Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

وثائق المخابرات الامريكيه - الجزء الاول - تعزيزات قوات الجمهوريه العربيه المتحده

 

5.  تعزيز قوات الجمهورية العربية المتحدة

صدق ناصر على ما يبدو التقارير التي قدمها له الاتحاد السوفييتي، هامش: ربما تأثر استعداد ناصر لتصديق التقارير في هذه الآونة بالهجمات الجوية “الاسرائيلية” على سوريا في ابريل/نيسان، إضافة إلى تحذير ايشكول شديد اللهجة في مايو/أيار.

وتبع ذلك تعبئة وتحريك قوات الجمهورية العربية المتحدة ونشرها على الحدود مع “اسرائيل”، ولربما كان لدى ناصر أسبابه الخاصة ليتصرف بالطريقة التي تصرف بها، إلا أن التقرير الذي نشره الروس أعطاه المبرر، وحسب الصحافة المصرية، فقد أعلنت حالة الطوارئ في الجمهورية العربية المتحدة، وذلك “لوضع معاهدة الدفاع المشترك مع سوريا موضع التنفيذ، واتخاذ خطوات عملية بهذا الشأن”. وأكد ناصر مراراً وتكراراً في بياناته العلنية على أن تحضيرات الجمهورية العربية المتحدة العسكرية إنما كانت استجابة وردّة فعل على التهديد بشن هجوم “اسرائيلي” على سوريا، وعلى ما يبدو، فقد تم تصميم هذا، والتخطيط له لصرف الانتباه “الاسرائيلي” المباشر إلى الحدود المصرية، وفي الوقت نفسه للمساعدة على تلميع صورة ناصر بصفته زعيم العالم العربي.

وفي 17 مايو/أيار طالب ناصر بانسحاب قوات الطوارئ التابعة للأمم المتحدة من سيناء وقطاع غزة ، وطالب بالتالي بأن تنسحب هذه القوات من الجمهورية العربية المتحدة بشكل كامل، وفي 18 مايو/أيار شرعت قوات الجمهورية العربية المتحدة باحتلال موقع مراقبة قوات الأمم المتحدة في سيناء، ولم تكن قوات الأمم المتحدة مزودة بالأجهزة والعتاد والمعدات لتقوم بالرد، وفي اليوم التالي وافق الأمين العام للأمم المتحدة يو ثانت على انسحاب كامل لتلك القوات، وبحلول يوم 22 مايو/أيار، كان الجنود المصريون قد حلوا بشكل كامل محل القوات الأممية.

هامش: كانت قوات الأمم المتحدة قد كلفت بالمرابطة في الجمهورية العربية المتحدة بعد حرب عام ،1956 ونشرت هذه الوحدات في شرم الشيخ، وهي نقطة تقع إلى الجنوب الغربي من مضايق تيران عند مدخل خليج العقبة، وكانت تشكل ضمانة طمأنة بتوافر ممر آمن للسفن “الاسرائيلية” عبر المضايق، وكانت السيطرة على مضايق تيران مصدر احتكاك وتوتر بين العرب و”الاسرائيليين” منذ عام ،1949 ففي تلك السنة، وفي أعقاب الهدنة نصبت مصر بطاريات مدفعية قرب شرم الشيخ في موقع يشرف على المضيق، وفي حملة 1956 الثلاثية استولت “اسرائيل” على الموقع الذي يتحكم بالمضيق، إلا أن “اسرائيل” سحبت لاحقاً قواتها بعد أن رضخت للضغط الأمريكي والسوفييتي.

وخدمت مطالبة ناصر بسحب قوات الأمم المتحدة وموافقة يوثانت على هذا الطلب أغراضاً عدة. فبإزاحة تلك المنطقة العازلة التي كانت ترابط فيها قوات الطوارئ الأممية، صار بإمكان القوات المصرية أن ترد وأن تستجيب للمستجدات بصورة أسرع بكثير في حال شنت “اسرائيل” هجوماً على سوريا. وقطعت مطالبة ناصر بسحب قوات الطوارئ الطريق أيضاً على الاتهامات الأردنية بأن الجمهورية المتحدة كانت تتوارى وتتمترس وراء درع الأمم المتحدة. وإخراج قوات الأمم المتحدة هذه من الجمهورية العربية، وخصوصاً سحبها من الموقع الرمزي والاستراتيجي في شرم الشيخ عزز مكانة ناصر وشعبيته وزاد من شعور العرب بالاعتزاز.

 

6.  السوفييت يبدون أكثر دموية

فيما عكس دعم الصحافة السوفييتية لقيام الجمهورية العربية المتحدة بتعزيز قواتها انطباعاً يشي بموافقة السوفييت على هذه التطورات، كانت هناك بعض الدلائل على تخوف انتاب السوفييت (حذف في الوثيقة).

وعبَّرَ السفير السوفييتي لدى الأمم المتحدة فيدورينكو عن بعض مشاعر القلق تجاه سرعة سحب قوات الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة، وفي ذات اليوم أخبر السفير السوفييتي دوبرينين السفير ثومبسون بأنه كان يعتقد بأن السوفييت كان بوسعهم أن “يضاهوا” الولايات المتحدة في الحث على ضبط النفس وحض حلفائهم على ذلك، وكان السوفييت قد أظهروا بعض العلائم والإشارات التي تميل إلى ضبط النفس، مبدين عدم استعدادهم لأن يصبحوا متورطين بشكل مباشر في حرب سورية – “اسرائيلية” (مقاطع حذفت من نص الوثيقة).

وفي 18 مايو/أيار بثت إذاعة محلية من موسكو اتهاماً بأن القوات “الاسرائيلية” قد تم حشدها وتعزيزها على الحدود السورية، وأن بعض المراقبين كانوا يقارنون الوضع بتلك الحالة التي شهدها العالم عشية حرب السويس، وحسب البرنامج الذي تم بثه، فإن السوريين لم يكن أمامهم من خيار سوى إعلان حالة الاستنفار في جيشهم ورفع درجة التأهب في مواجهة التهديدات “الاسرائيلية”. وبينت الرسالة الإذاعية أيضاً أنه قد تم تطبيق البنود التي نصت عليها معاهدة العون المشترك السورية – المصرية، وأن قوات الجمهورية العربية المتحدة كانت على أهبة الاستعداد واليقظة، وأن القاهرة قد بينت أنها ستتدخل في حال شن “اسرائيل” لعدوان على سوريا.

وفي 19 مايو/ أيار ذهبت وكالة “نوفو سيتي” السوفييتية للأنباء إلى مدى أبعد من ذلك، إذ أورد الخبر الصحافي الذي تم توزيعه في البلدان العربية، ولم يظهر في الصحافة السوفييتية أن الاتحاد السوفييتي لن يقف متفرجاً مكتوف الأيدي إذا ما هاجمت “اسرائيل” سوريا (يوجد حذف في الوثيقة) ولا بد أن الأثر الإجمالي لمثل هذه البيانات والتصريحات هو التأكيد لبعض العرب على الدعم السوفييتي لهم.

 

7.  ناصر يغلق خليج العقبة

بحلول يوم 22 مايو/ أيار من عام 1967، وهو اليوم الذي انسحبت فيه قوة صغيرة من قوات الطوارئ الدولية من شرم الشيخ، أعلن ناصر أن الجمهورية العربية المتحدة قد أغلقت خليج العقبة أمام الملاحة “الاسرائيلية” وأمام جميع السفن التابعة للبلدان الأخرى، والتي تجلب شحنات استراتيجية ل “اسرائيل”. وفي اليوم التالي كرر ايشكول تمسكه بالموقف “الاسرائيلي” بأن تدخُّل مصر بالملاحة “الاسرائيلية” في خليج العقبة سوف يعتبر عملاً عدائياً وإعلان حرب. وفي 26 مايو/ أيار حذرت “اسرائيل” من أنها لن تنتظر بلا نهاية فك الحصار المصري وسحب حشود القوات العربية على حدودها. وعند ذاك بلغت تعبئة القوات المسلحة “الاسرائيلية” وتأهبها العسكري الذروة.

ولعل أفعال عبد الناصر خلال شهر مايو/ أيار قد تأثرت بمعلومات رديئة عن القوة العسكرية العربية وعن مدى الدعم السوفييتي. ولكن التقرير الزائف عن خطط “اسرائيل” لمهاجمة سوريا، بجعله عبد الناصر يقرر التعبئة، لعب دوراً رئيسياً في أعمال عبد الناصر. فإذا كان يعتقد بأن “اسرائيل” قد خططت هجوماً على سوريا، وأن على الجمهورية العربية المتحدة أن ترد، فلربما كان يقصد من وراء تعبئته ومطالبته بسحب قوات الطوارئ التابعة للأمم المتحدة، أن يكونا رادعين.

ولكن قرار عبد الناصر بإغلاق خليج العقبة رفع وتيرة الأزمة إلى مستويات جديدة خطيرة. وقد دلت خطبه على أنه يعتقد بأن “اسرائيل” سوف ترد على الإغلاق، وأن الجمهورية العربية المتحدة مهيأة للتعامل مع هجوم “اسرائيلي”. وقد قال في 26 مايو/ أيار “… إننا نشعر في الآونة الأخيرة بأننا أقوياء إلى درجة تكفي لانتصارنا على “اسرائيل” بعون الله، إذا خضنا حرباً معها. وعلى هذا الأساس قررنا اتخاذ خطوات عملية.. وإن السيطرة على شرم الشيخ تعني أننا مستعدون لخوض حرب شاملة مع “اسرائيل”.

ومع أنه أشار إلى أن الجمهورية العربية المتحدة لن تبادر بشن هجوم، إلا أنه أعلن أنه إذا هاجمت “اسرائيل” أياً من سوريا أو الجمهورية العربية المتحدة “… فسوف تكون الحرب شاملة، وسيكون هدفنا الأساسي تدمير “اسرائيل”.

وبينما كان عبد الناصر يصرح علناً بأن “اسرائيل” سوف تضطر إلى الرد، وأن الجمهورية العربية المتحدة تستطيع عندئذ التعامل مع “اسرائيل” عسكرياً، إلا أنه يبدو على الأرجح أن عبد الناصر كان يعتقد في حقيقة الأمر بأن “اسرائيل” لن تهاجم، وأنه سوف يحقق مكاسب سياسية عظيمة بالنزر اليسير من المجازفة.

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech