" ايه ده ............. ويش هذا ................. يا الله ويش يكون....ايش ده يا زول !!!!"
سررت همهمات التعجب بين اعلام الدول العربية المختلفة التى وقفت متراصة بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة , ذلك ان ما كانوا يرونه  كان عجيبا بحق ...و غير متوقع   ................. لقد بدأ النسر الايوبى الشهير اللذى يتوسط الخط الابيض فى منتصف علم مصر ..........بدأ ينخلع من العلم محاولا الطيران بقوة ..............كان و كأنه ينفك من سجن ............. حيث قطب النسر جبينه , و بدت عليه علامات الحزن و الاسى لما يحدث فى بلاده !!!!! بينما بدت بقع حمراء كئيبة تلوث الخط الابيض من حوله !!!!!
" اللى رفعوا العلم ده .........رفعوه على ايه.....كانوا عارفين قيمته ......... فين الشهيد اللى رفعنى هناااااااك ........... فى سينااااااااا !!!؟"
سأل النسر المصرى سائر الاعلام حوله ......ثم استطرد قائلا : حتى سينا اهه بتضيع !!!!!....... مرت فترة صمت على سؤاله , الا ان علم فلسطين لوح له قائلا ..............."هتبيع القضية يا خوى .......... و تتخلى عن الاقصى !!!؟"
ابتسم النسر بمزيج عجيب من السخرية و المرارة قائلا :  ما هم باعوها من قبلى ..........و اهم بيبيعوها النهارده .......... بسوء اختيارهم.....و انت عارف ان انا الوحيد اللى عمرى ما ابيع فلسطين....بس هما اللى باعوا .....و بيبيعوا ...... و هايبيعوا اكتر  !!!!!

بينما بدت من علم قطر ابتسامة خبيثة خفية.......... فاذا بعلم السعودية يلفحه بطرفه هامسا : يا خى لا اله الا الله ........... احترم الاغلبية المحترمة فى ناس بلادك ......... لازم تبقى كده مثل سيدك !!!!
احرج العلم القطرى من همسة العلم السعودى , و قبل ان يجيب  شد انتباههم ازيز بكاء العلم السورى , و اللذى قال بصعوبة : يا علم مصر اصبر .......... انت مو اتعمل فيك مثل ما بيعمل اهلى ببعضهم ............... خلونى رمز العار ...........خلونى رمز العار !!!!! و اخذ يبكى بحرقة شديدة
نظر له النسر المصرى فى شفقة , الا انه اشاح ببصره عنه ناظرا الى السماء , و كأنه يشكو الى ربه الجهلاء ............... ثم ضرب العلم بجناحيه فى قوة و حلق بعيدا .......... لمح دمعة على علمه الحبيب ........فصاح به : ..............سأعوووووووووود اليك .......... و لكن عندما يكون بينهم....بل اكثرهم ممن يستحق ان يرفعنا سويا .......و يعرف قيمة النسر ......نسر علم مصر !!!!!!!!

د. احمد مختار ابودهب
25 مايو 2012