Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

المقاتلة نيشر- خدعه عمرها 40 عام

إشتعل الموقف في العالم العربي في الخامس من يونيو 1967 و إندلعت حرب على 3 جبهات مرة واحدة و شنت إسرائيل حربا دموية خاطفة على كل من مصر و الأردن و سوريا و نتج عنها إحتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء (و قطاع غزة) و هضبة الجولان و الضفة الغربية من نهر الأردن بما فيها مدينة القدس الشريف,

و كان للمقاتلة ميراج-3 سي دور بارز في حرب 67 في أعما لالسيادة الجوية على ساحة المعركة و أيضا في أعمال الإسناد الجوي القريب للقوات البرية و أيضا القصف الأرضي , و نتيجة لهذا التطور الدراماتيكي أصدر الرئيس الفرنسي الجنرال شارل دي جول قرارا بفرض حظر على تصدير السلاح للدول المتحاربة في العالم العربي , و يظهر للقارئ أن هذا القرار لا يؤثر على الدول العربية بأي شكل من الأشكال حيث أن جل أسلحتها روسية الصنع و لا يوجد لدى العرب أسلحة فرنسية من الأساس و لكن هذا القرار يمثل ضربة قاصمة لسلاح الجو الإسرائيل إذ أن كل طائراته المقاتلة و القاذفة و التدريب و الهيليكوبتر هي فرنسية الصنع و كان ذلك بمثابة مسمار في نعش سلاح الجو

الإسرائيلي , و قامت فرنسا إثر هذا القرار بإدخال المقاتلات ميراج-5 جيه التي أنتجتها الى سلاح الجو الفرنسي بدلا من الإسرائيلي.

 

و هنا لجأت إسرائيل إلى الولايات المتحدة الأمريكية لحل هذه المعضلة إذ أن درع الملك داوود , سلاح الجو الإسرائيلي على المحك و في أزمة شديدة بعد القرار الفرنسي بحظر تصدير السلاح (و قطع الغيار بالطبع) إلى إسرائيل , و بالفعل قامت أمريكا بتسليم إسرائيل دفعة من المقاتلات الهجومية الأمريكية سكاي هوك A-4 Skyhawk و التي وقعت إسرائيل صفقتها عام 1966 لتشارك في تعزيز قدرات سلاح الجو الإسرائيلي الهجومية إلى حد بعيد بسبب حمولتها الجيدة و مداها الممتاز.

 

و بدات الولايات المتحدة مشاورتها مع الحكومة الفرنسية لإثناءها عن قرارها بوقف تصدير السلاح إلى إسرائيل و محاولة الضغط على فرنسا لتزويد إسرائيل بقطع الغيار اللازمة للمقاتلات الفرنسية-الصنع العاملة بسلاحها الجوي أضف إلى ذلك إتمام تسليم صفقة الميراج-5 التي تم توقيعها عام 1966 إلى إسرائيل

 

و هنا لنا وقفة صغيرة مع ما يعرف باسم شركة صناعة الطائرات الإسرائيلية المعروفة إختصارا باسم IAI (التي نسبت إسرائل أكذوبة صناعة المقاتلة نيشير إليها) إذ أنه في ذلك الوقت لم يكن هناك شيء اسمه شركة صناعة الطائرات الإسرائيلية IAI بل كانت هناك شركة صغيرة تسمى بيديك للطيران Bedeck Aviation كانت مهمتها التي أنشئت لها هي تجميع طائرة التدريب المتقدم فرنسية-الصنع فوجا ماجيستير في إسرائيل إلا أنها و لظروف ما لم تستطع القيام بهذه المهمة و انحصر دورها في إصلاح و صيانة الطائرات المعطوبة.

و في هذه الأثناء عام 1966 قامت شركة روكويل الأمريكية ببناء مصنع لها في إسرائيل لتصنيع قطع غيار السيارات و اغتنم الإسرائيليون فرصة وجود هذا المارد الصناعي الأمريكي في إسرائيل و عرضوا على الشركة المساهمة في عملية تصنيع الطائرات الحربية في إسرائيل و بالفعل وافقت الشركة على العرض و في إبريل 1967 تحول اسم شركة بيديك للطيران إلى شركة صناعة الطائرات الإسرائيلية IAI و بتمويل أمريكي مباشر و كانت أولى المهام التي قامت بها الشركة هي إصلاح 12 مقاتلة تابعة لسلاح الجو الفرنسي من طراز سوبر ميستير وصلت إلى إسرائيل مايو 1967 و استولى عليها الإسرائيليون و دفعوا بها للحرب في يونيو 67 و تدعي إسرائيل انهم اعادوها الى فرنسا بعد الحرب الا ان كلامهم مشكوك فيه.

 

و بعيد حرب 67 كانت الشركة الوليدة مشغولة باصلاح الطائرات المعطوبة نتيجة القتال في حرب 67 و قام مهندسوها بتصميم طائرة نقل صغيرة تسمى ارافا الا ان النموذج الاولي لها تحطم نتيجة بعض الاخطاء الهندسية و لم يقم الاسرائيليون بتكرار المحاولة مرة اخرى.

و في ذلك الوقت و بعد قرار الحظر الفرنسي بذل الاسرائيليون جهودا كبيرة لاقناع الفرنسيين بالعدول عن هذا القرار و تسليم الصفقة التي بالفعل دفعت إسرائيل جزء منها الا ان جهودهم باءت بالفشل و اقصى ما توصلوا اليه مع الفرنسيين هو الاتفاق على تزويد فرنسا لاسرائيل بكمية ضخمة جدا من قطع الغيار للطائرات فرنسية الصنع التي تخدم في سلاح الجو الاسرائيلي (ميراج-3سي , ميسيتر, سوبر ميستير بي-2, اوراجان, فوجا ماجيستير, فوتور) و بالفعل قام الفرنسيون عام 1968 بتسليم الاسرائيليين كل ما يحتاجونه من قطع غيار لطائراتهم.

و لكن تغير الوضع عندما دخل الامريكان بثقلهم في الموضوع و توصلوا الى اتفاق مع شركة داسو الفرنسية يقتضي تصنيع مجموعة اخرى من مقاتلات ميراج-5 و تسليمها سرا الى اسرائيل عن طريق نقلها مفككة في طائرات شحن تابعة لسلاح الجو الامريكي و تولى مهندسو شركة روكويل الامريكية العاملين في اسرائيل لصالح شركة صناعة الطائرات الاسرائيلية تجميع هذه المقاتلات في اسرائيل , و في وقت لاحق قام الفرنسيون ايضا بتسليم اسرائيل دفعة تصل الى 8 مقاتلات تدريب متقدم من طراز ميراج-5 بي في الفترة ما بين 1969 و 1972.

و لأجل تبرير ظهور هذه المقاتلات في سلاحهم الجوي قام الاسرائيليون بتهويل قدرات جهاز استخباراتهم (الموساد) و قدرته على الاتيان بمخططات تصنيع المقاتلة ميراج-5 و محركها من طراز اتار-9 سي , و قاموا بحملة اعلامية مدعين انهم هم من صنع هذه المقاتلة على "ارضهم" , و لاجل ذلك قاموا ايضا بدفع مبلغ مالي كبير الى مهندس سويسري يدعى "الفريد فراون نيخت" كان يعمل في شركة سويسرية تنتج محرك الميراج-5 اتار-9 سي بترخيص من الشركة الام سنيكما في فرنسا ليظهر للعالم ان اسرائيل رشت هذا المهندس من اجل الاستيلاء على مخططات تصنيع المحرك و لاكمال الحبكة و القصة المختلقة بأن اسرائيل هي من قامت بتصنيع هذه المقاتلات محليا و في حقيقة الامر , اسرائيل لم تكن تحتاج الى مخططات المحرك و ذلك لان فرنسا قامت سرا بامداد اسرائيل بمحركات جديدة ليس فقط للمقاتلات الجديدة ميراج-5 و لكن ايضا لاستبدال محرك المقاتلات ميراج-3 سي القديمة من نوعية اتار-9 بي بمحركات جديدة من طراز اتار-9 سي التي تستعملها ميراج-5.

 

 

المحرك الجديد سنيكما اتار 9 سي

و علاوة على ذلك قامت شركة روكويل الأمريكية بإيفاد كبير مصممي الطائرات لديها المدعو "جين سالفاي" Gene Salvay إلى إسرائيل (هذا الرجل هو من قام بتصميم القاذفة الاستراتيجية الامريكية بي-1 لانسر) و ذلك من أجل العمل على تركيب محركات امريكية من طراز جنرال اليكتريك جيه-79 (تلك التي تستخدمها المقاتلة اف-4 فانتوم) على هيكل المقاتلات الاسرائيلية فرنسية الصنع من طراز ميراج-3 و 5 , و هذه الفكرة كانت من أجل شيئين مهمين الاول على المستوى التكتيكي و هو تحسين اداء و امكانيات الميراج-5 في المهمات جو-ارض (عن طريق تركيب محرك جيه-79 القوي جدا) و الشيء الثاني على المستوى الاستراتيجي و هو الانتقال التدريجي من الحلف الاستراتيجي مع فرنسا إلى الحلف مع أمريكا و بذلك سيتم تزويد كل اسطول الميراج الاسرائيلية بمحركات امريكية الصنع بعيدا عن المشاكل السياسية مع فرنسا مما سيتيح سهولة و يسر في صيانة هذه المحركات فيما بعد إذ أن إسرائيل قد أصبحت حليفا أمريكيا استراتيجيا و أصبحت فيما بعد تتلقى دعما أكبر من الولايات المتحدة الأمريكية بما في ذلك الدعم العسكري متمثلا في دفعات كبيرة من المقاتلات متعددة المهام اف-4 فانتوم و المقاتلات الهجومية ايه-4 سكاي هوك.

 

و قام المهندسون الأمريكيون أيضا بتغيير محركات ما تبقى من مقاتلات سوبر ميستير بي-2 و قاموا بتركيب محركات من نوعية برات اند ويتني جيه-52 كالتي تستخدمها المقاتلة الهجومية الامريكية ايه-4 سكاي هوك و التي امتلكت اسرائيل اعدادا وفيرة منها بعد حرب 67.

 

استخدم جين سالفاي طائرة تدريب متقدم طراز ميراج-3 بي رقم 88 للتجربة على تركيب المحرك الامريكي جيه-79 و قضى عامي 70 و 71 في تجاربه على تركيب المحرك بدعم من شركة داسو الفرنسية و صديق له يعمل في شركة لوكهيد الامريكية

 

 

طائرة تدريب متقدم ميراج-3 بي رقم 88 مركب عليها المحرك الامريكي جيه-79

 

قامت شركة داسو الفرنسية بضغط امريكي بتصنيع 50 مقاتلة طراز ميراج-5 لصالح إسرائيل و لكن داسو لم تضع عليهم لوحات مصنع داسو و لكن لوحات معدنية خاصة بشركة ايروسباسيال الفرنسية و التي لم يعرف عنها قط أنها قامت بتصنيع مقاتلات حربية نفاثة.

 

صورتين من داخل مقاتلة إسرائيلية طراز نيشير تظهران ألواح المصنع و مكتوب عليهما اسم شركة ايروسباسيال الفرنسية – الصورتين من متحف حاتساريم للقوات الجوية الاسرائيلية

 

و بين عامي 72 و 73 تم تركيب المحرك جيه-79 على مقاتلة واحدة فقط طراز نيشير (ميراج-5) لتصبح اول مقاتلة من طراز كفير , و بذلك فلم يتم تركيب المحرك الأمريكي جيه-79 إلا على مقاتلة تدريب متقدم طراز ميراج-3 بي واحدة فقط و ايضا مقاتلة نيشير واحدة فقط.

 

و في نهاية المطاف كانت المحصلة النهائية للمحاولات الامريكية-الاسرائيلية لتركيب محرك امريكي طراز جيه-79 على بدن مقاتلات فرنسية الصنع طراز ميراج-3 و 5 هو ان قامت اسرائيل بانتاج المقاتلة الاسرائيلية كفير IAI Kfir المبنية على اساس هيكل ميراج-5 و لكن بمحرك امريكي هو جيه-79.

  

مقاتلة إسرائيلية-الصنع من طراز كفير

 

و بذلك فإن  إسرائيل لم تصنع أي مقاتلة فرنسية طراز ميراج-5 أو نيشير في إسرائيل و لم تسرق اي مخططات للميراج من فرنسا و لم تسرق أي مخططات للمحركات من فرنسا و إنما الأمر كله أكذوبة كبيرة إفتعلتها إسرائيل و فرنسا للتغطية على صفقة تسليم ال 50 مقاتلة ميراج-5 من فرنسا إلى إسرائيل و التي وصلت إسرائيل مفككة في صنادبق نقلتها طائرات النقل العملاقة التابعة لسلاح الجو الأمريكي و قام مهندسو شركة روكويل الأمريكية العاملين في إسرائيل بتجميع و تركيب هذه الأجزاء المفككة و بذلك ظهرت المقاتلة نيشير التي لم تكن إلا ميراج-5 جيه صنعت في فرنسا و جمعت في إسرائيل.

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech