Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

سلسله قاده عظماء - 1- موشي ديان

شخصيات إسرائيلية | جنرالات إسرائيل

اعداد الدكتور عبد الله عمران

مؤسس المجموعه 73 مؤرخين

 

 

 

إنه الرجل الذي جعلته سكرة النصر المزيف في حرب الخامس من يونيو 1967 يصل لقمة هرم أبطال إسرائيل القوميين وقتها , و للعجب فقد أصبح نفس الرجل في حرب السادس من أكتوبر 1973 القائد المرتعش المتخبط في قراراته الخائف و المرعوب من مصر و ما فعلته بإسرائيل على مرأى و مسمع من العالم الذي لأول مرة في تاريخ الدولة العبرية يحبس أنفاسه هلعا و خوفا على مصير مشروعه الصهيوني ,,, إنه وزير الدفاع الجنرال موشيه ديان , الرجل ذو العين الواحدة , قائد ما يسمى بجيش الدفاع الإسرائيلي (تزاحال) في واحدة من أهم و أخطر فترات الصراع العربي الإسرائيلي.

النشأة

 

ولد موشيه ديان משה דיין  (و معناه القاضي موسى) , في 20 مايو 1915 في كيبوتز "ديجانيا أليف" דְּגַנְיָה א' المطل على بحيرة طبرية في فلسطين (و هو بذلك من جيل الصابرا أي الجيل اليهودي الذي ولد في فلسطين) إبان فترة الحكم العثماني , لأبوين مهاجرين من أوكرانيا هما الأب الناشط الصهيوني شيموئيل ديان (عضو الكنيست فيما بعد) و الأم ديفورا , و كان ثاني طفل يولد في الكيبوتز و سمي على اسم مهاجر صهيوني قتل أثناء مناوشات مع الفلسطينيين.

 

 

بين أبويه

 

و بعد فترة قصيرة و بسبب الحياة الإشتراكية القاسية في كيبوتز ديجانيا أليف , انتقلت العائلة إلى مستعمرة نحالال נַהֲלָל في شمال فلسطين.

 

الحياة العسكرية قبل و بعد نشأة إسرائيل

 

و في سن الــ 14 التحق موشيه بمنظمة الهاجاناه اليهودية الإرهابية و ذلك في بداية تكوينها و انضم لسرايا البالماخ التي تعتبر القوة الضاربة للهاجاناه و هي المسؤولة عن قتل و تشريد و طرد الفلسطينيين من أرضهم عن طريق العمليات الإرهابية , و تعتبر البالماخ هي النواة الأولى لما عرف لاحقا باسم "جيش الدفاع الإسرائيلي" حيث أن معظم أعضاء البالماخ سيصبحون لاحقا قادة هذا الجيش.

 

 

ديان (أقصى اليسار) و ييجال آلون مع قائد البالماخ يتسحاق ساديه

 

و قد عمل في مجموعات الحراسات اليهودية التي أسستها بريطانية لمواجهة الثورات العربية (شباب ونجت التي أسسها ضابط المخابرات البريطاني ونجت) , و في بداية الحرب العالمية الثانية حظرت بريطانيا نشاط البالماخ و حدث أن  اكتشف ضابطان بريطانيان من شرطة فلسطين كمية من الأسلحة بيد مجموعة يهودية  و على الفور وصل الخبر إلى ديان في أحد مقرات البالماخ و هرب ديان و معه 43 من اليهود من معسكر البالماخ و لكن هذه المجموعة حوصرت في الصباح الباكر من قبل 12 مقاتل عربي و تم أسرهم جميعا و أودعوا السجن و حكم عليهم (و من ضمنهم ديان) بـ 10 سنوات سجن في قلعة عكا القديمة و قد خرجوا لاحقا من السجن بعد تدخل الزعيم الصهيوني حاييم وايزمان في فبراير عام 1941.

 

و قد انضم كقائد لمجموعة بالماخ إلى وحدة قتالية أسترالية تتبع الفرقة السابعة مشاة و هي تستعد للهجوم على قوات حكومة فيشي الفرنسية الموالية لألمانيا النازية في لبنان , و قد دأبت هذه الوحدة على إختراق الأراضي اللبنانية للإستطلاع مرتدية الملابس العربية.

 

في السابع من يونيو 1941 قبل هجوم الفرقة الأسترالية على لبنان إخترقت وحدة البالماخ التي يقودها ديان أرض المعركة للإستطلاع و لتأمين جسرين على نهر الليطاني و حدث أن تم إكتشافها من قبل شرطة فيشي الفرنسية و حدثت مناوشات و كان ديان أعلى إحدى البنايات يراقب و يستطلع بالنظارة المعظمة مواقع قوات فيشي و أصيبت عينه اليسرى إصابة مباشرة بسبب طلقة بندقية مما أدى إلى فقدانه عينه اليسرى و أيضا عضلات العين مما منع إمكانية وضع عين زجاجية للتجميل و اضطر لوضع غطاء أسود على عينه و الذي أصبح فيما بعد علامة مميزة جدا له , و قد أثر فقدانه لعينه عليه نفسيا بشكل كبير جدا حيث ظن أنه أصبح كجندي غير ذي فائدة بسبب أنه بعين واحدة.

 

في عام 1947 تم ترقية موشيه ديان ليكون واحدا من هيئة أركان عصابة الهاجاناه اليهودية الإرهابية و كان مختصا بتجنيد و متابعة العملاء المكلفين بجمع معلومات عن القوات العربية الغير نظامية في فلسطين , و قد قُتل أخوه زوريك أثناء أحد الإشتباكات في 14 إبريل 1948.

و في 22 إبريل 1948 عين ديان مسؤولا عن الممتلكات العربية المتروكة في مدينة حيفا التي احتلتها العصابات اليهودية الإرهابية.

 

و في 18 مايو تم تعيين ديان قائدا لقطاع نهر الأردن و تولى المهمات الدفاعية في هذا القطاع الحيوي.

 

و في يوليو 1948 أصبح ديان أول قائد للكتيبة 89 التابعة للواء الثامن المدرع.

 

و كان بن جوريون معجبا جدا بموشيه ديان و شمعون بيريز.

 

 

صورة تجمع بن جوريون و ديان و بيريز و تظهر في الخلف جولدا مائير

 

في ال 23 من يوليو 1948 و باصرار من بن جوريون رغم معارضة هيئة الأركان , تم تعيين ديان قائدا للمناطق التي يسيطر عليها اليهود في مدينة القدس الشريف.

 

في ال 25 من أكتوبر 1949 تم ترقية ديان إلى رتبة لواء و تم تعيينه قائدا للمنطقة الجنوبية وسط معارضة شديدة من جنرالات الجيش الإسرائيلي , و قد ارتكب ديان العديد من الجرائم الارهابية بحق السكان العرب بسبب سياسة العقاب الجماعي التي كان يتبعها أثناء قيادته المنطقة الجنوبية.

 

في عام 1951 حضر ديان دورة تدريبية في انجلترا في أحد كليات الجيش البريطاني و في مايو عام 1952 تم تعيينه قائدا للمنطقة الشمالية.

 

و في نوفمبر 1952 تم تعيين ديان بمنصب رئيس فرع العمليات و هو يعتبر ثاني أعلى منصب في الجيش بعد منصب رئيس هيئة الأركان العامة , و كان رئيس الأركان وقتها هو الجنرال موردخاي مخلف و الذي تسلم منصبه بعد استقالة الجنرال ييجال يادين احتجاجا على تخفيض ميزانية الجيش بـ 20% بسبب الأزمة الاقتصادية التي شهدتها الدولة الطفيلية عام 1952.

و في يوليو 1952 أثناء عمله في هيئة الأركان أشرف ديان على إنشاء الوحدة 101 التي تخصصت في الإغارات الليلية على القرى العربية و كان من ضمن عملياتها الإرهابية وقتها الإغارة على مخيم اللاجئين في البريجة و قتل 20 فلسطينيا به.

و في ليلة 14/15 أكتوبر 1953 أشرف ديان على عملية إرهابية أخرى قام بها 130 جندي من الجيش الإسرائيلي , ثلثهم من الوحدة 101 حيث هجموا على قرية قبية و معهم 70 كلجم من المتفجرات و قاموا بنسف 45 منزلا و قتلوا 69 من المدنيين العزل , حيث كانت الأوامر صريحة جدا من القيادة المركزية "دمروا أكبر عدد من المنازل و اقتلوا أكبر عدد من المدنيين" , و قد لاقت هذه العملية استهجان و انتقاد الكثير على المستوى العالمي إلا أنها لم تحرك ساكنا لفعل أي شيء ضد هذه العصابة الإرهابية التي احتلت فلسطين.

و بعدها قام ديان بدمج الوحدة 101 مع لواء المظلات في تشكيل قتالي واحد و أسند قيادته إلى قائد الوحدة 101 الذي قادها في الهجوم على قرية قبية ,,, المجرم أرئيل شارون.

 

 

ديان و شارون في الوحدة 101

 

و استمر ديان في تبني سياسة إرهابية بالإغارة على القرى العربية و قتل المدنيين دون رادع.

و في تلك الأثناء بدأ ديفيد بن جوريون التخفيض من مناصبه استعدادا للتقاعد فسلم حقيبة الدفاع للجنرال بنحاس لافون , و كان هناك عداء شديد بين لافون و مخلف و لم يستطيعا العمل معا مما اضطر مخلف للاستقالة , و على الفور تم ترقية موشيه ديان لمنصب رئيس هيئة الأركان العامة في جيش الدفاع الإسرائيلي في السابع من ديسمبر عام 1953 و كان ذلك آخر قرار اتخذه ديفيد بن جوريون قبل تقاعده و تسلم موشيه شاريت رئاسة الوزراء.

 

كان من القرارات النوعية التي اتخذها ديان وقتها انشاء فرع المخابرات و فرع التدريب و الاهتمام بالقوات الجوية و المدرعات و قوات المظلات.

 

لم تكن العلاقة بين وزير الدفاع بنحاس لافون و رئيس الأركان موشيه ديان جيدة بسبب بعض الإختلافات في الأولويات , إلا أن فضيحة لافون التي كان بطلها بنحاس لافون أطاحت به من وزارة الدفاع.

 

بين عامي 1955 و 1956 نجح موشيه ديان و شمعون بيريز في عقد العديد من صفقات التسليح مع فرنسا للحصول منها على أكبر كمية سلاح قدر المستطاع مثل دبابات AMX-13 و دبابات شيرمان و عربات نقل الجنود نصف-جنزير و مدافع 105 ملم و طائرات مقاتلة من طراز ميستير-4.

 

بعد إنتخابات 1955 و عودة ديفيد بن جوريون لرئاسة الوزراء مع احتفاظه بحقيبة الدفاع , كانت نوايا بن جوريون و ديان عدوانية جدا و تحاول جر رجل مصر بشن غارات عبر الحدود لإستفزازها للرد بقوة حتى تجد إسرائيل مبررا لشن حرب شاملة عليها لاحتلال شبه جزيرة سيناء حيث كان ديان يرى أن الجولة الثانية حتمية و قد أمر بن جوريون ديان بإعداد خطة لإحتلال شرم الشيخ.

و قد قتل العديد من المدنيين في هذه العمليات الإرهابية التي أمر بها ديان و من ضمنها عملية قصف غزة بالمدفعية 120 ملم في الخامس من إبريل 1956 حيث قتل 15 سيدة و 10 أطفال بالإضافة إلى أكثر من 35 رجل.

و قد كانت المؤامرة البريطانية-الفرنسية ضد مصر عام 1956 فرصة سانحة للعصابة الإسرائيلية للإشتراك في الهجوم على مصر و أصبحت مؤامرة ثلاثية بريطانية-فرنسية-إسرائيلية ضد مصر و قد قاد ديان القوات الإسرائيلية وقتها كرئيس للأركان.

 

و في عام 1958 تقاعد ديان و انضم عام 1959 إلى حزب ماباي اليساري الذي رأسه بن جوريون , ثم أصبح ديان عام 1964 وزيرا للزراعة و قد عمل وقتها على تحويل مياه نهر الأردن إلى صحراء النقب مما زاد من الرقعة الزراعية لدى إسرائيل وقتها , و قد انشق مع مجموعة من الموالين لبن جوريون عن حزب ماباي عام 1965 و أسسوا حزب رافاي.

وقع اختيار صحيفة معاريف الإسرائيلية على موشيه ديان للذهاب إلى فيتنام عام 1965 لتغطية أحداث الحرب الأمريكية هناك ، وقد انتقده الكثيرون لقبول هذا العرض واعتبروا عمله مراسلاً حربيًّا يحط من شأن الجيش الإسرائيلي الذي كان ديان في يوم من الأيام رئيسًا لأركان حربه ، فردَّ عليهم ديان موضحًا أن سبب قبوله هو رغبته في الاطلاع على استخدام أحدث أنواع الأسلحة في ميدان القتال ليطور من معارفه العسكرية.

قبل السفر إلى هناك آثر الذهاب إلى باريس ولندن وواشنطن لمقابلة كبار القادة العسكريين والسياسيين والتحدث إليهم للإحاطة بأكبر قدَّر ممكن من المعلومات والخلفيات السياسية والعسكرية قبل السفر إلى فيتنام، وكان ممن قابلهم وأجرى حوارات مطولة معهم دي كاستري ومونتجومري ومكنمارا وماكسويل تايلور.

 

 

موشيه ديان في فيتنام

 


 

بدأ الموقف يشتعل بين مصر و إسرائيل في منتصف مايو 1967 بسبب التسريبات الروسية بوجود حشد إسرائيلي من 11 لواء مدرع و مشاه على الحدود السورية مما جعل القيادة المصرية تتخذ عدد من الإجراءات التصعيدية المتتالية مثل الدفع بالجيش المصري إلى مواقع متقدمة في سيناء و إنهاء عمل قوات الطوارئ الدولية و إغلاق الملاحة في مضيق تيران في وجه السفن الإسرائيلية , و قد بدأت إسرائيل في سكون تام حشد قواتها للهجوم على مصر و لجأت إلى التضليل في طريقة الحشد لإبعاد أعين المصريين عن المجهود الرئيسي للقوات الإسرائيلية الذي كان يتركز في الوسط و الشمال بينما ظنت القيادة المصرية أن المجهود الرئيسي سيكون عن طريق شرم الشيخ.

 

و في  يوم 1 يونيو 1967 (قبيل الحرب بـ 4 أيام) رضخ رئيس الوزراء ليفي إشكول لجنرالاته و أيضا الرأي العام الإسرائيلي و قام بتعيين موشيه ديان وزيرا للدفاع رغم عدم محبة إشكول لديان إلا أنه اضطر لذلك بسبب إرادته رفع معنويات الإسرائيليين فمن وجهة نظرهم يعتبر ديان بطلا قوميا في إسرائيل و أيضا لجلب حزب رافاي إلى حكومة توافق وطني.

 

و يوم 4 يونيو 1967 إجتمعت الحكومة الإسرائيلية برئاسة ليفي إشكول و كانت الكلمة العليا لموشيه ديان حيث قال في الاجتماع ((لا يمكننا أن نفقد زمام المبادئة , الأمر عسكريا يصبح أكثر تعقيدا , لا يهم من الذي سيطلق النار أولا , يجب أن نتصرف و بسرعة قدر الإمكان))

 

و صوتت الحكومة على شن ضربة وقائية (12 صوت وافقوا مقابل 2 رفضوا).

 

و قد كتب موشيه ديان قرار شن الحرب بنفسه ((هذا و قد تقرر شن ضربة عسكرية تهدف إلى تحرير إسرائيل من التطويق و لمنع إعتداء وشيك من قبل القيادة العربية الموحدة)).

 

لم يكن لديان أي دور في التخطيط لحرب 1967 إلا أنه كان له دور في عمليات إحتلال مدينة القدس الشريف و له صورة شهيرة أثناء دخوله مدينة القدس بعد السيطرة عليها.

 

 

ديان في القدس

 

و بعد النصر المزيف في حرب 1967 التي أسماها الإسرائيليون حرب الأيام الستة إمعانا في الإفتتان بالذات و التهليل لقدرات الجيش الإسرائيلي , أخذت ديان سكرة النصر المزيف و صرح تصريحه الشهير بأنه ينتظر مكالمة الحكام العرب للإستسلام , إلا أن هذا النصر ثبت أنه مزيف و خدعة صدقها الإسرائيليون , فالجيش المصري لم تتح له الفرصة ليحارب بسبب القرارات الغير مسؤولة التي اتخذتها قيادته السياسية و العسكرية , و ما أن أفاق المصريون من صدمتهم حتى توالت الضربات على الإسرائيليين في معركة رأس العش و في إغراق المدمرتين الإسرائيليتين إيلات و يافو في 21 أكتوبر 1967 , ثم اتت حرب الإستنزاف التي أفقدت الإسرائيليين صوابهم مما جعلهم يردون بضربات جوية هيستيرية ضد الجبهة و ضد المناطق المدنية في العمق المصري ردا على أي عملية تقوم بعا القوات المصرية ضد الأهداف العسكرية الإسرائيلية في سيناء و في العمق.

و قد إعترف ديان بأن حرب الإستنزاف كانت صعبة جدا و مؤلمة لهم و قد ذهب بعض جنرالاته إلى ما هو أبعد حيث إعترفوا بأنها أول حرب تخسرها إسرائيل مما جعلهم يهرولون إلى أمريكا و مجلس الأمن لوقف إطلاق النار بمبادرة روجرز التي وافقت عليها مصر حتى تأخذ وقتا للإعداد لمعركة تحرير سيناء.

 

و قد حاول الإسرائيليون تدويل سيناء و حض أهاليها للإستقلال عن مصر إلا أنهم صعقوا نتيجة التصرف الوطني لأهل سيناء بإصرارهم على مصريتهم و عدم تقبلهم لهذه الحماقات الإسرائيلية.

 

 

و في عام 1969 اصبحت جولدا مائير رئيسة الوزراء في إسرائيل بعد وفاة ليفي إشكول و ظل ديان في منصبه كوزير للدفاع.

بدأت مصر بشكل حثيث الإعداد لمعركة العبور و تحرير سيناء في ظل عجرفة إسرائيلية ليس لها مثيل جعلتهم يظنون أن أي حرب قادمة هم منتصرون فيها دون أدنى مجهود , و حين تواردت الأنباء إلى القيادة الإسرائيلية (بما فيها ديان) بأن مصر تحشد للحرب و أن التحركات العسكرية المصرية تبدو مريبة في الآونة الأخيرة لكن القيادة الإسرائيلية لم تنظر بعين الإهتمام لهذه الأخبار و ظنتها مجرد مناورات خداعية مصرية لتهدئة الرأي العام.

و من تصريحات موشيه ديان قبيل حرب أكتوبر:

(القناة أفضل خندق مضاد للدبابات فى العالم .. هى الفيصل الاستراتيجى الذى سيتحول إلى قناة من الدماء إذا حاول المصريون عبورها .. الوجود الإسرائيلى على الضفة الشرقية للقناة يمثل تطبيقا عملياً لنظرية الحدود الآمنة لإسرائيل فهى تشكل التزاماً عسكرياً محدداً على الجيش الإسرائيلى .. وهو رفض أى نجاح للقوات المصرية لعبور القناة أو حتى الحصول على موطئ قدم فى سيناء)

و يقول في أحد تصريحاته في أحد أيام عام 1968 عندما سأله صحفي ألماني عما اذا كان الجيش المصري يستطيع هزيمه إسرائيل في أي حرب قادمه؟ فرد ديان (إنهم فقط يستطيعون أن يحاربوا بطريقه أفضل إذا ما حصلوا علي طيارين ألمان (.

 


 

و لكن في ظهيرة يوم السبت (شابات بالعبرية) الساعة 02:05 فاجأ المصريون العالم كله بهجوم كاسح على القوات الإسرائيلية التي تختبئ في سلسلة حصون منيعة على طول القناة تدعى خط بارليف و قد أصاب موشيه ديان حالة من الإنهيار التام بسبب الصاعقة التي أصابته نتيجة هذه الخديعة المصرية و قد عقد العزم على الإعلان في مؤتمر صحفي عالمي عن  "سقوط الهيكل الثالث" و إستعداد إسرائيل لإستخدام الأسلحة النووية إذا تقدمت القوات المصرية و السورية أكثر و أكثر إلا أن جولدا مائير منعته من ذلك , و بسبب حالة الإحباط التي أصابته نتيجة كم الخسائر الرهيبة التي مني بها الإسرائيليون اقترح ديان أيضا الإنسحاب من خط القناة إلى خط المضايق الإستراتيجية في سيناء و التمترس للدفاع و صد أي محاولة مصرية لإختراق هذا الخط إلا أن جنرالاته رفضوا اقتراحه ظنا منهم أن قواتهم الجوية و المدرعة قادرة على سحق الهجوم المصري و هو ما ثبت كذبه خصوصا يوم 8 أكتوبر عندما نجح المصريون و بسلاسة تامة في سحق الهجوم المدرع الإسرائيلي الرئيسي و أيضا دور قوات الدفاع الجوي المصرية و القوات الجوية المصرية في تحييد سلاح الجو الإسرائيلي الأكثر تطورا.

 

و قال في مؤتمر صحفي يوم 9 أكتوبر (ان الحرب قد اظهرت اننا لسنا اقوي من المصريين وان هالة التفوق والمبدأ السياسي والعسكري القائل بان اسرائيل اقوي من العرب وان الهزيمة ستلحق بهم اذا اجترأوا علي بدء الحرب هذا المبدأ لم يثبت ، لقد كانت لي نظرية هي ان اقامة الجسور ستستغرق منهم طوال الليل واننا نستطيع منع هذا بمدرعاتنا ولكن تبين لنا ان منعهم ليست مسألة سهلة وقد كلفنا جهدنا لارسال الدبابات الي جبهة القتال ثمنا غاليا جدا ، فنحن لم نتوقع ذلك مطلقا.) ... وقال لهم في المؤتمر أيضا بلهجه مأساويه وروح معنويه متدنيه (لن أخفي عليكم أن قوتنا في قناه السويس ,والجولان في حاله ذعر تام ,ولم يعد لخط بارليف وجود,كما أن أجهزه إشعال مياه القناه صارت خرافه وأصارحكم بأنني لا اتمني ان اكون في هذه اللحظات في موقف رجال مدرعاتنا أما سلاحنا الجوي فقد تم تحييده ,وقد بلغت خسائرنا فيه في اليوم الاول للحرب فقط ستين طائره منها 36 طائره فانتوم ,انني لا أستطيع أن أضمن ما سوف يحدث ...ومن المحتمل جدا أن نفكر في الانسحاب الي خطوط اخري داخل سيناء).

 

و قال عنه المؤرخ الإسرائيلي حاييم هيرتزوج (ان حرب اكتوبر انتهت بصدمة كبري عمت الاسرائيليين ، ولم يعد موشي ديان كما كان من قبل وانطوي علي نفسه منذ ذلك الحين لقد كان دائما علي قناعة بأن العرب لن يهاجموا وليس في وسعهم ان يهاجموا وحتي في غمرة الاختراق المصري لم يعترف ديان بخطأ تحليلاته لقد اصبح ديان شخصية علي طراز هاملت يمزقه الشك والتردد والعجز عن انجاز القرار وفرض ارادته وكانت تلك الحرب بداية النهاية لحكومات العمل التي حكمت اسرائيل لمدة خمس وعشرين سنة ، حتي ذلك الحين تماما مثلما كانت الحرب سببا في احداث تغييرات فكرية في عقلية القيادة الاسرائيلية التي بدأت تبحث عن طريق جديد وسياسة واقعية في التعامل مع المشكلة عبر الحلول السياسية ).

 

و قال عنه الصحفي البريطاني ديفيد هيرست في كتابه البندقية و غصن الزيتون :

 (واستقبلت الامهات الثكلي والارامل فيما بعد موشي ديان المعبود الذي هوي بالهتافات التي تصفه بانه سفاك وكانت الحروب السابقة تعقبها استعراضات عسكرية مهيبة في ذكري عيد الاستقلال ، مع استعراض الغنائم التي تـم الاستيلاء عليها من العدو ، اما في هذه المرة فان شيئا من هذا لم يحدث بل علي العكس سرعان ماعرف الاسرائيليون ان معرضا كبيرا للغنائم قد افتتح في القاهرة ولأول مرة ايضا شاهد الاسرائيليون المنظر المخزي لاسراهم ورؤوسهم منكسة علي شاشات التليفزيون العربي).

 

ماذا قال موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلى أثناء حرب أكتوبر عن المواجهة بين قوات إسرائيل والقوات المصرية المسلحة التى حطمت خط بارليف وتمركزت على امتداد 170 كم على الضفة الشرقية وفى عمق سيناء..؟

قال موشى ديان فى مذكراته"  نقلا عن النص الحرفى الكامل الذى قدمه مكتب وزير الدفاع الإسرائيلى إلى اللجنة الخاصة بالتحقيق، ثم إلى لجنة الدفاع بالكنيست، وأخيرا إلى رؤساء تحرير جميع الصحف الإسرائيلية لشرح الموقف العسكرى لهم – وهو ما رفضه الرقيب العسكرى على الإطلاق – وأعطى تعليمات صارمة بعدم نشر أى كلمة قالها ديان".

((إنى أريد أن أصرح بمنتهى الوضوح بأننا لا نملك الآن القوة الكافية لإعادة المصريين إلى الخلف عبر قناة السويس مرة أخرى..إن المصريين يملكون سلاحا متقدما، وهم يعرفون كيفية استخدام هذا السلاح ضد قواتنا، ولا أعرف مكانا آخر فى العالم كله محميا بكل هذه الصواريخ كما هو فى مصر.. إن المصريين يستخدمون الصواريخ المضادة للدبابات وللطائرات بدقة ونجاح تام.. فكل دبابة إسرائيلية تتقدم نحو المواقع المصرية تصاب وتصبح غير صالحة للحرب...ويستطرد ديان ويقول: الموقف الآن هو أن المصريين قد نجحوا فى أن يعبروا إلى الشرق بأعداد من الدبابات والمدرعات تفوق ما لدينا فى سيناء.. والدبابات والمدرعات المصرية تؤيدها المدافع بعيدة المدى وبطاريات الصواريخ والمشاة المسلحون بالصواريخ المضادة للدبابات.. وعن السلاح الجوى الإسرائيلى يقول ديان" أن السلاح الجوى يواجه الكثير من المصاعب، وأن الخسائر فيه كانت الكثير من الطائرات والطيارين وذلك بسبب بطاريات الصواريخ والسلاح الجوى المصرى.. ويضيف ديان: أننى أقول بمنتهى الصراحة بأننا لو كنا استمرينا فى محاولاتنا لدفع المصريين عبر القناة مرة أخرى لكانت الخسائر فى العتاد والرجال جسيمة لدرجة إن إسرائيل كانت ستبقى بلا أية قوة عسكرية تذكر..


ويستمر ديان فى الحديث قائلا إن المصريين يملكون الكثير من المدرعات وهم أقوياء.. وقد ركزوا قواهم طوال السنوات الماضية فى إعداد رجالهم لحرب طويلة شاقة بأسلحة متطورة تدربوا عليها واستوعبوها تماما.. ولهذا فإننا تخلينا عن خططنا الخاصة بدفع المصريين للخلف عبر قناة السويس، كما إننا تخلينا عن خطط الهجوم فى الجبهة المصرية مركزين قواتنا فى خطوط دفاعية جديدة..مؤكدا بذلك تخليه التام عن النقاط الحصينة فى خط بارليف الذى إنتهى كخط دفاعى للإسرائيليين.. واعترف موشى ديان "ومازال الكلام هو النص الحرفى له" بالآتى:

- أن الأهم بالنسبة للإسرائيليين والعالم الاعتراف بأننا لسنا أقوى من المصريين، وأن حالة التفوق العسكرى الإسرائيلى قد زالت وانتهت إلى الأبد، وبالتالى فإن النظرية التى تؤكد هزيمة العرب (فى ساعات) إذا ما حاربوا إسرائيل فهى خاطئة..

- المعنى الأهم هو انتهاء نظرية الأمن الإسرائيلى بالنسبة لسيناء.. وعلينا أن نعيد دراساتنا وأن نعمل على التمركز فى أماكن دفاعية جديدة، لأن التفوق العسكرى المصرى فى سيناء لا يمكن مواجهته، وأنا لا أستطيع أن أقدم صورة وردية للموقف على الجبهة المصرية لأن الموقف بعيدا كل البعد عن الصور الوريدة..

- نحن أمام مهمتين "الأولى" هى بناء خطوط دفاعية جديدة، و"الثانية" هى إعادة استراتيجيتنا وبناء قوتنا العسكرية على أسس جديدة..لأننا الآن ندفع ثمنا باهظا كل يوم فى هذه الحرب.. فنحن نخسر يوميا عشرات الطائرات والطيارين والمعدات والدبابات والمدفعية بأطقهم..فيكفى أننا على مدى الأيام الثلاثة الأولى من الحرب خسرنا أكثر من خمسين طائرة ومئات الدبابات.. وينهى ديان كلامه بالقول "علينا أن نفهم أننا لا يمكننا الاستمرار فى الاعتقاد بأننا القوة الوحيدة العسكرية فى الشرق الأوسط.. فإن هناك حقائق جديدة علينا أن نتعايش معها..))

 

و استمر تخبط ديان و لم ينقذه إلا المساعدات الأمريكية التي بدأت سرا بعد إندلاع الحرب مباشرة بسويعات قليلة و كانت المعدات تنقل على متن طائرات شركة العال الإسرائيلية ثم تمت المساعدات علنا بداية من يوم 10 فيما عرف باسم الجسر الجوي الأمريكي المشهور باسم "عملية نيكل جراس ... الجسر الجوي الذي انقذ إسرائيل" و استطاعت إسرائيل استعواض خسائرها في المعدات بهذا الجسر و في الأرواح عن طريق المرتزقة الذين أتوا للقتال مع الدولة العبرية و قامت إسرائيل بعد مرور طائرة الإستطلاع الأمريكية بلاك بيرد التي تبلغ سرعتها ثلاثة أضعاف سرعة الصوت و نجحت في إستطلاع كامل الجبهة المصرية و قامت إسرائيل بالعبور عبر ثغرة الدفرسوار إلى الضفة الغربية من القناة و لجئت إسرائيل إلى التهليل الإعلامي لهذه الثغرة أملا في رفع معنويات جنودها و حفظ بعض ماء الوجه إلا أن الحقيقة كانت واضحة لهم تمام الوضوح أنهم محاصرين لذلك انسحبوا من الثغرة مباشرة بعد اتفاقية فض الإشتباك الأول.

 

أثناء زيارته لقوات الثغرة , كاد موشيه ديان أن يُقتل نتيجة إلقاء مروحية مصرية قنابل نابالم عليهم في أحد البساتين المنشترة في منطقة الدفرسوار إلا أنه نجا من الموت بأعجوبة.


 

 


 

و بعد إنتهاء الحرب قامت لجنة التحقيقات الإسرائيلية بإعفاء القيادات السياسية (جولدا مائير و موشيه ديان) من تحمل مسؤولية الهزيمة و ألقت باللائمة كليا على القادة العسكريين إلا أن الإنتقادات الشديدة ظلت تلاحق ديان و مائير مما اضطرهم للاستقالة و تقاعد ديان عام 1974.

 

و لكن ديان لم يبتعد ديان عن السلطة طويلا , فقد اختاره رئيس الوزراء مناحم بيجين وزيرا للخارجية عام 1977 و كان له دور مهم في التفاهمات التي تمت بين مصر و إسرائيل في كامب ديفيد.

 

بيجين و ديان لحظة وصولهما إلى امريكا

استقال ديان من منصبه عام 1979 نتيجة بعض الاختلافات مع مناحم بيجين حول تفاهمات كامب ديفيد.

 

أسس ديان في أواخر أيامه حزبا سياسيا هو حزب تيليم.

 


 

حياته العائلية

 

تزوج ديان مرتين , الأولى هي راعوث ديان و التي انجبت له ابنته يائيل ديان الكاتبة و الناشطة السياسية اليسارية المشهورة في إسرائيل.

 

ديان و يائيل

انفصل ديان و راعوث عام 1971 بعد 31 عاما من زواجهما و قيل أن السبب الحقيقي هو تعاطف راعوث مع منظمة فلسطينية ترعى المعاقين و الأيتام  و زيارتها لأسيرات فلسطينيات مما ادى الى حدوث شجار شديد بين راعوث و ديان ادى الى انفصالهما.

 

 

ديان و راشيل

 

تزوج ديان مرة أخرى من راشيل ديان و له منها من الابناء عاصي ديان و هو ممثل و ايضا ايهود ديان و هو مؤلف و بينه و بين ابيه عداء شديد حيث تم حرمانه من الميراث و له مؤلفات عديدة ينتقد و يهاجم فيها اباه.

 

عرف عن ديان أيضا ولعه الشديد بالتنقيب عن الاثار و هو متهم بسرقة الكثير من الآثار المصرية و الفلسطينية و لديه في منزله حديقة ملحقة به يضع فيها الآثار التي يجدها و كثيرا ما كان جنرالاته يبحثون عنه ليتخذ قرارا ما و لا يجدونه بسبب تغيبه للتنقيب عن الاثار.

وفى كتاب له يحكى عن سيرته الذاتية يقول فيه ديان "" ولم أستطع مراقبة معركة الكرامة عن كثب لأننى كنت فى المستشفى لأعالج من أصابات حدثت لى فى اليوم السابق نتيجة حادث ،فبينما كنت أقوم بفحص بعض الحفريات فى منطقة حاتزور قرب تل أبيب ، إذ بى أجد نفسى تحت الركام والرمال والأحجار نتيجة إنهيار ترابى ، وكانت تلك هى المرة الثانية التى ظننت فيها أن حياتى إنتهت وكانت المرة الأولى آثناء الحادث الذى وقع لى فى سوريا عام " 1949 " ، وفقدت فيه عينى " وكنت قد إشتركت يوم 19 مارس / آذار فى القيادة العامة فى وضع خطة الكرامة التى كان المفروض أن تنفذ بعد 36 ساعة وإنتهزت الفرصة لأذهب إلى تل" حازور" للقيام ببعض الحفريات ووقع لى الحادث ، وكان يشاركنى فى الحفريات صديقى منذ الصغر ( آرييه روزنبوم ) الذى ( أصيب مثلى بمرض الآثار وأصبح بمرور الوقت خبيراً بكل الآثار الموجودة فى تل حازور ، وكان يتصل بى عندما يجد شيئاً يظن انه يهمنى ، وكانت " ازور " مدينة معروفة فى القرن الثامن ق. م ، بنى فيها الآشوريون مدينتهم بعد ألفى سنة ، وقد عثرت أنا شخصياً فى أخر حفرياتى على بعض الآثار التى يرجع تاريخها إلى خمسة آلاف عام ، وأخبرنى آرييه هذا المساء أن بعض البلدوزرات ستعمل فى الصباح ، وقد تعثر على شىء جديد ، وعندما صعدت على تل من الرمال ، معد للنقل شاهدت بعض الآثتر تظهر من بين الرمال ، وعرفت بالفحص أنها بعض أجزاء من الأوعية التى كانت تستخدم فى العصر البرونزى ( 3150 – 2200 ق. م ) وكانوا فى هذا العصر لايستخدمون هذا النوع من الأوعية التى كانت تُصنع باليد ، وقمت بالحفر بيدى بحثاً عن الكهف فوجدته وتدليت بنصفى فى الحفرة التى حفرتها ، فوجدت نفسى فى كهف كان يقطنه أناس منذ أكثر من خمسة آلاف عام ، ولم أعثر على شئ ، وفجأة إنهارت الرمل فوقى ، وأيقنت أن نهايتى حلت فلم أكن قادراً على التنفس أو الحركة ، وكان آرييه خلفى ولم يصب ، فإستنجد بالناس ، فأسرع شقيقان يملكان ورشة ، وإستطاعا إخراجى بعد أن حفرا حولى ، وكنت قد شعرت بأن الموت يدنو منى ، ولكنى عندما أحسست بالهواء الرطب ووجدت نفسى ممددا على الآرض ، شعرت أننى بُعثت من جديد ، ونقات بسرعة إلى مستشفى " تل هاشمور " ، خارج تل أبيب ، واعياً ولكنى لا أستطيع الكلام ، وبعد الفحص قرر الأطباء أننى قد أصبت فى عامودى الفقرى وإنقطع أحد الأحبال الصوتية ، وتم وضعى داخل قميص من الجبس ، وأتوا لى بطبيب أخصائى فى الحنجرة ، وكان أول سؤال لى عندما شعرت بالتحسن هو ؛ متى أستطيع الخروج ؟ ، بعدها يتحد ث ديان عن حالته داخل المستشفى بإسهاب ثم يذكر ما بعد خروجه من المستشفى فيقول ؛ وعندما شعرت بقدرتى على الحركة توجهت إلى " تل أزرو " لأبحث عن الأثار التى كنت أريدها ، وشاهدتنى إمرأة فصاحت قائلة لصديقها أنظر موشى ديان يبحث عن نفسه مرة أخرى "" وكان خبيرا قادرا على تأريخ القطع الآثرية بمجرد النظر ، وأصبح موشيه ديان نموذجاً لسلوك " سرقة الآثار " الذى اعتمده فى زمنه ، ولاحقاً إعتمده جنرالات فى الجيش الإسرائيلى قاموا بالحفريات معه ، وبعد وفاته سرقوا من جنوب لبنان آثارا يتعذر تحديدها للمطالبة بها ، فمن المعروف أن الجيش الإسرائيلى أكمل الحفريات فى موقع " قبر أحيرام " قرب صور ، ولم يُعرف بعد عدد القطع المسروقة ولا قيمتها ، ناهيك عن المواقع التى نهبت فى زمن لم تكن السلطات اللبنانية قد إكتشفتها بعد ، أما الإسرائيليين فلايزالون يرون موشى ديان مثالا يحتذى به حتى وقتنا هذا ، بعد وفاة موشى ديان عام 1981 باعت زوجته قسماً منها لمتحف إسرائيل القومى بقيمة " مليون دولار " ، فيما وهبت القسم الآخر للمتحف أيضاً وسمّته " مجموعة موشى ديان الأثرية " ، نهبديان مئات المواقع الأثرية فى سيناء ومنها موقع " سيرابيط الخادم " ، معتبراً " أن لهذه القطع الأثرية قيمة فنية كبيرة ، فلتعرض فى المتاحف بدل أن تبقى هنا لتدمر


وقد إستخدم وزير الدفاع الإسرائيلى السابق سلاح الجو فى مهمة أطلق عليها إسم إسم " عملية الحجر " لنقل المسلاّت المصرية التى لم تزل الكتابات والرسوم والنقوش عليها سليمة إلى منزله الخاص ، وخسارة مصر من عملية ديان الأثرية " عملية الحجر " جعلت ديان يسرق عشرات الآلاف منها بعمليات حفر ضخمة ، ويعترف عالم الآثار الإسرائيلى " أفيس جورون " المسئول عن الحفريات فى سيناء لدى سلطات الإحتلال الإسرائيلي بين عامى ( 1978 – 1982 ) " أن موشي ديان كان يعطى الأوامر بالتدمير الكامل للمواقع الآثرية بعد سرقتها بحيث يستحيل اليوم تقويم الأهمية التاريخية لهذه المواقع " ، أما ثانى أكبر عملية سرقة ونهب للآثار قام بها موشى ديان كان ضحيتها موقع " دير البلح " فى غزّة، حيث عُثر على عشرات من النواويس المنحوتة على شكل بشر تعود إلى العصر البرونزى القديم ( 5000 ق.م  ، فإستخرجها وإستحوذ عليها وإستملك محتوياتها ، وكلها تحف لاتقدر بثمن ، واللافت أن ديان لم يشعر يوماً بالعار أو الخجل لقيامه بهذه السرقات ، لا بل كان يتباهى بها ويطلب إلتقاط صوراً لها ، حاملاً معولاً ورفشاً ، لم تقتصر ولم تقتصر سرقات ديان للأثار العربية فى الأراضى التى إحتلتها إسرائيل بعد حرب حزيران / يونيو ، إنما إمتد نشاط موشى ديان فى القيام بحفائر داخل الآراضى التى إحتلت عام 1948 ، وقد أحصى عالم الآثار " راز كليتر " خمسة وثلاثين موقعاً أثريا ً سرقها الجنرال ديان وأصدقائه ، ولم يكن أصدقاؤه يخشون عقوبات السلطات المختصة بحماية الآثار ، فقد دخل موشى ديان مرة عنوة حفريات أثرية فى موقع " غيكاثيم " وسرق مقابر وهياكل عظمية تعود لفترة ما قبل التاريخ ، وكان ديان يحب الظهور كمكتشف للحضارات القديمة ، او منقذ الاثار المندثرة وذلك فى محاولة منه لإضفاء بعض " المغامرة " إلى حياته الصاخبة.

أصيب ديان بسرطان القولون و بدأت صحته في التدهور عام 1980 و مات في 16 أكتوبر 1981 و تم دفنه في مستعمرة نحالال في شمال فلسطين المحتلة.

 

 

عبارات نازية على قبر ديان

 

مؤخرا قام مجموعة من الشباب الإسرائيلي بمهاجمة قبر موشيه ديان و كتابة عبارات نازية عليه و ذلك بسبب إتهاماتهم له بالتسبب فيما حدث في حرب أكتوبر 1973 مما يدل على حجم المعاناة و الألم الذي سببته هذه الحرب و مجرياتها ليس في الجيل الذي خاص الحرب أو عاصرها بل في الأجيال التي تلته , تحيا مصر و المجد للشهداء.

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech