Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

مكانة المؤسسة العسكرية فى بناء قوة المجتمع الإسرائيلى

المصدر: السياسة الدولية

بقلم:   محمد عبدالسلام

 


هناك مفارقات واضحة فى التاريخ المعاصر للدراسات الاجتماعية/ السياسية العربية المتصلة بقضايا إسرائيل فقد بدأت تلك الدراسات متأخرة نسبيا، وتضخمت حتى أصبحت أشبه بمجال بحثى مستقل بعد حرب 1967، التى كانت بمثابة صدمة فجرت كافة القضايا السياسية والاجتماعية والعسكرية والاقتصادية الخاصة بإسرائيل مرة واحدة تحت ضغط احتياجات سياسية، ورغبة علمية فى الفهم، واتخذت تلك الدراسات فى الفترة التالية مسارا معقدا اتضح أنه لم يعد يرتبط بالضرورة بالتحولات الكبرى فى الصراع حتى ان السنوات القليلة الماضية قد شهدت تقلصا واضحا فى دراسات إسرائيل، رغم أن الصراع العربى الإسرائيلى قد دخل مرحلة تحول لا تقل أهمية عما شهدته أواخر الستينات لكن يبدو فى الفترة الأخيرة أن موجة جديدة مكثفة للاهتمام بإسرائيل قد بدأت تلوت بحكم تطورات التسوية السلمية للصراع، وهى موجة تتسم بوجود توجهات علمية مركبة تطرح من خلالها القضايا الكبرى: الخاصة بـ الصراع، والقضايا المحددة المتصلة بالوقائع وتبحث من خلالها القضايا الجديدة المتصلة بطبيعة المرحلة وقضايا الماضى الحيوية التى لم تبحث جيدا من هذه التوجهات ما بدا من عى ضرورة البحث فى جذور البناء الاجتماعى الإسرائيلى لدراسة بعض ظواهر ومؤسسات هذا البناء، وأهمها بالتأكيد ظاهرة العسكرة الإسرائيلية، التى تتصل فى أحد أهم جوانبه بموقع المؤسسة العسكرية فى إسرائيل فى هذا السياق تأتى أهمية رسالة الماجستير التى أعدها عبد الغفار عفيفى حول مكانة المؤسسة العسكرية فى بناء قوة المجتمع الإسرائيلية،، ودورها فى إطاره فرغم أن هذه الدراسة تقع تحت بند القضايا الممتدة التى لم يتم تناولها بدرجة كافية تتناسب مع أهميته ا بحكم السياق الزمنى الذى تركز عليه الدراسة (40 سنة تمتد من عام 1948)، إلا أنها تتصل بإحدى أهم قضايا المستقبل الحيوية ق المرحلة القادمة وهى تضىء المكانة (والدور) المحتمل للمؤسسة العسكرية فى بناء قوة المجتمع الإسرائيلى فى ظل إطار تسوية يختلف عن الإطار الصراعى السابق الذى اكتسبت تلك المؤسسة مكانتها ودورها فى سياقه فالزمالة تضع أطرا وقواعد هامة متهجية وموضوعية ومعلوماتيه يمكن أن تسند عملية البحث فى اتجاه المستقبل من المنظور الذى ربما تتصاعد أهميته أيضا فى دراسات إسرائيلية فى الفترة القادمة، وهو المنظور الاجتماعى السياسى ويشير الباحث فى بداية دراسته إلى مقولة سادت فى التفكير العربى بشأن إسرائيل طويلا، هى أن الصراع هو السمة الأساسية للتفاعل بين الجماعات داخل المجتمع الإسرائيلى، نحير أن ذلك الصراع الداخل بمستوياته، المتعددة المتنوعة لم يؤد إلى تمزيق المجتمع الإسرائيلى لعاملين أساسيين:
1-
أن إسرائيل كانت تخوض صراعا اشمل عل المستوى الخارجى، بحيث ساعد العداء العربى الإسرائيلى فى كثير من الأحيان على المسلك الداخلى للمجتمع الإسرائيلى.
2-
الدورذى لعبق المؤسسة العسكرية بالنسبة للمجتمع الإسرائيلى سواء فى الحفاظ على كيانه أو تأكيد شرعيته بالقوة المسلحة، وتعميق هوية وصهر عناصر المجتمع فى هذا السياق تستهدف الدراسة تحليل مكانة المؤسسة العسكرية فى بناء القوة الهمجية، الإسرائيلى (فى ظل افتراض بأنها تمثل أهم مكونات ذلك البناء رغم ما يعترض أنه سيطرة مدينة على الحكم) من دلخن عدة أبعاد أو جوانب أهمها.
1-
تحديد المؤسسات التى تشكل بناء القوة فى إسرائيل، وموقع المؤسسة العسكرية ببنها.
2-
تحديد مكونات وعناصر المؤسسة العسكرية، ومحددات الحراك الاجتماعى للصفوة العسكرية.
3-
رصد المحددات الخاص قى بصعود أو هبوط فاعلية المؤسسة العسكرية عبر الزمن.
4-
طبيعة العلاقة المتبادلة بين المؤسسة العسكرية، وكافة مؤسسات المجتمع الإسرائيلى.
5-
الدور الذى تلعبه المؤسسة العسكرية فى التعامل مع الصراعات الداخلية فى إسرائيل.
6-
الأدوار التى تلعبها المؤسسة العسكرية فى قضايا الاستيطان الهجرة التنشئة، التعليم. الخ. وقد اعتمدت الدراسة عللى مدخلين رئيسيين لتحديد مكانة المؤسسة العسكرية فى المجتمع من خلال تحليل الأبعاد السابقة، وهما مدخل المناصب الذى يتحدد من خلاله البناء الرسمى للقوة، إضافة إلى شكل توزيع القوة، وعلاقات القوة بين النخبة والمجتمع ومدخل اتخاذ القرار فى ظل المقولة ائتى تقرر أن المشاركة فى صنع واتخاذ القرار تعتبر مؤشرا (دليلا) عن إمداد القوة السياسية فى المجتمع كما %ستخدم بعض المناهج والأدوات المنهجية فى مواضع مختلفة من الرسالة.
فى هذا الإطار قام الباحث بتقسيم الرسالة إلى مقدمة وثمانية فصول تعالج الجوانب النظرية والعملية لموضوع الدراسة، على النحو التالى.
الفصل الأول: بناء القوة ويهدف هذا الفصل إلى تحديد دقيق لمفهوم القوة، تأسيس مفهوم إجرائى من خلال دراسة المفاهيم المرتبطة به مثل السلطة، والنفوذ، والمئات، والقيادة، كما يستعرض البحث نتائج الدراسات السابقة حول قضية الدراسة أو القضايا بها، ميم تقديم روية لـ لاتجاهات المتهجية والمضمونية التى تتناولها تلك الدراسات من خلال ربط القضايا بالنتائج على مستوى التوجه النظرى، والقضايا، والمناهج المستخدمة، والتحليلات.
الفصل الثانى: نظريات بناء القوة ويهدف الفصل إلى تحديد معالم إطار نظرى للدراسة فى ظل الخلاقات الحادة بين الاتجاهات النظرية فى هذا الشأن، فالاتجاه الماركس يبدأ بمحددات واضحة تستند إلى الأسس الاقتصادية ويطور هذا الاتجاه ميلز، و دومهوف وصفوف الدولة، كما طرح يخبر تصوره الوظيفى المعاصر على عكس ذلك، إضافة إلى نظريات تعدد الصفوات والتعددية السلوكية، والتطور الراديكالى الذى يرى أن بناء القوة يتحدد على أسس واتجاهات المنافسة، وهى التى تربط بين المصالح والنفوذ.
الفصل الثالث: الملامح العامة لبناء المجتمع الإسرائيلى ويهدف الفصل إلى توصيف بناء المجتمع الإسرائيلى الذى يتسم بخصوصية اجتماعية من حيث النشأة، مع تحديد طبيعة المؤثرات الثقافية المرتبطة بملامحه إضافة إلى طرح قضايا الإطار السكانى، والبناء الحقيقى، والظواهر الاجتماعية (التمييز والعنصرية)، وكذلك تحديد ملامح الشخصية العسكرية الإسرائيلية من خلال أساليب منهجية ذات أهمية خاصة تم الاستناد إليها.
الفصل الرابع: بناء القوة فى خصوصية المجتمع الإسرائيلى: ويهدف الفصل إلى تحديد عناصر ومكونات بناء القوة فى المجتمع الإسرائيلى مع تركيز على النظام السياسى خاصة فيما يتعلق بقضية هامة هى آليات اتخاذ القرار فى إسرائيل، مع تناول علاقة الكنيست بالحكومة، وعلاقة الأحزاب السياسية بالنظام السياسى ودورها كجماعات ضغط فى إطاره ثم يتناول الفصل بعض ملامح نظام الاقتصادى مع التركيز على الأنشطة التى تتسم بخصوصية مجتمعية من خلال دور الهستدروت.
الفصل الخامس: المؤسسة العسكرية وتطورها التاريخى ويتناول الفصل تكوين المؤسسة وأبنيتها، وطبيعة العلاقات بين هذه الأبنية التى تشكل فى مجموعها هيكلا متكاملا يناظر بناء مؤسسات الدولة، مشيرا إلى أن المؤسسة تمارس مجموعة من الأنشطة الأمنية والاقتصادية والسياسية والإدارية. الخ، متعددة المستويات، وتلتقى مع أجهزة الدولة فى أهداف مشتركة وفى هذا السياق قام الباحث بإعادة تحليل بيانات عن الضباط المتقاعدين من عام 1960 حتى عام 1987 أصولهم العرقية، وتدرجهم فى المناصب، والتأهيل العلمى والمناصب التى يتولونها بعد التقاعد.
الفصل السادس: دور العسكريين فى بناء المجتمع الإسرائيلى: ويتناول الفصل دور العسكريين فى بناء المجتمع من خلال مواقعهم التى يشغلونها فى النظام السياسى، وكذلك الدور الاقتصادى المؤثر الذى تساهم به المؤسسة فى الدخل القومى، ونشاطاتها فى عمليات التنمية الاقتصادية من خلال نفقات الدفاع، ودورها فى نقل التكنولوجيا لتنمية المجتمع وهى قضايا هامة لها محدداتها الخاصة، ومضامينها التى يمكن الاتفاق أو الاختلاف حولها، خاصة فيما يتصل بدور العسكريين فى صباغة السياسة العامة للدولة.
الفصل السابع: مكانة المؤسسة العسكرية فى بناء القوة وهو فصل محورى يتناول تحليل مكانة المؤسسة العسكرية مقارنة بالمؤسسات الرسمية الكبرى فى الدولة، من خلال تحليل علاقات المؤسسة العسكرية بها، وعلاقات القوة الداخلية بالمؤسسة العسكرية وهذا السياق ناول الفصل عملية اتخاذ القرار السياسى فى مراحله المتعددة سواء الإعداد، أو صياغة القرار، أو تنفيذه لمحاولة تحديد مدى مشاركة المؤسسة العسكرية فى اتخاذ القرار ويشار هنا إلى واحد من أهم وأعقد القرارات الإستراتيجية الإسرائيلية وهو قرار غزو لبنان عام 1982.
الفصل الثامن: مكانة المؤسسة العسكرية ودورها فى بناء المجتمع الإسرائيلى ويتناول الفصل أبعاد الأدوار التى تقوم بها المؤسسة العسكرية وتشارك من خلالها فى بناء المجتمع الإسرائيلى من خلال أعماله وإمكانياتها المادية وأهدافها الأمنية مع التركيز عل التنشئة الاجتماعية وتحديث الاقتصاد وتخطيط السياسة الخارجية، وغيرها من المجالات الأخرى فى الإطار السابق، توصلت الدراسة إلى نتائج أو استنتاجات أساسية بالنسبة لأبعاد قضية مكانة ودور المؤسسة العسكرية فى بناء قوة المجتمع الإسرائيلى منها:
1-
أن الشخصية الإسرائيلية قد اكتسبت سماتها من الشخصية وليس العكس، فيهود الشتات تتم عسكرتهم فكريا فبل أن يكونوا مواطنين فى إسرائيل، كما،ن معطيات النظام الاقتصادى فى إسرائيل تؤكد العسكرية الاقتصادية استنادا على الكينيزية لاستمرار حالة التهديد الدائم، وما يتطلبه ذلك من سلوكيات لمواجهة الأعباء الاقتصادية والأمنية.
2-
أن المؤسسة العسكرية تجمع فى بنائها التنظيمى كافة الأجزاء المناظرة لأجهزة الدولة، بمعنى أنها قادرة على إدارة دقة البلاد من خلال هيئة الأركان الإسرائيلية، كما أن أعضاء المؤسسة يضعون نصب أعينهم الاستفادة من مناصبهم فى المجتمع، حتى بعد التقاعد، لصالح الدولة والمؤسسة معا.
3-
أن انتشار العسكريين فى بناة المجتمع الإسرائيلى، سواء فى النظام السياسى أو الاقتصادى قد ساعد المؤسسة العسكرية على تحقيق أهدافها، إلى جانب أن التأهل العلمى المدنى للعسكريين يعد استثمارا لما بعد التقاعد فالمؤسسة تحقق أهدافها فى إطار تأكيد مكانتها. 4- أن تكوين المؤسسة العسكرية ومقومات تنظيمها يحقق لها فرصة التفوق على كل المؤسسات الأخرى فى بناء القوة، كما أن طبيعة العلاقة بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع (وهو منصب واحد فى فترات طويلة) ،ورئيس الأركان ف عاونت المؤسسة على تحقيق أهدافها، ومن خلال مسارات رسمية غير منظورة كما أن استمرار بسط المؤسسة العسكرية سيطرتها على الضباط المتقاعدين يتيح لها مقوم قوة ومكانة هامة.
5-
أن المؤسسة العسكرية أصبحت مشاركة لكل مؤسسة فى دورها إلى جانب دورها الرئيسى كأحد عناصر القوة فى حد ذاتها وبالتالى فان تصنيفها كإحدى جماعات الضغط يعد قاصرا، فهى مؤسسة قائمة كإحدى المؤسسات الكبرى فى الدولة وهو ما توضحه نتائج تحليل القرار السياسى الإسرائيلى الخاص بحرب لبنان (1983) فقد تكشفت مكانة المؤسسة الحقيقية فى مواجهة العديد من عناصر قوة الدولة الأخرى، إذ كانت المؤسسة متواجدة فى كافة دوائر صنع واتخاذ القرار، ومؤثرة.
6-
أن العلاقات بين المؤسسة العسكرية والسلطات المدنية فى إسرائيل قد تمت صياغتها بناء على طبيعة الأدوار التى تمارسها المؤسسة من خلال مكوناتها الأمنية والصناعية والعلمية والسياسية، وضباطها المتقاعدين، بحيث أصبح نجاحهم فى أداء هذه الأدوار أحد سبل الحراك الاجتماعى نحو مصاف القوة، استنادا إلى بعض هذه النتائج يطرح عبد الغفار عفيفى بعض التصورات الخاصة بمستقبل مكانة ودور المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، منها:
أ- أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ستظل المساهم الأول فى بناء المجتمع، فهى الجهاز القادر على الإنجاز والابتكار، كما أنها قادرة عل تكييف نفسها وميزانيتها مع الاحتياجات الأمنية والاجتماعية معا، كما أن المجمع الصناعى العسكرى، هو الذى يقود عملية الإيفاء بالاحتياجات الأساسين للمجتمع، إضافة إلى تخطيط المؤسسة أن قائم على متطلبات السلم والحرب معا، ويوجد تطابق (على المستوى الاستراتيجى) بين أهداف الدولة وأهداف المؤسسة.
ب - أن المؤسسة العسكرية (على لا المستوى الخارجى) ترتبط تكنولوجيا وإيديولوجيا لا بالمؤسسة العسكرية الأمريكية فى إطار تبادل واستفادة عالية المستوى والكفاءة إضافة إلى أنه لا توجد مؤسسة بديلة يمكنها إدارة التحالف الاستراتيجى الموثق بين الطرفين كما يبدو أن الدور الاقتصادى الإسرائيلى المحتمل على المستوى الإقليمى قد يدعم مكانة المؤسسة العسكرية فى ظل تفوقها التكنولوجى.
فى النهاية، تظل ثمة نقطة هامة تمثل لحددا رئيسيا يحيط بالنتائج التى تم التوصل إليها فى الرسالة وهى أن عملية بناء الدولة (والمجتمع) فى إسرائيل تتم بخصوصية شديدة، وترتبط مكانة ودور المؤسسة العسكرية فى إسرائيل بهذه الخصوصية، وبالتالى فان نتائج الدراسة ترتبط عن حيف المبدأ بهذه الحالة الإسرائيلية الخاصة، فكل ما سبق إذ تم النظر إليه بمعايير إمكانية التعميم العلمى يخضع للنتاش، وهو ما أكده الباحث فى مناقشته للرسالة.

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech