Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

وثائق المخابرات الامريكيه - الجزء الاول - موقف أكثر مرونة في الأمم المتحدة

 

21.   موقف أكثر مرونة في الأمم المتحدة

بالإضافة إلى تعديل السوفييت سياسة الدعم التي ينتهجونها ازاء العرب، بحث هؤلاء على ضبط النفس، وبفرض شروط على المساعدات، بدأ السوفييت في يوليو/ تموز التحرك نحو موقف أكثر مرونة في الأمم المتحدة. وكان موقفهم، كما بدا في مؤتمر بودابست من 10  12 يوليو/ تموز، يقوم على ضرورة اتخاذ العرب موقفاً أكثر واقعية، وأن المطالبات بانسحاب “اسرائيلي” فوري ينبغي أن يلحق بها صيغة لإنهاء حالة الحرب.

وبعد أن حقق السوفييت أغراضهم الدعائية مع العرب، اسقطوا الحل المتشدد الذي اقترحه كوسيجين في 19 يونيو/ حزيران، ومنحوا مساندتهم لقرار لدول عدم الانحياز برعاية يوغسلافيا، وكانت مسودة هذا القرار أكثر اعتدالاً إلى حد ما من قرار السوفييت.

ففي حين دعا إلى الانسحاب الفوري لجميع القوات إلى ما وراء خط الهدنة بإشراف الأمم المتحدة، لم يطالب بإدانة “اسرائيل”، ولم يدعُ إلى دفع تعويضات، واقترح في حال حدوث الانسحاب، أن يقوم مجلس الأمن بدراسة “جميع جوانب الوضع في المنطقة”. وبالإضافة إلى ذلك، طلب من الأمين العام للأمم المتحدة أن يعين ممثلاً شخصياً عنه للعمل على الامتثال للقرار. وفي 3 يوليو/ تموز أطرى جروميكو القرار وشجب أي نهج آخر. ولكن القرار أخفق في اجتياز التصويت في 4 يوليو/ تموز 1967.

هامش: تدارست الجلسة الطارئة لمجلس الأمن سبع مسودات قرارات وتبنت اثنتين منها  وفشل جميع ما عداها في الحصول على أغلبية الثلثين المطلوبة. وقد دعت المسودة الأمريكية، التي فشلت في المرور شأن المسودة السوفييتية، إلى إجراءات متفاوض عليها بمساعدة طرف ثالث، قائمة على خمسة مبادئ، هي: الاعتراف المتبادل بالاستقلال السياسي وسلامة الأراضي لجميع الدول في المنطقة، الاعتراف بالحدود، مترافقاً مع فك الاشتباك والانسحاب، حرية التعبير عبر الممر المائي، حل عادل لمشكلة اللاجئين، الاعتراف بحق جميع الدول المستقلة في العيش بسلام وأمان. ودعا القراران اللذان تم تمريرهما إلى تبني المبادئ الإنسانية، ودعا “اسرائيل” إلى عدم اتخاذ أي إجراء لتغيير وضعية مدينة القدس.

وفي منتصف يوليو/ تموز أشار السوفييت إلى رغبتهم في بذل المزيد من التنازل بشأن قرار للأمم المتحدة (يوجد حذف هنا). وتشير تقارير أخرى إلى أن السوفييت، بينما لم يضمّنوا للمرة الأولى وعداً باتخاذ إجراء متبادل مقابل انسحاب “اسرائيلي”، لم يضعوا الانسحاب وإنهاء حالة الحرب على مستوى واحد. وبدلاً من ذلك طالبوا بانسحاب “اسرائيلي” تحت اشراف الأمم المتحدة، وإحالة المسألة العربية  “الاسرائيلية” إلى مجلس الأمن، الذي يمكن الافادة منه في البت بقضايا تتعلق بإنهاء حالة الحرب، وحرية المرور عبر الممرات المائية الدولية، ومشكلة اللاجئين.

(يوجد حذف هنا) أن المصريين والعراقيين كانوا قد وافقوا على اقتراح المسودة السوفييتية. ولكن بومدين والسوريين أصدروا بياناً في 12 يوليو/ تموز يعدون فيه بمقاومة أي تنازل. ولم يتمكن السوفييت من تغيير رأي بومدين عندما زار موسكو في منتصف يوليو/ تموز، وهكذا هيمن العرب الراديكاليون. ولم يقدم الاتحاد السوفييتي مسودته أبداً، وفي 21 يوليو/ تموز، تم إرجاء الجلسة الطارئة للجمعية العمومية.

وهكذا حشر السوفييت أنفسهم في الزاوية، بتقييد حريتهم في المناورة في الأمم المتحدة. وعكست دعوتهم المبدئية إلى عقد جلسة للجمعية العمومية، رغبتهم في عقد منتدى دعائي علني. وفي يوليو/ تموز عندما أصبحوا أكثر جدية في جهودهم المبذولة للتوصل إلى قرار وسط من الأمم المتحدة، وجدوا أنفسهم واقعين في اسار إشكالية ما، ففي الجمعية العمومية، حيث لكل دولة عربية صوت، يتعين على السوفييت من أجل امرار قرارهم، أن يعارضوا العرب الراديكاليين، بفاعلية وفي العلن.

وكانوا لايزالون غير راغبين في فعل ذلك. وقد ورد التعبير عن تبرمهم من قبيل العديد من الشخصيات السوفييتية على مستوى عال في أواخر يوليو/ تموز. (يوجد حذف هنا). كما أن بونوماريف أثناء لقائه مع الشيوعيين الإيطاليين في أواخر يوليو/ تموز، انتقد العرب بشدة، ودعاهم بالمتعصبين وغير المنطقيين.

 

 

22.   تيارات متقاطعة في القيادة السوفييتية

بينما خلقت الحرب توترات حادة في التحالف السوفييتي  العربي، وإن تكن معتدلة، أنتجت كذلك ضغوطاً في السياسات الداخلية السوفييتية. وفي مرحلة ما، تعرض حتى أداء كبار القادة في الأزمة إلى هجوم سافر. ويبدو أن ذلك الهجوم يعكس وجهات النظر في عنصر كان ينتقد الحذر الذي اتسمت به تحركات السياسة الرسمية في الأزمة. وقد ظل مثل وجهة النظر تلك، أثناء الأزمة وبعدها، خارج الإجماع في القيادة  بل كانت في الحقيقة مرفوضة من قبلها بثبات. ولكن، ضمن الإجماع الذي كان يعارض التورط المباشر في الأزمة ولكنه يحبذ استمرار مساندة العرب، كان يمكن مشاهدة خلافات بشأن مدى مثل ذلك العون في المستقبل، بالإضافة إلى مواقف مرنة إلى هذا الحد أو ذاك، تتعلق بتسوية سلمية للنزاع. ولم يكن العرب المتشددون وحدهم الذين كانوا يشكلون عامل تعقيد في عملية صنع السياسة السوفييتية، بل يضاف إليهم غياب الإجماع التام ضمن فئة كبار الزعماء السوفييت.

 

23.   حماية ييجوريتشيف

دعت وجهة النظر المطالبة بالتدخل المباشر، والتي (يوجد حذف هنا) جرت دراستها من قبل بعض القادة ولكنها استبعدت، إلى القيام بمجازفة عسكرية محدودة، وتحدي الولايات المتحدة في الأزمة بحذر. وسواء تم تقديم مثل وجهة النظر تلك، أم لم يتم في المكتب السياسي خلال ذروة الأزمة عندما اجتمعت تلك الهيئة في جلسة عادية، فإنها ربما تكون قد طرحت من قبل رئيس الحزب في موسكو ييجوريتشيف عندما تحدث إلى اللجنة المركزية التي دعيت إلى الانعقاد برمتها بعد حرب يونيو/ حزيران لكي تصادق على أعمال المكتب السياسي في الأزمة، وحسب بعض التقارير، انتقد القيادة بسبب افتقارها إلى القوة والحزم أثناء الأزمة، وعلى الرغم من أنه عانى بسبب طيشه، بفقدان منصبه، يبدو من غير المرجح أن يكون قد رفع صوته لو لم يكن هنالك تأييد لآرائه على أعلى المستويات. وعلى أية حال، تم اجتناب اتخاذ سياسة مجازفة محسوبة، من قبل الإجماع الذي برز في المكتب السياسي أثناء الأزمة.

وفي حين يحتمل أن تكون وجهة نظر أكثر هجومية، قد حظيت ببعض المؤيدين في أوساط المكتب السياسي نفسه، فإنه لا تتوفر أدلة كثيرة تساعد في تحديد أولئك المؤيدين. وبطبيعة الحال، يمكن اعتبار شيلبين، الذي يشتبه في أنه منذ ييجوريتشيف قد عبر عن انتقاد القيادة أثناء الأزمة، عضواً في الزمرة التي تحيط بهذا الزعيم. ولكن هنالك علامات على أن وجهة النظر الميالة إلى القتال، كان لها مؤيدون بين عناصر يقعون على أطراف القيادة الداخلية، وبخاصة في أوساط الجيش. وعلى سبيل المثال كانت مجلة “النجم الأحمر” إحدى المجلات السوفييتية القليلة التي دافعت علناً عن اغلاق الجمهورية العربية المتحدة لمضائق تيران (28 يونيو/ حزيران) وكانت تصر بنوع خاص على دعواتها إلى انسحاب القوات “الاسرائيلية” الفوري وغير المشروط من المناطق المحتلة. وإضافة إلى ذلك، مضى ما يقرب من شهر بعد الحرب، قبل أن يصادق أي زعيم عسكري سوفييتي صراحة على أسلوب السوفييت في التعامل مع الأزمة. وفي 5 يوليو/ تموز فقط، فعل وزير الدفاع جريتشكو ذلك  في اليوم الذي قدم فيه بريجينيف أيضاً دفاعاً علنياً شديداً عن سياسة المكتب السياسي أثناء الأزمة.

وقد حمل خطاب بريجينيف في 5 يوليو/ تموز كل سمات الدفاع العام عن السياسة السوفييتية في الشرق الأوسط، في الماضي والحاضر والمستقبل. وكان ذلك خطابه الأول بعد الحرب، ولعل المقصود منه، كان مواجهة النقد الخارجي  والعربي بخاصة  والنقد الداخلي. وحاول في البداية أن يجابه الحجج التي تقول إنه كان ينبغي اتباع سياسة أكثر حسماً أثناء الأزمة. وأصر على “صحة” التحركات “النشيطة” التي اتخذتها موسكو لوقف “اسرائيل” وحماية المصالح العربية. ثم مضى بعد ذلك للدفاع عن استمرار الدعم السوفييتي القوي للعرب، وفي حين كان حذراً ازاء القول إن الصراع كان في هذه المرحلة “سياسياً”  انسجاماً مع سياسة المكتب السياسي  أكد على المطالبة بانسحاب “اسرائيل” من أراض محتلة وأشار إلى العون المادي الذي كان يقدمه الاتحاد السوفييتي إلى العرب. وبينما ألمح إلى جهود حل الأزمة في الأمم المتحدة، أبقى على هدف مهمات بودجورني في الجمهورية العربية المتحدة وسوريا والعراق، وهي بالتحديد، تعزيز العلاقات وتنسيق العمل المشترك دفاعاً عن المصالح العربية. ولم يتضمن الخطاب سوى تلميح قليل إلى أي مصلحة في التوصل إلى تسوية وسط في المنطقة. وبوجه عام بدا الخطاب دفاعاً عن سياسة موسكو الموالية للعرب. ومن منظور السياسات الداخلية السوفييتية، بدا الخطاب معبراً عن إدراك بريجينيف لخطر تحالف بين الجيش وبين عناصر الحزب، يتضافرون معاً في معارضة السياسة الرسمية في الشرق الأوسط. (هامش: كان الخطاب قد ألقي في تخريج صف دراسي عسكري).

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech