كتابة .. العقيد المتقاعد قحطان السامرائي

(( المقال يعبر عن رأي سياده العميد من واقع رؤيته الشخصيه للحرب ))

الحقيقه أن خطة الهجوم في حرب 1973 . كانت رائعه من قبل الجيش المصري التي قادها المرحوم المشير احمد اسماعيل علي .. وللتاريخ نقول أن أهم عنصر في الخطه هو ( المباغته .. أو المبادأه ) . والكتمان الشديد والسريه والاعداد للخطه الذي استمر تقريبا سنتين .. الامر الذي أذهل المراقبين والمحللين العسكريين ..

ولولا الوقفه التعبويه التي كانت من ضمن الخطه وكان المشير اسماعيل محقا بها كل الحق ,,( لآنها ضمن خطة الهجوم .. فقط ) .. ربما كانت تبدلت الاستراتيجيه بشكل اخر ..

لم يكن العراق مطلعا على خطة الهجوم .. لآنه طالما يتم النظر للعراق

بأنه ( ليس دولة مواجهه ) وهذه حقيقه لكن التاريخ يقول أن العراق لم يتخلى عن واجبه العروبي تجاه العرب .. صدر بيان القياده القوميه والقطريه لحزب البعث في العراق بعد 24 أكتوبر 1973 أنتهاء الحرب .. ومما ورد في البيان ( الذي قرأه الرئيس المرحوم أحمد حسن البكر .. أننا سمعنا من الاذاعات بأندلاع الحرب بين سوريا ومصر وبين الكيان الصهيوني الغاصب ) .. يوم 6 أكتوبر أتصل الرئيس البكر بكل من الرئيس أنور السادات والرئيس السوري حافظ الاسد وعرض عليهم مشاركة العراق بالحرب .. شكر الرئيسين .. الرئيس البكر على موقف العراق ,, لكن هذه المباغته حرمت الجيش العراقي من الاستعدادات والتحضير والوصول الى ساحة المعارك وفق التوقيتات المطلوبه ..

تحركت الالويه التاليه والتي قطعت أغلبها مسافة 1300 كم من العراق الى الجولان في سوريا على سرف الدبابات وناقلات الاشخاص المدرعه لعدم وجود ناقلات ( فاونات ) لتحميلها ونقلها وهي ( اللواء المدرع 12 .. أبن الوليد .ناقص كتيبة دبابات القادسيه .. لعدم توفر فاونات لنقلها ) ( لواء الميكانيكي 8 تحرك من الرمادي ) ( لواء المشاة الجبلي 5 تحرك من شمال العراق بالقطار الى اللاذقيه ووصل الى الجولان ) ( لواء القوات الخاصه . تم نقله بالطائرات من جبال شمال العراق الى ساحة المعركه وشارك في صيد الدبابات ) ( لواء المدرع السادس ) ( لواء المشاة 20 تم تحويله من مشاة سهول الى مشاة ميكانيكي وتسليمه ناقلات اشخاص مدرعه ونقله من جنوب العراق الى ساحة المعركه في الجولان ) ..

حرمت القطعات العراقيه من المشاركه في معركة ( وادي الدموع ) . وهي أهم معركة خاضتها الدروع السوريه مع جيش الاحتلال الصهيوني .. بأختصار خاضت القطعات العراقيه عدة معارك .. على سفوح تل عنتر . وتل قيطه وقباطيه وتل المال وجبات الخشب .. مع قطعات جيش الكيان الصهيوني الغاصب .. وكان أهم ستراتيجيه تحول التعبئه الصهيونيه من الدفاع الى الهجوم وأنسحاب القطعات السوريه من ساحة القتال وأقتراب قطعات الجنرال دان لانر والجنرال أفول والجنرال حوفي من العاصمه دمشق كان الهجوم العراقي المقابل الذي أذهل الجنرال لانر ووقف في مرصده يترقب ارتال دبابات كتيبة قتيبه وك دبابات المعتصم العراقيتين من لواء 12 المدرع .. لقتال المصادمه مع كتيبة دبابات لواء 79 بأمرة المقدم أفادور كهلاني ( الاسطوره ) .. الهجوم الذي صد الهجوم المقابل وأوقفه .. وحمى دمشق من السقوط بيد الصهاينه .. بعد أن وصلت القطعات السوريه الى مشارف خشانيه .. ونهر الاردن .. نهر اليرموك .. أو مشارف بحيرة طبريه وكانت الغايه من الهجوم هي السيطره على أحد جسور الامداد والتموين المنشأه على نهر اليرموك وهي ( الهدف الاول جسر بنات يعقوب أو جسر يهوديه أو جسر جمله - العال أو جسر واسط - ... الخ ) .. شارك الجيش العراقي في مصر في سرب طائرات الهوكر هنتر التي كانت تتدرب في مطار قويسنا .. وقصفت رادارت العدو في سيناء وقصفت مرابض مدفعية العدو 175 ملم في الطاسه وأهداف أخرى ..

طلب الرئيس السادات من الرئيس البكر ارسال جميع الطائرات هوكر هنتر للقتال في الجبهه .. تم أرسال السرب الاخر وهو السرب الاخير وهي طائرات كانت مخصصه للتدريب في العراق وهي ذات مقصورتين ( طيار أول مدرب ومساعده طيار ثاني ) .. كانت حرب 73 هي بمثابته حركة ستراتيجيه في أراضي العرب الجامده .. كان حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق يريدها حرب تحرير شامله ولهذا وضع جميع أمكانات العراق في خدمة المعركه .. لكن كانت رؤية السادات أنها حرب تحريك .. لآن جبهة القتال المصريه السوريه هي ( لا سلم ولا حرب منذ نكسة 67 ) .. وخشية أن تصاب القطعات بمرض الخنادق .. مقولة الرئيس السادات ( أريد الحصول ولو على 10 أقدام في الضفه الاخرى من القناة لفرض واقع الرأي العام العالمي من الصراع العربي الصهيوني .. للتاريخ أقول أننا في العراق وفي الدول العربيه والشعوب القوميه شعرنا بخيبة أمل وأحباط شديد عندما .. خطب الرئيس السادات في مجلس الامه المصري قبل وقف أطلاق النار .. وقال في خطبته ,, أنا مش عاوز أرسل أولادي ليقتلهم الامريكان والصهاينه .. نحن شعرنا بأن البنادق قد أفرغت من عتادها وأن الحلم العربي الازلي بالتحرير الكامل للارض المحتله قد ذهب سدى وقد خابت أمالنا .. سؤال : هل الجيل العربي الجديد هو جيل كفاح مسلح وتحرير .. أم جيل محبه وسلام .. بعد ما فقدت الامه العربيه العراق الذي كان محور العروبه ورأس رمح بعروبته وقوميته وكان جزء لايتجزء من حضيرته العربيه ... ؟ منذ حرب 48 التي قادها الوصي عبد الاله أحد ملوك العراق ولحين أحتلال العراق عام 2003 .. لينتهي أهم عدو للصهاينه ..