء لأداء صلاة الشكر لله على نعمته بأن هدانا ولم نكن لنهتدى لولا أن هدانا الله.       

   هكذا تقرر أن نظل بسيناء بمواقعنا وأن نقاوم العدو ونترك مقاومة مهربي المخدرات حتى نتفرغ للمحتلين ، أصابني هذا القرار بصدمة شديدة؛ لقد دمرت أحلامي وكل الأماني التى كنت أفكر بها بأن تتحقق بالعودة إلى أنشاص والعيش مع أمي وإخوتي ولقاء ريهام التى أكن لها كل حب وأنا أعلم بأنه حب لن يستمر طويلا من ناحيتها ولن يكتب له النجاح بأن نصل إلى نهايته ويكلل بالزواج.

   قام الشاويش إدريس بتوجيهنا ببعض الأمور الإحترازية ومن أهمها عدم مجابهة العدو بقوة كبيرة بل نكتفي بالهجوم على الدوريات ونقاط التفتيش المنعزلة على أن يتم كل هذا ليلا بعيداً عن ضوء الشمس أو خلال الليالي القمرية حتى لا يشاهدنا الأعداء، مع الإلتزام بالسرية والكتمان ووضع الجمال فى أماكن مخفية لحمايتها بحيث تصبح مستترة حتى لا يشاهدها العدو ويطلق عليها النيران ويحرمنا من تلك الوسيلة الهامة للتحرك من مكان لآخر.

    قرر إدريس بأن يرسل بإثنين من الجنود إلى الريس حمدان مهرب المخدرات كي يزودنا بملابس أبناء سيناء تساعدنا على التخفي والتمويه حتى لا يصبح زينا الرسمي مثار ملاحظة سواء من العدو أو من بعض البدو الكارهين لما قمنا به من إعتقال ومقاومة لنشاطهم الإجرامي المنافي للقانون ، أخبرنا إدريس بأنه سبق وهمس بهذا الأمر مع حمدان الذي أيد تلك الفكرة حتى لا نصبح لقمة سائغة أمام من يرغبون بالحصول على المعلومات وإرسالها للمحتلين.

    اليوم الرابع للقرار الذي إتخذ بالمكوث بسيناء ومقاومة المحتل عاد الجنديان بالجمال بعد أن حملها حمدان ورجاله بالكثير من ملابس الأعراب وبعض الإحتياجات من مؤن وخلافه ؛ تبادلنا النظرات بأن يقوم هذا المجرم الخطير بفعل هذا ولكن أحمد الطيب علق قائلاً: هذه هى مصر وتلك أخلاق المصريين الذين يتحدون في الشدائد ويشد بعضهم بعضا ، فنحن أقوياء أمام الخطوب والمحن ولذا فضلنا رسولنا الكريم عن باقى الأمم.

    تم توزيع الجلابيب علي الجميع وقد حصل كل فرد فينا على جلباب بالإضافة إلى جلباب آخر إضافي مع بعض الملابس الأخرى ومناشف وقطع من الصابون والتى تبين أن نصف تلك الأغراض قد سرقت من مخازن الجيش المصري ، تعاون البعض معي كي أقوم بلف غطاء الرأس بالطريقة السليمة.

   رغبت بالإستفسار عن وضعي وهل ستصلني شهادة الإعفاء من الخدمة العسكرية من عدمه، ولكنى تراجعت أمام قوة الرجال وإنهماكهم فى إعداد السلاح كما قام إدريس يعاونه إثنان برسم لوحة علي الأرض توضح طبيعة صحراء سيناء وأهم الهيئات من جبال وهضاب وأودية وطرق موجودة بها؛ كان حجم اللوحة يقارب العشرين مترا فى عشرين متر ؛ كما تعاون جميع الأفراد كل واحد بما يعلمه من أسماء الهيئات والجبال بوضع كل هذا على تلك اللوحة.

     كنت فى دهشة مما يقوم به الرجال وما الغرض من إجهاد النفس لأيام ثلاثة لرسم مثل تلك اللوحة على الأرض ؛ وهل سوف ننظر إليها كل يوم وما سوف يحدث لتلك اللوحة حين هبوب العواصف الرملية أو حين هطول الأمطار ، أيقنت أنهم لا يفكرون بعمق وأنهم يلهون على الرمال مثلما كنت ألهو مع ريهام ونحن أطفال صغار على شاطئ مطروح الساحر مما فتح خزانة الذكريات وبالتالي إندفعت دموع الألم وإبتعدت عنهم مستترا بقطيع الجمال حتى تفيض دموع الحزن والذكريات التى هاجمتني بعيداً عنهم بعد أن أصبحت سجينا فى تلك الصحراء وقد أنقطع وصل الأهل والأحبة بى ولم يعد هناك من مستقبل لإستكمال طريق الدراسة الذي بدأته منذ عدة أعوام بعد أن وفقني الله فيه ولم يتبق على دخولي الجامعة سوي تلك السنة الدراسية ؛ حيث لم أتمكن من تسجيل دخولي بسبب حالة التجنيد وعدم وجودي قريبا من مديرية التربية والتعليم بالشرقية والتى تتبعها بلدتي أنشاص إداريا ؛ فمنذ بداية العام وأنا مجند بالجيش بداخل صحراء سيناء فلم أستطع كتابة إستمارة دخول إمتحان الثانوية العامة نظام منازل.

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech