Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

المرتفعات المحطمة-بقلم ابراهام رابيتوفيتش ج 5

 

ترجمه لموقع المجموعه 73 مؤرخين

محمد زهير – عضو الموقع -

 

لا يجوز نقل الموضوع او اعاده نشرة بدون الاشاره للموقع وللمترجم

كحق من حقوقنا الادبيه

المصدر هو جريدة جيرزاليم بوست عدد 25/9/1998

حيث قام الصحفى الامريكى /اليهودى المعروف ابراهام رابيتوفيتش

الذى قام بتأليف كتاب

THE YOM KIPPUR : The Epic Encounter That Transformed the Middle East 

حيث قام عام 1998 بكتابة مقال هائل الحجم من جزئين -فى الصحيفة المذكورة فى الذكرى ال25 للحرب

 

وعلى الرغم من انحيازه لاسرائيل واظهار جنودها ابطالا الا ان به عدد من النقاط المثيرة للاهتمام مما يستحق معه ما اقوم به من ترجمته                      

  الحلقة الخامسة:

 

انتهت الحلقة الرابعة من (المرتفعات المحطمة) بذلك الموقف داخل احد المواقع الامامية الاسرائيلية

 التى عزلتها القوات السورية المندفعة داخل (الجولان) وهو الموقع المعروف برقم (111) والذى التقط

 الجنود الاسرائيليون داخله رسالة من احدى التشكيلات المدرعة السورية تقول” (الجليل) امامى اطلب

 الاذن بالتقدم”.

 واستمع الجنود الاسرائيليون الذين اصابهم الذعر دون ادنى شك من فحوى الرسالة والتى لاتعنى فقط ان

 القوات الاسرائيلية ب(الجولان) سقطت او اقله تلفظ اخر انفاسها بل وتعنى ان (الجليل) شمال (اسرائيل)

 واكثر مناطقها ازدهارا صار مفتوحا لتقدم قوات غريمتهم (سوريا) بكل ما يحمله ذلك من معان0

 وسرعان ما جاء الرد لقائد النشكيل السورى من قيادته والتقط الرد الجنود الاسرائيليون المحاصرون

 بالموقع.

 كان الرد هو “لا”.

 وبعين الخيال تخيل الجنود الاسرائيليون قائد القوة المدرعة السورية التى طلبت الاذن بالتقدم الى داخل

 (اسرائيل)سيكون حتما شاب صغير السن جرىء فى الوقت نفسه.

 وخلال لحظات السكون التى سادت صباح يوم السابع من اكتوبر سمع الجنود الاسرائيليون خارج الحصن صوت

 موتور مركبة ما يأتى من  مؤخرة الموقع  وسرعان ما ظهرت ناقلة جنود اسرائيلية اندفعت الى مدخل

 الحصن.

 ادرك قائد الموقع انها نجدة فصاح بجنوده” اتركوا كل شىء ورائكم ..سنغادر الان..دقيقة واحدة فقط

 لنركب الناقلة المدرعة”.

 هنا لابد من الوقوف عن الترجمة لنرى موقف القائد .

 الرجل طلب من جنوده المغادرة وترك كل شىء دون حتى ان يطلب منهم التخلص من اى معلومات حساسة

  او مواد محظور ان تقع فى ايدى الخصوم بما يتنافى مع ابسط قواعد سيتبعها جيش من الدرجة العاشرة

  فما بالكم بجيش يقسم للجميع صباحا ومساء على انه احد اقوى خمسة جيوش على وجه الارض.

  سيقول البعض ان الرجل كان محقا فلم يكن هناك وقت ليضيعه فاءما ركوب الناقلة المدرعة او التأخر والوقوع اسير لدى السوريين وانه لم ينقذ نفسه بل انقذ ايضا ارواح من معه .

 والرد ان الرجل كان من المفترض انه قد ادرك مع عزل السوريون لموقعه ان سقوطه مسألة وقت وبالتالى لابد له ومن اللحظة الاولى التى ادرك فيها هذا  الاستعداد للحظة التى سيقتحم فيها السوريون الموقع والعمل على الا تقع فى ايديهم اى معلومات او وثائق قد تحدث ضرر لجيش بلاده وبتالى تؤدى الى فقدانه لارواح وخسارته معارك.

ولكن يبدو ان هالة (الاحتراف) التى يسعى الاسرائيليون الى نسجها حول انفسهم ثبت مثلما اثبت القتال فى اكتوبر 1973  ومعاركهم مع المقاومة العربية الفلسطينية واللبنانية ثبت انها اسطورة

اخرى زائفة.

المهم سيدخل الجنود البالغ عددهم ثمانية عشرة جنديا صهيونيا (هارب) الى المدرعة ويحتشدوا فيها

ومعهم جثتى زميلين لهما قضيا خلال القصف السورى.

واندفعت المدرعة تحمل الجنود (المهزومين) من الحصن 111) ) وبذلك فشل الوعد الذى قطعه الاسرائيليون

على انفسهم وسجلوه على لافتة وضوعها فوق جدران الموقع 111) ) .

” ان الموقع 111  لن يسقط مرة اخرى ” مثلما سقط من قبل (راجع الحلقة الاولى)

فهاهو يسقط مثلما سقطت اساطير صهيونية اخرى فى ذلك اليوم.

نعود الى الجنود الهاربين الذين احتشدوا فى ناقلة الجند التى وقف قائدها وقد اطل رأسه المكشوف من برجها ليوجه قيادة السائق محاولا البقاء قدر الامكان عن الطرق ب(الجولان) التى كان يزحف عبرها فى تلك الساعات حوالى الف دبابة وناقلة جند سورية.

على الرغم من ان الموقع (111 ) كان من المفترض اخلاء جنوده قبل بداية ضوء يوم السابع من اكتوبر

وهو  قرار شمله وشكل كل المواقع الامامية الا ان ذلك كان متعذرا.

ورحلة المركبة المدرعة التى حملت جنود الموقع لم تكن سهلة لدرجة ان الجنود فى بعض الاحيان وحتى يتيحوا

للساشق المرور عبر التضاريس الوعرة كالوديان الحادة الميول مثلا كانوا بضطرون للنزول كلهم من العربة ليخففوا من حملها ليتيحوا للسائق قدرة اكبر على تجاوز التضاريس الصعبة التى تحتاج لتخفيف

الحمولة عند تجاوزها.

 

 فاصل كوميدى:

 

على الرغم من غرابة العنوان اعلاه للجزء القادم من المقال الا اننى لم اجد وصفا ادق له من هذا

فالجنود الهاربون فوجئوا بقادة الناقلة التى تحملهم يخبرهم بوجود دبابات سورية قريبةوبالفعل فعند عبور احد منحنيات او ثنايا الطريق استمع الجنود لصوت المحركات الضخمة للدبابات.

” انهما دباباتين سوريتين “.

هكذا قال قائد المدرعة وجسده يلتوى ليقذف بقنبلة يدوية

سمع بعدها الجنود صوت انفجار مكتوم سببه كما اخبر القائد (انفجار القنبلة داخل البرج) واضاف

“ان الدبابة الاخرى تبتعد”.

وكما ترون فقد كنت محقا فى وصف ذلك الجزء من المقال بالفاصل الكوميدى فكل شىء فيه كذلك بدءا من

قائد المدرعة الذى قذف بقنبلة يدوية دبابة معادية لتهبط هذه القنبلة داخل جوف الدبابة بدقة خرافية (خرافية فى امكان حدوثها تماما كاءحياء الموتى ) ويتضبط سقوطها بدقة يعجز عنها ابرع قناص دبابات قضى عمره فى التدريب على مواجهة الدبابات .

يعنى الرجل نجح فيما يفشل فيه اعظم قناص دبابات ودمر دبابة بقنبلة يدوية من الرمية الاولى وادخل

القنبلة داخل برجها من الرمية الاولى مع ما فى صعوبة ذلك عمليا والذى قد يفشل فيه اعظم قناص دبابات هذا على الفرض ان الدبابات من الممكن عمليا مواجهتها بالشكل السالف ولكن يبدو انه طالما ان الجنود اسرائيليين صهاينة يواجهون عربا فالارجح ان اللامعقول يصبح امرا ميسورا حتى وان كان مستحيل.

الغريب هنا هو رد فعل الدبابات السورية فمعنى ان الرجل القى قنبلة يدوية اى ان الدبابات كانت قريبة منه يعنى تستطيع رصده كما رصدها ولكنها لاتفعل شيئا وتدمر واحدة والاغرب تنسحب الاخرى .

ولكن ارجح ان تلك الدبابات كانت على بعد عشرة كيلومترات (وهو افتراض ساخر) مثلا لذا لم ترصد المدرعة الهاربة ولان قادتها سوريين عرب فهم لايستطيعوا رصد فيل حتى وان كان على بعد متر منهم ام قائد الهاربين فهو اسرائيلى بالتالى يستطيع اصابة نملة ولو على بعد مائة كيلومتر وبالتالى هو يستطيع ان بذراعه قنبلة ويوجهها بعقله وهى فى الجو ليجعلها تهبط فوق اى هدف وتدمره لذلك .

اخيرا كانت تلك المدرعة الاسرائيلية تحمل جنود هاربين وراحت تتفادى خلال هروبها اى احتكاك مع القوات السورية باختيارها اصعب المسالك للعودة للخطوط الاسرائيلية ولكن على الرغم من هذا يدخل الرجل فى مواجهة مع سلاح مدمر بالكيف ومتفوق عددا دون اعتبار لاى عواقب كان يتحسب لها خلال رحلة الهروب.!!!!!!!!!!!

وكم هى كثيرة القصص الاسرائيلية من هذا النوع تمام كقصة الدباباتين (السنتوريون ) الاسرائيليتين اللتين اصيبتا ب(الجولان) روغم ذلك دمرتا ستين دبابة سورية.

 

(احمد عبود الزمر)vs (اسحق حوفى/رفائيل ايتان):

 

عندما وصلت العربة المدرعة التى حملت الجنود الهاربون من الموقع (111) الى محطة النهاية وهرول الجنود

 خارجها ليجدوا انفسهم بمقر القيادة الرئيسى الاسرائيلى ب(الجولان) ببلدة (كفر نافاخ)ومن هناك تم نقلهم الى بلدة (عين جيف) .

اما (نافاخ) التى بدت كملاذ للاجئين من المواقع الاخرى سرعان ما ستتعرض لخطر الهجوم.

فطوال الليل  كانت القوة التى يقودها (زفيكا جرين جولد/راجع الحلقة الثالثة) والكولونيل (بن شوهام) قائد اللواء الاسرائيلى المدرع (188) وهو احد الالوية الرئيسية للدفاع عن (الجولان) وتابع  للقوات النظامية الاسرائيلية  وليس لقوات الاحتياط وشكل هذا اللواء احد الاعمدة الرئيسية لخطة الدفاع الاسرائيلية عن (الجولان) قبل الحرب وعند بدايتها  والكولونيل (بن شوهام) قائد اللواء سالف الذكر ضابط رئيسى فى قيادة  قوة  (الجولان)  الاسرائيلية  (راجع الحلقة الاولى ) -كانت القوة التى يقودها الضابط الاسرائيلى (زفيكا جرين جولد ) والذى تطوع للدفاع عن مقر القيادة الاسرلئيلية (بنافاخ) ومعها ما تيسر من قوة تم جمعها يقودها (بن شوهام) الذى كان قد عزله عنف القتال عن وحدات لوائه (188) قد خاضت على طريق (التابلاين) معارك عنيفة مع القوات السورية التى تقدمت فوق هذا الطريق للوصول الى مقر القيادة الرئيسى الصهيونى  فى (نافاخ) ونجحت فى ايقافها الا انه بحلول الظهر اندفعت قوة مدرعة سورية طازجة لم تشارك بالقتال عددها حوالى ثمانين دبابة تقدمت على مسار متوازى مطوقة القوات الاسرائيلية التى تسد طريق (التابلاين) حيث تشكلت هذه القوة من احدث مايوجد بالترسانة السورية المدرعة الا وهى دبابات (T-62) واندفعت هذه القوة مباشرة الى مقر القيادة الاسرائيلى ب(كفر نافاخ)

و يرصد قائد احدى الدبابات الاسرائيلية  تقدم هذه القوة السورية ويبلغ قيادته ويصل البلاغ الى

(رفائيل ايتان) الذى امره قائد الجبهة الشمالية الاسرائيلية الجنرال (اسحق حوفى ) ان يتولى القيادة الميدانية للقوات الاسرائيلية ب(الجولان) (راجع الحلقات السابقة) وكان(ايتان ) لحظة هجوم

هذه القوة السورية الجديدة يباشر مهام القيادة بالطبع منت قاعدة (كفر نافاخ) بصفتها المقر الرئيسى لقيادة كل القوات الصهيونية ب(الجولان).

ويأمر (ايتان) (بن شوهام) بالاسراع الى (كفر نافاخ) لمواجهة هذا الهجوم السورى الجديد ويندفع الاخير لتنفيذ هذا الامر عندما تنطلق فجأة قذيفة من دبابة سورية كانت متوقفة على جانب الطريق

وتبدو مصابة لتضرب دبابة الكولونيل (بن شوهام) الذى اصيب وضاعف من فداحة اصابته ان جسده كان مكشوف لانه لحظة الاصابة كان يقف مطلا خارج برج دبابته التى انفجرت ليلقى قائد اللواء (188) الاسرائيلى مصرعه فى الحال ينما كان لوائه الذى عزلته ظروف القتال عن وحداته.

فقبل مصرع (بن شوهام) بلحظات  كان نائبه قد لقى مصرعه اثر تدمير السوريون دبابته

كما قتل ايضا ضابط العمليات باللواء ليتوقف (اللواء 188) عن الخدمة ويخرج من القتال .

 ولقد روى رجل اخر مهم  رواية قصة وفاة (بن شوهام) الا وهو الشهير (ادجار اوبالانس)

 ففى صباح السابع من اكتوبر داخل مقر قيادته ببلدة (كفر نافاخ) ادرك الكولونيل (بن شوهام) ان الهجوم السورى يندفع نحوه على طريق (التابلاين) وانه يجب ان ينظم دفاع ضده فتقدم

 جنوبا الى بلدة (الجوخدار) حيث قرر ان يقيم بها مقر قيادته المتقدم ليفاجـأ بأن الدبابات السورية والاسرائيلية تكاد ان تكون مختلطة ببعضها ولان خسائره فاقت كل مخاوفه فعاد مرة

 اخرى الى (مفر نافاخ) وخلال اطلاله خارج برج دباباته فتحت دبابة سورية معطبة على جانب الطريق نيران رشاشها الثقيل عليه فأردته قتيلا على بعد 300 ياردة من ملاجىء مقر

 القيادة ب(كفر نافاخ)

 ولم يوضح (اوبالانس) ما المقصود بمقر القيادة هنا

 فهل هو مقر قيادة ل(بن شوهام) ولكنه موجود ب(كفر نافاخ) ام انه المقر العسكرى الرئيسى الاسرائيلى المعروف والموجود كما نعلم جميعا فى تلك القرية السورية المحتلة

 المهم قصتان تكاد ان تتشابه عن مصرع ضابط اسرائيلى دون فروق كبيرة على العكس من قصة مصرع الجنرال (البرت ماندلر ) الضابط الاسرائيلى الاشهر على الجبهة المصرية

 حيث توجد اكثر من قصة لوفاته ربما نتعرض لها فى مقال منفصل لاحقا.

 ورأيى الشخصى ان قصة مصرع (بن شوهام) الاولى ادق من الثانية نظرا لان الاولى جاءت بعد ربع قرن من الحرب اى فترة زمنية وافية للتدقيق وتحديث المعلومات عكس قصة

 (اوبالانس) التى كتبت بعدها بأعوام قليلة

 كما ان (اوبالاتس) يروى عن سبب اخر من اسباب توقف الاندفاع السورى ثم رده ب(الجولان) وهو ان المشاة السورية وما ازرها من قوات دعم عربية لم تكن بنفس مستوى التزام

 واندفاع القوات المدرعة السورية .

 فخلال يوم السابع من اكتوبر وبالقطاع الشمالى من (الجولان) كان المفترض ان تندفع المشاةلتؤازر الاندفاع السورى المدرع باتجاه (ماسادا) وطريق بلدة (واسط) ولسد ثغرة تعرض القوات السورية للخطر عند (مجدل شمس) و  كانت ترابط عند سفح جبل (الشيخ) قوة مغربية من الف وثمانمائة جندى قوى هذه القوة موجودة ب(سوريا ) منذ شهر يونيو 1973

 وعندما طلب من هذه القوات التحرك لتنفيذ دورها امتنعت عن الحركة .

 وفد اخبر احد ضباط هيئة الاركان السورية (اوبالاتس) ان القوة المغربية كانت عديمة الفائدة ولم يتم اشراكها فى القتال بعد ذلك الا وانه لاسباب سياسية لم يتم سحبها من منطقة

 القتال دون اشراكها فيه بالطبع

 وقد علق احد الخبراء العسكريين الامريكيين على موقف هذه القوة المغربية فقال ” ان ملك (المغرب) ارسل هذه القوة التى يبدو انها كانت من مثيرى المشاكل ضد نظام حكمه لتقاتل

 وتموت “

 اى حسب هذا الخبير الامريكى ارسلها ليتخلص منها

 فد يبدو عنوان هذا الجزء من المقال غريب

 فما هى علاقة القائد المصرى المعروف الشهيد (احمد عبود الزمر) والذى لقى على الضفة الغربية لقناة (السويس)  للجبهة الجنوبية المصرية ماهى علاقته بقائدين اسرائيليين كانا

 يقاتلان على الجبهة الشمالية السورية.

 علينا ان نعود اولا الى  مقال (ابراهام رابينوفيتش) لنواصل ترجمته وستتضح اسباب المقارنة.

 فالقائد الاسرائيلى (رفائيل ايتان ) كان قد تأخر فى  الخروج من (نافاخ)  بعد ورود انذار بتقدم قوة سورية كبيرة صوب القاعدة  وبعد استنجاده ب(بن شوهام) قائد اللواء الاسرائيلى المدرع المنهار (188) والذى واصل انهياره فلقى قائده (بن شوهام) ونائبه وضابط عمليات  اللواء مصارعهم وانتقلوا معا الى الجحيم وعلى كل فلم يكن وجود (بن شوهام ) حيا ليجدى

 فالقوة السورية كانت قد وصلت الى (كفر نافاخ) قبل وصول اى نجدة اسرائيلية وفوجىء (ايتان ) بها تندفع لتسوى بالارض السور المحيط بالقاعدة .

 ومن المؤكد ان ماحدث بعدها كان قطعة من الجحيم فالدبابات السورية اندفعت لتغمر ابنية المقلر الاسرائيلى رقم واحد ب(الجولان) بقذائفها ولنا ان نتصور ان ذلك كان بكل عنف وشراسة رهيبة.

 اما (ايتان) فقد اندفع الى عربة مدرعة نصف مجنزرة اندفعت به بدورها فى مشهد يشبه مشاهد افلام الاكشن وسط المقر المشتعل بين القذائف المنهمرة وتتفادى خلال اندفاع هروبها

 عربة  محترقة قبل ان تعبر بوابة الحصن الاسرائيلى حاملة القائد الهارب الى مقر قيادة احتياطى على  بعد ثلاثة كيلومترات.

 وبالطبع هناك نقاط لم يوضحها (ابراهام رابينوفيتش) كاتب المقال .

 فهو لم يوضح ان كان (ايتان) قد نجح تنفيذ عملية اخلاء كامل ومنظم للمقر قبل وصول القوات السورية خاصة ان اندفاع القوات السورية كان سريعا نحو مقر (نافاخ) على نحو قد

 يكون لم يوفر له وقت للاخلاء  الناجح الذى يتيح له اخلاء جنود قاعدة رئيسية بل هى اهم قاعدة ب(الجولان) ويقينا هم كثر نظرا لاهمية القاعدة ويتضمن هؤلاء الجنود ضباط

 هؤلاء الضباط ترجع اهميتهم الى انهم ضباط مقر القيادة الذين يقومون بالتخطيط والتوجيه للقوات الاسرائيلية ااى انهم عقل هذه القوات المدبر او على الاقل جزء من هذا العقل المدبر

 الذى يوجد جزء منه بمقر القيادة الرئيسى للجبهة الشمالية الاسرائيلية فى (الجليل) شمال (اسرائيل).

 ولان مقر (كفر نافاخ) هو القاعدة الاسرائيلية الرئيسة فالمؤكد انه يحوى من الوثائق ما يجعل وقوعه فى ايدى عدوة بمثابة كارثة ل(اسرائيل) فهل نظم (ايتان) فبل هروبه التخلص من

 هكذا وثائق او تأمينها واخلاء القاعدة من اى اسلحة او تشوينات ذخيرة ؟

 ام انه ولى الادبار هاربا تاركا الكل لمصيره؟

 هذه النقاط نلاحظ ان الكاتب لم يتناولها كما لابد اننا قد لاحظنا من قبل  انه فى كل الكتابات الاسرائيلية او تلك المحابية  ل(اسرائيل) يتم التغاضى او المرور السريع عليها على نحو

 لايبرزها امام اعين القارىء مما يجعلها شبه مجهولة او مجهولة .

 ناهيك عن التغافل عن اى لمحة مهارة وشجاعة او عبقرية عسكرية عربية فأى نصر عربي (على فرض الاعتراف بأى نصر ولو صغير للعرب ) اى نصر عربى  من وجهات النظر

 الاسرائيلية او تلك المحابية ل(اسرائيل) لايكون فيه للذكاء او الشجاعة العربية اى دور بل يكون النصر بسبب سوء تقدير او تقصير اسرائيلى اما العرب فمعدومو الذكاء والشجاعة.

 ويحضرنى هنا مثال لاحد مؤرخى الحروب الصليبية من الذى يعزو هزيمة القوات الصليبية فى معركة (حطين)الى  مهارة الجيوش العربية الاسلامية وشجاعة جنودها بل يعزو  النصر

 العربى المؤزر الى  سوء تقدير القائد المناوىْ ل(صلاح الدين) الذى لم يدرك (تابعوا معى هذا الذى لم يدرك اهميته) الذى لم يدرك اهمية (الماء ) للجيوش فى الحرب .

 ولانحتاج نحن الى التعليق عن حيوية الماء الذى يدرك اى متخلف عقليا وليس قائد حربى اهميته فى الحرب او غير الحرب.

 اكاد المح عيون اسرائيلية مستنكرة لما  اكتب من تحليل هنا وانا اشكك فى ان تخلى (ايتان) عن مقر قيادة (نافاخ) كان هروبا مذعورا وليس انسحاب الى مقر جديد يواصل منه القتال

 مرة اخرى .

 وارد اذا كان (ايتان) اخر من غادر المقر بعد ان اطمأن الى التخلص من الوثائق المهمة الموجودة فيه واخلائه من المعدات الحساسة والاهم اخلائه من جنوده فهو هنا انسحب ولم  يهرب.

 اما اذا كان ولى الادبار تاركا الكل لمصيره فهو حتما هرب كفأر مذعور .

 والمقال الذى نترجمه لم يوضح لنا كيف نظم (ايتان) خروجه من المقر

 هل نظمه كقائد ينسحب ام كقائد هارب مدحور؟

 وعلى الرغم من عدم وجود ما يدعم استنتاجى انه ولى الادبار الا انه هناك ملحوظتين

 الاولى ان الموجة الثانية من الهجوم المدرع السورى على مقر القيادة الاسرائيلى الرئيسى ب(كفر نافاخ) كانت عنيفة وسريعة فى سبق الوصول اليه قبل اى نجدة اسرائيلية مما يعنى

 انه لم يكن امام من فيه الوقت الكافى لتنظيم انسحاب تاركة امامهم خيارين اما القتال والموت فى وجه الهجوم او الهروب العشوائى .

 الملحوظة الثانية ان(رفائيل ايتان) تأخر فى الخروج من مقر قيادته بعد ورود الانذار اليه عن اندفاع قوة مدرعة هجومية سورية صوب معسكر (نافاخ)

 ان تلك القوة سبقت اى قوة اسرائيلية اخرى فى الوصول الى (نافاخ) بل و اطاحت بما اعترض طريقها من دبابات صهيونية

 ان (ايتان) شاهد بنفسه هجوم القوات السورية على قاعدة (نافاخ) واندفع هو نفسه تحت وابل نيران تلك القوات كما اسلفنا فى فقرة سابقة وبالطبع لا يوجد قائد عسكرى ينفذ انسحاب

 منظم سيسمح لنفسه بالانسحاب تحت وابل نيران معادية قد تكلفه حياته .

 لعلك ادركت الان ما اعنى الا  وهو ان الاسلوب الذى ترك به (رفائيل ايتان ) مقر القيادة الاسرائيلى فى (كفر نافاخ) ينفى ان يكون قد تم هذا بخطة انسحاب منظمة يكون فيها القائد

 اخر من يغادر موقعه بل كان الامر هروبا عشوائيا يكون القائد فيه اول (الفئران).

  وهنا يحضرنى موقف القائد المصرى الشهيد البطل (احمد عبود الزمر ) قائد الفرقة  )  23  مشاة ميكانيكية ) والتى شكلت خلال حرب اتوبر على الجبهة المصرية جزء من احتياطى

 الجيش (الثانى الميدانى المصرى) وكانت تلك الفرقة ترابط على الضفة الغربية لقناة (السويس) حيث كان قد تم سحب احد الويتها  ودعمت به الفرقة الثانية مشاة التى عبرت القناة 

 لتقاتل   داخل ( سيناء) اى ان الفرقة كانت ناقصة جزء من قواتها عندما حدث بعدها بأيام ذلك الامر الجلل.

 عبور القوات الاسرائيلية عبر ثغرة بين الجيشين المصريين الثانى والثالث ووصولها الى مؤخرات الجيشين بعد عبور الوحدات المدرعة المصرية التى كانت مكلفة بصد هكذا اختراق

 الضفة الغربية الى داخل (سيناء) لتشارك بتطوير الهجوم يوم  14 اكتوبر وهو ما كلف (مصر) خسارة وصلت الى حوالى من 250 الى 264 دبابة بينما كانت خسائر (مصر) فى

 الدروع حسب الفريق (سعد الدين الشاذلى ) رحمه(الله) حتى يوم  13 اكتوبر  240  دبابة اى اننا خسرنا فى يوم خسائرنا فى اسبوع فى الدبابات .

 اما القوات الاسرائيلية والتى كانت خسائرها حسب الفريق (الشاذلى) حتى يوم  13 اكتوبر 615 دبابة فقد خسرت يوم الرابع عشر من اكتوبر حسب ادعائتها 18

 دبابة اما المصريون وفى مقدمتهم الفريق (الشاذلى) يؤكدون ان (اسرائيل) خسرت يوم الرابع عشر من اكتوبر  50 دبابة.

 واحب ان اوضح هنا ان التقدير المصرى لخسائر الدروع الاسرائيلية فى اليوم المذكور اصبحت بعض المصادر الاجنبية اكثر ميلا اليه عن الرقم الاسرائيلى

 واود هنا اضيف شىء اخر فالكتيبة المدرعة الاسرائيلية تتكون حسب الفريق (الشاذلى ) فى حوار  على قناة (الجزيرة) ببرنامج(شاهد على العصر) تتكون الكتيبة المدرعة الصهيونية

  من اربعون دبابة واذا كان اللواء المدرع الاسرائيلى هو ثلاث كتائب فمعنى ذلك ان اللواء المدرع الاسرائيلى هو مائة وعشرون دبابة ولما كان تشكيل الفرقة المدرعة الاسرائيلية هو

 ثلاث الوية مدرعة يصبح عدد دبابات الفرقة الواحدة 360  دبابة.

 قد يقول البعض ان ذلك لم يكن صحيح بدليل ان بعض التقديرات لاحجام الفرق المدرعة الاسرائيلية عند اتمام حشدها لتنفيذ الثغرة وتزويدها بكل ما امكن كانت

 300  دبابة بفرقة (اريئل شارون)

 300 د بابة بفرقة (افراهام ادان)

  180] فرقة (كلمان ماجن)

 كما ان فرقة (ماجن) او مجموعة العمليات (252) التى تولى قيادتها خلفا للجنرال (البرت ماندلر) الذى نجحت القوات المصرية فى تصفيته يوم 13 اكتوبر 1973

 كان حشد هذه الفرقة من الدبابات  300 دبابة .

 وردى انه قد يكون التعداد النظرى للواء المدرع الاسرائيلى حسبما وضع المخطط الاسرائيلى هو بالفعل 120  دبابة للواء المدرع اى 40  بالكتيبة حسب الفريق (الشاذلى)

 ولكن الظروف القتالية قد تستدعى استقطاع بعض القوات او الدبابات من هذا اللواء او ذاك ربما يكون هذا الاستقطاع لتكوين احتياطى او لتوفير قوة ما سيطلب منها تنفيذ مهمة معينة

 ولكن نستطيع القول انه عموما كانت قوة كل لواء اسرائيلى بالحرب من  100 الى 120 دبابة

ولكن ماذا عن قوة اللواء المدرع المصرى ؟

 الاجابة بكتاب الفريق (الشاذلى ) عن حرب اكتوبر قاللواء المصرى المدرع يتكون من  90 دبابة والفارق العددى لصالح اللواء الاسرائيلى واضح

 كما ان بعض التقديرات الاخرى عند الحديث عن معركة الحشد الاسرائيلى لمعركو  الثغرة تقول ان مجموعة العمليات  143 التى قادها شارون تتكون من  3  لواء مدرع بقوة 111 للواء.

 والامر نفسه لمجموعة (أدان)  المجموعة 162

 اما مجموعة (ماجن) فقد رفعتها بعض التقديرات الى 269 دبابة بدلا من 180  وهى تتكون من لوائين اى نظريا وحسب التقدير الجديد لعدد دبابتها عند بداية معركة الثغرة فاءن

 بكل لواء حوالى 135  دبابة

 واجمالا نرى ان عدد الدبابات الاسرائيلية للواء المدرع يتراوح بين المائة والمائة وعشرون وهو  الرقم الاغلب بكل لواء

 المهم كما ترى معى فقد كان الحشد الاسرائيلى للدبابات كبير اما الجانب المصرى فقد تواصل نزيف خسائر دباباته فبقايا الدبابات ال400 والتى كانت تشكل الاحتياطى المصرى غرب

 قتاة (السويس) والتى تم الزج بها فى معارك 14 اكتوبر لم تلبث بقايا هذه القوة ان دمرت خلال معارك الثغرة ولكن بالمقابل فقد دمرت هذه القوة اعداد كبيرة من دبابات العدو اى انه

 لم تذهب سدى ولكن هذا لايمنع انه مع كل دبابة تدمر كانت القوات المصرية تخسر بالسالب خصما من رصيد معداتها.

 ثم جاءت نكبة اللواء  25 مدرع المستقل المكون من دبابات  (T-62) المتطورةبمقاييس انذاك ليخسر اكثر من 60 دبابة خلال ساعات نتيجة لزجه بقرار خاطىء فى معركة يائسة

 للتصدى لثغرة (الدفرسوار) الا ان اللواء فاتل ببسالة (ربما يكون لنا مقال حول معركته).

 ومع نجاح القوات الاسرائيلية فى عبور القناة وعدم وضوح الصورة امام صانع القرار المصرى ربما لمزيج من حسن اداء الجيش الاسرائيلى فى اخفاء قواته مما يتعذر معه تحديد

 حجمها وبالتالى تقدير خطورة ما يمكن ات تحدثه هذه القوات من جهة .

 ومن جهة اخرى ضعف الاستطلاع المصرى وهو ما يسأل عنه فرع الاستطلاع بالجيش والمخابرات الحربية التى كان يديرها انذاك اللواء (فؤاد نصار).

 هذه العناصر جعلت الرئيس (السادات) فى صورة خاطئة وبالتالى لا يتخذ اجراء سليم وبالتالى تعنى ان الرئيس لا يتحمل المسئولية او لايتحملها بشكل كامل على الاقل فى الكثير

 مما جرى من احداث فى المرحلة الاخيرة من الحرب على الجبهة المصرية لان المنوط بهم ايصال الصورة له لم يفعلوها بشكل سليم

 نتج عن ذلك ان القوات المصرية التى ارسلت للقضاء على الثغرة لم تكن على بينة من حجم وانتشار عدوها سواء عندما كان حجمه ضئيلا وضعيفا

 فقط الفى جندى مظلات -ثلاثون دبابة -وبعض العربات نصف المجنزرة

حيث خاض اللواء المصرى 116 مشاة مبكانيكى معارك دون ان يحمل صورة كاملة عن حجم وانتشار عدوه مما ادى الى استشهاد قائده والعديد من جنوده وتدمير اعداد كبيرة من معداته او عندما بدأ العدو يقوى بعبور فرق مدرعة كاملة من الشرق الى مؤخرات الجيوش المصرية وبدأت القوات المصرية فى شن هجمات باءت بالفشل واتسمت بعدم جودة التخطيط

  والتعجل وكان من ضمن تلك القوات التى شاركت فى الهجمات الفاشلة ضد ثغرة الاختراق ب(الدفرسوار) ومطارها اللواء (23) مدرع من احتياطى الاستراتيجى للقيادة العامة للقوات

 المسلحة المصرية الذى دفع بكتيبة من دباباته (حوالى 30 دبابة كما هو فى تنظيم العددى للكتيبة المدرعة المصرية) دفع كتيبة لتهاجم منطقة (الدفرسوار)  والتى كان يتواجد بها عند

هجوم هذه الكتيبة قوة اسرائيلية لا تتجاوز الفى جندى من جنود المظلات التابع لفرقة الجنرال (اريئل شارون) تساندها ثلاثين دبابة وبعض العربات المدرعة نصف المجنزرة  حيث

 شكلت هذه القوة الطليعة الاسرائيلية للعبور الى غرب قتاة (السويس) وانيط بها مهمة تكوين وتأمين رأس كوبرى اسرائيلى غرب القناة تمهيدا لعبور الفرق المدرعة الاسرائيلية

 ونظرا لطبيعة الارض التى هبطت بها تلك القوة(الدفرسوار غرب) المليئة بالتكوينات الشجرية والنباتية الكثيفة وحسن استغلال هذه القوة هذا الغطاء النباتى لاخفاء نفسها واستغلالها

 لمبانى مطار (الدفرسوار) المهجور فى الالتجاء بها والاختفاء داخله بالاضافة الى خفة وسرعة حركة هذه القوة فى الهجوم والضرب من مكان لاخر بسرعة وقوة وما صاحب تحركاتها

 من حسن اخفاء هذه التحركات والتمويه ادى هذا كله الى عجز القيادة المصرية عن رسم صورة دقيقة للقوات المعادية التى تواجهها ومن ثم عدم تخصيص القوة المناسبة التى تتحرك

 حسب خطة محكمة مدعومة بمعلومات سليمة عن اوضاع العدو الذى يواجهها وبالتالى فقد فشلت كل محاولات القيادة المصرية للقضاء على هذه القوة بل ونالت القوات المصرية التى

 ارسلت للقضاء عليها ضربات عنيفة مدمرة مثلما حدث للواء 116 مشاة -وكتائب الصاعقة -والكتيبة المدرعة من اللواء 23  مدرع من الفرقة الثالثة مشاة ميكانيكية (من الاحتياطى

 الاستراتيجى للقيادة العامة المصرية) حيث دمرت تلك الكتيبة بالكامل .

 وعندا صدر الامر لباقى اللواء 23  مدرع بالهجوم على (الدفرسوار) حيث رأس الجسر الاسرائيلى يؤازه هجوم لواء المظلات 182 المصرى كان الاوان قد تأخر فمجموعة العمليات

 162  التى يقودها الجنرال (افراهام ادان) عبرت بجزء كبير من  قواتها (عبرت حوالى 200  دبابة ) واصبح التفوق العددى لصالح العدو وواجه اللواء المدرع المصرى هذه القوة

 بالاضافة الى القوات الاسرائيلية الموجودة سابقا فى (الدفرسوار) وكان يؤازر هذه الوات الاسرئيلية بطاريات المدفعية بعيدة المدى والطيران الاسرائيلى الذى على ما يبدو كان

 سبب او على الاقل من اسباب تدخله نجاح القوة الاسرائيليى الاولى التى كلفت بتشكيل رأس الجسر الاسرائيلى فى تدمير واسكات عدد من قواعد الصواريخ المصرية  مما سمح بوجود

 مجال للحركة للطيران المعادى كان حائط الصواريخ المصرى الشهير قد حرمه منه وكلفه خسائر دموية باهظة من قبل هذا بالاضافة الى ستائر الصواريخ المضادة للدبابات التى جهز العدو بها قواته.

 ونستطيع القول بناء على الحجم التنظيمى للواء المدرع المصرى والمشار اليه فى فقرات سابقة اعلاه ان اللواء 23  المدرع المصرى الذى سيواجه الان قوة الجنرال (ادان) لم يكن

 عدد دباباته يتعدى ال60 دبابة بعد ان خسر كتيبة سابقة التى اشير اليها والى معركتها بالفقرات اعلاه مما يجعله لواء مدرع بالاسم لا بالفعل .

 ونتيجة لهذا دمر اللواء المصرى ولم يتبق منه سوى ثمانية دبابات واصيب قائده .

 ومع تطور الاحداث وتضاعف حجم القوات الاسرائيلية المتسربة الى غرب القناة وتضاءل القوات المصرية التى تواجهها نظرا لما تكبدته من خسائر فادحة مؤثرة فى المعدات بأكثر

 مما هى مؤثرة فى الافراد وان كان هذا لايمنع انها كانت فادحة فى الافراد ايضا .

 ومع اشتداد الضغط الاسرائيلى واندفاعه للقضاء على المواقع المصرية الرئيسة التى تحول بين الاسرائيليين وبين الاندفاع شمالا وجنوبا للوصول الى مدن القناة واتمام الضغط على 

 مؤخرات الجيوش الميدانية المصرية التى عبرت الى الشرق فى (سيناء) وفى يوم 19 اكتوبر  1973 بدأ العدو فى الهجوم على الموقع الرئيسى المصرى الوحيد الباقى جنوب

 ترعة (الاسماعيلية) وهو الموقع الذى كانت تشغله الكتيبة الاخيرة من اللواء المصرى 116 مشاة ميكانيكية بعد ان فقدت كتيبتيه الاخريين كفاءتهما القتالية فى المعارك ضد العدو

 فى ( الدفرسوار) وكان هذا الموقع يقع غرب تقاطع طريق ( المعاهدة) مع وصلة (ابو سلطان) والى جوار هذا الموقع كان يقع ايضا مقر القيادة المتقدم للواء 116  وكذلك مقر القيادة

 المتقدم للعميد  اركان حرب (احمد عبود الزمر) قائد الفرقة (23 مشاة ميكانيكية) ومع هذه القوات بقايا اللواء 23)) مدرع الذى دمر فى اليوم السابق .

 وفى صباح19 اكتوبر بدأت الفرقة المدرعة التى يقودها الجنرال (افراهام ادان) فى الهجوم على هذه المواقع وهاجم من ضمن ما هاجم مواقع مرابض مدفعية الفرقة 23)) مشاة

 ميكانيكية والذى يقع الى الغرب على بعد عدة كيلومترات من الموقع الدفاعى الرئيسى الذى تحتله الكتيبة الاخيرة من اللواء 116)) مشاة ميكانيكية .

 كان الهجوم على موقع المدفعية بقوة كتيبة مدرعة ” قوة لن تقل عن 30 -40 دبابة ” تؤازرها المشاة الميكانيكية وهى القوات الاسرائلية المشاة المحمولة على عربات نصف

 الجنزير او داخل مركبات ام 113  .

وبحسب اللواء ( جمال حماد) وراوايته لهذه المعركة فى الجزء الثانى من مرجعه الضخم عن حرب اكتوبر ” اشتبكت وحدات المدفعية مع  الدبابات الاسرائلية وجها لوجه فى معركة

 عنيفة استغرقت ثلاث ساعات استخدمت فيها مدفعية الميدان اسلوب الرمى المباشر ضد  دبابات العدو .. ورغم ما تكبده العدو من خسائر جسيمة فقد انتهت المعركة بتدمير لواء

 مدفعية الفرقة بعد قتال شرس “

والرمى المباشر او الضرب المباشر والذى اشار اليه اللواء( جمال) فى القرة المقتبسة السابقة معناه ان يقوم الرامى بالضرب على الهدف يراه رؤى العين مباشرة وهو ما كان

 فى حالة موقع المدفعية المصرى والدبابات الاسرائيلية.

اوالرواية الاسرائيلية للمعركة تختلف بالطبع عن الرواية المصرية حيث كانت الخسائر الاسرائيلية طفيفة وان كان الاسرائيليون اعترفوا ان هذه الساعات الثلاث التى استغرقتها

 المعركة قد اضاعت عليهم وقتا ثمينا لاستكمال مخططهم.

ا اما الاسباب التى ساقها الاسرائيليون للتدليل على  بساطة خسائرهم فى مواجهة لواء مدفعية يعمل الاسرائيليون الف حساب لقوة وبعد مدى نيرانه فهى

 ان دباباتهم استخدمت اسلوب الرمى من بعيد اى ان الدبابات تضرب اهدافها  من اقصى مسافة ممكنة يسمح بها لها مدى مدفعها يسمح لها باءصابة الهدف والبعد لاقصى مسافة

 ممكنة من نيران المدفعية مع استخدام اطقم هذه الدبابات لاقصى مهاراتهم فى الرمى وافضل استفادة من اجهزة التصويب وادارة النيران الموجودة بالدبابات.

 وهذه النقطة مردود عليها انه ايا كان بعد مدى مدفع الدبابة واو افترضنا ان هذه الدبابات تستطيع اصابة اهدافها بدقة من مدى ثلاثة كيلومترات فاءن هذا لن يحول دون ان تطالها

 نيران المدفعية المصرية حيث ان مدى نيران المدفع الميدانى  اضعاف اضعاف مدى  مدفع الدبابة.

السبب الثانى حسب الرواية الاسرائيلية فهى استخدامها فهى الضرب مع الحركة

 واستبعد ان يكون الضرب مع الحركة المقصود بها ان الدبابة تضرب قذيفتها نحة الهدف وهى تتحرك فحتى فى عصرنا هذا وبأحدث اجهزة التصويب الرقمية فاءن مبدأ  HITTING

 ON THE MOVE اى الضرب مع الحركة ليس مضمون تماما فى اصابة الهدف فما الحال ونحن نتحدث عن اوائل السبعينات حيث لم تكن اجهزة التصويب انذاك رغم جودتها

بكفاءة الاجهزة الحالية مما سيجعل اسلوب الرمى مع الحركة الكاملة غير مضمون فى اصابة الهدف تماما ومهدرا للذخيرة.

 الارجح ان المقصودبالضرب مع الحركة ان الدبابات تتحرك ثم تتوقف فى مكان مناسب لاطلاق النار يضمن لها الحماية تضرب منه باقصى سرعة ودقة فى التصويب ثم تتحرك بسرعة

 الى مكان اخر تستخدم فيه الاسلوب نفسه وبلا شك فاءن هذه الخطة تتضمن تخفيض تعرض الدبابات الاسرائيلية للنيران الثقيلة المباشرة لمدفعية الميدان التى تقاتل من داخل موقع

 ثابت  لايتيح لها الحركة الرشيقة والمناورة ليلاحق بنيرانه الدبابات الاسرائيلية التى تشكل اهدافا عالية الحركة والمناورة وبتالى فحركة نيران الدبابات الاسرائيلية اسرع من ملاحقة

 نيران موقع لمدفعية لها ناهيك ان المدفعية المصرية على الارجح من النوع الذى لا يملك حركة ذاتية اى ليس مدفع مثبت فوق شاسيه مركبة متحركة وبالتالى فقدرته على تعديل موضعه وملاحقة الاهداف  مقيدة بالموقع الثابت او الخندق الذى يقاتل منه ومقيدة بثقل حركته هوايضا.

 اخر سبب يستخدمه الاسرائيليون للتدليل على قلة خسائرهم بهذه المعركة فهو استخدامهم لقذائف مضادة للافراد وليس القذائف المضادة للدروع.

 نقطة اخيرة حول هذه المعركة فالطيران الاسرائيليى لم يكن له ذكر فيها مما يدلل على ان الخصمين المتحاربين كانا قريبين من بعضهما الى حد خشى معه الطيران الاسرائيلى

 استخدام نيرانه ضد القوات المصرية خشية ان تطال هذه النيران القوات الاسرائيلية القريبة منها والتى تشتبك معها.

 نستطيع ان نخرج باستنتاج هو ان هذه  المعركة كانت طاحنة بحق وان القتال كان شرس لثلاث ساعات رهيبة

 الثانى ان الدبابات الاسرائيلية كانت قريبة من مدى نيران مدافع الميدان المصرية الثقيلة وانه اى كان مدى رماية مدفعها فسوف تزال فى نطاق مدى مدفع الميدان يضربها بنيرانه

 الثقيلة.

 ان قدرة حركة الدبلبات الاسرائيلية وخفتها وضربها المتحرك سيخفف بالتأكيد من خسائرها الى حد مقبول. ولكنه لن يكون بسيط

 ونستطيع القو لبالتالى ان خسائلر العدو لم تكن كبيرة ولكنها لن تكون طفيفة اطلاقا فى نفس الوقت اى خسائر لابأس بها.

 واخيرا اصل الى نقطة المقارنة فى هذا الجزء والتى  هى عنوان هذه الحلقة الا وهى صمود العميد (احمد عبود الزمر) داخل مقر قيادته حتى استشهد بنيران الدبابات الاسرائيلية

 او دهسته جنازيرها وذلك بعد ان واصلت تلك الدبابات هجومها على مقر قيادته القريب من موقع المدفعية المشار اليه اعلاه.

 فقائدنا لم ينسحب ورجاله يقاتلون وفضل الموت على هذا

 اما القادة الاسرائيليون وحسبما رأينا فى الفقرات اعلاه فقد ” انسحبوا” وليس معروف لنا على وجه الدقة مصير رجالهم وسنرى فى الفقرات القادمة ان هناك شكوك “قد تكون

 محتملة لانسحابهم قبل رجالهم وليس بعدهم كما يفعل من هو مفترض ان يكون قائد مسئول عن ارواح رجاله قبل روحه.

 سرقنا الاستطراد فى النقاط اعلاه بعيدا عن مقالنا ولكنه كان استطرادا ضروريا المهم اننا نعود لنواصل رواية (رواية أبراهام رابينوفيتش عن معركة الجولان)  ونستكمل من حيث

 مشهد اخلاء او هروب (رفائيل ايتان) مقر القيادة الاسرائيلى المتقدم ب(كفر نافاخ) البلدة السورية ب(الجولان) المحتل والدبابات السورية وقد اقتحمت المقر واصلته نيرانا حامية

 حيث ينضم للقتال (تسفيكا جرين جولد ) وقوته (راجع الحلقات السابقة حتى هذه الحلقة ) ,ويحطم دبابة T-62) )  الا انه عند هدوء القتال يقفز خارج دبابته وقد غطت جسده الحروق

 والجروح وسواد الادخنة(المقصود سواد ادخنة الانفجارات ونيران المركبات المحترقة او المصابة التى قاتل هو داخلها والتى غيرها اكثر من مرة ولتفاصيل اكثر راجع الحلقة الثالثة)

 ويذهب (تسفيكا ) الى ضابط الاركان الذى ارسله الى المعركة قبل اكثر من عشرين ساعة قائلا “انه لايستطيع المواصلة اكثر من هذا” فيعانقه الضابط ويوفر له مركبة تقوم بإخلائه

 الى مستشفى.

لم يكن عدد الدبابات الاسرائيلية عند مقر القيادة (بكفر نافاخ) يسمح لها باءيقاف الهجوم فقط تستطيع الابطاء من معدله دون احتوائه فيتصل قائد الجبهة الشمالية الاسرائيلية الجنرال

 (اسحق حوفى ) ب(اورى اور) قائد احد الالوية المدرعة الاحتياطية الاسرائيلية (راجع الحلقات السابقة ) والذى تمركز بمنطقة (عين زيفان) بعشرين دبابة هى ما تبقى من لوائه الذى ارسلت اعداد كبيرة من دباباته فى الساعات السابقة للمساعدة فى ايقاف الهجوم السورى (راجع الحلقات السابقة) وطلب (حوفى )  من (اور) الاندفاع بأقصى سرعة بكل دباباته  من

 اجل المساعدة فى ايقاف الهجوم السورى على (كفر نافاخ) وبالفعل لبى الاخير الامر ولكن بدلا من الاندفاع مباشرة الى ((كفر نافاخ) فام بحركة اندفاع واسعة نحو الجنوب بدلا من الطريق الرئيسى.

 وعند المقر الاسرائيلى ب(كفر نافاخ) اصطفت مجموعة من دبابات  T-62) )  السورية عندما باغتها (أور) بقوته الاصغر حجما بهجوم خلفى لتبدأ معركة طاحنة دامت لساعات

 وعند حلول ظلام يوم السابع من اكتوبر كانت قوة( اور)  المعززة ببقايا وحدات اخرى قد تمكنت من انشاء خط دفاعى حول (كفر نافاخ) على الارض المرتفعة المحيطة بالبلدة ليكون

 هذا الخط وللمرة الاولى منذ بداية الهجوم السورى اول شبه خط دفاعى بوسط (الجولان).

 والفقرات السابقة تؤكد بما لايدع مجالا للشك مرة اخرى الفارق بين (ايتان) و(احمد عبود الزمر)

 فالاول انسحب من مقر قيادته تاركا رجاله يخوضون معركة طاحنة دفاعا عن مقر القيادة امام الهجوم السورى دون ان يشاركهم القتال بساحة المعركة وذلك على العكس من (احمد

 عبود الزمر ) الذى واصل القتال من داخل مقر قيادته بالخطوط الامامية واستشهد فيه.

 والسؤال المثير هو لماذا واصلت القوات الاسرائيلية الدفاع عن مقر (كفر نافاخ) بعد ان اخلاه قائده (رفائيل ايتان) ؟

 ان المنطق يقول ان اخلاء القائد لمقر القيادة لايتم الا بعد ان يكون قد تم تجريده من اى ادوات حساسة او مستندات حرجة (خرائط مثلا) وان يكون ضباطه وجنوده قد اخلوه ايضا اى

 لايوجد به احد وبتالى فاءن الاحتمالات التى تبرر دفاع القوات الاسرائيلية عنه بعنف هى :

 1 / انه لم يتم اخلاء المقر من ادواته ومستنداته الحساسة وتركها قائد المقر ورائه فى ظل لهفته على النجاة بجلده.

 2 / او ان بعض الضباط والجنود كانو سيحاصروا داخل المقر او يقضون نحبهم مع الهجوم السورى بينما هرب قائدهم فى غمرة ذعره.

 3 / او قد يقول محلل ” لماذا المبالغة فى تصوير انسحاب القائد الاسرائيلى على انه هروب غير منظم فالرجل قد يكون قد اخلى المقر من الادوات والضباط بالفعل وان استماتت القوات

 الاسرائيلية لمنع السوريين من الاستيلاء على مقر القيادة تعود الى رغبة الصهاينة فى الاحتفاظ به بكل تجهيزاته وموقعه الحيوى.

 وقد يكون هذا صحيح ووارد ولكن فى كل الاحتمالات قالقائد الاعلى (اسحاق حوفى ) والقائد الميدانى(رفائيل ايتان) وتحديدا الاخير كانا بعيدين عن معركة يراق فيها دماء جنودهم

 و(احمد عبود الزمر) كان داخل المعركة واريق فيها دمه.

 نواصل الرواية مرة اخرى

 فى جنوب (الجولان) بمستوطنة (العال)  وعلى سطح ملجأ القيادة الخاص وقف الميجور ) يورام) (راجع الحلقات السابقة) يراقب عبر منظاره الدبابات السورية المتوقفة على بعد

 قريب من (العال) ( العال مستوطنة صهيونية بالجولان) عندما صاح احد ضباط الصف فيه “دبابات ورائك”.

 وبحركة غريزية القى  (يورام) بنفسه من على سطح الملجأ الى الارض متدحرجا ونظر الى الخلف ليجد ان هذه الدبابات المتقدمة هى اسرائيلية تشكل كتيبة مدرعة يقودها احد ضباط

 الاحتياط طلب منها انشاء خط دفاعى ب(العال).

 وبمرور الوقت كان اللواء المدرع التاسع وهو احد الوية قوات الاحتياط قد وصل الى (العال) يقوده الكولونيل (موردخاى بن بورات).

 وكان سبب تأخر اللواء عن الوصول فى وقت اسرع هو ان المسافة من نقطة تجميعه ثم التقدم الى (العال بالجولان) مرورا ب(الجليل) مسافة طويلة تستغرق وقتا .

 كان تسليح دبابات اللواء هو دبابات (شيرمان) العتيقة التى تعود الى الحرب الكورية  وكان نصفها عدل تسليحه  بالمدفع عيار 105  ملليمتر والقادرة قذيفته على اختراق الدبابات

 السورية بينما النصف الاخر كان مسلحا بالمدفع القديم عيار  75 ملليمتر والذى لم تكون قذائفه قادرة على اختراق الدبابات السورية وان كانت قادرة على اعطابها فقط اذا ما تم ضربها فى الموضع المناسب .

 كان عدد دبابات لواء (بن بورات) مساويا لعدد الدبابات السورية امامه التى تواجه مستوطنة (العال) ويبدأ اللواء التاسع هجومه وبحلول الغسق كان قد تقدم من (العال) واكتسب

 من السوريين ثلاثة كيلومترات مدمرا عشرين دبابة سورية وخسر اربعة دبابات بالمقابل كما ان جنوده الذين تم تعبأتهم قبل اقل من الابعة وعشرين ساعة قد غطاهم الدم حيث قتل

 منهم اربعة  (دائما الخسائر السورية فادحة والاسرائيلية طفيفة لدرجة خارقة .. خارقة للمنطق والحقيقة طبعا)
 فى مساء يوم السابع من اكتوبر خلال اجتماع جمع رئيس  اركان الجيش الاسرائيلى ومجلس وزراء الدولة الاسرائيلية قال الجنرال (دافيد ايليعازر) ” ان الوضع ب(الجولان)

  يبدو انه يستقر الا انه ليس من الواضح لنا ان كانت القيادة السورية قد خصصت قواتها الاحتياطية من الدبابات من اجل المعركة”.

وفى اجتماع للاركان ليل السابع من اكتوبر قال الجنرال(اسحاق حوفى) قائد القيادة الشمالية الاسرائيلية” لقد انقذنا (اور) اليوم (راجع الفقرات السابقة من هذه الحلقة)”

 كانت الخطوط الدفاعية التى شكلها (اور) فى منتصف (الجولان) و(بن بورات) فى جنوبه قد اعطت الاسرائليين شعورا ببعض الطمأنينة.

 ويقوم (حوفى ) بتوزيع قيادة القوات العسكرية الاسرائيلية ب(ألجولان) بين كل من ( رفائيل ايتان) الذى سيتولى قيادة القوات الاسرائيلية بالجزء الشمالى من (الجولان)

 و(دان لانر) ضابط من قوات الاحتياط وستولى القيادة للقطاع الجنوبى من (الجولان).

 ولكن على الرغم من كل هذا فالوضع لا يزال يائسا فقوات سورية ضخمة  تتجول بحرية  من خلال  قلب (الجولان)  الى  اقصى  مدى غربا بقرب  حافة هضبة (الجولان)

 وانشأت مواقع دفاعية قوية مجهزة بالاسلحة المضادة للدبابات .

 كما ان فرقة سورية تواصل الضغط فى الجزء الشمالى من (الجولان) على اللواء السابع.

 اما جنوبا  فى  النصف الجنوبى من (الجولان) فقد كان خط وقف اطلاق النار  بهذا الجزء مفتوحا تماما امام  السوريون.

 وفى هذا القطاع كانت الكتيبة التى يقودها اللوتيننت كولونيل (ايريز) ٌقد اتخذت فى الساعات الاولى من صباح السابع من اكتوبر مواقع دفاعية فوق تل (الفارس)  قد تبقى معها بعد

 ستة وثلاثين ساعة من القتال اثنى عشر دبابة .

 وكانت هذه الدبابات فعليا خالية من الوقود والذخيرة واقصى ما يحلم به جنودها فى هذه الساعات هو حماية انفسهم  فقط ليس الا.

 وخلال اليوم حاولت خمسة طائرات هليكوبتر سورية تحمل جنود مجموعة من جنود الكوماندوز ان تهبط فوق تل(الفارس) .

 الا ان اثنتين منها تم اسقاطها بنيران الرشاشات الثقيلة للدبابات الاسرائيلية فوق التل واجبرت الباقين على الانسحاب (مرة اخرى المعدات السورية تدمر بسهولة ويسر)
  اما المواقع الدفاعية الاسرائيلية على امتداد النصف الجنوبى من خط وقف اطلاق النار فقد تم دحرها بالكامل واخلاؤوها ماعدا جنود الموقع رقم (
116) عند (الرفيد)  الذى حوصر جنوده تحت ضغط سورى لاهوادة فيه .

 وفى قطاع منتصف الجبهة  وعند حلول الظلام بعد ان بدأت المعارك تهدأ عند (كفر نافاخ) بدأ (اورى اور) يعيد تشكيل لوائه المدرع المشكل من قوات الاحتياط.

 كان اثنان من قادة كتائبه قد جرحا .

 اما قادة الفصائل فقد كان سبعة منهم بين قتيل وجريح .

 وفى الظلام جمع (اور) رجاله وبدأ فى تكليفهم بمهام جديدة .

 كان بعض الضباط  من لوائه الذين شك بقدراتهم قد ابلوا بلاء حسنا للغاية فى القتال بينما خذله اخرون كان يظنهم اكفاء

 وبوجه عام فالكل قاتل بكفاءة على الرغم من العامل النفسى القاسى المتمثل فى احضارهم من الحياة المدنية رأسا الى ساحة المعركة.

 وامر (اور) بفحص الدبابات المدمرة لانتشال القتلى والمصابين من اطقمها اما الدبابات السليمة فكان يتم تزويدها بالوقود والذخيرة بينما راحت اطقم الصيانة تصلح الدبابات المعطوبة.

  القتال فى اليوم التالى متوقع ان يكون قاسيا كالقتال الذى دار يوم  على الاقل ” هكذا قال(اور) لجنوده .

 واضاف” المطلوب منا هو كسب الوقت الذى يتيح تعبئة باقى قوات الاحتياط” .

 وما ان انتهى (اور) من تلقينه مع جنوده حتى ظهرت دباباتان سوريتان شاردتان على مايبدو قد مرتا خلال معسكره وقبل ان يبدو اى احد رد فعل كانتا قد اختفتا جنوبا

 ملحوظة منى: هذه الرواية تعكس مدى ضعف هذه  القوات الاسرائيلية  التى يقودها (اور) والتى يتباهى القادة الاسرائيليون بأنها قد انقذتهم من السوريين .

 ضعف يدل اما على مدى استنزافها فى المعارك لدرجة ان دباباتان سوريتان شاردتان قد اخترقتا معسكر قوة المفترض انها قوة الانقاذ لمقر القيادة الاسرائيلى الرئيسى ب(ألجولان)

 واختفتا قبل ان يقوم اى جندى برد فعل.

 او ضعف يدل على انعدام الكفاءة فلم تكن هناك قوات ملاحظة واستطلاع تؤمن المعسكر او تلاحق المخترقين ولنا ان نتخيل لو كانت القوات المخترقة للمعسكر الاسرائيلى  قوة سورية

 كبيرة فى هجومدبر ماذا كان سيكون مصير (اور) وقواته بل ومصير معسكر (كفر نافاخ) ألذى كانوا هم منقذيه حسب الروايات الاسرائيلية.

 نعود للترجمة.

 كان اكبر شاغل ل ( اورى اور) هو الاسلوب( غير العضوى) الذى تم به تطقيم دبابات لوائه خلال عملية التعبئة لدبابات اللواء ( راجع الحلقات السابقة)

 فجنود لوائه مجموعة من البشر لم تكن هناك بينها اى روابط من قبل ولم يعملوا معا من قبل او يتجانسوا مع بعضهم  والعنصر الوحيد الذى سيساعد هؤلاء الرجال على بداية الاندماج  هو ( اور) نفسه .

وكان يهمه الحفاظ على مظهره امامهم كرمز للسلطة ويقلقه ان لا يكون على مستوى القيادة اكثر مما يقلق من خطر الاصابة او الموت.

وعند تل (الفارس) حيث يوجد الليوتيننت كولونيل (ايريز)  وكتيبته المدرعة  التى تبقى منها اثنى عشرة دبابة وفى  ساعات ما بعد الظهيرة يوم السابع من اكتوبر راح يجمع ماتحت

 يديه من جنود كانوا خليط من رجال المدرعات والمظلات والاستطلاع .

 كان مجموعهم مائة وثمانين جندى واخبرهم انهم بعد حلول الظلام سيحاولون  الوصول للخطوط الاسرائيلية.

 ملحوظة منى: الكاتب بدون قصد وعلى نحو غير مباشر دلل لنا على مدى الخسائر البشرية الفادحة التى منيت بها هذه  الكتيبة  الاسرائيلية المدرعة بوجه خاص فما تبقى من جنود

 كتيبته المدرعة هو الناتج من  طرح جنود المظلات والاستطلاع من المجموع الكلى للمائة  والثمانين جندى المتبقين فوق تل(ألفارس) .

 هذا العدد يقينا يقل كثيرا عن العدد المطلوب لتطقيم كتيبة مدرعة كاملة مما يعنى خسارة فادحة فى العديد والعتاد وقياسا على هذا ونظرا لان القوات الاسرائيلية ب(الجولان) تعرضت

 لمعارك قاسية وعنيفة مشابهة لما  مرت به هذه الكتيبة فالارجح ان خسائر هذه القوات لن تقل فى نسبتها عن النسبة التى توجد بهذه الكتيبة مما يعنى خسائر بشرية هائلة تفوق

 ما يصرح به الاسرايئليون ويروجوا له عن خسائرهم بمعارك (الجولان).

 ناهيك عن ان العدد الاجمالى للجنود ايضا الذين تبقوا عند الخطوط الامامية بالقطاع الجنوبى من (الجولان)  والمفتوح تماما امام السوريين والذين احتشدوا فوق تل(ألفارس) ,والذى

 لا يتجاوز المائة والثمانين جنديا  مشكلين من جنود مدرعات واستطلاع ومظلات يدل بوجه عام بدوره على خسارة بشرية فادحة للغاية .

 نعود للمقال.

 فبعد محاولة طائرات الهليكوبتر السورية للانزال فوق تل(ألفارس) بدا ان السوريون قد  نسوا هذا التل كما لم يكن هناك اى نشاط سورى بالمناطق القريبة من هذا التل

 وكانت الخطة هى ان يستقل الجنود ما تبقى من دبابات (12 دبابة) بالاضافة لعربة نصف مجنزرة وينطلقوا بها باتجاه الخطوط الاسرائيلية مع التزام الصمت اللاسلكى التام حتى

 لا يلتقط السوريون الذين اظهروا مهارة واضحة فى التنصت على الاشارات اللاسلكية وتحديد مواقع ارسالها وتوجيه نيران مدفعيتهم بدقة فوق هذه المواقع اى اشارة قد تكشف

 خط سير هذه القوات المنسحبة .

 وبتأكيد هادىء قال(أيريز) انه فى حال اذا اضطررنا للاشتباك مع العدو سيقوم الجنود الراكبين فوق اظهر الدبابات (يقصد الجنود)الذين سيعتلون اسطح الدبابات لتحملهم كوسيلة

 مواصلات للخطوط الاسرائيلية) سيقوم هؤلاء الجنود بالترجل حتى تستطيع الدبابات الاشتباك.

 وعندما حل الظلام انطلقت هذه القوة راحلة.

 وفى المقر الرئيسى للقيادة الشمالية الاسرائيلية ب(الجليل) بدا الوضع فى (الجولان) اقل سيولة مما كان عليه مع بدأ وصول قوات الاحتياط الى ساحة المعركة .

 ولكن حتى هذه القوات كانت تطحن تحت تدفق لا يتوقف للمدرعات السورية والاستخدام المفاجىء والمدهش من قبل السوريون للاسلحة السوفيتية المضادة للدبابات المستخدمة بشكل

 جماعى من قبل المشاة السوريون.

 كان اللواء الاسرائيلى السابع صامدا فى القطاع الشمالى من (الجولان) ولكن تحت ضغط ثقيل .

 ولم يكن هناك قوات اسرائيلية كافية للدخول فى مواجهة فاصلة

 والقوات الجوية الاسرائيلية لم تعد صانعة للمعجزات.

 ”اين موسى”؟

 سؤال كان يتردد فى مقار القيادة الاسرائيلية

 و(موسى) هنا هو (موسى بيليد) او (موشى بيليد) (على مايبدو الاسرائيليون ينطقون الاسم كما ننطقه نحن فى العربية اى موسى وينطقوه ايضا موشى مثلما ينطقون اسم وزير

 دفاعهم المهزوم موشى دايان).

 اما ( موسى بيليد) حديث مقالنا فهو قائد فرقة الاحتياط رقم146))  والذى ترك هذه الفرقة قبل يوم واحد من الحرب اى فى الخامس من اكتوبر ليذهب للدراسة فى الجامعة لمدة عام

 كانت هذه الدراسة الجامعية تتم فى اطار  حفاظ الجيش الاسرائيلى باستمرار على توسعة افق التفكير لدى ضباطه الكبار.

 وفى بيته صباح يوم السادس من اكتوبر تلقى (بيليد) مكالمة من نائب قائد الفرقة (146)  الكولونيل (افراهام روتيم) الذى قال له “ربما تريد الذهاب الى هناك”. اى الى مقر قيادة

 الفرقة .

 ويذهب(بيليد) الى مقر الفرقة بمدينة (الرملة) الفلسطينية المحتلة ليعلم ان حالة الطوارىء هى (جيمل) اى (ج) كما ننطقها نحن بالعربية اى انه وجد ان حالة الطوارىء عند وصوله

 مقر قيادة فرقته هى الحالة (ج) حالة الطوارىء القصوى.

 عائدا مرة اخرى الى عدة الحرب وبدون اى صخب اضافى امر (بيليد) بتجهيز الفرقة لتعبئة وشيكة لقوتها.

 اما الفرقة (146) فهى تشكل الاحتياطى الاستراتيجى للقيادة العامة الاسرائيلية فى حالات الحرب

 ويكون لدى هذه الفرقة وقتا اطول يتيح لها رفاهية لاتتوفر للوحدات الاخرى وهى رفاهية اجراء حالة التعبئة الكاملة لقوتها فى وقت اطول مقارنة بالوحدات الاخرى مما يجعل

 تعبئتها وحشدها يتمان بصورة اوفر واكمل واكثر شمولية هذا الوقت الاطول يرجع الى ان الفرقة فى حالات الحرب العادية تنتظر حتى تحدد لها القيادة العامة الاسرائيلية اى جبهة

 من الجبهات المحيطة ب(اسرائيل) ستحتاج الى دعم هذه الفرقة.

 اما فى هذه الحالة التى كانت تواجهها (اسرائيل)  فى  السادس من اكتوبر عندما بدأت الفرقة فى التعبئة فقد كانت حالة يائسة لحرب على جبهتين تتطور باستمرار يصاحبها احتمال

 فتح جبهة ثالثة اذا ماقرر(الاردن) دخول الحرب.

 لذا كانت تحديد الى اى جبهة ستنطلق الفرقة لتؤازرها امرا صعبا.

 وفى العاشرة من صباح السايع من اكتوبر طلب رئيس الاركان الاسرائيلى الاجتماع مع (موسى بيليد) قائد الفرقة بملجأ  هيئة الاركان ب(تل ابيب) ليخبره ان فرقته تم تخصيصها

 لجبهة ( الجولان) ما عدا لواء واحد منها سيتم ارساله الى (سيناء).

 ”السوريون اخترقوا اذهب الى هناك” هكذا قال له رئيس الاركان.

 ان (مصر) هى العدو الرئيسى ل(اسرائيل) ولكن جيشها يبعد عنها مائتى كيلومتر اما السوريون فهم على اعتاب ابوابها.

 ويأمر (بيليد) نائبه بدفع اللوائين الباقيين من الفرقة بعد سحب احد الويتها الى (سيناء) يأمره بحشدهما للانطلاق شمالا ويحدد به النقطة التى سيلتقى عندها اللوائين للتجمع ولكن

 تبرز مشكلة فلم تكن هناك ناقلات دبابات متوافرة مما يعنى ان الدبابات ستقطع المسافة من قواعد تمركزها بوسط البلاد حتى تصل الى نقطة التجمع والتى لاتقل عن مائة وخمسين

 كيلومتر فوق جنازيرها (منتهى الفوضى كما نرى داخل جيش يدعى انه الاكثر احترافا بين جيوش المنطقة).

 اما (بيليد) نفسه فقد انطلق مع اركان حرب فرقته داخل سيارتى جيب الى مقر قيادة الجبهة الشمالية فى (اسرائيل) وفى غرفة الحرب وجد بشرا تشع منهم الفوضى وعدم اليقين

 وجد الضباط يتحدثون    فى وقت واحد  الى وحدات مختلفة عبر اللاسلكى.

 عندما اراد ان يعرف على موجز سريع لاخر التطورات على الجبهة السورية لم يقدم له احدا تقريراا واضحا

 واخيرا وجد قائد الجبهة الشمالية (حوفى) نائما فوق سرير .

 كانت هذه المرة الاولى التى ينام فيها منذ ان بدأت الحرب قبل اربع وعشرين ساعة.

اويدور بين الاثنين الجوار التالى

 (بيليد): فرقتى ستصل الليلة اين تريدنى ؟

 (حوفى): اريدك ان تشكل خط دفاعياا على حدود (الاردن).  (يقصد نهر الاردن)

 وصعق (بيليد) من  هذه المهمة التى خصصها له (حوفى) التى يستنتج منها ان الجيش الاسرائيلى ربما بتم دفعه خارج (الجولان).

 وبدا له انه على الرغم مما يبدو عليه (حوفى ) من هدوء الا انه احداث اليوم السابق الكابوسية تعتصره اما هو اى (بيليد) فرجل لم يتعرض لاى صدمة ك(حوفى) وفى الطريق خلفه

 فرقة ميكانيكية.

 (بيليد) : انا لا اؤمن بالدفاع .. يجب ان نهاجم.

 الا لن (حوفى) اصر على قراره وبدأ المهندسون العسكريون فى الاستعداد لتدمير الجسور فوق نهر (الاردن) فى حالة تطور الموقف وحدوث  اسوأ ألاسوء

 ويطلب (حوفى) من (بيليد) الحضور مساء حيث سيعقد اجتماع لكبار القادة.

 اما (بيليد)  فينطلق مع ضباطه الى جنوب (الجولان) انه حصان حرب محنك خاض شارك فى حرب الاستقلال عام 1949/1948 ويريد ان يتنفس جو القتال مرة اخرى تمهيدا للمهمة

 التى سيكلف بها.

 ولم يحتاج الى التقدم سوى كيلومترات قليلة ليلمح على مسافة  الدبابات السورية بشكلها المألوف المنخفض الارتفاع  وايضا سمع اصوات المدفعية ومدافع الدبابات .

 ويعود(بيليد) بعد حلول الظلام الى مقر القيادة للجبهة الشمالية الاسرائلية ليجد هناك رئيس الاركان السابق الجنرال (حاييم بارليف) .

 كان (بارليف) الرجل الهادىء دائما مبعوثا من قبل رئيسة الوزراء الاسرائيلية (جولدا مائير)  والتى كان لها لقاء صادم مع وزير الدفاع الاسرائيلى ( موشى ديان) خلال هذا اليوم.

 خلال هذا اللقاء اخبرها (ديان) انه كان مخطئا فى كل تقديراته وان كارثة تلوح وان على (اسرائيل) الانسحاب حتى حافة هضبة ( الجولان) بينما تحاول ان تصمد فى (سيناء).

 وارادت (مائير) النصيحة من (بارليف)  الذى تحدث بالفعل مع ( حوفى) ويريد الان ان يستمع لى افكار ( بيليد).

 وكانت افكار (بيليد) هى ان يندفع بقواته من ( العال)  الى الشمال على  جبهة ضيقة وصولا الى ثغرة (الرفيد ) و منطقة (كودنة) وبالتالى يغلق نقطتى الاختراق الرئيستين للقوات  

السورية  لدخول ( الجولان) جنوب مدينة ( القنيطرة ) عاصمة  الهضبة المتنازع عليها  (راجع الحلقات السابقة للتعرف على المنطقتين).

 وبمجرد ان يلوح مايبدو انه يهدد نقاط الاختراق السورية بالاغلاق من قبل غريمتها الاسرائلية سيقوم السوريون بسحب قواتهم لحمايتها من العزل فاءن لم يفعلوا فسوف تدمر  بعد

 عزلها وحصارها من قبل الاسرائيليين .

 وااستمع (بارليف) باهتمام لمقترح( بيليد) قبل ان يقول “انتظر قليلا”

 ويذهب الى جهاز اللاسلكى ليتحدث مع رئيس الاركان الجنرال (اليعازر) ويخبره بمقترح ( بيليد) للهجوم المضاد ولم يلبث ( بيليد) ان تحدث بنفسه مع رئيس الاركان الذى يخبر

 الجنرال ( بارليف) بموافقته على اقتراح ( بيليد).

 ويجتمع(بارليف)  فى فناء مقر قيادة الجبهة الشمالية مع عدد من الضباط على رأسهم قائد الجبهة (اسحاق حوفى) و قائد سلاح الطيران الاسرائيلى السابق ( موردخاى هود)

 والذى كان قد تم تعيينه مساعدا ل( حوفى) للتنسيق بين الطيران الاسرائيلى  وقيادة الجبهة الشمالية الاسرائيلية.

 ويطلب (بارليف) من ( بيليد) تكرار خطته امام هؤلاء القادة والضباط.

 ويتذكر (بيليد) انه عند الانتهاء من شرح اقتراحه التفت ( بارليف) الى ( حوفى ) قائلا” انا سعيد لقبولك اقتراح ” موسى” .الخطة تم التصديق عليها وسنقوم بهجوم مضاد”.

 واسرع ( بيليد) الى سيارته (الجيب) الا ان ( بارليف ) لحق به وقدم له سيجارا قائلا:عندما تجد الوقت المناسب دخنه. كان كلاهما مولع بتدخين السيجار

 كانا يعلمان ان الوقت المتاسب ليس الان.

 وتضاف (بارليف) وهو يشد على يده مودعا” مصير اسرائيل فوق كتفيك”.

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech