Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

قتال الدبابات في حرب أكتوبر - دراسة شاملة

 

 

الــخـســـائـــــر

 

 

 

 

تتميز معارك حرب أكتوبر بكونها دارت على مساحات ضيقة من الأراضى الصحراوية الجبلية فى سيناء والجولان ففى سيناء دارت اكبر معارك الدروع بعد الحرب العالمية الثانية فى جبهة ضيقة لايزيد طولها عن 180 كلم فقط وعرضها فى المنطقة المحصورة بين مياه قناة السويس وقرب مرتفعات جبال الممرات بعرض أقل من 20 كيلومترا فقط وعلى جبهة الجولان دارت معارك رهيبة بالدروع فى مساحة لايزيد عرضها عن 79 كلم تقريبا وفى هضاب ومرتفعات جبلية وعرة .. كان طبيعيا جدا بعد أن تلتقى عشرات الألوية المدرعة للطرفين العربى والإسرائيلى فوق هذه المساحات التى تفتقر إلى الإتساع والعمق الكبيبرين أن تكون الخسائر فى الدبابات والمدرعات رهيبا ولاسيما بعد إستعمال الصواريخ المضادة للدبابات بكل انواعها على كل الجبهات  

 

 

الـخسائــر فــى الجــانــب المــصــرى : ـــ

 

 

 

ليس أثقل على النفس من التحدث عن الخسائر والدماء الزكية المصرية الطاهرة التى سالت على رمال سيناء دفاعا عن الأرض وعن شرف الوطن لإستعادة الأرض المفقودة فى عام 1967 كانت الخسائر المتوقعة أثناء عملية عبور قناة السويس مهولة تقدر بعشرين إلى ثلاثين ألف جندى مابين قتيل وجريح وذلك فى الساعات الأولى من بدء القتال وأثناء محاولات عبور قناة السويس لكن هذا الرقم الوارد لم يكن أبدا خسائر اليوم الأول حيث كلفنا إقتحام القناة 280 شهيد وتدمير وتعطل 26 دبابة ومدرعة مصرية وسقوط 11 طائرة فقط .. وبالحديث عن الدبابات وهى محور الدراسة المعنية فقد سلف القول أن خسائر سلاح المدرعات المصرية من الدبابات خلال الأسبوع الأول من القتال بلغ 200 دبابة فقط من يوم 6 إلى يوم 13 أكتوبر أى أقل من خسائر العدو بمعدل النصف
لكن فى يوم تطوير الهجوم بلغت الخسائر المصرية 250 دبابة دفعة واحدة أى أن بداية الأسبوع الثانى من القتال إرتفعت الخسائر المصرية إلى حد مروع لتصل إلى قرب معدل مافقده العدو العدو نفسه 450 دبابة مصرية مقابل من 450 إلى 500 دبابة إسرائيلية   فى الفترة من 6 إلى 14 أكتوبر ! فى لحظة فارقة تساوى المنتصر مع المهزوم فى معدل الخسائر نتيجة قرار التطوير الخاطئ الذى إتخذته القيادة السياسية بمعزل عن ظروف المعركة العسكرية وتطوراتها ولم تبالى بإعتراضات القادة آنذاك كما ينبغى الإشارة إلى ان كتائب القوات المدرعة المصرية التى عبرت شرق القناة وتوغلت فى سيناء خلال الأسبوع الأول من المعركة وإشتركت فى معارك تدمير خط بارليف بلغت اعدادها 1000 دبابة بخلاف العربات المدرعة معنى ذلك أن أعداد الدبابات والمدرعات المصرية إنخفضت بدرجة مخيفة مفاجئة إبتداءا من ذلك اليوم المشئوم
فى الأسبوع الثانى من المعركة من بعد يوم 14 أكتوبر عانى سلاح الدبابات المصرية من نزيف حاد بدوره نتيجة إندلاع معارك الدبابات الكبرى والتصدى لقوات العدو فى الثغرة فى معارك طاحنة شرق وغرب قناة السويس وحول الدفرسوار بحيث تقلصت أعداد الدبابات المصرية فى الألوية والفرق المدرعة المصرية إلى مرحلة يمكن تسميتها (بفقر دم مدرع ) شديد نتيجة الخسائر المستمرة نظرا لأن إسرائيل حصلت على أطنان وأطنان من المعدات العسكرية الحديثة شملت إستعواض خسائرها بالكامل منذ بدء الحرب بينما لم تتلقى مصر تعويضا يذكر من الإتحاد السوفيتى طوال ايام إندلاع القتال بالتالى راح معدل النزيف فى دبابات مصر ومدرعاتها يرتفع بدون تعويض ..

على سبيل المثال خسرت مصر اللواء 25 مدرع يوم 17 أكتوبر فى محاولة القضاء على الثغرة من الشرق وخسرت اللواء 23 المدرع التابع للفرقة 3 مشاة ميكانيكية يوم 18 أكتوبر فى الغرب وقبل ذلك خسرت قسما كبيرا من دبابات اللواء 116 مشاة ميكانيكى يوم 16 أكتوبر 1973
ثلاثة الوية خسرتها مصر فى ثلاثة أيام كاملة على التوالى نتيجة الأساليب الخاطئة فى معالجة كارثة تفرة الدفرسوار ليس المجال يتسع هنا لذ كرها وتعتبر ما فقدته قوات الدروع المصرية يضاف إلى خسائر يوم 14 أكتوبر بما يعادل 500 دبابة مصرية فى الفترة من يوم 14 إلى 18 أكتوبر73 فقط ...!!!
وإذا َأضيف لذلك الرقم خسائر سلاح المدرعات المصرى فى الأسبوع الأول من الحرب 200 دبابة فيكون بذلك الإجمالى 200 + 500 = 700 دبابة مصرية (حوالى ثلث ماتملكه مصر من دبابات)

وقد علق الكاتب والمحلل العسكرى المصرى اللامع محمد فيصل عبد المنعم على كبر الخسائر لدى الطرفين المتحاربين فقال : ويمكننا أن نخلص من دراسة أرقام الخسائر لدى الجانبين بالنسبة للدبابات فحسب وعلى سبيل المثال إلى أن خسائر القوات المصرية والإسرائيلية معاً بلغت فى معركة واحدة من معارك الدبابات الكبرى التى دارت رحاها يومى 15 و 16 أكتوبر نحو 300 دبابة قتال من مختلف الطرازات والجنسيات ويصاب العسكريون بالدهشة من ضخامة تلك الارقام التى تعنى أن هذا العدد من الدبابات التى إحترقت ولم تعد صالحة للقتال يعادل إنتاج دول صناعية كبرى متخصصة فى صناعة الدبابات ونعنى بها فرنسا خلال عام بأكمله
وكما عقد الجانب المصرى مؤتمرا صحفياً يوم 22 أكتوبر لشرح أبعاد الموقف العسكرى حتى هذا اليوم عقد الجانب الإسرائيلى مؤتمرا صحفيا مماثلاً زعم الإسرائيليون فيه ان مصر فقدت فى حرب أكتوبر 1000 دبابة و 500 مدرعة وناقلة جنود

وقبل هذا اليوم مباشرة أى يوم 21 اكتوبرصرحت مصادرإسرائيلية أخرى أن الجيش المصرى بلغت خسائره فى الدبابات 850 دبابة منها 60 دبابة خلال يوم 21 أكتوبر وحده ! فكيف إرتفع الرقم إلى 1000 دبابة فى 24 ساعة فقط مع العلم أنه لم تجرى معارك دبابات كبيرة بالمعنى المفهوم خلال يوم 22 أكتوبر لكى تبرر خسارة مصر لــ 150 دبابة إضافية بحسب الإدعاءات الإسرائيلية لكن الإسرائيليون يعمدون إلى الكذب دائما وما ذكر هو مثال على ذلك وتتضارب أقوالهم وأرقامهم كثيراً كما سلف القول فعند ذكر خسائرهم يقللونها إلى حد تافه جداً وعند ذكر خسائر أعدائهم من العرب ينحون نحو المبالغة الشديدة ففى الحالتين لاينبغى الإعتداد بما يذكرونه أو يصدرونه من بيانات او اعداد أبداً ،،
وقد خرج تقرير إستراتيجى امريكى فى نهاية الحرب عام 1973 يحدد خسائر الدروع المصرية بـ 650 دبابة . وتحدث الرئيس السادات يوم 4 مارس 1975 فى حديث امام القادة العسكريين كان يذكر الخسائر المختلفة فى أسلحة الجيش المصرى وقد ذكر الخسائر فى سلاح المدرعات وعدها بـ 700 دبابة مع أنه فى حديث سابق له ذكر أنه خسر 500 دبابة خلال الحرب
وبإستعراض التحاليل والأراء والتقديرات السابقة نجد أن رقم 700 دبابة بين التقديرات المصرية والأمريكية والإسرائيلية هو أقرب للدقة . هذا ما تكبدته مصر من خسائر فى سلاح المدرعات المصرى خلال حرب السادس من أكتوبر عام 1973
بعد وقف إطلاق النار يوم 22 أكتوبر كانت خسائر مصر فى الدبابات قليلة نسبيا او أقل ماتكون وذلك لعدم وجود قوات مدرعة مصرية كبيرة لتخوض معارك جديدة ضد العدو الإسرائيلى وجمود الموقف العسكرى فى قطاع الجيش الثانى الميدانى شرقاً وغرباً حتى فى معارك الجيش الثالث والسويس فقد خلت من وجود العنصر المدرع المصرى بإستثناء مواجهة محدودة بين سرية مدرعة مصرية صغيرة عددها 7 دبابات من طراز تى /34 وقوات العدو الإسرائيلى المتقدم نحو ميناء الأدبية يوم 24 أكتوبر بغرض إحتلاله حيث تدمرت الدبابات المصرية وهى تؤدى واجبها بغارة جوية للعدو فوق الميناء بخلاف ذلك كان للمقذوفات المضادة للدبابات وحدها اليد العليا فى سحق دروع القوات الإسرائيلية الغازية لمدينة السويس يوم 24 أكتوبر وذلك حتى توقف إطلاق النارالثانى يوم 28 أكتوبر بشكل نهائى وبدء إعادة تكوين فرق مشاة ومدرعات جديدة لسحق الجيب الإسرائيلى وإستعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل عملية الثغرة فيما عرف بالخطة شامل للقضاء على الثغرة .....
إذن فى الأسبوع الأخير من الحرب إنخفضت خسائر الجيشين المصرى والإسرائيلى فى أسلحة دباباتهما إلى أقل مايكون وفى الجانب المصرى هذه النقطة أكثر وضوحاً
فى المحصلة الإجمالية تكبد الطرفان المصرى والإسرائيلى خسائر مادية وبشرية ضخمة فى المعارك الضارية الوحشية التى جرت طول ايام الحرب فقد تدمر للطرفين معا أكثر من 1500 دبابة ومدرعة بخلاف خسائر الجانب السورى التى تحاشينا ذكرها وبهذا تقاس هذه الخسائر الضخمة بمستوى خسائر معارك الحرب العالمية الثانية فقد أتت حرب اكتوبر 1973 على مخزونات ومنتجات مصانع الدبابات فى دول الشرق والغرب وخرج منها الجميع بدروس حربية إستراتيجية مستفادة بالغة القيمة والأثر
وبالنسبة للخسائر فى القيادات الكبرى لكلا الطرفين إذا كان العدو أسر من رجاله فى الحرب الجنرال الإسرائيلى العقيد عساف ياجورى قائد الكتيبة المدرعة 190 ظهر يوم 8 أكتوبر 1973 امام دفاعات كوبرى الفردان وقتل الجنرال الأخر البرت ماندلر قائد سلاح المدرعات الإسرائيلى يوم 13 أكتوبر فقط لاغير ولم يخسر العدو احدا اخر من رجاله ذو حيثية من بعد المذكورين


لكن مصر كانت الخسائر الإنسانية فى صفوفها موجعة مؤلمة للغاية فقد إستشهد من أبطالها خمسة من كبراء قادة الألوية المدرعة الميكانيكة المصرية فى فترة وجيزة فى ذروة القتال وهم وسط رجالهم فى الخطوط الأمامية من الجبهة ..
على سبيل المثال إستشهد العقيد أ.ح / نور الدين عبد العزيز قائد لواء 3 مدرع من الفرقة الرابعة المدرعة

 

والعقيد أ.ح / محمد توفيق أبوشادى قائد اللواء الأول المدرع من الفرقة 21 المدرعة
وقد إستشهد البطلين فى يوم واحد يوم 14 أكتوبر 73 الأسود أثناء محاولة تطوير الهجوم بإتجاه ممرات سيناء الإستراتيجية فضلا عن باقى الخسائر الثقيلة الأخرى فى المعدات كما هو معروف
ويوم 16 اكتوبر1973 إستشهد قائد اللواء 116 مشاة ميكانيكى العقيد أ.ح / حسين رضوان غرب القناة فى معركة الهجوم على العدو الإسرائيلى ومحاولة حصره فى داخل الثغرة
ولا ننسى العميد الشهيد البطل أحمد عبود الزمر ـ سيد شهداء سلاح المدرعات المصرية ـ قائد الفرقة 23 مشاة ميكانيكية الذى خر شهيدا تحت جنازير دبابات العدو الإسرائيلى وهو ينظم الدفاع مع فرقته المدرعة فى غرب القناة لإيقاف توغل العدو فى الثغرة ورفض أن يتخلى عن موقعه  
وكذلك تجدر الإشارة إلى إصابة اللواء أركان حرب / حسن عبد الحميد قائد اللواء 23 مدرع صباح يوم 18 أكتوبر فى معارك الثغرة بغرب القناة
فاتورة الخسائر المصرىة فى مرحلة الثغرة كانت ثقيلة جداً وموجعة فى صفوف قادة سلاح المدرعات المصرى وكذلك المعدات ... لكن أمام عظمة النصر فى النهاية يهون كل شيئ فى سبيل تحقيقه وأبناء مصر المخلصون الأطهار لم يبخلوا بأرواحهم ولا دمائهم الزكية فداءا للوطن

 

 

الخســائــر فـــى صــفـــوف العـــدو :

 

ــ فى البيان المصرى الصادر عشية وقف إطلاق النار يوم 22 أكتوبر 1973 ذكر اللواء عزت مختار المتحدث العسكرى المصرى آنذاك أن العدو الإسرائيلى فقد 600 دبابة و 400 عربة مدرعة على الجبهة المصرية منذ يوم 6 إلى 22 أكتوبر 1973
ــ ذكرت مجلة واشنطون ستار نيوز بقلم الخبير العسكرى جورج شيرمان " على الرغم من عدم دقة البيانات الإسرائيلية عن عدد الدبابات التى خسرتها إسرائيل خلال الأسبوع الأول من الحرب (من 6 إلى 13 أكتوبر) والتى لايمكن الوثوق بها إلا ان تقديرات البنتاجون تشير إلى أن خسائر إسرائيل فى تلك المدة تتراوح ما بين 500 ـ 650 دبابة أى حوالى ثلث قوتها المدرعة "
ولم يحدد الخبير العسكرى الأمريكى تفاصيل الرقم المذكور بــ650 دبابة إن كان على الجبهتين المصرية السورية أم على الجبهة المصرية وحدها ؟؟
ــ يكتب الكولونيل الأمريكى ستوربوخ رئيس وحدة الخبراء الأمريكيين من وزارة الدفاع المكلفين بالإشراف على عمليات نقل عتاد الجسر الجوى إلى إسرائيل إبان الحرب
" إن طاقة التفريغ فى مطار اللد كانت تبلغ 1000 طن يومياً بعد أن كادت إسرائيل تخرج من الحرب نتيجة خسائرها الفادحة التى قدرت بنحو 650 دبابة فى الأيام الثلاثة الأولى و 100 طائرة من مجموع 500 طائرة خلال نفس المدة "
ــ فى جلسة عاصفة دارت فى مجلس الوزراء الإسرائيلى دخل الجنرال ديفيد إليعازر إلى المجلس يحمل فى يده تقريراً عسكرياً متشائماً جاء فيه أن القوة المدرعة الرئيسية الإسرائيلية فى سيناء قد تلقت ضربة مخيفةً فبعد أن كان بها قبل بدء القتال 350 دبابة لم يبقى منها سليماً فى سيناء من خط المياه إلى العريش سوى90 دبابة فقط على حد تعبير رئيس الأركان الإسرائيلى

ــ تقرير أمريكى صدر بعد نهاية الحرب بعام أو أكثر كتبه لجنة كاملة من اكبر الخبراء العسكريين الأمريكين لمحاولة عمل حصر شامل بخسائر العدو الصهيونى أثناء حرب أكتوبر 1973 فى الأفراد والمعدات بالجيش الإسرائيلى وقد ترأس اللجنة المذكورة الجنرال الأمريكى رئيس مخابرات وزارة الدفاع الأمريكية الجنرال / دانييل جراهام وقد ذكر التقرير ضمن ما ذكره من خسائر الجيش الإسرائيلى فى سلاح مدرعاته بما يعادل ثلث قواته المدرعة من دبابات ومجنزرات وقد بلغ عدد الدبابات والمدرعات المدمرة بــ 1250 دبابة على الجبهتين المصرية والسورية ـ حسب التقرير ـ فى الفترة من يوم 6 إلى 22 أكتوبر 1973 تم إضافة حوالى 135 دبابة أخرى إلى الرقم السابق فى فترة كسر وقف إطلاق النار إبتداءاً من يوم 23 أكتوبر 1973 حتى 16 يناير 1974) فى مرحلة الحرب الأخيرة غير المعلنة بين الطرفين المصرى والإسرائيلى حتى توفيع إتفاقية فض الإشباك بين الطرفين ليرتفع الرقم الثابت فى التقرير إلى 1385 دبابة ومدرعة إسرائيلية ....


 

إتفقنا على أن العدو ظل يخسر الدبابات بمعدل مئوى على مدار الأيام الأربعة الأولى فوق رمال سيناء من يوم 6 إلى يوم 9 أكتوبر 1973 بفضل الوسائط المصرية العديدة المتنوعة ( صواريخ م/د ـ غارات جوية ـ قصف مدفعى ـ ألغام أرضية ..إلخ ) ما بعد يوم 9 أكتوبر وخلال مرحلة الوقفة التعبوية من يوم 10 إلى 13 أكتوبر فقد إنخفضت خسائره إلى مستوى مدهش بعد أن غير من تكتيكاته كما سلف القول لكن لا يوجد إحصاء دقيق عن معدل خسائر إسرائيل فى الدبابات وإن كان الفريق الشاذلى ذكر فى مذكراته أن خسائر العدو لم تزيد عن خمسين دبابة فقط طوال الأربعة الأيام التى شكلت الوقفة التعبوية !
إذن .. يمكن الحديث بإطمئنان أن خسائر العدو الإسرائيلى فى صفوف سلاحه المدرع طوال الأسبوع الأول من القتال وصلت إلى 450 دبابة إسرائلية وقد يشمل هذا الرقم العربات المدرعة أيضا وربما لا لأنه رقم تقديرى بالتقريب ... وتجدر الإشارة إلى ان دولة مثل فرنسا تنتج سنويا 300 دبابة معنى ذلك أن خسائر إسرائيل تخطت معدلات خطوط إنتاج دبابات دول كبرى وليس أدل على ذلك من قيام الولايات المتحدة خلال ذروة القتال بنزع أسلحة فرقتين مدرعتين من الإحتياطى الخاص بحلف الأطلنطى وإرسالها إلى إسرائيل بصفة عاجلة فى محاولة منها لسد النقص الحاد ورتق الصدع فى سلاح دبابات العدو الإسرائيلى الذى نزف كثيرا جدا على رمال سيناء ومرتفعات الجولان خلال الأيام الأولى للحرب
كان هذا العرض يشمل خسائر إسرائيل خلال الأسبوع الأول من القتال من 6 إلى 13 أكتوبر 1973 أما فى مرحلة قتال الأسبوع الثانى من الحرب فى الفترة من 14 إلى 22 أكتوبر 1973 ظهر بجلاء أثر الدعم العسكرى السافر الذى تلقاه العدو عبر الجسر الجوى والبحرى الأمريكى الشهير بما مكن العدو من تعويض الخسائر الجسيمة التى لحقت به وإستعادة توازنه العسكرى إلى حد كبير فإستطاع إمتلاك زمام المبادرة على الجبهة المصرية لأول مرة منذ إندلاع الحرب فقد كان ذلك الأسبوع حافلاً بالأحداث الدامية وإفتتح فصلا دمويا مروعا من القتال الرهيب حيث يعد من أشرس وأخطر مراحل حرب اكتوبر كلها ( شمل معارك تطوير الهجوم ـ حدوث الثغرة وتوسعها ـ معركة الدبابات الكبرى ـ صد هجمات العدو عند الإسماعيلية ـ صدور وقف طلاق النار فى يوم 22 أكتوبر 1973)
فى مرحلة تطوير الهجوم يوم 14 أكتوبر فى بدء الأسبوع الثانى من القتال فى سيناء من خلال الظروف المعاكسة التى واجهت القوات المصرية فى ذلك اليوم ومن خلال وقائع المعارك الميدانية التى دارت حول الممرات لم يتكبد العدو كثير من الخسائر فى ذلك اليوم حيث تم تدمير حوالى 43 دبابة للعدو ـ بخلاف العربات المدرعة ـ على حين ذكر البيان العسكرى المصرى الصادر فى شأن معارك هذا اليوم أن العدو تكبيد خسائر فى دباباته بلغت 150 دبابة بيد أن ذلك البيان حاد عن الدقة ... ثم نأتى على ذكر أكبر معارك الدبابات فى التاريخ وأقساها ونعنى بها معارك فتح الثغرة على الجبهة المصرية بغرض تحقيق إختراق فى الجبهة المصرية عبر عبور قوات العدو إلى غرب القناة فقد تكبد العدو خسائر مهولة فى الأرواح والمعدات وخصوصاً فى سلاح المدرعات الإسرائيلى سواء فى نطاق الفرقة 16 مشاة أو فى معارك الزحف نحو الإسماعلية إبتداء من يوم 15 إلى 22 أكتوبر 1973 يوم صدور وقف إطلاق النار ثم مرحلة كسر وقف إطلاق النار يوم 23 أكتوبر وإستمرار المعارك لإحتلال السويس حتى يوم 28 أكتوبر حيث توقف القتال بشكل نهائى ... صحيح أنه لا توجد أرقام إحصائية دقيقة بأعداد الدبابات والمدرعات مع ذلك فقد أخذت خسائر العدو فى الإرتفاع مرة أخرى إلى مايقارب المعدل شبه المئوى فى بعض الأيام نتيجة إحتدام المعارك الضارية خلال فى أيام 17 و 18 و 19 و 20 حتى يوم 22 أكتوبر 1973 .. لكن يمكن العودة إلى التحقيقات الإسرائيلية بعد الحرب كلها أقرت أن الجنرال برن دخل الثغرة بفرقة مدرعة بلغت 180 دبابة وعندما وصل إلى قرب السويس يوم 23 أكتوبر تقلص عددها إلى 50 دبابة فقط .. إذن فقد تم إبادة أغلب فرقة إبراهام آدان الشهير ببرن (تدمير 130 دبابة) والجنرال إريل شارون دخل معارك الثغرة هو الأخر بلواء مدرع ولو اء مظلى وقد خسر اللواء المدرع الأول وإستدعى اللواء الثانى المظلى المساند لإنقاذ موقفه المتداعى المزرى بعد أن خسر لواءه المدرع الأول من 80 إلى 90 دبابة أخرى تقريبا ! إذن برن وشارون فقدا معا اكثر من 200 دبابة وحدهما فى داخل الثغرة بخلاف القادة الإسرائليين الأخرين جنرال ساسون وميروا الذين أوكل إليهما حراسة مداخل الثغرة من الشرق بالإضافة إلى خسائر كالمان ماجن القائد الإسرائيلى الثالث فى معار فتح الثغرة إذ لن تقل خسائر القادة الإسرائليين الأخرين عن 200 دبابة أخرى حتى صدور وقف إطلاق النار فى 22 أكتوبر وختام الأسبوع الثانى من القتال حيث تكبدت فيه إسرائيل ما يقارب من 400 إلى 500 دبابة اخرى خلال ثمانية ايام ومن غير الممكن أبدا أن تقل خسائر العدو عن الرقم المذكور 400 دبابة ... يعنى 900 دبابة فأكثر تدمروا للعدوخلال أسبوعين من القتال الضارى المرير العنيف ...
اما فى الأسبوع الثالث والأخير من القتال من 23 إلى 28 أكتوبر والذى تركزت فيه المعارك بصفة أساسية فى نطاق الجيش الثالث الميدانى ومحاولة الإستيلاء على مدينة السويس فقد تتميز بإنخفاض معدل نزيف الدبابات فى صفوف سلاح العدو المدرع إلى اقل ما يكون
ــ إن معارك السويس وحدها إلتهمت ما يعادل كتيبة دبابات أخرى كاملة مع الملاحظة أنه فى الأسبوع الأخير من القتال تضاءلت خسائر العدو فى المدرعات كثيرا جدا كما سلف القول بحيث لم يتكبد أعدادا كبيرة من الدبابات والعربات المدرعة إبتداءاً من يوم 23 أكتوبر حيث دمرت القوات المصرية حوالى 11 دبابة ومدرعة فى ذلك اليوم عبر الستار النارى الذى أقامته لمحاولة منع تقدم العدو عبر الطريق الزراعى بغرب القناة فى طريقه للوصول إلى السويس وربما خسر أعدادا أخرى بوسائل نيرانية مصرية أخرى فى نفس اليوم المذكور لكنها غير معروفة
أما يوم 23 أكتوبر إلى 28 منه فقدت إسرائيل 43 دبابة أثناء محاولة قواتها غزو مدينة السويس الباسلة معنى ذلك أن خسائر العدو فى الأسبوع الثالث والأخير يمكن وصفها بالتافهة !! نتيجة تحول مجرى المعركة بشكل مؤقت وإندفاع القوات الإسرائيلية لتوسيع نطاق الخرق فى مناطق ما خلف الجيش الثالث وهى مناطق صحراوية خالية من القطعات المدرعة المصرية الكبيرة أو قوات برية مؤثرة الحجم والتى كان من المفروض ان تتصدى للعدو وتخوض معه معارك فاصلة ترفع أرقام معدلات خسائره فى الدبابات لأرقام أعلى بكثير مما تم ذكره


بعد الإحاطة بكافة التفاصيل وبالتحليل العميق لأحداث القتال عبر ثلاثة اسابيع من القتال يتضح أن إسرائيل خسرت على الجبهة المصرية وحدها ـ دون ذكر أرقام خسائرها فى جبهة الجولان ـ مابين تسعمائة إلى ألف دبابة إسرائيلية تقريباً ـ إن لم يكن أكثر ـ أ
ى أن العدو الإسرائيلى فقد نصف قواته المدرعة التى بدأ بها القتال على الجبهة المصرية وإذا قدرنا أن كل دبابة إسرائيلية قتل من طاقمها رجلان على الأقل سنجد انفسنا امام متوسط ألفين إلى ثلاثة آلاف قتيل إسرائيلى من سلاح المدرعات فقط على الجبهة المصرية غير باقى الأسلحة الأخرى .. وضعف العدد من الجرحى بخلاف مافقده العدو من رجال ودبابات على الجبهة السورية مع ان العدو لا يعترف إلا بخسارته لــ 840 دبابة فقط على الجبهيتين المصرية والسورية معاً لكن بالتحليل الدقيق ومحاولات الحصر يتبين لنا أن خسائر العدو هى ضعف هذا الرقم المذكور بمرة على الأقل !! مع انه تم تقدير خسائر الأطراف الثلاثة المتقاتلة خلال أول 17 يوم من من القتال بــ 2500 دبابة لكل الأطراف مع ذلك الدراسة العميقة لتفاصيل المعارك تضيف منحى جديدا


فى مذكرات الجنرال إبراهام آدان عن حرب أكتوبر المنشورة عام 1979 تحت عنوان على ضفتى القناة يتطرق الجنرال المذكور إلى دور فرقته فى معارك حرب رمضان وأشار من طرف خفى إلى كبر خسائر سلاح الدبابات الإسرائيلى وتحاشى ذكر أرقام صريحة تدل على حجم الخسائر الحقيقى فقد راح يتحدث عن دوره فى ترميم سلاح المدرعات بعد الحرب إذ قال ( تأذى كثيراً وفقد الالاف من الرجال من بينهم مئات القادة واحسست أن الواجب يقتضى منى البقاء لإعادة بناء السلاح) وفى ذلك دلالة عظيمة على حجم خسائر الجيش الإسرائيلى فى حرب أكتوبر فقد قتل آلاف الرجال بينهم مئات القادة بحسب الوصف السابق للجنرال آدان وطبعا ينبغى أن نشير إلى أسر العقيد عساف ياجورى يوم 8 أكتوبر ومقتل الجنرال ماندلر يوم 13 أكتوبر
وبناءاً على ماسبق يمكن إلتماس العذر لإسرائيل فى تكتمها الشديد على الإعتراف بخسائرها الكاملة فى حرب أكتوبر 1973 سواء فى مدرعاتها أو غيرها وإذا كان بإستعراضنا المبسط عبر التحليل والإستنباط من كافة المصادر المتاحة تأكد لنا ان العدو خسر ألف دبابة ( ومن المؤكد أن الحقيقة اكبر من ذلك ) على الجبهة المصرية ومن ألفين إلى ثلاثة آلاف قتيل وعلى الجبهة السورية العدد غير معروف فى الأفراد والمعدات لكنه شديد الوطأة على إسرائيل بالتأكيد بما يدفعها إلى عدم القدرة على الإعتراف بالأعداد الحقيقية لخسائرها فى حرب اكتوبر لأنها قطعا أرقام مهولة فادحة مخيفة ستؤثر تأثيراً فادحاً على معنويات الشعب والجيش والدولة هناك وتضعف من ثقة الشعب الإسرائيلى بجيشه الذى يعتبره درعه الوحيد الحصين الذى يبقيه قائماً فى وسط محيط عربى معادى رغم مرور 45 عاماً على إنتهاء حرب السادس من أكتوبر ...

تــلـخيــــص : ـــ

تم عمل إستعراض شامل لمحصلة معارك حرب السادس من أكتوبر فى جانبها المدرع وأداء رجال الدروع المصريين المبهر خلال الحرب ومقارنته مع نظرائهم الإسرائيليون فى مختلف الجوانب سواء فى التسليح وأعداد الدبابات للطرفين وكذلك حصر شامل للخسائر فى صفوف كلا منهما مع إبراز أهمية عنصر الصيانة ودوره المؤثر خلال سير المعارك كما تم شرح تكتيكات كلا من الطرفين مع عدم إغفال عنصر الصمود وأهمية التدريب الجيد للوحدات المدرعة ودورهما فى تحقيق الثبات فى المعركة والنصر للقوات المدرعة المصرية فى معارك كثيرة وكلمة أخيرة ينبغى أن تقال وهى ان حرب اكتوبر 1973 هى الحرب الوحيدة التى تألق فيها مقاتل الدروع المصرى وإستطاع تحقيق النصر الكامل على غرور وغطرسة العدو الإسرائيلى وبعد ان كان سلاح المدرعات المعادى يرفع شعار الفخر كل الفخر للمدرعات أصبح شعاره (الخزى كل الخزى للمدرعات) بفضل دور رجال الدبابات المصريين وشركائهم رجال الصواريخ المضادة للدبابات بعد أن أتيحت الفرصة لمقاتل الدروع المصرى لكى يلقن العدو درساً قاسيا ويشتبك معه فى معارك طاحنة بالنار والدم منزلاً به أفدح هزيمة بعد أن أنشب أنيابه فيه وجعله يتذوق طعم نيران دباباته ويبارزه وجها لوجه بحمم وسيوف من نار صبها على دباباته ومدرعاته صباً وجهاً لوجه ودبابة أمام دبابة تحت سماء محمية جيداً بدفاع جوى مصرى فعال وطيران مستبسل قدما الحماية لرجال الدروع المصريين من غدر التدخل الجوى الإسرائيلى معظم ايام المواجهات الضارية بين الطرفين وخرج مقاتل الدبابات المصرى من حرب اكتوبر مسلحاً بخبرات وتجارب ودروس تشكل مدرسة اكاديمية كاملة فى فن حرب الدبابات نهل العالم كله شرقه وغربه من خبراتها ...
إنهم رجــال الــدروع المصرييــــن ... رجـــال قهـــروا الــحديــد  

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech