Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

تعرف علي منظمه سينا العربيه


يروي غريب محمد غريب

أن هذه المنظمة العظيمة التى قامت بالمئات من العمليات الفدائية ضد العدو فى شرق القناة وكبدته الكثير من الخسائر فى المعدات والأرواح وذلك طوال حرب الاستنزاف ويكفى أن أبطال منظمة سيناء العربية كانوا أصحاب أول هجوم فى وضح النهار ضد الصهاينة واثبتوا بهذه المهمة كذب الادعاء الصهيونى بالجندى الذى لا يهزم حيث أظهروا الجبن والذعر . هؤلاء الأبطال الذين أطاروا النوم من أعين العدو كان العدو يعرف أسمائهم جيدا فى إسرائيل وبعضهم مطلوب رأسه فى تل أبيب ونفذوا عمليات فدائية ضد جيش الاحتلال وساهموا فى تحقيق نصر أكتوبر المجيد و كانوا يتعاونون مع الجيش المصرى وبعد أكتوبر 1973 كرمتهم الدولة ومنحهم الرئيس محمد أنور السادات نوط الامتياز من الدرجة الأولى . وفى عام 1987 تم إشهار جمعية تمثلهم باسم جمعية مجاهدي سيناء.

 

وكان يشرف على تدريبنا مجموعة من ضباط الصاعقة والمهندسين والمفرقعات والصواريخ وباقي الأسلحة
وكنا تحت إشراف مكتب مخابرات جنوب القناة وكانت أكثر أعمالنا عبارة عن قتال واستطلاع وزرع ألغام للحفاظ على مدينتنا وظللنا نمارس الأعمال الفدائية حتى انتهت حرب الاستنزاف يوم 8 أغسطس 1970 بإعلان إيقاف أطلاق النار بين مصر وإسرائيل
ووقع الاختيار بعد ذلك بالإضافة لى .على مجموعة من 14 بطلاً من أبناء وقد حصل كل أفراد المنظمة على أنواط عسكرية وميداليات وشهادات تقدير من الرئيسين جمال عبد الناصر وأنور السادات والمشير أحمد إسماعيل ومدير المخابرات الحربية وهم :-

 

لوحة الشرف

لأبطال منظمة سيناء العربية

1. الفدائي / غريب محمد غريب توفى يوم 25 يوليو 1989
بالأراضي المقدسة – مكة المكرمة – بالمملكة العربية السعودية .
2. الشهيد/مصطفى أبو هاشم استشهد فى 8/2/1970 أثناء غارات حرب الاستنزاف
3. الشهيد/ ســـعيد البشتلى استشهد فى 31/3/1970 أثناء اشتباكات حرب الاستنزاف
4. الشهيد/ إبراهيـم سليمــان استشهد فى 24/ أكتوبر /1973
5. الشهيد/ فايز حافظ أمــين استشهد فى 24/ أكتوبر /1973
6. الشهيد/ اشرف عبد الدايم استشهد فى 24/ أكتوبر /1973
7. الشهيد/ احمد أبو هاشـــم استشهد فى 24/ أكتوبر /1973
8. الفدائي / عبد المنعــــــم خالد
9. الفدائي / محمود عــــــــــواد
10. الفدائي / عبد المنعم قنـــــاوى
11. الفدائي / احمد عطيـــــــــفى
12. الفدائي/ محمود طــــــــــــــه
13. الفدائي/ محمد سرحــــــــــان
14. الفدائي / فتحي عوض اللــــــه
15. الفدائي/ حلمي شحــــــــــــاتة توفى يوم 24 أكتوبر 1983

www.group73historians.com

 


 

أهم العمليات خلال حرب الاستنزاف

يروي غريب محمد غريب

كان أولي العمليات التي قمنا بها هي زرع ألغام داخل وحدة مقاتلة للجيش الإسرائيلي بدأت القيادة التخطيط لبدء العمليات وكانت من نصيبى ومعى عبد المنعم خالد ومحمود عواد فجلسنا مع ضابط مهندس وشرح لنا طريقة زرع الألغام ثم ركبنا سيارة إلى البحيرات المرة ليأخذنا دليل بفلوكه إلى الضفة الشرقية وعندما نزلنا على الشاطئ وجدنا الأرض تغوص بنا لأنها عبارة عن (طين سائل) ثم رفعنى على كتفيه عبد المنعم خالد وحملنى أنا وألغامى وألغامه ( 4 ألغام ) فكان الحمل ثقيل على عبدالمنعم حتى وصلنا وركبنا الفلوكه وقبل الشاطئ الشرقى بخمسة عشر متراً نزلنا وسرنا حتى اصطدمنا بسلك فأخبرت محمود عواد فقال إننا فى حقل ألغام واتصلنا بالقيادة فأكدوا فعلاً أننا فى حقل ألغام وطلبوا عودتنا ولكن طلبنا أن نكمل العملية وسألنى محمود عواد عن الشريط الفسفورى فقلت انه معى فقال (افرده على موضع أقدامنا) حتى لا نخطئ عند الرجوع ففردت الشريط وقطعنا السلك وزرعنا الألغام على الطريق وفى أثناء ذلك كنا نسمع صوت دبابات تسير ولكن الجو كان شديد الظلام وزرعنا الألغام فى منطقة تسير فيها دبابتان يومياً وأثناء عودتنا سمعنا صوت الانفجار فخشى القائد أن تكون الألغام قد انفجرت فينا ولكن استطلاع الجيش أخبره بأن الانفجار لدبابة إسرائيلية وابتعدنا عن المكان وأراد الله أن نري نتيجة عملنا بأعيننا وعندما وصلنا البر الغربى قفز القائد إلى الماء وعانقنا بحرارة وهنأنا بنجاح العملية .

عمق سينــاء

www.group73historians.com
كانت المفاجأة أن العملية الثانية من نصيبى أيضاً ومعى عبدالمنعم خالد ومحمود عواد وكانت عبارة عن ضرب خط مياه العدو فى عمق سيناء وأخذنا دليل مراكبى اسمه ( احمد الجمل ) وركبنا المركب من مرسى الشيخ السادات وكان الموج عاليا وأصبحت المركب مثل القشة فى الريح وبعد جهد وصلنا إلى البر الشرقى لنجد دليل آخر من بدو سيناء اسمه (سليم السيناوى ) وسرنا معه داخل سيناء مسافة 6 كم حتى وصلنا إلى مكان العملية وقمنا بزرع الألغام والمتفجرات وعدنا إلى المركب وأثناء العودة حدث الانفجار وفجأة وجدنا أمامنا دورية بحرية إسرائيلية فأصابنا الخوف ولكن الريس أحمد الجمل طمأننا وقال إن مركبنا خشب ولن يظهر وسط الموج وخرجت الطائرات الإسرائيلية ترمى بالكشافات الضوئية على الماء لتبحث عنا وقد وصلنا بمعجزة إلى البر الغربى وبعد نجاح هذه العملية وسابقتها مما شجع القيادة على تكليفنا بعمليات أكبر وأشترك فيها عداد أكبر .

اختطاف واقتحام

شهد يوم الثلاثاء 19/8/1969 كنا نستعد لعملية كبرى وهى اختطاف قائد المخابرات الإسرائيلية وكان قائد هذه العملية الشهيد/ مصطفى أبو هاشم وكنا ثمانية عشر فدائياً نلبس ملابس ممزقة وبالية وبعضنا كان يلبس جوالات بها فتحات من أعلى ليخرج منه رأسه وأثناء انتظار ساعة الصفر تم إلغاء العملية وفى طريق العودة تحطم تنك الوقود وتعطل اللنش فى عرض البحر فى خليج السويس شمال أبورديس فتم الاتصال بالقيادة ووصلت الاتصالات إلى أعلى مستوى وهو الرئيس/ جمال عبد الناصر فأمر بإرسال طوربيد حربى لنقلنا إلى البر الغربى بعد أكثر من يومان وحدثت يومها معركة جوية نجح قائد اللنشات تحت حمايتها فى الوصول إلى مكان آمن على الشاطئ وعند الشاطئ وجدنا طائرة مروحية وأخبرنا القائد ان الرئيس جمال عبد الناصر شخصيا موجود داخل الطائرة وقد جاء ليطمئن علينا وبعدها عاد إلى القاهرة بعد ما عاهدناه إننا سنبذل كل جهد فى العمليات القادمة

زرع ألغام بالضفة الشرقية

www.group73historians.com
كما أن عملية زرع ألغام بالضفة الشرقية باتجاه البحيرات فى القناة يوم 9/7/1969 كان قائد العملية النقيب فاروق زمزم مسئول مكتب المخابرات عند منطقة البحيرات ومعنا جميع الأسلحة و المفرقعات جلسنا على الساحل وكنا مجموعات كل مجموعة فردين وكان معى زميلى فى كل عملياتي عبد المنعم خالد وقبل نزولنا لنقل الألغام إلى القارب الخاص للعبور إلى الضفة أكلنا وصلينا على الساحل وكان قد خيم علينا الليل وحمل كل فرد منا لغمين وكنت أول المتقدمين لنزول المياه وخلفي زميلي عبد المنعم ثم وجدت نفسي متقدم القارب بحوالى 10 أمتار ولاحظ النقيب فاروق وأمرني بالرجوع خارج المياه ثم عدنا إلى مكان أخر قرب القارب وكان المتقدم عبدالمنعم وأنا خلفه لأنة أطول منى حتى عبرنا إلى الضفة وكان كل فرد يعرف واجبة . وبدأنا نحفر المدق على الطريق لوضع الألغام داخل الحفر وكان واجبي تأمين المجموعة أثناء العملية وكان زميلى عبدالمنعم داخل المياه بجانب كراكة مدمره على ساحل الضفة ثم فوجئنا بعربة نصف مجنزرة وشعاع نور مصوب علينا من مسافة حوالى 200 متر وكانت تسير فى وضع طبيعى ولكن عناية الله كانت أكبر وأعمتهم عنا وعن باقى المجموعة وعند سؤالي لقائد المجموعة أفاد بوجود جهاز حساس داخل موقع اليهود عند قطع الأسلاك الشائكة وكان يجب فتح الحفر أسفل الأسلاك حتى تنجح العملية بدون ملاحظات وبعد إتمام العملية عدنا بسلامة الله إلى الضفة بعد وضع الألغام على المدق وقبل ركوبنا السيارة الجيب سمعنا الإنفجارات فقام العدو بغارة بالطيران على المدينة استمرت حوالى ساعة و نصف قصف مستمر وكان توفيق الله معنا في كل لحظة.
وتم منح كل فرد فى العملية مبلغ وقدرة ثلاثة عشر جنيهاً

أقوى العمليات وضح النهار

هى اكبر عملية عبور وأشهرها وضح النهار وكتبت الجرائد العربية عن أكبر هجوم نهارى للكوماندوز المصريين ولم يشار إلى الفدائيين ونسب العمل للقوات المسلحة وذلك لرفع الروح المعنوية لهم .يوم الأربعاء الموافق 5 /11/1969 السـ 745 ـاعة تم توزيع العملية إلى كمينين مجموعة اقتحام أولى ومجموعة اقتحام ثانية ومجموعة قطع طريق يمين ومجموعة قطع طريق شمال ومجموعة حماية وأثنين ضفادع بشرية من البحرية ومعنا وأثنين من سلاح المهندسين لتأمين الألغام فوق الساتر الترابى بعد أن أصبح العدو يستخدم إمكانيات الحرب الالكترونية فقام العدو بتركيب سلك مثل الشعر موصول بلغم اسمه (طوربيد بنجلور) موضوع على قائم خشب وهذا السلك إذا تم لمسه يعطى إشارة فورية لوحدة المراقبة مما يكشف أى عملية اختراق كما أن اللغم ينفجر على شكل نافورة مما يصيب أكبر عدد ولذلك قمنا بعد عبورنا بتأمين اللغم ثم قمنا بقص السلك فوصلت إشارة إلى نقطة العدو 49 بعد 2 كم وعندما عبرنا وضعنا العبوة المتفجرة فى وسط الطريق الذى ستمر علية الدورية الإٍسرائيلية وكان المخطط أن يتم نسف السيارة الأولى لتصطدم بها السيارة الثانية ولكن نتيجة للإشارة التى وصلت للعدو عن قص السلك فقد بعث بكلاب كبيرة تشم فى الطريق وتدخلت العناية الإلهية لأن الكلب تشمم فوق المتفجرات مباشرة ولم يبدأي تأثير وكانت تعليمات الشهيد مصطفى أبو هاشم لا أطلاق للنيران إلا إذا بدأ العدو بالضرب المهم جاءت الدورية يتقدمها ثلاثة من سلاح المهندسين على شكل مثلث وفجأة انكفأ الجندى الذى فى المنتصف على العبوة مباشرة يفحصها بالجهاز الذى معه وأصبحنا فى موقف لا نحسد عليه يهددنا الفشل بل ويهدد حياتنا جميعاً ولكن الشهيد مصطفى أبو هاشم فى أقل من الثانية أطلق النار على الجندى فقتله وبدأنا نتعامل مع بقية الدورية بعد أن اختلفت الخطة تماماً وفى لمح البصر أصبحت جميع المجموعات أمام السيارتين والدبابة وأصبح الالتحام وجها لوجه فدمرناها وقتلنا ثمانية منهم ضباطاً وأسرنا جندياً وكنا قد عبرنا فى زورق مطاطى وكان على البر الغربى مجموعة من زملائنا لحماية انسحابنا . وتركنا عدة منشورات باللغة العبرية تقول انتظرونا فى عدة أماكن من أرض سيناء .قام بهذه العملية جميع أفراد المجموعة بقيادة الشهيد مصطفى أبو هاشم.
وتم منح كل فرد فى العملية مبلغ وقدرة ثلاثون جنيهاً وستون قرشاً .

استشهاد مصطفى أبو هاشم

استشهد مصطفى أبو هاشم يوم 8 فبراير1970عندما كنا فى أرض ملعب نادى السويس للتدريب حيث كنا نتخذه ميدانا ومخزنا لمهماتنا وأسلحتنا. ثم حدثت غارة جوية على مواقع المدفعية التي كانت تقع خلف النادي. توقعنا أن الطائرات قد اكتشفت موقعنا حيث كانت مهمات التدريب فى أرض النادي واتفقنا على ضرورة إنهاء التدريب والتفرق بسرعة ومغادرة المكان وفعلاً تم الإخلاء بسرعة ولم يتخلف منا سوى مصطفى أبوهاشم الذى كان فى أحد المخازن المقامة تحت المدرج وكانت به كميات من زجاجات الملوتوف التى انفجرت بمجرد إصابتها واشتعلت بها النيران التى أمسكت بملابسه فحاول إطفاء نفسه بالجرى والتمرغ فى رمال ملعب كرة السلة ولكن الهواء كان شديداً وانتشرت النيران فى كل ملابسه . وعندما لا حظنا انبعاث الدخان من أرض النادى عدنا سريعاً ولكن القضاء كان أسرع منا وانتقل الشهيد إلى جوار ربه لــتودع السويس أبناً من أغلى أبنائها وليصبح مصطفى أبو هاشــم رمزاً نبيلا يزرع فى نفوس كل الفدائيين روح العزيمة والثأر وقد تحقق له كل ما أراد وهو أن السويس ستكون مقبرة لليهود ويكون أول فدائى بطل ضحى بحياته.

 

استشهاد سعيد البشتلى

www.group73historians.com

كانت دبابتان إسرائيليتان على لسان بورتوفيق تضربا المدينة باستمرار فطلب منا القائد أن ندمر هاتين الدبابتين وتدربنا على دبابات هيكلية وأخبرنا القائد بخطورة العملية وكان جنود العدو قبل آخر ضوء يتركون الدبابات على الشاطئ ويذهبون إلى الموقع الحصين ويعودون مع أول ضوء وتم التخطيط على أن تتم العملية مع أول ضوء وعبر الزميلين محمود عواد وسعيد البشتلى القناة وربطوا الحبل الذى سنعبر علية سباحة وعبرنا ومكثنا حتى طلوع النهار وتأخر جنود العدو وأقترح بعضنا أن ندمر الدبابات ونعود وأصر البعض الأخر على أن نقتل الجنود وكان معنا أحد أفراد المهندسين لتأمين ألغام العدو وأخيرا وصل جنود العدو وركبوا الدبابات فسألنا محمود عواد جاهزين وبسرعة كنا على الجسر الترابي وفتحنا النيران عليهم ولأن الجندي الإسرائيلي بطبعه جبان فأصيبا بالذعر وبدءا بالفرار فأمطرناهم بالرصاص وقتلنا من تصدى لنا من باقي أفراد العدو وقام محمود عواد بوضع قنبلة فى ماسورة كل دبابة ليدمرها ووصل القارب وعدنا بسرعة إلى البر الغربى وقد اشترك فى هذه العملية عشرة أفراد بالإضافة لى هم :- الشهيد/ سعيد البشتلى – محمود عواد –إبراهيم سليمان – عبد المنعم قناوى – محمود طه – محمد سرحان – أحمد عطيفى – عبد المنعم خالد .
وأثناء العملية كان الشهيد سعيد يؤمنا فى الصلاة وكان سعيد طويل القامة فأطلق عليه قناص إسرائيلى الرصاص فأصابه فى رأسه .أتصلنا بالقيادة التى أمرت بإنهاء العملية إلا أنها شددت على ضرورة إحضار جثمان الشهيد مهما كان الثمن . وفعلاً أنهينا العملية وأحضرنا جثمان الشهيد حيث شيعه زملاؤه وأصدقاؤه وأسرته وذهب إلى رحاب الله فكان ثانى شهيد للمجموعة .
كانت أعمالنا القيام بعمليات خلف خطوط العدو وكانت عمليات متنوعة منها القيام بزرع ألغام، والتفجيرات، وجلب الأسري، وعمليات انحطاط الروح المعنوية للعدو.

 


 

الليلة الحاسمة فى تاريخ مصر

www.group73historians.com

بدأ كل من فى داخل المدينة يستعد لملاقاة القوات الإسرائيلية المتوقع فى الصباح فى معركة تمثل ذروة الصدام الحاسم للحرب ويشاء القدر أن تكون السويس هى نقطة التحول التى تحدد مسار التاريخ العربي والمصري أم تنكسر الأحلام والأمنيات على أبواب السويس ولم يكن الأمر يحتاج إلى إذاعة بيان أو تنبيه على المواطنين بأن هناك احتمال للهجوم على السويس فكل الشواهد تؤكد أنهم قادمون وأن المدينة التى شاء قدرها طوال تاريخها أن تكون نقطة الصدام الحاسمة فى معارك كثيرة خاضتها مصر تستعد من جديد لكى تواجه معركة أخرى حاسمة فى الصباح وكان هدف القوات الإسرائيلية. هو مدينة السويس لترفع من الروح المعنوية المتدنية لها بخسارتها المدوية والظهور أمام كافة أجهزة الأعلام فى كل أنحاء العالم بالنصر حتى ولو على حساب مدينة صغيرة مثل السويس وكان المواطنون الذين عاشوا سنوات الحرب والاستنزاف ومنهم مجموعتنا فى شوق وترقب للقاء العدو وجهاً لوجه فقد كنا نتأذى كل لحظة من رؤية العلم الإسرائيلى المرفوع على لسان بورتوفيق منذ عام 1967 وقد كان هدفنا الأول الثأر وقطع اليد القذرة التى رفعت هذا العلم وعاهدنا الله على إسقاط تلك الراية وكان الجميع على استعداد لهذا اليوم من عسكريين وشرطة ومقاومة وكل طفل داخل المدينة ومع كل دقيقة تمر كان عدد الوافدين إلى السويس يزداد وتصل معهم أنباء تقدم مدرعات القوات الإسرائيلية إلى أطراف المدينة وكان المنظر مهيب فذهبنا لنقابل العقيد فتحي عباس مدير المخابرات حتى يخبرنا بما يدور خارج المدينة وهل يحاول اليهود دخول المدينة فقال لنا كل شيء معمول حسابه ثم رجعنا إلى ميدان الأربعين فى انتظار الأوامر .
ولم يكن الجنود بالسويس يملكون سوى سلاحهم الشخصي البندقية الرشاش الخفيف والـ أر. بى . جى وكانت مداخل الشوارع قد سدت بالسيارات حيث قام الشهيد أشرف عبدالدايم بعمل متاريس منها وكنا نعلم ما سيحدث بعد ضرب الطيران المكثف ورتبنا أنفسنا على حرب المدن كما تمرسنا عليها من قبل أعوام 1951-1956-1967 .

حرب السويس

أصبح يوم 24 أكتوبر عيداً قومياً ليس للسويس وحدها وإنما لمصر كلها تخليداً لأعظم أدوار البطولة التى أدتها المدينة الصامدة المقاتلة فى التاريخ المعاصر لم تحمى السويس مصر وحدها وإنما حمت الأمة العربية ورفعت بالعزة والكرامة والفخار رأسها عالياً أمام العالم كله الذى وقف مذهولاً أمام البسالة المصرية النادرة التى ضربت السويس أروع المثل لها واستشهد فيها أشجع الأبناء
مع فجر يوم 24 أكتوبر تحدث السيد المحافظ من مسجد الشهداء بعد الصلاة وكان الحديث قصير ولم يحمل جديد فالناس كلها تعرف أن القوات الإسرائيلية ستحاول اقتحام المدينة مع أول ضوء وفى نفس الوقت كنا نصلى أنا والزملاء فى مسجد الأربعين وكنا على موعد بعد علمنا بدخول العدو السويس بعد ضرب المدينة بالطائرات وبدأنا فى الاستعداد للمواجهة التى كان كل فرد فينا يتمناها وكنا جميعا فى هذا اليوم نتمنى الشهادة ونالها بعضنا.

 

إدارة المعركة
تشكلت المقاومة الشعبية من أربع كمائن كل كمين يشمل قائد من أهل المنطقة التى هو فيها ويعلم دروبها وكان خليط من أفراد منظمة سيناء ومن جنود القوات المسلحة ومن المقاومة ومن العمال ومن كل من يقدر على حمل السلاح للدفاع عن السويس ضد محاولة احتلاله من قبل العدو بناء على ذكره أبطال المقاومة الذين مازالوا على قيد الحياة .
وقد كنت قائد مجموعة كمين الأربعين حيث كنت أقدم الموجدين خبرة فى معرفة كل مناطق الأربعين والمسئول عن أفراد المقاومة من قبل الحرس الوطني والدفاع الشعبي وكان تقسيم المنطقة كالأتي .

قطاع الأربعين شرق .

يضم شارع مصطفى كامل المعروف بشارع صدقي حتى الهويس وكفر عقدة والبراجيلى وكفر احمد عبده القديم حتى كفر شارل.

قطاع الأربعين غرب

ويشمل ميدان الإسعاف وشارع شميس وكفر إبراهيم على وكفر سليم الحى المعروف بأرض جليدان منطقة سامي البارودي حتى كفر النجار ومساكن المثلث . وكنت خلال الست سنوات من 67 إلى 73 وأنا أشرف على هذا القطاعات وأعرف جميع دروبها جيداً .
وكان معى الفدائي/عبدالمنعم خالد والبطل/محمد البهنسى من أفراد المقاومة وأفراد من القوات المسلحة فى كمين الأربعين الذى يقع على طول شارع الجيش وكان هدفنا .

الأول : أن نترك دبابات العدو تدخل المدينة إلى أن تصل أخر دبابة عند أول الكمين فيبدأ الاشتباك معها على طول خط المواجهة

الثانى : حماية اللجنة السياسية ابتداء من السيد المحافظ بدوى الخولى والسيد مدير الأمن اللواء محيى الدين خفاجة والسيد مدير التموين علاء الدين الخولى الذين كانوا يديرون المعركة من منزلي فى شارع شميس بحى الأربعين وكانوا يستخدمون تليفون موجود بمحل محمد على البقال للاتصال بالقيادات على مستوى المحافظة وخارجها.

بدأ القصف الجوى على المدينة وبعد ذلك اشتركت المدفعية بقصف شديد مستمر وكان التركيز الأساسي على منطقة الزيتية والمناطق المحيطة وشمل القصف كل المناطق المدنية فى محاولة لإضعاف الروح المعنوية للموجودين داخلها وتنبه أفراد منظمة سيناء إلى شيئ هام وهو تجنب الطائرات المداخل الرئيسية الثلاثة للمدينة.

· المحور الغربى هو محور المثلث من ناحية الطريق الرئيسى القادم من القاهرة إلى السويس وامتداده هو شارع الجيش وميدان الأربعين

· المحور الشمالى هو محور الجناين عبر الطريق القادم من الإسماعيلية حيث مدخل السويس حتى منطقة الهويس ثم شارع صدقى ومنه إلى ميدان الأربعين

· المحور الجنوبى هو محور الزيتية وهو مدخل السويس من ناحية طريق الأدبية وعتاقة بمحاذاة الشاطئ ويمتد حتى مبنى المحافظة والطريق المؤدى إلى بورتوفيق
وبدأ الاقتحام تقريباً فى وقت واحد

المحور الغربى : هو محور المثلث 10.50 صباحاً
المحور الشمالى : هو محور الجناين 9.45 صباحاً
المحور الجنوبى : هو محور الزيتية10.00 صباحاً
وكان أعنف محور وأهمهم المحور الغربى هو محور المثلث لأنة يخترق المدينة بالكامل من طريق القاهرة إلى بورتوفيق مرورا بشارع الجيش.

معركة الأربعين

يروى الفدائى غريب محمد غريب . بشهادة عبد المنعم خالد

www.group73historians.com

24/10/73 الساعة السادسة والربع صباحاً بدأ القصف الجوى المكثف فى كل مكان وكان كل من فى المدينة لجأ إلى المخابئ إلا أفراد الكمائن و بدأ العدو دخول المدينة فى10.50 صباحاً بهدوء وثقة كاملة حتى أن بعض الجنود تركوا آلياتهم العسكرية ونزلوا الشارع لجمع بعض التذكارات التى وجودها وكان على طول الخط يطلون من أبراج دباباتهم المفتوحة لمشاهدة الشوارع التى يمرون بها وخيل إليهم أن السويس أصبحت مدينة أشباح بعد أن هجرها أهلها أو اختبئوا بعيداً عن مسار الدبابات الإسرائيلية العملاقة وفى لحظات قليلة أصبح شارع الجيش بأكمله خط من النيران المشتعلة فى جنود العدو ومعداته. كما توقعنا 72 ساعة قتال مستمر ضد محاولات العدو لاقتحام المدينة غارات جوية مستمرة تقصف المدينة بقنابل زنة 1000 رطل مع فتح نيران المدفعية من الدبابات الثقيلة حتى الساعة العاشرة والنصف صباحاً وفى إثناء القصف سمعنا أصوات أسلحة خفيفة مختلفة الأنواع واتجاهها من مدخل المثلث إلى أول شارع الجيش وبسرعة أصبحت المسافة قريبة منا وبعد أن أطلقت عدة دفعات من السلاح الآلى الخاص بى ولكن العدو كان متقدما بأكثر من قطعة من دبابات طراز باكون والسنتريون والمجنزرة والنصف مجنزرة وحاملات الجنود والمشاة الميكانيكى وكانت المسافة تتراوح بين كل منهم حوالى 100 متر وكانت مهمتى أن أوقف تقدم العدو فى الممر الضيق أمام مسجد الأربعين .وكانت المسافة لا تزيد عن 10 أمتار وكان معى ثلاث قنابل هجومية ألقيت واحدة على النصف مجنزرة من جانب مسجد الأربعين حتى فرت هاربة مشتعلة على شريط السكة الحديد واتجهت إلى جانب قسم شرطة الأربعين ثم توجهت ومن معى من عسكريين ومدنيين وأفراد المقاومة إلى حاملة الجنود التى كانت أمام شارع حمدي و صعدت فوق منزل الدمياطي أول شارع الزاوية وأسقطت القنبلتين الأخيرتين على حاملة الجنود حتى أصبحت كتله نيران هى ومن بداخلها مما شجع الرجال على الاشتباك مع العدو وأثناء مواصلتي لإحضار زجاجات المولوتوف والقنابل من مكان خلف مسجد الأربعين فوجئت بالمحافظ ومدير الأمن ومعهم زميلى فى كمين الأربعين الفدائى/عبدالمنعم خالد وعدد كبير من الشرطة والمقاومة منتقلين إلى أول ميدان الأربعين بعد أن أعلنت أمام الجميع أننا قد دمرنا عدد من المدرعات والدبابات بجانب كل من قسم الأربعين ومسجد الأربعين وكان الكل مشترك على امتداد شارع الجيش وكان الجميع وعلى رأسهم المحافظ يهتف بأعلى صوته بكلمة الله أكبر مما شجع باقى القطاعات على الانطلاق إلى ميدان الأربعين يهتفون بصوت عالى الله أكبر الله أكبر .وزرع فى نفوسهم الحماس للاشتباك مع العدو وبسؤالي لزميلي عبدالمنعم خالد عن الزملاء الذين كانوا معنا قال لى كل منهم معه مجموعة من العسكريين والمقاومة حسب الخطة الموضوعة وقال لى الزميل/أشرف عبدالدايم أخذ مجموعة وأتجه إلى قسم شرطة الأربعين وقال لى الزميل أحمد أبوهاشم أخذ مجموعة إلى شارع الجيش والزملاء محمود عواد وإبراهيم سليمان وميمى سرحان ومحمود طه وفايز يقاتلون ويدمرون معدات العدو بشراسة والكل موزع حسب الخطة وبدأنا التعامل مع دبابات العدو والمجنزرة والنصف مجنزرة وفجأة لمح الزميل عبدالمنعم خالد جندى إسرائيلى مختبئ فى مدرعة فطلب منى حمايته وقفز على المدرعة فوجده برتبة ضابط فأخرجناه ووجد معه خرائط لمداخل ومخارج المدينة أخذناها منه وسلمناها إلى الزميل محمود عواد وسلمها إلى القيادة وعدت لمواصلة القتال و توزيع المفرقعات على المشتركين وجدت كثافة من النيران من أفراد المقاومة والجيش ولكن العدو كان مختبئ داخل المدرعات وبداخل المنازل لمحاولة الهروب والعودة إلى منطقة المثلث بعد تدمير معداتهم وآلياتهم العسكرية ثم حضر المتطوع عبدالحليم قناوى صاحب محل بقاله بشارع شميس وأحضر لى عبوات من الكيروسين والمواد البترولية شديدة الاشتعال وبعض الزجاجات الفارغة. وبعض قطع القماش ثم صعدت إلى احد المنازل على امتداد شارع الجيش أنا وزميلى عبدالمنعم ومعنا الزجاجات الحارقة وقمنا بإسقاط عبوة على كل مدرعة كانت تنتظر النجدة وفى وقت قصير أصبحت جميع المعدات والآليات العسكرية للعدو ككرات من النيران وقمت بتكليف بعض أفراد المقاومة بتمشيط المنازل للبحث عن أفراد العدو المختبئين بداخلها وأثناء الاشتباك فوجئت بالعسكريين ينادونى بأسمى لأقابل السيد المحافظ لإحضار بعض المفرقعات والذخيرة من مديرية أمن السويس ثم أخذت معى المسئول عن الدفاع المدنى بقسم الأربعين السيد/ فاروق توفيق والأخ / صبحى مصطفى من أفراد المقاومة وبعد مقابلة السيد اللواء أحمد العروسى أجاب طلبى وقال لى المخازن بأكملها تحت أمرك بعد أن تأكد من المحافظ بتليفون فى منزلى بشارع شميس وفعلا تم نقل المطلوب وتوزيعه على كل المشتركين وفى أثناء عودتى وجدت عربة تابعة للقوات المسلحة بجوار الجمعية الاستهلاكية أمام قسم الأربعين وكانت ممتلئة بالذخيرة والمفرقعات والأسلحة فكلفت من معى من العسكريين والمقاومة بنقل الذخيرة والمعدات و زجاجات الملوتوف خلف مسجد الأربعين لتوزيعها على أفراد المقاومة والجيش .وهناك وجدت الطفل/محمد عبدالرازق يقوم بنقل الذخيرة من داخل الغرفة إلى ميدان الأربعين وبجانبه المحافظ وعدد كبير من المسئولين وعندما شاهدوني هتفوا الله أكبر الله أكبر وقال لى المحافظ سأبنى يا أبناء الأربعين تمثال من الذهب لكل واحد منكم مما شجع الجميع على الاشتباك مع العدو .
وأذكر مرة ثانية قبل أخر ضوء كلفنى المحافظ أنا وزميلى/ عبدالمنعم ومعنا دليل من العسكريين لإحضار طلقات أر.بى.جى من مكان سرى خلف خطوط العدو المتقدمة على طريق الجناين عند منطقة (أبو ترك) التى تبعد عن السويس 7 كم والتى وقعت تحت يد الإسرائيليين وكانت هناك معلومات تفيد أن العدو سيحاول مرة أخرى اقتحام المدينة فجاء معنا السيد مدير الأمن لإحضار سيارة إسعاف للتمويه وفعلا تم إحضار سيارة الإسعاف وكان يقود الإسعاف السائق البطل السيد البحيرى من قوة إسعاف الأربعين وفعلا وصلنا ووجدنا دبابتين للعدو عند الكوبرى فانتظرنا حتى تحركا بعيدا عن الموقع وزحفنا على الأرض ووجدنا الصندوقين تحت الكوبرى فسحبناهم إلى السيارة بعد أن سهل لنا مهمتنا إخواننا من القوات المسلحة وسط المزارع .
وفى طريق العودة وجدنا سيارة جيب تسد الطريق فنزلنا لنجدها خاليه وبها المفتاح فقام بقيادتها الزميل عبدالمنعم إلى حى الأربعين ورجعت خلفه أنا وسائق الإسعاف. ووزعنا الطلقات على كل حاملي سلاح ال أر.بى.جى وقمنا بتشوين بقية الذخيرة لأى احتمال مفاجئ . وكانت مجموعات من مختلف القطاعات تدافع بروح من الوطنية وكانت فرصة أهالى الأربعين وبالأخص من شارع شميس الذى حققوا الكثير من الإنجازات وكبدت العدو الكثير من الخسائر فى الأفراد والمعدات واستمر القتال حول القسم المختبئ بداخله العدو حتى حل الليل وقد أنهكتنا المعركة

www.group73historians.com
على مزلقان البراجيلى تم تدمير دبابتي سنتوريون فهرب جنود العدو وراح المقاتلون يصطادونهم وهم يفرون وليسقط أول أبطال منظمة سيناء فى هذا اليوم الفدائي/أحمد أبوهاشم شقيق الفدائي/مصطفى أبوهاشم الذي استشهد هو الآخر فى 8 فبراير 70 وكان احمد قد رفض دفن شقيقه الأصغر إلا بعد أن يتم تسجيل اسمه ضمن المنظمة ورغم كبر سنه عن أقرانه إلا أنه فعل الكثير وقد ثأر احمد لشقيقه فقتل الكثير منهم ودمر الدبابات وكان فى قمة الإثارة إلى درجة جعلته لا يلتفت إلى تحذيرات زملاؤه بأنه يقاتل دون ساتر وفى النهاية سقط البطل شهيدا ليلحق بأخيه بعد أن أدى كل منهم رسالته كاملة.

 

القتال والاستشهاد

استمر القتال وإطلاق النار على قسم الأربعين من كل اتجاه. وفى حوالى الساعة الرابعة بعد الظهر بينما كان القتال دائرا حول القسم يقرر أبطال المقاومة والقوات المسلحة اقتحام القسم ويأخذ الأبطال
الشهيد / إبراهيم سليمان الشهيد / فايز حافظ أمين
الشهيد / أشرف عبد الدايم الشهيد / إبراهيم يوسف
مواقعهم حول مبنى القسم ليبدءوا الاقتحام ويستدير إبراهيم سليمان فى الشارع الخلفي للقسم حاملا مدفعه الرشاش. ولم يكتف بما فعله فى الصباح حين أوقف مسيرة الدبابات الإسرائيلية وغير مسار المعارك بل قرر أن يدخل إليهم لمواجهتهم. ويقفز بطل مصر فى الجمباز إلى سور القسم ويلمحه قناص إسرائيلي من داخل القسم وتصيبه الطلقات الغادرة وهو فوق السور ليسقط أعظم أبطال السويس فى هذا اليوم وترتسم على شفتيه ابتسامه الرضا لأنه أدى الواجب وساهم فى تغير التاريخ ويظل جثمانه الطاهر معلقاً على سور القسم الخلفى حتى صباح اليوم التالى ويفاجأ الذين حملوه ليدفنوه أن وجهه مبتسماً. ويتقدم الشهيد أشرف عبدالدايم ليقتحم القسم من الأمام ومن خلفه يحميه زميله الشهيد فايز حافظ أمين وكان الاثنان من أسرة واحدة ويكون قدرهما الاستشهاد فى لحظة واحدة بعد أن فتحا نيران رشاشاتهما على الجنود فيسقط أشرف عبدالدايم على عتبة القسم ويسقط فايز حافظ بجوار الخندق الداخلى للقسم ويستمر القتال حول القسم حتى يحل الظلام فى مساء 24 أكتوبر.

وتأتى شهادة الفدائى عبد المنعم خالد

www.group73historians.com
كانت قوات العدو بدأت فى الانسحاب خارج السويس بعد أن تركت قتلاها ومعداتها السليمة والمدمرة ويخرج الأهالى بعد المغرب من الخنادق والمخابئ ليشاهدوا جثث العدو وقتلاه ومعداته المحترقة لترفع من روحهم المعنوية ويزداد ثقتهم فينا . ثم أحضر الزملاء البنزين من شاحنة كانت موجودة بجوار مسجد الجمعية الشرعية واحرقنا المدرعات الإسرائيلية السليمة التى فر منها العدو خوفاً أن يستخدمها اليهود مرة أخرى وأصبح الليل مثل النهار . كل من الزملاء محمود عواد ومحمود طه وفى نفس الوقت ينجح العدو المختبئ داخل القسم بالإفلات من الحصار مستتراً بالظلام وانشغلنا بنقل الجرحى من جنودنا إلى المستشفيات وفضل ينسحب حتى وصل بجوار بيوت الشباب وكان يتمركز هناك لواء مدرع وهو يشاهد بعينه دباباته ومعداته تحترق أمام عينه وجثث قتلاهم فى كل مكان تحت الأقدام واعتقد العدو أن بالمدينة قوات كبيرة وأنها قلعة مسلحة بعد أن رأى عنف القتال وكثافة النيران فأصيب بالذعر وباتوا يخشون مهاجمة الفدائيين لهم ليلاً والغريب أنه فى المساء سمعنا الإذاعات العالمية فى الراديو تذيع أن القوات الإسرائيلية احتلت السويس .

حقيقة الإنــــــذار

www.group73historians.com
إلى السيد المحافظ بتسليم المدينة وألا دكوها بالطائرات وتدور أحداث القصة كالتالي اتصل من شركة المعمل شخص اسمه سعد الهاكع ليتحدث مع المحافظ على التليفون الموجود بمنزلي وقال أن القائد الإسرائيلي يهدد بتدمير المدينة كلها إذا لم نستسلم خلال نصف ساعة ويحمله مسئولية الخسائر فى الأرواح طالبا رفع علم أبيض وأن يتوجه هو ومدير الأمن والقائد العسكري وباقي القوات المدنية إلى الإستاد خارج المدينة ولكن رفض المحافظ الإنذار وكان يتحدث بلسان جميع الحاضرين من عسكريين ورجال شرطة ومسئولين وأفراد بعد مناقشات شاركت فيها القيادة السياسية بالسويس مع القاهرة وصلت إلى السيد رئيس الجمهورية الذى أجاب بإشارة لاسلكية عاجلة يقول فيها ( قاتلوا حتى أخر قطره دم والله معكم ) وبتأييد جميع القوات المتواجدة برفض الإنذار نهائياً وكان هذا أمامي فقام المحافظ بتكليف المقدم/ فتحى غنيم قائد النجدة بالمرور على جميع القوات الموجودة على مداخل المدينة وإبلاغهم برفض الإنذار والتمسك بمواقعهم ونتيجة ذلك عاود العدو قصف المدينة مرة أخرى بالمدفعية والطيران وفى نفس اليوم أيضا 25 أكتوبر أصدر مجلس الأمن القرار رقم 340 بإنشاء قوة طوارئ دولية وعودة القوات المتحاربة إلى خطوط وقف إطلاق النار يوم 22 أكتوبر.
وفى هذا اليوم تم تكليفنا ومعى كل من عبدالمنعم خالد وفتحى عوض الله وبعض الزملاء بعمل حصر لخسائر العدو فى المعدات والأسلحة والأفراد وذهبنا نطوف كل شوارع السويس التى دارت فيها المعارك رغم وجود بعض قوات العدو بالمدينة وأنهينا الحصر وأبلغنا القيادة به فأرسلته إلى القاهرة وبناء علية أذاعت القيادة العامة فى القاهرة أول بيان عن خسائر العدو فى الإذاعة .

 

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech