الجزء الاول من سلسله - الحقيقه الضائعه بين السادات والشاذلي 

لازاحه الستار حول العديد من الاجابات المجهوله والحقائق الغائبه عن تاريخنا

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

« إذا حكم الحاكم ، فاجتهد وأصاب ، فله أجران . وإذا حكم ، فاجتهد فأخطأ ، فله أجر واحد »

صدق رسول الله

أعرف انه موضوع شائك

اعرف انه سيكون صادم للبعض

لكنها الحقيقه بالادله والمصادر .

وهو تصحيح تاريخي لبعض مفاهيم الساده المتابعين  عن حرب 1967 والفريق سعد الشاذلي من مصادر موثقه وفي كتاب اصدرته هيئه البحوث العسكريه عام 1969 يتحدث في بعض صفحاته عن دور المجموعه الخفيفه التي كان يقودها الشاذلي .

ويهمنا هنا توضيح أن نشر تلك المعلومات ليست هجوم علي الشاذلي انما هي لتوضيح حقائق التاريخ العسكري المصري .

خلال نكسة 1967،  كان الشاذلي برتبة لواء ويقود مجموعة مقتطعة من وحدات وتشكيلات مختلفة)   لواء مدرع و كتيبة مشاة وكتيبه  من الصاعقة ) مجموع أفرادها حوالي ( 1500 ) ضابطوفرد والمعروفة بـ « مجمـوعة الشاذلي » في مهمة لحراسة وسط سيناء ) بين المحور الأوسط والمحور الجنوبي(

يذكر الكثيرون قصه لبطوله الشاذلي في نكسه يونيو ، وهي أنه عند نشوب الحرب قامت مجموعه الشاذلي الخفيفه بالتقدم داخل الحدود الدوليه والاحتماء في ظل احد الجبال لتفادي القصف الجوي الاسرائيلي ثم انسحبت بدون خسائر ، ويعتبر الجميع ان تلك عمليه اسطوريه وعبقريه عسكريه لا مثيل لها وينسجون الاساطير حول تلك التحركات

ونحن نأسف بأن نقول ( كمجموعه 73 مؤرخين ) أن تلك الاسطوره كذبه كبيره جدا ولم تحدث وأن الفريق سعد الشاذلي لديه من الاعمال الايجابيه الاخري ما يكفي ولا يحتاج الي نسج اسطوره وهميه لتعظيم نفسه .

دعونا نتطرق لهذه الجزئيه بتفصيل ربما يكون زائد عن الحد لكنه يخدم التاريخ والحقيقه قبل اي شئ .

المجموعه الخفيفه الاولي – مجموعه الشاذلي

طبقا لاحد اصدارات هيئه البحوث العسكريه والتي تناقش احداث وتكتيكات القوات المصريه والاسرائيليه والدروس المستفاده من نكسه يونيو صفحه 101 – 102

تكونت المجموعه الخفيفه الاولي من

قائد المجموعه – لواء سعد الحسيني الشاذلي

اركان حرب المجموعه – مقدم اركان حرب توفيق علي منصور

لواء مدرع ثقيل ( دبابات جوزيف ستالين ) بقياده العميد عمر منصور –

 اركان حرب اللواء المدرع  – عقيد مصطفي سامي جنينه .

كتيبه 43 صاعقه بقياده المقدم سيد الشرقاوي

الكتيبه 9 مشاه

الكتيبه 530 مشاه

منطقه عمل المجموعه هي منطقه جبليه وعره وتتحكم في طريق حيوي جدا يمتد من الكونتلا

علي الحدود الدوليه مع اسرائيل ويتجه الي الحسنه وسط سيناء .

سجل عمليات المجموعه الاولي الخفيقه في حرب يونيو 67

في الساعه 1200 ( الثانيه عشر ظهرا ) يوم الخامس من يونيو 1967 تعرضت المجموعه لهجوم جوي بعدد 4 طائرات فوجا ماجستير وكانت خسائر الكتيبه عدد 1 لوري وجندي واحد مصاب تم اخلائه

ابلغت قياده المجموعه قياده الجيش بتحرك رتل مدرع اسرائيلي تجاه الشمال داخل الحدود الاسرائيليه ، وأمر قائد المجموعه بتحرك القوه الضاربه للمجموعه وهي الكتيبه 219 دبابات والكتيبه 43 صاعقه الي منطقه ريشه الديابه حيث يمكنها السيطره علي طريق الكونتلا القصيمة ومداخل الوديان الجبليه . ( تحرك تجاه الشمال وليس الشرق داخل حدود اسرائيل )

في الساعه 1630 ( الرابعه والنصف عصرا ) تعرض رتل دبابات الكتيبه 219 الي هجوم جوي ادي الي تدمير عربات الذخيره والوقود للكتيبه وعربه المطبخ  وعددها 8 عربات

انتقلت قياده المجموعه الاولي الي منطقه ريشه الديابه وتم اتخاذ بعض الاجراءات الدفاعيه لاتمام السيطره علي الطريق

ظهر يوم 6 يونيو 1967 علم قائد المجموعه الاولي الخفيفه اللواء الشاذلي من عناصر الاستطلاع  بوجود لواء مدرع يتحرك في اتجاه القصيمه من الجنوب الشرقي وأن 40 دبابه اسرائيليه اخري تتقدم من منطقه مثلث مطاهر تجاه القصيمة لمهاجمه القصيمة من الخلف وان الموقع الثاني للمجموعه في القصيمه قابل للاختراق .

وقام قائد المجموعه الاولي بدفع عناصر استطلاع للتأكد من الاشاره المرسله من الفرقه 2 مشاه بتعرضها للتطويق ، ولم تجد عناصر الاستطلاع اي قوات اسرائيليه في الشمال من موقع المجموعه وابلغت القياده بذلك ورغم ذلك صدرت الاوامر بأرتداد الفرقه الثانيه مشاه لخط الدفاع الثاني غربا .

ولتأمين ارتداد الفرقه الثانيه مشاه صدرت الاوامر للمجموعه الاولي الخفيقه بستر ارتداد الفرقه عبر التحرك علي مدق الكونتلا القصيمه ثم الاستمرار علي طريق القسيمه الحسنه لتأمين يسار الفرقه الثانيه مشاه

ثم قررت قياده المنطقه الشرقيه اعاده نشر المجموعه علي مسافه 6 كيلو جنوب الحسنة

ورد قائد المجموعه برفض التنفيذ حتي وصول اوامر من نائب القائد الاعلي للقوات المسلحه شخصيا ( المشير عامر ) نظرا لتبعيته المباشره له وليس لقياده المنطقه الشرقيه .

وفي الساعه 1800 ( السادسه مساءا ) يوم 6 يونيو 1967 اصدر نائب القائد الاعلي للقوات المسلحه قراره بأرتداد المجموعه الي جنوب الحسنه والعمل تحت قياده الفرقه الثالثه مشاه وقام قائد المجموعه بتنفيذ الاوامر

في الساعه 2330 ( الحاديه عشر والنصف ليلا ) يوم 6 يونيو 1967 بدأ تنفيذ الاوامر بالتحرك والعمل تحت قياده الفرقه الثالثه مشاه وكانت قياده الفرقه الثالثه مشاه قد ارتدت الي غرب القناه بناء علي اوامر من قياده الجبهه

مما سبق وطبقا لكتاب هيئه البحوث العسكريه الصادر بعد النكسه مباشره يتضح لنا جليا عدم صدق روايه ان المجموعه الاولي الخفيفه قد تقدمت داخل اسرائيل نظرا للاتي .

1-    الاوامر العسكريه الصادره من والي المجموعه الاولي الخفيفه تظهر عدم اقتراب المجموعه من الحدود الدوليه لمسافه 10 كيلو متر علي الاقل

2-    الاوامر اللاحقه من قائد المجموعه اللواء الشاذلي لم تتضمن اي تقدم أو اشتباك حقيقي مع القوات الاسرائيليه عدا تعرض المجموعه لغارتين جويتين فقط

3-    قوه المجموعه من لواء مدرع ثقيل ( حوالي 90 دبابه )  – 2 كتيبه مشاه – كتيبه صاعقه لا يمكنها بأي حال من الاحوال التحرك في المنطقه الجبليه المتمركزه بها بسرعه وخفه حركه كما توقعت القياده نظرا لوعره الطرق وعدم صلاحيه عربات نقل الجنود للسير في الصحراء .

4-    لم يثبت في المراجع الاسرائيليه الخاصه بحرب يونيو 67 ( وما اكثرها ) ان هناك معركه قد تمت في منطقه القصيمه مع دبابات مصريه من طراز جوزيف ستالين .

5-    لم تذكر المصادر المصريه ما حدث بعد ارتداد المجموعه الي الحسنه ووضعها تحت قياده الفرقه الثالثه مشاه  (( لكن )) التحليل المنطقي للاحداث يشير الي ان القوات المسلحه المصريه لم يكن في ضمن خطه استعاده الكفاءه بعد النكسه اي تشكيلات مدرعه تتشكل من دبابات جوزيف ستالين  في حين ان القوات المدرعه الاسرائيليه استخدمت بكثره تلك الدبابات وظهرت في عروض عسكريه كثيره بعد النكسه مما يدفعنا للاستنتاج الي ان اللواء المدرع الثقيل قد انسحب بعد ان ترك دباباته في الحسنه خاصه وان عربات الوقود الخاصه به قد تدمرت في الغاره الجويه يوم 5 يونيو

6-    ثبت لدي المجموعه 73 مؤرخين من الحوار مع اللواء احمد شوقي واللواء معتز الشرقاوي والمساعد حسني سلامه وهم من ضباط الكتيبه 43 صاعقه في تلك الاثناء ان المجموعه الاولي  انسحبت انسحابا غير منظما ولم يتم ابلاغ الكتيبه 43 صاعقه بأوامر الانسحاب وظلت الكتيبه بمفردها حتي تصرف قائدها السيد الشرقاوي بمفرده واعاد الكتيبه الي الضفه الغربيه للقناه بسلام وبدون خساره اي جندي وهي نفس الكتيبه التي شاركت فصيله منها في معركه رأس العش البطوليه .

7-    كيف يمكن لشخص أن يصدق روايه ان فرقه خفيفه تتكون من 90 دبابه و حوالي 1500 جندي بعرباتهم يمكن لها الاختباء في ظل جبل للهروب من الهجمات الجويه الاسرائيليه ؟

الخريطه التاليه من جوجل ايرث وتوضح الحدود الدوليه وطريق القصيمه الحسنه والذي كانت تتحرك عليه المجموعه الاولي الخفيفه في حاله تقدمها داخل اسرائيل والي اليمين نشاهد الاراضي الاسرائيليه بعمق حوالي 25 كيلو متر الي الشرق ولا يوجد بالمنطقه اي جبال نهائيا ولو حتي جبال منخفضه الارتفاع فالاراضي كلها مرتفعه تمتلئ بالوديان ولا تصلح لسير العربات والمدرعات