Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

تحصينات نازية عملاقة - منصات صواريخ V2

 

 

التحصين الهندسي كدفاع سلبي درس مستفاد من الحرب العالمية الثانية

لقد قدمت الهندسة النازية خلال الحرب العالمية الثانية الي العالم الكثير و الكثير من الاختراعات التي اسهمت في تطور الفكر البشري و بلوغ الجنس البشري اماكن و انتصارات كان يظن في الماضي انها مستحيلة....و لعل احد اهم تلك الاختراعات هي الصواريخ الباليستية و التي كانت الخطوة الاولي نحو وصول الانسان الي القمر...و لكن الي جانب تلك الايقونة الهندسية الرائعة توجد ايقونة اخري و هي الاماكن التي تم تصنيع تلك الصواريخ بها و تامينها و كذلك اطلاق الصواريخ منها الي الاراضي البريطانية....تعالوا معا لنكتشف كيف تم تامين تصنيع تلك الصواريخ و اطلاقها في الجزء الرابع و الاخير من حديثنا عن المنشآت النازية العملاقة.

 

الجزء الرابع

 

قواعد صواريخ V2

 

بدايات الصاروخ و تطوره و نجاحه:

 

في عام 1942 كانت المانيا تحتل معظم اوروبا و لكن الوضع كان قد بدأ ينقلب ضدهم نتيجة المقاومة الشرسة للسوفييت في الشرق و كان هتلر يعلق اماله علي الصواريخ لارغام بريطانيا علي الاستسلام و في 3 اكتوبر من نفس العام نجح عالم الصواريخ الالماني في اطلاق اول صاروخ باليستي في العالم بنجاح تام و اسمه V2.

بدأ الامر في عام 1920 عندما كان فون براون احد هؤلاء الفتية الصغار المهووسين بالصواريخ المزودة بالبارود و كانت تسقط و تنفجر علي بعد مئات الامتار من مكان اطلاقها و لا يستطيع احد التنبؤ بمكان سقوطها.

في عام 1930 بدا فون براون تطوير صواريخه باستخدام وقود سائل  من مواد سريعة التطاير مما اثار اهتمام الجيش الالماني بعمله و تعرف هتلر علي عمله.

في عام 1933 اصبح هتلر مستشارا لالمانيا و في عام 1935 يأمر النازيون فون براون بتصنيع اول صاروخ موجه في العالم و ان يكون مسئولا عن اول مركز لابحاث تصنيع هذا الصاروخ.

وقع الاختيار علي مدينة بينيموندي Pennumundi لتكون مكان مركز الابحاث و هي مدينة نائية في الغابات تبعد 50 كم عن اقرب مدينة رئيسية لها مما يوفر لها الامان الكافي بعيدا عن اعين الحلفاء و بها شاطئ مستقيم طوله 250 كم و هو يوفر المكان الامثل لمراقبة و تسجيل طيران الصاروخ اذ انه في ذلك الوقت لم تتوفر اي وسيلة لتجربة الاطلاق الا بالاطلاق الفعلي للصاروخ و مراقبة طيرانه.

في اغسطس عام 1936 تم جلب 10 الاف عامل الي بينيموندي لبناء معامل لتصنيع الصواريخ و مختبرات لاختبار القطع الخاصة به و منصات الاطلاق و للحفاظ علي سرية المشروع تم التصميم و التنفيذ بالموقع نفسه و امتدت مساحة المشروع الي 25 كم2 و حوي بداخله 2000 عالم صواريخ.

تم بناء محطة لتوليد الكهرباء تستهلك اكثر من 200 طن فحم يوميا لانتاج 30 ميجاوات كهرباء تستهلك 75% منها لتسييل الاكسيجين و هو العنصر الرئيسي كوقود للصواريخ و ينتج معمل الاكسيجين السائل 13 الف كجم منه يوميا بما يكفي لاطلاق 3 صواريخ/يوم.

تم عمل قناة تهوية لتفريغ الهواء الناتج من محرك الصاروخ بسرعة 4.4 ماخ (4 اضعاف سرعة الصوت).

 

 

مركز الابحاث ببينيموندي

 

في عام 1938 تم تسليم فون براون المنشأة بكامل جاهزيتها و قد تكلفت و قتها بما يعادل 30 مليار دولار باسعار اليوم.

في سبتمبر 1939 هتلر يغزو بولندا و تبدأ الحرب العالمية الثانية و في خلال سنة يسيطر هتلر علي اوروبا و ذلك باستخدام اسلحة تقليدية مما جعل هتلر غير مهتم بتزويد جيشه بسلاح استراتيجي كالصواريخ الباليستية.

نتيجة لعدم توافر وسائل محاكاة للاطلاق او تجربة للمحركات قبل الاطلاق...كانت الوسيلة الوحيدة للتاكد من قدرة الصاروخ هي بالاطلاق الفعلي له علي امتداد الساحل و كانت منصة الاطلاق محاطة بالمرتفعات و مبنية باسمنت مدعم للحفاظ علي حياة العلماء بداخلها.

كانت منطقة الاطلاق تتكون من منصة للاطلاق في المنتصف و منطقة لاختبار المحرك مع قناة تهوية و غرفة محصنة للمراقبة و خط سكة حديد لنقل الصاروخ من غرفة التجهيز (ارتفاعها 9 طوابق) الي منصالاطلاق.

 

 

منطقة الاطلاق (خط النقل و قناة التهوية و الغرفة المحصنة و منصة الاطلاق)

نقل الصاروخ من منطقة التجهيز الي منطقة الاطلاق

 

في خلال عام 1942 عاني البرنامج من سلسلة اطلاقات فاشلة اذ ان وزن الصاروخ يصل ال 13 طن و مطلوب طيرانه لمسافة تزيد عن 200 كم فكيف يمكن تصنيع محرك قادر علي تنفيذ تلك المهمة.

بعد الكثير من المحاولات الفاشلة نجح اخيرا فون براون في اطلاق اول صاروخ باليستي في التاريخ في يوم السبت 3 اكتوبر 1943 و انفجر الصاروخ في المكان المحدد له في بحر البلطيق.

ما بين عامي 1942 و 1943 تازم الموقف الالماني اذ دخلت الولايات المتحدة الحرب و تعثر غزو هتلر لروسيا و اصبح الالمان في اشد الحاجة لصواريخ فون براون.

 

 

 

فشل محاولات اطلاق الصاروخ

 

هتلر يطلب المزيد و الحلفاء يصلون لبينيموندي:

 

في يوليو 1943 قدم فون براون تقرير لهتلر و كشف فيه عن نجاح تجارب الاطلاق لصاروخه...و لكن هتلر رفض اعتبار تلك النتائج نجاحا و طلب من فون براون العمل علي زيادة حمولة الصاروخ من المتفجرات لتحقيق دمار اكبر.

في 17 اغسطس 1943 تعرضت بينيموندي لقصف مكثف من قاذفات الحلفاء...500 قاذفة بريطانية القت 1800 طن قذائف علي منطقة الابحاث اذ ان المنشأة كان حجمها ضخم ومنشآتها فوق الارض و غير محصنة او يؤمنها الطيران الالماني و بالتالي كانت هدفا سهلا...لكن نجا فون براون من الموت في تلك العملية و نجح في انقاذ مخططات الصواريخ...و اصبح من الضروري ايجاد مكان اكثر امنا من بينيموندي للعمل به.

 

وجد النازيون ضالتهم في موقع جديد في مدينة تدعي ميتلفيرك Mittlewerk حيث ان هذا الموقع يوجد به نظام انفاق منذ عام 1936 و سيتم تطويره و تحويله الي مركز ابحاث و تصنيع صواريخ.

 

 

تم استخدام 7000 عامل من الرقيق لحفر نفقين متوازيين بطول 3000 متر بالمجموع و تم الربط بينهم ب 46 نفقا صغيرا طول الواحد منها 150 مترا...ليصبح طول الانفاق 11 كم و علي مساحة 93 الف متر مربع و تم انجازها في 4 شهور فقط...و كان احد النفقان به طريق و سكة مزدوجة المسار لنقل الامدادات و النفق الخر لتصنيع الصواريخ.

 

فجأة يحدث امر غير اعتيادي اذ تستولي الشرطة السرية علي مقاليد الامور بالجيش...و يجد فون براون نفسه مع احد النازيين المتشددين و هو هانز كاملر صاحب السمعة الوحشية في استخدام افران حرق الجثث.

تولي كاملر امر التصنيع و ترك لفون براون حل مشاكل التصميم و زاد الانتاج من 50 صاروخا في يناير 1944 الي 437 صاروخا في مايو من العام نفسه و لكن كانت كل الصواريخ بها مشاكل و غير صالحة للعمل اذ انها تمت بايدي عاملة غير ماهرة و في ظروف انسانية مروعة.

 

يامر هتلر بزيادة الانتاج الي 900 صاروخ/شهر اذ ان الموقف العسكري يزداد سوءا علي الجبهة الشرقية و الروس يتقدمون بقوة...و في سبيل ذلك فقد الكثير من العمال حياتهم بسبب سوء المعاملة و سوء التغذية.

 

هتلر يقرر اطلاق حملة صواريخه:

 

اتخذ هتلر قراره بضرورة تجهيز منصة لاطلاق صواريخ ال V2  لكن تظهر مشكلة و هي ان ميتلفرك بعيدة عن الاراضي البريطانية و لا يمكن اطلاق الصواريخ منها و مرة اخري يختار هتلر الحل الهندسي الضخم اذ يقرر انشاء منصة اطلاق داخل الجبل بمدينة لاكوبول La coupole بدلا من ان يستخدم منصات اطلاق متحركة و خفيفة كما اوصي قادة الجيش بذلك.

 

 

تم عمل قبة ضخمة لكي يتم تجهيز الصواريخ اسفلها بامان و من ثم اخراجها من اسفل القبة و اطلاقها علي لندن...كانت تلك القبة ضخمة بحق اذ بلغ قطرها 71 م و سماكته 5 م و بلغ وزنها 55 الف طن.

و كالعادة يبهرنا الالمان بطرق انشاء غير معهودة اذ قاموا بصب تلك القبة علي الجبل اذ تم استخدام الجبل و كانه قالب صب و من ثم قام العمال بازالة التربة من اسفل الخرسانة بعد ان جفت و اكتسبت مقاومتها و كانت التربة مكونة من الطبشور اي انها تربة كلسية و بعد ازالة التربة يتشكل اسفل القبة مكان لتجهيز الصواريخ و ستكون القبة هي الواقي ضد هجمات طيران الحلفاء.

 

 

تم حفر مجموعة انفاق حول القبة حتي داخلها لتجهيز و نقل الصواريخ و تم عمل سكة حديدية لنقل الصواريخ الي داخل الجبل...كما تم تجهيز منطقة منبسطة امام القبة لتكون منصة الاطلاق و تم ايضا بناء معمل اكسيجين سائل لامداد الصواريخ بالوقود و كان انتاجه يكفي لاطلاق 15 صاروخ/يوم و لم يكن اسفل القبة مجرد مكان للعمل بل انه احتوي علي ثكنات و مشافي و كافة سبل الحياة لجعل فكرة الاقامة في هذا المكان النائي ممكنة.

تحت قبة جبل لاكوبول كان يوجد بهو يتم تجهيز الصواريخ به و شحنها للاطلاق علي لندن و يحتوي البهو علي 6 طوابق بطول 24 م داخل الجبل حيث يتم نقل الصاروخ من الانفاق الي داخل القبة حيث يوضع بشكل رأسي و كل طابق له طاقم يقوم بمهمة محددة في تجهيز الصاروخ فهناك طابق لتركيب راس الصاروخ و اخر لشحنه بالوقود و اخر لتفقد انظمته الكهربائية و هكذا و من ثم يخرج الصاروخ الي خارج القبة لاطلاقه.

 

خلال النصف الاول من عام 1944 اصبحت صواريخ ال V2 جاهزة لتهلك بريطانيا و لكن ظهرت مشكلة انها بعد الاطلاق يتعطل شئ ما و يسقط الصاروخ و بالمتابعة الدقيقة لدرجة ان فون براون اقترب كثيرا من الصاروخ اثناء سقوطه لدرجة كادت ان تودي بحياته اكتشف تشوهات بهيكل الصاروخ الخارجي و هو ما جعله يقوم بتقوية بدن الصاروخ و اضافة بعض الدعامات مما حسن ادائه و اصبح جاهز للاطلاق علي لندن.

 

هجوم علي لاكوبول و غزو نورماندي و حملة الصواريخ في مهب الريح:

 

 

اكتشف البريطانيين منصة اطلاق الصواريخ في لاكوبول كما حدث في بينيموندي و في يونيو 1944 بدأت القاذفات البريطانية في قصف لاكوبول بكل ما اوتوا من قوة و لكن صمدت القبة تحت القصف المركز و لم تتاثر به و لكن تهدمت الانفاق و السكك من حولها بسبب انها لم تكن مغطاة و طبيعة التربة الكلسية الهشة التي لم تحتمل انفجار القذائف مما تسبب في تهد الانفاق تماما و بالتالي توقف العمل في المنصة.

 

بالتزامن مع الهجوم بالطيران علي لاكوبول بدأ الهجوم من البحر علي نورماندي في 6 يونيو 1944 و اصبح ضروريا ان يبدأ قصف لندن بالصواريخ...و لكن نتيجة لتوقف العمل بمنصة لاكوبول انتقل الجيش للعمل بالمنصات المتحركة و في 8 سبتمبر 1944 بدأ القصف علي لندن و طال القصف بلجيكا و استمر القصف حتي 27 مارس 1945 و في حينها كان قد وصل عدد الصواريخ التي تم اطلاقها علي لندن 3000 صاروخ و قد توقف القصف لان قوات الحلفاء نجحت في تامين تواجدها في فرنسا و اجبرت منصات الاطلاق علي التراجع للشرق مما جعل الاراضي البريطانية خارج المدي المؤثر للصواريخ.

 

 

منصات الصواريخ المتحركة

و في 2 مايو 1945 سلم فون براون نفسه مع فريق العلماء الي الامريكيين و انتقل الي هنالك ليبدأ العمل هناك من جديد كعالم صواريخ و بعد هذ التاريخ باربعة و عشرون عاما في يوليو 1969  كان فون براون يجلس في مركز متابعة المهام التابع لوكالة ناسا في هيوستن تكساس ليشاهد صاورخه Saturn5 و هو يحمل 3 رواد فضاء لاول مهمة انزال علي سطح القمر.

 

و كما ذكرنا في البداية ان اختراعات الالمان خلال تلك الحقبة كانت محرك قوي جدا للبحث العلمي حول العالم علي مدار عقود بعدها و ربما لو كان الالمان قد امنوا انفاق لاكوبول بالشكل الكافي لكانت اطلقت الصواريخ في وقت مبكر و كذلك كانت ستصمد لوقت اطول امام عدوان الحلفاء و ربما كان هذا سيذهب بالحرب الي مكان اخر تماما او علي الاقل كان سيؤخر نصر الحلفاء

 

الفيديو

 

ختام عام:

في نهاية هذا الجزء من البحث نكون قد وصلنا لنهاية حديثنا عن المنشآت العملاقة النازية في زمن الحرب العالمية الثانية و كما ذكرنا سلفا ان الحرب العالمية الثانية كانت ولا زالت اكاديمية عليا لفنون القتال و الحرب و حتي يومنا هذا لازالت معاهد العلم العسكري تعج بالابحاث عن العمليات الرائعة التي تمت خلال تلك الحرب و لعل من الملاحظ خلال مراحل البحث المختلفة ان الالمان اعتمدوا علي الامان و التحصين الهندسي بشكل كبير جدا لتامين منشآتهم العسكرية ضد قصفات طيران الحلفاء و خصوصا القاذفات البريطانية و هنا تتضح احد النقاط الهامة التي اسهمت بها الحرب العالمية في تطوير الفكر العسكري اذ انه في اعقاب تلك الحرب تأسس لدي العسكرية العالمية مفهوم الدفاع الايجابي و الدفاع السلبي حيث ان الدفاع الايجابي هو تامين المنشآت بالسلاح مثل صواريخ الدفاع الجوي او الطيران اما الدفاع السلبي فهو المتمثل في عمليات التمويه و التي من شانها تضليل القوات المهاجمة عن الاهداف و كذلك التحصين و المتانة الانشائية الهندسية ضد عمليات الاغارة و القصف علي تلك المواقع و هو ما اثبته الالمان ببراعة خلال مراحل الحرب المختلفة و اسهم ببقاء منشآتهم العسكرية حتي يومنا هذا كشاهد علي عبقريتهم الهندسية التي تفوقت علي نظرائهم فلازالت فرنسا علي سبيل المثال مليئة بمنشآت العسكرية النازية كحصون المدفعية و قواعد الغواصات و قاعدة الصواريخ بلاكوبول و في المانيا نفسها نجد مصنع الطائرات المنحوت داخل الجبل و الذي لم يستطع احد اكتشافه او قصفه. 

 

م/مينا 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech