Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

شهداء بلا سلاح 3 - سعيد السيد بدير

هم مقاتلون ايضا ...... سلاحهم العقل و العلم .....حوت عقولهم مشاريع علم رائدة طامحة لبلادهم .....لتكون سلاحا حقيقيا لاوطانهم فى وجه العـــدو....و لكن هذا العدو الغادر كان الاسرع للتخلص منهم و من علمهم , حتى لا تنقلب موازين القوى لصالح الصراع العربى .....اغتالتهم يد غدر دون ادنى فرصة للدفاع عن النفس ....فاصبحوا ....شهداء بلا سلاح "3"   !!!

سلسلة يكتبها
د. احمد مختار ابودهب
عضو المجموعة 73 مؤرخين 

الرابع من  " يناير1949القاهرة:  الرابع عشر من يوليو1989الإسكندرية"

القاهرة  - الثمانينيات

" صدق السيد القائد العام للقوات المسلحة على قرار تقاعد السيد العقيد مهندس سعيد السيد بدير  , العقيد بالقوات الجوية "

كان هذا القرار بمثابة بداية جديدة فى حياة العالم المصرى , كعالم مدنى انتهت صلته الرسمية بالقوات المسلحة المصرية - بناءا على طلبه للتفرغ العلمى-  , و التى خدم فيها بمنتهى التفانى و الاخلاص منذ تخرجه من الكلية الفنية العسكرية و التحاقه بسلاح القوا الجوية كمهندسا فيه  و الى ساعة تاريخ تقاعده , لقد قرر التفرغ لمشواره  العلمى البحت الذى لن يخرج عن اطار خدمة وطنه ايضا .

و كانت اولى خطوات هذا المشوار الجديد , تعاقده مع جامعة المانية محدود الاجل لاستكمال ابحاثه فى مجال اتصالات الفضاء و الاقمار الصناعية .

 المانيا  -  بداية النهاية

كان خبر وفاة والده الفنان/ سيد بدير طعنة نجلاء وسط نجاحاته المبهره في ابحاثه عن الاتصالات بالاقمار الصناعية , لم يمهله القدر ان تنتهى مدة تعاقده فيعود الى مصر و لو مؤقتا ليلقي على ولده نظرة الوداع .

و بينما اقتربت مدة نهاية تعاقده بتلك الجامعة الالمانية , تواكب معها ظهور الباحثان الامريكيان, و تم الاتفاق بينهما على ان يستكمل ابحاثه بجامعتهما بامريكا فور انتهاء عقده الالمانى .

كانت المؤشرات المخيفة  قد بدأت فى الظهور مع ظهورهما , بدءا من تغير المعاملة معه , الى ان تاكدت شكوكه فى ليلة مـــا  , ففى تلك الليلة بعدما عاد الى المنزل مع اسرته , فوجىء بزوجته صائحة فى خوف  : سعيد ........ فيه حد دخل الشقة فى غيابنا !!!

لقد كانت محتويات الشقة المبعثرة دليل قوى على ذلك ..... ثم ...اين كتاب .....!!؟ ليس كتابا واحدا , بل عدة كتب اختفت من مكتبته !!

استمرت تلك الاعمال الغامضه , و هنا اتخذ د. سعيد قراره :

لازم ترجعى انتى و الاولاد مصر فى اسرع وقت

- بس يا سعيد احنا مش ممكن نسيبك  لوحدك هنــــا

= حياتكم فى خطر .....و انا ماعنديش استعداد انكم ...... !!!

- لكن ....

= ما فيش وقت ...... انا هاخلص الايام اللى باقيه لى هنا , و احصلكم على مصر ان شاء الله

- و الامريكــــان  !!؟

= و لا امريكان و لا غيره ....ده مش عقد استكمال ابحاث ....ده عقد احتكار ..... مصر اولى بكل اللى وصلت له .....و خصوصا بحثى الاخير  !!!!

لمعت عينيه ببريق التحدى و الطموح , فقد كان بحثه الاخير  , بحثا يقلب موازين القوى , و يجعل مصر فى مصاف الدول الرائده فى عالم الفضاء ....بل و يفرض لها السيادة فيه !!!!

    *        *        *          *           *            *

العــــــودة ..... و النهاية 

الاسكندرية  - يوليو 1989

-         اخيرا  رجعت لبلدك يا دكتور ......و لا اقول يا سيادة العقيد  !!؟
القى شقيق سعيد جملته مازحا  , فاجابه اخيه فى حنان ,
-  قول يا "ســـعيـــد " ,,,,, سعيد و بس  , عقيد او دكتور او مهندس , المهم الهدف و النية !!

كان شاردا فى كلماته , و كانت عينه تراقب حقيبة اوراقه بشكل تلقائى , لقد كانت تحوى حلمه الاكبر  , و لم تكن زيارته لاخيه سوى فرصة للاختفاء المؤقت , هربا من تلك المطاردة الغامضة , التى بدأت فى المانيا  ..... و انتهت فى ارض مصر  !!
   *        *       *      *        
"مصرع ضابط سابق بالقوات المسلحة بسقوطه من اعلى عقار بالاسكندرية "
هذا ما تداولته  الصحف المصرية  كالمعتاد بمنتهى السذاجة , بينما فى مكان اخر "امريكى كان .....او ربما اسرائيلى ....لا فارق " , كانت اوراق د. سعيد بدير مفرودة بعناية  , و يتم دراسة كل ما فيها بدقة شديدة  , حيث حملت عنوان  "كيفية السيطرة على الاقمار الصناعية المعادية  " ...... و كالمعتاد  , ضاع العلم فى صدر صاحبه  , و لم تستفد مصر  من القدر الادنى منه  , و اخذت الشائعات فى التردد حول انتحار العالم المصرى  "النـــاجح " سعيد بدير  ..... لقد فزنا بالشائعات , و فاز العدو بالابحاث  ...او بجزء منها ...... و فقدنا عالما في صدارة  قائمة افضل 13 عالم اتصالات فضاء فى العالم ان ذاك .

 و نال "سعيد السيد بدير" الشهادة  بذاك الحادث الغامض , ليلحق باخيه المقاتل شهيد اكتوبر  ....... و ان كان اخيه قد استشهد و سلاحه فى يده مقاتلا  ........... فقد اصبح "سعيد" ايضا  فى صدارة  قائمة  شهداء .....و لكن....شهداء  بلا  ســـلاح  !!!!

د. احمد مختار ابودهب

الـــمــــجمــــوعة 73 مـــــــؤرخــــيــــــن  

 اكتوبر  2015

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech