استطاع البطل المصرى العملاق الراحل أحمد محمد عبدالرحمن الهوان ،
والمشهور لدينا بـ (جمعة الشوان) إبن مدينة السويس الباسلة ، وبطل المخابرات المصرية وقاهر الموساد ،
أن يكون اكبر نقطة سوداء فى تاريخ رئيس إسرائيل السابق الراحل - شيمون بيريز وأن يصفعه صفعة
لا تقل أهمية عن حرب اكتوبر الخالدة ، وأن يستكمل ضربات القيادة المصرية للعدو الصهيونى الغاشم.
فكان الهوان بعد تجنيده من قبل الموساد الإسرائيلى يتعامل بشكل مباشر فى إسرائيل مع شيمون بيريز وجولدا مائير ،
وكان يحظى بمعاملة تفوق الخيال من القيادة الاسرائيلية لدرجة أن شيمون بيريز كان يطعمه السمك بيده ـ نظرا لأهمية
دوره بالنسبة لهم ، ولكن يأبى الهوان الا ان يرد له المعاملة بالمثل ويرد له كل افعاله واطماعه ضد مصر
والعرب بشكل عام .
فكانت تعليمات المخابرات المصرية للهوان أن يحصل على ثقة الإسرائليين بشكل كبير حتى يتمكن من معرفة العديد
من الاسرار الخاصة بهم فى مجالات مختلفة ، وبالفعل تمكن الهوان بحرفية شديدة ومهارة كبيرة من إثبات نفسه
وأن يكون محل ثقة لقيادات الصف الأول فى إسرئيل ، ولذلك قرر الموساد الإسرائيلى إعطاء الهوان جهاز خطير
جدا فى تلك الفترة ، وهو جهاز إرسال سريع ومتطور جدا , وطلبوا منه الذهاب إلى إسرئيل لأستلم الجهاز
والتدريب على إستخدامه.
وتم الاتفاق معه على موعد محدد لتبادل الإرسال عقب عودته لمصر ، وبالفعل حدث ذلك ، ولكن كان هناك المفاجاءة
المنتظرة ، ومكافأة نهاية الخدمة من الهوان والمخابرات العامة المصرية إلى الموساد الإسرائيلى.
ففي الساعة الحادية عشرة والربع قبل ظهر الأربعاء 22 ديسمبر/كانون الأول سنة 1976 أرسلت المخابرات المصرية
برقية موجزة للمخابرات الإسرائيلية ، جاء فيها (من المخابرات العامة المصرية إلى المخابرات الإسرائيلية ،
إننا نكرر شكرنا على إمدادكم لنا بأدق وأخطر أسراركم التي كشفت لنا المزيد من عملائكم داخلياً وخارجياً
وذلك على مدى سنوات ، وإلى اللقاء في معارك ذهنية أخرى)
وهنا إنتهت قصة الجاسوس يعقوب منصور سكرتير أول السفارة الإسرائيلية في روما بإيطاليا بحسب جواز
سفره الدبلوماسي الإسرائيلي ، أو جورج سايكو الاسم الكودي له بالموساد ، أو جمعة الشوان الاسم التلفزيوني
الذي التصق به.
وكشف النقاب عن شخصيته الحقيقية في نهاية ديسمبر 1978 على الرغم من خوفه من هذا الإعلان ،
والذي يصفه بأنه ربما توصل الرئيس السادات مع الإسرائيليين لإتفاق ما بشأنه بعد كامب ديفيد ، لأن ثأر
المخابرات لا يموت ولو بعد مائة عام.
ولكنه الصق اصابعه على وجه القيادات الإسرائيلية والموساد بعد صفعه لهم جميعا.... رحمة الله عليه
وعلى كل شهدائنا وابطالنا الابرار.
نقلها للمجموعه 73 مؤرخين : أحمد عبد السلام
المصدر : صحيفة الجريدة التي تصدر عن الحركة الاشتراكية العربية