Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

المشير ابو غزاله – كيف تم الاستعداد للعبور

 

موضوع حصري وخاص بالمجموعه 73 مؤرخين  

ولا يجوز نقله بدون الاشاره للموقع والكاتب

بقلم / محمد شبل 

www.group73historians.com

 

 

  • ·من الأسباب التي دفعتني لعرض كتاب المشير عبد الحليم أبو غزالة ( وانطلقت المدافع عند الظهر ) رغبتي الشديدة في معرفتنا مدى المجهود الذي بذل في الإعداد والتجهيز للمعركة ، ولنتعرف معا عن قرب على بطولة وشجاعة وبسالة وإصرار وتحدى الجندي المصري ، عسى أن يراجع بعض إخواننا ممن يستخفون بما حدث في حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر ، وممن يقللون من شأنه وقيمته .

  • ·

 وخلال هذه الحلقة سنلمس مدى إصرار كل أفراد الجيش المصري على تخطى حاجز الهزيمة النفسي

والمادي للعبور إلى شاطئ استرداد الكرامة ومحو عار الهزيمة·

  تحدث المشير أبو غزالة في كتابه ( وانطلقت المدافع عند الظهر ) عن الاستراتيجية العربية للمواجهة مع إسرائيل بعد النكسة من خلال أربع مراحل :·

   البناء

  الصمود·

  الردع

  ثم التحرير ·

  ومن حديثه عن البناء قال : ” كانت مهمة شاقة ومضنية ؛ فوحدات المدفعية معظمها عاد من سيناء دون سلاحها ، والروح المعنوية في الحضيض ” ·

 ثم لخص المشير أبو غزالة رحمه الله خطة البناء قائلا : ” قامت القوات المسلحة باختيار ضباط أكفاء أقوياء وعينتهم في المناصب القيادية للوحدات والتشكيلات ·

 بدأ التدريب شاقا عنيفا ، ليلا نهارا ، تواكبه أعمال نفسية ومعنوية ، لتمسح من نفس كل إنسان بالقوات المسلحة ما علق بها من آثار النكسة ، حتى ينتصر على نكسته هو داخل نفسه ·

www.group73historians.com

 وبدأ رجال المدفعية يعملون في صبر وعزم وقوة ، وكان على المدفعية أن تسبق الأسلحة الأخرى في

توقيتات الاستعداد ؛ إذ أنها كانت تمثل الذراع الطويلة التي يمكن استخدامها في مرحلة الصمود التي يجب أن تبدأ بأسرع ما يمكن ·

 لقد غيرنا من طرق التدريب ، وغيرنا أسلوب المشروعات التدريبية ؛ فكنا نفاجئ الوحدة في وقت راحتها ، لنرفع درجة استعدادها ، ونحركها إلى أرض مجهولة بالنسبة لها ، لتبدأ مشروعا تدريبيا بالرماية ، تبرز منه جميع الدروس المحتملة في الحرب ·

 وكان المشروع يستمر عدة أيام تتم  فيها كل الأعمال المختلفة من إمداد بالاحتياجات إلى العيش لفترة تحت ظروف نقص الطعام والمياه ، وظهرت ثغرات كثيرة ونقط ضعف عديدة أخذنا في علاجها بعلم ودراية·

 وبدأ الصدأ الذي يعلو النفوس والعقول يزول بمعدلات مذهلة، فلقد كان الإنسان المصري يرغب في استرداد كرامته التي أهدرتها ظروف خارجة عن إرادته، وبدأ العقل المصري يبتكر، وأخذ الضباط والصف والجنود يتقدمون بآراء ومبتكرات تسهل أعمالهم وتوفر الوقت الثمين ·

 ثم يضيف المشير أبو غزالة في نفس السياق شارحا أهمية الارتقاء بالمدفعية في مواجهة سلاح الجو

الإسرائيلي ومدرعاته: “وكما كان العدو الإسرائيلي يعتمد في نظريته العسكرية على القوات الجوية

والمدرعات ، لذا كان لزاما على رجال المدفعية أن يتعلموا كيف يدمرون الدبابات الإسرائيلية ، وكيف

يعملون تحت ظروف القصف الجوى المركز .

www.group73historians.com

 ومن هنا بدأنا نهتم بأسلحة المدفعية المضادة للدبابات من مدافع عادية إلى صواريخ موجهة مضادة

للدبابات، ووصلنا بمستوى الأفراد إلى أن يصيبوا الدبابة المتحركة بسرعة تصل إلى 30 كم / ساعة من أول طلقة وعلى مسافات كبيرة·

 وكان أسلوبنا في رفع كفاءة المسددين وعمال التوجيه هو أسلوب الحوافز والتشجيع ؛ فكانت الترقية من نصيب الأكفاء ، والأجازات لا ينالها إلا من ينجح في اختبارات خاصة دقيقة ، وعملنا لكل رام كراسة صغيرة تسمى كراسة الرامي تسجل فيها نتائجه اليومية بحيث يمكن للقائد في كل لحظة معرفة مستوى الفرد في الرماية ” ·

  كان هذا – باختصار شديد – ما قاله أبو غزالة عن مرحلة البناء

  وهذه إطلالة سريعة عما قاله – رحمه الله – عن مرحلة الصمود ·

  ” بدأت هذه المرحلة بعد النكسة مباشرة ، واستمرت حتى أغسطس 1968 م ، وتتلخص الاستراتيجية

الحربية المصرية فيها فيما يلي :

  الالتزام بالهدوء وعدم جر العدو إلى معارك لإتاحة الفرصة للبناء .

  تجهيز الدفاع على جبهة القناة ومنع العدو من القيام بعمليات هجومية ناجحة يفرض بها إرادته على مصر .

 ليس معنى الالتزام بالهدوء هو عدم الرد على أعمال العدو الاستفزازية، بل من الممكن الرد عليه ولكن بحذر وحكمة مع تكبيده خسائر في المعدات والأرواح، حتى يعلم أنه أمام جبهة لازالت قادرة على القتال رغم الضربة التي تلقتها ·

 وهنا يقص علينا المشير أبو غزالة بعض معارك المدفعية المصرية التي شنتها على العدو في هذه المرحلة ، حيث أبدع رجال المدفعية وتفننوا في القتال ، وسجلت بعض الملاحم البطولية التي أظهرت المعدن الحقيقي للمقاتل المصري ، ونختار هنا من ضمن ما قصه المشير أبو غزالة ما يلي : ” على الرغم من أن معارك المدفعية بدأت قبل تاريخ 8 سبتمبر 1968 ( يوم المدفعية المصرية ) إلا أن هذا اليوم يعتبر تحولا كبيرا في أعمال المدفعية المصرية على الجبهة المصرية ، حتى أن القوات المسلحة اعتبرت هذا التاريخ يوم المدفعية ، يقام فيه احتفال كبير تكريما لها ، ولما قدمته من أعمال بطولية خلال العمليات·

www.group73historians.com

 

 تقرر في 8 سبتمبر 1968م تنفيذ قصفة نيران مركزة قوية ضد جميع الأهداف المعادية على طول مواجهة قناة السويس وبعمق 20 كم ، تكبد فيها العدو خسائر فادحة في المعدات من مواقع صواريخ أرض – أرض 216  مم التي كانت تهدد مدن القناة ، إلى دبابات وبطاريات مدفعية ومدافع مضادة للدبابات ومخازن ذخيرة ووقود .·

  ومن خلال حديث المشير – رحمه الله – عن المرحلة الثالثة من مراحل استراتيجية الإعداد للمواجهة وهى

مرحلة الاستنزاف

  والتي بدأت في مارس 1969م لتنفيذ خط التحصينات الذي أقامته إسرائيل على ضفاف القناة ، من خلال الحديث عن هذه المرحلة قص أبو غزالة كثيرا من قصص بطولات المدفعية المصرية الأخرى ، نختار منها قوله : ” رأيت بنفسي ضابط مدفعية في مركز الملاحظة تمكن من تدمير عربة نصف مجنزرة لحظة دخولها إلى نقطة قوية ، رغم أنها كانت تتحرك خلف ساتر ترابي لا يظهر منها إلا هوائي الجهاز اللاسلكي ·

  فلقد تمكن هذا الضابط من دراسة أسلوب تحرك هذه العربة الذي تكرر لعدة أيام ، وتمكن أن يحدد سرعتها تماما وطريق تحركها ، وأجرى على ذلك عدة تجارب صامتة ، وقام بحساب الزمن الذي تستغرقه دانة مدفعه إلى مدخل النقطة القوية ، وبالتالي حدد المكان الذي بوصول العربة إليه يجب أن تنطلق الدانة لتتقابل مع العربة عند مدخل النقطة القوية ، وكان له ما أراد ، وسقطت الدانة إصابة مباشرة في العربة التي انفجرت ، وكان بها ثمانية ضباط إسرائيليين قتلوا جميعا ، وكوفئ الضابط وسريته على ذلك مكافأة سخية من السيد وزير الحربية .

www.group73historians.com

 

 ومثال آخر نختاره مما قصه المشير من عمليات فدائية قام بها سلاح المدفعية المصرية لاستنزاف الجيش الإسرائيلي : ” الإغارة على النقطة القوية للدفرزوار ؛ فقامت المدفعية بستر عملية عبور المانع المائي والوصول إلى مداخل النقطة القوية ، بأن صبت على النقطة كمية من النيران ، وأيضا الإغارة على لسان بورتوفيق 10/7/1969م فكبدت العدو خسائر كبيرة في المعدات والأرواح وقتل عدد كبير من جنوده وأسر آخرون

، وخلال هذه الإغارة تمكنت المدفعية من تدمير دبابات إحداها عند مدخل اللسان ، حاولت نجدة الدبابات الأخرى الموجودة على اللسان ، وظهرت جميعها وهى مشتعلة ولمدة طويلة ، وتمكنت قوة الإغارة من قتل حوالي 40 فردا وتم أسر جندي ، ولقد صدق السيد رئيس الجمهورية في نفس الليلة على منح جميع الأفراد المشتركين نوط الشجاعة ”·

 لم تقف إسرائيل تتفرج على قواتها وهى تستنزف بهذا الشكل من خلال العمليات التي يشنها الجيش المصري، ولكنها بدأت بأقصى سرعة في إستراتيجية جديدة للردع أسمتها استراتيجية الردع الجسيم ،يصفها المشير أبو غزالة بقوله : ” وهكذا كان طبيعيا أن تحاول إسرائيل الانتقام من عمليات الاستنزاف المصرية ، ففكرت في إستراتيجية الردع الجسيم باستخدام القوات الجوية كأداة ردع عنيفة يمكن أن تحسم الموقف وتجبر مصر على إيقاف إستراتيجية الاستنزاف الدامي ·

 وبلورت القيادة الإسرائيلية خطتها لذلك ، فقررت تعطيل وارباك آلة الحرب المصرية وشل قدرتها على العمل

الايجابي وتوجيه ضربات قوية إلى نفسية ومعنويات الشعب المصري لإضعاف وحدته والعمل على انهياره من الداخل ، وكان من أهداف تلك الاستراتيجية الإسرائيلية ؛ تدمير نظام الدفاع الجوى المصري والقوات الجوية المصرية ، وإسكات النشاط العسكري المصري المؤثر في منطقة القناة ، وإحباط حرب الاستنزاف التي بدأتها مصر ، وعرقلة بناء القوات المسلحة المصرية وبذلك تموت فكرة إمكانية شن حرب هجومية لتحرير الأرض ، وأخيرا نقل الإحساس بوطأة الحرب إلى الأرض المصرية والشعب المصري ، وبذلك لا يكون أمام مصر إلا التراجع عن مواصلة القتال أو تتصدع الجبهة الداخلية ·

 وساعد إسرائيل على تنفيذ استراتيجية الردع الجسيم وصول شحنات من طائرات سكاى هوك الأمريكية واستيعاب قواتها الجوية لها ، كما أن طائرات الفانتوم كانت على وشك الوصول إلى إسرائيل أول دفعة في سبتمبر 1969م بعد إتمام تدريب الطيارين والفنيين على استخدامها ·

  ونفذت هذه الإستراتيجية الإسرائيلية على ثلاثة مراحل وأبعاد :

  البعد الأول: ويتم فيه شن غارات جوية ضد القوات المصرية المتمركزة على طول جبهة القناة مع التركيزعلى عناصر الدفاع الجوى ووحدات المدفعية·

  البعد الثاني: وتزيد فيه من نشاط القوات الجوية ليشمل سواحل خليج السويس .

  البعد الثالث: وفيه تنفذ غارات في العمق مع استمرار الغارات على الجبهة أيضا . ·

www.group73historians.com

 

 وبعد أن تعرضت المدفعية المصرية لتركيز شديد من الطيران الاسرائيلى بهدف بتر اليد الطويلة للقوات المسلحة المصرية ، قدم المشير أبو غزالة – رحمه الله – شرحا تفصيليا لأعمال المدفعية خلال الفترة من

أول يناير 1970م وحتى يونيو 1970م في قطاع الجيش الثاني الميداني ، دلل بها وبرهن على أن استراتيجية الردع الجسيم الإسرائيلية فشلت في إسكات المدفعية المصرية وفى وقف حرب الاستنزاف ·

 وعن وقف إطلاق النار الذي تم في 8 أغسطس 1970م تحدث المشير أبو غزالة قائلا : ” قبلت مصر وسوريا وإسرائيل وقف إطلاق النار المؤقت ، وكانت مصر قد تمكنت من تدعيم دفاعها الجوى في جبهة قناة السويس ، الأمر الذي نتج عنه حدوث خسائر جسيمة في الطيران الاسرائيلى ، الأمر الذي أجبر إسرائيل على قبول وقف إطلاق النار ·

 واستفادت مصر من فترة وقف إطلاق النار في استكمال بناء شبكة الدفاع الجوى عن الجمهورية ، وبدا لكل رجل عسكري أن هذا النظام المتكامل في الدفاع الجوى المصري سيكون له تأثير كبير على أي نشاط عدوان جوى إسرائيلي جديد ، كما أن هذه الحماية ستطلق يد المدفعية المصرية في تدمير الخطوط الدفاعية الإسرائيلية ، وبالتالي تزداد الخسائر البشرية والمادية في القوات المعتدية ” ·

 وعلى الجانب المقابل ، استفادت إسرائيل من فترة وقف إطلاق النار في بناء خط بارليف لوقاية قواتها من نيران المدفعية المصرية ، ويصف المشير أبو غزالة هذا الخط – معتمدا على ما جاء في كتاب حرب عيدالغفران – قائلا  : ” ولقد أنجز بناء خط بارليف على ثلاث مراحل·

  ففي المرحلة الأولى وحتى القصف الكبير عام 1968م ، فان الضرب المستمر قد أثبت أن المواقع لا تصمد لقوة تلك النيران ، وان الإبقاء على الجنود في تلك الظروف كان يعادل تعريضهم للانتحار ، واستغرقت المرحلة الثانية كل الفترة التي دارت فيها حرب الاستنزاف حتى أغسطس 1970م ·

 وفى أول وقف إطلاق النار الذي استمر ثلاثة شهور كان هناك سباق حقيقي مع الزمن ؛ فقد كانوا يخشون أن تعود المدافع المصرية لكي تدوي بعد تلك الشهور ·

 فأخذوا يعملون في تطوير المواقع المدمرة التي أصبح عدد كبير منها خرائب وحطاما ، وفى خلال هذه الشهور الثلاثة من وقف إطلاق النار وحدها أنفقت إسرائيل على الخط ثلاثون مليونا من الليرات ”

 ومن المعلوم أن إسرائيل أنفقت على بناء خط بارليف وحده ما يقرب من مليارين من الليرات ( بحسب كتاب حرب عيد الغفران ) وهو مبلغ ضخم جدا بالنسبة لإسرائيل ·

 

 وبعد أن تحدث أبو غزالة باستفاضة عن خط بارليف وتحصيناته ومواقعه ونقاط قوته وضعفه ، وبعد أن تحدث عن الأسس العلمية والخبرات الإسرائيلية التي مكنتها من انجاز بناء هذا الخط الحصين ، تحدث – رحمه الله – عن موقف المدفعية المصرية من هذا الخط ، وكيف شرع رجال المدفعية في دراسة الطريقة التي يمكن بها التغلب على هذه الحصون ، والبحث عن وسيلة جديدة قادرة على سحق هذه الدشم ، وقد أجريت دراسة عملية اعتمدت فيها المدفعية المصرية على ما يلي :·

  عمل سجل تاريخي تفصيلي لكل نقطة يوضح مراحل البناء والتكوين والقوة وغير ذلك من المعلومات·

  مراقبة مراحل بناء النقط الحصينة عن كثب استمرت ليلا ونهارا وتم خلالها تصوير كل شئ بالتفصيل .

  عمل دراسة عملية عن قوة تحمل الدشم والملاجئ ، وإجراء الحسابات العملية اللازمة لذلك ·

 معرفة نقط الضعف في خط بارليف ونقط القوة، لأن كل خط دفاعي لابد وأن تكون له نقط ضعف إذ يستحيل أن يكون قويا في كل مكان، ولو حاولت ذلك لكنت ضعيفا في كل مكان·

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech