Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

وثائق المخابرات الامريكيه - الجزء الاول - الاتحاد السوفيتي واغلاق الخليج

 

8.  الاتحاد السوفييتي وإغلاق الخليج

توحي الدلائل بأن السوفييت قد أخذوا على حين غرة عندما أغلق عبد الناصر الخليج. ولم يكن ما يدل على عدم موافقتهم مقصوراً على غياب تصريحات الدعم العلني، بل تبدى ذلك أيضاً في صمت الصحافة السوفييتية وتأخير تناولها للأمر. وكان ذلك علامة إما على غياب الإنذار المسبق، أو الافتقار إلى وجود موقف رسمي جاهز، أو كليهما. وفي 23 مايو/ أيار ذكرت وكالة تاس تصريح عبد الناصر الخاص بإغلاق قناة السويس، وبعد ساعات عديدة نشرت تصريح الحكومة السوفييتية الذي يكرر الكثير من خط الدعاية السوفييتية السابقة، ولكنها امتنعت عن ذكر إغلاق الخليج.

هامش: اتهمت الحكومة السوفييتية في 23 مايو/ أيار “اسرائيل” بالاستعداد لمهاجمة سوريا، وذكرت أن “الأوساط الامبريالية” الغربية مسؤولة عن تحريض “اسرائيل”. واختتم التصريح “بالتحذير من أن المعتدين لن يقابلوا فقط بقوة العرب المتحدة، بل “بمعارضة قوية” من قبل الاتحاد السوفييتي وكل الدول المحبة للسلام أيضاً”.

وجاء أول تعليق شبه رسمي على إغلاق الخليج، بعد ثلاثة أيام في مقالة لصحيفة “برافدا”. وأعادت المقالة إلى الأذهان أن “اسرائيل” لم تستخدم الخليج قبل سنة 1965، وألمحت بذلك إلى أن “اسرائيل” لم يكن لها حق في استخدامه. ولكن من الواضح أن السوفييت كانوا في هذه النقطة ينفرون من مساندة الإجراء الذي قام به عبد الناصر.

وبدا أن موقف السوفييت إزاء الشرق الأسط يتلخص في سؤال بلاغي طرحه في 1 يونيو/ حزيران نائب لوزير الخارجية السوفييتي (يوجد حذف في الوثيقة هنا)، الذي تساءل عما إذا كان هنالك أي سبب يمنع الاتحاد السوفييتي من العمل مع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. ومما يدل على أن السوفييت لم يجدوا أي سبب حتى ذلك الوقت يمنعهم من فعل ذلك، من خلال موقفهم في الأمم المتحدة، حيث كانت الجهود لحل الوضع فاترة، وغير فعالة، وبطيئة. وكان الاتحاد السوفييتي قد رفض المطالبات بإجراء محادثات بين القوى الأربع. وفي 24 مايو/ أيار سد السفير السوفييتي لدى الأمم المتحدة فيدورينكو الطريق أمام إجراء مناقشة في مجلس الأمن للمشكلة الآخذة في التطور، وذلك برفضه المشاركة. وفي 29 مايو/ أيار، عندما انعقد مجلس الأمن أخيراً بشأن الأزمة، لم يضف فيدورينكو أي شيء بناء.

 

9.  المواقف السوفييتية تحير الدول العربية

تثير التقارير بشأن التزامات سوفييتية معينة إزاء العرب الحيرة في النفوس، ويبدو ان تطمينات السوفييت كانت مبهمة على الدوام، وظلت من ثم، عرضة لإساءة تفسيرها من قبل العرب، وكان الالتزام الوحيد الواضح إلى حد ما، الذي قطعه السوفييت على أنفسهم. هو مساندة العرب اذا تدخلت الولايات المتحدة إلى جانب “اسرائيل”، ولكن، حتى هنا، كان مدى ونوع المساندة غير واضحين، وحسب احد التقارير، سأل عبد الناصر في منتصف مايو/ أيار، ماذا سيفعل الاتحاد السوفييتي، اذا هبت الولايات المتحدة لمساعدة “اسرائيل” في حال نشوب حرب؟ وذكر أن كوسيجين رد قائلاً إن السوفييت سوف يساعدون العرب في المقابل. (هامش: حسب ما ذكر مسؤول سوفييتي، كان السوفييت في أواخر مايو/ أيار قد قالوا لعبد الناصر انهم ملتزمون فقط ب”تحييد” الولايات المتحدة، أي أنهم سوف يردون على أي تصعيد قد تجريه واشنطن ولكنهم لن يذهبوا أبعد من ذلك.

وتتجلى الحيرة في العالم العربي إزاء حجم الدعم السوفييتي للقضية العربية، في التقارير الرسمية المتغيرة التي كانت ترفع للحكومتين السورية والمصرية في أواسط مايو/ أيار، ففي 15 مايو/ أيار كتب السفير السوري في موسكو لحكومته عن توكيدات الدعم السوفييتية الإجمالية، وقال انه يشعر بأن ذلك يعني الاشتمال حتى على التدخل العسكري، وفي اليوم التالي ذكر السفير المصري في دمشق كذلك لحكومته في القاهرة أن موسكو سوف تدعم سوريا “إلى درجة التدخل العسكري”. وتضمن التوضيح اللاحق الذي اصدره السفير السوري في موسكو معلومات تفيد بأن “المساعدة السوفييتية لن  أكرر لن  تبلغ حد التدخل العسكري” وليس واضحاً من هذه التقارير ما اذا كان هذا التوضيح قد نقل الى المصريين، وقد يكون السوريون قد آثروا الاحتفاط به لأنفسهم حتى لا يتراجع المصريون، وباختصار، وعلى حد علمنا، حاول السوفييت ان يتجنبوا اصدار تصريح ناصع الوضوح، في ما يخص طبيعة ومدى مساندتهم في حال نشوب حرب.
ومن 25 إلى 28 مايو/ أيار، كان وزير الحربية المصري، شمسي بدران، في موسكو حيث التقى مع كوسيجين، وجروميكو، وجريتشكو.

هامش: ذكر سفير الجمهورية العربية المتحدة في موسكو، مراد غالب، بعد الحرب ان السوفييت لم يسبق لهم أبداً ان وعدوا العرب بالمساعدة العسكرية، ولكن وزير الدفاع، الصغير السن، وغير المحنك (بدران) الذي زار موسكو قبيل الحرب أساء الفهم، وذكر لحكومته انه كان على ثقة من ان موسكو سوف تساعد العرب في حال نشوب حرب. (وكان بدران من أوائل من أقيلوا بعد الحرب، ومن المحتمل انه بالغ في تضخيم الالتزام السوفييتي).

..وفي خطاب عبد الناصر في 29 مايو/ أيار قال إن كوسيجين قد بعث برسالة جوابية مع بدران يذكر فيه ان الاتحاد السوفييتي “يقف معنا في هذه المعركة ولن يسمح لأي دولة بالتدخل، بحيث تعاد الأمور إلى ما كانت عليه قبل 1956″.

ويوحي هذا التصريح، إلى جانب “ادعاءات” عبد الناصر في ما يتعق بقوة مصر مقابل “اسرائيل”، بأن توقعات عبد الناصر من الدعم السوفييتي في حال نشوب حرب، كانت تشتمل فقط على المواد والأعمال السوفييتية لردع التدخل الأمريكي نيابة عن “اسرائيل”، ولم يتوقع عبد الناصر بالتأكيد ما حدث بالفعل، وهو حرب مدمرة دامت خمسة أيام. وكان على الأرجح يتنبأ بصراع طويل الأمد، يلعب فيه العون السوفييتي دوراً مهماً، على هيئة معدات عسكرية، لا مساندة بالتدخل الفعلي.

وبصرف النظر عن تفسير عبد الناصر للالتزام السوفييتي الفعلي، يبدو انه كان يشعر بأنه كاف. ويبدو أنه قد صدق ان الدعم السوفييتي لن تكون هنالك حاجة اليه، الا لمنع عودة أوضاع ،1956 وعندما ساعدت القوى الغربية “اسرائيل”. وكان يشعر فيما يبدو بأن الولايات المتحدة يمكن ان تكبح “اسرائيل”، كما بدا واثقاً من ان العرب يستطيعون مجاراة الجيش “الاسرائيلي” عند الضرورة، ويبدو بأن ثقة عبد الناصر بقدرات الجيش المصري، كان السوفييت يشاركونه فيها، جزئياً على الأقل. (يوجد حذف هنا). ولكن أهم خطأ للسوفييت في هذه المرحلة، يبدو إخفاقهم في التنبؤ بهجوم “اسرائيلي”.

 

10.   السوفييت يحثّون على ضبط النفس من دون جهد كاف، وبعد فوات الأوان

خلال الفترة الفاصلة بين إعلان إغلاق خليج العقبة، واندلاع الحرب، كانت السياسة السوفييتية قائمة، فيما يبدو، على افتراض ان “اسرائيل” لن تهاجم إذا بقي الوضع ساكناً. فمن جهة، منح السوفييت التشجيع للعرب، وتركوا احتمال مساندتهم لهم في حال نشوب حرب مفتوحا، ومن جهة أخرى، سعوا بلطف الى كبح العرب عن القيام بالمزيد من الأعمال الاستفزازية. وليس ثمة ما يشير الى أنهم حاولوا أبداً اقناع عبد الناصر بإزالة الإغلاق. وانطلاقاً من قلق السوفييت ورغبتهم في تجنب الحرب، وفي الوقت ذاته، الابقاء على جو التوتر الذي كانوا يشعرون بأنهم يمكن ان يفيدوا منه، راحوا يحثون العرب على ضبط النفس، فقط الى درجة شعروا بأنها ضرورية لمنع الوضع من الغليان ووقوع الحرب.

وقد ادعى السوفييت، في رواياتهم بعد الحرب، أنهم كانوا قبل الحرب يحثون العرب على الامتناع عن القيام بأعمال يمكن استغلالها من قبل الأوساط الحاكمة “الاسرائيلية” كذريعة لإطلاق الأعمال العدائية، وقد أيد عبد الناصر هذا الادعاء، وذكر في 26 مايو/ أيار ان الحكومة الأمريكية قد سلمت السفير السوفييتي في واشنطن رسالة تطلب فيها من السوفييت، حث الجمهورية العربية المتحدة على اللجوء الى ضبط النفس، وألا تكون البادئة بإطلاق النار. (يوجد حذف هنا).

ولكن محاولات السوفييت كبح العرب كانت محدودة، وتوحي بأن قلقهم من احتمال قيام “اسرائيل” بالانتقام بسبب اغلاق خليج العقبة، لا يبلغ حد قلقهم من قيام العرب بالمزيد من الأعمال التي قد تقود بدورها الى الحرب. ويبدو ان محاولاتهم في أواخر مايو/أيار، لإقناع العرب بأن “اسرائيل” لن تهاجم، تستند إلى التقرير الأصلي غير الصحيح، الخاص بهجوم “اسرائيل” مخطط على سوريا، لا على احتمال شن هجوم انتقامي بسبب اغلاق الخليج.

 

11.   المواقف تتصلب

في الأيام الأخيرة من شهر مايو/أيار، بدأ عبد الناصر تسوية خلافاته مع الدول العربية الأكثر محافظة، وهو الوضع الذي تخشاه “اسرائيل” أكثر من سواه، ومع بداية شهر يونيو/حزيران كان موقفا كل من مصر و”اسرائيل” متصلبين تماماً. وفي 1 يونيو/حزيران أصر وزير العمل “الاسرائيلي” ييجآل ألون على ان بعض الحماية لحدود “اسرائيل” من الهجمات الارهابية، وسحب حشود القوات المصرية على طول الحدود، ورفع الحصار، هي شروط ضرورية لتجنب وقوع صدام عسكري “حتمي”. وفي 2 يونيو/حزيران أعلن وزير خارجية الجمهورية العربية المتحدة محمود رياض، ان قناة السويس ستكون مغلقة في وجه كل من يحاول خرق الحصار.

وتشير معظم المعلومات المتوافرة الى ان الهجوم “الاسرائيلي” في فجر 5 يونيو/حزيران، جاء مفاجأة تامة للسوفييت. (يوحد حذف هنا). وقد باغت توقيت الهجوم العرب بالتأكيد. وقد القى عبد الناصر بعد الحرب بمسؤولية عدم استعداده، على كون الولايات المتحدة قد اشارت الى انها ستحاول كبح “اسرائيل”، ويبدو ان عبد الناصر، شأنه شأن السوفييت، كان مقتنعاً بأن “اسرائيل” لن تهاجم من دون موافقة الولايات المتحدة.

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech