Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

الساعات الأخيرة قبيل الحرب

. بدأ اللواء محمد الغياتي ذكرياته مع قصة انتصار الشعب قائلا

 ”حرب أكتوبر لم تتوقف عند 73 ولكنها أعطت إشارات للمستقبل فتعتبر عسكريا هي بوابة التطور العسكري في منظومة الحرب؛ لأنها أول حرب استخدمت فيها منظومة الحرب الإلكترونية ومن الناحية العسكرية فهي حرب استطاعت أن تغير مفاهيم المعركة البحرية من خلال معركة إيلات، بالإضافة إلى أنها أول معركة استخدمت فيها الأقمار الصناعية. وأصبح الفضاء امتدادا لمسرح الحرب؛ فحرب أكتوبر هي بوابة التطور للحرب الحديثة، لذلك نجد جميع المراكز الاستراتيجية على مستوى العالم تدرّس حرب أكتوبر وتدرّس أهمية المعلومات في نجاح أي معركة بجانب أهمية السرية التامة”.

  ”حرب الاستنزاف فترة التطعيم لحرب أكتوبر المجيدة” 

 وأضاف أن الفضل في هذه المعركة لا يعود للقوات المسلحة بمفردها ولكن للدولة بأكملها؛ فالدولة بجميع مؤسساتها تحملت الكثير وشعب مصر أيضا تحمل الكثير والقوات المسلحة تحملت أكثر فمنذ النكسة وهي تحاول أن تعيد تسليح الجيش المصري وبفضل الله استطاعت أن تحقق المعجزات ففي خلال ست سنوات وهي فترة زمنية صغيرة جدا لإعادة تسليح جيش مهزوم معنويا من آثار النكسة التي ظلمت فيها قواتنا المسلحة؛ لأنها ليست معركة.. ولم تحدث فيها حرب.. وجيشنا لم يحارب فيها ولكن تربص به، ووفقا للتخطيط السليم الجيد من جميع أجهزة الدولة استطاعت القوات المسلحة في فترة زمنية صغيرة أن تحقق المهام والأهداف المتفق عليها.

 كما أشار الغياتي إلى أن في هذه المعركة المجيدة رسائل قومية هامة جدا لا يمكن إغفالها وهي “عندما يجاد التخطيط ويتم وضع أهداف واضحة، ويكون هناك تكاتف بين أجهزة الدولة فهنا يصبح المستحيل ممكنا”، ففي هذه المعركة تم وضع الأهداف قبل الحرب بست سنوات وهي:

 1- الاستعداد النفسي والمعنوي بعد هزيمة 67 وهذا الدور قامت به القوات المسلحة على أكفأ وجه.

2- هدم الساتر الترابي الذي يبلغ ارتفاعه أكثر من 20 مترا والمليء بأسلحة وذخيرة ضخمة.

3- اقتحام مانع طبيعي من أكبر الموانع المائية على مستوى العالم وهو “قناة السويس” ثم اقتحام خط بارليف بموانعه الضخمة.

4- إجبار العدو على الانسحاب.

  وكل هذه الأهداف تحققت بفضل الله في المقام الأول وبفضل المعلومات التي جمعت أثناء حرب الاستنزاف التي تعتبر بمثابة التطعيم لحرب أكتوبر ففترة الاستنزاف هي بالنسبة لنا التدريب على المعركة. فالمعلومات التي تم تجميعها لو لم تكن دقيقة ومحددة لما كنا حققنا هذه النتيجة.

 رأس العش درس قاسٍ للعدو:

 ثم تحدث عن دوره قائلا:

 أيام 73 كنت قائد كتيبة في “رأس العش” وهو موقع حصين وهو أول موقع في خط بارليف من اتجاه الشمال ويسيطر على المدخل الشمالي الشرقي لقناة السويس وكان مشهورا بموقع “ترمومتر 10 جنوب بورسعيد”.. أنا كقائد كتيبة كنت أصعد بسلالم عربة المطافئ إلى غرب القناة لأتخيل شكل هذه النقطة، فكنت أعبر غرب القناة وأصعد فوق البرج وأتخيل وفقا للمعلومات التي تصل لي من مركز الاستطلاع بجهاز المخابرات أماكن العدو ودباباته على أرض الواقع بمعنى أن المعلومات كانت تشير أن في هذه المنطقة كتيبة للعدو وعددا من الدبابات فكنت أقدر أماكنهم وأحولها للرسم على أرض الواقع؛ لكي أدرب عليها جيشنا وبالفعل بناء على هذه المعلومات قمنا بعمل نقطة حصينة في مطار بورسعيد ودربنا عليها القوات”.

 وأشاد اللواء بمعركة رأس العش التي بدأت من 1 يوليو إلى شهر سبتمبر 68 والتي أعطت للعدو درسا قاسيا وجعلته لا يفكر في أي هجوم بعدها، ففي 1 يوليو حاول العدو أن يقتحم بؤر فؤاد ولكن 30 جنديا تصدوا لهم بشجاعة باسلة وكسروا لهم دباباتهم ومنذ هذه اللحظة لم يفكر العدو أن يهاجمنا مرة أخرى.

الغياتي يتنكر متخفيا في زي بدوي ليجمع المعلومات!!

 ثم أفرج اللواء محمد الغياتي عن وقائع وقصص ساعدت كثيرا في تجميع المعلومات عن العدو وفي البداية بدأ بنفسه عندما تنكر في زي البدو واتفق مع البدو على أن يكونوا نقط مراقبة لتحركات العدو وبالفعل كانوا أجهزة مراقبة بشرية تراقب أولا بأول تحركات العدو وتبلغنا بها، فالبدو يعتبرهم اللواء الغياتي هم الأمناء والمدافعون عن بوابة مصر الشرقية، فهم لهم دور لا يستطيع أحد إنكاره في جمع المعلومات.

 وبفضل المعلومات يؤكد الغياتي أن كل جندي كان واضحا له ماذا يجري وراء التل فهو متخيل لكل شيء خلفه، وهو سر نجاح المعركة؛ فالمعلومات والنيران هما جناحا أي معركة لأنهم لابد أن يسبقوا المعركة كما لابد أن يصاحبوا المعركة، بل لابد أن تنتهي بهم أيضا المعركة، كما أكد الغياتي أن المعلومات لا تقتصر على المعلومات العسكرية فقط بل تمتد لتشمل المعلومات السياسية والمعلومات الاقتصادية والاستراتيجية ومعلومات عن الأسلحة والذخيرة ومواعيد التدريب للعدو ومواعيد وصول السفن التجارية والبحرية، فكل معلومة صغيرة تكمل الأخرى، ولنجاح المعركة كان اهتمامنا بالتفاصيل الصغيرة عن حياة العدو فهذه التفاصيل مهدت لنا الطريق لمعرفة ثغرات العدو التي ساعدته أن ينتصر علينا في 67 وهو يتربص بالقوات المصرية منها الثغرات في الساتر الترابي ومواسير الألغام، كل هذه العراقيل فكرنا في التخلص منها.. ففكرنا في كيفية سد مواسير الألغام واستطعنا فتح ثغرات الساتر الترابي وهدمه وعبوره.

وهذه العراقيل توصلنا لها من خلال قوات لنا أبطال عاشوا خلف خطوط العدو لمدة ستة أشهر، وأيضا بفضل القوات البحرية ووزارة الداخلية وممثليهم في الأردن الذين ساعدونا في مراقبة ميناء إيلات خلال سنة كاملة، واستطعنا خلال هذه السنة جلب المعلومات حول معدل دخول السفن التجارية وميعادها وعن أماكن السفن الحربية ومعلومات تفصيلية عن كل ثغرة في الميناء.

إيلات.. معجزة الضفادع البشرية

 وبفضل تلك المعلومات استطعنا عمل ثلاث غارات بالضفادع البشرية ضد ميناء واحد وهو ميناء إيلات في أقل من سنة، ولأول مرة يتعرض ميناء لثلاث غارات في أقل من سنة؛ الأولى كانت في نوفمبر 69 والتي أسفرت عن غرق سفينتين للعدو وهما “ميرا، باتيان” والثانية في فبراير سنة 70 وفي هذه المرة دمروا سفينة “باتشير” والغارة الأخيرة كانت في مايو 70 والتي دمر فيها ميناء إيلات بالكامل.

 فصل الشريان الرئيسي لإسرائيل أول استعدادات الحرب

 وأيضا بفضل المعلومات استطعنا وقف شريان الحياة عن إسرائيل؛ فمن المعروف أن إسرائيل تأخذ من سيناء 10 ملايين برميل بترول سنويا، ومن إيران 13 مليون برميل سنويا، فقد بدأت المخابرات المصرية وجهاز الاستطلاع برصد عدد السفن ومواعيدها، ومن هنا توصلنا إلى أن مكان المدمرات في باب المندب والغواصات في وسط البحر الأحمر والألغام في وسط الطريق الذي يجلبون منه البترول، وكانت المدمرات تبلغ السفن ألا تتجه شمال الخط الذي يمر بين جدة وبور سودان وكنا ننتظر سفينة تخالف وتعبر الخط وبالفعل عبرت سفينة إسرائيلية خط الشمال فضربتها الغواصات المصرية وأدت إلى وقف ملاحتها، ومن هنا وقفت الملاحة من 8 أكتوبر إلى 30 أكتوبر وقطعت مصر شريان الحياة عن إسرائيل، وهنا بدأ الطريق يمهَّد لنا استعدادا للحرب. وهو ما أصاب “جولدا مائير” بالذعر وطلبت من مصر أن تفرج عن الأسرى وتفتح الملاحة.

  ولا ينسى “الغياتي” دور الغواصات في نظام المراقبة فهي كانت تقضي الليالي في أماكن بحرية قريبة للعدو فذهبت إلى هذه الأماكن تسع مرات خلال حرب الاستنزاف كل مرة تجمع المعلومات عن التدريبات التي تقوم بها البحرية الإسرائيلية مع الطائرات بجانب مراقبة أماكن سفن الصيد. فكل هذه المعلومات وقفت جنبا إلى جنب للتخطيط لمعركة كبيرة مجيدة لا تُنسى على مر التاريخ.

  السادات: “مصر لا تأخذ البطولات على حساب أرواح مدنيين.. هذه تصرفات إسرائيل لا مصر”

 ويبن الغياتي في قصة من قصص الحرب شهامة المصريين بل شهامة وعظمة السادات “رحمة الله عليه” ففي سنة 69 اكتشف الرادار الإسرائيلي طائرة مدنية ضلت الطريق وعبرت المجال الإسرائيلي وكان من إسرائيل أن ضربتها وأوقعتها وهي تعلم أنها طائرة مدنية ضلت طريقها بسبب رياح الخماسين.

 هذا كان موقف الإسرائيليين مع المدنيين الأبرياء ومفارقات بين موقفهم وموقف السادات عندما تكررت هذه الواقعة، فبعدها استأجر يهود العالم باخرة، وفي طريقها كان وراءها غواصة مصرية كانت تريد النيْل منها والأخذ بثأر الأبرياء المدنيين، وكان من الممكن أن تدمرها بكل سهولة ولكن السادات وقتها قال: “ليست مصر التي تأخذ بطولات على حساب مدنيين أبرياء، وردنا عليهم سيكون في الوقت المناسب”.. وبالفعل كان أحسن رد عليهم في حرب أكتوبر 73.

 عقارب الساعة تقترب من ساعة الصفر

 وهنا يتذكر اللواء الغياتي الساعات الأخيرة قبل الحرب: ففي ساعة 800 يوم 6 أكتوبر تسلمت مظروفا مغلقا مشمعا بالشمع الأحمر ومكتوب عليه “لا يُفتح إلا في الساعة ألف”، وتسلمت مع المظروف عَلَم مصر وهذا يعني أن الحرب اقتربت، وبدوري كقائد كتيبة بدأت أعيد تدريبات القوات المصرية التي كانت تنتظر ساعة الحرب بفارغ الصبر، وكانت دائما تقول “متى سنحارب؟” لأن كل جندي كان يعرف مكانه ويعرف مكان العدو ومتخيل لكل موقع، بل دارس لكل مواقع العدو.

 وعندما اقتربت عقارب الساعة من العاشرة صباحا “الألف”، ووقف العقرب عند رقم عشرة فتح الغياتي المظروف وجد فيه أن ساعة الحرب اليوم الساعة ألف وأربعمائة أي الساعة 2 وثلث ظهرا.. أربع ساعات من أصعب الساعات التي مرت في حياة الغياتي، ففي خلال أربع ساعات تفتح الغواصات ويهدم الساتر الترابي وتمر الدبابات المصرية لتقتحم كتائب العدو.. وكان.. ورفع علم مصر على أرض سيناء بفضل جيش مقاتل لديه روح قتالية عالية جدا.

 وهنا استطعنا أن نفاجئ العدو بفضل منظومة متكاملة من الخداع وهو يعد العامل الأساسي في نجاح الحرب، كما يؤكد اللواء محمد الغياتي قائلا:

 ”مصر نجحت في إحكام خطة خداع استراتيجية منها فتح باب العُمْرة لضباط القوات المسلحة قبل الحرب بيومين، وتسريح 20 ألف جندي قبل الحرب بأيام ولكنهم رجعوا قبل الحرب مباشرة فضلا على ما كان يقوم به الضباط قبل الحرب بيوم، فكانوا ينظمون لدورات رياضية فكل هذا أبعد تماما فكرة استعداد المصريين للحرب”.

 وأخيرا وليس آخرا في يوم تخليد هذه الحرب المجيدة أرجو النظر بنظرة متفحصة لعوامل نجاح الحرب التي تعد من أعظم الحروب على مستوى العالم.. أرجو النظر إلى كيفية تخطي إرادة الشعب المصري للمستحيل، فبينما كان يبصم العالم بأن المصريين مستحيل أن يحاربوا بعد هزيمتنا في حرب الاستنزاف وانتظر الجميع رفع الراية البيضاء.. استطاع الشعب المصري بإرادته القوية إزالة آثار الهزيمة وحوّلها لنصر يدرّس في المراكز الاستراتيجية الإسرائيلية الآن.

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech