Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

لقـــــــــاء..... مــع شــهـــيــد

 

رفعت تلك الكوبرا السوداء رأسها بطريقة تنم عن شر شديد ...... افزعتنى ....بل ارعبتنى,  برغم ذاك المكان الجميل الذى كنت فيه و لأول مرة اراه و كأنه ردهة بناية فخمة  .....لم يلبث ذاك الرعب الا ان تبدل باعجاب شديد لتلك اليد القوية التى خطفت الكوبرا من امامى ....و فى ثوان اقتلعت انيابها و حطمت رأسها ....... لقد كانت هذه اليدين , ايدى الشهيد ........ بل امير شهداء اكتوبر كما يلقبونه ...... إنه الشهيد إبراهيم الرفاعى .


نظرت اليه بإعجاب شديد و كأنما اريد ان اوصل له حبى و تعلقى به , و تعجيى لفرط شجاعته و إقدامه,  رد هو بإبتسامة حانية........ دارت  بينا بعض الكلمات البسيطة التى لم اتذكرها للاسف  .....سرت الى جواره و سألته :

حضرتك استشهدت إزاى؟

 
ابتسم و نظر الى .........هم ان يقول شيئا ...... و لكن المنام الجميل قد انقضى فى هذه اللحظة .....استيقظت سعيدا , فها انا ارى فى نومى ذاك الشهيد الذى طالما كنت اجلس مع والدى رحمه الله و نتحدث عنه و عن بطولات مجموعته الفذة .....وحوش الصاعقة, المجموعة 39 قتال.
ظل هذا الحلم مرسوما فى ذهنى كثيرا .....لم اروه الا لقلائل من المقربين لى ........... وددت ان يكتمل.....سألت شيخا جليلا : هل لى ان اكمل هذا اللقاء دون ان اتعدى حدودى ؟ .......... اراحتنى اجابته ........ و عدت مرة أخرى ...... للقـــــــــــــاء الشــــــــــهـــــــيـــــد !!!!


سارت مخيلتى تجاههم , محاولة  رسم صورة لاولائك الاحياء الذين هم عند ربهم يرزقون ..... كانت رهبة الامر تجعل ذهنى غير منظما ....... لا اعد اسألة و لا اتوقع اجوبة ....فقد اتوق الى لقاء ذاك الشهيد الذى زارنى فى منامى منذ عدة سنوات و لم نكمل حوارنا معا !!!

 

انقشعت تلك االسحب البيضاء امام مخيلتى , و بدأت ترتسم صور اولائك الابطال امامى واحدا تلو الاخر ......بحث عن كل من اعرفه فيهم, اين أسد الله "حمزة ابن عبدالمطلب" ....و لانى اعرفه بروحى لا بعينى لم اجد له صورة لتعرفها مخيلتى ......طالعنى وجه الشهيد "احمد حسن" بابتسامته الحانية ..... بدأت العبرات تنسكب من عينى...... فغطت العبرات وجهه الجميل من مجال تخيلى ...... مر بها عصام الدالى و شعرت كم هو طيبا و مقداما و مضحيا ........ الى ان وجدته امامى انه هو ....... هرعت امد يدى اليه ....استدار نحوى و قال بصوت صارم : لا تتعدى حدودك ...... لك ان تتخيل ما هو مسموح ان أقوله فقط !!!!!


اردت ان اعبر له عن محبتى له و لكل الشهداء , اردت ان اقول له ......... فقال : اعلم انك كنت تريد معانقتى ....... و لكن ليس لك الا ان تسمع الكلمات........و ابتسم ابتسامة حانية ليزيل بها ما شاب نفسى من خوف الا يكون من المسموح لمخيلتى .......بلقاء الشهيد!!!!

التقطت انفاسى .....بدأت ارسم صورة لما اراه ........ بقعة دم قانى تزين صدره زينة يحسده عليه اولى زينة الحياة الدنيا .....زيه العسكرى يزيده بهاءا و شموخا....... بدى و كانه قد عاد الى بداية الثلاثينيات .....شأنه شأن أهل الجنة جميعا إن شاء الله ....... و رائحة مسك , بل روائح المسك الذى يفوح منه و من كل مكان ...... ترددت ان اتكلم .......ابتسم هو و قال : كان اخر ما سألتنى : حضرتك استشهدت ازاى ؟  هل تذكر هذا السؤال , اومأت برأسى ان نعم دون ان أجرأ حتى الان ان انطق بكلمة واحدة .


نظر نظرة عميقة و بها مزيج عجيب من السعادة الغريبة التى لا ترى على اسعد اهل الدنيا و بقوة ايضا,  قائلا :

لم احنى وجهى لغير الله , و لم احنى رأسى و انا على ارض بلادى , و لم احنى رأسى خوفا من عدوى .......و يومها استشهدت !!!!


استجمعت قواى و سالته فى صوت خفيض : و لكن ماذا عن تفاصيل الاحداث؟

ابتسم لسؤالى قائلا: الاحداث تهمكم انتم اهل الحياة الدنيا , و لكنكم يوما ما ستعرفون ان الأهم هى النتائج و المصائر .

 شعر برغبتى فى معرفة المزيد فتابع قائلا:  منهم من قضى نحبه – و اشار الى نفسه – و منهم من ينتظر و اشار الى  اتجاه من حيث اتيت , يمكنك ان تسأل رفقائى ممن مد الله فى اعمارهم , و انا انتظرهم من يومها .

ثم اردف بابتسامة حنون قائلا : و انت تعرف تلك التفاصيل و سمعتها و قرأتها ...... اليس كذلك ؟!
اومأت برأسى مرة اخرى و قد هدأت انفاسى  قليلا ....... سمعت صوت اذان العصر...... فإذا بمخيلتى ترى شفتيه تتمتمان بترديد الاذان فى خشوع جم جعلنى  الزم صمتا عميقا و لا انبس ببنت شفة حتى ينقضى الاذان.

هممت ان اقول شيئا , فقال لى بلهجة أمرة لا تقبل للنقاش: اذهب و صلى , ثم اكمل ما بدأت فيه.

و مع اخر كلماته قال المؤذن "لا اله الا الله "
فقمت , ......و جدت نفسى كما كنت فى غرفتى و قد غاب هو بين السحاب الابيض !!!!!!!  

 لحظات و عدت الى حيث كنت , و بدأ السحاب الابيض الجميل ينقشع من جديد , و عدت الى لقاء الشهيد ....... ابتسم و قال لى : تقبل الله .

رددت بابتسامة , ودت ان يكون معناها  منا كما تقبل منكم ان شاء الله .

 بادرنى قائلا : كلنا يدخل الجنة برحمة الله , فلا يغركم ابدا العمل ..... حتى الشهيد , إن لم يكن عمله خالصا , ذهب هباءا منثورا !!!!!


شكرت له انه يذكرنى بألا أفتتن  بعمل بشر قط ...... تذكرت معانى بعض احاديث الرسول صلى الله عليه و سلم فى هذا الشأن , فزاد ذلك من قوة كلماته فى ذهنى .


استجمعت قواى و اخيرا نطقت متسائلا : من هم اقرب الناس اليك من مجموعتك ؟
ضحك لسؤالى و قال : ان كلماتى لك تنبع من ذهنك انت و معرفتك عنى , لذا فإن اجبتك ستكون اجابتى هى ما تختاراها انت , اما اجابتى انا فاقربهم لى اكثرهم اخلاصا الى الله , .....و لا يعلم ذلك الا هو سبحانه !!!!

ثم اردف قائلا : ليس المهم ايهم اقرب لمن , و لكن المهم اينا اقرب الى الله , اليس كذلك ؟؟
اومأت برأسى مرة اخرى فى اطراق لحرجى من ان يكون حوارى معه من عبث كلمات الدنيا .
و لكن فجأة لمع فى ذهنى ذاك السؤال المناسب فقلت له مسرعا : ماذا عن البشارات ؟

ابتسم لذكرها و رد بصوت يفيض بمزيج من الرحمة و الرجاء قائلا :  طالما هناك شهادة , فهناك بشارات .... الا تعلم ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد بشر كثيرا من الصحابة بالجنة ..... و منهم من بشره بالشهادة ...... و تستمر البشارات الى ان تقوم الساعة , طالما هناك شهيد يجود  راجيا وجه ربه الكريم.

و قبل ان أسأل , تابع قائلا : اعلم انك تقصد البشارات لمن هم من رفقاء كفاحنا ....... ثم ابتسم و قال , الم تكتب انت عن بشارة الشهيد" احمد حسن" , و اشار بيده الى حيث يراه هو بينما لا تستطيع اعين مخيلتى رؤيته ........ ثم ازدادت إبتسامته و كأنه يكشف اغوار نفسى قائلا : و ماذا عما كتبوا و كتبته أنت عن بشارة الرسول صلى الله عليه و سلم لاخى الشهيد التهامى؟؟؟
نظرت اليه متعجبا , و خجلا ايضا من محاولتى للسؤال.......فاردف بعمق قائلا : لا تتجاوز حدود ما لا تعرفه !!!!

بادرته قائلا : و ماذا عنك انت .....اليس لك بشارة ؟


رد بهدؤ قائلا : ماذا تعنى , و عما تسأل؟


فقلت فى تردد : الشجرة ....... تلك الشجرة الخضراء التى تنمو يوما بعد يوم......الى جوار رأسك........و داخل قبرك !!!!؟

اشاح عنى و قال : القبور اسرار و ليس لى ان اخبرك عنها شىء .....إسأل من اخبروك من اهل حيث أنت ...... قاصدا اهل الحياة الدنيا !!!!

خفت ان يكون قد اغضبه سؤالى , فبادرنى حانيا:  لا تخف اننا هنا ليس بنا ما بكم من صفات البشر التى بكم !!!

اراحتنى اجابته , وددت ان اطيل حوارى معه و لكنى عرفت اننى فى مكانة بعـــــــــيدة لا تسمح لى ان اسأل او اقول أكثر من ذلك ......... وددت ان أسأله عن كثير من الشهداء......... او عن بعض حال اهل الاخرة ........ عن أبـــــــى ............ و لكن نظرته لى كانت تؤكد : لا تسأل عما هو ليس لك !!!!!

مددت يدى اليه , و كأنى أقول له : عــــد اليـــــــنا , نحن فى شدائد نحتاج الى من هم مثلك !!!

ابتسامته افهمتنى ما يريد و كأنه يقول : ستجد أمثالى و لكن فى الوقت المناسب .....المعادن تظهر فى الشدائد !!!!!

مددت يدى اكثر كأنى اريد ان اتشبث بعودته , زادت صرامة نظرته ليذكرنى بأن أمر الله قد سبق و لا يعود من غادرها .

حاولت ان اقترب منه و كأنى اقول له : إذن خذنى معك ......!!!!؟

ابتسم قائلا : اتتعجل اجلك .....ام ترنو الى مكانتنا...... لكل اجل كتاب فإذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة و لا يستقدمون........... ادعو ربك .......... عله يحسن خاتمتك ......و تنال عندها حقا ........... لـــــــــقــــــــــاء الـــــــــــــشهــــــيـــــــد.

   

أحمد مختار حامد ابودهب
2 ربيع أول 1434

14 يناير 2013

* اللهم لا تفتنا بعده ...و لا تحرمنا شفاعته,   و لاشفاعة رسولك الكريم صلى الله عليه و يسلم قبل الجميع 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech