Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

بطولات حرب رمضان - الجزء السادس

 

 

وقف الجنرال ( كالمان ماجوين ) قائد قطاع سيناء (1 ) يصرخ ويقول للصحفيين (( أن القوات المصرية الخاصة تدخل سيناء من كل مكان ومن كل اتجاه وبكل الوسائل بطائرات الهليكوبتر وبالقوارب وسيراً على الأقدام ... ))

لم يشأ الجنرال الإسرائيلى أن ينهى كلامه عن دخول الكوماندوز المصريين فقط ، بل استطرد الجنرال يقول :

(( أن هذه القوات تقاتل بشراسة وهى مسلحة بأحدث الأسلحة )) ..

وحينما انصرف الصحفيين بعد أن أبرقوا تصريح ( كالمان ) ، كان مساعده يضع أمامه تقارير أخرى عن الكوماندوز المصريين .

وترك كالمان فنجان القهوة الذى كان بيده وانصرف غاضباً إلى غرفة عملياته فى مقر قيادته بطاسة ..فقد كان هناك شيئاً يلدغه ، يقطع أوصال قواته أو حسب التعبير العسكرى ( يحطم نقاط المفصل لتشكيلاته ويؤثر على تقدم احتياطيات قواته ) .

أن قصة البطولة لرجال الكوماندوز ( صاعقة - مظليون - وامداد جوى ) تحتاج إلى مجلدات وتصبح فصلا هاماً فى تاريخ البطولة لمصر ..

وقد احترت .. أى جماعة من هؤلاء الرجال الأشداء ( الكوماندوز ) أقدم قصتهم كدليل على بطولة أبناء الشعب فى حرب رمضان .

هل أقدم قصة الرجال الذين عبروا قبل العمليات بيوم ليقطعوا خراطيم النابالم ؟

أم الذين اندفعوا ليحتلوا الممرات الهامة فى سيناء والمضايق ومراكز الطرق ليعطلوا تقدم أحتياطيات العدو من دبابات ومشاة ميكانيكى .. الخ

أم الذين وقفوا كالجبال الشامخة يصدون الهجوم على الطرق الهامة فى عمق سيناء ..

أو الذين انقضوا على مضاجع العدو حين تسلل فى منطقة الثغرة ..

أو الذين انقضوا على مضاجع العدو حين تسلل فى منطقة الثغرة .. وسط أحراش الجناين والتباب والجبال يختبئون ويدمرون دباباتهم واحدة وراء الأخرى .. وقبل النهاية كان قرار وقف إطلاق النار ..

لا شك أن كل قصة من هذه القصص ستكون عنواناً لكتب كثيرة قادمة يعدها الزملاء ..لكنى أخترت أن انفرد لكم بقصة رجال الكوماندوز فى جنوب سيناء ..

حسب ما جاء بتقرير الأشتباك العاجل يقول تقريرهم :

1-    أن هذه القوة قد اشتبكت مع لواءين مدرعين للعدو فى جنوب سيناء ،حيث دار قتال مرير بين الإنسان والصلب انتصرت فيها وحداتنا الصاعقة .. وظلت مالكة لعامل السيطرة على أرض المعركة ( 150 كم ) هى مواجهة خط الجنوب شرق .

2-    أن بعض رجال الصاعقة الذين اندفعوا إلى سدر قاتلوا 16 يوماً سيطروا فيها على مضيق سدر ودمروا دبابات ومدرعات العدو التى تندفع خلاله يومياً وسطروا أعظم صفحات البطولة وأقدرها على الإطلاق .

3-    أنهم قاموا ببطولاتهم التكتيكية فى اسوأ الظروف القهرية وأشد المواقف القتالية الحرجة وتمرسوا بأقسى ألوان النضال المسلح ..

4-    لقد كانوا يحملون من الغذاء والماء ما يكفيهم ( يومين ) فقط ، لكنهم استمروا بهذا القدر من الإعاشة 10 أيام وحصلوا بطرقهم الخاصة على ما يكفيهم من الإعاشة خلال فترة وجودهم فى الأشتباكات .

5-    وأشار التقرير إلى المقاتل ( حرب ) الذى فقد عينه اليمنى أثناء الأشتباك فنقل رشاشه إلى ذراعه اليسرى وظل فاتحاً لنيرانه يديرها بعينه السليمة الباقية دون أن يتوقف لحظة حتى نقلوه عنوة إلى المستشفى .

ولكن لماذا نقرأ التقارير ؟ ولا نستمع إلى قصة البطولة من أفواه أصحابها .. من الذين صنعوا البطولة ، وليكن أحدهم   .. أحد القادة الذين قاموا بعمليات الإغارة فى جنوب سيناء ..

أعرفكم به ، من حسن الأقدار أن يكون هذا القائد زميل قديم فى الدراسة الابتدائية ثم الثانوية .

قوى البنية منذ نشأته ، يحب الرياضة منذ نعومة أظافره ، ملامحه كلها تحمل الصلابة والشراسة منذ عرفته ، لكن إنسانيته شىء موروث عن أسرته العريقة بالشرقية ، دماثة الخلق هى أول الصفات التى تعرفها عنه .. وإيمانه بالله والوطن هى كل ما تعرفه عنه ..

بعد محاولات قال لى صديقى وهو يدفع بقبضة يده خلف كلماته ، خيل لى وقتها أنه فارس من فرسان بنى شداد ..

(( لقد كان رجالى هم الذين نفذوا اوامر القائد الأعلى بحرمان العدو من بترول سيناء .. وقد فعت مجموعات لنسف وتدمير المنشآت البترولية فى أبورديس وشراتيب وأبو زنيمة .. وكانت كمائنهم على هذا الطريق وإغاراتهم الجريئة كالصواعق تلاحق العدو أينما كان فى هذه المناطق .. وقاطعته ربما لأول مرة فى حياتى ، فقد كنت دائما معجباً به ، اسمع له مع أنى كنت قائده والمفروض أن يستمع هو لى ، لكن المقاتل الصفوانى كان شيئاً آخر .. شخصية هادئة متزنة تصمت كثيراً ولا تتكلم ، فإذا ما تكلم فإنه يجبر الذى أمامه على الإنصات له ، كنت حريصاً أن استمع له ، بل أرجف السمع لأكتب من البداية ..بداية المرحلة النضالية لشباب من مصر ذهبوا إلى قطعة من ارضهم ليحرروها .

قال المقاتل الصفوانى :

(( لقد ركب الرجال المشاق والمخاطر طوال مشوارهم الطويل مع عدوهم بقلوب راضية وراغبة وشقوا أمواج خليج السويس بقواربهم الخفيفة وفى وقت كانت فيه هذه الأحوال لا تسمح بالإبحار وركبوا الطائرات لتنزل بهم فى العمق مارة تحت مظلات العدو الجوية وفوق نيرانه المضادة للطائرات وعاشوا اسابيع فى أحضان الصخور غير مبالين بالبرد ولا بالشمس ولا بالطعام ولا بالشراب الذى قل ونفذ منهم ، كان همهم أن يقتطعوا الأرض شمالاً وجنوباً باحثين عن عدوهم لقتله .

وتذكرت أنى كنت قائده فقلت له ، من البداية يا بطل ، أريد القصة من البداية ، ونظر إلى المقاتل الصفوانى وابتسامته المشرقة تتابع كلامه .. (( لست راوية ومع ذلك فالتفاصيل تحتاج إلى مجلدات وأغلبها سر عسكرى ، فقلت له بفضول الصحفى : على قدر الإمكان ..

وتردد برهة ثم قال : على قدر الإمكان من أجل الصحافة لتتابع كلام ( كالمان ) عن الصواعق التى دخلت سيناء من كل مكان ..

قال المقاتل الصفوانى :

(( من إحدى القواعد البحرية على خليج السويس انطلقت مجموعتنا أبحرنا وأعيننا تعانق صفحات المياه الزرقاء التى تحملهم إلى أرض الوطن ( سيناء ) وواصلت المجموعة إلى مسافة 5 كم فى الخليج وفجأة أصبحت المياه الهادئة الساكنة : كتلة من الجحيم .. النيران الحمراء والقصفات الشاردة تغطى سطح المياه وأنفجارات ( الآر .بى.ج ) الحارقة ودخانها الأسود الذى صاحب لنش العدو ..

ومع اقتراب اللحظات تكثف الهجوم وتكثفت أعصاب المقاتلين وهى تضغط بشدة وشراسة على كئوس الاطلاق وتصيب النيران زورقاً آخر للعود ، ويركز العدو نيران زوارقه على زورق لقواتنا ويسقط الشهداء ، لكن الأعصاب واثقة من النصر ، لقد كان التدريب شاقاً وشرساً لنيرانهم الغاضبة وكلما سقط شهيد ارتفعت الهمة أكثر .. وأعتلى المقاتل ( عمرو) نقطة الملاحظة يحمل عل كتفه سلاحه وهو يطلق مقذوفاته فى حركة أنتحارية وعناية الله تحرسه فقد أصابت مقذوفاته الزورق الثالث للعدو ..

واستدار زورقهم الرابع وهو يطلق نيرانه الطائشة وترتاح الأعصاب ويتوجه الكل للصلاة .. صلاة الشهيد   .. وتصل المجموعة على الشاطىء وينطلق كل قائد بمجموعته حسبما خصصت له من مهام ،، الأرض تعرف الرجال جيداً .. استطلعوها مرات ومرات .. كل تبة وثنية أرضية وخور وجبل ووادى قد أرتسمت فى أذهانهم ، وأخذوا أماكنهم بين التباب والجبال والوديان ، انتشروا كالصواعق من اسمهم الخالد الذى أرعب العدو ، وحملته وكالات الأنباء العالمية إلى كل العالم تقديراً لرجولة الرجال وجسارتهم فى التصدى والقتال ، وانتشرت المجموعات أخذت مجموعة موقعها على جانب الطريق ( وادى غرندل ) الذى تتحرك عليه قواتهم ، أختاروا المكان بعناية وحساسية ، وجموعة أخرى قامت بالاستيلاء على بعض المضايق الهامة الحاكمة حتى لاتستطيع أحتياطيات العدو من التقدم أو الأنسحاب وقامت مجموعة أخرى بالإغارة على النقطة القوية المخصصة لها بمنطقة رأس ملعب .

كيف اقتحم رجال الصاعقة النقطة القوية برأس ملعب ؟

والإغارة على النقط القوية بالصاعقة لها تكتيك آخر - اقترابهم خفى وصامت قد سبق استطلاع جيد لتحركات العدو ودفاعاته ونظام الخدمة وحياتهم اليومية ، وحقول الألغام المرصوصة حول النقطة والأسلاك وكيفية التغلب عليها فى صمت ووسائل الإنذار وكيفية الهروب منها والمراوغة واستغلال طبيعة الأرض المواجهة   ، كل هذا يتم بشجاعة وجسارة فائقة ، تقدمت مجموعة فتح الثغرات فى تحطيم ألغام وأسلاك العدو ، وأعطت تمام التنفيذ بإشارة متفق عليها لمجموعة الاقتناص التى تقدمت بقوة لاقتناص أفراد الخدمة داخل النقطة ، أن ركوب الموقع هو أخطر اللحظات التى تتم قبل أن ينتبه العدو   ، ثم تقدمت مجموعات الاقتحام للهجوم بعنف على كل دفاعات العدو ، أرتمى المقاتل ( عشماوى ) على مزاغل النقط وهو يقذف قنابله الحارقة داخل الدشمة ويستشهد ويقتحم المقاتل ( الهوارى ) مدخل الدشمة وهو يفرغ كل نيران رشاشاته بعنف ويستشهد .. ويدمر المقاتل ( فتحى ) مخزن الذخيرة بقنابله الحارقة ويستشهد .. لقد أعطى الشهداء طريقاً وسط الدمار والقنابل والشظايا لأخوانهم مجموعات الاقتحام لتطهير الموقع بنيرانها   الكثيفة وتسيطر على النقطة وتقاوم أفراد العدو وهم يحتمون فى التجهيزات الهندسية ، لكن الرجال يزداد غضبهم ويقتحمون الأبواب المغلقة ويدمرون كل ما يعترض طريقهم ويستسلم العدو   ..

إن الرجال فوق طاقات تجهيزاتهم ،، فالشجاعة منذ قصة أسبرطة المعروفة هى محور الحرب فى كل العصور وهى أغلى ما يتسلح به الرجال وهم يقتحمون المواقع ، نيرانهم الصائبة كانت تقتل أجساد العدو أما شجاعتهم هى التى قادتهم إلى ما تبقى من العدو ، ويرفعوا الأيدى المهتزة المرتعشة وهم يرددون بخوف وذعر (( لا تقتلنى يا مصرى )) .. وتقتاد المجموعة 15 أسيراً ،، كل ما تبقى من افراد النقطة ، ويرتفع علم مصر على أعلى نقطة والدموع ، دموع الرجال تسابق العلم فى الصعود إلى السماء ، فالعناية الإلهية كانت معهم على امتداد خطواتهم ..

ويرصد الرجال قول للعدو على طريق ( أبو زنيمة / الطور ) خمسة مجنزرات وأتوبيس يحمل الجنود .. ويقرر القائد تدمير القول المتحرك ، ويدفع رجاله لاحتلال أحد المضايق التى تطل على الطريق ، ويأخذ الرجال أهبة الاستعداد لمواجهة القول .. تتحرك مجموعة لقطع الطريق فى مقدمة القول ومؤخرته بمجرد دخول هذا القول فى نطاق الكمين ، ويتم قطع الطريق أمام أول القول وآخره .. ويبدأ الأشتباك بالأسلحة المضادة للدرع ( مقذوفات / قنابل / آر.بى.ج ) ويتحول المكان إلى ضجيج من النيران والدخان والتراب والأنجارات وصيحات الجرحى .. ويحاول 5 أفراد منهم القفز من العربات لمحاولة النجاة فتقوم مجموعة الاقتحام بأسرهم وترجع باقى المجموعة لتأخذ طريقها إلى كمين آخر ..

بينما الجنرال كالمان ينظر أمامه وقد تحجرت عيناه وأوراق الدوسيه ( سري جدا) تحمل له خبر مقتل 65 ضابط وجندي إسرائيلى فى كمين طريق ( أبو زنيمة / الطور ) وتدمير 5 مجنزرات وتدمير حقول أبو رديس ووقوع أكبر النقط القوية فى جنوب سيناء .. ولا تسعفه الحسرة والغضب الذى صبه على معاونيه فيستدعى الصحفيين ووكالات الأنباء ليقول لهم :

(( الصاعقة المصرية أصبحت كصواعق الزمان التى شاركتنا فى الجيتو عبر القرون )) ..

***********

الفصل الثانى عشر

الطبيب المصرى فى المعركة

إلى روح الشهيد دكتور : رضا غالى

منذ أن حاول الفراعنة تجسيد الخلود باكتشافهم التحنيط ، ومنذ أن دارت ريشاتهم تسجل على المعابد الفرعونية القديمة معجزة الطب المصرى ، والطبيب المصرى يعطى نفسه لوطنه ، وبرز منهم الآلاف ، تحدث الكون عنهم بإعجاب وتقدير ، لكن ما حدث فى العاشر من رمضان يفوق الوصف والخيال ويصبح على مدى الأيام .. الطبيب مقاتلاً .. وسام الشجاعة لكل فرد يعمل فى مجال الخدمات الطبية ..

أن التاريخ يسجل للطبيب المقاتل شجاعته وجهده وقدرته وسرعة تصرفه   ، فإن الثانية الواحدة تعنى إنقاذ حياة بطل .. ولم يتوان عن تقديم علاج متكامل بينما كانت المعارك الشرسة دائرة ، استطاع الجراح المصرى أن يقوم بكل شىء يلزم الجريح ، كل مصاب يفقد أى كمية دم كانت تعوض له فوراً .. بل اكثر من هذا أجريت عمليات جراحية وسط المعارك .. وكانت ضرورية لإنقاذ حياة بطل مصاب قبل نقله إلى مستشفيات الجبهة .

أطباء وهيئة تمريض مستشفى بورسعيد الأميرى الذى قصفه العدو بقنابل الفانتوم .. ورغم ذلك بقوا يكملوا رسالتهم الإنسانية .

أطباء وهيئة تمريض مستشفى السويس الأميرى الذين بقوا يذودون عن مدينتهم ويقاومون محاولات العدو الإسرائيلى لاقتحام المدينة .. رغم وجود حوالى 200 سرير إلى المستشفى يخدمها طاقم من 20 طبيب و78 ممرضة فقد ظلوا يعملون 24 ساعة يومياً أثناء المعارك وما بعدها .

تقول الحكيمة ( إصلاح محمد ) من القاهرة : (( إننا لم نكن نخشى شيئاً وفى بعض الظروف حين تقل إمدادات الدم كنا نتبرع بدمائنا للجرحى .. ))

أطباء القصر العينى والمعادى وأبو صوير والقصاصين ( على سبيل المثال ) الذين واصلوا الليل بالنهار لمجابهة أعداد من الجرحى ..

ضباط المستودعات الطبية بالجيوش الذين تولوا بأنفسهم نقل المواد والمعدات الطبية وسط النار والدم إلى الوحدات العلاجية تستمر فى عملها ..

قادة محاور الإخلاء الطبى فى سرابيوم ونفيشة وجينيفة الذين أشرفوا بأنفسهم على إخلاء مئات الجرحى ليلاً ونهاراً تحت النيران ..

الأطباء المدنيون الذين سارعوا الأنضمام للقوات المسلحة ويكفى ان نعلم أن اللحظة الأولى للشرارة جمعت 800 طبيب مدنى .

كان الهدف الأساسى للخدمات الطبية هو إنقاذ حياة أكبر عدد ممكن من المصابين والعمل على سرعة شفائهم وعودتهم إلى وحداتهم وكان الجهد الإنسانى أروع ما يكون للمقاتل المصرى الإنسان فى كل صوره ..

ولقد ظلت الحالة الصحية لقواتنا ولمسرح العمليات مستقرة طوال سير العمليات الحربية وتم اتخاذ الكثير من الاجراءات اللازمة فى الوقت المناسب مثل تطعيم القوات الصديقة وتحليل عينات من مياه القوات والعينات التى اشتبه فى تلويثها بيولوجياً واتخاذ الاجراءات الوقائية بالنسبة للأسرى والعائدين ..

وقد تم ذلك رغم وجود بعض الخصائص التى يتميز بها مسرح العمليات !

خلو سيناء من أى منشآت طبية خصوصاً فى منطقة الجيش الثالث مما يستلزم حجماً ميدانياً كبيراً من الوحدات العلاجية والوقائية ووسائل الإخلاء المختلفة ..

وجود المانع المائى وتأثيره على إخلاء الإصابات من شرق إلى غرب القناة وإعداد الوحدات الطبية للعبور مع تشكيلات القتال ..

المواجهة الواسعة والعمل الكبير على مسرح العمليات وقد تجاوزت 1000 كم على طول حدودنا البرية والبحرية .

طبيعة العدو العدوانية فإسرائيل هى إسرائيل لا تتغير أبداً ،، لم تستطع طائراتها أن تصل إلى الأهداف العسكرية فانحرفت إلى المجال المدنى تقتل المرضى فى المستشفيات وتقصف الفلاحين فى الحقول ، لا ترحم طفلاً أو امرأة وترتكب الجرائم فى خسة ووحشية ..

ورغم ضراوة المعركة فى تكوين رؤوس الشواطىء والعبور فقد كان تقديم الخدمات الطبية وقتئذ هو المختبر الأساسى لشجاعة المصرى وبطولته ، لقد اندفعت أطقم طبية مع الموجات الأولى للعبور إلى شرق القناة واستطاعت هذه الأطقم جمع المصابين من أرض المعركة وتحت الكثافة النيرانية الهائلة فى لحظات المعركة فضلا عن وقايتهم وإسعافهم وانعاشهم وإخلائهم بكل الوسائل المتيسرة إلى غرب القناة ..

ولمنع تكديس أعداد كبيرة من الجرحى فى نطاق الجبهة فقد جرى الإخلاء الفورى من رؤوس الشواطىء فى سيناء وكان تنظيم الإخلاء الطبى من أهم عوامل نجاح المعاونة الطبية ..

ولم يتوقف الدم أبداً سواء فى شرايين الأفراد الذين بذلوا كل جهدهم وتضحياتهم لتحرير الأرض واسترداد المهابة العسكرية .. أو فى بنوك الدم الرئيسية والفرعية ، كما تم توفير الأدوية والمعدات العلاجية التى تكفى لعدة أشهر على مستوى الدولة والجبهة ، وتم تدبير مركبات خاصة بالمصابين وتوفير كميات مناسبة من اسطوانات الأوكسجين وأربطة الحروق وزجاجات البلازما ..

وكذلك إعداد وسائل سريعة لنقل المصابين بتجهيز سيارات إسعاف خفيفة ( 4 – 6 ) مصابين وسيارات إسعاف ثقيلة ( 20 سرير ) واعداد من القوارب السريعة للإخلاء البحرى ..

واستطاعت بعض الفرق الجراحية تحت الأرض بقوتها المحدودة التى تقل عن 30 فرداً مجابهة اعداد كبيرة من المصابين فى اليوم الواحد وتقديم العلاج لإنقاذ حياتهم وإنعاشهم وإعدادهم للإخلاء فى المستشفيات الكبرى فى عمق الدولة ..

بل ولقد عادوا مرة أخرى معرضين انفسهم للخطر لإخلاء معداتهم الطبية من نفس مواقعهم المحاصرة وتوصيلها إلى المستودع الطبى للجيش وقد استشهد بعضهم وأسر بعضهم وهم يؤدون هذا الواجب المقدس ..

أن كل الحروق التى أصابت الجندى المصري كانت فى اليدين أو فى أجزاء من الجسم الأمامية معنى ذلك أن الجندى المصرى كان يواجه الحرب والموت أيضاً بشجاعة .

وكانت روح التضحية والعطاء بلا حدود ، عطاء من جندى جريح إلى جندى آخر جريح ، لقد تبرع عدد من الضباط والجنود عن طيب خاطر بقطع من جلدهم لزملائهم لتجرى لهم عمليات ترقيع ..

كما أن سرعة الإخلاء المثيرة والمذهلة ما بين نقطة الإسعاف الأمامية والمستشفى الأمامى ومستشفى القاعدة هى علامة أخرى من علامات البطولة والفداء .. فقد كانت دائماص تتم تحت قصف مركز من النيران ووسط أحراش كثيفة الطلقات .

وكان الطبيب المصرى الشاب فى محطة الإسعاف الأولية على دراية تامة فى علاج إصابات العدو إنها إسعافات تتوقف عليها حياة بطل جريح ..

وعدد الحالات التى ظهرت فيها إصابات لم تتضح لطبيب الجبهة واكتشفت بواسطة ألأشعة والتحاليل الطبية كانت حالات نادرة ..

وكانت ابرز الدروس الطبية المستفادة من حرب أكتوبر .. الأكتفاء بالجراحة التى تعبر بالبطل الجريح خط الأمان بدلاً من الجراحات المعقدة فى ظروف غير مواتية فى الجبهة كما كان يحدث فى الحروب السابقة .

وقد استطاع جراح العظام المصرى أن يحول الكسور المضاعفة والمصحوبة بفقدان أجزاء من الأنسجة إلى كسور بسيطة يمكن علاجها فى أسابيع بدلاً من شهور طويلة ..

واستخدم الجراح المصرى النظريات الجراحية الأساسية التى تعتمد على ترقيع الأنسجة مباشرة وغسيل الجروح الداخلية بطريقة متصلة ، ولم يعتمد جراح العظام فى حرب أكتوبر على الجبس فى تثبيت العظام المكسورة ولكنه استخدم وبتطوير جديد شرائح الألومنيوم الرقيقة كجبائر فى تثبيت العظام خارجياً وداخلياً ..

أن ذلك معناه أن تفوقاً عملياً للطبيب المصرى قد تأكد وأن حرب أكتوبر قد أعطت للبشر وللعالم استمراراً للحياة النضالية للإنسان المصرى ..

*****************

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech