Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

بطولات من حرب رمضان- الجزء الثالث

رواية شاهد عيان

 

تأليف : حسين الطنطاوى

تقديم : ممدوح سالم

اعداد للمجموعه 73 مؤرخين - اسماء الكاشف - المؤرخه
 

     تصديق ادارة المخابرات الحربية والاستطلاع رقم 900 بتاريخ 27 /6 / 1974

   

مطبوعات دار الشعب

 

 

الفصل السادس

قصة أغرب حصار فى القرن العشرين

إلى روح الشهيد إبراهيم عبد التواب

 

بداية القصة :

كانت مع استيلاء قوة مصرية على موقع حصين شرق كبريت يعد أحد مواقع خط بارليف وكان ذلك يوم  9 أكتوبر بعد  أيام ثلاث من الحصار المصري للموقع وقد استسلم أفراده ورحلوا كأسرى وكان هذا الموقع لأهميته  يتخذه العدو مقراً لإحدى قياداته الفرعية .فحاول العدو  استرداد الموقع لكنه فشل  وبعدما نجح العدو فى فتح ثغرة فى نقطة تفصل الجيشين الثانى والثالث  ووصلت قواته إلى غرب القناة اكتشف رجال الموقع  أن العدو الاسرائيلي تقدم من الشرق فى محاولة دفعهم للخلف ، وصمم  الرجال على البقاء واستبسلوا وفشلت محاولات العدو لكنه تقدم إليهم من الجانب  الأيمن والجانب الأيسر واستطاع أن يقف غرب البحيرات .. واصبح واضحاً لدى قيادة الموقع انهم محاصرون تماماً..

 

جمع القائد رجاله وعرض عليهم تصوره للبقاء فى الموقع ووضع أمامهم كل أحتمالات الموقف الطويل ( المياه  - الطعام – الوقود – الذخيرة – مع ضغط العدو المستمر ) .. وأجمع القائد ورجاله على قرار واحد هو الاستمرار فى مكانهم واقسموا على الدفاع عن كلش بر وقرروا مواجهة الموقف ..

-          أن يشرب الفرد كل يومين للأقتصاد فى كمية المياه الموجودة

-          أن يقسم كل أربعة أفراد طعام فرد  وأن يقتصدوا فى استهلاك الوقود

-          وأن يكون استخدامهم للذخيرة بالقدر الذى يحقق استمرار وجودهم فى الموقع

كانت كل الظروف تؤدي بهم إلى الاستسلام ، لم تكن أمامهم  أدنى فرصة للصمود فالعدو يطوقهم ويضغط عليهم بعنف .. نيران العدو لا تتوقف .. مخزونهم من التعيينات والوقود والمياه ينفذ دون تعويض ،، ورغم كل هذه الظروف واصلوا صمودهم  وقرروا ألا يقتصر دورهم  على صد هجمات العدو .. فخرجوا فى عمليات  تعرضية لمواجهة العدو  فقد كان هذا يرفع من معنوياتهم  ويحقق لهم بعض الغنائم وزاد من حنق العدو عليهم وقد طالت المدة ..

وتطوع أحدهم المقاتل ( عصام ) ليخرج يومياً  فى كل رحلة من هذه الرحلات التى اطلقت عليها اسرائيل .. ( رحلات الموت )  لامداد الموقع بكل ما يلزم من مؤن وذخيرة  .. والقائد نفسه كان على رأس أول مجموعة خرجت للهجوم واستطاعت هذه المجموعة مهاجمة تجمعات العدو وأن تكبده خسائر كبيرة ..

وكان القائد ينتقل من موقع إلى موقع  ينقل الذخيرة بنفسه إلى الموقع الذى تنقص ذخيرته ويحمل المياه لكل من تنفذ كميته .. كان قدوة لهم جميعاً ..فقد كان أقلهم استهلاكاً للمياه  والطعام وأكثرهم جهداً ... تحت الحصار يصلي ويواظب  مع رجاله على صلاة الجمعة  وجماعة أخرى تحميهم بالنيران .. وكلما أتيحت له  الفرصة اجتمع ببعض رجاله يفتيهم فى شئون دينهم  شارحاً لهم بعض سور  وآيات الكتاب .. وشجع المسيحيين  على الترتيل من الأنجيل وطوال فترة الحصار كان يدير  خططه فوق سطح الأرض حتى يبث الشجاعة  إلى أقصاها فى نفوس رجاله ..

الرجال بينهم اطباء ومهندسون وخريجون من كلية العلوم وكان عليهم ان يصلوا  إلى حلول لمشاكلهم ،،بدأوا يجربون تقطير المياه المالحة وأستخدموا أعمدة التليفون وفلنكات السكك الحديدية لتبخير  المياه واستخدموا مياه البحيرة لتكثيف البخار فى جركن ( آخر ) ..

وجن جنون العدو فزادت هجماته ضراوة  وخسر كثيراً  .. فاستخدم طيرانه ليقضي على الموقع فألقى قنابل زنة 500 رطل  ثم ألف رطل .. إلى ألفي رطل  وبدأت قصة  الحصار تأخذ طابعاً آخر فى نفوس القادة الاسرائيليين .

ما سر هذا الصمود ؟ لابد  وأنه التمسك بالحياة .. فعرض عليهم العدو الاستسلام  مع الوعد بحسن معاملتهم  لكنهم رفضوا وتمثل رفضهم فى إغارة  على العدو  استشهد فيها القائد وظن العدو أنه باستشهاد القائد ستنهار مقاومتهم فضغط على الموقع عسكرياً بقصف مركز من المدفعية والدبابات وإغارات من الطيران  وسقط فى الموقع شهداء لكن الموقع ما زال صامدا ..

وأعاد العدو عرضه بخروجهم  دون أسلحة  ورفضوا  وكان رفضهم  أيضاً يتمثل فى إغارة على العدو  فواصل العدو ضغطه بعنف  على الموقع ويسقط للموقع شهداء  جدد ويستميت الرجال .

ويذهب ( شارون ) الجنرال الاسرائيلي الدموي يعرض عليهم بمكبرات الصوت  أن يخرجوا بأسلحتهم ولكن رفض الرجال هذه المرة  جاء فى صورة  تهديد له بالإطاحة  برقبته  أن لم يكف  عن عروضه  .. أن بقائهم رمز لبقاء مصر  صامدة وحتى النصر ..

وأقاموا مقبرة الشهداء ..

وتأقلموا على ظروف حياتهم  الجديدة  وكانوا باستمرار قادرين  على التغلب على اى مشاكل تواجههم .. وشد صمودهم انتباه العالم عندما أعلن العدو عن استمرار وجود هذه الوة  تحت الحصار من 16 أكتوبر 1973  .. ويرحل جنود إسرائيل  من الثغرة  وينتهى حصار 134 يوماً ..

وتبقى قصتهم رمزاً للخلود والشجاعة والاصرار ...

ويبقى الدرس :

ويبقى  الدرس لنوعية الإنسان المصري المقاتل الذى استطاع أن يقهر جندي العدو  فى هذا الموقع الحصين من خط بارليف  الذى بنوه بأنفسهم  وحفظوا أسراره وكيفوا انفسهم  خبرة وتجربة على القتال منه لم يستطيعوا  عندما احتله  الجندىي المصري  أن يخرجوه من طوال 134 يوماً !! مع أن جنود العدو عندما هاجمهم  المقاتل المصري لم يكونوا محاصرين ولم يكن أحداً منهم يعاني أى ظروف يفرضها  التطويق والحصار من قلة الماء وقلة الطعام وقلة الذخيرة ..ويبقى الإنسان المصري المقاتل صامداً .. صابراً مبتكراً ويتغلب  على العدو  وعلى عوامل الطبيعة  وعلى نفسه .. ويبقى أيضاً الدرس للعدو  .. أى عدو طامع فى بلادنا  وهو كما يقول الرئيس السادات :  (( قد يكون  لديهم التفوق التكنولوجي .. ولكن حسن  استخدام السلاح وروح العسكرية  فى الإنسان المصري وإيمانه بتطهير أرضه قادرة على التغلب  )) ..

ولكن كيف  نجح المصريون فى ملحمة العبور ... ؟ هذه هى قصة  أسلحة الجيش المصري المختلفة  التى اسقطت وإلى الأبد أسطورة  الجيش الذي لا يقهر ... !  *********************************************

الفصل السابع

وتحطمت  الأسطورة  فى الجو

إلى روح الشهيد طيار محمد صبحي الشيخ

فى مساء يوم 26 أكتوبر ( تشرين الأول ) 1973  أدلى ( ايجال آلون ) بتصريح  فى التلفزيون الاسرائيلى قال فيه : (( لقد انتهى ذلك العصر الذى كنا نبالغ فيه فى ثقتنا بأنفسنا  وانتهى أيضاً موقف الاحتقار والصلف الذى كنا نتخذه حيال  العرب ، لأن هذا العصر وذلك الموقف  لم يعد هناك ما يبرر استمراره .. أن العرب اظهروا استبسالاً وشجاعة  وصموداً .. أنهم على أية حال  احرزوا  انتصاراً سياسياً لأنهم نجحوا فى  كسر جمود الموقف ومن ناحيتنا ينبغي علينا أن نتعلم أن نحترم العرب ... ))

وفى 30 أكتوبر ( تشرين الأول ) قالت صحيفة معاريف الاسرائيلية :  (( لقد حطمت حرب يوم الغفران مثل قبضة  جبار ، طمأنينة  المغفلين التى أوهمنا بها أنفسنا  حتى صعقنا البرق ..فهل ستعود حياتنا حقاً إلى ما كانت عليه قبل الحرب  ؟ هل ننسى  ..هل نستطيع أن ننسى ؟

ضربة السيطرة  : وهل  تنسى صحيفة معاريف ضربة السيطرة للطيران المصري مع الشرارة الأولى  للخطة ( بدر )  واقلاع 240 طائرة من اكثر من 20 قاعدة جوية  ومطاراً  وقد تحدد لها توجيه ضربة جوية  مركزة فى شكل ضربات مسيطرة  لمنع قوات العدو الجوية  من التدخل ضد قواتنا  التى تقوم بعبور القناة  واجتياح خط بارليف  وكذلك شل  فاعلية مراكز قيادة العدو  وتدميرها  وتدمير مراكز  التوجيه والشوشرة الألكترونية  وكل وسائل الدفاع الجوى المعادية  ( صواريخ  هوك الموجهة  المضادة للطائرات أو المدفعية المضادة للطائرات  والرادارات  والقواعد الجوية والمطارات  ) ..

ونجحت قواتنا الجوية فى  تحقيق المهام المحددة لها  ..قصفت مطاري المليز وتمادا شرق حائط سيناء الجبلي  ، ومطار رأس نصراني  فى الجنوب ومركز الشوشرة  كما نجحت فى تدمير قواعد صواريخ هوك وكل رادارات  العدو على امتداد منطقة المواجهة  ، وصبت نيرانها  على  مناطق حشد مدفعية  بعيدة المدى ، وقد اصيب مطار  المليز  بخسائر جسيمة  حالت دون الاستخدام له  ، كما كان به عدد من الفانتوم لى الممرات تم تدميرها  قبل أن تنجح فى الاقلاع  .. أما مطار تمادا فلم يستخدم لمدة طويلة  ونتيجة للدمار الذي  لحق بمركز  القيادة والسيطرة  فى أم مرجم بشمال سيناء  لم يستطع العدو اصلاحه وإعادة تشغيله  وانتقل العمل من العريش  وأدى هذا إلى ارتباك  فى مركز قيادة العدو استمر فترة طويلة  ..

وقد حققت صواريخ القاذفات مهمة كانت تبدو  صعبة وعسيرة  وهى إصابة وتدمير هوائيات مركز الشوشرة  خلال القصفة الأولى  مما حرم العدو من إمكانية استخدامه منذ اللحظة  الأولى  .. وبعدها استطاعت القصفات التالية أن تدمره تماماً ، ولم يستطع العدو  تجديده بعد ذلك أو إعادة استخدامه ..

بينما كانت وحدات أخرى تقاتل فى عمق سيناء بعد أن حملتها جواً طائرات الهليكوبتر  .. كانت ضربة السيطرة  مؤثرة بحجم كبير  فلقد استمرت داخل العمق من 25 إلى 30 دقيقة  ..

وتحت كل الظروف نفذ الطيارون الأبطال طلعاتهم ..  لقد أعطى الرجال أغلى ما لديهم وتجاوزوا المعدلات القياسية  والمأمولة  واستوعبوا  أحدث  الأساليب العلمية وطبقوها فى  معارك أكتوبر ..

فقد بلغ إجمالي عدد المعارك حوالى  50 معركة جوية  منها ثمانية معارك كبيرة تدخل سجل الخلود  ، اسقطت فيها قواتنا الجوية للعدو  فوق شمال الدلتا وبورسعيد وفايد والسويس ما يقرب من 90 طائرة .

وقد انجزت المقاتلات  القاذفة من طراز سوخوى  والمقاتلات  ميج 17  / ميج 21  ما يقرب على الألف طلعة /طائرة  .. وعن المعاونة الجوية المباشرة  المباشرة للجيشين انجزت القوات  الجوية حوالى  3 آلاف طلعة طائرة  .

وقد خصص العدو حوالي نصف طلعات طائراته القتالية  للقيام بمهام المظلات  الجوية فوق سيناء ، فقد وجه لذلك 4098  طلعة طائرة  قتال من إجمالي  طلعاته القتالية  على الجبهة المصرية  والتى بلغت  10322  خلال المدة من 6 – 22 أكتوبر .

ووصلت إحدى الأشتباكات الجوية إلى  50 دقيقة ( 14 أكتوبر 1973 ) وفى أحد الاتجاهات وصلت عدد الطلعات حوالي 3000 طلعة /طائرة  فى سبع أو ثمان أيام وفى منطقة ثغرة الدفرسوار وصل عدد ساعات الطيران ما يربو على 2500 طلعة / طائرة  وخسر العدو ما يزيد عن 60 طائرة فى القتال الجوي وحده  وخسر فى إحدى  المعارك 17 طائرة وبعدها أحجم عن الهجوم على  المطارات المصرية  وقد اعترف قائد السلاح الجوي الاسرائيلى  نفسه بذلك فقال :

(( أننا اخطأنا فى مهاجمة المطارات المصرية لأن خسائرنا  فيها  كانت كبيرة )) فقد قام العدو بسبع أو ثماني  هجمات على المطارات المصرية وكانت الهجمة  لا تقل عدد طائراها عن أربعين طائرة  ولغت فى بعض المرات ثمانين طائرة  .وعلى الرغم من مهاجمة  مطار القطامية  مثلا ست مرات بعدد 166 طلعة / طائرة  ومهاجمة  مطار المنصورة  خمسة مرات  بعدد 66 طلعة / طائرة  إلا أن هذين  المطارين  ظلا يعملان بكفاءة  تامة طوال المعركة ..

ومما هو جدير بالذكر أن طيارة مصرية واحدة  لم تصب وهي فوق الممرات وكل خسائرنا كانت فى الأشتباكات الجوية .. ومن المعروف أن القيادة المصرية  قد قامت بتطوير  المطارات وعمل التحسينات  اللازمة لجميع  الطائرات ( دشم ) حتى وصلت  إلى درجة كانت لا تظهر فيها أية طائرة  فى المطار لعين الرائي ..فمن يطير فوق أى مطار مصري  لا يرى الطائرة  إلا فى حالة صعودها  أو هبوطها فقط  وكان هذا أحد  الدروس الهامة  لحرب 1967  فقد أذاع العدو ( كمثال ) أن مطار المنصورة  والمطارات الأمامية فى الوجه البحري  قد تم تدميرها تماماً بطائراتها ومعداتها وأماكن الاعاشة  ودشم الطائرات ويحتاج إلى شهر لاصلاحه .. لكنهم فوجئوا باستمرار العمل فى مطار المنصورة  واقلاع الطائرات بصورة عادية مما أفقد ثقة طياريه ..

وضرب رجال مهندسي المطارات  ( تشكيل جديد تم تعميمه  فى جميع القواعد الجوية  المصرية ومطاراتها بعد عام 1967 ) الشجاعة القصوى  فى اداء أعمالهم  لاصلاح المممرات المضروبة  والدشم والتجهيزات  الهندسية وأثناء العمليات  وأيضاً تفجير الألغام  والقنابل الزمنية  التى قد  تلقيها طائرات العدو والعدو  دائماً يمتلك أحدث أنواع  هذه القنابل الأمريكية المتطورة .. وقد كان ضرورياً زيادة عدد ممرات كل مطار  وكانت فى البداية على شكل صليب  فيضرب العدو  التقاء الممرين  فيصيب الممرات كلها بالشلل ..

واستطاع مهندسو المطارات  من  استحداث خلطة أسفلتية  وأسمنت سريع التصلب  وخرسانة عادية  وتصنيع ألواح صلب خاصة لسرعة اصلاح الممرات والتجهيزات الهندسية واستطاعوا  اصلاح الحفرة  بالممر التى كان  يتم اصلاحه فى ست ساعات  إلى 45 دقيقة فقط  ، وقد ألقى العدو  على المطارات المصرية قنابل  زمنية  تبقى من ساعة إلى 15 يوماً وأنواع أخرى لها طبات  ألكترونية ضد الأهتزاز ..

وكان قائد القاعدة  - أى قاعدة جوية مصرية  -  يقوم بالمرور  على الممر المضروب  - بنفسه -  ليحدد  الأماكن الصالحة  لاقلاع الطائرات ..

وقام الطيارون بالاقلاع أثناء القصف الجوى المعادي أو أثناء  وجود قنابل زمنية ( بالقادة / المطار )  للأشتباك مع العدو  مما أدى إلى ذهول  القادة الاسرائيليين فى غرف عملياتهم .. وكان الطيار يقوم  من 4 – 5 طلعات  فى اليوم وصلت  إلى ثمانية  طلعات  وزمن  التموين واقلاع الطائرة كان يتم خلال 7 دقائق  وقام بع ضالطيارين  ب 100 طلعة فى 15  يوم  وهذا رقم قياسي  عالمي !  واستطاع تشكيل طائرات ميج 21 اسقاط 6 طائرات  فانتوم من تشكيل معادي  (  8 طائرات  فى زمن 40 ثانية  ) وهذا يعطي الدليل القوي على كفاءة  وشجاعة وقدرة  المصرى فى دقة  أصابته للهدف .

لقد تدرب  الطيارون المصريون طويلاً على أساليب  أختراق الدفاعات  الجوية التقليدية والصاروخية  للعدو فى سيناء  وعمقها فضلا عن معرفتهم  الهائلة  بكل موقع اسرائيلى فوق  الصحراء يمكن أن يفتح  عليهم نيران ، كما تحصن  كل طيار مصري  بذاكرة قوية  حفظت كل صغيرة  وكبيرة عن مدى انتشار القوات الاسرائيلية  فوق صحرائنا .  وكان الطيارون  يهاجمون  من  نهاية الشرق إلى الغرب ، لا من الضفة الشرقية  إلى العمق  حتى يتمكن  كل منهم من تدمير أكبر حجم  من مدرعات وصواريخ  قوات العدو الميكانيكية  بل وقواته  الأحتياطية الأستراتيجية .. وكان العدو  مذهولاً لأنه  لا ينتظر  أن تهاجم  من الخلف ، كما كان مصاباً بحالة من الذعر   كبدته أكبر  خسائر ..

فوق السحاب :

وقد استطاع  الطيار المصري  عام 1973 أن يزيح عنه  - تهمة ظالمة -  علقت به  منذ حرب 1967  وتمكن من  تغطية فجوة  الامكانيات  بين طائرته وطائرة  العدو .. بل استطاع أن يقهرها  واذا ذكرنا  بعض الأمثلة  للطيارين وأشتباكاتهم  ..  فإن ذلك لابد وأن يكون مصدر فخر  أجيال قادمة ..لنوعية الإنسان المصري  المقاتل  الذى لا يخلو ابداً من  الوفاء والتضحية لبلده  ..فى أشد اللحظات  وأقساها بل وأحلكها  .. ولا تخلو فدائيته من الانسانيات  .. ولا عمله  من الروح المرحة  التى دائماً ما تلازمه  ..

مقاتل طيار / نجيب .. كان يقوم بضرب مركز اعاقة وشوشرة  تبة أم خشيب يوم 6 أكتوبر  وأصيبت طائرته بعد قصف الهدف وأثناء العودة  اصابته إحدى قذائف المدفعية المعادية فاطاحت له بغطاء كابينة الطائرة  ورغم ذلك  واصل الطيران بطائرته  ورفض القفز  منها وطار على  سرعة عالية  وأرتفاع منخفض لتفادي  الدفاعات الجوية المعادية وسيطر على الطائرة  رغم سرعة الرياح  العنيفة فى وجهه ونزل بالطائرة وقد غطى وجهه تماماً بالدماء  من الشظايا  المتناثرة  من الكابينة بالإضافة إلى سرعة الهواء ..

مقاتل طيار هنداوى : قام بضرب طائرة سكاى هوك فى أشتباك جوي يوم 14 أكتوبر ثم أصيبت طائرته  وقفز منها بالمظلة  وعند عودته إلى المطار أصر على الطيران مرة أخرى  دون الذهاب  إلى المستشفى لاجراء فحصوص طبية  ، يقول قائده  .. وقد  رأيته وهو جالس فى كرسي الطائرة  - بعد ذلك – عندما سمح له بالطيران وهو يبكي  من آلام فى عموده  الفقري ورغم ذلك استمر  على هذا الحال حتى وقف اطلاق النار .

المقاتل طيار قدري : يقول كنت فى إحدى المظلات الجوية ضمن تشكيل قتالي  ,اثناء العودة  أمرنى الموجه بالنزول فوراً لقلة كمية الوقود الموجودة  بالتشكيل وأخبرني أن هناك انذاراً  بهجمة جوية معادية  على المطار  وأنه توجد بعض طائرات معادية  مقتربة على ارتفاع منخفض لهذا الهجوم .. وأخبرنى أيضاً أن لنا طائرات  تقلع لحماية القاعدة  ويجب هبوطي  فوراً فقمت بتقدير الموقف مع ملاحظة قلة الوقود  بالتشكيل ورفضت النزول وفضلت أن أقوم بحماية زملائي أثناء الاقلاع  وحماية المطار على أن أنزل ولا أشتبك .. وفعلاً شاهدت طائرات فانتوم وسكاى هوك  مقتربة  من المطار  واشتبكت مع الطائرات المعادية  وأسقطنا طائرة  .. وفر باقي التشكيل  المعادي شرقاً ، وهبطت على الممر المضروب وما أن لمست طائرتي الأرض وتوقف المحرك  أدرت رأسي إلى الخلف فوجدت  الجزء الخلفي من  الطائرة منصهراً نتيجة لاصابته  بقنابل أمريكية  حديثة تصهر معدن الطائرة  ، وأنبوبة العادم يخرج جزء كبير منها  فى  الجو . ، وبالطائرة حوالى 10 ثقوب  ينزل منها  الجازوريت  واليدروليك  وتعجبت كيف كنت أطير فى الجو ؟ وكيف هبطت ؟ وأخيراً كيف نجوت ! إنها قدرة الله تعالى ..

مفاجآت فوق السحاب :

ولا يخلو الأمر من المفاجآت فقد أصيبت بعض الطائرات  إلا أن الطيارين لم يقوموا  بتركها بواسطة الكرسي  القاذف والهبوط  بالمظلة واصروا ان يعودوا  بها إلى قواعدنا  وقد حدث  أن بعض الطائرات كانت بها أجزاء كثيرة منصهرة نتيجة اصابتها الشديدة  .. إلا أن الطيارين  كانوا يصرون  على اتمام مهامهم بنجاح .. واستطاع  بعضهم أن يصل بطائرته المصابة إلى القاعدة حتى أن  مهندسي الطائرات دهشوا لكفاءة الطيارين العالية  وقدرتهم على العودة  بالطائرات  بهذه الحالة .

كانت اللمبة الحمراء تضىء دلالة بقرب نفاذ الوقود  وضرورة العودة مباشرة إلأى القاعدة  إلا أن الطيارين  كانوا يستمرون فى اداء  مهامهم  رغم وجود خطر شديد عليهم  فلم يبالوا  لشدة حماسهم وروحهم القتالية العالية .

يقول الطيارى ( حمدي ) أثناء أشتباك جوي  كان عجل طائرة المقاتل  ( نقولا ) نازل  ولكنه تاربع دون أن يبلغ أو نبلغه من خلال اللاسلكي بذلك ..

المقاتل طيار ( اسكندر ) أثناء عودته من أشتباك جوي نفذ وقوده  وأنطلق بالكرسي القاذف  وسقط فى البحر  وظل 33  ساعة عوم  حتى تمكن  من الوصول إلى الشاطىء ..

المقاتل طيار جمال  : كان ضمن  تشكيل جوي ( مظلة )  تم انذاره باقتراب تشكيل معادي ، قام بفصل التشكيل إلى قسمين حتى يتمكن من ألأشتباك  مع أكبر عدد ممن  من الطائرات  .. وكان  أشتباكاً ضارياً  يقول جمال : (( حاول الطيار الاسرائيلي من عمل مناورات  حادة بطائرته  إلى اسفل  كلما رآني خلفه حتى يؤدي إلى ارتطامي بالأرض   واستطعت أثناء مناورته الحادة  اصابته  .. ورجعت إلى  القاعدة لقلة الوقود  وقمت بعمل هبوط اضطرارى بالطائرة رغم خطورة  هذا الهبوط لهذا النوع من الطائرات ذات السرعة العالية جدا .. وأثناء انزالى  العجلة السفلى نزلت  عجلة واحدة   فقط مما أدى إلى دوران الطائرة حول محورها الطولى  على ارتفاع  منخفض  فقفزت بالمظلة )) .

وكان المقاتل طيار  ( شريف ) أول من أسقط بطائرته  الميج 17 طائرة فانتوم يوم 6 أكتوبر  خلال ضربة السيطرة .

وفى يوم  16 أكتوبر أسقط الطيار مقاتل ضياء  3 طائرات للعدو فى طلعة واحدة ..

وقد يصل الأمر إلى  الفدائية التامة  فقد قام  أحد الطيارين  وكان وقوده على  وشك الأنتهاء ويعلم تماماً بذلك  إلا أنه  عندم شاهد 3 دبابات للعدو انقض عليها  وقصفها وفرغ وقوده  فرشق فى  إحداها وفجرها  وهو يهتف باسم مصر ..

قد أصيبت  مقاتلة قاذفة  وهى تقصف مطارات العدو  وطائراته فوق الأرض  ثم تأكد لقائدها البطل عدم قدرته  على العودة  بطائرته  سليمة  فرفض أن يهبط بالمقعد القاذف  بل أبلغ باللاسلكي موقفه وقراره  وفى ثوان   كان يقود  طائرته إلى  قلب ثلاث طائرات فانتوم  رابضة على أرض المطار فأشعل فيها النيران  واستشهد العملاق ..

وبطل آخر كان عائداً إلى قاعدته  وقد فرغ  وقوده حينما علم بتشكيل مضاد فى الجو   لم يتردد لحظة  .. استدار وعاد إلى الهجوم وهو يعلم أنه ينهي حياته بهذا القرار ..

مقاتل طيار طارق : سقطت به طائرته وهو يقصف  مواقع الصواريخ المعادية  وأبلغ قائد تشكيله  باستشهاده  .. ثم فوجىء به زملائه يحدثهم تليفونياًمن المستشفى .. لقد كتب الله له النجاة  واستطاع رغم كسر  ذراعه وامتلاء جسده بالشظايا أن يصل إلى  قواتنا فى سيناء وأن يعود إلى القاهرة  .. إن قصة عودة طارق كما سمعتها تحتاج إلى فيلم سينمائى مثير ..

تكتيك جديد وليد الأشتباكات :

 كان الطيار الاسرائيلى  بطائرته الميراج أو الفانتوم يرى الطيار المصري  يمر أمامه بحيث يكون  فى الوضع القاتل بالنسبة له ومع ذلك يستمر فى اجراء مناورته معتمداً على  تفوق طائرته ومخطئاً  فى تقدير  اصرار الطيار المصري  على استغلال الفرصة .. ولأكثر من مرة  حاول الطيار الاسرائيلي  الأستفادة من الشمس فى مناورته حتى يفقد  الطيار المصري  القدرة على متابعته  اذا دخل فى عين الشمس  .. ورد الطيار المصرى بمناورة   مضادة  بالارتفاع فوق الطائرة المعادية .

ويحاول الطيار الاسرائيلى أن يتجه شمالا إلى البحر المتوسط على أرتفاع منخفض لكن الطيار المصرى وراءه يناور  متجهاً بطائرته إلى اسفل محاذراً الاصطدام  بالأرض أو المياه متابعاً  العدو بالرادار بالنظر وعينه  أيضاً على أرقام عداد الأرتفاع ويحاول العدو  القيام بمناورة للأرتفاع رأسياً  (( مناورة التسلق ))  متوقعً ا، الطيار المصري لن يستطيع الأنتقال بسهولة من مناورة  إلى مناورة  لمتابعته  .. وقد توقع الطيار المصري أن  يقدم الطيار الاسرائيلي على هذه المحاولة  .. لقد سبق له أن خاض تجربة مماثلة  وفى نفس اللحظة  التى حاول فيها العدو القيام بمناورته كان فى  الوضع المناسب للطيار المصري فاطلق صاروخه وانفجرت طائرة  العدو وهوت فى أعماق البحر المتوسط ..

ويتغلب الإنسان المصري المقاتل على آلامه ليشارك فى قضية مصيره وعمره  واذا جاز لنا ذكر بعض الأمثلة  فإن هناك المئات  منها .. ونكتفي  بالبعض فالمقاتل  طيار( الشافعى ) كان يعاني  من مرض وفى يوم  6 أكتوبر كان موجوداً بالمستشفى  تحت الملاحظة يقول قائده (( لقد فوجئت به أمامي يخرج من تحت الملاحظة دون سماع أوامر الطبيب  ويصر على الطيران  ورفضت .. لكن أمامى اصراره سمحت له بشرف القتال ))

والمقاتل طيار  ( ألبير ) كان قبل عمليات 6 أكتوبر  يقوم بإجراء  عملية لوز فى المستشفى ولم يقم بعدد ساعات طيران مناسب قبل بدء العمليات ورغم ذلك أصر  على الأشتراك فى القتال  ومن نوادره  الطريفة أنه أثناء الأشتباك  كان يردد كلمة ( صلى على النبي )  بالطريقة التى تذكر بها فى مسجد مولانا لحسين مما كان يدخل البهجة فى نفوس طيارى التشكيل المشتركين معه ..

يقول المقاتل طيار ( لاشين ) .. مما يؤسف له أن المحارب الذي كان أمامي قد تناسى كل قوانين الحرب وتعالم الإنسانية  فقام بمعاودة الهجمة وأطلق  علي بطائرته  الميراج طلقات مدافعه الرشاشة أثناء نزولى بالمظلة ..

أما الطيار المقاتل ( انسى ) كان ظهره ملفوفاً فى حزام من البلاستر وأخفى ألمه وطار واسقط الفانتوم .

ومقاتل طيار نبيل : أسقط سكاى هوك وميراج ودرجة حرارته 40 وقد أخفى ذلك عن قائد السرب .. وطبيب القاعدة تستر عليه من فرط الحماس والشحنة القوية التى ملأت أرواحهم وجعلتهم جميعاً فى شوق جارف للقتال ..

طلعات قنص حر : وأختار المصريون أعقد أنواع الأشتباكات هذه المرة هى طلعات  قنص حر وهى طلعات جوية  تقوم بالأشتباك مع طائرات العدو  والتى تتعامل مع قواتنا  فى عمق دفاعات العدو  ..وهذه الطلعات الهدف منها هو فك الحصار الجوي  وتدعيم قواتنا فى التقدم والحركة  ويكون الطيران فيها على أرتفاعات منخفضة  محسوب فيها الوقت  والسرعة بعدها يتم  عملية القنص بدون الأعتماد  على التوجيه ألرضي  وهذه الطلعة  تتطلب مستوى عالى  من الطيران  وروح قتالية  عالية نظراً  لعدم تكافؤ  اعداد الطائرات .. فقد يكون  مثلاً طائراتنا  ( 4 طائرات فقط ) بينما طائرات العدو 10 طائرة  وبذلك  يكون هذا الهجوم  من اجرأ واكفأ أشكال الهجوم  بالطيران وبالنسبة للقاذفات  فهو  يعطي مؤشرات  أكبر من حجم الجسارة والتحكم  فى القاذفة الأشبه  بالقلعة .

والطائرات الهليكوبتر :

واستطاعت طائرة هليكوبتر  مصرية أن تسقط  واحدة من طائرات  الفانتوم زوقد ذكر قائد القوات  الجوية المصرية هذه المعركة بقوله :

(( اعترض طائرات العدو تشكيل من طائرات الهليكوبتر  المصرية أثناء رحلة  عودتها من سيناء لابرار قوات من الصاعقة وفرسان الجو .. وعندما شعر قائد التشكيل المصري بالهجوم الجوي بدأ فى المناورة  لاحباط محاولات طائرات العدو  لتدمير التشكيل  وشهدت المنطقة لأول مرة  معركة جوية أطرافها  قاذفات مقاتلة للعدو وتشكيل من الهليكوبتر وعمد الطيار المصري  إلى استغلال كل خصائص الهليكوبتر  فى الطيران  العمودي والرأسي  والوقوف فى الجو  والمناورة الرأسية  والأفقية البطيئة  وتغيير  السرعات والاتجاهات  لمواجهة الهجوم المعادي  وتهبط طائرات العدو وتلقي  بصواريخها ويتجنبها الطيارون  المصريون باستغلال امكانيات طائراتهم أفضل استغلال  ....

وحدثت المفاجأة  :  وأثناء المناورة  ظهرت طائرة فانتوم فى مواجهة  طيار مصري  .. كانت الطائرة فى مواجهته مباشرة  وكانت تتقدم والطيار المصري لا يدري إلى اين تتجه وبسرعة ضغط بأصابعه فانطلقت صواريخه المضادة  للدبابات  أساساً وانطلقت الصواريخ  واذا به يشهد بعينيه انفجار الطائرة المعادية ..

لم يكن الطيار الاسرائيلى  يتوقع هذه النهاية  كان يناور فى مواجهة الطائرة  وهو على يقين أن تسليمها أمر مفروغ منه واخطأ التقدير ودفع حياته ثمناً لهذا الخطأ .

ذراع اسرائيل الطويلة .. أين ذهبت ؟ 

لقد كانت حالة الطيران الاسرائيلي فى حرب رمضان مثار تعجب واستفهام حتى منا نحن  الذين على الطرف المقابل  إلى درجة أن قائد الطيران المصري  قد سأل أحد الطيارين الأسرى  فى قاعدة المنصورة  .. ماذا جرى للطيار الاسرائيلي  ؟ فنطق  الأسير بحكمة الدهر كله ليقول  : (( لقد تغيرتم  أنتم يا سيدي  ))

وقد أعترف قائد الطيران الاسرائيلي فى خطابه مع طياريه  يوم 24 أكتوبر عن كفاءة  القوات الجوية  المصرية الجديدة  بقوله :  (( إن القوات الجوية  المصرية  - المقاتلات والقاذفات – أصبح مستواها جيد جدا  وأصبحت تدمر الأهداف  بدقة  .. ))

 وقد وصف أحد ضباط المدرعات الاسرائيلية الأسرى  فى أقواله : (( بأن الطيارين  المصريين  قد أصيبوا بالجنون  نتيجة أندفاعهم  فى قصفنا الذي فاق كل تصور  لقد أطلقوا علينا  صواريخهم  ورشاشاتهم  وهم فوق الأرض  بمسافة لا تزيد أرتفاعها عن  20 متر .. ))

أن هذه الأقوال للعدو الاسرائيلي توضح سر  الأشتباك الجوي الذى حدث يوم 6 أكتوبر فى عمق دفاعات العدو  حينما فوجىء الطيارون المصريون بصواريخ  ومدفعية العدو المضادة  للطائرات  تنطلق فى الوقت نفسه ، أن معنى ذلك تخبط وأرباك لمركز  القيادة للعدو  الذى أرسل الطائرات الأعتراضية  وفتح صواريخه  ومدفعياته فى الوقت نفسه  وطيرانه فى الجو ..

وعلى المقابل أيضاً  فإن بعض طلعات لطائرات اسرائيلية  جاءت لقصف القواعد الجوية المصرية واذ بها تلقي  قنابلها على بعد 5 كم من القاعدة نتيجة  خوف وهلع طياريها .

وحين كانت طائراته تصاب إصابة مباشرة  وفى وسع طياريها القفز والنجاة  كان الطيار لا يلجأ إلى هذه الفرصة  الوحيدة أمامه  للبقاء حياً ، بينما ترى طياراً اسرائيلياً آخر  يقفز من الطائرة وفى إمكانه الافلات بها . وعندما تحققت القيادة المصرية من الأمر بدراسة  الطائرات المعادية المدمرة  وجدت الطائرات التى سقط طياروها ممن  لم يلجأوا  إلى القفز  وخرطوشة المقعد القاذف منزوعة منها حتى لا يهرب  الطيارين من الطائرة  .. وتأكدت  أنها لطيارين  مأجورين من المرتزقة  بينما خرطوشة المقعد مثبتة فى طيارة الطيار الاسرائيلي حرصاً على حياته ..

بينما اذاعت القيادة السورية  أنها وجدت  بين حطام الطائرات  الاسرائيلية  جثث لطيارين محترقة  وهى مشدودة  بالسلاسل إلى  الكرسى القاذف ..  ونشرت صور الطيار المقيد بالسلاسل على  وكالات الأنباء والصحف العالمية ..

وفى الوقت الذي اذاعت فيه اذاعة اسرائيل الناطقة بالعربية تهديداً ووعيداً للفلاحين  المصريين والسوريين الذين يقومون بالقبض على الطيارين الاسرائيليين الهاربين بمظلاتهم والذين  أسقطت طائراتهم كانت القيادات الشعبية  وسط القرى والنجوع  والكفور تقود جموع الفلاحين للقبض على الطيارين الاسرائيليين الأسرى  أو انقاذ بعض الطيارين المصريين  الذين اضطروا للقفز  بمقاعدهم القاذفة لانتهاء الوقود أثناء العودة  .. فحينما سألت مرة احد المقاتلين الطيارين واسمه ( غصوب ) عما يريده  قال : أريد توجيه الشكر لرئيس مجلس مدينة دكرنس والآنسة فاطمة عنان عضو  مجلس الشعب  لانقاذهما  حياتي أثناء هبوطي اضطرارياً ..

أن انطلاقة عملاقة وجسورة سرت فى جميع  قوى الشعب  خلف قواته المسلحة  أثناء فترة القتال وما بعدها  ، لم ترض بالأسهام المادي فى زيادة الأنتاج أو توفير الخدمات للمقاتلين وعائلاتهم  .. كان الاسهام لا يرضى بغير السلاح بديلاً  يشهره فى وجه عدوه ويوجه  له طلقاته المشحونة بالغضب والحقد والرفض  للكيان الصهيوني ..

أن الألكترونات والتكنولوجيا  مهما بلغت  من التقدم ليست  قادرة على احراز النصر فى الحرب  ، إنه الإنسان بقواه الذهنية  والروحية  ، ببراعته وإيمانه .. يصبح قادراً على استخدام  منجزات  المعدات الألكترونية المتطورة  أمثل الاستخدام وبدونه تصبح آلات عديمة الجدوى .

وهذه  قصة  الأسطورة التى تحطمت فى الجو .

 

************************************************

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech