Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

بطولات حرب رمضان - الجزء الخامس

 

الفصل العاشر

 

إيلات .. أبدا

إلى البطل : مرتضى موسى

على امتداد 1600 كم ( طول السواحل المصرية ) انتشرت الوحدات البحرية المصرية فى مراكز أستراتيجية بحرية للدفاع عن هذه السواحل وتأمين الموانىء المصرية وطرق المواصلات البحرية .

وأعلنت عن خطوط طول وعرض منطقة قتالها فى البحرين المتوسط والأحمر لتحذر السفن التجارية العالمية من الاقتراب ولتقطع خطوط مواصلات العدو الاسرائيلي وامداداته سواء فى المتوسط أو الأحمر .

وفى فترة التمهيد للشرارة وصل الرجال بالوحدات البحرية إلى نصف المعدل الزمنى للإصلاح أو الشحن ، ولم يحددث خلال العمليات أى أعطال فى المعدات تؤثر على سير العمليات ، وقد وصلت الوحدات البحرية إلى هذا المعدل بفضل معاونة المدنيين فى الترسانة البحرية .

وقد مهدت الشرارة للقوات البحرية معاونة القوات البرية بالنيران ( الجيش الثاني ) على البحر المتوسط ( والجيش الثالث ) على البحر الأحمر وخاصة المناطق البعيدة عن مدى نيران المدفعية البحرية مع حماية الأجانب ضد تدخل العدو البحري .

وبمقارنة القوات المتحاربة يتضح تفوق القوات المصرية فى المدمرات والغواصات ووحدات بث وكسح الألغام . وتفوق العدو نسبياً فى لنشات الصواريخ وامكانياته الجوية وطائرات الهليكوبتر .

إلا أن حرب أكتوبر قد غيرت هذه المقارنة العددية .. وذاقت الزوارق الاسرائيلية من طراز ( سعر ) اللدغة القاتلة من اللنشات الصاروخية المصرية من طراز ( كومار ) تماماً كما حدث للمدمرة إيلات .

فقد كان إغراق إيلات دافعاً للفكر الأستراتيجي البحري العالمي وترساناته للتوسع فى إنتاج القطع البحرية الصغيرة بدلاً من صنع القطع البحرية الكبيرة .

وأقدمت إسرائيل للحصول على هذه الزوارق الصاروخية السريعة إلى حد السرقة للزوارق الفرنسية من ميناء ( شيربورج ) الفرنسي ثم كانت محاولتها لانتاج الصواريخ ( جبرييل ) وصاحبتها موجات دعائية كبيرة .

كان استخدام المصريين للصواريخ البحرية بنجاح طفرة فى المعارك البحرية وسارع رجال الفكر الاستراتيجي العالمي باقتراح الأساليب لمجابهة هذه الصواريخ كان من هذه الأساليب ( مثلا) والتوجيه ، ومحاولة تصنيع تماثل الصواريخ السوفيتية ( ستايكس ) تكون لها القدرة على تدمير لنشات الصواريخ وقد انتجت فرنسا فى هذا المجال الصاروخ ( اكسوست ) ثم كان انتاج الصواريخ من طراز ( قاتل البحر ) .  

وبقراءة سريعة للمعارك البحرية التى دارت فى حرب أكتوبر يتبين أن أسلوب وتكتيك الوحدات البحرية كان مزيجاً من الاستبسال والشجاعة والجسارة والتفهم التكنولوجي والأستخدام العلمي للإنسان المصري المقاتل .

قراءة من سجل العمليات للقوات البحرية :

ليلة 6/7 أكتوبر 1973 :

اليوم الأول للعمليات اشتركت القوات البحرية المصرية بجميع تشكيلاتها من مدمرات وغواصات ومدفعية ساحلية ولنشات طوربيد ولنشات صواريخ وقوات الصاعقة البحرية وقوات الضفادع البشرية .

فى مجال العمليات الهجومية قامت لنشات الصواريخ والمدفعية بتوجيه قصفات بالصواريخ إلى مناطق شرق بور فؤاد ورمانة ورأس برم ، وقامت المدفعية الساحلية بمعاونة قوات وقطاع بور سعيد ، وفى الوقت نفسه قامت بحماية الجناح الأيسر لقوات الجيش الثاني الميداني .

وفى البحر الأحمر تم قصف شرم الشيخ بجميع أنواع الصواريخ وفى خليج السويس قامت الصاعقة البحرية بمهاجمة مناطق أبو دربة على الساحل الشرقى لخليج السويس وهاجمت مجموعات الضفادع البشرية منطقة البترول في بلاعيم ودمرت حفاراً ضخماً كما قصفت رأس سدر بالصواريخ وأشتركت بالمدفعية الساحلية أثناء التمهيد بالنيران لعبور قوات الجيش الثالث .

واشترك فى مهام اليوم الأول حوالى 50 وحدة بحرية بخلاف وحدات تأمين القواعد ولم تصادف القوات البحرية المصرية مقاومة بحرية من العدو ، كما لم يؤثر محاولاته بالاعتراض بالطائرات مما يؤكد أننا حققنا عامل المفاجأة بصورة كاملة وكبدنا العدو خسائر كبيرة فى الأفراد والمعدات .

ليلة 8/9 أكتوبر :

من أبرز العمليات البحرية التى تمت لأول مرة فى تاريخ الحرب .. تلك المعركة التى تلاحمت فيها لنشات الصواريخ هاجمت 4 لنشات مصرية من طراز كومار تشكيلاً معادياً يتكون من ضعف عدد لنشاتنا معززة بأكثر من ست طائرات هليكوبتر مجهزة بالصواريخ المضادة للدروع .

وقد قاتلت وحداتنا ببسالة وإصرار على تدمير العدو البحري وأمكن تدمير خمسة لنشات معادية وأربع طائرات هليكوبتر مما أضطر باقي التشكيل المعادي للانسحاب بسرعة .

وتعتبر هذه المعركة من أبرز العمليات البحرية فى حرب السادس من أكتوبر لأنها أول معركة تصادمية بالصواريخ ( لنشات الصواريخ ) .. التى حصل عليها العدو بعد اغراق إيلات وسفينة التجسس الإسرائيلية ، وإذا كانت الصحافة العالمية قد اذاعت تفاصيل معركة اغراق إيلات فأننا عن طريق الرجوع إلى الخلف نسرد لكم قصة اغراق سفينة التجسس الإسرائيلية بإيجاز لنتبين التكتيك والسلاح الجديد الذى حاولت إسرائيل تطبيقه وفشل أيضاً فى حرب أكتوبر .

كيف أغرقت سفينة التجسس الإسرائيلية ؟

ففي يوم 12 مايو 1970 خرجت دورية حراسة بحرية مصرية مكونة من عدد من النشات إلى شمال شرق بورسعيد وأمام بحيرة البردويل حيث توجد أحدث سفن التجسس الألكترونية التى تعمل فى مهام الإعاقة والتشويش على أجهزة الأتصالات اللاسلكية وأجهزة الرادار المصرية والمعدات الألكترونية التى تستخدم لدى قواتنا فى خطوط القتال المتقدمة ، هناك كانت هذه السفينة تمارس نشاطها ضدنا ورصدتها قواتنا ، وتقدم لها ذلك اللنش الذى قام بمهمته القتالية ..

كانت المعركة تكتيكياً اشبه بالانتحار ، لأن العدو أمامهم قد تسلح بأحدث الأسلحة الألكترونية وخاصة الشويش والاعاقة ، لكن حسابات الطاقم بصواريخه كانت أشد جرأة وجسارة وتعقيد ، كانت تحمل معنى الاصرار المصري الذى لم تكتشف معدلاته الألكترونية حتى اليوم تماما كما لم تكتشف حتى اليوم سر لعنة الفراعنة والتحنيط وشموخ ألأهرام .. المهم أن الرجال اطلقوا صواريخهم وراء حساباتهم الشجاعة وأصابوا الهدف وأنشطرت سفينة التجسس الاسرائيلية إلى نصفين مشتعلتين بالنيران ثم هوت إلى القاع بخبرائها ورجال التشغيل للمعدات الألكترونية الحديثة ليلة 13 مايو .

كما كانت المعركة ليلة 8/9 أكتوبر من أهم العمليات البحرية التى مكنت القيادة البحرية المصرية من معرفة أسلوب العدو فى استخدام وحداته البحرية من طراز ( سعر ) بمعاونة رجال الهليوكوبتر والمقاتلات القاذف ، وأحبط تكتيكه الجديد وصاروخه ( جبرييل ) الذي ملأ الدنيا دعاية له .

وبذا يكون شهر أكتوبر قد سجل فى التاريخ البحري أول اطلاق للصاروخ البحري عند إغراق المدمرة إيلات عام 1967 ، وأول معركة بحرية بالصواريخ البحرية بين اللنشات عام 1973 .

ليلة 12 أكتوبر :

حاولت ثلاثة من زوارق الصواريخ الاسرائيلية فى خليج السويس ترافقها مجموعة من قوارب الكوماندوز مهاجمة المواقع المصرية فقامت المدفعية البحرية بقصفها ودمرت احد الزوارق وبعض القوارب ومن ثم طارد تشكيل بحري هذه الزوارق والقوارب أثناء انسحابها إلى ميناء سدر وقصفها بالصواريخ وبالمدافع البحرية وتمكن من تدمير باقي القطع ثم قام التشكيل المصري بعد ذلك بقصف منشآت الميناء .

ليلة 15 أكتوبر :

حاول العدو الأقتراب من سواحلنا الشمالية ( أبو قير ورشيد ) أوقعته قواتنا البحرية فى مصيدة فتقدمت له وحدة صغيرة من تشكيل اللنشات الصاروخية حتى تظهر كانها سفن صيد وألتزمت بالسير بجانب الشاطىء حتى أعدت له الكمين وأطلقت صواريخها واغرقنا له وأصبنا أربعة زوارق صواريخ من طراز ( سعر ) .

وقد ترك العدو فى هذه المعركة أحد زوارقه المصابة بعد أن التقط بعض أفراد طاقمه بواسطة الهليوكوبتر على اثر تعطيل هذا اللنش وقد تم اغراقه تماماً فى فجر اليوم التالي بواسطة القوات الجوية قبل أن يتمكن العدو البحري من قطره .

ليلة 20 أكتوبر :

دفع العدو بمجموعة من وحداته البحرية الخاصة ( الكوماندوز ) للقيام بعمليات تخريب فى البحر الأحمر وأثناء أقترابها من الشاطىء اشتبكت معها عناصر بحرية مصرية والمدفعية الساحلية ودمرت قاربين بمن فيهما من الأفراد ، واستولت على أحد القوارب وأجبرت باقي القوارب على الأنسحاب دون أن تتمكن من تحقيق أهدافها .

ليلة 21 أكتوبر :

وفى ذكرى اغراق إيلات حاول العدو البحري تكثيف هجومه وشن آخر هجماته البحرية على الساحل الشمالي أمام بورسعيد حي دارت معركة تصادمية أخرى بين قوة العدو المهاجمة تساندها طائرات الهليوكوبتر والقطع البحرية المصرية ، وأسفرت عن تدمير ثلاث قطع بحرية وإصابة طائرتي هليوكوبتر وانسحبت القوة المهاجمة شرقاً دون أن تحقق هدفها ، ويفشل أسلوبها التكتيكي الجديد ، ولقد روى شاهد عيان أن الأفق فى عرض البحر نتيجة هذه المعركة كان متوهجاً وأن الشظايا الملتهبة قد غطت صفحات المياه باللون الأحمر .

وفى الليلة ذاتها حاول تشكيل آخر يتكون من ثلاث زوارق سريعة الأقتراب من السواحل المصرية على البحر الأحمر فتصدت له البحرية المصرية ودمرت له زورقين وأنسحب الزورق الثالث قبل أن يحقق الهجوم هدفه .

واستخدمت القواعد البحرية كل ماهو متوفر لديها من قوات وأمكانيات لتأمين نطاقها التعبوي ليلاً ونهاراً .ودمرت كل محاولة لأختراق الدفاعات المصرية سواء بقوت ضاربة أو متسللة وأمنت دخول وخروج السفن التجارية المصرية والصديقة مما جعل العمل بميناء الأسكندرية يجري خلال فترة العمليات بطريقة طبيعية ليلاً ونهاراً من أجل ضمان وصول التعزيزات للقوات المسلحة واستمراراً لتحقيق الأهداف الوطنية الأخرى .

واستخدمت البحرية المصرية الغواصات فى شرق البحر الأبيض بعد أن أعلنت للملاحة الدولية أن المنطقة خطرة .. وأغرقت غواصة مصرية سفينتين للعدو .
وقامت غواصات أخرى بالعمل بمنتصف البحر الأحمر وامتدت الذراع المصرية الطويلة إلى باب المندب .

الألغام فى خليج السويس :

وكان استخدام الألغام ضد العدو الاسرائيلي بمنطقة خليج السويس سلاحاً واسلوباً جديداً فى القتال ،وخاصة أن اسرائيل لا تملك من الوسائل لإزالتها فبثت حقول الألغام مع بداية العمليات لمنع العدو من نقل البترول من حقول بلاعيم وخليج السويس وقد فوجىء العدو بحقول الألغام عندما غرقت له ناقلة بترول ( سيروس ) وحمولتها 4 آلاف طن وغرق معها لنش انقاذ حاول مساعدتها وعاد العدو لاستخدام ممر داخلي ضيق لا يسمح إلا للسفن الصغيرة بالمرور وقد تم بث كمائن الألغام بالمنطقة واصيبت له ناقلة أخرى حولتها 2000 طن .

وسلاح الألغام سلاح خطير نظراً لما يحتويه كل لغم من كمية كبيرة من المفرقعات تصل إلى نصف طن وهو فى نفس الوقت يحتاج إلى دقة كبيرة أثناء العمليات للبحث حتى تكون هذه الألغام مؤثرة ومحققه للهدف ..

وادارت المدافع الساحلية أفواهها منذ اللحظات الأولى لاندلاع القتال تلقى الحمم فوق سيناء أمام قواتنا العابرة بعد ظهر 6 أكتوبر وحاول الدو الأنتقام من المدفعية الساحلية بورسعيد ، وكان العدو لسبب أو لآخر قد ركز على بورسعيد بحراً وجواً ( 160 طلعة طيران فى اليوم الواحد ) وقد قدر ما أسقط فووق موقع واحد للمدفعية الساحلية بسبعة وعشرين ألف رطل من القنابل !!
الضفادع البشرية :

وقبيل وقف اطلاق النار اختتمت المدفعية الساحلية أعمالها القتالية بإصابة قاربين للعدو من طراز .. (( زودياك )) كانا يقيمان فى عرض البحر على بعد نحو عشرة أميال من الشاطىء ينتظران عودة جماعة من الضفادع البشرية ولم يدر أطقم اللنشين أنهما استراحا من الأنتظار .. كانت مجموعة من الضفادع البشرية الإسرائيلية قد وقعت فى ذات الليلة فى إيدى القوات البحرية .

تلقفت قواتنا البحرية الجماعة الأولى للضفادع البشرية الاسرائيلية بوسائل حديثة جدا فى مقاومة الضفادع ..كانت من ضمن المفاجآت التى أعددناها للعدو الاسرائيلي فى حرب أكتوبر ..

وركز العدو فى صباح اليوم التالي لمصرع الضفادع البشرية الإسرائيلية على منطقة بورسعيد بالقصف الجوى ، كانت هناك غارة كل خمسة عشر دقيقة وذلك لاتاحة الفرصة لموجات أخرى من الضفادع لأقتحام المدينة ولكن رجال الضفادع البشرية المصرية كانوا على يقظة بالغة ..

وحينما نشرت مصر صور الضفادع البشرية الأسرى والقتلى أعادت هذه الصورة فى مخيلة الجماهير صور الضفادع البشرية الأسرى عام 1967 اللذين أرشد عنهم صبي فحام سكندري وهم يختبأون خلف قلعة قايتباي وقبض عليهم المواطنون السكندريون .

الخنق الأستراتيجي :

واستخدمت البحرية المصرية أسلوب (( الخنق الأستراتيجي ))للعدو حيث قامت قطع بحرية مصرية بالتضامن مع سلطات الدول العربية المشرفة على البحر الأحمر بإغلاق مضيق باب المندب أمام الملاحة الإسرائيلية ..

هناك على امتداد القارتين ( آسيا وافريقيا ) تضيق المسافة بينهما لتصبح 18 ميلاً من المياه وهى عرض مضيق ( باب المندب ) الذى تعترضه جزيرة (بريم ) والتى تعرف أيضاً باسم جزيرة ميون وهى تتبع جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .. وعندما يصبح للممر المائي الضيق فى باب المندب شعبتين تفصل بينهما هذه الجزيرة الصخرية ذات القيمة الأستراتيجية الفريدة ( بريم ) حيث تقترب الجزيرة من الأرض العربية لجنوب غرب آسيا إلى أن تصبح المسافة بين أرض اليمن والجزيرة حوالى ميلين من المياه بينما الشعبة الأخرى للمضيق غرب الجزيرة تصل إلى حوالى 12 ميلاً .

وحول منطقة المضيق فى خليج عدن – حيث مياه المحيط الهندي - وحتى ميناء عدن تصادفك فوق البحر دوريات بحرية تكاد تكون منتظمة بالإضافة إلى وسائل عربية متعددة لرصد واستطلاع حركة السفن فى المنطقة ..

إن اغلاق المضيق فى وجه العدو تنعكس أهميته بصورة خاصة على البترول فامدادات العدو من البترول ليس لها سوى طريق واحد يمر من هذا المضيق ..

يمر هذا البترول إلى ارض العدو عبر طريق بحري يمتد من إيران حتى المدخل الجنوبي للبحر الأحمر ثم يتجه شمالاً إلى خليج العقبة ليتم تفريغه فى ميناء إيلات .وعن هذا الطريق يتلقى العدو سنوياً حوالي 40 مليون طن من البترول يستخدم لنقلها 24 سفينة تجارية شهرياً فى البحر ألأحمر بأحجام كبيرة ، وتبلغ الواحدة ما بين 80 و120 ألف طن .

وتقوم إسرائيل بنقل شحنات البترول التي يتم تفريغها فى إيلات عبر الأنابيب إلى اسدود أو حيفا حيث يتم تصدير معظمه ، ويبلغ استهلاك إسرائيل المحلى من هذا البترول حوالي 600 ألف طن شهرياً اما باقي الشحنات فتنقلها الأنابيب إلى البحر الأبيض حيث يتم شحنها من هناك وتصديرها ..

وتحتفظ إسرائيل بكميات أحتياطية من البترول يبلغ مخزونا حوالى مليون ونصف مليون طن وهى ما يكفي متوسط الاستهلاك المحلي الاسرائيلي المعتاد لمدة شهرين وبضعة أيام ، وبالطبع يرتفع الاستهلاك كثيراً فى ظروف الحرب وخلال القتال .. بالإضافة إلى توقف عمليات تفريغ ونقل البترول الذي كانت إسرائيل تنقله عبر خط إيلات/عسقلان لتصديره من البحر الأبيض ..

وبذلك يكون مجموع ما أغرقته بحريتنا للعدو تسعة وعشرين قطعة بحرية من انواع مختلفة منها سبعة لنشات صواريخ وناقلة مجهزة لحمل طائرات الهليكوبتر وناقلة بترول متوسطة وأخرى صغيرة وثلاث سفن ، كما اصابت سبع قطع أخرى وأسقطت للعدو أثني عشرة طائرة هليكوبتر ..

سري جدا

مذكرات قائد بحري

سعت (( س )) تدفق الرجال على سفنهم وخرجت الوحدات البحرية من الميناء فرادى حتى لا تجذب أنتباه العدو وكان التجمع فى نقطة تجمع بعد الغروب حتى لا يقوم العدو باكتشاف التشكيل ككل .. وغذا اكتشف وحدات صغيرة فلن يرتاب فى اتجاه التشكيل وأحتمالات الهجوم .

كنا صيام – فى شهر رمضان – وخرجنا قبل الفطار كان هناك إصرار من الجميع للإفطار فى عرض البحر كانت فرحتنا لاتسع أنفسنا ، الحماس يملأ الجميع لدرجة أني وجدت بعض الضباط والجنود غير مقرر تواجدهم معنا لتواجدهم فى الأطقم الأحتياطية موجودين معنا ..

الخداع التكتيكي :

كانت الليلة مقمرة ، والبحر حالته مواتية للعمليات البحرية ومن منطقة العمليات أبحرنا إلى أهدافنا ..

طوال الإبحار فرضنا ( صمت لاسلكي ) وكانت الأوامر للقادة أنه لن تصدر أى أوامر باللاسلكي إلا في حالة الضرورة القصوى ..

وكان المطلوب هو تشتيت العدو البحري فى جميع الأتجاهات حتى تحدث بلبلة فى قيادة العدو .. دفعنا تشكيل بحري فى اتجاه الشمال الشرقي وآخر فى عمق البحر وبدأوا فى إرسال إشارات مفتوحة لجذب وحدات العدو البحري فى نفس الوقت كان التشكيل الضارب فى حالة صمت لاسلكي تام ..

عند الوصول إلى منطقة القصف قامت الوحدات الضاربةبتنفيذ الخطط الموضوعة لها في تدمير الأهداف .. وكانت أنفجارات القنابل والصواريخ وتدميرها للأهداف والحرائق المشتعلة بها تظهر لنا من مسافة بعيدة طوال رحلة العودة ..

ولم يتم رصد اى وحدات بحرية معادية فى هذه اللحظة – بعد منتصف الليل – كان الموقف فى هدوء غير طبيعي لدرجة أن هذا الهدوء جذبني إلى دفع أحد المجموعات القتالية للتقدم فى أتجاه الجنوب الشرقيى لزيادة عمق البحث ..

وبعد وقت غير قصير من اتخاذ خط سير العودة فوجئنا بالمشاعل المضيئة تضىء جنوب شرق التشكيل ،عبارة عن ستارة من الشعلات المضيئة لا يقل عددها عن 30 كانت تقريباً فى أتجاه العريش ..

وظهر مؤقتاً مجموعات من تشكيل الطيران ( القاذفة المقاتلة ) وموجات أخرى من الهليكوبتر المجهزة ضد السفن ..

كان واجب كل قائد وحدة بحرية أتخاذ الأسلوب التكتيكي المناسب لأوضاع هجوم الطيران المعادي من ناحية السرعة وخطوط السير ، وأظهر القادة ذكاء وفناً قتالياً ودراية تكنولوجية عالية .. وأستطاعوا تفادي – بقدر الإمكان - الهجوم الجوي الليلة حتى يضمن كل قائد لوحدته السلامة لتقوم بواجبها الأساسي وهو تدمير الوحدات والمنشآت البحرية المعادية .

أقتربت إحدى طائرات الهليكوبتر من إحدى القطع البحرية للقصف والتدمير لكن الأعين كانت تراقب الطائرة بصمت وترقب الطائرة أكثر و الأعصاب والحاسة القتالية للمقاتل الجمال مشدودة للحظة العمر وقبل أن تطلق الطائرة صواريخها كانت دفعات الرشاشات من المقاتل الجمال وطاقمه قد أصابتها .. وهوت الطائرة فى البحر والجميع يرددون الله أكبر .. الله أكبر .

أن مواجهة المدفعية المضادة للطائرات – ليلاً – للطائرة يحتاج إلى حسابات خاصة وتكتيك آخر ..لكن توفيق الله واحساس المقاتل ( الجمال ) التكتيكي كان شيئاً آخر نابعاً من صمود 5000 عام ..

وحدة بحرية أخرى سقطت عليها قنبلة 500 رطل بجانبها فأظلمت اللنش إظلاماً تاماً وأنقطع التيار الكهربي عن الوحدة .. أن ذلك معناه أن اللنش لقمة سائغة للعدو ، وتقدم المقاتل ( عرفان ) والمقاتل ( عبد الحفيظ ) إلى لوحة التيار وفى ثوان معدودة كان التيار الكهربي قد عاد للنش واستمر فى واجبه القتالي .

وحدة بحرية أخرى تعطل الردار الخاص بها نتيجة قصف الطائرات المتتالية ورادار الوحدة هو عيناها – وإذا لم تتمكن هذه الوحدة من رؤية الأهداف المعادية لا يمكن للقائد السيطرة عيها ..

ووسط هذا الآتون من النيران والهجوم المكثف للطائرات المعادية صعد المقاتل (سالم ) على صاري الوحدة ( 13 متر من سطح الماء ) وتمكن من إصلاح هوائي الرادار وإعادة الرؤية للوحدة ..

وحدة بحرية أخرى حدث حريق فى بعض الموتورات الكهربائية بها مما شكل خطورة على الوحدة كلها خصوصاً اثناء وجودها فى مياه العدو وعلى الفور قام المهندس ( أبو العمايم ) بالسيطرة على على الحريق وإخمادها تماماً وإصلاح الأعطال الناتجة عن هذا الحريق واستمرت الوحدة فى عملها وعادت إلى أرض الوطن .

وأستطاع العدو الجوي من إصابة أحد اللنشات فصدرت الأوامر إلى الطاقم بالنزول إلى الماء ولاحظ قائد اللنش أن أحد الأفراد مجهداً وغير قادر على السباحة فخلع القائد حزام النجاة الذي كان يلبسه وأعطاه له وظل بجواره يساعده حتى ألتقطتهم سفن الإنقاذ ..وأصيبت وحدة بحرية أخرى غرق نصفها الخلفي فنزل الأفراد بالأحزمة فى الماء نتيجة تدمير قوارب النجاة .

وأقترب لنش من لنشات العدو مستخدماً مدفعياته لتحقق أكبر خسائر فى أفراد العائمين غطت صفحات المياه الطلقات المكثفة والشظايا الملتهبة وأصابت بعض الأفراد ، كان زملائهم يسحبونهم لساعات طويلة ..لكنهم يئنون من جراحهم ونزيفهم المستمر فكانوا يتوسلون إليهم ليتركوهم فى المماء وينجوا بحياتهم لكن روح المشاركة والوطنية ملأت الجميع ثقة وحماس ..كان من بين العائمين قائد التشكيل ونائبه ، كانوا يقتربون من الأفراد للحث على مواصلة العوم ، بعضه أصابته تقلصات عضلية لبرودة المياه فكانوا يقتربون منهم ليحسوا بالأطمئنان وتم انتشالهم جميعا بعد عشرة ساعات من النزول فى المياه ..

وأصيبت إحدى القطع الصغيرة ، تحول اللنش إلى كتلة من النيران وبدأ الدخان يتصاعد بطريقة فظيعة ..كاد معها طاقم اللنش أن يختنق وتطوع المقاتلين ( حسن – عصام – جمعة – اليمنىي ) من رش أنفسهم بالمياه والدخول فى النيران معرضين أنفسهم للخطر وذلك من أجل نجاة اللنش ونجاة الطاقم وقد تمكنوا فعلاً بشجاعتهم وجسارتهم من إطفاء الحريق والسيطرة على اللنش .

ما سر السحابة ؟

وماذا بعد .. لعله القدر .. أو هو الإيمان الذى حدثنا عنه فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر ..لقد ظهرت سحابة غطت القمر أثناء القصف للأهداف المعادية وأيضاً حينما اقتربت طائرات العدو لتصيب وحدة القيادة بالتشكيل !!

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech