Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

معركه يوم الكرامه للجيش الاردني 21 مارس 1968

 

 

تاريخ المنطقة

جرت أحداث معركة الكرامة في منطقة غور الأردن على الضفة الشرقية من النهر المقدس فقد امتدت ساحة المعركة من أقصى شمال الأردن إلى جنوب البحر الميت. وتاريخ المنطقة من تاريخ الأردن ضارب في القدم فقد مرت عليها ممالك كثيرة كالأدومية والمؤابية والعمونية والآرامية والأشورية ومملكة الأنباط واليونانية والفارسية والرومانية والبيزنطية [4] حتى جاء الفتح الإسلامي فعلى أرضها الكثير من مقامات الصحابة منهم أبو عبيدة عامر بن الجراح وضرار بن الأزور وشرحبيل بن حسنة ومعاذ بن جبل وغيرهم[5]. وقد جاء في القران الكريم (( غُلِبَتِ الرُّومُ . فِي أَدْنَى الأَرْضِ )) والمقصود انتصار الفرس على الروم في هذه المنطقة التي تعد أدنى بقعة على سطح الأرض [6] والغور عبارة عن منطقة زراعية اشتهرت ببساتينها الكبيرة وخضرتها الدائمة وكانت تسمى بمنطقة الآبار وذلك لكثرة الآبار الارتوازية فيها، وتسمى أيضا بغور الكبد باعتبارها جزءا من منطقة زراعية واسعة وتعتبر هذه المنطقة سلة الغذاء الأردني ويعتمد 95% من سكان المنطقة على الزراعة[7]، وكان للملك عبد الله الأول قصر صغير في تلك المنطقة يجتمع فيه مع رجالات المنطقة لبحث أوضاعهم، وبعد نكبة 1948 استقبل الأردنيون اللاجئين الفلسطينيين للأردن حيث استقر عدد منهم في البداية في هذه المنطقة.

بداية التوتر

قبيل احتلال إسرائيل لـضفة غربية من نهر الأردن والتي كانت خاضعة لإدارة المملكة الأردنية الهاشمية بعد حرب 1948 التي حافظ فيها الجيش العربي الأردني على كامل الضفة الغربية بما فيها القدس الشريف[8] وما ترتب عليها بعد ذلك من مؤتمرات على غرار مؤتمر أريحا الذي طالبت بموجبه زعامات فلسطينية بوحدة الضفة الغربية مع المملكة الأردنية الهاشمية، التزم الأردن بإحتضان المقاومة التي نتجت بعد حرب حزيران. ونتج عن هذا الاحتلال الإسرائيلي تحرير هذه المقاومة في الضفة الشرقية الا أن الهجمات الغير منظمة للفدائيين وبدون تنسيق مسبق مع الجيش العربي الأردني ادي إلى صدامات عسكرية متكررة بين الجيش الأردني والإسرائيلي على طول نهر الأردن، فقد وقع ما يزيد عن أربعة وأربعين اشتباكاً بالمدفعية والقصف الجوي والدبابات والأسلحة المختلفة منذ 5 حزيران1967 حتى معركة الكرامة.

وفي مطلع سنة 1968 صدرت عدة تصريحات رسمية عن إسرائيل تعلن أنه إذا استمرت نشاطات الفدائيين عبر النهر فإنها ستقرر إجراء عمل مضاد مناسب ، وبناءا عليه زاد نشاط الدوريات الإسرائيلية في الفترة ما بين 15-18 مارس 1968 بين جسر الملك حسينوجسر داميا وازدادت أيضا الطلعات الجوية الإسرائيلية فوق وادي الأردن.

أهداف المعركة

تمهيدا للهجوم الواسع قامت إسرائيل بهجمات عديدة ومركزة استخدمت بشكل رئيسي القصف الجوي والمدفعي على طول الجبهة الأردنية طوال أسابيع عديدة سبقت بداية المعركة في 5:25 من فجر يوم الأحد في 21 آذار 1968. كما مهدت لذلك بإجراءات واسعة النطاق في المجالات النفسية والسياسية والعسكرية عمدت بواسطتها إلى تهييء المنطقة لتطورات جديدة يتوقعونها كنتائج لعملياته العسكرية شرقي نهر الأردن. فقد بنوا توقعاتهم على أساس:

  • 1. أنه لم يمضي وقت طويل على هزيمة العرب في حرب 1967 وبالتالي فالروح المعنوية القتالية لن تكون بالمستوى المطلوب لتحقيق مقاومة جدية.
  • 2. لم يتسنى الوقت للجيش الأردني إعادة تسليح قواته أو تعويض خسائره التي مني بها في الحرب الماضية.
  • 3. عدم تمكن الأردنيين من تعويض طائراتهم في سلاح الجو ما لا يمكن القوات الأردنية من الحصول على غطاء جوي.
  • 4. افتراض أن الاختلافات السياسية بين فصائل المقاومة والحكومة الأردنية لن تحقق اي تعاون بينهم وبين القوات الأردنية.[2]

ورغم أن إسرائيل أعلنت أنها قامت بالهجوم لتدمير قوة المقاومة الفلسطينية، إلا أن الهدف لم يكن كذلك كما تبين من الوثائق التي حصلت عليها المخابرات الأردنية، فقبل أيام من معركة الكرامة حشدت إسرائيل قواتها لاحتلال مرتفعات البلقاء والاقتراب من العاصمة عمّان وضم أجزاء جديدة من الأردن وتحويلها إلى جولان أخرى لتحقيق الاهداف التي تتلخص فيما يلي:

  • 1. ارغام الأردن على قبول التسوية والسلام الذي تفرضه إسرائيل وبالشروط التي تراها وكما تفرضها من مركز القوة.
  • 2. محاولة وضع ولو موطئ قدم على أرض شرقي نهر الأردن باحتلال مرتفعات السلط وتحويلها إلى حزام أمنى لإسرائيل تماما كما حدث بعد ذلك في جنوب لبنان. بقصد المساومة عليه لتحقيق أهدافها وتوسيع حدودها.
  • 3. ضمان الأمن والهدوء على خط وقف إطلاق النار مع الأردن.
  • 4. تحطيم القيادة الأردنية وتوجيه ضربات قوية ومؤثرة إلى القوات الأردنية.
  • 5. زعزعة الروح المعنوية والصمود عند السكان المدنيين وارغامهم على النزوح من أراضيهم ليشكلوا أعباء جديدة وحرمان المقاومة من وجود قواعد لها بين السكان وبالتالي المحافظة على الروح المعنوية للجيش الإسرائيلي بعد المكاسب التي حققها على الجبهات العربية في حزيران 1967م. [9]

المعركة

بيان عسكري رقم واحد

في صبيحة يوم 21 أذار صدر البيان التالي عن الجيش العربي الأردني: “في تمام الساعة الخامسة والنصف من صباح اليوم قام العدو بشن هجوم واسع في منطقة نهر الأردن من ثلاث أماكن. جسر داميا وجسر سويمة وجسر الملك حسين وقد اشتبكت معها قواتنا بجميع الأسلحة واشتركت الطائرات التابعة للعدو في العملية، ودمر للعدو حتى الان أربع دبابات وأعداد من الاليات وما زالت المعركة قائمة بين قواتنا وقواته حتى هذه اللحظة.”

بدأت معركة الكرامة عند الساعة 5.30 من صباح يوم الخميس21 مارس1968، واستمرت ست عشرة ساعة في قتال مرير على طول الجبهة، ومن خلال مجرى الحوادث وتحليل العمليات القتالية اتضح أن القوات الإسرائيلية المهاجمة بنت خطتها على ثلاثة مقتربات رئيسة ومقترب رابع تضليلي لتشتيت جهد القوات المدافعة المقابلة، وجميع هذه المقتربات تؤدي حسب طبيعة الأرض والطرق المعبدة إلى مرتفعات السلط وعمان والكرك ..[3]

مقتربات المعركة

كانت المقتربات كالتالي:

  • 1. مقترب العارضة: ويأتي من جسر الأمير محمد (غور داميا) إلى مثلث المصري إلى طريق العارضة الرئيسي إلى السلط.[3]
  • 2. مقترب وادي شعيب: ويأتي من جسر الملك حسين (اللنبي سابقاً) إلى الشونة الجنوبية، إلى الطريق الرئيسي المحاذي لوادي شعيب ثم السلط .[3]
  • 3. مقترب سويمة: ويأتي من جسر الأمير عبد الله إلى غور الرامة إلى ناعور ثم إلى عمان.[3]
  • 4. محور غور الصافي: ويأتي من جنوب البحر الميت إلى غور الصافي إلى الطريق الرئيسي حتى الكرك.[3]

وقد استخدم الإسرائيليون على كل مقترب من هذه المقتربات مجموعات قتال مكونة من المشاة المنقولة بنصف مجنزرات مدربة والدبابات تساندهم على كل مقترب من مدفعية الميدان والمدفعية الثقيلة ومع كل مجموعة أسلحتها المساندة من ألـ م د 106ملم والهاون مع إسناد جوي كثيف على كافة المقتربات . مما قد يدل أن معركة الكرامة من المعارك العسكرية المخطط لها بدقة، وذلك نظراً لتوقيت العملية وطبيعة وأنواع الأسلحة المستخدمة، حيث شارك فيها من الجانبين أسلحة المناورة على اختلاف أنواعها إلى جانب سلاح الجو، ولعبت خلالها كافة الأسلحة الأردنية وعلى رأسها سلاح المدفعية الملكي أدواراً فاعلة طيلة المعركة دون أن يكون لها أي إسناد جوي.[3]

مقتربات القتال

حشد الجيش الإسرائيلي لتلك المعركة اللواء المدرع السابع وهو الذي سبق وأن نفذ عملية الإغارة على قرية السموع عام 1966 واللواء المدرع 60، ولواء المظليين 35، ولواء المشاة 80، وعشرين طائرة هيلوكبتر لنقل المظليين وخمس كتائب مدفعية 155 ملم و 105 ملم ، بالإضافة إلى قواته التي كانت في تماس مع قواتنا على امتداد خط وقف إطلاق النار ، وسلاحه الجوي الذي كان يسيطر سيطرة تامة على سماء وأرض المعركة ، بالإضافة إلى قوة الهجوم التي استخدمها في غور الصافي، وهي كتيبة دبابات وكتيبة مشاة آلية وسريتا مظليين وكتيبة مدفعية، تم حشد هذه القوات في منطقة أريحا، ودفع بقوات رأس الجسر إلى مناطق قريبة من مواقع العبور الرئيسة الثلاثة، حيث كان تقربه ليلاً.

بدأ الجيش الإسرائيلي قصفه المركز على مواقع الإنذار والحماية ثم قام بهجومه الكبير على الجسور الثلاثة عبر مقتربات القتال الرئيسة في وقت واحد حيث كان يسلك الطريق التي تمر فوق هذه الجسور وتؤدي إلى الضفة الشرقية وهي طريق جسر داميا ( الأمير محمد) وتؤدي إلى المثلث المصري، ثم يتفرع منها مثلث العارضة- السلط-عمان وطريق أريحا ثم جسر الملك حسين –الشونة الجنوبية وادي شعيب – السلط – عمان ثم جسر الأمير عبد الله ( سويمه، ناعور) عمان.

وفي فجر يوم 21 آذار 1968 زمجرت المدافع وانطلقت الأصوات على الأثير عبر الأجهزة اللاسلكية تعلن بدء الهجوم الإسرائيلي عبر النهر على الجيش الأردني.

بدء المعركة

يقول اللواء مشهور حديثة: في الساعة 5:25 فجرا أبلغني الركن المناوب أن العدو يحاول اجتياز جسر الملك حسين فأبلغته أن يصدر الأمر بفتح النار المدمرة على حشود العدو. لذلك كسب الجيش العربي مفاجأة النار عند بدء الهجوم من القوات الإسرائيلية ولو تأخر في ذلك لاتاح للقوات المهاجمة الوصول إلى أهدافها بالنظر إلى قصر مقتربات الهجوم التي تقود وبسرعة إلى أهداف حاسمة وهامة / مركز الثقل / في ظل حجم القوات التي تم دفعها وطبيعتها وسرعة وزخم هجومها بالإضافة إلى سهولة الحركة فوق الجسور القائمة.[4]

لقد استطاعت القوات الأردنية وخاصة سلاح المدفعية حرمان القوات الإسرائيلية من حرية العبور حسب المقتربات المخصصة لها. ودليل ذلك أن القوات الإسرائيلية التي تكاملت شرقي النهر كانت بحجم فرقة وهي القوات التي عبرت في الساعة الأولى من الهجوم وبعدها لم تتمكن القوات المهاجمة من زج أية قوات جديدة شرقي النهر بالرغم من محاولتهم المستميتة للبناء على الجسور التي دمرت، ومحاولة بناء جسور حديدية لإدامة زخم الهجوم والمحافظة على زمام المبادرة مما اربك المهاجمين وزاد من حيرتهم وخاصة في ظل شراسة المواقع الدفاعية ومقاومتها الشديدة.

القتال على مقترب جسر الأمير محمد (داميا)

اندفعت القوات العاملة على هذا الجسر تحت ستار كثيف من نيران المدفعية والدبابات والرشاشات المتوسطة فتصدت لها قوات الحجاب الموجودة شرق الجسر مباشرة ودارت معركة عنيفة تمكنت القوات الأردنية المدافعة خلالها من تدمير عدد من دبابات العدو وإيقاع الخسائر بين صفوفه وإجباره على التوقف والانتشار.

عندها حاولت القوات المهاجمة إقامة جسرين إضافيين ، إلا أنه فشلت بسبب كثافة القصف المدفعي على مواقع العبور، ثم كررت اندفاعها ثانية وتحت ستار من نيران الجو والمدفعية إلا إنه تم افشال الهجوم أيضاً وعند الظهيرة صدرت إلى الإسرائيليون الأوامر بالانسحاب والتراجع غرب النهر تاركاً العديد من الخسائر بالأرواح والمعدات.[3]

القتال على مقترب جسر الملك حسين

لقد كان هجوم الرئيسي هنا موجهاً نحو الشونة الجنوبية وكانت قواته الرئيسة المخصصة للهجوم مركزة على هذا المحور الذي يمكن التحول منه إلى بلدة الكرامة والرامة والكفرين جنوباً ، واستخدم العدو في هذه المعركة لواءين (لواء دروع ولواء آلي) مسندين تساندهما المدفعية والطائرات.

ففي صباح يوم الخميس 21 آذار دفع العدو بفئة دبابات لعبور الجسر، واشتبكت مع قوات الحجاب القريبة من الجسر ، إلا أن قانصي الدروع تمكنوا من تدمير تلك الفئة، بعدها قام العدو بقصف شديد ومركز على المواقع ودفع بكتيبة دبابات وسرية محمولة ، وتعرضت تلك القوة إلى قصف مدفعي مستمر ساهم في الحد من إندفاعه، إلا أن العدو دفع بمجموعات أخرى من دروعه ومشاته ، وبعد قتال مرير استطاعت هذه القوة التغلب على قوات الحجاب ومن ثم تجاوزتها ، ووصلت إلى مشارف بلدة الكرامة من الجهة الجنوبية والغربية مدمرة جميع الأبنية في أماكن تقدمها.

واستطاع العدو إنزال الموجة الأولى من المظليين شرقي الكرامة لكن هذه الموجة تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح وتم إفشالها، مما دفع العدو إلى إنزال موجه أخرى تمكنت هذه الأخيرة من الوصول إلى بلدة الكرامة وبدأت بعمليات تدمير لبنايات البلدة، واشتبكت مع بعض قوات الدفاع الأردنية المتواجدة هناك في قتال داخل المباني، وفي هذه الأثناء استمر العدو بمحاولاته في الهجوم على بلدة الشونة الجنوبية ، وكانت القوات الأردنية المدافعة تتصدى له في كل مرة ، وتوقع به المزيد من الخسائر، وعندما اشتدت ضراوة المعركة طلب العدو ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وقف إطلاق النار ، رفض الملك الحسين بن طلال وقف إطلاق النار رغم ضغط الولايات المتحدة, وحاول العدو الانسحاب إلا أن القوات الإردنية تدخلت في عملية الانسحاب وحولته إلى انسحاب غير منظم فترك العدو عدداً من الياته وقتلاه في أرض المعركة.[3] – حديث اللواء بهجت المحيسن قائد لواء حطين عن هذا المقترب

ومن مجريات المعركة في المنطقة والتي شهدها اللواء بهجت المحيسن أن القوات الغازية اخترقت المحور الشمالي (داميا- عارضة- عباد والمحور الأوسط- جسر الملك حسين الشونه الجنوبية) مما ادى إلى التقاء الجيشين في منطقة الكرامة حيث تصدت له قوات الدفاع الأردنية والتحموا بالسلاح الأبيض. ” بينما كان المحور الثالث هو محور ناعور سويمة الذي كان بهجت المحيسن قائدا للواء حطين في هذا المحور والذي يحتوي على طريق مؤدية إلى العاصمة عمان حيث استطاع اللواء صد جيش العدو وعدم السماح له بتجاوز نهر الأردن شرقا حيث قال المحيسن:” لقد حاول جيش العدو بشكل متكرر العبور من هذا المحور بدات منذ ساعة الصفر حتى التاسعة صباحا ولكن جميع محاولاته باءت بالفشل ولم يعد يكررها ولو اجتاز العدو هذا المحور لأصبحت مرتفعات مادبا وناعور والسلط كمرتفعات هضبة الجولان حاليا”.

القتال على مقترب جسر الأمير عبد الله

حاول العدو القيام بعملية عبور من هذا المقترب باتجاه (ناعورعمّان) وحشد لهذا الواجب قوات مدرعة إلا أنه فشل ومنذ البداية على هذا المحور ولم تتمكن قواته من عبور النهر بعد أن دمرت معظم معدات التجسير التي حاول الجيش الإسرائيلي استخدامها في عملية العبور.
وفي محاولة يائسة من الإسرائيلين لمعالجة الموقف قام بفصل مجموعة قتال من قواته العاملة على مقترب
وادي شعيب ودفعها إلى مثلث الرامة خلف قوة الحجاب العاملة شرق الجسر لتحاصرها، إلا أنها وقعت في الحصار وتعرضت إلى قصف شديد أدى إلى تدمير عدد كبير من آلياتها.
وانتهى القتال على هذا المقترب بانسحاب فوضوي لقوات العدو وكان للمدفعية الأردنية ونيران
الدبابات وأسلحة مقاومة الدروع الأثر الأكبر في إيقاف تقدم العدو وبالتالي دحره.[3]

ومن مجريات المعركة في المنطقة والتي شهدها لواء حطين بقيادة بهجت المحيسن :” تمكن العدو من دفع سرية دبابات من الشونه إلى المفرق طريق الكفرين الرامة سويمة ناعور وشطروا وحدتي إلى شطرين قوات الحجاب الملاصقة لجسرالاميرعبد الله وعقدة الدفاع الرئيسية المتمركزة في منخفضي جبال صياغة غربا وجبال العدسية بالتحديد في مصب وادي المحترقة”.

مقترب غور الصافي

لقد حاول الإسرائيليون تشتيت جهد القوات الأردنية ما أمكن [10]، وإرهاب سكان المنطقة وتدمير منشآتها، مما حدا به إلى الهجوم على مقترب غور الصافي برتل من دباباته ومشاته الآلية، ممهداً بذلك بحملة إعلامية نفسية مستخدماً المناشير التي كان يلقيها على السكان يدعوهم فيها إلى الاستسلام وعدم المقاومة، كما قام بعمليات قصف جوي مكثف على القوات الأردنية، إلا أن كل ذلك قوبل بدفاع عنيف من قبل الجيش الأردني، وبالتالي أجبرت القوات المهاجمة على الانسحاب.

الإنزال الإسرائيلي في بلدة الكرامة

بيان عسكري رقم خمسة

بيان صادر عن قيادة الجيش العربي الأردني: “ما زال القتال على أشده بين قواتنا وقوات العدو عى طول الجبهة، ويدور القتال الان بالسلاح الألبيض في منطقة الكرامة، وخسائر العدو في المعدات والأرواح فادحة..”

أن عملية الإنزال التي قامت بها القوات الإسرائيلية شرقي بلدة الكرامة كانت الغاية منها تخفيف الضغط على قواتها التي عبرت شرقي النهر بالإضافة لتدمير بلدة الكرامة، خاصة عندما لم تتمكن من زج أية قوات جديدة عبر الجسور نظرا لتدميرها من قبل سلاح المدفعية الملكي وهذا دليل قاطع على أن الخطط الدفاعية التي خاضت قوات الجيش العربي الأردني معركتها الدفاعية من خلالها كانت محكمة وساهم في نجاحها الإسناد المدفعي الكثيف والدقيق إلى جانب صمود الجنود في المواقع الدفاعية, وفي عمقها كانت عملية الإنزال شرق بلدة الكرامة عملية محدودة، حيث كان قسم من الفدائيين يعملون فيها كقاعدة انطلاق للعمل الفدائي أحيانا بناء على رغبة القيادة الأردنية، وبالفعل قام الإسرائيليون بتدمير بلدة الكرامة بعد أن اشتبكوا مع القوات الأردنية والمقاتلين من الفدائيين الذين بقوا في البلدة والذين يسجل لهم دورهم بأنهم قاوموا واستشهدوا جميعا في بلدة الكرامة.

انسحاب القوات الإسرائيلية

فشل العدو تماماً في هذه المعركة دون أن يحقق أياً من أهدافه على جميع المقتربات، وخرج من هذه المعركة خاسراً مادياً ومعنوياً خسارة لم يكن يتوقعها أبداً. لقد صدرت الأوامر الإسرائيلية بالانسحاب حوالي الساعة 15:00 بعد أن رفض الملك حسين الذي أشرف بنفسه على المعركة، وقف إطلاق النار رغم كل الضغوطات الدولية.

لقد استغرقت عملية الانسحاب تسع ساعات نظراً للصعوبة التي عاناها الإسرائيليون في التراجع وبفضل القصف المركز من جانب القوات الأردنية.[3]

اتساع جبهة المعركة

أن معركة الكرامة لم تكن معركة محدودة تهدف إلى تحقيق هدف مرحلي متواضع، بل كانت معركة امتدت جبهتها من جسر الأمير محمد شمالاً إلى جسر الأمير عبد الله جنوباً .. هذا في الأغوار الوسطى ، وفي الجنوب كان هناك هجوم تضليلي على منطقة غور الصافي وغور المزرعة ومن خلال دراسة جبهة المعركة نجد أن الهجوم الإسرائيلي قد خطط على أكثر من مقترب، وهذا يؤكد مدى الحاجة لهذه المقتربات لاستيعاب القوات المهاجمة وبشكل يسمح بإيصال أكبر حجم من تلك القوات وعلى اختلاف أنواعها وتسليحها وطبيعتها إلى الضفة الشرقية لأحداث المفاجأة والاستحواذ على زمام المبادرة ،بالإضافة إلى ضرورة أحداث خرق ناجح في أكثر من اتجاه يتم البناء عليه لاحقا ودعمه للوصول إلى الهدف النهائي ، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن جبهة المعركة تؤكد أن تعدد المقتربات كانت الغاية منه تشتيت الجهد الدفاعي لمواقع الجيش العربي[11] وتضليلهم عن الهجوم الرئيسي ، وهذا يؤكد إن القوات المتواجدة في المواقع الدفاعية كانت قوات منظمة أقامت دفاعها على سلسلة من الخطوط الدفاعية بدءاً من النهر وحتى عمق المنطقة الدفاعية، الأمر الذي لن يجعل اختراقها سهلاً أمام المهاجم، كما كان يتصور، لاسيما وأن المعركة قد جاءت مباشرة بعد حرب عام 1967. [12]

السيطرة على الجسور

لقد لعب سلاحا الدروع والمدفعية الأردني وقناصوا الدروع دوراً كبيراً في معركة الكرامة وعلى طول الجبهة وخاصة في السيطرة على جسور العبور ما منع الجيش الإسرائيلي من دفع أية قوات جديدة لإسناد هجومه الذي بدأه ، وذلك نظراً لعدم قدرته على السيطرة على الجسور خلال ساعات المعركة ، وقد أدى ذلك إلى فقدان القوات الإسرائيلية المهاجمة لعنصر المفاجأة ، وبالتالي المبادرة ، وساهم بشكل كبير في تخفيف زخم الهجوم وعزل القوات المهاجمة شرقي النهر وبشكل سهل التعامل معها واستيعابها وتدميرها ،وقد استمر دور سلاح الدروع والمدفعية الأردني بشكل حاسم طيلة المعركة من خلال حرمان الإسرائيليين من التجسير أو محاولة إعادة البناء على الجسور القديمة وحتى نهاية المعركة.

طلب وقف إطلاق النار

طلبت إسرائيل ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وقف إطلاق النار في الساعة الحادية عشرة والنصف من يوم المعركة، إلا أن الأردن أصر وعلى لسان الملك الحسين قائد الجيش ورغم كل الضغوطات الدولية على “عدم وقف إطلاق النار طالما أن هناك جنديا إسرائيليا واحدا شرقي النهر” [13]

خسائر الطرفين

خسائر القوات الإسرائيلية : جريحاً .

  • (جـ )تدمير 88 آلية وهي عبارة عن 27 دبابة و 18 ناقلة و 24 سيارة مسلحة و 19 سيارة شحن وسقوط طائرة.

وقد عرض الأردن معظم هذه الخسائر الإسرائيلية أمام الملأ في الساحة الهاشمية[14].

خسائر القوات المسلحة الأردنية :

  • (أ) عدد الشهداء 87 جندياً.[5][6]
  • (ب) عدد الجرحى 108 جريحاً.
  • (جـ) تدمير 13 دبابة .
  • (د) تدمير 39 آلية مختلفة

الفدائيون الفلسطينيين

بحسب شهادة مشهور حديثة قائد المعركة آنذاك فإن الفلسطينيون قد شاركوا بشكل كبير في صد العدوان الإسرائيلي، حيث يقول في جوابه لسؤال لصحيفة الاسواق (وتم نشره في موقعه على الانترنت):

القرار الذي ندمت عليه هو عدم قصف القوات الإسرائيلية المتواجدة في الكرامة التي كانت مشتبكة مع الفدائيين آنذاك خاصة القوات المنقولة حيث لم استطع أن اقصفها لأسباب فنية لان القوات المتواجدة والقريبة لم تستطع أن تقوم بذلك الواجب لأنه لم تم ذلك لحطمنا 12 طائرة موجودة على الأرض من طراز هليوكبتر لكن على العموم كانت معركة الكرامة جيشا لجيش إضافة إلى أن القوات الفدائية ساهمت مساهمة قوية في القتال وقدمت الضحايا الكثيرة ولها دور كبر وخاصة في قتال المشاة.

. وبحسب ما يشير اليه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في كاتب سيرته ألن هارت فقد دفع الفلسطينيون

  • (أ) 130 شهيدا.
  • (ب) أُسر 170 مقاوما.

نتائج المعركة

انتهت المعركة وفشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق أي من الأهداف التي قام بهذه العملية العسكرية من أجلها وعلى جميع المقتربات وأثبت العسكري الأردني قدرته على تجاوز الأزمات السياسية ، وقدرته على الثبات وإبقاء روح قتالية عالية وتصميم وإرادة على تحقيق النصر. وقد أثبتت الوثائق التي تركها القادة الإسرائيليين في ساحة القتال أن هذه العملية تهدف إلى احتلال المرتفعات الشرقية لوادي الأردن وأنه تمت دعوة الصحفيين لتناول طعام الغداء فيها.

الإعداد المعنوي: جسدت هذه المعركة أهمية الإعداد المعنوي للجيش، فمعنويات الجيش العربي كانت في أوجها، خصوصاً وأن جميع أفراده كانوا تواقين لمسح سمة الهزيمة في حرب 1967 التي لم تسنح لكثيرين منهم فرصة القتال فيها.

الاستخبارات العسكرية: أبرزت المعركة حسن التخطيط والتحضير والتنفيذ الجيد لدى الجيش العربي. مثلما أبرزت أهمية الاستخبارات إذ لم ينجح الإسرائيليون تحقيق عنصر المفاجأة، نظراً لقوة الاستخبارات العسكرية الأردنية والتي كانت تراقب الموقف عن كثب وتبعث بالتقارير لذوي الاختصاص أولا بأول حيث توقعوا الاعتداء الإسرائيلي وحجمه مما أعطى فرصة للاستعدد الصحيح.

الغطاء الجوي: برزت أهمية الاستخدام الصحيح للأرض حيث أجاد جنود الجيش العربي الأردني الاستخدام الجيد لطبيعة المنطقة وحسب السلاح الذي يجب أن يستخدم وإمكانية التحصين والتستر الجيدين، بعكس الجيش الإسرائيلي الذي هاجم بشكل كثيف دون معرفة بطبيعة المنطقة معتمدا على غطائه الجوي. كما أن التخطيط السليم والتنسيق التام بين جميع وحدات الجيش وأسلحته المختلفة والالتحام المباشر عطلا تماما ميزة الغطاء الجوي الإسرائيلي.

رسالة القائد الأعلى

رسالة القائد الأعلى الملك الحسين بن طلال إلى كافة منتسبي القوات المسلحة بعد المعركة

“لقد مثلت معركة الكرامة بأبعادها المختلفة منعطفاً هاماً في حياتنا ذلك أنها هزت بعنف أسطورة القوات الإسرائيلية كل ذلك بفضل إيمانكم و بفضل ما قمتم به من جهد وما حققتم من تنظيم حيث أعدتم إحكام حقوقكم واجدتم استخدام السلاح الذي وضع في أيديكم وطبقتم الجديد من الأساليب والحديث من الخطط وإنني لعلى يقين بأن هذا البلد سيبقى منطلقاً للتحرير ودرعاً للصمود وموئلاً للنضال والمناضلين يحمى بسواعدهم ويذاد عنه بأرواحهم وإلى النصر في يوم الكرامة الكبرى والله معكم”.

بعض ردود الفعل

  • 1. قالت صحيفة نيوزويك الأمريكية بعد معركة الكرامة: “لقد قاوم الجيش الأردني المعتدين بضراوة وتصميم وإن نتائج المعركة جعلت الملك حسين بطل العالم العربي”.
  • 2. قال حاييم بارليف رئيس الاركان الإسرائيلي في حديث له ان إسرائيل فقدت في هجومها الأخير على الأردن آليات عسكرية تعادل ثلاثة أضعاف ما فقدته في حرب حزيران.
  • 3. قال حاييم بارليف رئيس أركان العدو الصهيوني في حديث له نشرته جريدة هارتس يوم 31/3/68 ” إن عملية الكرامة كانت فريدة من نوعها ولم يتعود الشعب في (إسرائيل) مثل هذا النوع من العمليات، وبمعنى آخر كانت جميع العمليات التي قمنا بها تسفر عن نصر حاسم لقواتنا ، ومن هنا فقد اعتاد شعبنا على رؤية قواته العسكرية وهي تخرج متنصرة من كل معركة أما معركة الكرامة فقد كانت فريدة من نوعها، بسبب كثرة الإصابات بين قواتنا، والظواهر الأخرى التي أسفرت عنها المعركة مثل استيلاء القوات الأردنية على عدد من دباباتنا والياتنا وهذا هو سبب الدهشة التي أصابت المجتمع الإسرائيلي إزاء عملية الكرامة.
  • 4. قال عضو الكنيست الإسرائيلي ( شلومو جروسك) لا يساورنا الشك حول عدد الضحايا بين جنودنا، وقال عضو الكنيست ( توفيق طوني) لقد برهنت العملية من جديد أن حرب الايام الستة لم تحقق شيئاً ولم تحل النزاع العربي الإسرائيلي.
  • 5. طالب عضو الكنيست ( شموئيل تامير) بتشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في نتائج الحملة على الأرض الأردنية، لأن عدد الضحايا أكثر نسبياً في القوات الإسرائيلية.
  • 6. وصف قائد مجموعة القتال الإسرائيلية المقدم (أهارون بيلد) المعركة فيما بعد لجريدة دافار الإسرائيلية بقوله: لقد شاهدت قصفاً شديداً عدة مرات في حياتي لكنني لم أر شيئاً كهذا من قبل لقد أصيبت معظم دباباتي في العملية ما عدا اثنتين فقط.
  • 7. قال أحد كبار القادة العسكريين العالميين وهو المارشال جريشكو رئيس أركان القوات المسلحة السوفياتية في تلك الفترة: لقد شكلت معركة الكرامة نقطة تحول في تاريخ العسكرية العربية.
  • 8. قال الفريق مشهور حديثة الجازي: وهنا أقول بكل فخر، أنني استطعت تجاوز الخلاف الذي كان ناشئا آنذاك
  • بين الفدائيين والسلطة الأردنية، فقاتل الطرفان جنبا إلى جنب، وكقوة موحدة تحت شعار: كل البنادق ضد إسرائيل، فكانت النتيجة والحمد لله مشرفة.[7]

ذكرى الكرامة

يحتفل الأردن في 21 آذار من كل عام بذكرى معركة الكرامة، وقد احتفل هذا العام بذكراها الأربعين ضمن عدة فعاليات على جميع المستويات الشعبية والعسكرية والسياسية.[8]. في عام 2008 صدر عن مديرية التوجية المعنوي في

القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية ديوان شعر باسم ديوان الكرامة بمناسبة الذكرى الاربعين لمعركة الكرامة, واحتوى الديوان المكون من 128 صفحة من القطع المتوسط على 40 قصيدة[9].

فيديوهات ذات صله

 

http://www.youtube.com/watch?v=ybNKEzEcecs

http://www.youtube.com/watch?v=Fp-CxN1KERs

http://www.youtube.com/watch?v=3UV5wk4hWug

===================================================

معركة الكرامة
http://pulpit.alwatanvoice.com/content-80588.html

بقلم اللواء (م) نزار عمار

الظروف التي سبقت المعركة

أولا – لقد أدت هزيمة 1967 ، إلي حالة من اليأس وفقدان الثقة والإحباط والانكسار في الأوساط السياسية والعسكرية العربية ، لكنها كانت باعثاً للحركة الفلسطينية المقاتلة ، لإثبات نظريتها ودورها وقدرتها فرفضت روح الهزيمة ، وانطلقت بمجموعات فدائية من داخل الأرض المحتلة في الضفة والقطاع ، وأخري تعبر نهر الأردن الي غربه ، لتخوض معارك ضد مواقع وأهداف الجيش الإسرائيلي ، فقامت بنسف الجسور والعبارات ، وقطع خطوط المواصلات ، واشتبكت في معارك ضارية مع قوات الجيش الإسرائيلي .

ثانياً – في بداية عام 1968 ، واجهت حركة فتح اثر عمليات مجموعاتها في الداخل ، حملة اعتقالات عنيفة ، قامت بها القوات الإسرائيلية في الضفة والقطاع ، للانقضاض على خلاياها التنظيمية العسكرية ، وحتى منتصف مارس (أدار ) 1968 ، فقدت حركة فتح ، مائتين ونيف من أعضاء خلاياها ، وتمزقت أوصال ما تبقي من شبكاتها السرية ، بينما تحركت مجموعاتها القتالية منطلقة من نهر الأردن ، لتخوض معارك استشهادية مع قطاعات ودوريات الجيش الإسرائيلي ، وشهد منتصف شهر مارس ( آذار ) اشتباكات عنيفة بين القوات الإسرائيلية والجيش الأردني ، أدت إلي سقوط عشرين جنديا أردنيا ومدنيا وجرح ثمانية وخمسين آخرين ، وردت قوات العاصفة – فتح بشن اثنين واربعين هجوماً على أهداف إسرائيلية .

ثالثاً – الحكومة الإسرائيلية ، قررت أمام ازدياد وتصاعد هجمات مجموعات الفدائيين ، قررت القيام بعملية عسكرية واسعة تهدف إلي تدمير البنية الأساسية للقواعد العسكرية لحركة فتح ، وقوات التحرير الشعبية والمنظمات المسلحة الأخرى ، والقضاء على نواة الثورة الفلسطينية المسلحة ، إضافة إلى تحقيق اجتياح واسع للأراضي الأردنية يصل إلي السلط بهدف إخضاع القيادة السياسية في الأردن لشروط الاستسلام وهذا يشير إلى حجم العملية العسكرية الإسرائيلية وأبعادها الإستراتيجية . فقد حشدت إسرائيل قوة مهاجمة مكونة من لوائي مدرعات ومشاة ، وثلاث كتائب مظليين ، ودبابات ،وسلاح الهندسة ، وقد شمل ذلك اللواء المدرع السابع الذي استدعي من بئر السبع للقيام بالهجوم الرئيسي ، باعتبار انه أقدر ألوية الدروع الإسرائيلية وأقدمها خبرة . كما حشدت هيئة الأركان أسراب من الطائرات المروحية والقاذفات .

رابعا – تمكنت حركة فتح من حشد مائتي وعشرين عنصراً في الكرامة ومحيطها، بينما حشدت قوات التحرير الشعبية ، التي قررت البقاء في الكرامة نحو ثمانين رجلاً كان ضمنهم بضع عشرات من جنود الكتيبة 421 . كان نوعية تسليح مقاتلي فتح ، أسلحة رشاشة ، وألغام مضادة للدروع ، وسبع قواذف صواريخ مضادة للدبابات (

B2) ومدفع هاون عيار 82 ملم ، ورشاش ثقيل عيار 12.7ملم ( دوشكه ) وضع على تله تشرف على الكرامة ، بينما انتشرت فرقة المشاة الأولي للجيش العربي الأردني وكتائب الدبابات والمدفعية والهندسة التابعة لها بقيادة اللواء مشهور حديثة ومساعدة سعد صايل قائد كتيبة الهندسة . والتي تموضعت على التلال المطلة على نهر الأردن .

خامساً – قبل بدء المعركة بثماني وأربعين ساعة ، طلب رئيس الأركان الأردني عامر خماش وقائد الجيش العراقي في الأردن حسن النقيب ، الالتقاء مع القيادة الفلسطينية ، وانتدب ياسر عرفات ( أبو عمار ) وصلاح خلف ( أبو اياد ) للقائهما . في اللقاء تم إبلاغهما بالاستعدادات الإسرائيلية للهجوم على طول الجبهة ، ونوايا القوات الإسرائيلية اقتحام الكرامة ” لسحق ” المقاومة الفلسطينية وطلبا منهما ، من موقع التخوف من ” سحقهم ” والاستعداد الخروج من الكرامة لتامين وتغطية خروجهم إلي جبال السلط . لكن أبا عمار وصحبه ابلغا رئيس الأركان الأردني ، قرار قيادة فتح وهم :الثبات والقتال وعدم الخروج من الكرامة ، بل وكان رد القائد أبو عمار ” إننا نريد أن نقنع العالم أن هناك في الأمة العربية من لا ينسحب ويهرب ، ولنمت تحت جنازير الدبابات ونغير اتجاه التاريخ في المنطقة ، لقد قررنا أن نثبت ولو أدي ذلك إلي استشهادنا

سادساً – كان أبو صبري ( ممدوح صيدم ) عضو القيادة العسكرية للعاصفة وقائد الساحة الأردنية ، علي اتصال وتنسيق مع اللواء مشهور حديثة وسعد صايل ، يقول أبو عمار ” كان لدينا بصيص أمل في إمكانية دعم الجيش لنا ، لم نكن على يقين أنهم سيقاتلون معنا . وأدركنا منذ البداية أن صمودنا على ارض المعركة هو الذي سيغير مجري التاريخ .،،

سابعاً – اتخذت قيادة فتح قرارها بالبقاء مع مقاتليها في الكرامة ، في بؤرة الخطر ، كان مقاتلوها من خيرة الشباب الجامعي المتفاني ، الملتزم بقضية وطنه وقيادته التي وقفت أمامه وليست خلفه . وحيث جري في الكرامة اجتماعً عسكري للقيادة المركزية لحركة فتح ، وقيادة قوات التحرير الشعبية ، والجبهة الشعبية ، واتخذ القائد العسكري للجبهة الشعبية احمد زعرور والقائد الميداني احمد جبريل القرار بالانسحاب شرقاً إلي التلال خارج مدينة الكرامة ، تطبيقاً لمبدأ أن الحفاظ على الذات هو أعقل خيار في وجه عدو يتمتع بالتفوق الساحق . بينما اتخذت فتح قرار الثبات في الكرامة مهما بلغت التضحيات ، ويصف ياسر عرفات هذا الشهد بقوله ” وحين تجمعت إشارات هجوم إسرائيلي على قواعدنا في الكرامة ، أخدنا قراراً تاريخياً ، لا علاقة له بالنظريات العسكرية التقليدية المعقدة في حروب العصابات ، وخاصة في مراحلها الأولي ، حين أبصرنا بعين المستقبل النافذة أن الصمود ، وتقديم أرواح الشباب المتحمس لتحرير وطنه ، والقادم من كل جامعات العالم ، سيفتح عصراً ذهبيا جديداً للثورة الفلسطينية

ظروف المعركة

1- بدأت المعركة فجر يوم الخميس 21 مارسآذار ” 1968 ، حيث بدا الهجوم الإسرائيلي بقصف مدفعي كثيف على مواقع القوة الفلسطينية ، ومواقع الجيش الأردني ، من جسر دامية وحتى جسر سويمه الممتدة على نهر الأردن . وتقدمت أرتال الدبابات الإسرائيلية وعبرت النهر باتجاه الأراضي الأردنية تحت غطاء وابل من قذائف المدفعية والدبابات والقصف الجوي ، على عدة محاور من الجنوب والوسط والشمال ، بهدف محاصرة الكرامة التي تعرضت لقصف كثيف ومتواصل من المدفعية الإسرائيلية المساندة المتمركزة غرب النهر ، بينما حلقت الطائرات العمودية فوق الكرامة مباشرة في عملية تمشيط مركزة بالرشاشات . وكان أساس الخطة الفلسطينية . التستر والاختفاء والانتشار لحين امتصاص الضربة العسكرية الإسرائيلية الأولي ، بانتظار تقدم ارتال الدبابات ، وتمكنت المدفعية الأردنية التي تعاملت مع التقدم الإسرائيلي منذ اللحظة الأولي في صد بدايات الهجوم ، ودفعت إسرائيل بأسراب طائراتها القاذفة وركزت القصف المدفعي ، على مواقع المدفعية الأردنية ، وعند الساعة العاشرة صباحا ، وبعد مرور أكثر من أربع ساعات على بدء الهجوم وصلت الدبابات الإسرائيلية إلي مشارف بلدة الكرامة ، وقامت بإنزال قوات المظليين بواسطة الطائرات العمودية خلف البلدة ، وقامت مجموعات الفدائيين باصطياد الدبابات الإسرائيلية علي مشارف الكرامة والشونة ، وبسبب ضعف إمكانياتها اندفعت إلي داخل بلدة الكرامة ، التي وصلتها الدبابات الإسرائيلية بدعم كثيف من طائرات الهليكوبتر ، حيث دارت معركة ضارية وجها لوجه بين المقاتلين الفلسطينيين والقوات المدرعة الإسرائيلية ، في أزقة الكرامة ومن خلال ركام بيوتها المهدمة ، من شارع إلي شارع ، حيث لم يبقه معالم لأي شارع بفعل الدمار ، واستخدم المقاتلون الفلسطينيون الأحزمة الناسفة واندفعوا بها بأجسادهم لنسف الدبابات الإسرائيلية بينما اندفع آخرون بالسلاح الأبيض والقنابل اليدوية نحو مشاة القوة الإسرائيلية . كان نداء ” الله اكبر ” نداء يدوي في الكرامة ، كان هو نداء القوة والعزيمة التي شحنت النفوس وهو نفس نداء الجنود المصريين عند عبور القناة لدحر العدو في العام 1973، وكلما ارتفع نداءالله اكبر” كان الانتصار . وللمرة الأولي في تاريخ الحروب مع إسرائيل ، رفض الطلب الإسرائيلي بوقف إطلاق النار قبل انسحاب القوات الإسرائيلية تماماً من الأراضي الأردنية إلي غرب النهر ، مندحره بعدما فشلت في تحقيق أهدافها .

2- دفعت إسرائيل ثمناً باهظاً لهذا الهجوم ، الذي خططت له بكل دقه ووضعت له أبعاد إستراتيجية ودفعت إليه أفضل قطاعاتها العسكرية ، واستخدمت أسلحتها الجوية والبرية ، لقد سقط لها ثمانية وعشرون قتيلاً وتسعون جريحاً ، وتم تدمير أربع دبابات وخمس عربات مدرعة ، وطائرة حربية بحسب اعترافها . وبلغت خسائر الجيش الأردني 61 شهيدا و108 جريحا ، وتدمير 13 دبابة وإعطاب 20 أخري وتعطيل 39 عربة أخري .

أما علي صعيد خسائر المقاومة الفلسطينية ، فلقد تحملت الخسائر الأكبر نسبياً ، إذ فقدت فتح اثنين وتسعين شهيداً من خيرة كوادرها ، وفقدت قوات التحرير الشعبية أربعاً وعشرون مقاتلاً ، وجرح في المعركة مائة فدائي ، إضافة إلي 40 عنصراً وقعوا في الأسر . وكانت خسائر فتح تعادل نصف عدد المقاتلين المتفرغين تقريباً في تلك الآونة . إضافة إلي فقدان الجزء الأكبر من التسليح المتواضع التي كانت تملكه

المتغيرات الأساسية التي أحدثتها معركة الكرامة

أولاً: تبدل استراتيجي في الموقف المصري

اثر الانتصار والصمود في معركة الكرامة ، تبدلت نظرة بعض الأنظمة العربية نحو المقاومة الفلسطينية وحركة فتح قائدة الانطلاقة ، وتحولت علاقة مصر مع حركة فتح إلي تحالف استراتيجي ، وأصبحت إستراتيجية الزعيم جمال عبد الناصر قائمة علي ” ملء الفراغ الزمني إلي حين إعادة بناء قواتنا بواسطة عنصرين : حرب الاستنزاف ونشاط فتح ” ، فقد اثبت قرار “فتح” بالصمود والقتال في الكرامة للرئيس عبد الناصر إنها حركة جديرة بالثقة والدعم ، وكان من نتائج تلك العلاقة الوطيدة ، أن أرسل جمال عبد الناصر شحنة من السلاح تعويضا عن خسائر فتح العسكرية التي فقدتها في الكرامة ، بل اصدر توجيهاته إلي الأجهزة العسكرية والأمنية المصرية لتقديم كافة الإمكانيات والتسهيلات ، فبدأت الدورات التدريبية المتخصصة لكوادر فتح في المجال الأمني والعسكري والتي كانت نواة لتأسيس أجهزتها الحركية ، كما قدمت مصر لحركة فتح موجه خاصة لإذاعتها لتبت يومياً النداءات لمجموعاتها السرية في الأرض المحتلة وتعلي ويرتفع صوتها صوت العاصفة في كافة أرجاء العالم العربي .

ثانياً : دعماً مالياً بارزاً من المملكة العربية السعودية

اثر معركة الشهادة والثبات في الكرامة ، التي شاركت فيها حركة فتح ، قيادةً ومقاتلين ، قام المغفور له الملك فصل بدعوة الأخوة أبي جهاد وأبي إياد إلي لقاء معه في المملكة ، وتعهد لهما بدعمٍ ماليٍ على قدر كبير من الأهمية . لقد ساهم هذا الدعم المعنوي والمالي ، في تنمية قدرات فتح ” على استيعاب التدفق الهائل من شباب فلسطين ، وكادرات فتح التنظيمية للتفرغ في العمل العسكري وكافة مؤسسات الحركة والثورة . كما ساهم مع غيره من الدعم المالي والعيني من جهات عربية أخرى ، في بناء قواعد وقطاعات فتح العسكرية ومؤسساتها في مختلف النواحي .

ثالثاً : تعزيز التواجد العسكري والسياسي والتنظيمي على الساحة الأردنية ،

حيث كان من نتائج معركة الكرامة ، تبدل في العلاقة مع الأردن ، فرفع الجيش الأردني حصاره عن الكرامة وقواعد الفدائيين ، وحدث تعاطف وتبدل في الموقف الرسمي الأردني في تلك الآونة ، والذي كانت تنتابه الهواجس والتخوفات والشكوك ، وأعلن العاهل الأردني في خطابه إلي الشعب نداءه كلنا فدائيون وأقامت فتح قواعدها الارتكازية على امتداد الجبهة الأردنية ، وشيدت قطاعاتها العسكرية ، وأنشأت مكاتب ومؤسسات لها في العاصمة وامتد تنظيمها إلي كافة مخيمات اللاجئين في الأردن ، وغدا ” مخيم الوحدات ” القلعة الراسخة لحركة فتح الرائدة . وتضاعف عدد المتفرغين في فتح حتى وصل إلي 2000 متفرغ إضافة إلي 12 ألف من أبناء التنظيم في المدن والمخيمات ، ولم يقتصر انبعاث فتح على الساحة الأردنية فقط بل امتد إلي الساحة اللبنانية ، بل وكافة ساحات الشتات الفلسطيني ، حيث اندفع العديد من القيادات والكوادر الفلسطينية والعربية تاركه أحزابها السياسية لتلتحق بالمقاومة المسلحة الفلسطينية ، فقد قدمت الكرامة ” المصداقية والجدية وروح الفداء والعطاء بل الأمل بالتحرير وعودة الحقوق والوطن المسلوب .

المعني الاستراتيجي لمعركة الكرامة

أولاً : شكلت ” معركة الكرامة ” الخالدة ، حافزاً رئيسياً لحرب الاستنزاف التي قادها الجيش المصري ضد القوات الإسرائيلية ، حرب الاستنزاف التي أعطت التجربة والوقت لإعداد القوات المسلحة المصرية لحرب أكتوبر عام 1973 ، ذلك باعتراف كبار القادة العسكريين ، إن نموذج وتجربة الكرامة كسر حاجز الوهم بأسطورة الجيش الذي لا يقهر ، وأكدت للمقاتل العربي في الجيوش العربية ، انه إذا توفرت روح الفداء ، والقيادة المتقدمة علي جنودها في المعركة والإيمان ، فأن النصر محقق بمشيئة الله .

ثانياً : إن الرؤية المستقبلية الثابتة ، والإيمان بحتمية الانتصار ، والاعتماد على روح التضحية والفداء لدي المقاتلين ، وقرار القيادة بالمواجهة والثبات والتضحية ، كلها مجتمعه قادرة على إحداث المتغيرات الإستراتيجية ، والتحولات التاريخية وقلب موازين القوي والمعادلات العسكرية .

ثالثاً : لقد شكلت معركة الكرامة ، أساساًً لتحولات استراتيجيه في المنطقة الشرق أوسطية والتي بدأت تتنامي وتتراكم منذ انتصار الكرامة وانصبت في اعتبار القضية الفلسطينية والصراع الفلسطينيالإسرائيلي ، نقطة الارتكاز المركزية ، ومحور كل تحرك سياسي وعسكري لحل القضايا المعقدة والملتهبة في الشرق الأوسط ، وامتدت أثارها ، رغم مرور عقود من الزمن ولا زالت حتى الآن .

رابعاً : لقد شكلت معركة الكرامة ، بأبعادها السياسية والعسكرية والتنظيمية وتفاعلاتها ودلالاتها ، نقطة تحول في مسيرة المقاومة الفلسطينية ، ونموذجاً لكافة حركات التحرر في العالم ، فلقد غيرت الكثير من مبادئ وقواعد أسس إدارة الصراع بين القوي العسكرية النظامية المتمثلة بالجيش الإسرائيلي وبين قوات ومجموعات المقاومة . لقد عززت الكرامة دور ارتفاع الروح المعنوية ، ودور الإيمان والإرادة والثبات وعدم الانسحاب والمواجهة ، التي يجب ان تتسلح بها القيادة والمقاتلون . لقد استبدلت معركة الكرامة روح الإحباط والانكسار واليأس الناجمة عن الهزيمة والتي تسببت بها النكسة العسكرية ، وتبدلت إلي روح الانطلاق والأمل والانبعاث والفخر ، وكسرت حاجز الوهم الذي تلبس المعقدين بأسطورة الجيش الذي لا يقهر .

قضايا التشكيك التي أثيرت بعد الكرامة

أدي الانتصار الكبير في الكرامة ، إلي ظهور حملات التشيكك الصادره من بعض الفئات التي هالها أن تري حجم المد الجماهيري التي حظيت به فتح والمقاومة الفلسطينية ، وانحصرت حملة التشكيك والتي استمر ترديدها حتى اليوم ، حيث تطرح في ذكري معركة الكرامة السنوية ، وفي الفضائيات التي يدعي إليها شخصيات عربيه وفلسطينية ، أمنيه وعسكريه ، وتنحصر روايات التشكيك في مسألتين :

أولا ً: حول دور الجيش الأردني من جانبٍ ، ومقاتلي فتح من جانبٍ آخر ، والادعاء بأن معركة الكرامة ، قاتل فيها الجيش الأردني بمفرده بينما انسحبت قوة الفدائيين التي لم يكن لها دور في المعركة وان فتح ” سرقت ” الانتصار من الجيش الأردني.

وأفضل رد على هذه المزاعم وحملات التشكيك ما جاء في شهادة الفريق مشهور حديثه ، قائد الأركان الأردني ، وقائد اللواء الذي شهد وشارك في معركة الكرامة والذي يقول في شهادته :

أبو عمار فضل التمركز في الكرامة ، في بؤرة الخطر ، خلافاً لما تم التنسيق عليه ، وكان ذلك حباً منه للتصادم مع اليهود ، والقتال وجهاً لوجه ، وهذا ما حدث حيث صمد في قلب الكرامة ، وكان مع أبي عمار كل المجموعة القيادية بما فيهم أبو إياد وأبو صبري ، أولئك الرجال كانوا في المقدمة ، في الأمام يقاتلون مع جنودهم مع عناصرهم ، وهذه للتاريخ ، ليذكر أنهم كانوا جنودا للتضحية والفداء ” ويضيف الفريق مشهور حديثه :

والحقيقة التي يجب أن تقال أن الفدائيين وحركة فتح الفدائية قامت بأعمال جريئة ومتقدمه رغم ظروفهم الصعبة وهي أعمال تستحق التقدير ، وقد أدت إلي النتائج العظيمة التي أحرزتها معركة الكرامة .” ويضيف أن ” الفدائيين اشتبكوا بالسلاح الأبيض ، وجها لوجه مع الجنود الإسرائيليين داخل بلدة الكرامة ، حملة اربي جي قاموا بواجب عظيم ، بكفاءة عالية وشكلوا مصيدة للدبابات الإسرائيلية .” ويضيف الفريق مشهور حديثهلقد قام – الجيش والفدائيون – بدوران متكاملان معاً . واهم ما تحقق هو وحدة الدم والهدف بين الجندي الأردني وأخيه المقاتل الفلسطيني حيث قاتلا صفاً واحدا وبتنسيق على اعلي المستويات

ثانياً : التشكيك حول قيادة فتح ، من منهم بقي في الكرامة وشهد المعركة ، ومن منهم انسحب أو غادر البلدة ولم يشارك في المعركة ، وللحقيقة أن أبا عمار طلب في الاجتماع القيادي الذي سبق بدء الهجوم ، ألا تتمركز القيادة بكامل أعضائها في بلدة الكرامة وان تنقسم الي فريقين احدهما تبقي داخل بلدة الكرامه والأخرى تتواجد على مشارف الكرامة ، كي لا تستشهد القيادة بكاملها ، وإدراكا منه ان المعركة غير متكافئة وان التضحيات ستكون بالغة ، ومع بدء المعركة تعرضت المنطقة بكاملها ، البلدة ومحيطها والأغوار والمشارف إلي القصف الجوي والمدفعي . لقد شارك في معركة الكرامة وتواجد في محيطها ، الزعيم أبو عمار وأبو جهاد وأبو صبري وأبو علي إياد من القيادة العسكرية ، اضافه إلي أبي إياد وأبي اللطف وأبي حلمي الصباريني وزكريا عبد الرحيم وكوادر أبطال من أمثال صلاح التعمري وأبو علي مسعود وصائب العاجز وموسي عرفات وغيرهم ، ومن الشهداء عبد المطلب الدنبك ( الفسوري ) وربحي الاسطي ( أبي شريف ) وعلي عياد ، وفتحي تمر ، وبشير داوود ( أبي تمام ) وزهير جابر ، وسلامة محمود البورنو ، وسمير محمد الخطيب ، وأبو إبراهيم معليش ، وعوض العدلي ، ومحمد إبراهيم ، وجميل إبراهيم البلعاوي ، وحامد المرة ، ومحفوظ شميط ، واحمد محمد شاكر ، ومحمد دعاس عبيد ، ومصطفي احمد مصطفي ، وخليل ذيب ، وجميل مصطفي ، وسعيد الأسعد . وعبد الله ابو السعود ، والشهيد خالد والشهيد أبو طير . والسعيد ابو اميه والشهيد عدنان ، وشحده فضيل . ولكل شهيد منهم ملحمه بطوليه بحد ذاتها .

الدروس المستفادة من معركة الكرامة

1- إن امتلاك القيادة للرؤية ألاستراتيجيه البعيدة المدى ، والتي تستشرف المدلولات السياسية للمعركة ، وقدرة القيادة علي اتخاذ القرارات الصعبة والشجاعة والحازمة في الظروف الصعبة واللحظة التاريخية ، هي أهم عوامل الانتصار في المعارك التاريخية ، السياسية والعسكرية .

2- إن التحام القيادة بالمقاتلين ، وقتالها بشجاعة بجانبهم ، في المقدمة دائماً ، هي التي تخلق روح الفداء والتضحية والاستبسال لدي المقاتلين ، وتضع معجزات الانتصار ، وتغيير موازين القوي

3- إن التزام القاعدة بقيادتها وبقراراتها وانضبا طية المقاتلين ، مهما كلفهم ذلك من تضحيات ، هي أحد العوامل الأساسية لتحقيق الانتصار الذي يغير وجه التاريخ

4- أهمية وضرورة العلاقة بين الثورة والمقاومة بالمحيط الجماهيري والالتحام به .

5- أهمية علاقات التنسيق مع القوات النظامية المساندة ، لتحقيق التكامل في الأدوار ، ولتعزيز الكفاح المشترك ووحدة الدم والهدف والمصير .

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech