Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

المقاتلة نيشر- خدعه عمرها 40 عام

بحث واعداد - الدكتور عبد الله عمران -   

موضوع خاص وحصري بالمجموعه 73 مؤرخين ولا يجوز اعاده نشره بدون نشر المصدر والكتاب

  • مقدمة

 

 

يعمد الإسرائيليون طوال تاريخ دولتهم إلى إختلاق قصص أسطورية محبوكة جيدا حول قدرات أجهزة مخابراتهم (خصوصا الموساد) لتضخيم نفسهم تارة و تارة أخرى كعامل تخويف و ردع حول قدراتهم مهم جدا في حربهم النفسية ضد أعداءهم العرب عن طريق نسج قصص أسطورية حول قدرتهم على الضرب في العمق داخل أي دولة يريدونها.

 

و قد جاء القرار الفرنسي بحظر تصدير السلاح إلى الدول المتحاربة في "الشرق الأوسط" بعد حرب 5 يونيو 1967 ليضع إسرائيل في مأزق كبير كونهم المستخدم الوحيد للسلاح الفرنسي بين هذه الدول المتحاربة و من بين هذه الأسلحة الطائرات الحربية الفرنسية التي كان لها دور كبير في قوة سلاح الجو الإسرائيلي خصوصا المقاتلة الفرنسية ميراج-3 سي مما أفزع قادة إسرائيل الذين وجدوا فجأة درع الملك داوود سلاح الجو الصهيوني في خطر محدق قد يؤدي إلى تآكله و إنقلاب الأمر ضدهم في حربهم ضد العرب لذلك تم إسناد الأمر إلى جهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد" للتصرف في هذا الأمر جنبا إلى جنب مع التداخلات و الضغوط السياسية التي تمارسها إسرائيل على فرنسا و عمل جهاز الموساد الإسرائيلي بجد و نشاط و لكن في اتجاه آخر تماما و على مدار ال 40 سنة الماضية نشر الإسرائيليون قصصا أسطورية حول مقاتلة فرنسية الصنع طراز ميراج-5 يطلق عليها داخل إسرائيل "نيشير"  Nesher أي "النسر" باللغة العبرية ادعوا أن جهاز مخابراتهم الموساد قام بسرقة مخططات تصنيعها من شركة داسو  في فرنسا و مخططات تصنيع محركها من أحد الشركات التي تصنعه بترخيص في سويسرا و قاموا - أي الإسرائيليين كما يدعون- بتصنيعها كاملة في إسرائيل تحت مسمى  IAI Nesher نسبة إلى شركة صناعة الطائرات الإسرائيلية  IAI و هي مجرد أكذوبة كبيرة و متشعبة جدا نقوم بكشفها في هذا البحث الموسع و نستعرض في البداية نبذة عن تاريخ الفكرة الهندسية لتصميم مقاتلة حربية بجناح على شكل مثلثي أو ما يعرف بــ الجناح دلتا Delta Wing ثم نتابع باختصار تاريخ المقاتلة الفرنسية ميراج-3 و من ثم بعدها تاريخ دخولها الخدمة في سلاح الجو الاسرائيلي و اشتراكها في الحروب التي حدثت في المنطقة العربية و نبذة مختصرة جدا عن تاريخ كل مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي فرنسية-الصنع و بعد ذلك نكشف خفايا قرار الحظر الفرنسي على تصدير السلاح لإسرائيل و أسرار المقاتلة نيشير و الدور الامريكي و التواطئ الفرنسي في نقل هذه الطائرة إلى إسرائيل.


  • ●     نشأة الجناح دلتا خلال فترة الحرب العالمية الثانية

 

 

بدأت فكرة صناعة مقاتلات حربية ذات جناح مثلثي الشكل عرف باسم الجناح دلتا Delta Wing (نسبة إلى الحرف اليوناني دلتا Δ) إبان فترة الحرب العالمية الثانية من قبل العلماء الألمان يتقدمهم العالم الالماني الكسندر ليبيخ 1894-1976 Alexander Lippisch.

 

كانت الفكرة ترتكز على تميز و ثبات التصميم دلتا في السرعات العالية خصوصا السرعات فوق الصوتية و تفوقه على التصميم التقليدي بميزتين , الأولى ثبات الطائرة و قلة الاهتزازات التي تنشأ في السرعات ما فوق الصوتية و الثانية قدرته الرائعة على المناورة خصوصا في الارتفاعات العالية.

 

بعد إنتهاء الحرب , تلقف العالم هذه التصميم الطموح و اتجه المهندسون في بلدان مثل أمريكا و فرنسا و روسيا و بريطانيا و السويد إلى تصميم مقاتلات حربية ذات جناح دلتا , فانتجت الولايات المتحدة الأمريكية مقاتلات اعتراضية مثل اف-102 و اف-106 مسلحة بالصواريخ و انتجت بريطانيا قاذفة متوسطة تسمى فولكانو مقاتلة اعتراضية تسمة جافلين , و انتجت السويد مقاتلتها فايجن.

 

داسو

 

تظل شركة داسو الفرنسية هي الشركة الاشهر التي انتجت اهم المقاتلات الحربية ذات التصميم المثلثي دلتا , حيث بدأتها بمقاتلتها الشهيرة جدا ميراج-3 سي و طورتها الى ميراج-5 انتهاءا بالمقاتلة الحديثة ميراج-2000 و المقاتلة الاحدث رافال , و قد اعتمد الفرنسيون على تصميم للجناح دلتا بدون مجموعة ذيل Tailless Delta Wing.

انتج السوفييت أيضا مقاتلات ذات التصميم دلتا إلا انهم صمموها بالطريقة التقليدية أي مقاتلة ذات جناح مثلثي الشكل دلتا بالاضافة الى مجموعة ذيل تقليدية تتكون من زعنفة قائمة مزودة بدفة و زوج من الموازنات الافقية للاستقرار الأفقي و الرفع Tailed Delta Wingمثل ميج-21 و سوخوي-9.

  • ●     الخصائص الايروديناميكية للجناح المثلثي دلتا

صمم الجناح دلتا لأجل جعل الطائرة اكثر ثباتا في السرعات العالية و ذلك بتميزه بقوة رفع ممتازة على الجناح و أيضا كونه صغير نسبيا و مسحوب بزاوية أكبر للخلف فإن قوة السحب الهوائي على الطائرة Drag تكون أقل و بالتالي السرعة تزداد و يكون التصميم مناسبا أكثر للسرعات العالية , و من أهم مزايا الجناح دلتا هو بقاء حافته خلف موجة الصدمة التي تنشأ عند مقدمة الطائرة (الأنف) عند اجتياز حاجز الصوت , و أيضا يتصل الجناح مع جسم الطائرة Wing Root بكامل طول الطائرة مما يعطيها ثباتا أكثر و قوة اكبر بالاضافة إلى مساحة أكبر لتخزين الوقود.

أيضا عندما تزيد زاوية الهجوم تنشأ دوامة Vortex على حافة الجناح و تبقى ملتصقة بالسطح العلوي للجناح مما يعطيه زاوية مناورة عالية جدا و تتغير هذه الدوامة بحسب سرعة الطائرة مما يجعله مناسبا للسرعات العالية و البطيئة عكس الأجنحة التقليدية التي تكون إلى حد ما خطرة في السرعات البطيئة.

إلا أن ما يعيب الجناح دلتا هو فقدان قوة الرفعLift (و بالتالي السرعة) عند الدوران او الانعطاف بالطائرة مما يجعل الطائرة تفقد سرعتها بصورة سريعة جدا عن الدوران الأفقي المستمر (هذا العيب من أهم عيوب ميج-21 و ميراج-3) , و أيضا بطء المناورة عند السرعات البطيئة و الارتفاعات المنخفضة.

و أيضا من عيوب المقاتلات ذات الجناح دلتا بدون مجموعة الذيل (مثل ميراج) هو المناورات الرأسية خصوصا وضع الغطس إذ تعاني الطائرة في حالة القيام بوضع الغطس من حالة قصور ذاتي تجعل رد فعلها بطيئ للخروج من وضع الغاطس الى وضع الاتزان الافقي مما قد يؤدي الى ارتطام الطائرة بالارض و هذا العيب استخدمه طيارو سلاح الجو المصري ضد مقاتلات ميراج الاسرائيلية للافلات منها حال اذا كانت تطاردهم.

 


  • ●     بداية عائلة المقاتلات الفرنسية ميراج

 

ولد مارسيل بلوخ المعروف باسم مارسيل داسو مؤسس شركة طيران داسو الفرنسية في باريس في الثاني و العشرين من يناير عام 1892 لعائلة يهودية , و قد درس هندسة الكهرباء في مدرسة بريجيه ثم التحق بالمعهد العالي للفضاء و الميكانيكا 1912-1913 و الذي كان يعد وقتها أول مدرسة في العالم لدراسة هندسة الفضاء , و كان من ضمن رفقائه في المعهد وقتها الروسي "ميخائيل جوريفيتش" الذي فيما بعد سيقوم هو و "ارتيم ميكويان" بتأسيس الاسطورة الروسية مكتب تصميمات المقاتلات الحربية ميج MiG.

 

إبان الحرب العالمية الاولى , عمل مارسيل داسو في المختبر الفرنسي لأبحاث الفضاء ثم قام بتأسيس جمعية مارسيل بلوخ للطيران و التي تم تأميمها عام 1937.

كان احتلال فرنسا على يد الالمان في الحرب العالمية الثانية عقبة كبيرة امام طموحات مارسيل بلوخ الذي تم اعتقاله في معسكر بوخنوالد بألمانيا لتجميع اليهود و كاد ان يتم اعدامه الا ان رفقائه من نشطاء الحزب الشيوعي الفرنسي ابدلوا بطاقة هويته بأخرى تخص احد سجناء المعسكر الذين ماتوا قبل الاعدام بساعات , و قد خرج مارسيل بلوخ بعد ان تم تحرير معسكر بوخنوالد.

ترك مارسيل بلوخ ديانته اليهودية و اعتنق المسيحية الكاثوليكية و غير اسمه الى مارسيل داسو تيمنا بالاسم المستعار لاخيه داريوس بول بلوخ الذي كان عضوا في المقاومة الفرنسية ضد النازية إبان فترة احتلال فرنسا في الحرب العالمية الثانية , و قام بتغيير اسم شركته من مارسيل بلوخ للطيران الى مارسيل داسو للطيران.

 

و في عام 1949 حلقت المقاتلة الفرنسية اوراجان لأول مرة و هي اول مقاتلة نفاثة تنتجها الشركة ثم تلتها بالمقاتلة ميستير 1951 و اختها سوبر ميستير 1955 و التي تعد أول مقاتلة نفاثة أسرع من الصوت تنتجها الشركة.

 

كان من دروس الحرب الكورية الاعتماد على المقاتلات الخفيفة و قيام الشيوعيين آنذاك بالاعتماد على المقاتلة الاعتراضية الخفيفة ميج-15 التي كانت اكثر من ند لكل ما لدى الغرب من مقاتلات بما فيها المقاتلة الامريكية القوية الاكثر وزنا اف-86 و لذلك كان من ضمن مطالب سلاح الجو الفرنسي و مصممي شركة داسو ان تكون الطائرة الاعتراضية المزمع تصميمها خفيفة جدا قدر المستطاع , و قد وقع اختيار مهندسي شركة داسو على تصميم الجناح دلتا لطائرتهم الجديدة التي ارادوا من تصميمها ان تتخطى سرعتها 2 ماخ لتكون مقاتلة اعتراضية قادرة على التسلق السريع لاعتراض القاذفات السوفيتية الاسرع من الصوت , و كان من ضمن اسباب هذا الاختيار ان المحركات النفاثة التي تنتجها فرنسا لم تكون بالقوة الكافية مثل تلك التي تنتجها امريكا و بريطانيا , و من بين عدة تصميمات أولية مقترحة اختار سلاح الجو الفرنسي التصميم MD-550 المصمم بجناح دلتا و بمحركين نفاثين و الذي حلق لأول مرة في الخامس و العشرين من يونيو 1955 و كان يحلق بزوج من المحركات النفاثة البريطانية الصنع سيديلي-فايبر و ذلك بسبب تأخر تسليم المحركات النفاثة الفرنسية و تخلفها عن الموعد المحدد , كان التصميم واعدا و لذلك تم تغيير اسمه الى الاسم Mirage I .

 

 

MD-550 , Mirage I

 

و لكن على الرغم من ذلك و على الرغم من ان الطائرة تخطت حاجز الصوت في وضعية غطس الا انها لم ترق الى مستوى المقاتلة الاعتراضية المناسبة و ذلك لان قوة محركاتها لم تكن بالقدر الكافي اللازم لابقاءها اسرع من الصوت في وضع التحليق المستوي Level Flight فهي لم تصل بسرعتها الى 1.6 ماخ الا باستخدام صاروخ دفع اضافي Rocket Booster يعمل لمدة 20 ثانية , و ايضا كان من ضمن العيوب صغر حجم الطائرة نسبيا مما يجعلها غير قادرة على حمل التسليح الكافي للقيام باعتراض الطائرات المعادية , و كانت الطائرة غير مزودة برادار مما يجعلها عمياء لا ترى ما وراء مدى الرؤية و يجعلها معتمدة على شبكة الرادارات الارضية و قواعد التوجيه الارضية.

 

بعد كل هذه التجارب أدرك مصممو شركة داسو محدودية الطائرة الخفيفة و قدموا في مارس 1956 عرضا إلى سلاح الجو الفرنسي بطائرتين اكثر وزنا احدهما هي المقاتلة ميراج-3 ذات المحرك الواحد و التصميم المثلثي دلتا و الاخرى هي ميراج-4 الاكبر حجما و التي خطط لها لتكون قاذفة نووية , و في 15 نوفمبر 1956 ابلغ سلاح الجو الفرنسي شركة داسو ان كلا العرضين المقدمين بالطائترين ميراج-3 و ميراج-4 قد تم قبولهما.

 

القاذفة ميراج-4 (أعلى الصورة) مع المقاتلة ميراج-3 (أسفل الصورة)

 

و بعد قبول العرض بيومين في 17 نوفمبر 1956 حلق نموذج المقاتلة الجديدة ميراج-3 001 لاول مرة في تاريخها بمحرك من طراز Atar-101G من انتاج شركة سنيكما الفرنسية و كانت ذات اداء ممتاز جدا و قدرة قتال عالية الا ان حلم بلوغ السرعة 2 ماخ كان لا يزال بعيد المنال و لم يتم تحقيقه حتى اللحظة فهي لم تتخط سرعة 1.4 ماخ الا باستخدام صاروخ الدفع المساعد و به ايضا لم تصل الا الى سرعة 1.9 ماخ و لم تستطع ابدا تخطي سرعة 2 ماخ مما حدا بشركة داسو لوقف طيران المقاتلة في 20 ديسمبر 1957 و اخضاعها لتطوير شامل , و من ابرز ما تم اضافته الى الطائرة اضافة اجزاء مخروطية الشكل عند مدخلي الهواء للمحرك تتحرك بشكل اوتوماتيكي و ذلك للتحكم في سرعة سريان و تدفق الهواء اثناء موجة الصدمة التي تنشأ في السرعات ما فوق الصوتية و ذلك يأتي لضمان سلاسة تدفق الهواء الى المحرك بالقدر الذي يعطيه القدرة على توليد اقصى دفع ممكن , و عادت النموذج ميراج-3-001 المعدلة للطيران مرة اخرى في 17 ابريل 1958 و بعدها ب 25 يوما قامت اول مقاتلة من مرحلة "ما قبل الانتاج الكمي" من طراز ميراج Mirage IIIA01  بأول رحلة طيران و كانت مزودة بمحرك قوي من طراز Atar-9B من انتاج شركة سنيكما بقوة دفع تصل الى 13.230 رطل و بخاصية الحارق اللاحق و بذلك كانت اول مقاتلة اوروبية تتخطى سرعتها حاجز 2 ماخ في التحليق المستوي , و تم بعد ذلك انتاج نسخة ذات مقعدين للتدريب سميت ب Mirage IIIB طارت لاول مرة في 20 اكتوبر 1959.

 

رغم الامكانيات الجيدة و الاداء الممتاز الا ان المقاتلة Mirage IIIA لم ترق الى المستوى الذي يأمله سلاح الجو الفرنسي و الذي بدوره ابلغ شركة داسو ان المقاتلة لن تدخل مرحلة الانتاج الكمي , فقامت شركة داسو بعمل الكثير من التطوير على المقاتلة و انتجت نسخة احدث عرفت باسم Mirage IIIC حلقت لاول مرة في التاسع من اكتوبر 1960 و لاقت بالفعل استحسان سلاح الجو الفرنسي.

 

على الرغم من انتاج الميراج-3 سي اساسا لتكون مقاتلة اعتراضية قادرة على التسلق السريع لارتفاعات شاهقة و الطيران بسرعات عالية جدا اعلى من سرعة الصوت لاعتراض القاذفات الثقيلة التي تحلق على ارتفاعات عالية و تطير بسرعات كبيرة , الا ان الاهتمام بها او بالاحرى بالطائرات متعددة المهام تناقص تدريجيا بسبب تغير عقيدة القتال و ظهور صواريخ الدفاع الجوي القادرة على اسقاط القاذفات الثقيلة و ايضا تغير تكتيكات القاذفات المغيرة بالطيران على ارتفاعات منخفضة لتتجنب صواريخ الدفاع الجوي , دفع ذلك شركة داسو لاجراء تطوير على مقاتلتها لتصبح مقاتلة متعددة المهام و قام مهندسوها بازالة صاروخ الدفع المساعد و تركيب زوج من المدافع الرشاشة في مقدمة الطائرة ذلك بالاضافة للقيام بابحاث لتصميم صواريخ جو-جو حرارية تعمل بالاشعة تحت الحمراء تعمل جنيا الى جنب مع صاروخ Matra-R530 الموجه راداريا و الذي تحمل المقاتلة ميراج-3 سي واحدا منه في بطنها.


 

  • ●     بداية دخول المقاتلات فرنسية الصنع إلى الخدمة في سلاح الجو الإسرائيلي.

     

كانت المقاتلة النفاثة جلوستر ميتيور انجليزية-الصنع هي اول مقاتلة نفاثة تدخل الخدمة في سلاح الجو الاسرائيلي في عام 1953 الا انها لم تكن ترقى الى تطلعات سلاح الجو الاسرائيلي و بمرور الوقت سعى الاسرائيليون إلى البحث عن مقاتلة نفاثة أحدث من ميتيور , و كان في مقدمة المقاتلات قيد البحث المقاتلة الامريكية كندية-الصنع اف-86 و المقاتلة الامريكية اف-84 الا ان المفاوضات لم تصل لنتيجة , و اتجهت البوصلة الاسرائيلية صوب فرنسا كملاذ أخير لانقاذ اسرائيل و بالفعل وقعت إسرائيل عقد مبدأي مع شركة داسو الفرنسية في 15 يوليو 1954 لتزويد إسرائيل بمقاتلات ميستير 2 و ميستير 4 الا ان العقد تم الغاءه بسبب ان ميستير 2 لم ترق الى المستوى المطلوب و كانت ذات أداء سيء و ان ميستير 4 كانت لا تزال مجرد مشروع لم يكتمل و لم تدخل الخدمة في سلاح الجو الفرنسي وقتها , و كان لدى شركة داسو تصميم آخر هو المقاتلة اوراجان فوقع الاختيار عليها من قبل سلاح الجو الاسرائيلي للعمل على سد الفجوة بينه و بين أسلحة الجو العربية المحيطة , و قد وصلت اول مقاتلة من طراز اوراجان إلى إسرائيل يوم 6 أكتوبر 1955 و قد هبطت في قاعدة حاتسور الجوية للعمل ضمن السرب 113 المشكل حديثا و لتحل محل المقاتلة ميتيور كاحدث ما لدى الاسرائيليين من مقاتلات و ذلك مؤقتا حتى تصل المقاتلة الفرنسية ميستير 4 , و عندما وقعت مصر عام 1955 عقدا مع تشيكسلوفاكيا لتزويد مصر بأسلحة روسية من ضمنها المقاتلات ميج-15 و ميج-17 و القاذفات التكتيكية ايليوشن-28 طلبت اسرائيل المزيد من المقاتلات الفرنسية اوراجان و عندما اشتد التوتر اكثر فاكثر في العالم العربي ازداد التقارب الاسرائيلي-الفرنسي حتى ان فرنسا زودت اسرائيل بمقاتلات من طراز اوراجان كانت من ضمن الاحتياطي الاستراتيجي لسلاح الجو الفرنسي.

 

و قد اشتركت المقاتلة الاسرائيلية اوراجان بكثافة في حرب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 , و في 31 اكتوبر 1956 اثناء قيام المدمرة المصرية ابراهيم الاول بقصف ميناء حيفا هاجمتها مقاتلات اسرائيلية من طراز اوراجان و اعطبت مدافعها مما مكن اسرائيل من اسرها و تحويلها الى المدمرة حيفاو التي ظلت بالميناء و لم تبحر نظرا لسوء حالتها الفنية بعد محاولة قبطانها إغراقها.  

 

اشتركت ايضا المقاتلة الاسرائيلية اوراجان في قصف سوريا فيما يعرف بحرب المياه و اشتركت في حرب 5 يونيو 1967 و حرب الاستنزاف و بنهاية حرب الاستنزاف و توقيع قرار وقف اطلاق النار احيلت الى الكلية الجوية لتعمل كطائرة تدريب متقدم لطلبة الكلية و ذلك حتى احيلت الى التقاعد عام 1977.

كانت المقاتلة اوراجان مجرد بديل مؤقت في مقدمة سلاح الجو الاسرائيلي و ذلك حتى وصلت اول اربعة مقاتلات اسرائيلية فرنسية-الصنع من طراز ميستير الى اسرائيل و ذلك عندما هبطت قي قاعدة حاتسور الجوية في 11 ابريل 1956 محدثة صوت انفجار شديد او ما يعرف بالــ Sonic Boom   الناتج عن تخطي المقاتلة حاجز الصوت و ذلك في استعراض فوق قاعدة حاتسور قبل هبوطها , و قد اعادت هذه المقاتلات الاربعة تشكيل السرب الجوي رقم 101 الذي كان مكونا من مقاتلة الحرب العالمية الثانيةذات المحرك المروحي بي-51 موستانج.

 

 

اشتركت المقاتلة ميستير بكثافة في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 رغم انه لم يكتمل الا تكوين سرب واحد منها (السرب 101 , قاعدة حاتسور) من بين ثلاثة اسراب كان مخططا ان يتم تكوينها في هذا العام مما اضطر فرنسا الى ارسال سرب كامل من مقاتلات ميستير و بطيارين فرنسيين للدفاع عن اسرائيل , و بعد حرب 56 تم تشكيل سرب اخر هو السرب 109 في قاعدة رامات ديفيد و تم فيما بعد تشكيل سرب اخر في قاعدة تل نوف.

و في حرب 5 يونيو 1967 اشتركت المقاتلة ميستير بكثافة (كان عددها وقتها 35 مقاتلة موزعة على سربين) و كان من بين الاهداف التي قامت بمهاجمتها القواعد الجوية في فايد و ابو صوير و بير جفجافة (المليز) و كبريت بالاضافة الى مهاجمة قواعد جوية في الاردن و سوريا.

بعد حرب 67 تم تجميع ما تبقى لدى إسرائيل من مقاتلات ميستير في سرب واحد هو السرب 116 و ظلت عاملة اثناء حرب الاستنزاف و ذلك الى ان تقاعدت في 18 مارس 1972.

 

 

بقيت المقاتلة ميستير كطائرة صف أول حتى وصول المقاتلة سوبر ميستير التي تعتبر أول مقاتلة إسرائيلية اسرع من الصوت و ذات محرك توربيني نفاث له خاصية الحارق اللاحق , و قد وصلت في 4 ديسمبر 1958 لتشكل السرب الجوي رقم 105 , و قد أصبحت المقاتلة رقم 1 في اسرائيل (حتى وصول الميراج-3 سي) و قد حدثت مناوشات جوية كثيرة على الحدود بين مصر و اسرائيل تحديدا بين المقاتلة سوبر ميستير و المقاتلة ميج-17 و قد نجح احد طياري القوات الجوية المصرية و هو النقيب فاروق الغزاوي في اسقاط مقاتلة اسرائيلية من طراز سوبر ميستير كان يقودها النقيب ديفيد ايفري الذي اصبح فيما بعد قائدا للقوات الجوية الاسرائيلية.

 

 

و قد اشتركت المقاتلة سوبر ميستير بكثافة في حرب 5 يونيو 1967 و حرب الاستنزاف , و لكنها كانت تعاني من مشاكل في المحرك و قد استعاضت القوات الجوية الاسرائيلية عن محركها الضعيف بمحرك امريكي قوي هو محرك المقاتلة الهجومية ايه-4 سكاي هوك و تم تركيبه على كل ما تبقى من المقاتلة سوبر ميتسير حتى تقاعدت.


 

ميراج-3 سي , نجمة داوود على الجناح دلتا

 

 

مقاتلة إسرائيلية ميراج-3 سي من السرب 101

 

 

كان يوم 23 يوليو 1959 يوما فارقا في تاريخ سلاح الجو الإسرائيلي عندما حلق طيار الاختبار الاسرائيلي داني شابيرا لاول مرة على المقاتلة الفرنسية ميراج-3 ذات التصميم الهندسي الفريد على شكل مثلثي أو "دلتا" , ليصبح اول طيار اسرائيلي يحلق بمقاتلة تتعدى سرعتها 2 ماخ , و بعدها بعدة أشهر في مايو 1960 قدمت إسرائيل لشركة داسو الفرنسية طلبا مبدأيا لاقتناء 24 مقاتلة من طراز ميراج-3 سي مع عرض بإقتناء 36 مقاتلة أخرى فيما بعد , و في 28 ابريل 1961 أكدت إسرائيل رسميا هذا الطلب و في سبتمبر من نفس العام قدمت إسرائيل طلبا آخر لاقتناء 24 مقاتلة ميراج-3 سي ليصبح العدد الاجمالي المطلوب هو 72 مقاتلة و قد وصلت أول دفعة من هذه الطلبات في السابع من ابريل عام 1962 و أطلق عليها في سلاح الجو الاسرائيلي الاسم الكودي شاحاك.

 

 

 

شكلت هذه المقاتلة عاملا فارقا في تاريخ الصراع الجوي بين مصر و إسرائيل بسبب نتائج مشاركاتها في عدة حروب متوالية أثبتت فيها نفسها و أخذت سمعة كبيرة جدا خصوصا بعد حرب 5 يونيو 1967 و التي اشتركت فيها بفاعلية كبيرة , و كان اشتراكها بمثابة دعاية مجانية لشركة داسو الفرنسية التي انهالت عليها العروض لاقتناء هذه المقاتلة بعد حرب 67.

بدأ الاهتمام الاسرائيلي بمشروع المقاتلة الحربية الفرنسية الجديدة ذات الجناح المثلثي دلتا في فبراير 1957  عندما تم عرض المشروع على مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الاسرائيلية هو شمعون بيريز و قد كان يوم 23 يوليو 1959 يوما فارقا في تاريخ سلاح الجو الإسرائيلي عندما حلق طيار الاختبار الاسرائيلي داني شابيرا لاول مرة على المقاتلة الفرنسية ميراج-3 ذات التصميم الهندسي الفريد على شكل مثلثي أو دلتا , ليصبح اول طيار اسرائيلي يحلق بمقاتلة تتعدى سرعتها 2 ماخ , و بعدها بعدة أشهر في مايو 1960 قدمت إسرائيل لشركة داسو الفرنسية طلبا مبدأيا لاقتناء 24 مقاتلة من طراز ميراج-3 سي مع عرض بإقتناء 36 مقاتلة أخرى فيما بعد , و في 28 ابريل 1961 أكدت إسرائيل رسميا هذا الطلب و في سبتمبر من نفس العام قدمت إسرائيل طلبا آخر لاقتناء 24 مقاتلة ميراج-3 سي ليصبح العدد الاجمالي المطلوب هو 72 مقاتلة و قد وصلت أول دفعة من هذه الطلبات في السابع من ابريل عام 1962 و أطلق عليها في سلاح الجو الاسرائيلي الاسم الكودي شاحاك و الذي يعني القبة الزرقاء أو السماء , لتظهر نجمة داوود (شعار سلاح الجو الصهيوني) على الجناح دلتا.

و على الرغم من أن هذه المقاتلة تم تصميمها في الأساس لتكون مقاتلة إعتراضية للتصدي للقاذفات الاستراتيجية على ارتفاع عال باستخدام الصواريخ جو-جو الا ان الاسرائيليين حولوها الى مقاتلة تكتيكية متعددة المهام و ساهمت بشكل كبير جدا فيما حققه الاسرائيليون في حروبهم.

 

و قد شكلت هذه المقاتلة عاملا فارقا في تاريخ الصراع الجوي بين مصر و إسرائيل بسبب نتائج مشاركاتها في عدة حروب متوالية أثبتت فيها نفسها و أخذت سمعة كبيرة جدا بعدها خصوصا بعد حرب 5 يونيو 1967 و التي كانت بمثابة أكبر حملة دعائية مجانية في التاريخ الحديث قامت بها إسرائيل لأجل شركة داسو الفرنسية التي صنعت الميراج-3 سي حيث اشتركت في حرب 67 بفاعلية كبيرة , و كان اشتراكها و نجاحها فرصة كبيرة لشركة داسو الفرنسية التي انهالت عليها العروض لاقتناء هذه المقاتلة بعد حرب 67.

 

. أسراب المقاتلة ميراج-3 سي التي خدمت في إسرائيل منذ بداية خدمة الميراج و حتى نهاية حرب رمضان 1973 :

 

1-   السرب 101 , قاعدة حاتسور الجوية , 1962-1975

2-   السرب 117 , قاعدة رامات ديفيد الجوية , 1962-1979

3-   السرب 119 , قاعدة تل نوف الجوية      , 1964-1970

 

 

- المواصفات و الخصائص الفنية للمقاتلة الاسرائيلية ميراج-3 سي جيه
ــــ الاسم    : ميراج-3 سي جيه Mirage IIICJ
ــــ المصنع  : داسوو - فرنسا
ــــ الوظيفة  : مقاتلة إعتراضية اسرع من الصوت
ــــ الطاقم    : طيار مقاتل واحد - اثنين في النسخة ذات المقعدين للتدريب المتقدم
ــــ الطول    : 14.73 متر
ــــ الارتفاع   : 4.5 متر
ــــ المسافة بين الجناحين : 8.22 متر
ــــ مساحة الجناحين : 34.85 متر مربع
ــــ الوزن فارغة : 6,155 كجم
ــــ أقصى حمولة للإقلاع : 12,600 كجم
ــــ المحرك : محرك واحد توربيني نفاث فرنسي الصنع من طراز سنيكما-اتار 9-بي ذو قوة دفع تصل الى 9,370 رطل  (4.280 كجم) ترتفع الى 13,670 رطل (6.400 كجم)  في حال استخدام الحارق اللاحق
ــــ السرعة القصوى : 1.390 كلم/ساعة , 1.14 ماخ على مستوى سطح البحر و  2,237 كلم/ساعة , 2.15 ماخ على ارتفاع 11,000 متر
ــــ المدى : 1200 كلم
ــــ أقصى إرتفاع : 18,000 متر - 59,000 قدم , و بمعدل تسلق يصل الى 16.400 قدم في الدقيقة
ــــ التسليح : 5 نقاط تحميل
.
عدد 2 مدفع رشاش 30 مم من طراز ديفا 552 بقوة 125 طلقة لكل مدفع
.
عدد 2 صاروخ جو-جو حرارية التوجيه من طراز سايد ويندر و كان الاسرائيليون يستخدمون نسختهم المصنعة محليا من طراز شافرير-1 و شافرير-2 , يمكن تركيبها في نقطتي الجناحين الخارجيتين بمعدل صاروخ لكل نقطة
.
عدد 1 صاروخ جو-جو راداري التوجيه من طراز ماترا ار-530 يتم تركيبه في نقطة المنتصف في باطن الطائرة
.
عدد متنوع من القنابل و حاويات الصواريخ الغير موجهة يمكن تعليقها على 5 نقاط تعليق في الاجنحة و بطن الطائرة
.
عدد 2 من خزانات الوقود بمعدل خزان واحد في النقطة الداخلية لكل جناح

 

 نموذج اختباري للميراج 3 B

كان المنافس الرئيسي للمقاتلة ميراج-3 سي هو المقاتلات العربية روسية الصنع من طراز ميج-21 التي دخلت الخدمة باعداد كبيرة في اسلحة الجو العربية المختلفة خصوصا في مصر و سوريا و العراق و الجزائر و قد تميزت بالخفة و القوة و الرشاقة و السرعة الكبيرة هذا بالاضافة الى سهولة الصيانة و رخص السعر مقارنة بمثيلاتها في امريكا و اوروبا.

 

و قد شكل تواجد الميج-21 لدى العرب تحديا كبيرا للطيارين الإسرائيليين و عامل خطورة عليهم أقلق الإسرائيليين من هذا السلاح القوي المجهول بالنسبة لهم مما دعاهم لبذل كل السبل لمحاولة فك شفرات هذا السلاح و معرفة نقاط القوة و الضعف فيه إستعدادا لجولة من الصراع الأبدي بينهم و بين العرب يعلمون أنها قادمة لا محالة , و قد ساقهم تخطيطهم إلى الإيقاع بطيار مقاتل عراقي الجنسية يدعى منير روفا يطير على المقاتلة ميج-21 في سلاح الجو العراقي و قد تم تجنيده بالفعل و أقنعوه بالهرب بمقاتلة ميج-21 عراقية إلى إسرائيل مقابل إغراءات مالية و جنسية و قد حدث فعلا أن هرب منير روفا بمقاتلة عراقية روسية-الصنع من طراز ميج-21 اف-13 صبيحة يوم 16 من أغسطس عام 1966 متوجها إلى إسرائيل و كانت تلك بمثابة هدية كبيرة جدا للطيارين الإسرائيليين لمعرفة هذه المقاتلة الأخطر عليهم و بالفعل قام طيار الإختبار الإسرائيلي داني شابيرا بإختبار هذه الطائرة بعد دراستها نظريا على الأرض و قام بعدة طلعات متتابعة عليها و عندما إعتاد على الطيران بها و بحسب جدول زمني منظم قام بعدة طلعات لتدريب طياري الميراج الإسرائيليين على القتال التلاحمي مع الميج-21 و كيفية الإشتباك و الإنقضاض عليها و التصدي لها و هزيمتها.

 

 

المقاتلة العراقية ميج-21 و هي تحمل علامات سلاح الجو الاسرائيلي

 

و قد أيضا أعارت إسرائيل هذه المقاتلة إلى أمريكا لإختبارها أمام الفانتوم بعد تجاربها السيئة أمام ميج-21 في حرب فيتنام , و كان من نتيجة الإختبارات الأمريكية و الإسرائيلية على الميج-21 التوصل إلى إقتناع تام بقوة و متانة هذه المقاتلة ذات المرونة العالية و المناورة الممتازة و قدرتها الغير معتادة على المناورة على السرعات البطيئة جدا و التي لا تجرؤ أي مقاتلة أخرى على مقارعتها فيها و أيضا قدرتها الرائعة على القتال التلاحمي على الإرتفاعات العالية إذ لا تجرؤ الفانتوم على مقارعتها على الإرتفاعات العالية فالميج-21 تتفوق عليها في التسارع و التسلق و الدوران العرضي المستمر.

و كان الطراز الاول الذي دخل الاجواء العربية من المقاتلة ميج-21 هو النسخة F-13 و تلاها فيما بعد نسخ عدة اختلفت في بعض الخصائص الفنية و التسليح مثل PF , PFS , PFM, FL, MF, R و فيما يلي الخصائص الفنية للمقاتلة ميج-21 اف-13 :

 

 

- المواصفات و الخصائص الفنية للمقاتلة روسية الصنع ميج-21 اف-13

ــــ الاسم    : ميج-21 اف-13 MiG-21F-13 Fishbed-C
ــــ المصنع  : ميكويان جوريفيتش – روسيا (الاتحاد السوفيتي سابقا)
ــــ الوظيفة  : مقاتلة إعتراضية اسرع من الصوت
ــــ الطاقم    : طيار مقاتل واحد - اثنين في النسخة ذات المقعدين للتدريب المتقدم
ــــ الطول    : 15.76 متر
ــــ الارتفاع   : 4.1 متر
ــــ المسافة بين الجناحين : 7.154 متر
ــــ مساحة الجناحين : 23.00 متر مربع
ــــ الوزن فارغة : 4,871 كجم
ــــ أقصى حمولة للإقلاع : 8,500 كجم
ــــ المحرك : محرك واحد توربيني نفاث روسي الصنع من طراز تومانيسكي ار-11 اف-300 ذو قوة دفع تصل الى 8,380 رطل ترتفع الى 13.117 رطل في حال استخدام الحارق اللاحق
ــــ السرعة القصوى : 2,125 كلم/ساعة , 2.05 ماخ على ارتفاع 13.000 متر - 42,650 قدم
ــــ المدى : 1300 كلم
ــــ أقصى إرتفاع : 19,000 متر - 62,000 قدم , و بمعدل تسلق يصل الى 7.800 متر في الدقيقة – 25.590 قدم في الدقيقة
ــــ التسليح : 3 نقاط تحميل
.
عدد 1 مدفع رشاش 30 مم من طراز NR-30 بقوة 30 طلقة
.
عدد 2 صاروخ جو-جو حرارية التوجيه من طراز كيه-13 (K-13A = R-3S) , يمكن تركيبها في نقطتي التعليق في الجناحين بمعدل صاروخ لكل نقطة.
.
عدد 2 قنبلة زنتها من 50 إلى 500 كلجم أو حاويات الصواريخ جو-أرض الغير موجهة على نقطتي تعليق الجناحين.
.
عدد 1 خزان وقود في النقطة المركزية في باطن الطائرة.

 

ميج-21

ميراج-3

المصنع

ميكويان جوريفيتش - روسيا

داسو افياسيون - فرنسا

الوظيفة

مقاتلة مقاتلة عتراضية أسرع من الصوت

مقاتلة مقاتلة عتراضية أسرع من الصوت

الطاقم

طيار مقاتل واحد

طيار مقاتل واحد

الطول

15.76 متر

14.73 متر

الارتفاع

4.1 متر

4.5 متر

المسافة بين الجناحين

7.154 متر

8.22 متر

الوزن فارغة

4,871 كجم

6,155 كجم

أقصى حمولة للإقلاع

8,500 كجم

12,600 كجم

المحرك

تومانيسكي ار-11 اف-300 ذو قوة دفع تصل الى 8,380 رطل ترتفع الى 13.117 رطل في حال استخدام الحارق اللاحق

سنيكما-اتار 9-بي ذو قوة دفع تصل الى 9,370 رطل  ترتفع الى 13,670 رطل في حال استخدام الحارق اللاحق

السرعة القصوى

2,125 كلم/ساعة , 2.05 ماخ على ارتفاع 13.000 متر - 42,650 قدم

1.390 كلم/ساعة , 1.14 ماخ على مستوى سطح البحر و  2,237 كلم/ساعة , 2.15 ماخ على ارتفاع 11,000 متر

المدى العملياتي

300 كلم

800 كلم

أقصى إرتفاع

19,000 متر - 62,000 قدم , و بمعدل تسلق يصل الى 7.800 متر في الدقيقة – 25.590 قدم في الدقيقة

18,000 متر - 59,000 قدم , و بمعدل تسلق يصل الى 16.400 قدم في الدقيقة

التسليح

مدفع رشاش 30 مم من طراز NR-30 بقوة 30 طلقة  + 3 نقاط تعليق بحد أقصى 1 طن

2 مدفع رشاش 30 مم من طراز ديفا 552 بقوة 125 طلقة لكل مدفع + 5 نقاط تعليق بحد أقصى 3.5 طن

القدرة على تحمل الضربات

عالية

متوسطة

من هذه التفاصيل بين خصائص المقاتلتين يتضح إلى حد ما مدى التقارب بين المقاتلتين ميج-21 اف-13 و ميراج-3 سي , فالمقاتلتان صممتا في الأساس للعمل كمقاتلات إعتراضية لإعتراض و إسقاط القاذفات الإستراتيجية على إرتفاعات عالية , و المقاتلتان تشتركان في صفة تصميمية ألا و هي الجناح المثلثي "دلتا" إذ أن الميج-21 أيضا لها جناح دلتا إلا أنها تمتلك أيضا مجموعة ذيل تقليدية Tailed Delta Wing تتكون من موازنين أفقيين و زعنفة قائمة لها دفة عكس الميراج-3 سي التي تمتلك جناح دلتا لكن بدون مجموعة ذيل تقليدية Tailless Delta , و هذا الأمر أعطى ميزة كبيرة للميج-21 في المناورات الرأسية خصوصا في وضع الغاطس إذ لا تجرؤ الميراج-3 سي على النزول خلف الميج-21 في وضعية الغاطس بشكل رأسي حيث أن مجموعة الذيل التقليدية التي في الميج-21 تعطيها قدرة عالية جدا على الخروج من الوضع الرأسي إلى وضع الإتزان الأفقي بشكل سريع عكس الميراج-3 التي تدخل في رد فعل بطئ نتيجة القصور الذاتي مما يجعلها عرضة بشكل كبير للإرتطام بالأرض , و لأن الطائرتان تشتركان في صفة الجناح المثلثي دلتا فإنهما يشتركان في نفس العيوب التي في هذا الجناح و أولها هو فقدان السرعة في الدوران الأفقي المستمر إلا أن ما يميز الميج-21 هو وجود مجموعة ذيل تقليدية و رفرف في كل جناح (يمين و يسار) يعطي الميج-21 قدرة رائعة جدا على المناورة في السرعات البطيئة مما يكسبها قدرة رائعة جدا في القتال التلاحمي.

من مميزات الميج-21 أيضا القتال على الإرتفاعات العالية إذ تعتبر بحق ملكة القتال على الإرتفاعات العالية.

و عندما قامت إسرائيل بسرقة الميج-21 العراقية و اختبرتها و دخلت في تدريبات قتال تلاحمي ضد الميراج-3 سي وجد الإسرائيليون أن الميج-21 تمتلك معدل تسارع أعلى من الميراج-3 سي حيث أنه إذا اقلعت المقاتلتان في نفس الوقت على الممر تنطلق الميج-21 على الممر بسرعة كبيرة مثل الطلقة و عندما تطير الميج-21 بسرعات عالية (أكثر من 500 عقدة) على إرتفاعات منخفضة يشعر الطيار بنوع من الاهتزاز و عدم الثبات في الطائرة نتيجة الضغط الزائد على دفة الزعنفة القائمة Rudder الذي يحد من مناورتها في السرعات العالية و أيضا يجد الطيار نوع من الصعوبة في تحريك زراع التحكم و كلما زادت السرعة زادت الخطورة.

في القتال التلاحمي تتميز الميراج-3 بثبات اعلى في السرعات العالية و ايضا على الارتفاعات العالية و تتميز بمدى قتالي اكبر و قوة نيران اكبر الا ان ما يعيبها هو حدوث نزيف للسرعة اثناء المناورات العرضية و ايضا عدم قدرتها على مجاراة الميج-21 في المناورات الرأسية و ايضا المناورات في السرعات البطيئة , بينما تتميز الميج-21 بقدرات اعلى في المناورات الرأسية و قدرة جيدة على المناورة العرضية في السرعات البطيئة أفضل من الميراج-3  إلا أن ما يعيبها أيضا نزيف السرعة في الدوران الأفقي المستمر و إذا زادت السرعة إلى ما دون الصوتية Subsonic أو أسرع من الصوت Supersonic فإن التحكم يصبح صعبا نوعا ما و تقل القدرة على المناورة (خصوصا على الارتفاعات المنخفضة تحت 20.000 قدم) لكن ليس بالشكل الذي يجعلها أقل من الميراج , و أيضا ما يعيبها هو قصر المدى القتالي بسبب قلة الوقود و أيضا ضعف التسليح و بدائية أجهزة الملاحة و الشيء الأهم قدرة الرؤية الخلفية السيئة جدا إن كان السوفييت يؤمنون بمبدأ غريب جدا مفاده أن "الطيار يجب أن ينظر دائما إلى الأمام و لا ينظر إلى الخلف" و أيضا كانت وضعية الطيار متعبة نوعا ما داخل الطائرة و لا توجد أي وسائل للراحة فيها و كان الإسرائيليون يستغلون عيب إنعدام الرؤية الخلفية للإنقضاض عليها من الخلف بشكل منخفض عنها بحوالي 500 قدم حتى لا يستطيع الطيار رؤيتهم و رغم ذلك لا يجرؤ أحد على إنكار أن الطائرة كان من السهل جدا الطيران بها و كانت سريعة جدا و رشيقة و من السهل صيانتها و أيضا رخيصة الثمن.

بعد عدة أعوام من الطيران على المقاتلة ميراج-3 سي طلب الإسرائيليون في عام 1966 دفعة أخرى من نفس المقاتلة لكن مع إجراء بعض التعديلات المهمة عليها كما دعت حاجة سلاح الجو الإسرائيلي , و وقعت إسرائيل العقد مع شركة داسو الفرنسية و دفعت جزءا من (أو ربما كل) ثمن الصفقة لفرنسا بعدد 50 مقاتلة , و كان من ضمن التعديلات المطلوبة إجراء تغيير للمحرك القديم Atar-9B  بمحرك أقوى هو Arar-9C و لذلك لجعل الميراج أكثر قدرة على حمل كمية أكبر من الزخيرة و خصوصا على الإرتفاعات المنخفضة و أيضا لزيادة فاعليتها في مهمات القصف الأرضي و بناءا عليه طلب سلاح الجو الإسرائيلي زيادة نقاط التعليق في بدن الطائرة , طلب سلاح الجو الإسرائيلي أيضا تحديث حزمة الافيونكس على الطائرة و إزالة الردار لعدم فاعليته , و نتج عن عذا التحديث زيادة في مساحة بدن الطائرة و زيادة في كمية الوقود الداخلية (حوالي 900 كجم إضافية من الوقود) و أيضا إمكانية حمل تانك وقود في النقطة المركزية في بدن الطائرة , و بذلك ظهرت المقاتلة الجديدة ميراج-5 جيه Mirage 5J  لصالح القوات الجوية الإسرائيلية و كانت أثقل وزنا بحوالي 1.000 كجم من الميراج-3 سي  و بذلك لم يفي المحرك الأقوى Atar-9C بالغرض لأن وزن الطائرة الكلي قد زاد مما جعل مناورتها أسوأ من الميراج-3.

أنتجت فرنسا بالفعل هذه المقاتلة و حلقت أول مقاتلة منها يوم 19 مايو 1967 في أول طيران إختباري لها قبيل حرب يونيو 67 بأيام قليلة.

 


إشتعل الموقف في العالم العربي في الخامس من يونيو 1967 و إندلعت حرب على 3 جبهات مرة واحدة و شنت إسرائيل حربا دموية خاطفة على كل من مصر و الأردن و سوريا و نتج عنها إحتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء (و قطاع غزة) و هضبة الجولان و الضفة الغربية من نهر الأردن بما فيها مدينة القدس الشريف,

و كان للمقاتلة ميراج-3 سي دور بارز في حرب 67 في أعما لالسيادة الجوية على ساحة المعركة و أيضا في أعمال الإسناد الجوي القريب للقوات البرية و أيضا القصف الأرضي , و نتيجة لهذا التطور الدراماتيكي أصدر الرئيس الفرنسي الجنرال شارل دي جول قرارا بفرض حظر على تصدير السلاح للدول المتحاربة في العالم العربي , و يظهر للقارئ أن هذا القرار لا يؤثر على الدول العربية بأي شكل من الأشكال حيث أن جل أسلحتها روسية الصنع و لا يوجد لدى العرب أسلحة فرنسية من الأساس و لكن هذا القرار يمثل ضربة قاصمة لسلاح الجو الإسرائيل إذ أن كل طائراته المقاتلة و القاذفة و التدريب و الهيليكوبتر هي فرنسية الصنع و كان ذلك بمثابة مسمار في نعش سلاح الجو

الإسرائيلي , و قامت فرنسا إثر هذا القرار بإدخال المقاتلات ميراج-5 جيه التي أنتجتها الى سلاح الجو الفرنسي بدلا من الإسرائيلي.

 

و هنا لجأت إسرائيل إلى الولايات المتحدة الأمريكية لحل هذه المعضلة إذ أن درع الملك داوود , سلاح الجو الإسرائيلي على المحك و في أزمة شديدة بعد القرار الفرنسي بحظر تصدير السلاح (و قطع الغيار بالطبع) إلى إسرائيل , و بالفعل قامت أمريكا بتسليم إسرائيل دفعة من المقاتلات الهجومية الأمريكية سكاي هوك A-4 Skyhawk و التي وقعت إسرائيل صفقتها عام 1966 لتشارك في تعزيز قدرات سلاح الجو الإسرائيلي الهجومية إلى حد بعيد بسبب حمولتها الجيدة و مداها الممتاز.

 

و بدات الولايات المتحدة مشاورتها مع الحكومة الفرنسية لإثناءها عن قرارها بوقف تصدير السلاح إلى إسرائيل و محاولة الضغط على فرنسا لتزويد إسرائيل بقطع الغيار اللازمة للمقاتلات الفرنسية-الصنع العاملة بسلاحها الجوي أضف إلى ذلك إتمام تسليم صفقة الميراج-5 التي تم توقيعها عام 1966 إلى إسرائيل

 

و هنا لنا وقفة صغيرة مع ما يعرف باسم شركة صناعة الطائرات الإسرائيلية المعروفة إختصارا باسم IAI (التي نسبت إسرائل أكذوبة صناعة المقاتلة نيشير إليها) إذ أنه في ذلك الوقت لم يكن هناك شيء اسمه شركة صناعة الطائرات الإسرائيلية IAI بل كانت هناك شركة صغيرة تسمى بيديك للطيران Bedeck Aviation كانت مهمتها التي أنشئت لها هي تجميع طائرة التدريب المتقدم فرنسية-الصنع فوجا ماجيستير في إسرائيل إلا أنها و لظروف ما لم تستطع القيام بهذه المهمة و انحصر دورها في إصلاح و صيانة الطائرات المعطوبة.

و في هذه الأثناء عام 1966 قامت شركة روكويل الأمريكية ببناء مصنع لها في إسرائيل لتصنيع قطع غيار السيارات و اغتنم الإسرائيليون فرصة وجود هذا المارد الصناعي الأمريكي في إسرائيل و عرضوا على الشركة المساهمة في عملية تصنيع الطائرات الحربية في إسرائيل و بالفعل وافقت الشركة على العرض و في إبريل 1967 تحول اسم شركة بيديك للطيران إلى شركة صناعة الطائرات الإسرائيلية IAI و بتمويل أمريكي مباشر و كانت أولى المهام التي قامت بها الشركة هي إصلاح 12 مقاتلة تابعة لسلاح الجو الفرنسي من طراز سوبر ميستير وصلت إلى إسرائيل مايو 1967 و استولى عليها الإسرائيليون و دفعوا بها للحرب في يونيو 67 و تدعي إسرائيل انهم اعادوها الى فرنسا بعد الحرب الا ان كلامهم مشكوك فيه.

 

و بعيد حرب 67 كانت الشركة الوليدة مشغولة باصلاح الطائرات المعطوبة نتيجة القتال في حرب 67 و قام مهندسوها بتصميم طائرة نقل صغيرة تسمى ارافا الا ان النموذج الاولي لها تحطم نتيجة بعض الاخطاء الهندسية و لم يقم الاسرائيليون بتكرار المحاولة مرة اخرى.

و في ذلك الوقت و بعد قرار الحظر الفرنسي بذل الاسرائيليون جهودا كبيرة لاقناع الفرنسيين بالعدول عن هذا القرار و تسليم الصفقة التي بالفعل دفعت إسرائيل جزء منها الا ان جهودهم باءت بالفشل و اقصى ما توصلوا اليه مع الفرنسيين هو الاتفاق على تزويد فرنسا لاسرائيل بكمية ضخمة جدا من قطع الغيار للطائرات فرنسية الصنع التي تخدم في سلاح الجو الاسرائيلي (ميراج-3سي , ميسيتر, سوبر ميستير بي-2, اوراجان, فوجا ماجيستير, فوتور) و بالفعل قام الفرنسيون عام 1968 بتسليم الاسرائيليين كل ما يحتاجونه من قطع غيار لطائراتهم.

و لكن تغير الوضع عندما دخل الامريكان بثقلهم في الموضوع و توصلوا الى اتفاق مع شركة داسو الفرنسية يقتضي تصنيع مجموعة اخرى من مقاتلات ميراج-5 و تسليمها سرا الى اسرائيل عن طريق نقلها مفككة في طائرات شحن تابعة لسلاح الجو الامريكي و تولى مهندسو شركة روكويل الامريكية العاملين في اسرائيل لصالح شركة صناعة الطائرات الاسرائيلية تجميع هذه المقاتلات في اسرائيل , و في وقت لاحق قام الفرنسيون ايضا بتسليم اسرائيل دفعة تصل الى 8 مقاتلات تدريب متقدم من طراز ميراج-5 بي في الفترة ما بين 1969 و 1972.

و لأجل تبرير ظهور هذه المقاتلات في سلاحهم الجوي قام الاسرائيليون بتهويل قدرات جهاز استخباراتهم (الموساد) و قدرته على الاتيان بمخططات تصنيع المقاتلة ميراج-5 و محركها من طراز اتار-9 سي , و قاموا بحملة اعلامية مدعين انهم هم من صنع هذه المقاتلة على "ارضهم" , و لاجل ذلك قاموا ايضا بدفع مبلغ مالي كبير الى مهندس سويسري يدعى "الفريد فراون نيخت" كان يعمل في شركة سويسرية تنتج محرك الميراج-5 اتار-9 سي بترخيص من الشركة الام سنيكما في فرنسا ليظهر للعالم ان اسرائيل رشت هذا المهندس من اجل الاستيلاء على مخططات تصنيع المحرك و لاكمال الحبكة و القصة المختلقة بأن اسرائيل هي من قامت بتصنيع هذه المقاتلات محليا و في حقيقة الامر , اسرائيل لم تكن تحتاج الى مخططات المحرك و ذلك لان فرنسا قامت سرا بامداد اسرائيل بمحركات جديدة ليس فقط للمقاتلات الجديدة ميراج-5 و لكن ايضا لاستبدال محرك المقاتلات ميراج-3 سي القديمة من نوعية اتار-9 بي بمحركات جديدة من طراز اتار-9 سي التي تستعملها ميراج-5.

 

 

المحرك الجديد سنيكما اتار 9 سي

و علاوة على ذلك قامت شركة روكويل الأمريكية بإيفاد كبير مصممي الطائرات لديها المدعو "جين سالفاي" Gene Salvay إلى إسرائيل (هذا الرجل هو من قام بتصميم القاذفة الاستراتيجية الامريكية بي-1 لانسر) و ذلك من أجل العمل على تركيب محركات امريكية من طراز جنرال اليكتريك جيه-79 (تلك التي تستخدمها المقاتلة اف-4 فانتوم) على هيكل المقاتلات الاسرائيلية فرنسية الصنع من طراز ميراج-3 و 5 , و هذه الفكرة كانت من أجل شيئين مهمين الاول على المستوى التكتيكي و هو تحسين اداء و امكانيات الميراج-5 في المهمات جو-ارض (عن طريق تركيب محرك جيه-79 القوي جدا) و الشيء الثاني على المستوى الاستراتيجي و هو الانتقال التدريجي من الحلف الاستراتيجي مع فرنسا إلى الحلف مع أمريكا و بذلك سيتم تزويد كل اسطول الميراج الاسرائيلية بمحركات امريكية الصنع بعيدا عن المشاكل السياسية مع فرنسا مما سيتيح سهولة و يسر في صيانة هذه المحركات فيما بعد إذ أن إسرائيل قد أصبحت حليفا أمريكيا استراتيجيا و أصبحت فيما بعد تتلقى دعما أكبر من الولايات المتحدة الأمريكية بما في ذلك الدعم العسكري متمثلا في دفعات كبيرة من المقاتلات متعددة المهام اف-4 فانتوم و المقاتلات الهجومية ايه-4 سكاي هوك.

 

و قام المهندسون الأمريكيون أيضا بتغيير محركات ما تبقى من مقاتلات سوبر ميستير بي-2 و قاموا بتركيب محركات من نوعية برات اند ويتني جيه-52 كالتي تستخدمها المقاتلة الهجومية الامريكية ايه-4 سكاي هوك و التي امتلكت اسرائيل اعدادا وفيرة منها بعد حرب 67.

 

استخدم جين سالفاي طائرة تدريب متقدم طراز ميراج-3 بي رقم 88 للتجربة على تركيب المحرك الامريكي جيه-79 و قضى عامي 70 و 71 في تجاربه على تركيب المحرك بدعم من شركة داسو الفرنسية و صديق له يعمل في شركة لوكهيد الامريكية

 

 

طائرة تدريب متقدم ميراج-3 بي رقم 88 مركب عليها المحرك الامريكي جيه-79

 

قامت شركة داسو الفرنسية بضغط امريكي بتصنيع 50 مقاتلة طراز ميراج-5 لصالح إسرائيل و لكن داسو لم تضع عليهم لوحات مصنع داسو و لكن لوحات معدنية خاصة بشركة ايروسباسيال الفرنسية و التي لم يعرف عنها قط أنها قامت بتصنيع مقاتلات حربية نفاثة.

 

صورتين من داخل مقاتلة إسرائيلية طراز نيشير تظهران ألواح المصنع و مكتوب عليهما اسم شركة ايروسباسيال الفرنسية – الصورتين من متحف حاتساريم للقوات الجوية الاسرائيلية

 

و بين عامي 72 و 73 تم تركيب المحرك جيه-79 على مقاتلة واحدة فقط طراز نيشير (ميراج-5) لتصبح اول مقاتلة من طراز كفير , و بذلك فلم يتم تركيب المحرك الأمريكي جيه-79 إلا على مقاتلة تدريب متقدم طراز ميراج-3 بي واحدة فقط و ايضا مقاتلة نيشير واحدة فقط.

 

و في نهاية المطاف كانت المحصلة النهائية للمحاولات الامريكية-الاسرائيلية لتركيب محرك امريكي طراز جيه-79 على بدن مقاتلات فرنسية الصنع طراز ميراج-3 و 5 هو ان قامت اسرائيل بانتاج المقاتلة الاسرائيلية كفير IAI Kfir المبنية على اساس هيكل ميراج-5 و لكن بمحرك امريكي هو جيه-79.

  

مقاتلة إسرائيلية-الصنع من طراز كفير

 

و بذلك فإن  إسرائيل لم تصنع أي مقاتلة فرنسية طراز ميراج-5 أو نيشير في إسرائيل و لم تسرق اي مخططات للميراج من فرنسا و لم تسرق أي مخططات للمحركات من فرنسا و إنما الأمر كله أكذوبة كبيرة إفتعلتها إسرائيل و فرنسا للتغطية على صفقة تسليم ال 50 مقاتلة ميراج-5 من فرنسا إلى إسرائيل و التي وصلت إسرائيل مفككة في صنادبق نقلتها طائرات النقل العملاقة التابعة لسلاح الجو الأمريكي و قام مهندسو شركة روكويل الأمريكية العاملين في إسرائيل بتجميع و تركيب هذه الأجزاء المفككة و بذلك ظهرت المقاتلة نيشير التي لم تكن إلا ميراج-5 جيه صنعت في فرنسا و جمعت في إسرائيل.


 

الخصائص الفنية للمقاتلة فرنسية الصنع ميراج-5 جيه / نيشير

 

ــــ الاسم    : ميراج-5 جيه / نيشير Mirage 5J / IAI Nesher

ــــ المصنع  : داسوو - فرنسا
ــــ الوظيفة  : مقاتلة متعددة المهام أسرع من الصوت
ــــ الطاقم    : طيار مقاتل واحد - اثنين في النسخة ذات المقعدين للتدريب المتقدم
ــــ الطول    : 15.56 متر
ــــ الارتفاع   : 4.50 متر
ــــ المسافة بين الجناحين : 8.22 متر
ــــ مساحة الجناحين : 35 متر مربع
ــــ الوزن فارغة : 6.660 كجم
ــــ أقصى حمولة للإقلاع : 13.700 كجم
ــــ المحرك : محرك واحد توربيني نفاث فرنسي الصنع من طراز سنيكما-اتار 9-سي ذو قوة دفع تصل الى 9,436 رطل  ترتفع الى 13,688 رطل باستخدام الحارق اللاحق
ــــ السرعة القصوى : 1.390 كلم/ساعة , 1.14 ماخ على مستوى سطح البحر و  2,350 كلم/ساعة , 2.2 ماخ على ارتفاع 11,000 متر
ــــ المدى : 1300 كلم
ــــ أقصى إرتفاع : 18,000 متر - 59,000 قدم , و بمعدل تسلق يصل الى 14.000 متر في الدقيقة
ــــ التسليح :  7 نقاط تحميل
.
عدد 2 مدفع رشاش 30 مم من طراز ديفا 552 بقوة 125 طلقة لكل مدفع
.
عدد 2 صاروخ جو-جو حرارية التوجيه من طراز سايد ويندر أو ماترا 550 و كان الاسرائيليون يستخدمون نسختهم المصنعة محليا من طراز شافرير-2 و بايثون-3 , يمكن تركيبها في نقطتي الجناحين الخارجيتين بمعدل صاروخ لكل نقطة
.
عدد متنوع من القنابل و حاويات الصواريخ الغير موجهة و خزانات الوقود يمكن تعليقها في الاجنحة و بطن الطائرة بوزن أقصى للأسلحة يصل إلى 4.600 كجم.

الخصائص الفنية للمقاتلة الإسرائيلية كفير IAI Kfir

 

ــــ الاسم    : كفير IAI Kfir

ــــ المصنع  : شركة صناعة الطائرات الإسرائيلية IAI - إسرائيل
ــــ الوظيفة  : مقاتلة متعددة المهام أسرع من الصوت

ــــ دخلت الخدمة في إسرائيل عام 1975
ــــ الطاقم    : طيار مقاتل واحد - اثنين في النسخة ذات المقعدين للتدريب المتقدم
ــــ الطول    : 15.65 متر
ــــ الارتفاع   : 4.55 متر
ــــ المسافة بين الجناحين : 8.22 متر
ــــ مساحة الجناحين : 34.8 متر مربع
ــــ الوزن فارغة : 7.285 كجم
ــــ أقصى حمولة للإقلاع : 11.603 كجم
ــــ المحرك : محرك واحد توربيني نفاث أمريكي الصنع من طراز جنرال اليكتريك J79-J1E ذو قوة دفع تصل الى 11.890 رطل  ترتفع الى 17.900 رطل باستخدام الحارق اللاحق
ــــ السرعة القصوى : 1.389 كلم/ساعة , 1.13 ماخ على مستوى سطح البحر و  2,350 كلم/ساعة , 2.3 ماخ على ارتفاع 11,000 متر
ــــ المدى : 768 كلم
ــــ أقصى إرتفاع : 17,680 متر - 58,000 قدم , و بمعدل تسلق يصل الى 13.980 متر في الدقيقة
ــــ التسليح :  9 نقاط تحميل
.
عدد 2 مدفع رشاش 30 مم من طراز رفائيل ديفا 553 بقوة 140 طلقة لكل مدفع
.
عدد 4 صاروخ جو-جو حرارية التوجيه من طراز شافرير-2 و بايثون-3.
.
عدد متنوع من القنابل و حاويات الصواريخ الغير موجهة و خزانات الوقود يمكن تعليقها على 9 نقاط تعليق في الاجنحة و بطن الطائرة بوزن أقصى للأسلحة يصل إلى 5.800 كجم.

 

 

و قد خدمت المقاتلة الإسرائيلية نيشير في الأسراب 101 و 117 و 113 و 144 و 253 و 254 , و أثناء حرب أكتوبر كانت الأسراب 144 و 253 و 254 تتكون من المقاتلة نيشير و كان يتمركز في سيناء في قاعدة إيتزيون الجوية (قاعدة رأس النقب و التي مكانها الآن مطار طابا الدولي) السرب 144 و كانت هذه القاعدة هي القاعدة الوحيدة العاملة بكامل طاقتها في جبهة سيناء و قد حاولت القيادة المصرية ضرب هذه القاعدة بقاذفات تي يو-16 إلا أن المهمة واجهت صعوبات و لم تؤدى المهمة كما يجب و أرادت القيادة ضربها أيضا بالمقاتلات القاذفة سوخوي-20 إلا أن المهمة لم تنفذ لأسباب فنية.

 

و في منتصف السبعينات دخلت المقاتلة كفير الخدمة في سلاح الجو الإسرائيلي و خرجت المقاتلة نيشير بالتدريج لتحل محلها كفير و في النهاية تم بيعها إلى الأرجنتين لتخرج نهائيا من الخدمة في سلاح الجو الإسرائيلي لتغلق بذلك أحد الصفحات المثيرة في الصراع العربي الإسرائيلي.

 

 


المصادر:

. المؤرخ العالمي توم كووبر Tom Cooper

. مقابلة مع المهندس الأمريكي جين سالفاي Gene Salvay في المجلة الأمريكية "Wings" عدد شهر أغسطس عام 2000

 

. Mirage III vs. MiG-21, The Six-Day War 1967 by Shlomo Aloni

.Modern Fighter Combat  (1987) by Mike Spick

. The Threat by Cockburn.

. Aircraft vs. Aircraft (1986) by N. Franks.

. Air Warfare in the Missile Age (1985) by Lon Nordeen

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech