Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

حرب إحتلال العراق 2003-2017 الجزء الثاني

الفصل الثالث

اكاذيب وافتراءات قادت الى غزو العراق واحتلاله

والادارة العربية للازمة

الاكاذيب والافتراءات التي قادت الى غزو العراق

في ادناه جملة من الاكاذيب التي قادت لغزو العراق: (1)

•        في 14 /8 / 1992 اعلن وزير الدفاع الامريكي (ديك تشيني) ان الرئيس (بوش) الاب كان حكيماً لعدم غزوه بغداد .

•        في 15 / 4 / 1993 اشاعة محاولة صدام حسين اغتيال (بوش) الاب .

•        في 31 /10 / 1998 يوقع الرئيس (كلنتون) قانون تحرير العراق .

•        في اواخر 1998 الجنرال (انطوني زيني) رئيس القيادة المركزية الامريكية يبحث خطة احمد الجلبي العسكرية للإطاحة بصدام بواسطة 1000 رجل ، ويحذر الكونغرس بانها قصة خيالية .

•        في 6 /11 /2000 الكونغرس يضاعف تمويل جماعات المعارضة العراقية الى اكثر من 25 مليون دولار منها 18 مليون للمؤتمر الوطني العراقي الذي يراسه الجلبي من اجل شراء قصص ضد العراق من المنشقين .

•        في 30 / 1/2001 الاطاحة بالرئيس صدام حسين على راس اولويات الاجتماع الاول للأمن القومي في عهد (بوش) ، يذكر (ونيل) وزير الخزانة فيما بعد ان الاجتماع كان من اجل ايجاد طريقة للإطاحة بصدام ،وكان الرئيس يقول اذهبوا وجدوا طريقة لأفعل ذلك .

•        في 24 /2 /2001 وزير الخارجية (كولن بأول) يقول صدام لم يطور اي قدرة ذات قيمة فيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل .

•        في 10 /4 /2001 احد المحللين في وكالة المخابرات المركزية يدعى (جو) يقول لكبار العسكريين في ادارة بوش ان انابيب الالمنيوم التي اشتراها العراق لا يمكن استخدامها الا في اجهزة الطرد المركزي النووية .

•        في 17 / 4 / 2001 مذكرة الى المخابرات المركزية من خبراء وزارة الطاقة يدحضون فيها نظرية المحلل (جو) تسلم لمستشارة الامن القومي (كونداليزا رايس) التي زعمت فيما بعد ان الانابيب دليل واضح على برنامج القنابل النووية العراقية .

•        20 / 9/ 2001  مشروع القرن الامريكي الجديد PNAC يبعث رسالة الى بوش مفادها (حتى لو لم يوجد دليل يربط العراق مباشرة بهجمات 11 سبتمبر2001 ،فأي استراتيجية ترمي الى القضاء على الارهاب ورعاته ينبغي ان تشمل جهداً صارماً للإطاحة بصدام حسين من السلطة )  (1).

•        21 /9/2001 يتلقى بوش معلومات من المجتمع الاستخباراتي بانه ليس هناك دليل يربط صدام بأحداث 11 ايلول 2001 .

•        26 /11/2001 نائب الرئيس الامريكي تشيني يقول ( الدليل حاسم ان العراقيين قد احتضنوا ارهابيين ،  كما يزعم ان محمد عطا المتورط في ايلول 2001 سبق ان التقى عنصر مخابرات عراقي في براغ ) وظل يكرر هذا الزعم رغم نفيه من قبل CIA  .

•        28 /12/2001 الجنرال فرانكس يناقش بوش بخطط حرب العراق.

•        26/ 2 /2002 السفير السابق جوزيف ولسون يرسل الى النيجر للتحقيق من الزعم بان العراق يقوم بشراء كعكة اليورانيوم الصفراء ، ثم يعود في  5 / 3 / 2002 ليبلغ  CIA بانه ليس هناك مؤشر على ان العراق يشتري الكعكة الصفراء .

•        8 / 3 /2002 اول مذكرات (دانج ستريت) التي يعدها مساعدو (توني بلير) للشؤون الامنية تذكر( ليس هناك الان خطر الان من استخدام لأسلحة دمار شامل اكبر مما كان في السنوات الاخيرة ).

•        15/ 3 / 2002 تقارير الاستخبارات البريطانية تذكر (ان الشواهد على اسلحة دمار شامل عراقية ( متقطعة وليست مكتملة ، وليس هناك معلومات عن اية مرافق لإنتاج  اسلحة بيولوجية ).

•        23 / 3 / 2002 مذكرة (دانج ستريت) تذكر( جهود الولايات المتحدة لإيجاد صلة بين العراق والقاعدة مازالت غير مقنعة ، وما زلنا مع مشكلة اقناع الراي العام لقبول التهديد الوشيك الذي يمثله العراق ، وتغيير النظام غير مقنع ،يبدوا وكانه ثأر بين بوش وصدام .

•        24 /3 /2002 (ديك تشيني) مع على شاشة السي أن (إن صدام يسعى بهمة في هذا الوقت لإنتاج اسلحة نووية).

•        25 / 3 / 2002 مذكرة (دانج ستريت) . لم يتوفر حتى الان دليل معقول لربط العراق بالقاعدة في الوثائق التي قدمت حتى لان كان من الصعب الاستنتاج ان خطر العراق يختلف اختلافاً كبيراً عن خطر ايران او كوريا الشمالية لكي يبرر التحرك عليه .

•        اواخر آذار/ مارس  2002 (تشيني) يقول امام اعضاء الكونجرس من الجمهوريين (بان المسالة لم تعد عبارة هل تغزو امريكا العراق وانما متى تغزو ).

•        4 / 4 /  2002 (بلير) يزور (بوش) في كرافورد لمناقشة اوضاع العراق ، وبوش يقول لشبكة I T V  البريطانية لقد عزمت أمري على ضرورة رحيل صدام.

•        صيف 2002 الفرنسيون يدحضون نظرية الكعكة الصفراء كما صرح مسؤول فرنسي ( ابلغنا الأمريكان بان هذا الافتراض  هراء ،وهذا لا يعقل ).

•        تموز 2002 الجنرال (فرانكس) يطلب سرا مبلغ 700مليون دولار لاستعدادات الحرب ، (بوش) يوافق دون علم الكونجرس ،تؤخذ الاموال من تخصيصات الحرب على افغانستان .

•        23 / 7 / 2002 مذكرة (دانج ستريت) مكتوبة من قبل وزير الخارجية بعد زيارته الى CIA  والاجتماع مع رئيسها (جورج تينيت) ومسؤولين امريكان آخرين ، وكانت هناك نقلة واضحة في وجهة النظر حيث العمل العسكري اصبح محتوماً الان ، ويجري تضبيط المعلومات والحقائق حول هذه السياسة ، واكثر توقيت مناسب براي الأمريكان للشروع بالعمل العسكري هو كانون الثاني / يناير 2003 .

•        23 /7 / 2002 الجنرال (فرانكس) يسلم بوش خطة الحرب على العراق .

•        20 / 8 / 2002 بوش يقول (قد نهاجم وقد لانفعل ، ليس لدي فكرة بعد)، رامسفيلد يقول (هناك القاعدة تعمل في العراق ، انها هناك ).

•        26 / 8 / 2002  تشيني يقول ( ليس هناك شك ان صدام حسين لديه الان اسلحة دمار شامل ، وليس من شك انه يخزنها لاستخدامها ضد اصدقائنا ، وضدنا ).

•        7 / 9 / 2002 بوش يزعم  كاذباً (ان هناك تقريراً جديداً من وكالة الطاقة الذرية الدولية يوضح ان العراق في خلال ستة اشهر سوف يطور سلاحاً نووياً  ) ولكن لا يوجد مثل هذا التقرير .

•        19 / 9 / 2002  رامسفيلد يقول امام الكونجرس ( صدام كدس اكواماً كبيرة وسرية من الاسلحة الكيماوية بضمنها غاز الاعصاب والسارين وغاز الخردل ).

•        24 / 9 / 2002 تنشر بريطانيا ملفاً تقول فيه (ان العراق يمكنه شن هجوم بيولوجي او كيماوي خلال 45 دقيقة .

•        25 / 9 / 2002 بوش ( حين تتكلم عن الحرب على الارهاب لا يمكنك ان تميز بين القاعدة وصدام ).

•        26 / 9 / 2002 تقييم وكالة الاستخبارات العسكرية السري حول اسلحة العراق الكيمياوية يستنتج ( ليس هناك معلومات معتمدة عما اذا كان العراق ينتج اكداساً من الاسلحة الكيمياوية ).

•        28 / 9 / 2002 خطاب بوش الى الامة النظام العراقي يمتلك اسلحة بيولوجية وكيماوية ويقوم ببناء مرافق لصناعة المزيد ، وحسب الحكومة البريطانية ، يستطيع شن هجوم بها خلال 45 دقيقة بعد اصدار الامر .

•        7 / 10 / 2002 بوش يلقي خطاباً يقول فيه ( في مواجهة دليل الخطر واضح على الخطر ، ولا يمكننا الانتظار للدليل النهائي  - المسدس المدخن – الذي يمكن ان يأتي بشكل سحابة عش الغراب ....، ان العراق يستكشف طرقاً لاستخدام الطائرات بدون طيار لاستهداف الولايات المتحدة ...) . الباحث ( العراق لا يملك طائرات مسيرة وقوته الجوية كانت معطلة تماما ).

•        يذكر جورج تينيت  رئيس جهاز المخابرات الامريكية ( CIA) في كتابه (في قلب العاصفة) ، اكدنا في تقديرات المخابرات القومية ان صدام لا يمتلك سلاحا نووياً ولكننا ضخمنا في تقديراتنا في خطره فاستغلها دعاة  الحرب اسوء استغلال . ويضيف تينيت ( اننا ابلغنا الكونجرس على الدوام بان تقاريرنا الاستخبارية لا تظهر اية صلة او سلطة او سيطرة او توجيه ، او اي شيء اخر  يمكن ان يكون قد لعبه العراقيون فيما يتعلق باي نوع من الاعمال الارهابية التي نفذتها القاعدة ،والتي اشار لها كلا من بول ولفيتش وفيت  (1)  ،  اضافة الى تأكيد مني شخصياً عدم وجود صلة بين صدام والقاعدة .

الادارة العربية للازمة

ان حرب الخليج الثانية كانت بمثابة جرس الانذار لمكامن لضعف في النظام الاقليمي العربي ، إذ كشفت عن هشاشته سواء إطاره التنظيمي المتمثل في جامعة الدول العربية او الامني المتمثل في اتفاقية الدفاع العربي المشترك ، ورغم كل ذلك فان العرب لم يتخذوا اية خطوة على طريق بناء النظام الاقليمي العربي ومؤسساته من جديد طيلة السنوات الماضية رغم التطور في الانظمة السياسية الدولية وتداعياتها ضد المصالح العربية خاصة بعد حرب تشرين / اكتوبر 1973 ، وظهور الافكار لبلورة نظام عالمي جديد في 1990 ، وقد شهدت العلاقات العربية /العربية ظواهر سلبية كان لها اكبر الاثر في اضعاف هذا النظام ابرزها : -

-        تفاقم الخلافات العربية / العربية التي ادت الى تدهور واضح في العلاقات العربية /العربية وإلى ازدياد حدة الخلافات التي كانت سبب في سقوط بعض القيم الاساسية التي قامت عليها العلاقات العربية منذ عام 1945 ، فالوضع الذي آلت اليه الخلافات العربية /العربية منذ بدء انتفاضة الاقصى في ايلول / سبتمبر 2000 (1)  اصبح يمثل تهديد مباشر ليس للمصالح العربية المشتركة وحدها بل لمصالح كل دولة عربية على حدة ، وقد انعكست هذه الخلافات بدورها على كل الاجتماعات العربية المشتركة على كافة المستويات التي عقدت لمناقشة اهم قضيتين او ازمتين تواجههما الانظمة العربية هما القضية الفلسطينية والازمة العراقية .

وكان لتدهور الموقف العربي هذا آثار سلبية عديدة منها

-        تهديد بعض الدول بالانسحاب من الجامعة العربية كما فعلت ليبيا اكثر من مرة.

-        توجيه الانتقادات للأمين العام للجامعة العربية من اوساط رسمية وغير رسمية.

-        تنامي النزعة القطرية على حساب المصلحة العربية المشتركة .

وقد انعكس ذلك بشكل واضح في غياب اية استراتيجية عربية موحدة سواء في المجال السياسي او الامني او الاقتصادي وساهم ذلك ايضاً في الاختلاف حول المصالح الوطنية لكل دولة من الدول العربية وكذلك الخلاف حول درجة ارتباط  هذه المصالح بالمصلحة العربية المشتركة .

في ظل هذا الواقع العربي جاءت الحرب على العراق لتكرس من جديد المأزق الذي يواجه العرب ولتثير التساؤلات حول مستقبل النظام الاقليمي العربي وإطاره المؤسسي والتنظيمي والشكل الذي يجب ان يكون عليه (2) .

الحرب على العراق والنظام العربي

إذا كان النظام العربي قد شهد عوامل خلل عديدة طيلة سنوات ما بعد عام 1990 فإن حرب الخليج الثالثة التي شنتها الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا على العراق في أذار / مارس 2003 التي ادت الى سقوط النظام العراقي افرزت العديد من المخاطر التي لا تهدد الامن والاستقرار في المنطقة العربية حسب لكنها ستودي الى إضعاف وتقويض النظام الاقليمي العربي ككل والتي ستكون الجامعة العربية اول ضحاياه ، كما ان هذه الحرب قد اطلقت رصاصة الرحمة على معاهدة الدفاع  العربي المشترك التي باتت اساساً عديمة الفائدة ومثار للسخرية منذ حرب الكويت 1990 ، ناهيك عن اضعاف القدرات الاقتصادية العربية وفي مقدمتها الدول التي تعتمد على النفط بعد نجاح الولايات المتحدة في السيطرة على آبار النفط العراقي وكذلك آبار النفط الخليجي ، وفي ظل التداعيات السلبية التي افرزتها الحرب على العالم العربي فان اسرائيل ستكون الطرف الرابح الوحيد من ترتيبات ما بعد الحرب وستزداد هيمنتها على المنطقة وفك عزلتها عربياً  واقليمياً .

ان النظام الاقليمي العربي ومستقبل الجامعة العربية ستكون احدى ضحايا الحرب الامريكية على العراق وبالنتيجة النهائية ان سياسات الدول العربية القطرية هي التي اوصلت الجامعة العربية الى هذا الوضع المتردي .

القدرات الامنية في الوطن العربي

سأركز في تحليلي للقدرات الامنية في المجال العسكري والاستراتيجي وهي بإجماليها تمثل القدرات التي تحقق عملية التوازن اقليمياً محققة أمن الدولة والامن القومي العربي في مواجهة التهديدات الخارجية ، وهناك العديد من المعاهدات والاتفاقات الامنية الموقعة ما بين الدول العربية او بين بعضها وبعض الدول الاجنبية مثل :

•        معاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي بين الدول العربية في ( 13 نيسان – ابريل- 1950 ).

•        اتفاقيات التعاون العسكري الثنائية الموقعة بين مصر وسوريا عام 1966 ، ومصر والاردن عام 1967 ، واتفاق الوحدة الثلاثية بين مصر وسوريا وليبيا عام 1971 ، وغيرها .

•        اتفاقيات امنية موقعة بين الدول الخليجية مع الولايات المتحدة الامريكية ودول الغرب في اعقاب احتلال العراق للكويت عام 1990 ، ثم اتفاق الدفاع المشترك الخليجي الموقعة بين الدول الخليجية الست .

•        المؤتمرات السنوية التي تجريها جامعة الدول العربية لتحقيق الامن القومي العربي وخروجها بالعديد من التوصيات لتأكيد  مبدئ الامن القومي العربي .

ولكن كل تلك الاتفاقيات لم تحقق ولو جزء بسيط   في مجال الامن القومي العربي لتصل الى ما عليه في ظل المسالة العراقية الكويتية التي القت بظلالها على السطح دون اي امل لحلها في نطاق عربي /عربي ، وكان بالإمكان ذلك لو توفرت النوايا العربية الحقيقية اثناء الاجتماع الطارئ لجامعة الدول العربية في 10 آب ( اغسطس) 1990 ، دون السماح للقوات الاجنبية بالتدخل وتدمير بلد عربي مهم كالعراق ، ومما زاد الامر مشاركة قوات عربية مع القوات الاجنبية في سابقة جديدة مهدت السبل للتدخلات الاجنبية اللاحقة كما حدث بما يسمى بالربيع العربي .

وتستمر النزاعات العربية الحدودية بين الدول العربية ، كما تستمر التوازنات الاستراتيجية عربية – عربية دون ان توجه قدراتهم العربية تجاه الاعداء الحقيقيين ، ويضل العرب غير قادرين على جمع قدراتهم تجاه إحدى الدول غير العربية التي تقوم بالعدوان على احدى الدول العربية مثل ما يحدث من عدوان اسرائيلي على الفلسطينيين .

بداية الازمة نشأت عربياً بعد الغزو العراقي للكويت ولم يكف مرور اثنى عشر عاماً على ايجاد حلول لها نظرا للتشدد الذي ابدته فرق تفتيش الاسلحة النووية والكيمياوية والبيولوجية العراقية والتزام العراق بقرارات الامم المتحدة لاحقاً ولا ننكر تشدده في بعض المواقف وكذلك التشدد الكويتي وانتهاز الولايات المتحدة الفرص من اجل تأكيد تواجدها على ارض الخليج ، ثم تصاعدت الازمة مرة اخرى عقب احداث 11 ايلول (سبتمبر) 2001 ، عندما اشير الى العرب والاسلام في المشاركة بتنفيذ تلك الاحداث بالتجريم او المطاردة او العقاب الاقتصادي او المصادرة ، وكان موقف الدول العربية هو التجاوب والدفاع عن النفس على استحياء من موقع اتهام ، وفشل العرب بوضع حد فاصل بين التعامل الامريكي مع افراد منحرفين من دول عربية معينة وبين التعامل مع سلطة الدولة ، كما تجاهل او نسي النظام العربي ان يذكر الولايات المتحدة بان استمرار اندفاعها نحو اتهام العرب بالإرهاب او الكراهية ربما يضر بمصالحها في المنطقة خاصة على المدى البعيد ، وربما كان هذا التجاهل حدث نتيجة لعدم وجود اي فكر عربي في استخدام اسلحة العرب الاستراتيجية الشاملة (*) في الضغط من اجل تحقيق اهداف عربية لأنه  لا توجد استراتيجية اساساً .

ففي شباط /فبراير 2002 وبعد ان حققت الولايات المتحدة الامريكية جزء من اهدافها في افغانستان اتجهت الى المنطقة العربية بدءً بالدول التي ثبت وجود قواعد لتنظيم القاعدة مثل الصومال واليمن والسودان ،والدول التي ثبت مشاركة بعض رعاياها في احداث سبتمبر او منظمات بتمويل القاعدة او الاحداث الارهابية ومن هذه الدول هم حلفاء للولايات المتحدة مثل المملكة العربية السعودية والكويت والامارات ، حيث وجهت ضغوط سياسية واقتصادية على حكومات تلك الدول للضغط على رعاياها المتهمين في علاقاتهم بتنظيم القاعدة ، وبذلك نجحت الولايات المتحدة في تقسيم العالم العربي الى عدة مجموعات تتعامل مع كل منها باستراتيجية خاصة تحقق من خلالها اهدافها ومصالحها على حساب العرب أنفسهم دون ان يكون هناك حد ادنى من اتفاق عربي على ادارة الازمة او استراتيجية موحدة ولكن كان هناك استراتيجيات مختلفة تنفذها الدول العربية بصورة منفردة وترتبط بمصالح خارج نطاق الامة العربية بمرحلتين استراتيجيتين  الاولى ضد مجموعة دول الخليج (دول مجلس التعاون الخليجي) وهي مجموعة دول تضع الولايات المتحدة اهمية استراتيجية خاصة في التعامل معها وهي بالتالي لها دور بالتوجه الامريكي نحو المنطقة الخليجية ، والتي انصبت استراتيجيتها في ادرة الازمة تجاه هذه الدول على مرحلتين ، الاولى الفصل ما بين قضايا النفط ومآبين التحالف الاستراتيجي لتحقيق أمن دول الخليج وما بين قضايا الارهاب وبذلك لم تسمح الولايات المتحدة ان يثار سلاح البترول كسلاح يمكن استخدامه ضدها لتخفيف ضغوطها على العرب .

ولما تأكدت الولايات المتحدة الامريكية من تحقيق اهداف المرحلة الاولى ووضع الانظمة الخليجية في موضع الدفاع عن النفس بدأت المرحلة الاستراتيجية الثانية بتصعيد الاتهامات للعراق وتأكيد نواياه لدول الخليج ( الكويت والسعودية على وجه التحديد) مستغلة التصريحات العراقية تجاه الكويت تلتقطه اجهزة الدعاية الامريكية وتضخمه لا براز ان النظام العراقي يمثل تهديداً لأمن الخليج وعليه فان الولايات المتحدة لم تجد عناء كبير في اقناع دول الخليج بتواجد قوات امريكية كبيرة على اراضيها من اجل نزع اسلحة الدمار الشامل المزعوم التي يمتلكها العراق ، وساعد في ذلك ايضاً الاتفاقيات الاستراتيجية والامنية ما بين دول مجلس التعاون الخليجي بشكل منفرد وبين دول اجنبية اخرى منها :

•        المملكة العربية السعودية لها اتفاقيات عسكرية قديمة مع الولايات المتحدة تستند عليها في تواجد قوات امريكية على اراضيها منذ عقد الستينات، وكذلك اتفاقيات امنية مع فرنسا وبريطانيا في اعقاب حرب الخليج الثانية 1990 – 1991 .

•        الكويت وقعت اتفاقية عسكرية مع خمس دول هي الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين ، وسمحت للولايات المتحدة استخدام قواعدها لمراقبة الحضر الجوي جنوب العراق.

•        الامارات العربية المتحدة ففي اعقاب حرب الخليج الثانية وقعت اتفاقيات عسكرية مع كلا من الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وبريطانيا وتخصيص قاعدتين جويتين لاستخدام الولايات المتحدة الامريكية.

•        دولة قطر ايضا في اعقاب حرب الخليج الثانية وقعت اتفاقية عسكرية مع كلا من الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا، ثم جددت الاتفاقية مع الولايات المتحدة عام 2002 لتنشئ الولايات المتحدة قاعدة (العديد) الجوية  في قطر ولتتمركز القيادة الامريكية في قاعدة (السيلية) وثم لتنقل القيادة الجوية المركزية الامريكية من السعودية الى قطر .

•        البحرين وقعت في اعقاب حرب الخليج الثانية وقعت اتفاقية امنية مع كلا من الولايات المتحدة وبريطانيا ، ثم جددت الاتفاقية عام 1995 لتتمركز قيادة الاسطول الخامس الامريكي في البحرين الى جانب تخصيص قاعدة جوية للطيران الامريكي .

•        عُمان في اعقاب حرب الخليج الثانية وقعت اتفاقية عسكرية وامنية مع كلا من الولايات المتحدة وبريطانيا .

قد تثير  هذه الاتفاقيات تساؤلا نحو من هو صاحب المصلحة في السعي لها ، هل هي دول الخليج من اجل تحقيق الامن او الخوف من عودة العراق لما فعله في 2 آب /اغسطس1990 باحتلاله الكويت ام ان الولايات المتحدة هي التي سعت الى ذلك ،وربما المصلحة متبادلة لعدة اسباب :

الاول : ان الولايات المتحدة لها مطالب استراتيجية منذ حقبة الثمانينيات في البحث عن قواعد رئيسة في مراكز الثقل الاستراتيجي في العالم ومنها منطقة الخليج وقد مثل الاحتلال العراقي للكويت الذريعة المثلى لها لتحقيق مطالب دول الخليج عن رضا كامل من جانبها في التواجد الامريكي على ارضها لتحقيق الامن والمصالح المشتركة الاخرى وبالتالي تحقيق اهداف الولايات المتحدة في بناء قاعدة استراتيجية في احد اهم مراكز الثقل بالعالم .

الثاني : اعتمدت دول مجلس التعاون الخليجي الدروس المكتسبة من احتلال العراق للكويت في المقام الاول للتحديات الامنية التي تواجهها ، وعليه ولحين تنمية قدراتها الذاتية فلابد ان تلجأ الى شريك يدعم قدراتها الدفاعية وهذا الشريك هو الولايات المتحدة .

الثالث : السلبية المطلقة للدول العربية وعدم قيامها بدور فاعل للضغط على دول الخليج والتأثير عليها لعدم السماح بوجود قوات اجنبية على ارض عربية باعتبار ان امن الخليج هو جزء من الامن القومي العربي الشامل الذي يتأثر بالقواعد الاجنبية في احد اجزائه الرئيسة وترك الامر لدول الخليج لتتصرف بمفردها بمعزل عن النظام العربي .

الرابع : ان دول مجلس التعاون الخليجي تعاني من مشاكل لا حصر لها في بناء القدرة الدفاعية الذاتية ، منها على سبيل المثال نقص الكوادر البشرية والفنية واختلاف العقائد القتالية ما بين دول المجلس بالإضافة عدم وجود قاعدة صناعية عسكرية يعتمد عليها ، والتباين في التوازنات مآبين رقعة الدولة ومطالبها من عناصر الدفاع وما بين القدرات العسكرية ، وهي بالتالي لا تحقق اي توازن مع دول التهديد المباشر في داخل المنطقة نفسها ، وهذا يدفعها الى اختيار حليف مضمون يتولى مسئولية الدفاع والامن ،وعليه ان الولايات المتحدة تمثل أفضل الخيارات .

وعليه فان استراتيجية دول الخليج لإدارة الازمة ممكن تلخصيها  وفق التالي :

•        الاعتماد الكلي على الولايات المتحدة الامريكية في تحقيق الامن وتصفية النظام العراقي الذي يشكل تهديداً على امن الخليج (من وجهة نظرهم ) ، انطلاقاً من نقاط الضعف العديدة التي لا يمكن التغلب عليها في مدى زمني قصير لذلك فقد آثرت ان يكون امنها محققاً من خلال التحالف مع دول كبرى ذات تأثير دولي ،متناسية ما سيؤول هذا التحالف من كوارث جغرافية  وجيوسياسية مستقبلية على دولنا العربية .

•        تحييد اي جهد عربي / عربي في حل الخلافات ما بين العراق والكويت والتشدد في المطالب لاسترجاع كل الحقوق الكويتية دون التوصل الى حلول وسط ، وربما ادى ذلك في بعض الاحيان الى انقسامات داخل دول الخليج نفسها ، حيث كانت هناك جهة متشددة من السعودية والكويت ، واخرى تطالب بحلول القضية بشكل سياسي مثل قطر والامارات وثالثة غير مبالية لما يجري مثل البحرين وعُمان .

•        بذل جهود في سبيل دعم القوة الذاتية الخليجية من اجل الوصول الى قدرة عسكرية تحقق جزءً من أمن دول الخليج الا ان ذلك لم يتحقق طوال اثنى عشرة عام من الحصار الشامل للعراق رغم الاتي :

v    الانفاق العسكري الخليجي قارب التريليون دولار منذ عام 1980 وحتى نهاية عام 2001  .

v    الانفاق العسكري السعودي وصل الى  28 مليار دولار عام 2001 .

v    رغم كل هذا الانفاق فان حجم القوات المسلحة ثابت تقريباً خلال عقد التسعينات وحتى عام 2003 ولم تحقق دول الخليج قفزة نوعية في قدراتها العسكرية تتناسب مع حجم الانفاق العسكري .

v    محاولة وجود استقلالية خليجية خارج النظام العربي وبما يحقق ذاتية هذه الدول بعيداً عن قضايا الامة العربية (1) .

الموقف العربي العام من الحرب على العراق

إلى جانب تخوف الدول العربية من الآثار السلبية  للحرب على الاقتصاد العربي  حيث أشارت التقديرات أن كلفة الحرب على العراق قد تصل إلى 1 - 2 تريليون دولار وأن الحرب يمكن أن تقتطع 240 مليار دولار من الاقتصاد العالمي  في عام 2003  وأن تحد من نمو الاقتصاد الدولي ليصل إلى أقل من 2% في هذا العام  وهو المعدل الذي يضع الاقتصاد العالمي في ركود، وقد زاد من هذا الاحتمال الطلب الذي تقدمت به إدارة بوش للكونجرس عشية الحرب  لتخصيص 75 مليار دولار لتغطية نفقات الحرب.

يتواكب مع ذلك توقعات بارتفاع أسعار النفط  التي تشكل إحدى القنوات الرئيسة التي تؤثر على الحرب من خلالها في الاقتصاد العالمي ، وما يواكب ذلك من انخفاض الاستثمارات  وزيادة نسبة البطالة إلى 15% بعودة أربعة ملايين عربي من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية  بالإضافة إلى عودة 2.5 مليون عربي من دول منطقة الخليج إلى بلدانهم العربية  إلى جانب توقعات بانحسار في السياحة وحركة الطيران والفنادق  وتغيير مسارات الرحلات الجوية  وارتفاع أسعار التأمين على الطائرات والسفن  وبما يزيد من كلفة النقل الجوي والبحري والبري  وانخفاض صادرات دول العالم إلى منطقة الخليج.

وقد بقي قادة الدول العربية تستمع الى نصائح المبعوثين الأمريكان والبريطانيين بين الحين والاخر عن خطورة بقاء الرئيس صدام حسين على راس الحكم في العراق ولم يكن لديهم ما يفعلونه تجاه الضغط الامريكي المتواصل سوى التلاعب بالألفاظ في ان لا تكون بلادهم مكاناً لحشد قوات اجنبية لكنهم غير مسؤولين عن مياه الخليج العربي والبحر الاحمر والمتوسط وبحر العرب اذا انطلقت منها صواريخ كروز ضد العراق (1) وعلى العموم  تميزت المواقف العربية  بصفة عامة رفض شن حرب على العراق تحت أي ظرف من الظروف  ساعية بالوسائل الدبلوماسية  طوال عام 2002  لا قناع الطرفين الأمريكي والعراقي بعودة المفتشين  بوصف ذلك حلاً وسطاً يجنب العراق ويلات الحرب. وقد حاولت الدول العربية تحقيق رؤيتها من خلال التحرك على أكثر من مستوى  الاجتماعات العادية والاستثنائية التي عقدها وزراء الخارجية العرب  في إطار جامعة الدول العربية لبحث الشأن العراقي  والقمة العربية  ببيروت في مارس 2002  والمبادرات العربية الفردية والمشتركة  مثل المبادرة الثلاثية المصرية ـ السعودية ـ الأردنية، في تموز (يوليو) 2002  حين زار وزراء خارجية هذه الدول واشنطن بهدف إقناع الإدارة الأمريكية بتأجيل ضرب العراق لمدة عام  يتم خلاله إقناع القيادة العراقية بعودة المفتشين مقابل رفع العقوبات  إلا أن الرئيس الأمريكي رفض هذه المبادرة ، بالإضافة الى استعداد مصر عقد مؤتمر قمة عربية في منتجع شرم الشيخ في 2003 ، تبعتها قطر لعقد مؤتمر للدول الاسلامية في الخامس من اذار 2003 حضر المؤتمرين  نائب الرئيس العراقي عزت الدوري ، لكنه بدلاً من طرح انصاف الحلول والقبول بما يصدره الرؤساء ذهب في خطابه المملوء بالكلمات النابية بحق العائلة الكويتية التي كانت محط امتعاض الاخرين (1)  .

 عليه الموقف العربي لا يعول عليه  فقد اتسم  بالتباين في مواقف دولها  سواء إزاء المدى الذي يمكن الذهاب إليه في معارضته الحرب  أو إزاء الوسائل التي يمكن إتباعها لتحقيق ذلك الغرض. وقد تحددت مواقف الدول العربية من السياسة الأمريكية تجاه العراق بناءً على عدة عوامل  أهمها مدى عمق العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية وقوتها  والاعتماد عليها مكوناً عضوياً في مصالح هذه الدول  خاصة المصالح الأمنية  وأيضاً موقف الرأي العام داخل هذه الدول من الولايات المتحدة الأمريكية وسياستها في المنطقة  وأيضا مدى أهمية هذه الدول في الخطط الأمريكية لشن الحرب على العراق.

وقد أتسمت مواقف الدول العربية في  أربع مجموعات  لموقفها من هذه العوامل على النحو التالي :

•        المجموعة الأولى. تضم دول خليجية صغيرة  على رأسها الكويت وقطر والبحرين وإلى حد ما عُمان  وهي دول يرتبط أمنها ارتباطاً قوياً بالولايات المتحدة الأمريكية  وترى أن علاقاتها بها تمثل مكوناً أساسياً لسياستها الخارجية والأمنية  خاصة الكويت التي يشكل الرأي العام فيها ميولاً عدائية للنظام العراقي  بسبب عدوانه عليها عام 1990  وبالنظر أيضاً إلى أهمية البنية التحتية العسكرية الأمريكية في هذه الدول لذلك كانت مواقفها بالنسبة للحرب ايجابية مع الولايات المتحدة ضد العراق .

•        المجموعة الثانية. وهي التي تربطها بالولايات المتحدة الأمريكية علاقات وثيقة أمنية واقتصادية  ولكن الرأي العام فيها يتسم بدرجة عالية من السلبية تجاه الولايات المتحدة الأمريكية  وترى في تدخلها انتقاصاً من سيادة هذه الدول على أراضيها وشرعيتها، لذلك فإن المطالب الأمريكية تجاه هذه الدول كانت محدودة  ومن الممكن مقاومتها بسبب محدودية ما يمكن أن تقدمه من تسهيلات في الجهد العسكري الأمريكي  مثل مصر والأردن والسعودية.

• المجموعة الثالثة. وهي التي اتسمت علاقتها بالولايات المتحدة الأمريكية بالتوتر، وبالتالي فإن روابطها ضعيفة مع واشنطن   وهذه الدول لم تتعرض لضغوط مماثلة لتلك التي تعرضت لها الدول العربية الأخرى، وهي بشكل عام منحازة للعراق وتضم كلا من سورية واليمن ولبنان.

•        المجموعة الرابعة. تضم الدول العربية التي لم يكن موقعها الجغرافي ولا موقعها في السياسة العربية يتطلب منها أن تتخذ مواقف تتجاوز الموقف العربي الرسمي العام الرافض للحرب ، وتشمل مجموعة دول شمال أفريقيا، ودولة الإمارات العربية المتحدة، التي رغم قربها الجغرافي من مسرح الأزمة فقد نجحت في تجنب التعرض لضغوط الولايات المتحدة الأمريكية  بسبب رفضها المبدئي إقامة قواعد عسكرية أمريكية فوق أراضيها.

واخيرا تقف القدرات العربية عاجزة عن ايقاف توجيه الولايات المتحدة الامريكية لضربة عسكرية للعراق من اجل تقليص قدراته العسكرية .

مما سبق نستنتج ان هناك عوامل عديدة وضغوط متعددة الاتجاهات والاهداف متعارضة مرت على الامة العربية استنفذت وشتت مقاصدها القومية القت بظلالها على الادارة العربية للازمة .

ففي البداية ان إدارة الازمة  عربياً لم تكن بمستوى الحدث نفسه ، ولم تمارس اي اجراءات إيجابية لكنها اتسمت بالسلبية المطلقة وعليه فان الامة العربية تركت للولايات المتحدة الامريكية الطريق ممهداً لاتخاذ القرارات طبقاً لمصالحها الذاتية وتنفيذها على الارض العربية في حرية مطلقة دون النظر الى انعكاسات ذلك عليها مستقبلاً .


1).التفتيش عن اسلحة الدمار الشامل في العراق : مصدر سابق ص ص 216- 226

1).يركز مشروع القرن الأمريكي الجديد Project for the New American Century (PNAC)، على التطبيق الكامل والحرفي لمخطط النموذج الاستراتيجي القائم على هيكلة النظام الدولي المعاصر، على أساس اعتبارات نظام القطبية الواحد (unipolar system)، وذلك بما يحقق عملية التدويل الاقتصادي بحيث تتربع أمريكا على القمة كقوة اقتصادية، عسكرية، سياسية. وبعد تولي الرئيس جورج بوش للإدارة الأمريكية، لم يتغير هدف الهيمنة والسيطرة على العالم، وإنما قام بتغيير الوسيلة، ومن ثم، بدلاً من الاعتماد على الوسائل الاقتصادية كآلية للهيمنة والسيطرة، قامت الإدارة الأمريكية باعتماد الوسائل العسكرية الحربية، لتحقيق ذلك، بحيث أصبحت القاذفات والصواريخ والقواعد الأمريكية هي الوسيلة الرئيسة لإخضاع شعوب وحكومات العالم للهيمنة الأمريكية. مخطط مشروع القرن الأمريكي الجديد، الذي وصفه المحافظون الجدد تحت عنوان: بناء الدفاعات الأمريكية (Rebuilding Americas Defense) يغطي كل أنحاء العالم، بحيث يفرد لكل إقليم على الكرة الأرضية مخططاً فرعياً خاصاً به. وبالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، فقد تم دمجها مع منطقتي الشرق الأدنى ولتحقيق ذلك قامت الإدارة الأمريكية بإجراء بعض التعديلات في أجهزتها التشريعية والتنفيذية بما يلائم (وحدة الهدف).. فأصبحت كل لجان الشرق الأوسط في مجلس النواب والشيوخ ووزارة الخارجية والبنتاغون تغطي اختصاصاتها وأجندة عملها كل المنطقة الممتدة من موريتانيا وحتى طاجيكستان وقيرغيزستان.

1).بول ولفيتش : (نائب وزير الدفاع الامريكي رامسفيلد ) يقول عملاء صدام فجروا مركز التجارة العالمي عام 1993 ولابد من الانتقام : في قلب العاصفة ص 60.

   فيث : ( النائب الثاني لوزير الدفاع الامريكي رامسفيلد ) يذكر في مذكراته ان بن لادن وصدام يقومون بعمليات مشتركة من اوائل التسعينات ولدينا الادلة : في قلب العاصفة ص 60 .

يذكر جورج تنت في كتابه ( في قلب العاصفة ) ھناك من طبخ كتباً يشير فيھا إلي أننا ورطنا الرئيس عندما أبلغناه بوجود مثل ھذه الصلات التي كنا علي يقين من أنھا غير قائمة علي أرض الواقع ، وأنه بناء علي ھذا قرر حرب العراق !راجعوا مذكرة فيث السرية للكونجرس التي سربت لمجلة ويكلى ستاندرد فبرك فيھا معلومات استخباراتية نيابة عن تشيني و وولفويتز لربط صدام ببن لادن.. والعراق بالقاعدة ، وغالباً ما ينسى أفراد الإدارة أنھم كانوا يضغطون علينا حتى نقول ما يرضيهم

1).يوميات الحرب الامريكية المبرمجة على العراق : حرب الخليج الثالثة : مجموعة من المؤلفين برئاسة اللواء عثمان كامل حسين : اكاديمية ناصر : المكتب المصري الحديث : القاهرة : الطبعة الاولى 2004 : ص369 .

2).المصدر نفسه .

*).المقصود هنا بالاستراتيجية الشاملة ، استخدام كافة قوى الدولة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والمعنوية .

1).يوميات الحرب الامريكية المبرمجة على العراق : مصدر سابق : ص 144 .

1).الدكتور فاضل صلفيج العزاوي : خفايا المؤامرات الدولية لا سقاط الحكم الوطني في العراق منذ تأسيسه عام 1921 ولغاية احتلاله عام 2003 :   ص 351 : الاردن – دار المعتز للنشر والتوزيع : الطبعة الاولى 2016 : من ابراهيم عبد المطلب.

1).الفريق الركن ياسين فليح المعيني يذكر في كتابه جيش في الذاكرة – ص 407 ما يأتي( في المؤتمر السنوي لمعاوني رؤساء اركان الجيوش العربية في جامعة الدول العربية عام 1999 ، التقيت بالأمين العام للجامعة العربية عصمت عبد المجيد وبعد نقاش طويل معه اخبرني ان العراق هو السبب الرئيس لما تعانيه الامة العربية في خراب وعدم وجود أي مشروع وحدوي ، اجبته بحضور الجميع – انت أمين عام الجامعة العربية ومع الاسف تنطق بهذا الكلام غير الدقيق ، والذي يصب الزيت على النار ، المفروض ان يكون دوركم هو المبادرة الى المصالحة العربية لان العراق والكويت إخوة وينبغي ان يتم إزالة وتضميد الجراح دون تعميقها - ، وبعد حديثي بادر الى الاعتذار عما تحدث به وفي الاستراحة قبلني واعتذر ثانية ) هذه هي الجامعة العربية تساعد على تفكك الامة وليس توحيدها .

 

 

 

 

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech