Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

دمـــــــــــــــــــاء الحـــــــــــــــدود

 

قصة استشهاد الرائد احمد جلال عبدالقادر ,

شهيد الحدود المصرية

 

ترقرق قرص الشمس فى عينى ذلك الشاب الباكى , و اللذى وقف يطالع الشمس المائلة للمغيب معلنة عن اقتراب  نهاية صيام يوم من ايام شهر رمضان المعظم

 , نزلت من عينيه دمعتان حارتان , زادت من تراقص ضوء الغروب فى عينيه , كان يجلس فى شرفة منزله المطلة على الغرب , ممسكا بهاتفه المحمول ........نقل بصره الدامع من مشهد الغروب اللذى القى بمزيد من الحزن على نفسه , و نظر الى الهاتف اللذى بيده .....ضغط احد ازراره مقلبا فى الارقام عليه .........و ما ان استقر نظره على هذا الاسم,  الا و ووجد دموعه تزداد رغما عنه!!!!

 

رفع الهاتف الى اذنه بصعوبة  و كأنه يرفع حملا ثقيلا ............. دوى رنين الهاتف فى سمعه كأنه طلقات ....او كانه صراخ و عويل  تنعى من كان يبكيه اتاه صوت محدثه هادئا وقورا و حزينا

 

فرد بصوت متهدج قائلا :  البقاء لله يا دكتور جلال......انا تلميذ حضرتك .....احمد مختار ......!!!!! و اختنقت الكلمات فى حلقه

 

 

*         *               *            *           *             *            *          

 وقف الدكتور جلال عبدالقادر  الى جوار ابنه الرائد عـــــلاء و الى جوار بنى اخوته و اقاربه فى سرادق العزاء المقام بقرية الصلعا -  بمحافظة سوهاج  -  فى ثالث  ايام عزاء نجله الشهيد  ......متلقيا العزاء من المئات من ابناء المحافظة و زملاءه و تلاميذه فى كلية الطب ....و رجال الشرطة ....و بينما هو كذلك  تحرك هزاز الهاتف فى جيبه منبها صاحبه الى اتصال قادم ......توكأ على ذراع ابن اخته الدكتور اسامة ,  ليدله الى غرفة مجاورة  من غرفات منزل العائلة الواسع كى يرد على هاتفه . 

جاء صوته مهيبا و راسيا بالرغم الحزن العظيم اللذى يخالطه , و رد قائلا :  الو.....السلام عليكم .

 جاءه صوت يعرفه......انه احد تلاميذه و اللذى يعمل مدرسا مساعدا بأحد اقسام الكلية .........كان صوت تلميذه حزينا باكيا  لم يستطع تمالك اعصابه كما كان يريد ........... لقد ذكره اسم "احمد " بإسم ولده الشهيد .......... كما جال بخاطره سريعا اخر لقاء قريب له بتلميذه , حيث صافحه و  علق على تضاريس يده متسائلا ان كان رياضيا او ربما ملاكما .........فلم تكن ذاكرته ترسم صورة لهذا الشاب .....حيث انه لم يره بعينيه منذ سنوات............ منذ فقد بــــــــــصــــره !!!!!ء

 تابــــع احمد حواره فى بكاء قائلا :   دمه فى رقبتنا ...........و الله دمه فى رقبتنا يا دكتور و ان شاء الله مش هنسيب تاره

,,,,قالها بمزيج من الحزن و الغضب اللذى يوحى برفضه فكرة قبول عزاء الشهيد قبل الاخذ بثأره.....شأن عادات اهل الصعيدو لكن اينه هو من هذا العدو المتغطرس اللئيم .....و كيف يصلون اليه

 

رد الدكتور جلال و قد  بدى صوته اكثر تماسكا و هدؤا من تلميذه :  هذا قدر الله .....و انا لله و انا اليه راجعون .....نحتسبه عند الله شهيدا.....ثم اردف قائلا : لقد جاء عمك الى العزاء يا احمد و العديد من زملائك .............. كانت كلماته و كانها استفسارا عن عدم قدوم تلميذه , و اللذى لم يعلم الخبر سوى منذ دقائق قبل ان يتصل باستاذه ......و لكنه استدرك حتى لا يصل ذلك المعنى الى تلميذه قتابع قائلا :   شكر الله لك ........... و انا لله و انا اليه راجعون

 

و  اغلق هاتف ............ و بدأ بذهنه شريط الذكريــــــات....... الأليمة

 *       *           *            *           *             *             *           

 " الو ............ السلام عليكم 

نطق النقيب احمد جلال كلماته باسما محدثا والدته

,الام :   ازيك يا احمد يا حبيبى ........و حشتنا و الله

 احمد : الحمد لله يا امى ....اخبارك ايه و اخبار بابا و اخواتى?? 

 الام :  الحمد لله ....كلهم بخير و لا ينقصنا الا رؤياك .......... تابعت الام باكية ......... الفطار ما لهوش طعم من غيرك با بنى

 اجاب احمد مشفقا عليها الا ان صوته بدى مرحا :  ما انت عارفه يا امى ............ ابنك من ضباط الشرطة القليلين اللى بيتكلموا عبرى كويس........عشان كده انا هنا على حدودنا...........و ده واجب ....و انت ام الواجب يا حاجة!!!

 

و اردف كلماته بضحكة قصيرة حنونة , الا انه تابع قائلا  :     اخبار علاء ايه .......... هو فى المنيا و لا فى اجازة?

 

قالت امه و قد زال عنها بعض حزنها : هييجى بكرة ان شاء الله بالسلامة .

 و سأل احمد مسرعا :   و اخبار بابا ايه .......... لسه برضه متمسك برفضه  انه يرتاح شويه ......لسه مصر يروح الشغل و يحضر الامتحانات ؟؟!؟

 قالت الام فى اشفاق :  ما انت عارف ابوك يا بنى ....... بصيرته و ايمانه اقوى من اى بصـــــــر !!!!!ء

 نعم........... لقد صدقت السيدة فى وصف زوجها ......فلقد كانت الايام القليلة القادمة خير برهان على صدق كلامها ,

 اكتسى صوت احمد بالجدية قائلا  :  ماما . انت لسه شايله لى فلوس المكافأة الاخيرة , اجابت الام : طبعا يا حبيبى ....يعنى هيروحوا فين .......... عاوز عليهم يا احمد ؟؟

 ضحك احمد قائلا : ربنا يخليكى يا ست الحبايب ......كنت عاوزك توزعيهم على المحتاجين   !!!

 ابتسمت الام و لم تتعجب من طلب ابنها برغم معرفتها ان المبلغ ليس صغير , الا انها قالت : حاضر يا حبيبى و ربنا يجعلك فى سبيل الخير دايما  , و لو انى كان نفسى تكون ناوى تدور على عروسة .....بعد ما اخوك علاء خطب  , الدور عليك,, 

 ضحك احمد من قولها .........و مضت المكالمة بينهما شانها شأن اى مكالمة بين ابن بار ..و ام حنون , 

و انهت  الام مكالمتها مع ابنها متجهة الى حيث مكتبه , لتنفذ ما طلبه ابنها............. فلقد كان هذا  اخر ما يطلبه البطل !!!!!!

 **  **  **  **  **  **  **  ** 

فرغ افرد النقطة 79 الحدودية بجنوب سيناء  من اداة صلاة الظهر فى جماعة, حيث تتبع  هذه النقطة  لقطاع الامن المركزى بوزارة الداخلية بالتنسيق مع وزارة الدفاع ,  تبعا لما تمليه اتفاقية كامب ديفيد من التوزيع المحدود للقوات على الحدود المصرية

الاسرائيلية 

 

" تقبل الله يا فندم ......قالها النقيب احمد جلال لقائده باحترام

 فرد القائد : تقبل الله يا ابو حميد ............تقبل الله يا رجاله , ثم اردف حواره موجها كلماته لاحد الجنود مداعبا:ها يا اسامة ..... صايم و لا زى كل سنة ,

 ضحك الجندى" اسامة جلال"  من دعابة قائده و التى اعتاد المصريين قولها لابناءهم الصغار فى شهر رمضان..... و توجه كل فرد منهم الى موقعه ..........و الى جوار اسامة وقف زميله  الجندى" طه ابراهيم" , و الذى قال لصاحبه و هو يحاوره : سبحان الله .....يا خى برغم الحر الشديد , الا ان الواحد مش حاسس بأى عطش النهاردة!!!

  رد اسامة مؤيدا :   تصدق يا اخى و لا انا!!!

ضحك النقيب احمد و اللذى كان يسمع حوارهما دون ان ينتبها لوجوده و عقب مداعبا لهما  :  ده لانكم  ما اكلتوش فى السحور بصل و مخلل كالمعتاد.

شد كلا من الجنديين قامتيهما فى قوة و اديا التحية للضابط المناوب  "احمد "   , ثم رد اسامة مداعبا ......ايه يا فندم حضرتك ناسى ان احنا خلصنا على المخلل اللى كان فى تلاجة الوحدة كله امبارح يا باشا !!!!!

ضحك احمد من رد جنديه الهمام و رد عليه باخوية قائلا :   بالهنا و الشفا يا وحوش ..........ثم اكتسى صوته بصرامة و جدية و سأل رجاله قائلا :  ايه الاخبار ........... المراقبة تمام؟؟

رد طه :  تمام يا فندم .........و لو انى حاسس بحركة غير طبيبعة شوية عند اخواننا البعدا دول.,  و اشار بيده الى حيث الجانب الصهيونى

رد النقيب احمد :  اذن نركز معاهم يا  شباب .........العالم دى محدش يضمنهم ابدا !!!!!

و ترك جنوده البواسل و كلا منهم يقف فى موقعه مثل الطود الشامخ . و قد افضى عليهم زيهم الاسود مزيدا من الوقار و المهابة,

 توجه "احمد " الى حيث مكتبه البسيط , و تذكر من حوار جنوده عندما كان احدهم موجود على تبة عالية مشرفة مباشرة على الخط الحدودى , و لا يفصلها عن جنود الاحتلال الا امتار قليلة .....و اذا بالجندى ينوى تناول وجبته , و عندما اخرج بصلة ليكسرها بيده  تدحرجت على رمال التبة قافزة خلف الخط الفاصل و مستقرة بين جنود الاحتلال.........فاذا برد فعل مزعور جلى يقوم به كل الافراد امام البصلة المصرية !!!!!!

ضحك احمد عندما تذكر جبن جنود الاحتلال الصهيونى , و قال فى نفسه : لما بصلة مصرية عملت فيكم كده , امال الجندى المصرى يعمل فيكم ايه ؟؟؟؟؟

و بينما هو كذلك ............و اذا بانفجار شديد يهز جنبات النقطة و يحطم زجاج النوافذ فقفز احمد من على مقعده صائحا بقوه :   فيه ايه ؟؟

 **   **   **   **   ***   **  *** 

 تحركت تلك الهيلوكوبتر الاسرائيلية عابرة الخط الحدودى المصرى و متجهة الى داخل الاراضى المصرية , حاملة داخلها مجموعة من جنود القوات الخاصة الاسرائيلية .......... و ما ان اقتربت من النقطة 79 الا و وجد قائدها نفسه يطلق صواريخه الى اتجاه الوحدة , قبل ان يقوم الجندى الموجود خلف المدفع الرشاش المتعدد باطلاق رصاصاته القوية فى عشوائية تجاه الوحدة!!!

و فى داخل النقطة المصرية , جرى النقيب احمد مسرعا الى حيث يوجد جنود المراقبة و اللذين حمل كلا منهما مدفعه الالى "الكلاشينكوف "  و وجهوهما تجاه الطائرة المغيرة  فى انتظار الاوامر,  صاح قائد النقطة قائلا :   نقيب احمد .......اللاسيلكى.....كلم ولاد الكلب دول شوف في ايه !!!!

نطقها بسخط و غضب  تجاه اولائك اللذين اشتهروا بنقض العهود و المواثيق,  هرع النقيب احمد الى الاسلكى , الا انه التقط بندقيته الاليه بخفة قبل ان يلتقط بوق اللاسلكى, و كانه يميل للقتال قبل ان يجرب السؤال , بدأ فى اطلاق اشارته فى عبرية سليمة الى النقطة الاسرائيلية المواجهه , و ذلك تبعا لما تقتضيه التنسيقات الامنية , حيث كانت كل وحدة تعرف تفصيليا عدد و اسماء الرجال فى الوحدة المقابلة و برغم معرفته الى اسماء الضباط فى الوحدة الاسرائيلية , الا انه ترفع ان يذكر اسم احدهم و وجه اشارته بصيغة رسمية تحذيرية بحتة قائلا :

 من النقطة 79 الى نقطة  شيفائيم "70" الحدودية  هناك اختراق لحدودنا المصرية و اطلاق نيران , نحذركم بالرد ان لم تتراجعوا .......... حول !!
جاءه الرد فى صورة المزيد من الطلقات مخترقة النوافذ و الابواب و محطمة للاثاث حوله ........ لم ينتظر ليكرر اشارته , و لكن غير موجة الارسال و اخبر قيادته بالموقف ........... الا ان القيادة طلبت منه تكرار اشارته الى الجانب الاسرائيلى و هنا , التقط احمد اللاسلكى بمزيد من الغضب  مكررا اشارته .......... بينما كان جنوده يتابعون الموقف فى تحفز شديد , و لكن الطائرة الاسرائيلية تابعت هبوطها مطلقة نيرانها تجاه الموقع ........... و ما ان سمع احمد رجاله يصيحون ...ابرار جوى يا فندم !!!

فرمى احمد بوق اللاسلكى , و جرى حاملا بندقيته الى حيث المواجهة .......... مواجهة افراد شرطة مدنية لا يزيد تسليحم عن مسدسات 9 مم , و بنادق كلاشينكوف .......... فى مواجهة طائرة هيلوكوبتر صهيونية مقاتلة و بها فريق من اشرس رجال القوات الخاصة ............. الصهيونية !!!!!

  **   **   **   **    **    **    ** 

 اعلن احمد لرجاله عن بدأ المواجهة باطلاق رصاصته على الطائرة المصفحة , و التى قفز جنود الاحتلال منها فى سرعة لا تخلوا من وضوح الخوف فيها .............. و هنا فتح الرجال نيرانهم على الغزاة .....و بمنتهى البسالة !!!!كانت المسافة بين الرجال و الطائرة الغازية ليست قريبة .........و كانت الرماية بدقه عبر هذه المسافة صعبة للغاية , الا ان ابطال النقطة المصرية تناسوا ذلك تماما و بذلوا جهدهم فى محاولة اقتناص جنود الاحتلال و ايقاف تقدمهم , صرخ طه قائلا :  اسامة .......... جهز الخزن الاحتياطى ,

جرى اسامة الى حيث مكان تخزين الذخيرة و بدأ فى احضار الخزائن الاضافية لاسلحة زملاءه حيث اوشكت ذخيرتهم على النفاذ و هم يصبون جام غضبهم على جنود احدث اختراق للحدود ......... الحدود المصرية !!!!ء

ء

لمح النقيب احمد من موقعه تقدم احد جنود الاحتلال مستترا بالغبار اللذى تحدثه مروحة الهيلوكوبتر المتحفزة .......... و بينما هو يستعد لاقتناصه .....سمع صرخة مكتومة ............. انه اسامة ............ لقد سقط اسامة برصاصة غادرة من بندقية احد القناصة الراقدين الى جوار الطائرة , و التى بدأت مراوحها فى زيادة سرعتها وصرخ طه قائلا .............لااااااااااااااااأ .....اساااااااااااااامة!!

- رد اسامة فى تهالك شديد :  كمل يا طه ........... هاتهم.......الخزن اهه.....خد بتارى , و تمتم بالشهادتين , و سقطت يده الغارقه بدمه الطاهر من يد صديقه طه !!!
, لم تمر لحظات على استشهاد اسامة , الا و فوجىء رجال الموقع بالجندى "طه" يقفز من خلف موقع تحصنه , حاملا بندقيته فى يمينه و بندقية اسامة قى يده اليسرى و هو يجرى مسرعا فى اتجاه الطائرة  ..............و فتح طه بركان غضب مصرى على الطائرة الاسرائيلية ........ اصتدمت رصاصته غزيرة بجسم و زجاج الطائرة , قاذفة الرعب قى قلب قائدها ........مما يحمى وجهه بحركة لا ارادية , قبل ان يهرب صاعدا بها الى اعلى........ لقد انساه خوفه من الجندى المصرى عارى الصدر , انه فى طائرة حديثة مصفحة !!!

فانطلقت يد الطيار الى حيث الزر الاحمر فى عصى قيادة طائرته , مطلقا وابلا عشاوئيا من النيران ..........و اخترقت الرصاصات جسد البطل" طه ابراهيم" ...........الا انه واصل اطلاقه للنيران اثناء سقوطه ............لم تتوقف يده على الزناد رغبة فى الثأر....و سالت دماءه متفجرة تروى رمال سيناء.....الا ان ذخيرته نفذت .........و فاضت روحه الطاهرة معها و كانها كانت اخر طلقة يدخرها ضد عدوه !!!!

و هنا تحولت  ملامح النقيب احمد و باقى الرجال بالغضب العارم كانهم ملائكة جحيم يذيقون اعداء الله الهوان و يفعلون ما يؤمرون  ........... الا انه ثبت بندقيته الى كتفه فى هدوء لا يتناسب مع الموقف قط ..........و ردد فى نفسه سريعا الاية الكريمة  "و ما رميت اذ رميت و لكن الله رمى " و بينما تررد نفسه صدق الله العظيم , انطلقت رصاصته مصيبة هدفه .......... تماما !!!!ءء

*   *    *    *    *    *    *    *    *    *    *  

اقتنصت رصاصة النقيب احمد كتف القناص الاسرائيلى الراقد ارضا  مخترقة طريقها الى حيث قلبه .... سقط رأسه و سلاحه فى الرمال .....سقط بعد ان اطلق  رصاصته الغادرة التى قتلت الجندى "اسامة جلال" منذ قليل ............ كانت المسافة بعيدة, و لكن الله وفق عبده ليصيب هدفه.........برغم انه اصيب بشظية فى كتفه  اثناء الاشتباك , شعر بالامها الشديدة تمزق كيانه .  

اصيب جنود الاحتلال بالرعب عندما شاهدوا دقة اصابة زميلهم برصاصة واحدة  بين وابل الرصاص المنطلق من بنادق الرجال المصريين نحوهم  , فقفزوا الى الطائرة مذعورين , و دارت الطائرة الى الخلف هاربة ....مخلفة وراءها جريمة جديدة من جرائم بنى صهيون !!!!!ْ

*   *   *    *   *   *   *   *   *   * 

 جرى احمد و بعض جنوده الى حيث جسد" طه"  غير مباليا بالطائرة التى لم تبتعد كثيرا .......... رفع جسده من الارض متفحصا اياه فى دقة و حزن ........ فوجد العديد من الرصاصات  مخترقة صدره و بطنه و نافذة من الظهر ............الا ان رغبته فى انقاذ رجاله جعلته يصرخ ............ اسعاااااااااف ............ ابعت اشااااااارة استغاااااااثة ......... اسعاااااااااف !!!!

حملت الاسعاف جسدى البطلين الشهيدين , و اعتقد احمد ان المعركة قد انتهت فقفز فى الاسعاف مع رجاله ........ و قد نسى انه نفسه مصاب و فى حاجة للاسعاف ايضا ...........و فجأة رن هاتفه المحمول ...........انه والده ...........و لسبب ما وجد نفسه يرد على والده ..........و يخبره عن بسالة و بطولة رجاله , و يخبره ايضا بشأن اصابته فى بساطة حتى لا يقلقه , لقد وجد فى اتصال والده سبيلا ليعلن عن جريمة بنى صهيون الجديدة قبل اى وسيلة اعلامية ............. و هنا تذكر النقيب احمد ,  ان الاسرائيلى القتيل هو خير دليل على اختراقهم لحدودنا ....فقفز من الاسعاف  اثناء سيرها , التى لم تبتعد,  تاركا احد جنوده برفقة الشهيدين ........... و عـــــــــــاد الى نقطته التى لم يبتعد عنها كثيرا...........عـــــــــاد لينتقم ...او عـــــــــــــاد ليستشهد !!!!

*   *    **   **   **   *    **   **

"يا فندم الفرد اللى قتلناه ده هو دليل ادانتهم ." 

قالها احمد بغضب عارم لقائده ,اللذى نظر اليه باشفاق حيث كانت الدماء تنزف من كتفه الى ذراعه و تتساقط منزلقة على اصابعه قطرة بعد قطرة  على الارض.,

 رد القائد :  احمد انت مصاب .....هنسعفك و هطلع انا مع قوة نجيب جثته !!!ء

رد احمد مسرعا و بكلمات تفوح بالغضب  :  انا جاى مع حضرتك يا فندم ............بعد اذن حضرتك !!!

اومأ القائد لضابطه الهمام موافقا , و اخذ القائد مكانه فى سياراتهم الشرطية ... , حيث تقدمت سيارة النقيب احمد ......و حمل كل فرد من المجموعة بندقيته الالية تحفزا لحدوث مواجهة جديدة ............ و وشيــــــــــــكــــــــة !!!ء

* * * * * * * * * * * * * * * * *

جلس النقيب احمد فى المقعد المجاور لعجلة قيادة السيارة العسكرية الاولى فى رتل السيارات  , و التى تولى قيادتها الجندى "عماد عبدالملاك " , بينما ركب قائده فى السيارة التالية لها .....و اتجهت القوة الى حيث سقط الجندى الاسرائيلى صريعا, و كلهم املا فى سرعة الحصول على دليل ادانة الجريمة الاسرائيلية الجديدة.

كان المشهد رهيبا.... , فما ان تحركت السيارات  نحو الهدف المنشود الا و ظهرت الهيلوكوبتر الاسرائيلية مرة اخرى منقضة بسرعة تجاههم ........و اطلقت الطائرة رصاصاتها فى عزراة ...........فقفز الرجال من السيارات ...و اتخذوا اوضاعا قتالية فى سرعة و مهارة ........و انهالت الرصاصات على الطائرة المحلقة فوق رؤسهم  من البنادق المصرية  حاملة براكين غضب اصحابها ......و لأن" النقيب احمد " اول من كان فى مواجهتها .....او ربما لانه تمنى اللحاق برفاقه شهيدا فى سبيل ربه ..., اخترقت الرصاصات الغادرة رأسه , و فخذه ملقية اياه للخلف فى عنف ..........و قبل ان يصرخ الجندى "عماد" غاضبا  لمشهد اصابة قائده كانت الرصاصات نصيبه هو الاخر باصابات متعددة .............. جرى القائد تجاه النقيب احمد  فى بسالة يحسد عليها غير مباليا بالرصاص المنهمر عليهم ....... فاذا برصاصة تخترق فخذه و تحطم عظامها محدثة قرقعة مخيفة , لم يبالى لها الرجل برغم الامه الرهيبة .... ..انما استمر زاحفا تجاه البطل الصريع , الذى رقد جسه على الارض و تفجرت منه الدماء من مواضع شتى ....و قد  تعلق بصره بالطائرة الغادرة التى ولت مدبرة و لم تعقب بعد ان اسالت دماءا ذكية , و بعد ان اختطفت دليل ادانتها......جيفة الجندى الاسرائيلى اللذى اسقطه الشهيد احمد جلال........... منتقما ...لا لدم زملائه و دمائه فحسب ............بل انتقاما لدمـــــــــــــاء السيادة المصرية المنتهكة ........... دمــــــــــاء الــــــــــحـــــــــــــــدود !!!

----------------------------------------------------------------------

 الى روح شهداء حدودنا البواسل  .............

و الى استاذى , الاستاذ الدكتور  / جلال عبدالقادر  - استاذ الفسيولوجيا بكلية طب سوهاج  -  

وكيل كلية طب سوهاج الاسبق.

 

تلميذك   أحمد مختار

 

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech