Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

أسلحة الحسم في حرب أكتوبر - الجزء الثالث والاخير

وحدات الصواريخ المضادة للدبابات

كان ظن الاسرائيليين انه اذا اقدم مشاة المصريين علي اقتحام قناة السويس...و حاولوا حصار نقاط خط بارليف من مناطق الثغرات بين تلك النقاط فان احتياطات المدرعات المنتشرة علي عدة نطاقات وراء الخط فانها ستتولي مهاجمة كل القوات العابرة و تسكب نيران جحيمها عليهم....هذا ما كان يتصوره الاسرائيليين و لكن مع بدء عمليات يوم 6 اكتوبر اكتشفوا ان الامر لم يكن كما تصوروا اطلاقا

م / مينا يوسف

وحدة الدراسات العسكرية والامنية

المجموعه73مؤرخين

الدبابات المصرية و الدبابات الاسرئيلية

كان من ضمن الدروس المستفادة و الخبرات المكتسبة من معارك الحرب العالمية الثانية هي ظهور اهمية الدبابات من الناحية التكتيكية علي مسرح العمليات و قدرتها علي حسم امر المعركة سريعا و قد بدا ذلك جليا مع التطور الهائل في تصنيع الدبابات و خصوصا مع ظهور الدبابة ال "تايجر" الالمانية و ال "تي" السوفيتية...فلدي الدبابات القدرة علي الحركة السريعة و قدرات مناورة عالية و كثافة نيرانية ممتازة مما يشكل تفوق استراتيجي بمسرح العمليات لانها تستطيع احتلال مساحات كبيرة من الارض باسرع وقت و باقل خسائر مقارنة بوحدات المشاة العادية....و نتيجة لذلك التفوق الملحوظ للدبابات فقد جري تطوير وحدات المشاة و تحويلها لوحدات مشاة ميكانيكي....بحيث تحقق قدرة علي الانتشار اسرع من وحدات المشاة العادية.

بناءا علي ماسبق فقد كان من الطبيعي ان يكون اي صراع عسكري مستقبلا صراع دبابات او مشاة ميكانيكي....و لكن حتي يتشكل لدينا صورة عن شكل الصراع بين الدبابة المصرية و الدبابة الاسرائيلية علينا ان نعقد مقارنة بين ما كان لدي كل من مصر و اسرائيل قبيل بدء عمليات يوم 6 اكتوبر.

(مذكرات الشاذلي ص268)فاذا نظرنا الي ما تملكه مصر من دبابات سنجد امامنا الدبابة ت 62 ذات المدفع 115 مم و ال ت 54 و ال ت 55 ذات المدفع 100 مم و ال ت 34 ذات مدفع 85 مم و ال ت 76 البرمائية ذات مدفع 76 مم.

اما بالنسبة لما لدي اسرائيل فكانت تملك الدبابات السنتوريان و ال م 48 و ال م 60 و جميعها ذات عيار 105 مم.

و من هنا يتضح لدينا ان تسليح الدبابة الاسرائيلية افضل من تسليح نظيرتها المصرية بالاضافة الي تمتع الدبابة الاسرائيلية (الامريكية الصنع) بميزة خفة الحركة و المناورة السريعة عن مثيلتها المصرية (السوفيتية الصنع).

و بناءا علي ما سبق كان تقدير القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية لشكل العمليات العسكرية مستقبلا مع اسرائيل في معركة التحرير كان بضرورة تحاشي ان تكون المعركة معركة دبابة ضد دبابة اذ انه في مواجهة مثل هذه مع فارق الامكانيات بين الدبابة المصرية و الاسرائيلية فانه من المحتم ان النصر سيكون حليف القوات الاسرائيلية مهما بلغت احترافية المقاتل المصري او شجاعته.

و عليه تقرر ان تعمل وحدات الدبابات المصرية كمدافع مضادة للدبابات ذاتية الحركة ملحقة علي وحدات المشاة مربوطة بالارض و حركتها محدودة و تكون بناءا عل ظروف المعركة التي تخوضها وحدات المشاة الملحقة عليها و تم تقسيم وحدات الدبابات الي نصفين...النصف الاول يعمل ككتائب دبابات ضمن الهيكل التنظيمي لالوية المشاة بمعدل كتيبة دبابات لكل لواء مشاة و النصف الثاني يعمل كالوية مدرعة ملحقة علي فرق المشاة بمعدل لواء مدرع لكل فرقة مشاة.

التعقيد الهندسي و العسكري الموجود بخط بارليف و ما يفرضه من تحديات

كان اهم ما يميز خط بارليف كخط دفاعي حصين عن اي خط دفاعي سابق تم انشاؤه في اي حرب سابقة هو ذلك التعقيد الهندسي بالخط المتمثل في الساتر الترابي العملاق ذو الارتفاع المقارب لبناية من 7 طوابق بالاضافة الي طبيعة النقاط الحصينة كمنشا مدعم بصخور و قضبان سكك حديدية لتحمل الانفجارات فاضيف التعقيد الهندسي الي التعقيد العسكري المتمثل في احتلال النقاط بواسطة لواء مشاة علاوة علي وجود 3 الوية مدرعات جاهزة لتقديم العون للخط في حال الهجوم عليه و احتلال المصاطب في الفراغات بين النقاط لتمطر القناة بجحيم نيرانها.

ان وجود الساتر الترابي شكل مانعا قويا ضد دخول اي مركبة او مدرعة او دبابة الي ارض سيناء الا بعد ازالته...و بالتالي فان تواجد الدبابات كعنصر دعم نيراني للمشاة -التي ستواجه 3 الوية مدرعات تدافع عن الخط- اصبح غير متيسر خلال الساعات الاولي للمعركة و هي الساعات التي ستحدد مصير معركة العبور.

و حتي بعد ابتكار سلاح المهندسين المصري لفكرة استخدام طلمبات الضغط العالي للمياه لتجريف الساتر الترابي فانه حتي مع وجود هذه الفكرة و لحين فتح الثغرات و تشغيل المعديات و تركيب الكباري فان كل هذا سيحتاج لوقت ستكون فيه وحدات المشاة معرضة لنيران المدرعات بدون الدعم النيراني الكافي من الدبابات...فطبقا لتقديرات القيادة فان بدء تشغيل المعديات سيكون بين (س+5) و (س+7) و اما تشغيل الكباري سيكون بين (س+7) و (س+9).

 الاسلحة المضادة للدبابات و كيفية التنسيق بينها

نتيجة لما سبق ذكره فان وحدات المشاة التي ستعبر قناة السويس ستظل معرضة لنيران 3 الوية مدرعات المتواجدة لتامين خط بارليف لمدة 10 ساعات من بدء العمليات بدون دعم نيراني من الدبابات و قد تصل تلك المدة لحوالي 12 ساعة (3 ساعات من بدء تشغيل المعديات و الكباري) لحين وصول وحدات الدبابات الي رؤوس الجسور و تمركزها و اتخاذها لاوضاعها القتالية.

لذلك اتجهت القيادة المصرية الي توفير الاسلحة المضادة للدبابات و تزويد وحدات المشاة التي ستعبر القناة بها و ذلك حتي تتمكن تلك الوحدات من التعامل مع الوحدات المدرعة بالجبهة لحين تمكن الدبابات من عبور القناة و توفير الدعم النيراني اللازم لوحدات المشاة لصد الهجوم الاسرائيلي المضاد.

مالوتكا

و عليه ستعبر وحدات المشاة القناة و معها صواريخ مضادة للدبابات مالوتكا (اقصي مدي هو 4000 م و المدي الميت 500 م) ومعهم المدافع المضادة للدبابات عديمة الارتداد ب10 و ب11 ذات المدي 600-800 م بهدف تغطية المدي الميت للمالوتكا و كذلك ال ر.ب.ج 7  ذات المدي 300م. (انظر مذكرات الشاذلي ص 195)

مدفع ب 10 عديم الارتداد

و ايضا ستعمل وحدات صواريخ مضادة للدبابات مالوتكا من غرب القناة مع وحدات الدبابات لتوفير الدعم النيراني الكافي في بداية العبور لوحدات المشاة.

و بهذا التسليح المتوفر شرق القناة و غربها ستتمكن وحدات المشاة من التصدي للوحدات المدرعة الاسرائيلية التي تؤمن خط بارليف و ستعمل الوحدات المضادة للدبابات بقوة سرية ضمن الهيكل التنظيمي لكل كتيبة مشاة.

و لكن يبقي السؤال الاهم متي ستقوم اسرائيل بهجومها المضاد الرئيسي؟؟؟(انظر مذكراتىالشاذلي ص 18-20 و 48)

لقد كانت تقديرات رئاسة الاركان ان الهجوم المضاد الرئيسي للعدو (المقدر بثلاث فرق مدرعات يتم استدعائها من الاحتياط) سيكون بين س+36 و س+48 و ذلك اعتمادا علي نجاح الاجراءات الخداعية في تضليل العدو و عدم توقعه للهجوم... اما هيئة العمليات فكان تقديرها ان تلك الاجراءات الخداعية لن تفلح مع العدو و سيكتشفون نوايا مصر للهجوم قبل 3 ايام من بدء العمليات و لذلك فان الهجوم المضاد سيبدا في س+24.... اما المخابرات الحربية فكان تقديرها اكثر حذرا فقد توقعت ان اكتشاف العدو للاستعدادات الهجومية المصرية سيكون مع بدء العد التنازلي 15 يوم و هذا يعني ان الهجوم المضاد سيبدا بين س+6 و س+8...و هذا معناه انه يجب الاخذ باكثر الاحتمالات سوءا و اعتبار ان الهجوم المضاد سيبدا كما قدرت المخابرات الحربية و هذا يعني ان القوات شرق القناة ستواجه الهجوم المضاد لمدة 4 ساعات بدون تواجد الدبابات معها (4 ساعات هو الفارق بين س+8 و هو بداية الهجوم المضاد و س+12 و هو الزمن المتوقع لوصول الدبابات لرؤوس الجسور و اتمام استعدادها القتالي).

 .

و عليه اتخذت القيادة عدة اجراءات  لضمان قدرة القوات علي صد الهجوم المضاد اذا بدا في هذا التوقيت:

1-زيادة عدد وحدات الصواريخ المضادة للدبابات و التي ستعبر مع المشاة الي شرق القناة

2-تكثيف الدعم النيراني من الوحدات المتواجدة غرب القناة (دبابات و صواريخ مضادة للدبابات)

3-فرض قيود مشددة علي سرعة تقدم وحدات المشاة شرق القناة بحيث تظل داخل مدي الدعم النيراني لوحدات غرب القناة لاطول فترة ممكنة و عليه اتخذ القرار بان تتوقف القوات عن التقدم عند س+4 و هو الوقت المقدر لوصول راس جسر كل فرقة مشاة الي عمق 5 كم و قاعدة 8 كم لحين وصول اسلحة الدعم و من ثم استكمال تعميق رؤوس الجسور.

الساعات الاولي من المعركة و كيف تعاملت معها وحدات م د (انظر مذكرات الشاذلي ص259-264)

بدات المعركة سعت 1400 يوم 6 اكتوبر بضربة الطيران ثم ضربة المدفعية و في 1420 بدا عبور وحدات المشاة في القوارب و وصلت الي الضفة الشرقية سعت 1430...كانت المعركة الرئيسية تدور بين الوحدات المضادة للصواريخ و الدبابات غرب القناة مع الدبابات الاسرائيلية القريبة بهدف منع اقترابها الي شاطئ القناة.

سعت 1530 وصلت عدد موجات العبور الي 4 موجات و بدات المشاة المدعومة بوحدات م د  في التعامل مع الدبابات الاسرائيلية شرق القناة و بدا العبء الرئيسي للمعركة ينتقل تدريجيا للقوات المتواجدة شرق القناة.

سعت 1630 وصلت عدد موجات العبور الي 8 موجات و اصبح العبء الاكبر في التعامل مع الهجمات المضادة من الاحتياطيات الاسرائيلية المدرعة القريبة يقع علي عاتق قوات شرق القناة من وحدات م د و رؤوس الكباري اصبحت بعمق 2 كم و قاعدة 6-8 كم.

سعت 1730 اتمت الموجة الثانية عشر عبورها و وصل عمق رؤوس الكباري الي 3-4 كم و انتقلت معركة وحدات م د بالكامل الي شرق القناة و المشاة نجحت في اسكات نيران بعض حصون خط بارليف و المهندسون يعملون بنشاط لفتح الثغرات و تجهيز المعديات و الكباري.

سعت 1830 وصل عمق رؤوس الكباري الي 5 كم و تم فتح اول ثغرة بالساتر الترابي و وحدات م د قادرة الان علي منع اي دبابة اسرائيلية من الوصول لضفة القناة.

سعت 2030 تم بناء اول كوبري ثقيل و لدينا 31 معدية تعمل بين الضفتين الغربية و الشرقية للقناة و وحدات المشاة تعزز مواقعها في الشرق مع بدء عبور الدبابات الي الشرق.

سعت 2230 وحدات المشاة مستمرة في تعزيز موقفها  و التجهيز الهندسي لعبور الوحدات اصبح شبه مكتمل علي طول الجبهة باستثناء قطاع الفرقة 19 مشاة نظرا لبعض الصعوبات الهندسية في اتمام فتح الثغرات.

سعت 100 يوم 7 اكتوبر اتمام الدفع بالدبابات و وحدات الدعم النيراني لرؤوس جسور فرق المشاة و قامت فرق المشاة بتعميق رؤوس الجسور الي عمق 8 كم... و خلال الليل قام العدو ببعض الهجمات المضادة بالدبابات المتبقية له بالجبهة و لكن نجحت وحدات م د بالتعاون مع الدبابات في التصدي لها و تدميرها او اجبارها علي الهرب.

سعت 800 تاكد النجاح الحاسم للقوات المصرية في عبور القناة و تامين رؤوس جسورها شرق القناة.

لقد ظهر جليا -خصوصا بعد معارك 8 اكتوبر و نجاح مصر في صد الهجوم المضاد الرئيسي لاسرائيل- اختلاف التكتيك المصري عن نظيره الاسرائيلي في استخدام تشكيلات الدبابات و ذلك نتيجة اختلاف امكانيات الدبابات للطرفين كما ذكرنا سابقا...فاسرائيل تعتمد علي الدبابات كقوة احتلال ارض تناور و تقاتل بها و تدافع بها عن الارض المكتسبة و تهاجم و تحتل بها اراضي جديدة اما بالنسبة لمصر فكانت الدبابات ما هي الا قوة دعم نيراني ضخمة لمساندة وحدات المشاة التي هي قوة الهجوم الرئيسية فكانت الدبابات المصرية تعتبر مدافع ذاتية الحركة ولا يتيسر لها العمل الا ضمن تشكيلات المشاة و هذا الامر كانت تعيه القيادة المصرية تماما عندما نظمت عمل وحدات الدبابات في خطة العبور و كذلك في خطة صد الهجوم المضاد الرئيسي لاسرائيل.

معارك 14 اكتوبر و تطوير الهجوم(انظر مرجع رقم 2)

بالرغم من يقين القيادة المصرية لعدم قدرة دباباتنا علي مواجهة دبابات الجيش الاسرائيلي و بالرغم من كل المحاولات لاثناء الرئيس السادات عن قرار تطوير الهجوم للاستيلاء علي تقاطعات المحاور الرئيسية بسيناء مع عرضي 3 و الوصول للمداخل الغربية لممرات متلا و الجدي بهدف تخفيف الضغط علي سوريا و هو ما لم يكن مجديا علي الاطلاق لان سيناء بها 8 الوية مدرعات اسرائيلية و لا تحتاج لسحب اي قوات من علي الجبهة الشمالية مع سوريا....الا انه لم يكن هناك مفر من تنفيذ تعليمات القائد الاعلي للقوات المسلحة.

تم التخطيط علي ان تقوم الفرقة 21 مدرعات بقيادة العميد ابراهيم العرابي بدفع الويتها الثلاث في تلك المهمة لفتح المحورين المؤديين الي الطاسة اللواء الاول مدرع علي محور و اللواء  مدرع 14 علي المحور الاخر (هذا اللواء كان ملحق علي الفرقة 16 مشاة) اما اللواء 18 مشاة ميكانيكي سيعمل كنسق ثاني لهما.

و سيقوم اللواء 15 مدرع مستقل بقيادة العقيد تحسين شنن الملحق علي الفرقة 18 مشاة بالتطوير في اتجاه المحور الشمالي  الي بالوظة.

و سيقوم اللواء 3 مدرع التابع للفرقة الرابعة مدرعات بقيادة العقيد نورالدين عبد العزيز بالتطوير تجاه ممر متلا من راس جسر الفرقة 19 مشاة.

اما ممر الجدي فكان من نصيب اللواء 11 مشاة ميكانيكي التابع للفرقة 6 مشاة ميكانيكي و ملحق علي الفرقة 7 مشاة.

المعارك بقطاع الجيش الثاني الميداني

معركة الفرقة 21 مدرعات

عبر اللواء الاول مدرع الي الشرق ليلة 13-14 اكتوبر و تعرض للقصف المدفعي بعد وصوله منطقة الانتظار اما اللواء 18 مشاة ميكانيكي فتعرض للقصف المدفعي اثناء عبوره القناة.

بعد تمهيد نيراني بالطيران صباح 14 اكتوبر بدا قصف مدفعي سعت 600 من مدفعية الفرقة 16 مشاة و الفرقة 21 مدرعات علي محاور تقدم اللوائين و استمر لمدة ربع ساعة.

سعت 800 و بمجرد خروج اللواء الاول من راس جسر الفرقة 16 تعرض لمقاومة عنيفة من الدبابات الاسرائيلية و الصواريخ المضادة للدبابات...و في خلال 15 دقيقة استشهد قائد اللواء و تسبب ذلك في ارتباك الموقف علي هذا المحور.

اما اللواء 14 مدرع فقد تعرض هو الاخر لمقاومة عنيفة ولكنه تماسك و استطاع ازاحة الدفاعات الاسرائيلية من امامه و وصل لعمق 5 كم لكن شدة القصف المدفعي و الطيران المعادي جعلت قائد اللواء يتوقف مع اوامر بضرورة التمسك بالارض.

و كان قرار قائد الفرقة 21 مدرعات بارتداد اللواء الاول المدرع ال راس جسر الفرقة 16 مشاة و التمسك بالارض المكتسبة للواء 14 مدرع و بقاء اللواء 18 مشاة ميكانيكي داخل راس جسر الفرقة 16 نتيجة خسائره اثناء العبور.

بلغت خسائر الفرقة في هذا اليوم 56% من اللواء الاول مدرع و استشهاد قائده و 44% من اللواء 14 مدرع ...اي ان خسائر الفرقة تقريبا 50% من قوتها قبل بدء تطوير الهجوم.  

معركة اللواء 15 مدرع مستقل

كانت مهمة اللواء هي التقدم علي المحور الشمالي باتجه بالوظة للسيطرة علي تقاطع المحور مع عرضي3 و هذا اللواء كان احد اقوي لوائين مدرعات في القوات المسلحة نظرا لامتلاكهم الدبابة ت 62.

كان هناك 3 محاور للتقدم فتم التخطيط لدفع كتيبة علي كل محور و ستكون كتيبة الوسط مفرزة متقدمة و مدعمة بدبابات من الفرقة 18 مشاة لامتصاص صدمة الهجوم الاولي و لتيسير عمل الكتيبتين الاخريين.

بعد قصف مدفعي من مدفعية الفرقة 18 و لمدة 15 دقيقة (من سعت 600 الي سعت 615 يوم 14 اكتوبر) بدا اللواء في تنفيذ الخطة و بعد 45 دقيقة من بدء التحرك (سعت 700) و علي مسافة 3كم من راس جسر الفرقة ابلغت كتيبة المقدمة بوجود دفاعات قوية للعدو عند تلك النقطة متمثلة في قصف مدفعي و ستائر صواريخ مضادة للدبابات و حاول قائد الكتيبة الالتفاف حول موقع الدفاعات الاسرائيلية لتطويقه و فشل نتيجة شدة القصف و تكررت المحاولة عن طريق قائد اللواء بدفع كتائب النسق الثاني و فشلت المحاولة و عليه اتخذ قائد اللواء قراره بالحفاظ علي الارض المكتسبة.

في مساء هذا اليوم اصدر قائد الفرقة قراره بانسحاب اللواء الي راس جسر الفرقة مرة اخري و اعادته الي منطقة تمركزه بالقنطرة شرق بعد ان بلغت خسائره 18 دبابة ت 62.

 

المعارك بقطاع الجيش الثالث الميداني

معركة اللواء 3 مدرع

كانت مهمة اللواء هي الوصول للمدخل الغربي لممر متلا و نظرا لاتمامه العبور يوم 13 اكتوبر الي منطقة الانتظار براس جسر الفرقة 19 فقد تولي قائد اللواء تنظيم التعاون مع قائد الفرقة 19 و الفرقة 7 مشاة و كذلك عمل استطلاع لمحاور تقدم اللواء و تم تدعيمه بوحدات مشاة ميكانيكي من الفرقتين لتامين اجناب اللواء.

و بدا الهجوم بقصف مدفعي سعت 600 يوم 14 اكتوبر و استمر لمدة 15 دقيقة و تحركت كتيبتين من اللواء مدعومين بسريتين ميكانيكي في المقدمة علي ان تكون الكتيبة الثالثة باللواء تعمل كنسق ثان و استمر التقدم حتي وصلوا لمسافة 4 كم غرب مدخل ممر متلا محققا مسافة تصل الي 25 كم شرق القناة و هو اقصي تقدم حققته قوات مصرية في هذا اليوم في سعت 800 لكن بدات دفاعات العدو في التعامل مع القوات المصرية المتقدمة وكان القصف الجوي و المدفعي شديدا جدا ادي الي تدمير سريتين الميكانيكي و استشهاد قائد اللواء العقيد نورالدين عبد العزيز و حاول رئيس عمليات اللواء تطويق القوة المدافعة عن مدخل الممر لكن تعثرت الدبابات المنفذة للتطويق في غرود رمال ناعمه وعندما وصل رئيس اركان اللواء الي قوات المقدمة سعت 1000 بعد ان كان في النسق ثان...امر بنجدة الدبابات المتعثرة و طلب دعم حتي يتسني له الدفاع عن الخط المكتسب.

امرت قيادة الجيش الثالث بسحب قوات اللواء فورا الي راس جسر الفرقة 19 لاعادة التجميع و لكن رئيس اركان اللواء و قائده الحالي طلب تاجيل التنفيذ لحين حلول الظلام لان كل قواته مشتبكة الان و يمكن تدميرها في الانسحاب فتمت الاستجابة لطلبه و تم الانسحاب ليلا و بدون خسائر نهائيا.

خسائر اللواء خلال هذا اليوم بلغت 60 دبابة و 9 عربات مدرعة و جميع مدفعية اللواء اضافة الي استشهاد قائده و عدد كبير من الضباط و الجنود بين شهيد و مصاب.

معركة اللواء 11 مشاة ميكانيكي

هذا اللواء نفذ تطوير الهجوم يوم 13 اكتوبر(نتيجة خطا في التنسيق مع قائد الفرقة 7) و هذا كان الميعاد المتفق عليه مبدئيا كما اراد السادات و تم تاجيله بطلب قادة الجيوش لحين الاستعداد.

كانت مهمة اللواء هي احتلال المدخل الغربي لممر الجدي و تامين التقاطع مع عرضي 3.. و لتنفيذ المهمة تم دعم اللواء بسرية هاون 120 مم و سرية مدفعية ميدان و كتيبة دبابات و وحدات صواريخ م د مما رفع القوة النيرانية للضعف تقريبا و تم التخطيط علي ان يتشكل النسق الاول من كتيبة ميكانيكي من اللواء في المقدمة و خلفها كتيبة دبابات ثم النسق الثاني يتشكل من كتيبتين ميكانيكي و مدفعية اللواء.

بدا اللواء تطوير الهجوم يوم 13 اكتوبر سعت 630 بعد 15 دقيقة من قصف مدفعي مكثف تحركت كتيبة ميكانيكي المقدمة من راس جسر الفرقة 7 مشاة و نتيجة خطا تنسيق لم تتحرك معها كتيبة الدبابات ولا سرية م د و قابلت مقاومة عنيفة و قصف شديد و صواريخ م د عند تقاطع عرضي 3 و مع ذلك استمرت في القتال بشراسة.

و في سعت 830 وصلت كتيبة الدبابات الي منطقة اشتباك كتيبة المقدمة و لكنها ارغمت علي التوقف بسبب كثافة صواريخ م د.

حاول قائد اللواء تطويق القوة المدافعة باستخدام احد كتائب النسق الثاني و لكن المدفعية المعادية ارغمتها علي التوقف ايضا.

و في سعت 1300 اصدر قائد الفرقة 7 مشاة اوامره لقائد اللواء بالارتداد فورا الي راس جسر الفرقة لاعادة التجميع فطلب قائد اللواء الانتظار لحين نزول الليل لان كل وحداته مشتبكة فتمت الاستجابة لطلبه.

بعد علم العميد احمد بدوي قائد الفرقة 7 بان التطوير سيتم يوم 14 اكتوبر سعت 600 ابلغ قائد اللواء بذلك فطلب قائد اللواء الانتظار لسعت 1300 لحين استكمال التجهيز لمعركة الغد و طلب دعم بكتيبة من اللواء 25 مدرع.

تم تدعيم اللواء بكتيبة دبابات من اللواء 25 مدرع ذو الدبابة ت 62 و تم تطوير الهجوم سعت 1300 يوم 14 اكتوبر و دفع تلك الكتيبة في الهجوم تحت غطاء مدفعية اللواء  و نجحت في خلال 15 دقيقة الوصول لمسافة 5 كم من ممر الجدي بعد تدمير 5 دبابات في الطريق و لكن صدرت الاوامر بارتداد اللواء و الكتيبة ال راس جسر الفرقة 7 مرة اخري حتي لا تشكل بروزا عن باقي رؤوس جسور الفرق الخمسة مما سيجعله هدفا مثاليا للطيران الاسرائيلي و لاي قوة مدرعات تريد تنفيذ جيب نيراني مثالي.

و هكذا نكون قد اوضحنا كيف ان القيادة المصرية كان لديها بعد نظر في كيفية تعاملها مع الدبابات المتوفرة لديها و كيف ان تلك الدبابات من الناحية العسكرية لا يمكن ان تقاتل الدبابات الاسرائيلية مهما بلغت احترافية و شجاعة المقاتل المصري.

ختام

هكذا نكون قد انتهينا من توضيح دور الثلاث اسلحة (المهندسين-الدفاع الجوي-الصواريخ المضادة للدبابات) و بقي ان نوضح لماذا نعتبر تلك الاسلحة هي الاسلحة التي حسمت المعركة

ان لحظة الحسم في معركة اكتوبر و التي عندها يمكننا القول ان مصر قد حسمت المعركة لمصلحتها بنسبة تتجاوز 90% كانت هي لحظة عبور الدبابات الي الضفة الشرقية لقناة السويس و احتلال مواقعها و عند تلك اللحظة –تلك اللحظة فقط- تكون لدي القوات المسلحة المصرية شرق القناة القوة النيرانية الكافية لصد الهجوم المضاد الرئيسي للعدو (اي بعد حشد قوات الاحتياطي و تعبئتها و توجيهها الي ارض المعركة)

للوصول للحظة الحسم في ذلك التوقيت يجب عمل الاتي:

1-  تجهيز و تركيب الكباري في المواقع المحددة و فتح الثغرات بالساتر الترابي بكل ما به و بداخله من اشراك دفاعية و نقاط حصينة لانطلاق الدبابات داخل سيناء من خلالها (دور سلاح المهندسين).

2-  لتامين عمل المهندسين و عبور الدبابات من هجمات العدو المضادة بالدبابات –المتمركزة بالجبهة كجزء من خطة تامين خط بارليف- في الساعات الاولي من المعركة يجب وقف تقدم تلك الدبابات و ذلك بالصواريخ المضادة للدبابات (دور وحدات م د).

3-  لتامين عمل المهندسين و عبور الدبابات من هجمات العدو الجوية و تحييد قوة الطيران الاسرائيلي بشكل عام علي المنطقة التي سوف تخضع للسيطرة المصرية يجب تواجد شبكة دفاع جوي قوية و رادعة لتنفيذ تلك المظلة الجوية و خصوصا في الساعات الاولي من المعركة قبل اكتمال القوة النيرانية المصرية شرق القناة (دور وحدات د جو)

و هكذا يتضح لنا كم كان حيويا دور تلك الاسلحة في حسم المعركة في ساعاتها الاولي و كم كان دورها محوريا في التخطيط و التنفيذ للعمليات العسكرية.

بالطبع هذا ليس بهدف التقليل او الانتقاص من دور اي جندي او اي سلاح  من الاسلحة الاخري....فكل جندي في القوات المسلحة كان بطلا في تلك المعركة...بطل ملحمته الخاصة...لكن يجب ان نعطي كل ذي حق حقه....فلولا ما قامت به تلك الاسلحة الثلاث في المعركة لكان النصر سيتاخر او الاحتمال الاسوا ان تفشل عملية العبور كلها.




المراجع

1-مذكرات الشاذلي

2-http://group73historians.com/%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A3%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%A8%D8%B1/222-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D9%87-%D8%AA%D8%B7%D9%88%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D9%88%D9%85-14-%D8%A7%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%A8%D8%B1-1973.html?showall=1&limitstart=

3-https://www.youtube.com/watch?v=j4VKC6ACKRo

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech