Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

بطولات وملاحم في حرب التحرير

بطولات وملاحم في حرب التحرير

بقلم/ محمد شبل عضو المجموعه 73 مؤرخين

 

علي مدار الاثنين والعشرين يوماً التي استغرقتها حرب أكتوبر، حفلت تلك الأيام القليلة بالعديد والعديد من البطولات والملاحم التي سطرها المقاتل المصري ببسالته وشجاعته و استحق عن جدارة قول النبي (صلي الله عليه وسلم) “هم خير أجناد الأرض“.

وعلي هامش المعركة الكبرى قامت العديد من المعارك الفرعية لا تقل في أهميتها عن المعركة الرئيسية، اعتمد فيها المقاتل المصري بعد الله عز وجل على كفاءته الشخصية وقدرته الفذة في التعامل مع الأزمات والتغلب على المواقف الصعبة و الطارئة التي يتعرض لها.

وقد حفلت حرب أكتوبر بالعديد منها وإن كان استغرق وقتها أياما ً إلا أنها تحتاج إلي سنوات للحديث عنها.

 

لكننا سنستعرض بعض الأمثلة منها ونترك المجال مفتوحا ً لمن يريد أن يبحث وينقب عن كنوز حرب أكتوبر المدفونة.. ويستخرجها ليتعرف علي الملاحم التي تمت في حرب التحرير:

 

ملحمة كبريت وبسالة المقاتل المصري

يعد حصن كبريت شرق أحد نقاط خط بارليف، وقد أقيم علي مساحة تقدر بحوالي 6 كيلو مترات مربع وهو عبارة عن 10 ملاجئ ثقيلة 11 حفرة رشاش متوسط 7 حفر دبابات 7 مصاطب دبابات، استولت علي ذلك كله الكتيبة 603 التي كان يقودها المقدم إبراهيم عبد التواب بدون قتال بعد انسحاب القوات الإسرائيلية التي كانت متمركزة فيها وأنضم بعد ذلك للمجموعة اللواء 130 برمائي بقيادة العقيد محمود شعيب .

وفي بداية يوم 19 أكتوبر عندما تعرض موقع كبريت لقصف مركز من الطيران الإسرائيلي في محاولة لاسترداده ونظرا ً لعجز الجانب الإسرائيلي علي استرداده قاموا بحصار الموقع.

كما قاموا بمعاودة قصفة بطائرات الفانتوم وسكاي هوك استمرت طوال اليوم وأسقطت قنابل زنة 1000 رطل علي دشم النقطة.. وحاولت سرية من دبابات إسرائيل اختراق الدفاعات الأمامية للموقع وتصدت لها الأسلحة المضادة للدبابات.. وتمكنت سرية المالوتيكا من تدمير بعضها علي مسافات بعيدة.. وعندما استعدت الدبابات لاقتحام الموقع سقطت في حقل ألغام وانفجر منها ثلاثة دبابات وانسحبت الباقية منها.

وبينما الوضع كذلك فوجئت السرية اليمين من الدفاعات الأمامية التي كان يتولي قيادتها النقيب شوقي الجوهري بعربة جيب إسرائيلية تخترق الموقع فقام هو وأفراد فرقته بإطلاق النار عليها فقتلوا وواحدا ً واسروا الباقين، ومع استمرار القصف سقطت قنبلة زنة 1000 رطل علي أحد الدشم فأستشهد الرائد نور الدين عبد الرحمن رئيس الإشارة والمقدم أحمد أمين مقلد رئيس العمليات وتحولت الدشمة.. التي تم تخزين كل تعيينات الطعام والمياه داخلها إلي حفرة عميقة دمرت تدميرا ً.

كما تم تدمير عربة اللاسلكي وأصبح موقع كبريت منعزل عن العالم وأصيب العقيد محمود شعيب بشظية ، وتطوع النقيب نصر ذكي بعبور البحيرة سباحة إلي الشاطئ لإحضار قارب لإخلاء قائد اللواء إلي النقطة الطبية للفرقة السابعة.

وتولي بعد ذلك المقدم إبراهيم عبد التواب قيادة الموقع واستمر إمداد الموقع بالإمدادات عن طريق البر والبحر.. ورفض أفراد الموقع كافة عروض الاستسلام.

وفي ظهر أحد الأيام بينما كان المقدم إبراهيم عبد التواب يتفقد الموقع أطلق عليه بعض طلقات المدفعية فاستشهد ومعه قائد سرية الهاون ورفض الموقع أيضا ً الاستسلام.. وظلوا يصارعون من أجل البقاء حتى تم توقيع اتفاقية فض الاشتباك عند الكيلو 101 .

وتولي قيادة موقع كبريت الرائد سعد الدسوقي رئيس عمليات الكتيبة 603.. وتم رفع الحصار عن الموقع وسلم الموقع إلي قوة من الفرقة السابعة مشاة بعد حصار دام 114 يوما ً كاملة دون تفكير لحظة واحدة في الاستسلام.. رغم قلة الإمدادات وكثرة الهجمات من الجانب الإسرائيلي.

ملحمة لسان بور توفيق مثالا للشجاعة و الصمود

لسان بور توفيق الممتد علي الشاطئ الشرقي لقناة السويس تحيطه المياه من ثلاث جهات ويصل طوله إلي اثنين من الكيلو مترات ويتراوح عرضة ما بين خمسين إلي ثلاثمائة متر وطبيعة اللسان صخرية يصعب معها رسوا القوارب المطاطية فيه.

وقد أقام الإسرائيليون حصنا منيعا ً من حصون خط بارليف في منتصف اللسان.. وخصص للدفاع عن موقع اللسان سرية دعمها بفصيلة دبابات كانت تتمركز داخل النقطة القوية علاوة علي فصيلتي دبابات كانتا تتمركزان خارج اللسان كاحتياطي تكتيكي.

وكانت القوات الموجودة بالموقع مسلحة بـ24 رشاش و6 مدافع عديم الارتداد و6 مدافع هاون و10 دبابات وكانت كمية الذخيرة و الطعام المخزن تكفي حاجة الموقع أكثر من 15 يوما ً تحت الحصار.

وقامت القوات المصرية بإسناد مهمة لكتيبة 43 صاعقة بقيادة الرائد زغلول محمد مهمة الإغارة علي موقع لسان بور توفيق والاستيلاء عليه.

فقامت مجموعة من الكمائن في تسعة قوارب مطاطية وواجهت الكتيبة مصاعب في اقتحام النقطة بسبب تحصيناتها والخسائر التي وقعت في السرية التي حاولت الاقتحام.. مما اضطر أن يفرض عليها حصارا ً من جميع الجهات.. وأدرك قائد الحصن الملازم أول شلومو أن الحصن محاصر من جميع الجهات.. ولم يكن لديه أي شك في أن قوات الجيش الإسرائيلي ستأتي سريعا لنجدته.

ولكن بعد مرور بضعة أيام تحرج الوضع داخل الحصن وفي اليوم الخامس وصلت إلي الحصن رسالة لا سلكية من القيادة الجنوبية الإسرائيلية كان نصها “إذا لم نستطع خلال 24 ساعة إرسال التعزيزات إليكم يمكنكم الاستسلام”.

وفي صباح يوم 13 اكتو بر تم استسلام الموقع عن طريق الصليب الأحمر وأصر الرائد زغلول محمد أن ينزل العلم الإسرائيلي بنفسه ويرفع علم مصر.. ويؤدي قائد الحصن الإسرائيلي التحية العسكرية له أمام كاميرات المصورين بوكالات الأنباء العلمية و تم اسر 37 فردا منهم 5 ضباط و 32 رتب أخري منهم 20 جريح و تم العثور علي جثث 16 فرد منهم قائد الموقع و كان برتبة رائد.

وقد جسدت هذه الملحمة الفارق الكبير بين المقاتل المصري و الإسرائيلي فقد تم حصار المقاتل المصري في حصن كبريت دون إمدادات مدة 114 يوم دون استسلام و الإسرائيلي استسلم بعد 5 أيام و كان لديه ما يكفيه.

ملحمة المزرعة الصينية شاهد علي بطولة قوات المشاة

المزرعة الصينية اسم أطلقة الإسرائيليون علي المشروع الزراعي شرق الدفرسوار وكان يجري تنفيذه قبل عدوان 67 لزراعة ألفي فدان بالتعاون مع اليابان و أقيمت مباني قرية الجلاء و أطلق عليها المزرعة الصينية بسبب وجود كلمات باللغة اليابانية فسرها الإسرائيليون علي أنها كلمات صينية .

ومعركة أو ملحمة المزرعة الصينية ضمن محاولة إسرائيل للعبور لغرب القناة و إقامة كوبري علي ضفتي القناة بمنطقة الدفرسوار لمحاصرة السويس و الجيش الثالث مما استلزم أن تكون المنطقة التي تم اختيارها نقطة العبور إلي الغرب خالية من أي قوات مصرية لمسافة لا تقل عن 5 كم شمالا لتامين القوات.

وقد شاركت في هذه الملحمة قوات الفرقة 21 مدرعة و القوات الجوية و اللواء 16 مشاة ، و تقدم ارييل شارون بقواته المدرعة لاختراق الدفاعات الأمامية من القطاع اللواء 16 مشاة إلا انه فوجئ بأعنف اشتباك دموي حدث معه و أصيب في رأسه في هذا الاشتباك .

فقامت إسرائيل بتخصيص لواء مظلات تم نقله بطائرات الهليكوبتر من العريش لمنطقة شرق البحيرات المرة وتم تدعيمهم بكتيبة دبابات لتطهير محوري التقدم.

وهنا أصدر قائد الكتيبة 16 مشاة المقدم حسين طنطاوي بحبس النيران لحين هجوم المظلات.. وفي تمام الساعة الحادية عشر ونصف مساءً بدأت كتيبة المظلات الإسرائيلية تقدمها بقيادة المقدم إيذاك.. وبعد بلوغهم ثلثي المسافة فوجئوا بسيل منهمر من المدفعية انصبت عليهم في كمين أعد لهم من الكتيبة 16 مشاة وتساقطت عشرات الجثث من الجانب الإسرائيلي.. ولقي معظم قادة السرايا مصرعهم.

وعندما أصدر الجنرال “برن” إزاء سوء الموقف أوامره بترك الطريق اكتشف المظليون أنهم عاجزون عن القيام بأي نوع من الحركة والمناورة، وعندما أشرقت الشمس شعر قائده العقيد عوزي مائيري أن قواته استنفدت كل طاقاتها، طلب المساعدة لإخلاء جرحاه.. فرفض الجنرال جونين طلبه بسحب قوات المظلات.

وعندما قام الجنرال بارليف بزيارة ببرن وشاهد حقيقة الموقف خصص كتيبة مدرعة لإنقاذهم ولم يستطع أيهود باراك قائد الكتيبة المدرعة تحديد موقع المظليين.. فأطلق قنبلة دخان أحمر لمعرفة مكانهم إلا أن القوات المصرية أمطرته بوابل من القذائف.

و بدأت الخسائر فيهم حتى و صلت 70 قتيلا و 100 جريحا ً.. و يذكر الجنرال إسحاق مردخاي وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق قائلا ” أن الموقع كان بمثابة فخ وضعتنا فيه القوات المصرية ” فأثناء تبادل النار اخبره احد قادة سراياه انه أصيب و تبين انه قتل و انه كان يسمع صوت رجل أخر و لكن سرعان ما يقتل هو الأخر و تبين أن السرية “ب” دمرت فطلب من اهارون قائد السرية ” ج” التوجه لمساندتها ألا أن اهارون أيضا قتل فأرسل كتيبة باراك إلا أن النيران اشتعلت فيها و أجبرت علي الانسحاب و يضيف مردخاي انه أصيب جندي إسرائيلي بين كل ثلاثة في المزرعة الصينية .

كانت هذه بعض البطولات و الملاحم التي سطر صفحاتها الناصعة الجندي المصري ليضرب لنا وللعالم اجمع أروع الأمثلة في التحدي والصمود والتخطيط السليم والإرادة الصلبة والعزيمة القوية التي يقف أمامها أي حائل إذا أرادت أن تفعل شيء، وهي تعلم يقينا أنها قادرة عليه إذا أفسح لها المجال.

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech