Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

معركه إحتلال الكويت 2 اغسطس 1990

 

فيديو مهم 1

فيديو مهم 2 

- بقلم الفريق الركن رعد الحمداني

 

موضوع خاص بسياده الفريق وارسله مشكورا للنشر في موقع المجموعه 73 مؤرخين، لذلك يرجي مراعاه اسم الكاتب والموقع عند

اعاده نشر الموضوع  

بيئة الصراع

بعيد انتهاء الحرب العراقية / الإيرانية وخروج العراق منتصرا بعد حرب طويلة دامت لثماني سنين متواصلة كلفت البلدين خسائر فادحة في الأرواح والمعدات وخسائر اقتصادية هائلة ،إلا أن الطوفان المعنوي الذي غمر العراق وقيادته وخاصة الرئيس صدام حسين يضاف إلى ذلك ما أنعكس على الرأي العام العربي  من شعور مبالغ بقوة العراق العسكرية وهو يمتلك أكبر جيش عربي وأكبر قاعدة صناعية حربية ،قد تؤهله لتحقيق الهدف القومي المنشود ( تحرير فلسطين)،فالإحساس بالقوة المصحوبة بالكثير من أوهامها الخادعة دفع ذلك كله الرئيس صدام حسين، وبعيدا عن حقائق الواقع وطبيعة الصراع العربي الصهيوني لأن يخطو مسرعا لتنفيذ مشروع تحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي ،

إذ طلب من قائد جيش الحرس الجمهوري والذي يتألف من 8 فرق نصفها مدرعة في ك2 1988 بأن يخطط من الآن لتحرير القدس والضفة الغربية ،والتهيؤ في المستقبل القريب لنقل قوات الحرس الجمهوري إلى ساحة العمليات الأردنية / الإسرائيلية ،وعليه أبتداءا من شهر نيسان 1989 شرعت زمر استطلاع تشمل جميع القادة والآمرين في استطلاع الساحة أعلاه ، علاوة على تنفيذ طائرات الاستطلاع العراقية عدة طلعات لتصوير المواضع الإسرائيلية (بأسلوب التصوير المائل ) ،بالتأكيد إن ذلك لم يخف عن  مصادر معلومات العدو الإسرائيلي ودوائر المعلومات الأكبر ،ولأجل إحباط هذا المشروع ،عمدت القوى الكبرى في نهاية هذا العام ،افتعال أزمة اقتصادية أساسها تخفيض أسعار النفط من خلال زيادة الإنتاج ،مما كبد العراق خسائر كبيرة في موارده المالية ذات الوقت الذي يعاني من  ضخامة ديونه الخارجية نتيجة تلك الحرب الطويلة مع إيران ،وبالنظر لعدم مشاطرة الكويت والأمارات العربية لرأي العراق بتقليل الإنتاج النفطي ،أعتبر العراق إن الكويت تساهم في هذه المؤامرة التي تستهدف اقتصاد العراق للنيل منه ؟،

بدلا من وقوف هذا البلد بجانب العراق ومعه باقي دول الخليج العربي العربية عرفانا بالجميل له،إذ أبعد العراق الخطر الإيراني عنها بدماء شعبه وهدر اقتصاده ،وحاول العراق تشكيل تحالف عربي يقف بالضد من مجلس التعاون الخليجي ،إذ أعلن يوم 16 شباط 1990 إنشاء مجلس التعاون العربي في بغداد مؤلفا من العراق ومصر والمملكة الأردنية واليمن ،وبعد فشل المساعي السعودية والعربية الأخرى في نزع فتيل  الأزمة المتصاعدة بين البلدين ،أتخذ الرئيس العراقي صدام حسين أخطر وأسوأ قرار إستراتيجي في حياته السياسية وهو (احتلال الكويت وأعادتها للوطن الأم العراق )وفقا لذرائع قانونية لم تعد فاعلة بل مناقضة للقانون الدولي .

 

تسارع الأحداث

في 2/7/1990 أجتمع الرئيس صدام القائد العام للقوات المسلحة العراقية في القصر الجمهوري في بغداد بقادة فرق جيش الحرس الجمهوري وكان الرئيس متشنجا في استعراضه للموقف السياسي والاقتصادي مع الكويت الذي وصفه بالخطير جدا وأن ما يجري حالة حرب غير معلنة على العراق وأداتها الأساسية هي السياسة الاقتصادية العدوانية الكويتية ،وما عبر عنه بالمثل الشائع ((قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق)) ،وفي نهاية حديثه سأل قادة الحرس الجمهوري عن درجة استعداد قواتهم ؟وكان الجواب كما كان متوقعا إن قواتهم ،كقوات نخبة ،جاهزة في أي وقت لتنفيذ أية مهمة تناط لها ،على الرغم من عدم توقع أي منهم بأن الرئيس أقترب كثيرا من اتخاذ قرار الحرب على الكويت واحتلالها ؟

في ليلة 14 / 15 تموز 1990 صدر الأمر بحركة أقرب لواء من قوات الحرس الجمهوري إلى القاطع الجنوبي آنذاك وهو جحفل اللواء المدرع 17 من فرقة حمو رابي المدرعة الذي كان معسكره في محافظة واسط جنوب بغداد 170كم، أعقبه في اليوم التالي حركة باقي ألوية الفرقة ،في يوم 17 تموز 1990 أنذرت كل فرق جيش الحرس الجمهوري للحركة إلى القاطع الجنوبي بالتعاقب وتحت غطاء أجراء مناورات عملياتية كبرى ،وفي هذا اليوم أنيطت لجيش الحرس الجمهوري مهمة بالغة السرية وهي احتلال الكويت كاملا وأعادته للوطن الأم (العراق ) ،بالوقت الذي كانت وزارة الدفاع العراقية ورئاسة أركان الجيش العراقي وضمنها قيادات القوات الجوية وطيران الجيش والبحرية ،تجهل هذه المهمة جهلا تاما ؟؟؟ عدا عناصر محدودة جدا من المخابرات العراقية ومن استخبارات الجيش ،ومنذ يوم 18 تموز بدأت استحضارات الهجوم  الميداني على الكويت (وضع الخطط وتوزيع المهام والواجبات والاستطلاعات العامة،وإكمال مواد تموين القتال ومتطلبات المسح والملاحة وغيرها) ألا أن تحديد يوم (ي) أي يوم الشروع بالتعرض وتحديد ساعة س (ساعة اجتياز القدمات القتالية الأمامية لخط الحدود الدولية ) قد تحدد يوم 31 /7  بشكل قطعي وهو (الساعة 0400 يوم 2/8/1990 ).

 

ساحة العمليات الكويتية  

ساحة العمليات الكويتية وهي تشمل مساحة دولة الكويت كاملة ،وهي عبارة عن منطقة صحراوية مفتوحة تتخللها بعض العوارض الأرضية أهمها سلسلة تلال المطلاع شمال منطقة الجهراء إذ تتحدد الحركة فيها على الطريق الدولي الذي يربط الكويت بالعراق ،علاوة على وجود بعض النياسم فيها ،وتعتبر المدن الكبيرة كالجهراء والعاصمة الكويتية والأحمدي العوارض العمرانية الأساسية فيها ،وتتوافر في هذه الساحة شبكة متطورة من الطرق الحديثة تربط المدن فيما بينها ،أما حدودها الشرقية فيمثلها  الجزء الشمالي من الخليج العربي  وتتوافر فيه عدد من الموانيء الرئيسية كميناء الكويت والشويخ والأحمدي والشعيبية  وعدد من المناطق والمنشأءات الساحلية، وتعتبر جزيرتي وربة وبوبيان في مدخل المياه العراقية  وجزيرة فيلكا  في شرق العاصمة أهدافا من الضروري مسكها بقوة باستخدام القوة البحرية ، أما حدودها الغربية فيعتبر وادي حفر الباطن أهم مكوناتها وهو أخدود أرضي واسع يمتد من العربية السعودية إلى العراق عبر غربي الكويت ، وأن أهم المطارات المتوافرة في الساحة الكويتية هي المطار الدولي في العاصمة ،قاعدة أحمد الجابر في صحراء كبد ،وقاعدة علي السالم في شمال غرب مدينة الجهراء ،وتعتبر الكثبان الرملية  في وسط البلاد وجنوبها ومنطقة المقالع الكبرى شمال الجهراء مناطق محددة لعمل الدروع علاوة على بعض الحقول و المنشأءات النفطية وخاصة منطقة أم المناقيش جنوبي البلاد.

 

قوات الطرفين

القوات الكويتية

كانت القوات الكويتية تتألف من:-

القوات البرية

أ.لواء حدود موزع معظمه على الحدود الدولية مع العراق على شكل مخافر وقلاع حدودية ودوريات متحركة ومراصد .

ب.لواء المشاة الآلي 6 معسكر في منطقة ظهر اللياح شمال عارضة المطلاع ب 10 كم مسلح بدبابات بريطانية حديثة جدا نوع فيكرس وعجلات قتال مدرعة سوفيتية (روسية )حديثة جدا نوع بي أم بي 2.

ت.لواء المغاوير 80 على وخلف عارضة المطلاع .

ث.اللواء المدرع 35 على طريق السالمي خلف المطلاع ب 40 كم تقريبا ومسلح بدبابات بريطانية حديثة  نوع جفتن .

ج.اللواء الآلي الأميري في العاصمة الكويت ومسلح بمدرعات الفهد مصرية الصنع مع كتيبة من المدرعات البريطانية الصنع نوع صلاح الدين وفوج مقاتلة دروع بناقلات أميركية نوع أم 113 مسلحة بصواريخ تاو.

ح.اللواء المدرع 15 في منطقة الأحمدي وهو مسلح بدبابات بريطانية الصنع حديثة نوع جفتن .

القوات الجوية :-

سربين طائرات مختلفة قتال ونقل في قاعدة علي السالم.

سرب طائرات ميراج في المطار الدولي .

سرب طائرات قتال في قاعدة أحمد الجابر.

القوات البحرية :-

مجموعة مختلطة من زوارق حراسة وطوربيد موزعة على المواني الرئيسية وجزيرة فيلكه وبجزيرة بوبيان.

 القوات العراقية المهاجمة

القوات البرية :-

جيش الحرس الجمهوري ويتألف من :-

3 فرق مدرعة وهي (حمو رابي – المدينة المنورة – توكلنا على الله ).

4 فرق مشاة وهي (بغداد – نبوخذنصر – الفاو- عدنان ).

فرقة قوات خاصة ألحقت بها  قبل أقل من 24 ساعة من التعرض أربعة أسراب هليكوبتر نقل.

القوات الجوية :-

أعد منها قبل 24 ساعة من التعرض سربين تفوق جوي ميك 25 و23 وسرب إسناد أرضي ميك 23 .

القوات البحرية :-

أعد منها قبل التعرض 24 ساعة :-

مجموعة زوارق حماية .

مجموعتان سفن أنزال .

مجموعة زوارق طوربيد.

 

خطة التعرض

صممت خطة التعرض لاحتلال الكويت كما يأتي:-

أ.تندفع قوة واجب سريعة  لتحقيق المباغتة على المحور الرئيسي سفوان –الحدود الدولية –  العبدلي – المطلاع – الجهراء – العاصمة  واحتلال القصر الأميري ( بسمان )،بناية مجلس الأمة  ، بناية رئاسة الوزراء ، وزارتي الدفاع والداخلية ،المطار الدولي  ،ومباني الإذاعة والتلفزيون الكويتي تتألف من -(جحفل اللواء المدرع 17 – اللواء قوات خاصة رقم 16 – عناصر قتالية من المخابرات العراقية – أنزال اللواء قوات خاصة رقم 3 ناقص فوج على هضبة المطلاع (بواسطة مائة طائرة هليكوبتر ) .

ب.تندفع فرقة حمو رابي المدرعة ناقص اللواء المدرع 17 على المحور الرئيسي لدعم مهمة احتلال العاصمة ،تعقبها فرقة المشاة  نبوخذنصر بفارق زمني ثلاث ساعات لمسك الأهداف التي تحتلها القوات المدرعة في العاصمة الكويت ،تعبقها فرقة المشاة بغداد لاحتلال منطقة الأحمدي مرورا بالعاصمة .

ج.تندفع فرقة المشاة فاو لاحتلال الطريق الساحلي من الحدود الدولية وحتى العاصمة داخل وجزيرة بوبيان .

د. تندفع الفرقة المدرعة توكلنا على الله والمحتشدة غرب جبل سنام العراقي ب15كم على محور ثانوي موازي للطريق الرئيسي  لتجاوز عارضة المطلاع نحو الجهراء عبر منطقة المقالع الكبرى واحتلال قاعدة علي السالم الجوية .

هـ.تندفع الفرقة المدرعة المدينة المنورة على محور الحدود الدولية ،منطقة الأبرق الحباري ، لتقطع طريق السالمي – الجهراء ،ثم تندفع نحو منطقة الأحمدي  وحتى منطقة الوفرة جنوبي الكويت .

و.تندفع فرقة المشاة عدنان خلف فرقة المدينة المنورة لمسك الساحل الكويتي الجنوبي جنوب  الأحمدي .

سير العمليات

في الساعة 330 يوم 2/8/90 أكملت وحدات المغاوير التابعة للألوية الأمامية من احتلال القلاع والمخافر الحدودية ،في الساعة 0400 يوم 2/8/1990 اجتازت قوة الواجب السريعة الحدود الدولية (لواء القوات الخاصة 16 وقوة المخابرات منطقة العبدلي واللواء المدرع 17 عبر منطقة غرب قلعة السديرية ب 3 كم وبمناورة بمدى 55 كم عبر الصحراء استدار بعدها هذا اللواء نحو منطقة أم العيش (منطقة لاقطات الأقمار الصناعية) ثم أندفع نحو عارضة المطلاع بعد إزاحة اللواء المدرع 6 الكويتي في ظهر اللياح  وكان ذلك مع الضياء الأول، ثم تمكن من احتلال عارضة المطلاع وتحييد اللواء المغاوير الكويتي 80 ،ثم أصطدم في معركة سريعة مع طلائع اللواء المدرع 35 الكويتي أسفل العارضة وفي مفرق طريق السالمي ومنطقة استراحة الحجاج  وأجبرها على الفرار بعد تكبدها بعض الخسائر ،ثم تجاوز الجهراء وأندفع نحو العاصمة على ثلاث طرق الطريق الدائري الخامس نحو ميناء الشويخ  ،رأس الأرض ،والقصر الأميري ،وعلى الطريق الدائري السادس نحو الفنطاس وفندق مسيلة،، وعلى الطريق الدائري السابع لاحتلال المطار الدولي(ضمنه قاعدة جوية عسكرية ) وقد أكمل مهمته في الساعة التاسعة صباحا بخسائر محدودة جدا (دبابة واحدة وناقلة أشخاص واحدة خلال الهجوم وخسر خمسة مدافع معقبة نتيجة تأخر وصول قوات الجناح الأيمن )، في الساعة العاشرة والنصف أكمل اللواء قوات خاصة 16 احتلال بنايتي مجلس الوزراء ومجلس الأمة ولازال مشتبكا في وزارتي الدفاع والداخلية ،سبق ذلك أنزال  اللواء قوات خاصة 3 ناقص فوج في الساعة 530 يوم 2/8/1990 على عارضة المطلاع مع خسارة عدد من الطائرات الهليكوبتر نتيجة قلة الوقت المتاح لإيجاز الطيارين حول خطورة أعمدة وأسلاك كهرباء الضغط العالي العابرة للعارضة أعلاه ،ثم ألتحق الفوج الثاني منه لإمرة اللواء المدرع 17 في منطقة السالمية ونصب عددا من السيطرات لإلقاء القبض على الشخصيات الكويتية المهمة وقد أسر أحد الأمراء،وعددا من الضباط الكويتيين وضابطين بريطانيين ، في الساعة 1100 نفس اليوم تم احتلال مباني الإذاعة والتلفزيون لكن المرسلات أتضح وجودها في جزيرة فيلكه وجرى ذلك بواسطة فوج القوات الخاصة للحرس الخاص وقد أسقطت طائرتي هليكوبتر من الطائرات التي كانت تحمله بواسطة صواريخ تاو للحرس الأميري .

في الساعة 1400 نفس اليوم تكامل وصول باقي فرقة حمو رابي وانفتحت في المناطق المهمة من العاصمة ،  في الساعة 1330 تعرضت قطعات من فرقة المشاة بغداد عند عبورها مضيق عارضة المطلاع لغارة جوية شنتها طائرة أو طائرتان كويتيتان قادمة من خارج الحدود الدولية الكويتية ،مما أخر وصول باقي وحدات فرقة المشاة نبوخذنصر المتداخلة معها في عبور مضيق المطلاع  لمداخل العاصمة حتى منتصف ليلة 2/3 آب .

في الساعة 0400 يوم 2/8 اندفعت الفرقة المدرعة توكلنا على الله نحو أهدافها ألا أنها تأخرت في منطقة المقالع الكبرى على الرغم من تزويد مقرها  بجهاز ملاحة متطور مما سمح لعدد من سرايا من اللواء المدرع 35 الكويتي العودة لمفرق طريق السالمي  والتعرض على مؤخرة اللواء المدرع 17 العراقي وتمكنت من تدمير خمسة مدافع ذاتية الحركة معقبة بالحركة خلف لوائها،كذلك أدى ذلك إلى تأخر احتلال قاعدة علي السالم  مما سمح بهروب الطائرات  الكويتية منه نحو دولة قطر .

لسبب انقطاع عام لأجهزة الاتصالات نوع الترددات العالية- HF – (كان هناك اعتقاد بتدخل الكتروني خارجي أوقف عمل كل هذه الشبكة لعموم القوات المهاجمة ؟) وعليه لم يوعز قائد الفرقة المدرعة المدينة المنورة بالشروع بالحركة حتى يتأكد من صلاحية توقيتات الخطة إذ توقع هناك تعديلا عليها(خطأ غير مبرر أدى إلى أحالته على التقاعد فيما بعد ) ولم تتحرك الفرقة حتى هبط قائد جيش الحرس الجمهوري بطائرته الهليكوبتر على مقدمة اللواء 14 من نفس الفرقة وأوعز لمقر الفرقة بالحركة بتأخير لأكثر من ساعتين ،وبالنظر لتأخر فرقة توكلنا على الله تم دفع اللواء 14 المتقدم من فرقة المدينة المنورة (المتأخرة أيضا )لاحتلال قاعدة علي السالم من قبل قائد جيش الحرس مباشرة ، وخلال تقدم باقي تشكيلات فرقة المدينة المنورة حدث خطأ ملاحي للواء المدرع العاشر فأنحرف كثيرا نحو الغرب مما أفشل هذا العمل الفرقة في تحقيق هدفها بالتوقيت المطلوب. وفي ليلة 2/3 آب تكامل وصول كل فرق جيش الحرس الجمهوري إلى أهدافها المرسومة . 

 

الدروس المستنبطة

يمكن أجمال أهم الدروس المستنبطة من معركة احتلال الكويت بما يأتي :-

أ‌.        تجاهل التطورات الأخيرة في مقومات التوازن الدولي على أثر انتهاء الحرب الباردة وظهور مؤشرات التحول الكبيرة في النظام الدولي نحو نظام دولي جديد أحادي القطب بقيادة الولايات المتحدة الأميركية وكذلك تجاهل ثوابت القانون الدولي،مما أوقع النظام السياسي العراقي في وضع إنفرادي في مواجهة العالم.

ب‌.   خضوع السياسة العليا العراقية بفعل العواطف المتحكمة فيها إلى سياسة الاستدراج التي مارستها مع العراق الدول الكبرى ،مما أوقع العراق سريعا في الفخ الإستراتيجي (الكويت ) .

ت‌.   عدم التقيد في سياق أعداد الدولة للحرب وعزل الدوائر المختصة بإدارة الحرب(وزارة الدفاع ورئاسة أركان الجيش ) عن أدارة معركة الكويت ،مما خلق ثغرات كبيرة على سياق الإدارة على المستوى الإستراتيجي .

ث‌.   عدم الاكتراث بمبدأ (الاقتصاد بالجهد كأحد مبادئ الحرب )فكان من الممكن تنفيذ المعركة بنصف القوات التي استخدمت على ضوء القدرة على تحقيق مبدأ المباغتة بالوقت الذي كانت القوات الكويتية في معظمها موجودة في معسكراتها السلمية ،وكان من الممكن تلافي بعض الخسائر نتيجة التكدس عبر مضيق المطلاع .

ج‌.    عدم الموازنة ما بين متطلبات السرية في التخطيط والإعداد لتحقيق مبدأ المباغتة وما بين الحاجة الماسة إلى اطلاع قيادات القوات العراقية الأخرى على المهمة( الجوية والبحرية وطيران الجيش )وعناصرها التي أشركت بالمهمة ليلة التنفيذ ،مما تسبب ذلك في أخطاء مكلفة جدا .

ح‌.    عدم تشكيل الحكومة العسكرية للشؤون المدنية حال احتلال الكويت مما خلق أوضاعا سائبة وفوضى عارمة تضاعفت مع مرور الوقت وخسائر هائلة بالممتلكات المدنية وتعطل القانون ،من ناحية، وعدم ضبط الحدود الدولية بين العراق والكويت من ناحية أخرى مما ساعد على دخول الكثير من المدنيين العراقيين  لأغراض السلب يقابلهم الكثير من  القاطنين الأجانب في الكويت الذين شاركوا في استثمار هذه الفوضى لنفس الغرض ،ويعود ذلك إلى عدم وضع خطة أدارة عامة للبلد المحتل بعد احتلاله من قبل القيادة العليا العراقية وقصور في الثقافة الإستراتيجية وعدم احترام القانون وحقوق الإنسان ،مما أساء ذلك كثيرا إلى سمعة العراق ومؤسساته وجيشه.

خ‌.    أهمية تدقيق إجراءات الملاحة للقوات المهاجمة في ساحة العمليات الصحراوية.

موجز عن السيرة الذاتية للفريق الركن (المتقاعد) رعد الحمداني

الاسم الكامل:- رعد مجيد الحمداني.

الرتبة والصنف: فريق ركن (دروع).

الجنسية ومكان الولادة وتاريخها : عراقي – بغداد – 1951

التأهيل العلمي:

خريج الكلية العسكرية العراقية عام 1970 (بكالريوس).

خريج كلية الأركان العراقية عام 1980 ( ماجستير).

خريج كلية الحرب العراقية عام 1992 (دكتوراه) .

أهم المناصب التي شغلها:

آمر كتيبة استطلاع مدرعة(جيش).

آمر كتيبة دبابات (حرس جمهوري).

آمر لواء مدرع (حرس جمهوري).

قائد الفرقة المدرعة السادسة(جيش).

قائد الفرقة المدرعة (المدينة المنورة حرس جمهوري).

رئيس أركان فيلق (حرس جمهوري الأول).

قائد فيلق (حرس جمهوري الثاني .الفتح المبين).                                 

الحروب المشترك بها :

العمل ضمن قوات صلاح الدين في الجبهة الأردنية  1970.

حرب تشرين عام 1973 على الجبهة السورية.

                               حرب شمالي العراق عامي 1974-1975 .

                               الحرب العراقية الإيرانية(حرب الخليج الأولى)للأعوام 1980-1988                              

                               الحرب على الكويت عام 1990 .

                               حرب الخليج الثانية عام 1991 .

                              الحرب الأخيرة على العراق عام 2003 .

الأوسمة والأنواط :     32 وسام ونوط أهمها وسام أم المعارك و9 نوط شجاعة.

الكتب والمؤلفات  :     ثلاثة كتب:-

                                     1.كتاب خاص غير مهني عام  1989   .

                                     2. الاجتزاء في نفع الأمراء في السياسة والحرب عام 2001  .

                                     3. قبل أن يغادرنا التاريخ عام   2006.

                                     4. يعد حاليا كتاب لاستخلاص خبرة الجيش العراقي بعنوان (خبرة جيش).

                 عدد كبير من الدراسات والبحوث العسكرية والإستراتيجية نشرت في مجلات عسكرية وثقافية.

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech