Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

القوات المصرية في اليمن وخمس سنوات غيرت معالم المنطقة

 
بقلـم.لواء. د/ كمال عامر
عندما قامت الثورة اليمنية في 26 سبتمبر 1962 .. كنت أنا وجيلي في المراحل النهائية من الدراسة بالكلية الحربية.. وقد كانت تملأ نفوسنا .. كل الثقة والإعزاز بوطننا الغالي مصر.. الذي كان يقوده في هذه الحقبة الزمنية .. وبكل الوطنية أبن مصر البار الزعيم جمال عبد الناصر من نصر الي نصر حيث شكلت قراراته نقطة تحول بارزة في تاريخ مصر .. بل في تاريخ الأمة العربية لأن هذه القرارات جاءت كردود أفعال أحاطت بمصر والأمة العربية في هذه الحقبة التاريخية اعلاءاً لمكانتها .. ولذلك فقد كانت قوية وشجاعة وغير متوقعة في نفس الوقت.. ولكنها ترضي كبرياء المواطنين وتجذبهم الي صف القرار ... تلهب مشاعرهم وعواطفهم فتعلى شأن القرار وتقويه وتدعم صاحبه .. ليس في مصر وحدها ولكن في العالم العربي بأسره .
 
قيام الثورة اليمنية في 26 سبتمبر 1962
 
• على الرغم من أن العلاقات بين مصر واليمن عام 1962م لم تكن تتميز بوضع خاص باعتبار أن اليمن كانت توقع مع مصر إتفاقية اتحاد الدول العربية عام 1958، وفى الشهور الأولى من عام 1962، كتب الدكتور عبد الرحمن البيضاني عدة مقالات يشرح فيها نظام الحكم فى وطنه اليمن، وقد سلطت هذه المقالات الضوء على الوضع فى اليمن وقد ظهر أنه كان ضمن تنظيم سري يعمل بضم زعماء بعض القبائل وضباط جيش وأنه يتوقع قيام ثورة بعد وفاة الإمام وانهم يتطلعون الي مساندة مصر، وإذا هذا الوضع بدأ تجميع المعلومات عن هذا القطر الشقيق ولكنها لم تكن بالقدر الكامل حتى قيام الثورة فى 26 سبتمبر بقيادة العميد عبد الله السلال بعد إسقاط حكم الأئمة الذى استمر الف عام.
• وقد تبنت مصر ثورة اليمن وتبعتها سوريا مع تحذير من مصر بتدخل الدول الخارجية فى الشأن اليمنى، مع نقل حوالى عشر رجال منهم الدكتور البيضاني كما حملت الطائرة فريقا من الضباط المصريين (4 ضباط) ومعهم أجهزة اتصال بالقاهرة.. وهكذا بدأ التدخل المصري فى اليمن بأربعة ضباط وجهاز لاسلكي، وكان متوقعا أن تشمل مهامهم بضع أسابيع فقط، وهكذا تصورت القيادة السياسية بمصر أن الأمر لن يتعدى مجرد مساندة سياسية، ولم يبق الا أن يقوم رجال الثورة فى صنعاء بواجبهم لتستقر الأمور فى أوضاعها الجديدة.
• كانت مساندة مصر فى البداية قاصرة على مجرد إحتضان الثورة لقيادتها مع الأعتراف بالدولة وتقديم الدعم السياسى ولم يكن لمصر أى دخل فى تحديد موعد الثورة أو خطتها، ولـم تكن هناك خطة مرسومـة وضعهـا السلال وقـد جـاء تشجيــع مصر للثروة نابعا من مسئوليتها العربية / القومية فى تلك الأيام لمساعدة شعب اليمن ضد التخلف والقهر.
• وقررت مصر دعم الثورة اليمنية بسرية صاعقة بالملابس المدنية يوم 2 أكتوبر على الباخرة السودان (مائة ضابط وجندى) يحملون أسلحة خفيفة .. ولم يكن مضى على الثورة أكثر من أسبوع ( تدعمها طائرتين الياك وهي طائرة قتال خفيفة).. يقودها أطقم مصرية .. وقد بادر العميد السلال بدفع سرية الصاعقة إلى القتال مع القبائل مبكرا وكان لذلك أثره على خسائر جسيمة فى القتال وصمود السرية ولا سيما أنه لم يتبقى فى الساحة عناصر ملموسة من الجيش اليمنى الذى إنصرف جنوده إلى قبائلهم ومعهم أسلحتهم.
• بدأت مطالب القيادة اليمنية تزيد بحجة مواجهة الموقف وهى تدرك حرص مصر على الدعم وكانت مصر ترغب فى نهاية سريعة لاستقرار الأمور فى اليمن وكانت فى نفس الوقت مع زيادة دعمها للقوات باليمن، تأخذ فى حسابها الجبهة مع إسرائيل.. المصدر الرئيسى للتهديد مع مصر بالإضافة إلى بعد المسافة (3000 كم) ومطالب النقل والقوات وتأمينها الشامل الذى كان يستنزف قدرات القوات المسلحة ومصر بالإضافة إلى صعوبة مسرح العمليات فى اليمن والذى يختلف عن المسرح الصحراوى الذى يتناسب مع أساليب قتال القوات المصرية المدربة عليها ويجيد رجال القبائل القتال من خلال هذه الجبال بطبيعتهم البدائية.
• وكان القتال في الجبال اشبه بأسلوب حرب العصابات وهو نوعا جديدا لم تعهده القوات المصرية ونتيجة لسوء احوال المطارات استخدمت مصر القاذفات (TU16) في رحلة واحدة من مصر والعودة دون النزول باليمن وما يقابل ذلك من تكاليف باهظة لذلك أصبحت مصر غارقة في هذا الصراع وأصبح الموضوع يزيد على تثبيت الثورة . بل أصبح مرتبطا بهيبة مصر كلها بما في ذلك هيبة قواتها المسلحة.
• لم يكن العدو محددا ولذلك ظهرت مدى تورط القوات المصرية فى هذه الأزمة إذ ليس هناك موقف واضح للقبائل، وأصبحت الحرب مجالا للارتزاق.. يتغير موقفها من حين إلى آخر لأسباب مختلفة. وأهمها الأغراء المالي بالذهب لذلك لجأت القوات المصرية لما فعلته بريطانيا وهى تقاتل الجيوش التركية أثناء الحرب العالمية الاولى وقد كان للذهب بريق كبير ولان القوات المصرية وقيادتها السياسية تدرك دورها الوطنى والقومى.. فقد إستمرت فى أهدافها لأنتشال الشعب اليمنى من عالم القرون الأولى، ونتيجة لقيام الأطراف الأخرى بالدعم النقدى الكبير (ذهب - فضه) اضطرت مصر لتخصيص مبالغ لهذا الهدف، بالرغم لحاجة مصر الماسة اليها إلا أن مصر وجدت نفسها مضطرة لهذا البديل لذلك إنشىء تنظيم شئون القبائل ليتولى مثل هذه المهام.
 
محاولات نحو السلام
 
• تنمية لأنعكاس القتال في اليمن على اهداف القطبين في المنطقة ناشد الرئيس كنيدي (رئيس الولايات المتحدة) والأمم المتحدة أن تلعب دورها المساعد من اجل الوصول الي تسوية للمشكلة عندما يقتضى الموقف ذلك وكان ذلك مناسبا لوضع نهاية سعيدة للحملة العسكرية بمصر حيث كانت التكاليف باهظة (تعدت المصروفات اليومية في الظروف الهادئة مليونا من الجنيهات اكثر من نصفها من العملة الصعبة)، ووصل عدد القوات إلي إكثر من أربعين الف مقاتل بين ضابط وجندي .. بما ينعكس على الجبهة العسكرية الرئيسية في سيناء .
• وفي هذه الظروف طلب الرئيس عبد الناصر عقد مؤتمر قمة وتم عقد المؤتمر تحت اشراف الجامعة العربية من 13 / 17 يناير 1964 حضره ملوك وروساء العرب للنظر في تحويل مجرى نهر الاردن (بواسطة اسرائيل).
• وعلى هامش المؤتمر كان الوضع في اليمن خاضعا للنقاش وكان تقييم مؤتمر القمة الأول قد فشل في الوصول الي اتفاق خاص باليمن ولكنه كان خطوة في دعم التضامن العربي واعيدت العلاقات بين مصر والسعودية وقد نجح هذا المؤتمر في وضع اساس لمؤتمرات القمة التي عقدت فيما بعد.
 
 
تطور الموقف في أعقاب مؤتمر القمة
 
• نال الموقف بعض التحسن في أثر مؤتمر القمة الأول ( بالرغم من عدم حسم الأمور بين مصر والسعودية) كما اوقف الأردن بعد اعترافه باليمن مساعداته للقوى الملكية وأعلنت بريطانيا نيتها الجلاء عن عدن لتنال استقلالها ليس متأخرا عن عام 1968 ، كما احتفلت تونس بجلاء فرنسا.
رد فعل التواجد المصري في اليمن:
• وكانت آثار حرب اليمن ورد فعلها قد وصل الي كمال نضجه وذروته – ونتيجة ( لتواجد حوالي ثلث) القوات المصرية باليمن وبعثرتها بين اتجاهين ( في اليمين / والمسرح العمليات الشرقي الرئيسي)
• كل ذلك كان أحد اسباب تريص اسرائيل والقوى الاستعمارية بمصر في حرب1967 وانتهاء الحرب الي ما انتهت اليه من تمزيق للقوات المسلحة المصرية وبعثرة اسلحتها ومعداتها وخسائرهما الجمة ولم يكن من المعقول بقاء لمصر قوات باليمن لذلك عقد مؤتمر الخرطوم في اغسطس 1967 وحضر ملوك وروساء الدول العربية حيث تم الاتفاق بين الملك فيصل والرئيس عبد الناصر على سحب القوات المصرية من اليمن وترك الأمور لأبناء اليمن ليرسموا مستقبلهم .. وهكذا شاءت الأقدار ان تضع نهاية لحملة اليمن – واضطرت القوات المصرية الي الانسحاب منها بالرغم انها لم تخسر معركة واحدة ولم يكن الانسحاب سهلا.. فقد اضطرت القوات الي القتال حتى تخرج آمنة.
 
النتائج البارزة لتدخل مصر باليمن
 
• أولاً على الصعيد السياسي
• قدمت مصر المعاونة الشاملة لليمن لينتقل بذلك من التخلف الي مسايرة العصر.ٍ
• حققت الحملة العديد من النجاحات في العديد من الميادين.
• أثرت على الأوضاع في اليمن الجنوبي وعجلت باستقلالها وانسحاب الإنجليز عنها.
• استقرار النظام الجمهورية باليمن مع انهاء ابشع نظام للحكم وأكثره تخلفا في العالم.
• تقدم الدولة اليمينة،( ادخلت الكهرباء / توفرت المياه / فتحت مدارس ومستشفيات / مهدت الطرق/ الخدمات)
• وكان أبرزها جميعا التربص بمصر بواسطة اسرائيل - بدعم القوى الاستعمارية وأمريكا مما أدى الي النتائج المؤثرة حرب 67.
 
ثانيا على الصعيد العسكري
 
 
• قيام القوات المسلحة المصرية تنفيذ ما كلفت به على احسن وجه مع احكام السيطرة على انحاء اليمن محققة بذلك جميع الأهداف العسكرية المحددة.
• التخطيط الممتاز لاستخدام القوات المسلحة على مسافة حوالي (3000كم – ثلاثة آلاف كم) من الوطن مع مصاعب التامين الفني والاداري بما ادي تطوير قدراتها في النقل والتأمين الشامل.
• الخبرة الكبيرة للمقاتل في مسرح القتال اليمني ولا سيما ان طبيعة المهام كانت تؤدي الي القتال المنفصل ادى الي صقل القادة الاصاغر نتيجة المهام المنفصلة التي كثيرا ما كلفوا بها.
• وقد كان من ابرز المؤثرات هو تواجد حوالي ثلث القوات المصري في المسرح اليمن مما اثر على استقرار مسرحها الرئيسي وادي الي النتائج المحققة لحرب 67 بين مصر واسرائيل .
• ومهما كانت النتائج فإن مسئوليات مصر ودورها القومي في الدفاع عن الأمن العربي يجعل قرارها دائما بعيداً عن حسابات المكاسب والخسائر تدعيما لقيمها ومبادئها.. وأمن أمتها القومي.. لذلك فإنها تفخر إنها كانت الطليعة في كل حروب الأمة العربية بالمنطقة.. وفي سبيل قضاياها قدمت ما يقرب من مائة وعشرون ألف شهيد من أبنائها.. سالت دمائهم على جبال اليمن، ورمال سينا ء. وأرض الخليج العربي، وكذلك هي أقدمت دون أي تردد للمشاركة في عملية عاصفة الحزم .. عندما تهدد أمن أشقائها في منطقة الخليج العربي.. الذي تعتبره جزء من أمنها القومي .. لذلك فإن مصر القيم والحضارة سوف تظل كما هي مخلصة دائما تشع القيم والفروسية على إقليمها وعالمها.
حفظ الله مصر وبلغها مأمنها وأبعد عنها السوء والفتن.

الكاتب 

 البيانات الشخصية / التأهيل العلمي:
• تاريخ التخرج: أكتوبر 1962 (الكلية الحربية – بسلاح المشاة) .
• بكالوريوس العلوم العسكرية 1962.
• ماجستير العلوم العسكرية أكتوبر 1972 .
• درجة الزمالة فى الإستراتيجية العسكرية فى يونيو 1984 .
• العديد من الدورات العسكرية فى مجالات مختلفة .
• دراسات مدنية عليا فى العلوم الاجتماعية والدراسات الإسلامية .
• درجة الدكتوراه في الإستراتيجية القومية من أكاديمية ناصر العسكرية العليا

• له العديد من المؤلفات فى التاريخ العسكري والأمن القومي المصري.


 الوظائف الرئيسية في القوات المسلحة:


• شغل جميـع المناصـب القياديـة في سلاح المشـاة أبرزها (قـائد لواء ميكانيكي - قائد فرقة مشاة ميكانيكي)
• قائداً للقـوات المصرية في عمليات الخليج الثانية ورئيسا للأركان.
• قائد الجيش الثالث الميداني ورئيسا لأركانه حتى عام 1994 .
• مديراً للمخابرات الحربية والاستطلاع ونائباً لها حتى 1997 .
• التدرج فى وظائف العمليات والتخطيـط في جميع المستويـات (مستوى لواء/ فرقة/ منطقة/ رئيساً لفرع التخطيط العام والاستراتيجي في القوات المسلحة).
• يعمل حاليا مستشاراً لمدير اكاديمية ناصر العسكرية العليا .. ورئيسا لتحرير مجلة الدفاع


 الحروب التي شارك فيها:


• شارك في جميع الحروب التي اجتازتها مصر منذ تخرجه (62-97) (حرب اليمن – حرب يونيو 67 – حرب الاستنزاف – حرب 73 – حرب الخليج الثانية) .


 الأوسمة والنياشين:


• رقى استثنائيـاً وحصل على النجمة العسكرية ووسام الجمهورية ونوط الواجب والتدريب والخدمة الطويلة والممتازة ووسام الملك فيصل من السعوديـة ونوط المعركة ووسام تحرير الكويت من الكويت ووسام 26 سبتمبر من اليمن ووسام الأمم المتحدة وتم تقليده بالعديد من الأوسمـة والأنواط في العديد من المناسبـات المختلفـة .

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech