Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

جاسوس .... مختشــيم .... أو حســن البواب

  • من اروع بطولات المخابرات المصرية

    •  


       

      كان طفلا عندما أقيمت دولة اليهود علي ارض اصحابها الفلسطينيين .. تختلط في ذاكرتة صور العربات المتدافعة تحمل النازحين الهاربين من الجحيم وصرخات الاطفال الحفاة العراة وأصوات بكاء الثكالي ------- وعويل إمرأة فقدت عقلها ! من هول المذابح *والجثث الملقاة في الطرقات والدخان يتصاعد هنا وهناك

      بعد رحلة عذاب بشعة استقرت اسرتة في معسكر اللاجئين في غزة وهناك شب عن الطوق يغمرة البؤس والفقر في كل خطوة من خطواتة المشردة يتلفت يمينا ويسارا . لعلة يجد من يفسر له ماذا.؟..... وكيف .؟....... ولماذا ..؟...... يتنفس المعاناة والشعور بالقهر ... دائما ينظر في الافق لعلة يعثر علي طوق نجاة يتعلق بة مازال يحتفظ ببعض القصص التي روتها له امة منها عرف ان مسقط راسة في يافا كان لهم بيتا وكان ابوة يمتلك متجرا كانت الماساة تسيطر علي عقلة وتفكيرة وحجم الالم يزيد كلما زادت سنوات عمرة وحجم الرفض والاستسلام للهزيمة كان يزداد اكثر واكثر** كان معسكرهم علي شاطئ غزة خيام من القماش المهلهل وسط الاف الاطفال الجوعي والمرضي تطالعة الوجوه المصفرة جوعا وحزنا ويأسا وقهرا تحمل شحنات الغيظ المكتوم .......... كشفت له مدي الزيف والخداع الذي كان يملأ العالم المتحضر الذي كان يرقب المأساة بنصف عين يبدي بعض الاسف الظاهري ؟؟ ويبطن الفرح والبهجة !! وما احزنة حجم التفرق والضعف والخيانة والتآمر من اخوتة واشقائة في الناحية الاخري وبدلا من المتجر والبيت الذي كان يمتلكة اصبحت لهم عشة من الصفيح وحفرة يقضون فيها حاجاتهم بدلا من دورة المياه ................. وكان ابوة الكهل يكسب قوت يومه عن طريق اعمال السمكرة وإصلاح مواقد الجاز .......في غزة ..

      ..وما كان يتعسة حقا ويحزنة هي كانت كلمات النضال والبطولة والفداء التي كان يسمعها من اشقائة علي الناحية الاخري يطلقونها في الهواء ثم يخلدون الي الراحة وهم يتثائبون ؟؟

      وكان من الصعب عليه اكمال دراستة فهجر المدرسة الثانوية والتحق بمركز التدريب المهني التابع لوكالة غوث اللاجئين تلك الوكالة التي تعبر عن التناقض الصارخ لدي الانسان !! تعبر عن شعور بالذنب ومساعدة الضحية علي تحمل آثار العدوان ؟؟ بينما يساعدون المعتدي علي الاستمرار في العدوان

      وبعد سنتين قضاهما في مركز التدريب وجد نفسة امام خيار عجيب ان يذهب في بعثة دراسية الي السويد او المانيا او سويسرا او القاهرة

      وقد اظهر الفتي وعيا اكبر ممن يفوقونه عمرا !! وفضل الذهاب الي القاهرة ليكون قريبا من بيته في يافا لعلة يعود اليه ثانية وخوفا من الذهاب لدولة اجنبية ان يذوب في مجتمعاتها وينسي حلم العودة ويخمد حلم الانتقام من القتلة

      وجاء حســن البواب الي القاهرة في ديسمبر 1966 وكانت القاهرة وقتئذ هي قلعة الصمود تفتح اذرعها مرحبة بكل المناضلين والتحق الفلسطيني المعذب بمركز التدريب التابع لمصنع الحديد والصلب في حلوان وفي مدينة حلوان استأجر لنفسة حجرة في منزل من طابق واحد في شارع زكي وهناك احس ببعض الطمأنينة ولكن ظل عقلة يفكر لماذا ؟ كيف ؟؟

      وفي العطلات الاسبوعية كان يخرج ليكتشف العالم الجديد حولة فيذهب الي الحديقة اليابانية ثم يقضي بعض الوقت في مقر رابطة عمال فلسطين ولانة كان دقيق البدن لا يقوي علي الاعمال البدنية الشاقة كان يكتفي بلعب كرة التنس وانتهي الامر وحصل حسن البواب علي دبلوم فني وعمل موظفا في مصنع الحديد والصلب المصري في مدينة حلوان .. واصبح يتقاضي راتبا منتظما واحس ببعض الاستقرار

      ولم يكد يهنأ بقليل من الهدوء حتي وقعت كارثة 1967----- كانت فاجعة حسن اكبر واعمق فقد احس ان المسافة بينة وبين بيتة في يافا اصبحت ابعد --- فاليهود طردوه من يافا وها هم الان يطاردونه في غزة واتصلت جرائمهم الي سيناء ووصلت الي ارض مصر وعمّ الياس العقول والقلوب!! لكنة بفطرتة كان يدرك ان الامر لن يمر كما مرّ سابقا فالمصريون كانوا يساعدون شعبا بجوارهم طرد وشرد....... اما الان وقد وصل الخطر اليهم فلاشك انهم سينهضون بكل قواهم الكامنة وما ادراك عندما يهب المصريون !! هكذا قال ذات يوم لاحد اصدقائه ولانة وحيد ابويه فقد وصلتة رسالة من الصليب الاحمر في إطار خطةتتبناها الامم المتحدة تسمي (( جمع الشمل )) واصبح مرّة اخري امام خيار محيّر هل سذهب الي غزة ليكون بجوار اسرتة . أم يبقي في القاهرة حيث الرزق والبيت والحديقة اليابانية ولقد فكر وفكر وبينما هو في مرحلة التفكير كان يضم جوانحة علي الثورة والغيظ كاتما مشاعرة --- ولقد كان قلقا فإذا وصل لغزة فسوف يكون قريبا من هؤلاء البشر أبغض انواع البشر **** واستمر في حياتة العادية يفكر ويسترجع الآلام دون ان يفصح لاي انسان حولة عما في صدرة حتي بين معارفة الفلسطينيين حولة في الرابطة -

      وفجأة ظهر في حياتة شاب غريب يقترب من عمرة رياضي البنية تنطق ملامحة بالالفة جاء الغريب في صحبة شاب فلسطيني الي مقر رابطة عمال فلسطين كان الفلسطيني يعرف حســن وتولي مسألة التعارف بينهما وعرّفة عليه قائلا ( فلان ) مصري يعمل مهندسا في مصانع الطائرات ) وابتسم حسن قائلا اهلا وسهلا ونظر في عينية وكأنة يريد ان يسألة هل تصنعون طائرات تساعدنا في للعودة ؟؟ ولكنة كتم السؤال !! وابتسم وطلب الغريب منه ان يلعبا ماتش تنس وهزم حسن في المباراة وانصرف الغريب ولكن حسن شعر بانة يجب علية ان يعود للرابطة في اليوم التالي ربما لانة احس براحة ناحية هذا الغريب او انة هزم في المباراة ويريد ان يعوّ ض الهزيمة ويثأر لنفسه...... ولكن هيهات فقد كان الغريب متمكنا من اللعب وانتصر عليه مرة اخري وجلسا ليشربا قدحا من الشاي واقترح علية الرجل الغريب ان يلتقيا في صباح اليوم التالي ولكن حسن اعتذر لان الغد عطلة وهو يحب ان يقضي العطلة في الاماكن المفتوحة ..... وفي الصباح ذهب حسن الي مكانة المفضل الحديقة اليابانية وافترش العشب ينظر الي السماء يشكوها همّة ----- وتعب واحس برغبة في النوم وقبل ان يغمض عينية وجد ظلا فارعا يحجب عنة بعض آشعة الشمس نظر الي الشخص الواقف علي رأسة غير مصدق !!وابتسم ورد علية الرجل بابتسامة اعرض وتصافحا ورحب كل منهما بالاخر وشكرا تلك الصدفة السعيدة التي جمعتهما بدون اتفاق !! وجلسا ------ كان الرجل الظل يحمل حقيبة صغيرة فتحها واخرج منها قطعة مشمع صغيرة وراديو ترانزستور صغير وكتابا في صيد النمور !! وترمس يحوي شايا ساخنا ولفافة من الورق بها بعض الساندويتشات و بعض حبات البرتقال

      خلع الرجل الظل ! سترتة بجوارة وشرب حسن الشاي الساخن الذي كان يفتقدة في تلك اللحظة ثم تحول الحديث الي الطقس ثم الي الحياة ومتاعبها واشار الغريب الي انه يعيش مأساة لان اسرتة تعيش في اقصي الصعيد وأنة لم ير امه منذ سنة !! فرد حسن علية انا اختلف عنك انا مأساتي اكبر انت لم تر والدتك منذ سنة وتشعر بالشوق لها لكنك لا تشعر بالقهر اما انا فبيني وبين امي حاجزا رهيبا انت تشعر بالشوق فقط اما انا فاشعر بالشوق والعجز والقهر ...... واستطرد قائلا احيانا احلم بان الله اعطاني قوة وجناحين اطير بهما فوق هؤلاء الذين قتلونا وطردونا وانتقم منهم ------ كان الرجل الظل ينصت اليه ولم يقاطعة !! وخيل لحسن انة يبتسم وهمّ بان يسألة لما تبتسم ولكنة خجل !! فرد عليه الغريب لا يمكن ان نعتمد علي احلام اليقظة لحل مشاكلنا يجب ان تعود الي غزة !! !!نطق الغريب بهذة الجملة وهو يقدم لحسن الشاي الساخن رد عليه كيف اعود لغزة وهم هناك وانا اكرههم رد عليه وانا ايضا امقتهم مثلك ولكنك ستعود الي غزة لتساعدني قال حسن متعجبا كيف اساعدك؟

      وكانت الاجابة هي بداية حسن البواب الي عالم المخابرات وخدمة قضايا وطنة المصري والفلسطيني ويخبرنا ضابطة المسئول عنة انة كان سعيدا جدا لانه عثر علي وسيلة لينتقم ممن طردوه من ارضة وتلقي اول درس في عالم الجاسوسية في تدريبة القاسي ان اول غلطة في هذا العالم السري هي آخر غلطة وفي اول الاسبوع تلقي حسن البواب امرا بالتوجة الي طبيب الشركة وانه يشكو مرضا في معدته وذهب حسن للطبيب ولاحظ ان الطبيب لم يدقق كثيرا في فحصة وفي كل مرة يذهب فيها للطبيب كان يحصل علي اجازة طويلة انفقها في الاستعداد والتدريب ليدخل عالم التجسس الرهيب وتم تحديد مهمتة بدقة وتم تدريبه اضافيا توقيا للطوارئ وكان من المقرر ان يرسل معلوماتة بالحبر السري ومع ذلك درّب علي التصوير بالميكرو فيلم وعلي الارسال اللا سلكي وكان الهدف المحدد له هو مصنع اسرائيلي في بئر سبع اسمة مصنع ( مختشـــيم ) وكذلك تم تدريبة علي المراقبة والافلات منها ومواجهة مراحل الاستجواب وكيفية اختلاق قصص التغطية علي مهمتة وقضي شهرا في التدريب علي تقدير المسافات وتخطي العقبات وتمييز الاسلحة ومعدات الرادار وقراءة الخرائط وفنون استدراج الاخرين وجمع المعلومات وكيفية تخزينها في الذاكرة وكان التدريب شاقا حقا فقد كان ضابطه المسئول عنة يصحبة في الليالي الحالكة في الصحراء ويطلب منة تذكر المعالم علي الارض والمسافات ونوع الطريق وعلامات الارض وآثار السيارات علي الطريق مع الالمام بلغة العيون وتعبيرات الوجه وبضع جمل باللغة العبرية .... ومهارات كثيرة وهامة اكتسبها حسن ... الخ

      وتقرر دفعة الي غزة مرورا بسيناء وهو يحمل معدات التجسس امام نقاط التفتيش الاسرائيلية وكانت اخطرها نقطتان واحدة علي الشاطئ الشرقي لقناة السويس في سيناء والثانية في مكتب مدير المخابرات الاسرائيلية في غزة وكان من المعروف ان مكتب مخابرات غزة سوف يجردة من ملابسة للتفتيش قال له المصريون انهم سيساعدونة علي اجتياز النقطة الاولي وعليك انت ان تتصرف لاجتياز النقطة الثانية ! في غزة وطلب منه شيئا بسيطا هو ان يجلس بجوار نافذة الاتوبيس الذي سينقلك الي غزة وعند مشارف حدود غزة وفي نقطة يجب ان تحفظها جيدا عليك وبسرعة وبهدوء ان تلقي بحقيبة المعدات من نافذة السيارة علي ارض تكون مميزة ببعض الهيئات الارضية وبعد ذلك ارجع في اليوم التالي وخذها الي داخل غزة كانت الحقيبة هامة جدا اذ كانت تحتوي علي كاميرا حديثة وجهاز دقيق للارسال وانبوبة للحبر السري كل هذة الاشياء موضوعة في كيس قماش مبطن بالاسفنج ليتلقي صدمة الوقوع علي الارض في الصحراء قرب حدود غزة ولقد ذكر ضابطة المسئول عنة ان حسن البواب كان متوترا وشعر بالخوف خصوصا ان المصريين لم يكشفوا له عن الوسيلة التي سيتبعونها لتمريرة من نقطة التفتيش الاولي علي الضفة الشرقية لقناة السويس اي في سيناء تحت الاحتلال ولكنة تعلم ان يثق و ينفذ ما يقال له حتي ولو كان في نظرة مستحيلا

      وذات يوم وفي اثناء مراجعة الخطوات معة صارح ضابطة بانة خائف فضحك و ونصحة بان يتذكر ما تعلمة وان يسيطر علي مشاعرة لان الله معه ومع المظلومين كما ان سلامتة مسألة قومية لمصر *** وفي 28 من يوليو عام 1969 كان حسن البواب يقف مع غيرة من المسافرين ضمن برنامج (( جمع الشمل )) ** رجال كبار في السن ونسوة عجائز واطفال وشباب مزقت المحنة شمل اسرهم يحاولون عبثا ان يتخطوا الاحزان وقد نقلوا في 6 توبيسات الي القنطرة غرب وكانت آخر النصائح لحسن لا تنس ان الله معك وسوف ابذل كل جهدي لاساعدك اذا وقعت في مأزق *** وعلي الشاطئ المصري روجعت القوائم ونوديت الاسماء وجاء مندوب الصليب الاحمر وعلي الشاطئ الاخر كان الاسرائيليون يقفون ووراءهم اتوبيسات رمادية اللون تابعة لشركة ( سي تورز ) !! الاسرائيلية وأجري مندوب الصليب الاحمر اتصالا لاسيلكيا بزميلة علي الضفة الاخري للقناة وبعد دقيقتين ظهرت علي سطح مياه القناة مجموعة من القوارب في انتظار المسافرين بينما وقف اربعة من الضباط اليهود يراقبون الموقف ! وخلفهم مجموعة من الجنود المسلحين ----- وقبل ان يهبط اول المسافرين الي الماء ولم يكن هذا المسافر الا حسن البواب نفسه ......... حدث مالم يكن في حسبان احد في العالم كله بلا مبالغة إذ تحولت السماء الي كتلة من الجحيم وارتفع صفير الدانات شديدة الانفجار من المدفعية المصرية علي الضفة الغربية للقناة مغطيا منطقة التجمع وكان ترتيب سقوط القذائف غريبا حتي للعسكريين المحترفين إذ كانت تنتشر وتتوزع بطريقة توحي وكانها تهدف الي قتل المسافرين ثم سرعان ما تبتعد وكأنها تريد تدمير الاوتوبيسات ! واحيانا تسقط القذائف عشوائية بعيدة في الصحراء الخالية من اي هدف !! فيما بعد قال حسن البواب انه سمع احد الضباط يسخر من المدفعية المصرية التي تلقي بقذائفها في الصحراء وحولت المنطقة كلها الي جحيم ولم تستطع ان تصيب هدفا واحدا رغم الاف القذائف التي اطلقت واستمر القصف المدفعي المصري العشوائي - ---- الي هنا كان كل سكان مصر والعالم كله يسمعون يوميا في الاذاعة عن تلك الاشتباكات المتكررة بالمدفعية ولا احد يتخيل ان السبب لهذة الاشتباكات هو لتسهيل مرور بطلنا حسن البواب

      وتوالت الانفجارات تهز الارض تحت اقدام اليهود و صرخ ضابط مصري في سائقي بقية الاتوبيسات لكي يتراجعوا للخلف واسرع مندوبو الصليب الاحمر الي اجهزتهم اللا سلكية للاتصال يالقيادة المصرية لايقاف اطلاق النار

      واختفي الاسرائيليون كالجرزان من علي الضفة الشرقية للقناة بينما صرخ ضابط اخر برتبة اعلي وقال لمندوب الصليب الاحمر لم تقفون هكذا يجب ان تعبروا الي الشرق بسرعة كانت الانفجارات تتراجع في الصحراء ببطء ممل مخلّفة وراءها سحابات من الدخان الاسود واطلق مدفع اسرائيلي طلقة ولكنة لم يكررها !!!! وهدأت النيران قليلا بعد نداءات الصليب الاحمر وبدا صفير القذائف يتلاشي حتي توقف تماما وارتفع صراخ الضباط المصريون يطلبون من المسافرين الاسراع الي القوارب وركبوا ومرت الدقائق حتي وصلوا الي الضفة المحتلة من القناة واطلت بعض الرؤوس من الخنادق لترقب الموقف بعد وقف اطلاق نيران المدفعية المصرية ... في تلك اللحظة عادت النيران مرة اخري اشد واعنف ومن الخنادق أخذ الاسرائيليون في اصدار الاوامر وتدافع المسافرون وهم يلعنون الحظ !! الي الاتوبيسات التي هجرها سائقوها اليهود وبعد فترة سكت القصف ثانية وهرع اليهود الي حيث يختبئ السائقون واجبروهم علي التحرك بسرعة هربا من جحيم هذة المنطقة المشتعلة ومرة اخري بدأ القصف اشد واعنف ...... فرّت الاوتوبيسات مذعورة في الصحراء وتفرقت وكان المنظر مضحكا لمن كان يراقب الموقف من الضفة الغربية ** الاوتوبيس يسير في الصحراء ودانات المدفعية تطاردة طلقة من اليمين واخري من اليسار وثالثة من الخلف وكانها تدفعة الي الامام في طريق مرسوم وتقول له ليس لديك خيار الا الهرب في اتجاه غزة وقال احدهم ان المنظر كان يشبة مجموعة من النمور المفترسة تطارد فيلا ولكنها لا تريد ان تفترسة تمنعة من التحرك يمينا ومن النحرك يسارا ا وتترك له حرية الهرب للامام كان هدا الفيل المذعور هو الذي يستقلة حسن البواب

      فرّت الاتوبيسات وتفرقت في الصحراء واضطر الاسرائيليون الي تجميع القطيع الشارد علي مسافة 20 كيلو متر من الشاطئ وهناك أعادوا توزيع الركاب . جمعوا الشباب في عربة ومعهم عشرة جنود مسلحين واراد احد الضباط ان يقوم بالتفتيش المعتادالذي يمارسة بفظاظة ولكن ستارة نيران المدفعية كانت تقترب منة فصرخ والضيق يكاد ان يقتلة ... إن المصريين يريدون قتلكم نحن لم نطلق النار عليهم لماذا إذن يفعلون هكذا في هذا الوقت بالذات ؟؟ وابتسم حسن البواب فقد كان الوحيد من المسافرين الذي فهم اللعبة !! من الذين شهدوا جحيم المدفعية !! كما ان الملايين الذين يجلسون في منازلهم يتابعون اخبار اشتباكات المدفعية كانوا لا يعرفون سبب الاشتباكات

      وانطلق الاوتوبيس هاربا من النيران التي تطاردة تتبعة باقي السيارات مذعورة وتسلمتها مجموعة اخري من الجنود بلا تفتيش معتمدة علي ان التفتيش قد تم سابقا واكتفوا بمراجعة الاسماء وبدا البطل الفلسطيني يمارس عملة راصدا كل ما رأته عيناه من مواقع عسكرية واسلحة متناثرة علي طول الطريق .... ولكنه كان يشعر بالخوف فبجوارة وتحت قدمية ترقد الحقيبة وفيها دلائل تجعله يقضي بقية عمرة وراء القضبان ووصلت السيارة الي خان يونس ونزل منها بعض المسافرين من ساكني البلدة ثم تحركت العربات تجاه غزة وعند وصولة الي النقطة التي حددوها له في القاهرة علي مشارف غزة اخرج الحقيبة ثم اسقطها بهدوء من شباك السيارة واسترخي سعيدا كمن تخلص من ثعبان كان تحت قدمية وأغمض عينيه كأنه نائم وفي غزة ادخلوه الي مكتب مخابرات القطاع وقف امام ضابط قميئ السحنة طلب منه ان يقف ووجهة امام الحائط ويخلع ملابسه وتركة 5 دقائق كانت بالنسبة لحسـن دهرا واخيرا سمح له بان يرتدي ملابسة وينصرف

      في كوخ الاسرة جلس مع الاسرة بعد غياب سنوات وبعد ان نام الجميع خرج متلصصا من معسكر الشاطئ في اتجاه الصحراء حيث البقعة التي القي فيها بكيس القماش الذي يحتوي علي ادوات العمل وبعد ساعتين زاحفا علي ركبتيه عثر علي الكيس ......... كانت رحلة العودة تتطلب نفس الحذر والحيطة ففضل الابتعاد عن الطريق الممهد وسلك طريق الصحراء والرمال فقد قطع المسافة الخطرة ولم يتبق له الا 3 كيلو متر ليصل الي كوخ الاسرة .........

      وفجأة سمع صوتا والاضواء تغمرة قف والا اطلقت النار كانوا مجموعة من الجنود وعلي راسهم ضابط اشبه بقطاع الطرق سأله بلسان ملتو انت عربي أجاب البواب وهو يرتعد نعم وكان يدعو الله ان لا يفتشوة طمعا في السجاير والنقود والخاتم الذهبي كما تعودوا ويتركوه

      امرة بان يجلس القرفصاء وهم يطلقون النار فوق رأسة ويضحكون بعد فترة امرة كبيرهم بان يجري وينصرف وهم يلاحقونة بالطلقات بجوار قدميه وعندما ابتعد مسافة كافية انبطح علي الارض وهو يبكي لاهثا ....... وصل لكوخ الاسرة واخفي معدات العمل المرعبة ونام ساعة واشرق الصبح فخرج يبحث عن عمل تنفيذا للخطة

      .... وصل الي المصنع وقدم طلبا للعمل بمؤهلة الفني الصناعي وخبرتة التي اكتسبها في مصنع الحديد والصلب المصري ولكن مدير المصنع قال له لا توجد الا وظيفة عامل قمامة !! ووافق حسن المهم ان يدخل المصنع لتنفيذ الخطة ضحي بكل شئ وتحمل رزالة واستعلاء المدير بعد ان تصنع المسكنة قائلا اي عمل ايها السادة انني لم آكل منذ يومين والتحق بوظيفة عامل نظافة في مصنع مختــشـيم ورغم ذلك كان يشعر بالسعادة فها هو اخيرا وجد الطريقة للمساهمة باي جهد لخدمة وطنة.

      .. كانت أعمال النظافة ساترا جيدا لجمع اي مستندات او مسودات من مكاتب مهندسي التصميم ومكاتب الحسابات والمخازن واقسام المتابعة وقوائم المشتريات وجداول الانتاج وتقارير المتابعة الفنية وكل اسرار ومستندات المصنع وفي نهاية كل يوم كان حسن البواب يجمع ما يجدة في سلة مهملات المكاتب واصبح منظر حسن وهو يتجول داخل مكاتب وعنابر واقسام المصنع بثيابة المتسخة الممزقة وقامتة النحيفة وكيس القمامة المدلي علي ظهرة مألوفا للجميع

      كان عمال المصنع يضايقونة ويسخرون منة وبعضهم كان يتطاول عليه وكان يتعجب من سلوكهم فهم ايضا يعانون من الاضطهاد لانهم من يهود الشرق ويهود الشرق هم أدني فئة في اسرائيل

      ونصل الي الفقرة الاهم في قصة بطلنا الفلسطيني ...

      كان مصنع مختشيم قد تحول بالكامل الي الي الانتاج الحربي وكان كل ما ينتجة يحمل الي المواقع العسكرية . قطع ضخمة من الصلب وقضبان متشابكة من الصلب تتوجة الي خط بارايف لاستخدامها في اعمال التكسية وتدعيم الاسقف وعندما كان يصادف قطعة لا يعرف استخدامها كان يرسمها بمهارة ويرسلها للقاهرة

      والاروع انة رفض السكن بجوار المصنع في بئر سبع وكان يقطع المسافة يوميا من غزة الي بئر سبع ليرصد الطريق والمواقع العسكرية و كل شئ يقابله استلزم ذلك منه ان ان يستيقظ في الخامسة صباحا ويرجع لكوخة في غزة منتصف الليل

      من حسن البواب عرفت القاهرة آثار حرب الاستنزاف علي اسرائيل فقد صدرت الاوامر الي مصنع مختشيم بان يصنع كمية هائلة من ابر ضرب النار علي فترات متقاربة بطريقة محيرة غير مفهومة عرفت القاهرة من الرسومات التي ارسلها حسن البواب انها خاصة بالمدفعية ومواسير الدبابات وبعملية حسابية بسيطة عرفت القاهرة ان عمر الابر لا يتفق مع ما تطلقة المدفعية الاسرائيلية من ذخيرة وكان معني ذلك بوضوح ان الجنود يعطلون المدافع عن طريق ابر ضرب النار ولانه كان من المعروف لدي الجنود اليهود ان المدفع الذي يطلق طلقة واحدة لن يستطيع تكرارها فآثروا السلامة بعدم اطلاق النار بحجة تلف ابرة ضرب النار

      تاكدت القاهرة من هذة المعلومة من مصادر اخري

      كذاك امد حسن القاهرة بمعلومة علي قدر كبير من الاهمية ......... فقد تواترت الانباء ان الجيش الاسرائيلي يجري ابحاثا لتقوية دروع الدبابة السونتريون حتي لا تخترقها القذائف المصري واشيع انهم نجحوا في ذلك وانهم تغلبوا علي المعادلة الصعبة التي واجهت صانعي الدبابات في العالم في التوفيق بين سمك و قوة الدرع وسرعة الدبابة

      وارسل البواب في نوفمبر 1969 رسالة علي عنوان في اوربا مفادها ان الجيش الاسرائيلي اعاد الي المصنع كمية كبيرة من الواح الصلب مزودة بمشابك خاصة وحدد مواصفاتها بدقة وذكر ان هذة الالواح كانت تحمل اثار ثقوب يبدوا انها من قذائف مضادة للدروع وبمراجعة هذة المقاسات المعروفة علي الدبابة السونتوريون اتضح انها مطابقة لها بل ومطايقة لمقطورة البنزين التي تربط في المؤخرة وعرفت القاهرة ان اليهود فشلوا في التطوير وان دروع الدبابة بقيت كما هي ولو كان اليهود نجحوا في التطوير لكان علي القاهرة ان تعدل ايضا في قوة قذائفهم المضادة للدروع ولم يكن ذلك هين التكاليف

      وارسل حسن البواب معلومة اخري هامة كان لها اثر كبير في نصر اكتوبر إذ كلف مصنع مختشيم بانتاج كاسحة الغام صغيرة الحجم بمواصفات خاصة وعرفت القاهرة اطوال الذراع الكاسح وكل ما يخص هذة الالة بدقة وعلي الفور صدرت الاوامر لجماعات المهندسين العسكريين التي كانت تتسلل خلف خطوط العدو بعمل الاجراءات المضادة لتقليل فاعلية كاسحة الالغام وبديهي ان المسافة بين كل لغم ولغم كانت تزيد عن طول الاسطوانة الكاسحة فلم تكن تصل اليها

      وازداد نشاط البطل حسن البواب وتعدي مصنع مختشيم الي آفاق اوسع إذ تذكر عمتة المسنة في يافا التي لم تتمكن من الرحيل فكان يذهب لزيارتها كل اسبوع وكان يرسل بيانات المواقع العسكرية ومحطات الرادار التي يراها بطريقة فذة لم يسبقة اليها احد (( كان يضع مواقع الاسلحة والمعسكرات علي خريطة بمقياس رسم كبير .... كلما كان مقياس الرسم كبيرا كلما كانت الخريطة صغيرة بعد ذلك يضع ورقة بيضاء فوق الخريطة ويضع نقطة علي كل موقع ........ ويرفع الورقة البيضاء ويرسم عليها صورا لطيور جميلة ملونة بالوان زاهية.................... وكل موقع كان يمثل عين لطائر ويرسلها للقاهرة مع بعض عبارات الغزل لحبيبتة وفي القاهرة كان الخبراء يضعون هذ الورقة الجميلة التي تحتوي علي بعض صور ملونة للطيور علي خرائط بنفس مقياس الرسم ثم يثبتون دبابيس علي اعين الطيور بدقة وعناية وبذلك كانت القاهرة علي علم بمواقع كل المعسكرات في اسرائيل هذة بعض اعمال حسن وغيرها كثير

      وترجع اهمية حسن البواب كجاسوس ماهر الي انه اتقن دورة بتفاني واخلاص رغم المهانة التي كان يلاقيها في جمع المعلومات من عمال ومهندسي مصنع مختشيم

      بعض جواسيس مصر كانوا يتمتعون بمكانة ورغد العيش واحترام الاسرائيليين فلم يكونوا يعانون الا من مشقة جمع المعلومات اما صديقنا حسن فقد كان يعاني من مشقة جمع المعلومات بالاضافة الي مشقة الحياة وسوء المعاملة والاحتقار من الاسرائيليين كعامل نظافة تلك هي هي عظمتة

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech