Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

مذكرات ضابط عراقي في الجبهه السوريه

الطريق الى حرب تشرين ( رمضان ) 1973


فارس من السمتيات
19/5/2014

بعد احتلال العراق عام 2003 ارسلت اولادي الى سوريا  والاردن خلال العطل الصيفية لعدة سنوات لابعادهم عن الاخطار التي كان يمر بها وطننا وللتخفيف عما عانوه  والمخاطر التي واجهتهم خلال العام الدراسي وقد  حرصت ان لا ينقطعوا عن الدراسة رغم المخاطر التي يواجهونها وخصوصا للاعوام 2004 ولغاية 2007 حرصا على مستقبلهم والحمد لله تعالى فقد انهوا دراستهم الجامعية بسلام ،

  

وحرصت على ان يقوموا بزيارة (بانوراما حرب تشرين) في سوريا وكنت احدثهم عن دور الجيش العراقي المتميز في هذه الحرب وكذلك زيارة مدينة القنيطرة،وكانوا مندهشين من ان لا ذكر لدور الجيش العراقي في (البانوراما) وكذلك فان اقرانهم من الشباب السوريين لا علم لهم بدور الجيش العراقي في حرب تشرين حيث يذكر دور الجيوش العربية الكويتية والسعودية والمغربية في الكتب الدراسية لتاريح حرب تشرين ، وهو ما دفعني لاستذكار دور جيشنا من خلال دوري في هذه الحرب،وارجو من القاريء الكريم ان يمنحني العذر اذا كانت هناك اخطاء في السرد او التواريخ فكل ما ادونه هو من الذاكرة التي مرت عليها اكثر من اربعون عاما ، كما ارجو من الذي له  معلومات ان يغني كتابتي هذه بالتصحيح  والتوضيح واغنائها بالمعلومات التي تفيد الباحثين عن الحقيقة ولاجل الاجيال الشابة الذين يعانون من هجمة حاقدة  خبيثة  للطعن بتاريخهم القديم والحديث ، ولا يفوتني هنا ان اذكر بانني اوصيت اولادي الذين زارو  مصر ان يزورو قبر الخالد (القائد جمال عبد الناصر ) لقراءة سورة الفاتحة على روحه  الطاهرة اصالة عن انفسهم ونيابة عني.


الغاية
الغاية من المقال هو لتوضيح واستذكار بعض من الاحداث التي عشتها في  حرب تشرين الاول (اكتوبر) 1973 ، ومما لم يروى عن دور الجيش العراقي الباسل في هذه الحرب .

الالتحاق  الى الكلية العسكري
منذ طفولتنا تربينا تربية قومية نتأمل تحقيق الوحدة العربية التي تعني القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية للامة العربية وهدفها الاسمى تحرير فلسطين ، عندما بانت ملامح  حرب التحرير في نهاية شهر مايس 1967 وما تخللتها من احداث اثارت بنا ونحن بعمر المراهقة القريبة من الشباب وما كانت تبثه اذاعة صوت العرب من القاهرة واذاعة بغداد مشاعر الزهو والفخر وحتمية الانتصار في المعركة القادمة مع محتلي فلسطين ،

  

بدأ العدو الصهيوني معركته ضد الشقيقة مصر بضربته الجوية  يوم 5 حزيران 1967،وتوحدت اذاعة بغداد مع صوت العرب وهي تذيع اخبار الانتصارات في ساحة المعركة واصدر العراق بياناته العسكرية ومن ضمنها القصف الجوي الذي قامت بها قاصفاتنا لمصافي (ناتانيا )في فلسطين  والمعارك الجوية فوق قاعدة الوليد الجوية  واسقاط الطائرات المعادية وفعاليات الجيشين السوري و الاردني كلها ومع بقية الانباء الاحادية الجانب (اذاعة صوت العرب ) جعلتنا في نشوة الانتصار وان التحرير آت لا ريب فيه.

  


يوم 9 حزيران القى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر خطابه الشهير باعلان الحقيقة المرة وتنحيه عن الحكم فكانت صدمة هائلة اصابتنا جعلتنا وبدون اية استحضارات نخرج الى الشوارع بمظاهرات نرفض نتيجة المعركة ونطالب الرئيس جمال عبد الناصر بعدم التخلي عن القيادة  واستمرت المظاهرات لصباح اليوم التالي لتتحول الى مسيرات تساند سوريا بعد ان توقف القتال في الجبهتين المصرية والاردنية بنتائجها الكارثية ولحين انتهاء المعركة على الجبهة السورية واحتلال الجولان ، كانت صدمة كبيرة ..استمرت المظاهرات للمطالبة بتدخل الجيش العراقي في الحرب وتسليح المواطنيين للقتال ضد المحتلين ورافضين لنتائج المعركة ، بعدها دعى رئيس الوزراء المرحوم طاهر يحيى لتجمع جماهيري للشباب الراغب في التطوع لحرب  المحتلين في ساحة الكشافة  ببغداد ،حضرنا التجمع وهتافاتنا تتعالى (سلحونة وللجبهة اخذونة) وهتافات اخرى ،

      

ارتجل المرحوم طاهر يحيى كلمة عن الاوضاع ونتائج المعركة واخيرا قال بان العراق جاد بمحو اثار العدوان وسنعد العدة لذلك واما مطالبكم بالتسليح فان الدولة حريصة عليكم ولا يمكننا ارسالكم بدون تدريب وتنظيم واوعز الى مدير التجنيد بالنزول الى وسط الساحة ودعانا بان ننزل لتسجيل اسمائنا للتطوع كجنود في الجيش العراقي لتدريبنا واعدادنا للمعركة ، كان معظمنا من الشباب المتعلم ولا  نريد ترك دراستنا لذلك لم ينفذ اي منا طلب رئيس الوزراء لينتهي هذا التجمع بدون اية نتيجة ، وكان قد التحق العديد من الشباب بالمقاومة الفلسطينية كفدائيين وخصوصا بعد معركة الكرامة في 21 اذار 1968 بين المقاومة الفلسطينية والجيش الاردني ضد العدو الصهيوني المحتل.
كنت في الصف الرابع الاعدادي ومن هذه اللحظه قررت التطوع في  السلك العسكري لاحقق  امنيتي  في القتال وتحرير فلسطين كضابط  محترف ضمن الجيش العراقي رغم عدم انتماء اياً  من اقاربي لهذا المسلك سابقا ، كان اغلبهم حقوقيون وفي الكليات الانسانية الاخرى ، لذلك وجدت معارضة شديدة لما اخترته ، كنت اريد ان انتمي الى القوة الجوية كطيار ولكني خشيت من الفشل في الفحص الطبي وخصوصا الانف والاذن والحنجرة كون عدد الفاشلين بهذا المجال كبير بسبب الدقة المتناهية للطبيب المختص نزار النائب  في هذا الفحص وافشال  المتقدمين للانتماء كطيارين لاي عارض بسيط ، فابتعدت عن التقديم الى القوة الجوية لاني لم اجرب الفشل في سيرة دراستي وحياتي! ، بعد تموز 1968 فتح التطوع بصفة نواب ضباط تموين حربيين (ن ض ت ح ) ، ورفضت التطوع لكوني  قررت دخول الكلية العسكرية بشهادتي الاعدادية.( وكانت تلك السنه هي الاخيرة للدراسة الاعدادية لسنتين ، بعدها اصبحت ثلاث سنوات ) وبعد الاجراءات الاعتيادية في الفحص الطبي والمقابلة تم قبولي في الكلية العسكرية بدورتها (49 ) وابتدأ الدوام يوم 8 اذار 1969 ( كنت قد التحقت قبل ذلك في كلية التجارة حينها وبعد ورود اسمي بالقبول في الكلية العسكرية تركت مقاعد الدراسة فيها  والتحقت بالكلية العسكرية رغم المعارضة من قبل والدي رحمه الله تعالى).
في الصف الثالث (المتقدم )  سعيت لاختيار الصنف المدرع  ساعدني بذلك الرائد الركن حينها ( سليم شاكر الامامي ) لمعرفة خاصة به وقد تقرر في دورتنا ان يكون الصف الثالث (المتقدم ) لاختصاص الصنف لنكون مهيأين  للخدمة بالوحدات فور تخرجنا دون الحاجة للدورات التخصصية .

       

تخرجنا من الكلية في 18 تشرين الاول ( اكتوبر) 1971 قبل انتهاء فترة التدريب وقبل التاريخ المقرر للتخرج في 6 كانون ثاني (يناير) 1971 بعد ان زارنا الرئيس الراحل احمد حسن البكر واجتمع بدورتنا وبين الاحداث التي رافقت القتال في الاردن بين المقاومة الفلسطينية والجيش الاردني وتداعياتها على الموقف العراقي السياسي والعسكري ومنها قرار التحاقنا بوحدات الجيش مبكرا على ان نكمل تدريبنا في الدورات الاختصاصية من وحداتنا كما كان معمولا سابقا

 

         في كتيبة تدريب الدروع  بمعسكر المنصورية


 ضابط في كتيبة الدبابات الخامسة
التحقت بكتيبة الدبابات الخامسة آمرها النقيب الركن طارق صادق  في بلدروز (الموالح ثم انتقلنا الى طحماية ) وكان واجبنا الدفاع عن محور( مندلي . بعقوبة .بغداد) ثم اكملت دورة الاسلحة في التاجي  عدت بعدها الى الكتيبة لننتقل الى معسكر المنصورية ثم الى البصرة (الزبير ) معسكر الدريهمية بداية عام 1971 .
التحقت في حزيران بدورة الغطس وسياقة الدبابات تحت الماء  بمعسكر المنصورية (كتيبة تدريب الدروع)  وهي الدورة الثانية حيث استشهد في الدورة الاولى احد سواقي الدبابات غرقا داخل الدبابة بعد تعذر فتح باب السائق نتيجة ضغط الماء ، انهيت الدورة بعد تنفيذ تمرين عبور نهر ديالى للمرة الاولى وبحضور مدير الدروع العميد اسماعيل محمد ياسين وعدد من القادة  (وكان لي شرف عبور الدبابة الاولى لنهر ديالى ) ، بعدها دخلت دورتين اساسيتين في الموصل ، وقد نفذت مع الكتيبة آخر تمرين تعبوي خريف عام 1972 وعلى مستوى لواء ( في الدفاع السيار ) ، وكان واجبنا وبالتناوب مع كتيبة الدبابات الاولى التي تشاركنا المعسكر هو الدفاع في منطقة سيحان على طريق البصرة الفاو وكان امرها حينها المقدم الركن سليم شاكر الامامي قبل ان ينقل الى امر اللواء المدرع 12  وعند تبديل الواجب مع الكتيبة الاولى نعود الى الزبير تقوم سرية من الكتيبة بحماية ميناء ام قصر(وقد نفذت واجب مخفر الصامتة كما ذكرت ذلك في مقال معركة الفاو) في اذار 1973وكان امرنا خلال هذه الفترة المرحوم المقدم الركن عبد الغني الامام الذي له الفضل الكبير في توجيهي وارشادي في مسيرتي اثناء خدمتي  العسكرية ، بعدها  تم الاعلان على ترشيح الضباط من القطعات الارضية للانتقال الى القوة الجوية كطيارين سمتيات ولم يوافق الامر الجديد المقدم غالب غدار الخزرجي على طلبي للترشيح للقوة الجوية ، التحقت بعدها الى دورة الاستطلاع في كتيبة استطلاع الوليد (بنهارد ) في جلولاء وكان امرها الرائد الركن انمار صلاح الدين الصباغ  وتم ترشيحي من هناك الى القوة الجوية  بناءا على طلبي ( وبالواسطة  خلافا للسياقات ) وانهيت الفحص  الطبي بنجاح  وبعد انهاء دورة الاستطلاع بتفوق عدت  الى الكتيبة في آب ( اغسطس)1973  لاواجه اللوم من امري ولكنه تفهم رغبتي وافهمني بان عدم موافقته للانتقال الى القوة الجوية هو اعتزازه بي.

  

حرب تشرين 1973

التحقت الى اخر دورة اساسية مقررة لصنف الدروع وهي دوره (التعبئة ) في مدرسة الدروع  بمعسكر تكريت المبتدأه يوم السبت 6 تشرين الاول (اكتوبر) 1973 المصادف 10 رمضان1973 وبعد انتهاء فترة الدروس الصباحية وخلال فترة الاستراحة ، وقبل الدوام الثاني استمعنا الى اذاعة العراق تعلن بدأ الحرب ضد العدو الصهيوني على الجبهتين المصرية والسورية ونجاح القوات المصرية من عبور قناة السويس وتوغل الجيش السوري في الجولان المحتله ، وبين الفرحة العارمة والترقب والخوف من بيانات عام 1967 اخذنا نتداول حتمية مشاركة العراق بهذه المعركة ، وبدون اية تعليمات او اوامر لم نلتحق بالصف الدراسي بعد الظهر كما هو في منهاج الدراسة ولم تطلب منا الهيئة التدريسية بالالتحاق بالصف الدراسي واصبحنا جميعا كادر المدرسة ونحن الطلاب وكاننا في انذار بدون اية اوامر ،وبدأنا نترقب التعليمات التي كنا واثقين من صدورها بالغاء الدورة واعادتنا الى وحداتنا تمهيدا لحركتنا الى سوريا ،وبعد الفطور(رمضان )  وصلت اول برقية بالحاق ضباط اللواء المدرع 12( الوليد) الى وحداتهم ثم توالت البرقيات باعادة باقي الضباط الى وحداتهم ليصلني الدور مساء يوم 7 تشرين اول للعودة الى الكتيبة في البصرة

  

العودة الى البصرة والتوجه الى بغداد
صباح يوم 8 تشرين غادرت تكريت الى بغداد وودعت عائلتي والتحقت بالقطار النازل الى البصرة مساء نفس اليوم لاصل الى محطة المعقل صباح اليوم التالي واواصل السير الى معسكر الدريهمية في الزبير لاجد  الكتيبة في معسكر التدريب الاجمالي خارج الزبير، التحقت بالكتيبة بعد ظهر ذلك اليوم وكنا ننتظر التعليمات الحتمية  حول التوجه الى سوريا ، صباح يوم 10 تشرين  صدر الامر بايقاف التدريب الاجمالي والعودة الى معسكر  الدريهمية والتهيؤ للحركة الى سوريا ، مساء يوم 11 تشرين  جمعنا آمرالكتيبة وطلب منا ان يتطوع من يرغب الذهاب الى سوريا فتطوع اغلبنا مع قسم من المراتب حرصنا على ان يكون تطوع وليس تكليف ، لكوننا سنترك دباباتنا في  معسكر الدريهمية مع عدد من ضباط ومراتب الكتيبة وسيستلم واجباتنا ضباط  ومراتب احتياط جرت دعوتهم للالتحاق بالخدمة وعدم حدوث فراغ في المنطقة وفعلا تم التحاق ضباط الاحتياط وكان من ضمنهم الكاتب (امير الحلو)  ونفس الامر كان مع كتيبة الدبابات الاولى التي تشاركنا المعسكر وبعد الموافقة على تطوعنا توجهنا  ومتطوعي الكتيبة الاولى عصر يوم 12 تشرين بواسطة العجلات الى محطة قطار المعقل وعلى طول الطريق اصطف المواطنون لتحيتنا ووداعنا وكان موقف رائع ومؤثر لا انساه ، استقلينا القطار الصاعد الى بغداد لنصلها صباح اليوم التالي لنجد الحافلات بانتظارنا لتقلنا الى معسكر ابو غريب ( كتيبة 14 رمضان) والذي كان آمرها الشهيد الرائد الركن عدنان  خير الله طلفاح ، الذي كان باستقبالنا واعد لنا وجبة الفطور الصباحي مع ضباط كتيبته..

                     

الايجاز واستلام الدبابات وبدأ الحركة
خلال الفطور اعلمنا الشهيد عدنان خيرالله بان وضع الجبهة السورية سيء للغاية وتم تدمير معظم القوات المدرعة  السورية وان العدو على ابواب دمشق ولا تتصوروا بان المهمة سهلة...لم تؤثر هذه المعلومات بمعنوياتنا وبعد الانتهاء من الفطور ودعنا الشهيد متمنيا لنا النصر والسلامة...خلال تناول الفطور كان الضباط الاداريون  يسلمون و يستلمون الدبابات العائدة الى كتيبة (14 رمضان ) حيث تم تزويد كتيبة 14 رمضان  بدبابات (تي 62 ) الحديثة. واستلمنا دباباتهم للتوجه بها الى سوريا ..وتم تبليغنا بتشكيل جديد هو (جحفل تعويض الدروع )  وتم تنسيبنا لهذا التشكيل وواجبنا تعويض الوحدات التي تتعرض الى خسائر بالاشخاص او الدبابات لادامة قدرتها القتالية وتم تنسيب الرائد الركن طالب امر كتيبة الدبابات الاولى امرا للجحفل  ، وبعد الانتهاء من تسلم الدبابات بدأنا الحركة باتجاه سوريا  ظهر نفس اليوم وعلى السرف لعدم توفر ناقلات الدبابات .

  

دورات سريعة اثناء التنقل
كان تسليح كتائبنا الاصلية هي دبابات (تي 54 ) وجميع طواقمنا متدربة على هذا النوع  بينما استلمنا دبابات (تي 55 ) وهي احدث من دباباتنا مما دعانا نحن الضباط للتنقل بين الدبابات خلال الحركة لفتح الدورات السريعة لكل طاقم لاختلاف الاجهزة بين النوعين وعلى الاخص للرامي والمخابر وامر الدبابة ولا اختلاف مع سائق الدبابة لكوننا الضباط قد دخلنا الدورات على الدبابة (تي 55 ) واستمرينا بالتنقل واعطاء المعلومات للطواقم لحين وصولنا الى معسكر الورار عند الغروب لنقضي ليلتنا هناك.


اوامر جديدة وتبدل بالحركة
بعد ان وصلنا الى معسكر الورار اكملنا المعلومات لطواقم الدبابات وتهيئتهم للعمل على الدبابات الجديدة مستغلين الزمن لغاية حلول الليل ، بعد  خلودنا للنوم وحوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل  تم ايقاضنا من النوم لوصول اللواء الركن عبد الجبار شنشل رئيس اركان الجيش ومعه مدير الدروع والعقيد خير الله عسكر وتنسب اصطحاب ضابطين وسواقي الدبابات معهم لارسالهم الى سوريا بواسطة طائرة لحاجة قطعاتنا في سوريا لهم وتم تعويض السواقين باخرين احداث انهوا دورة السياقة حديثا من كتيبة تدريب الدروع  ، وهنا اعترض الضابط الاقدم بيننا باننا نتدرب منذ سنيين كطواقم متكاملة ويعرف احدنا الاخر جيدا وتنسيب سواقين احداث لا نعلم مستوياتهم ولم نتدرب معا مما يؤدي الى خسارتنا في اية معركة نخوضها ، نهره رئيس اركان الجيش وقال له انها الاوامر ونحن اعلم منك باحتياجات المعركة،وابلغونا بان نستمر بالحركة غدا على السرف وستاتي ناقلات دبابات عراقية واردنية وعلينا تحميل الدبابات فور وصول الناقلات دون انتظار تكاملها مع طواقمها دون الضباط حيث ستصاحبنا عجلة (باص )لنقلنا الى سوريا  ولا علاقة لنا بالدبابات ثم غادرنا رئيس اركان الجيش ومرافقيه مستصحبين الضابطين والسواقين ، في الصباح الباكريوم 14 تشرين وزعنا السواقين الجدد على الدبابات وواصلنا سيرنا على السرف وبعد اجتيازنا مدينة الرمادي بعد الظهر بدأت الناقلات بالوصول فرادا ، ولكون السواقين جدد وتحميل الدبابة على الناقلة خطر وصعب تحتاج عملية التحميل  الى ممارسة وخبرة فقد قمنا نحن الضباط بسياقة الدبابة خلال عملية التحميل وبعد الانتهاء من تحميل كافة الدبابات ودعنا طواقمها واستقلينا الحافلة وواصلنا السير لنصل ليلا الى مدينة الرطبة ، وقد استغرقت الرحلة زمنا طويلا لازدحام الطريق بالقطعات المتجهة الى سوريا ولكون الطريق بعد مدينة الرمادي ضيق وقديم وكثير التعرجات وتخريب التعبيد بسبب كثافة السابلة ووزن الناقلات..بتنا ليلتنا في مدينة الرطبة ونمنا نوما عميقا بعد ليلتين ويومين من قلة النوم والتنقل من البصرة الى الرطبة

  

التوجه الى اللاذقية
في صباح يوم 15 تشرين الباكر وجدنا ضابط ارتباط ينتظرنا ليبلغنا باننا سنتوجه مباشرة الى ميناء اللاذقية لاستلام دبابات من على ظهر بواخر (سوفييتية )ستصل هذا اليوم  وان طواقم الدبابات تنتظرنا هناك لاتمام عملية انزال الدبابات ثم التوجه بها مباشرة الى جبهة الجولان ، واخبرنا بان السيد وزير الخارجية حينها المرحوم مرتضى سعيد الحديثي قد توجه الى موسكو وطلب تغيير مسار بواخر تنقل دبابات متجهة الى العراق  (ميناء ام قصر)  وتبديل مسارها الى ميناء اللاذقية السوري ، توجهنا مباشرة الى ميناء اللاذقية ووصلناه مع حلول الليل بسبب ازدحام الطريق وبعد مسافة الميناء،هناك التقينا بطواقم الدبابات التي كانت  تنتظرنا للمباشرة بانزال الدبابات من البواخر وكان الميناء يتعرض الى القصف الجوي نهارا والقصف البحري مساءً وقد استغلينا حلول الظلام لتفادي القصف الجوي وباشرنا بانزال الدبابات  تحت القصف البحري المعادي وكان عدد الدبابات المستلمة (110 او 101 ) دبابة وبعد انتهاء عملية استلام الدبابات وانزالها من البواخر تجمعنا خارج المدينه وبتنا ليلتنا على ظهور الدبابات لنباشر الحركة وعلى السرف الى جبهة الجولان ووصلنا  دمشق مساء يوم17 تشرين بعد جهود شاقة لبعد المسافة بين اللاذقية ودمشق ولم ننتظر اية دبابة تعطل بالطريق وانما كنا نتركها لمفارز التصليح ونستمر بالحركة والمسافة التي قطعناها على السرف بحدود 300 كيلو متر وهي خارج كل  سياقات  العمل وخارج المعقول والتصور وتحمل جسم الانسان  لنبيت ليلتنا هناك وبدون اي تدخل من الطيران المعادي اثناء التنقل
التوجه الى الجولان والتهيؤ للتعرض على العدو

وفي صباح اليوم التالي  18 تشرين تم التوجه الى منطقة تعسكر جحفلنا ووجدنا الملاجيء مهيئة لندخلها وتم توجيه عدد من دباباتنا مع طواقمها لتعويض خسائر بعض كتائب الدروع وبقينا بانتظار التعليمات.
مساء يوم 22 تشرين تم ايجازنا بان وحدات الجيش العراقي وفرقه قد تكاملت وباسناد القوات السورية ولواء مدرع اردني سيتم التعرض الشامل على قوات العدو قبل الضياء الاول غدا لتحرير الجولان بكامله ثم تطوير التعرض داخل فلسطين المحتلة وحسب تطور الموقف...وبعد الايجاز بمدة قليلة تم تبليغنا بتأجيل التعرض الى اليوم التالي ..وتم التهيؤ للتعرض ليلة 23 / 24 تشرين  ولكن تم تبليغنا بالغاء التعرض ليلة تنفيذ الهجوم  بعد موافقة سوريا على وقف اطلاق النار (وكان الامر صدمة كبيرة لنا ومحبط للمعنويات) فقد كنا مستبشرين وعلى يقين تام بنجاحنا ومهيئين نفسيا ومعنويا لخوض هذه المعركة .

   

الانسحاب والعودة الى ضواحي دمشق
في اليوم التالي 25 تشرين صدرت لنا الاوامر بترك مواضعنا والعودة الى دمشق تمهيدا لعودتنا الى العراق لانتفاء السبب بوجودنا مع القبول بوقف اطلاق النار، باشرنا بالحركة وعلى السرف وخلال سيرنا كان يوقفنا القرويون السوريين ويسألونا لماذا تتركونا وكانت اجاباتنا (وعن قناعة وبدون تلقين )  كانت هذه فرصتنا وجئنا لتحرير فلسطين وماذا سنقول لاهلنا عند العودة بعد ان عاهدناهم باننا سنقاتل لحين التحرير او نستشهد دون تحقيق الهدف! ، استمرينا بالعودة الى مشارف دمشق في منطقة (دوما ) ووجدنا المواضع مهيئة وادخلنا دباباتنا في المواضع وتم تنسيب مدرسة دوما الابتدائية لاسكاننا ولحين العودة ، وكان تعاطف سكان دوما معنا غاية في الروعة والاحترام والتقدير وقدموا ما يستطيعون لخدمتنا ورعايتنا  وارشدونا الى (حمام السوق ) في نهاية الشارع الذي فيه  المدرسة ، وذهبنا الى الحمام مساءً لننزع عنا متاعب الايام السابقة وما علق باجسامنا من عرق وغبار  واجهاد تحت يد ( المدلك ) الكبير في السن مع الاحاديث الجميلة ورمينا ملابسنا الداخلية بعد ان اشترينا ملابس داخلية جديدة ولكن ملابسنا العسكرية قمنا بنفضها واعادة ارتدائها لعدم امتلاكنا غيرها  وحين اكملنا الحمام وخروجنا الى غرفة الانتظار وتناول الشاي وجدنا الغرفة وقد تواجد بها عدد من مراتبنا الذين ارسلهم امر الجحفل بعد ان سمع رمي كثيف فارسلهم لحمايتنا.
كان امر الجحفل قد تغير واستلم المقدم الركن عبد الغني الامام ( امري القديم في كتيبة الدبابات الخامسة) امرية الجحفل وكان يتواجد في النادي العسكري ليلا ونهارا...وقبل منتصف الليل وصل مدير الدروع العميد اسماعيل  ياسين ومعه العقيد خير الله عسكر وسأل عن امر الجحفل فاجبته بانه في واجب خارج المدرسة وطلب الضابط الاقدم فقدمت له نفسي فلم يستسيغ ان يكون ضابط برتبة ملازم هو الاقدم ثم سألني عن فقدان دبابة من جحفلنا فاجبته بان لاعلم لدي بها اصطحبني وخرجنا للبحث في الطريق المحتمل لسلوك الرتل ووجدنا مجموعة من (الحرس القومي السوري ) لحماية الطريق وسألهم عن الدبابة ونفوا علمهم بها والتفت علي ونفس عن  غضبه بي (كيف تمر دبابة من تحت اعينكم وانتم لا تعلمون ؟ ) فاردت ان اجاوبه ولكن العقيد خير الله اشر لي بان اصمت ومد يده لي واعطاني خلسة (موزة ) وهو يبتسم ليخفف عني ، ثم عدنا الى المدرسة للنوم وغادرنا السيد مدير الدروع.

اللاذقية مرة اخرى
بعد ظهر اليوم التالي وصل امر الجحفل ومعه الرائد الركن (نمر ) وطلب مني مرافقته الى اللاذقية لتتبع مسير الدبابات والبحث عن الدبابة المفقودة..وكانت فرصة جميلة للسير بتأني على طريق دمشق  طرطوس ثم اللاذقية ووصلناها مساءا لنبيت في النادي العسكري المطل على البحر المتوسط وكانت ليلة ممطرة مع وجود امواج عالية تمس شباك غرفتنا في منظر جميل لم نشاهده سابقا ، ومع الضياء الاول غادرنا النادي في طريق العودة والبحث وكان المطر يهطل قليلا والمدينة نظيفة ورائعة  نتيجة سقوط المطر لم نلحظها عندما كنا ننزل الدبابات تحت القصف ، اتخذنا مسيرنا على الطريق النيسمي الذي سلكناه سابقا على السرف قبل ايام في طريقنا الى جبهة الجولان وبواسطة عجلة رباعية الدفع مريحة وخلال سيرنا وجدنا عدد من الدبابات عاطلة ومتروكة لحين اصلاحها وتم تسجيل اعدادها واماكنها  وعدنا الى دمشق وتركني الامر ليقدم تقريره.

  


في دمشق
بقينا لعدة ايام في دوما ننتظر دورنا للتنقل والعودة الى العراق وكنا نذهب الى دمشق القريبة عبر مدينة او ضاحية ( حرستا ) ونتجول في الاسواق وخاصة سوق الحميدية  والاسواق الحرة للتبضع والترفيه  وخصوصا بعد ان استلم بعضنا راتب شهر تشرين الثاني وتقاسمنا الراتب مع من لم يحالفه الحظ بوصول راتبه وكان هذا التقاسم يعبر عن روح الاخوة والتعاون بيننا ، كنا وخلال تجوالنا نجد المحبة والاحترام والمساعدة من المواطنين السوريين وخاصة النساء فقد كنا في مقتبل العمر وكان العديد منا مصابين والضماد يلف رؤوسهم او ارجلهم او ايديهم وملابسنا ملابس الميدان الملوثة بالزيوت او التراب فكانوا ينظرون الينا نظرة ملؤها الاعجاب  والتقدير وكانوا يساعدونا خلال التبضع والمساومة على الاسعار  وخلال هذه الفترة وصلت وحدات من الجيشين السعودي والكويتي وكانوا يتجولون بملابسهم الانيقة والنظيفة الزاهية  فكان هذا مجال للمقارنة بيننا وبينهم وسهرنا ليلة في احدى المطاعم على طريق لبنان وقد قدم اصحاب المطعم جليل خدماتهم رغم شتمنا لحافظ الاسد والسادات بسبب ايقاف القتال وامنوا لنا حافلة صغيرة لعودتنا الى دمشق ، وكانت ايام قليلة غمرنا السوريون بعطفهم ومودتهم لم انساها ابدا

 

العودة الى H3
في بداية شهر تشرين الثاني وصل دورنا بالعودة الى العراق بعد توفرناقلات الدبابات وبدأنا رحلة العودة وودعنا اهالي مدينة دوما وتم تحميل الدبابات وكل مجموعة تكمل التحميل تتوجه فورا الى العراق..بدأنا الرحلة مساءا واجتزنا الحدود بعد حلول الظلام وكنت في مقصورة القيادة مع سائق الناقلة الذي كان الاجهاد بادي عليه  وللتاريخ نقول بان هؤلاء الجنود المجهولون كان لهم الدور الكبير والملموس في ادامة تنقل قطعاتنا المدرعة في التوجه الى سوريا والعودة دون كلل او ملل وبجهود جبارة قل مثيلها تحركهم وطنيتهم واخلاصهم هم وامريهم ، دون نكران دور كافة الصنوف الادارية الذين لولاهم لما تمكن المقاتلون من اداء دورهم في معركة الشرف هذه،وكنت اكلمه باستمرار وهو يغالب النعاس ثم طلبت منه الخروج خارج الطريق  كي نأخذ قسطا من النوم لخطورة استمرارنا بالمسير واشرت لبقية الرتل التوقف وفعلا نمنا تلك الليلة على الناقلات لحين الصباح لنباشر المسير الى مخيم قرب قاعدة H3 الجوية  اعد على عجل لنعسكر هناك بخيم  من طبقة واحدة لا تقي من البرد القارص  في الصحراء ليلا تسع لشخصين فقط وبدون اية خدمات اخرى من تدفئة او اضاءة فقط كانت هناك خيمة امر الجحفل كبيرة يتوفر فيها (لوكس ) نستعمله للاضاءة والتدفئة في هذه الايام الباردة جدا لدرجة الانجماد ليلا.

                              

ونتعلل ليلا مع الضابط الاقدم في خيمته التي كان يشغلها لعدم تواجد آمر الجحفل وعلى ضوء ودفىء (اللوكس )، وحكايات الضابط الاقدم النقيب طارق  الجميلة وهو من اهالي البصرة التي لا يمل منها ، وقد عمل معنا في منتصف الثمانينيات كمدير لشعبة الادارة في مديرية طيران الجيش ، بقينا في هذا المعسكر الى نهاية شهر كانون الاول 1973 حيث صدر لنا الامر بترك الدبابات والعودة الى البصرة (الزبير ) معسكرنا الدائمي ، وان الدبابات قد تم اهدائها الى الجيش السوري لسد النقص في وحداتهم المدرعة وتعويض خسائرهم في الحرب..وكان عدد الدبابات (100 او 109 ) دبابة بعد فقدان احدى الدبابات التي ظهر بان طاقمها قد التحق باحدى الكتائب المدرعة ولم يتم ادراجها في الوقوعات ..والمفارقة بان الدبابة قد شاركت مع القطعات العائدة خلال استعراضها في بغداد بكامل تسليحها مما احدث مشكلة بسبب هذا الحادث الذي لم اعلم عن نتائجه بسبب نقلي الى القوة الجوية بعد ايام من عودتنا الى البصرة وودعت امري ومنتسبي الكتيبة متمنيين لي الموفقية والنجاح

كلمات للحقيقة والتاريخ
1- اشيع وتم التداول عن مشاركة الجيش العراقي  في حرب تشرين تم بعد ان طلب الرئيس الراحل حافظ الاسد تدخل الجيش العراقي نظراً لتطورات  الموقف العسكري والخسائر الكبيرة التي اصابت الجيش السوري وتهديد دمشق  بالاحتلال وان الجيش العراقي كان واجبه انقاذ وحماية دمشق من الاحتلال ، وهذا منافي للحقيقة فان قرار خوض الحرب الى جانب سوريا ومصر تقرر منذ الساعات الاولى لعلم القيادة العراقية بنشوب الحرب من الاذاعات وفي ذروة الانتصارات على الجبهة السورية..ولم يكن الموقف يتحمل المناقشة والتأني خصوصا وان الشعب العراقي كان لا يقبل باقل من المشاركة الفعالة في الحرب وكذلك الجيش وان القيادة العراقية كانت مؤمنة بحرب التحرير رغم عدم ابلاغ العراق بالحرب وكما اسلفت في بداية المقال باننا في يوم 6 تشرين اوقفنا الدورة  ومعنا معلمي الدورة الدروس بانتظار التعليمات وبدون ان يصدر لنا الامر بايقاف الدورة او الغائها ، ولكن قبل وصول طلائع قواتنا  الى الجبهة حصل التطور بالموقف على الارض وباتت دمشق مهددة بالاحتلال مما ادى التغيير بالواجب الى التعرض لغرض ايقاف العدو عن التقدم واحتواء هجومه كصفحة اولى ثم القيام بالهجوم المقابل لتحقيق الاهداف بتحرير الجولان وهذا ما حدث على الارض فبعد احتواء الهجوم المعادي والذي كانت نتيجته ابعاد دمشق عن خطر الاحتلال تمت المباشرة والتهيؤ للصفحة الثانية بالهجوم المقابل الكبير بعد تكامل التحشد اللازم لاتمام الواجب ..ولكن ايقاف اطلاق النار افشل المهمة الرئيسة للمشاركة بالحرب
2- لم ننتبه حين استلام الدبابات وانزالها من البواخر السوفييتية بانها كانت محملة بكافة اعتدتها اي انها كانت مهيئة للدخول بالمعركة فورا وهذا يعني ان هذه الصفقة لم تكن دبابات مستوردة وانما ضمن الجسر البحري للامدادات السوفييتية خلال الحرب  وعلى حساب العراق .
3- نتيجة للعداواة والاختلاف السياسي والشخصي بين الحكام ادى الى طمس والغاء دور الجيش العراقي في الحرب في دروس التاريخ في مدارس سوريا والغاء اي ذكر لدوره في الحرب وتم توزيع النياشين للقطعات السعودية والكويتية من قبل القيادة السورية رغم عدم اشتراكهم باية معركة ووصولهم سوريا بعد وقف اطلاق النار..وللقطعات المغربية التي قاتلت بشرف في هذه المعركة وادى ذلك الى جهل الاجيال الجديدة عن دور الجيش العراقي ودوره  المجيد بهذه الحرب
سبق وان ناشدت الرئيس السوري (بشار الاسد ) وعبر مقال  افتتاحي نشر في جريدة راية العرب وعدوني بايصاله له شخصيا وعبر الفضائية السورية من خلال لقاء حول ذكرى حرب تشرين قبل بداية الاحداث المؤلمة التي يمر بها قطرنا العزيز سوريا بان يكون له شرف اعادة النظر بمناهج التاريخ في المدارس السورية وبانوراما حرب تشرين وذكر الحقيقة في المشاركة المشرفة للجيش العراقي في هذه الحرب قبل ان يأتي رئيس من بعدك ينال هذا الشرف..وسوريا حينها كانت تحتضن الكثير من الضباط  المشاركين في هذه الحرب والذين لجأوا اليها بعد احتلال العراق  بمباركتك وموقفك النبيل وهم قريبين منك يمكنك الاستفسار منهم مباشرة اذا كانت مواليدك ودراستك بعد خوض هذه المعركة المشرفة  ولا تعلم الحقيقة بسبب الصراع الشخصي بين والدك والقيادة العراقية حينها وقد اوفى  الشباب السوري بالدين خلال الغزو الامريكي للعراق ولا زالت قبورهم في مقبرة الشهداء في الاعظمية شاهدا على وفائهم خلال معركة الاعظمية الخالدة يوم 10 نيسان 2003 وهو اليوم الذي بدأت به المقاومة الباسلة للمحتل وانشأت المقبرة عندما تم دفن اول الشهداء السوريين وفي محل استشهاده ثم رفاقه من السوريين والعراقيين ولا زالت قبورهم يتم رعايتها من اهالي الاعظمية بحيث ان ذوي الشهداء السوريين لم ينقلوا بعضا منهم الى سوريا  بعد ما شاهدوه من عناية فائقة من اهل الاعظمية تفوق رعاية اولادهم وهذا هو الوفاء والوفاء المقابل.واذيع اللقاء عبر الفضائية السورية ودون اي رد فعل يشفي غليل من شارك عن قناعة وايمان ومن ضحى بحياته شهيدا على ارضنا في سوريا ولا زال الامل اليقين بان ياتي من يضع الامور على مسيرتها الصحيحة ويعطي لكل ذي حق حقه
هذا ما تربينا عليه ونقلناه الى اولادنا وستتلقفه الاجيال القادمة  لمعرفة الحقيقة والعمل على تحرير فلسطين كاملة مهما طال الزمن وما ضاع حق ورائه  مطالب

 

المصدر /

http://www.algardenia.com/terathwatareck/10461-1973.html

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech