Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

ومضات عن نشأه الوحوش البحريه الحديدية

 

 

اعداد – محمد فوزي .

 

السلام عليكم اخوانى زوار موقع  المجموعه 73 مؤرخين  اتشرف ان اقدم لكم ومضات من التاريخ البحرى عن الوحوش الحديديه

السفينه الحربيه البريطانيه الإتش أم أس واريور

والامريكيه الماريماك"

 والامريكيه مونيتور

 

في عام 1805 ساهم الأميرال الّلورد نلسون في تأمين سيطرة الأسطول البريطاني على البحار في مواجهة فرنسا من خلال معركة "الطرف الأغرّ.

 

 سفينة القيادة التي كان على متنها.إنّها أتش أم أس فيكتوري. بعد مضي عقود عدّة على "الطرف الأغرّ" أصبحت سفن كالفيكتوري أشياء من الماضي.

بالقرب من مرسى سفينة نلسون توجد السفينة الحربية الأشدّ خطراً. إنّها "أتش أم أس واريور، رغم أنها لم تطلق طلقة غاضبة فإنّ هذه السفينة من أهمّ السفن الحربية التي بنيت على الإطلاق.

المواصفات

Class: Warrior Class Sail & Steam

Launched: 29 Dec 1860

At: Thames Iron Works & Shipbuilding Company, London, England

Commissioned: 1862

Length: 418 feet

Beam: 58 feet

Draft: 26 feet

Displacement: 9,210 tons

Maximum Speed: 13 knots under sail, 14.5 knots under steam

Armament: 26 muzzle-loading 68 pounders, 10 breech-loading 110 pounders

Complement: 705 men

 

إنّ هيكل ألواحها المعدنيّة التي لا تخترقها المياه كانت شيئاً لم يره العالم من قبل.ومع إطلاق هذه السفينة في عام 1860 بدأ عصر السفن الحديدية أو الدروع الحديدية.

وكان للثورة الصناعية كان لها تأثير كبير على تطورات الأمور في العصر الحديث.

 

إنّ إدخال عمليّات الإنتاج الآلية أدّى إلى تغييرات دائمة في العالم الغربي.

تردّدت أصداء هذه الثورة في كل حقل من الحقول الصناعيّة. بالنسبة لقوى العالم البحرية, فإنّ الثورة الصناعية قادت إلى بروز عصر جديد من تصاميم السفن الحربية، وفي بريطانيا انعكس ذلك على صناعة السفن كسفينة أتش أم أس واريور.

 

كانت الواريور أوّل سفينة في بحريّة الدرع الحديدية.

بالأصل كانت هناك سفينة أخرى من الفئة نفسها وتدعى الأمير الأسود "بلاك برنس". وهذه السفينة أدخلت ما يسمّى بموضة الدروع الحديدية والتي لم تدم طويلاً.

 

على مدى أربعة أعوام كانت أصلب سفينة في ذلك الوقت وسرعان ما تجاوزتها التقنيّة المتطوّرة وقد أبحرت في مهمّة في عام 1883, وعندما تفكّر أنه في مطلع القرن العشرين كانوا يبنون سفناً حربيّة مهمة تدرك أن التقنيّة تطوّرت بسرعة.

 

في مناطق أخرى من العالم, أظهرت سفن تصمّم للمرّة الأولى قدرات قتاليّة كبيرة. كانت حقبة غيّرت تصميم السفن الحربية إلى الأبد.

 

رغم أن سفينة "الواريور" الحديدية لم تذهب إلى القتال قط, لكن بعد بضعة أشهر من صنعها نشبت أولى معارك السفن الحديدية, ليس في أوروبا وإنما في الطرف الآخر من المحيط الأطلسي.

 

لم تشتهر الحرب الأهليّة الأميركية بالمعارك الحربية البحريه  لأنّ المعارك الحاسمة نشبت على اليابسة. ولكن في السنة الأولى للحرب حصلت معركة يعتبرها المحللون من أهم المعارك البحريّة. إنّها المعركة بين سفينة الكونفيديراليين "ماريماك" وسفينة الإتحاديين "مونيتور".

لم تكن المعركة حاسمة, لكنّ التقنيّة التي استخدمت خلالها سيكون لها تأثير كبير على صنع السفن منذ ذاك الحين.

 

إنّ المعركة بين "ماريماك" و"المونيتور" كانت مهمّة جدّاً لأنّها أول معركة تحصل بين سفينتين حربيّتين حديديّتين ولكن لم تحصل معركة كهذه من قبل.

 

وبالواقع عندما حصل ذلك في عام 1862 كان هناك أربع سفن حربية حديدية في العالم كلّه، الكثير من الناس فكروا وصنعوا سفنا حديدية في السابق لكن الفكرة لم تختبر في المعارك.

الجميع كانوا يعرفون أن سفينة حديدية من المفترض أن تكون أكثر صلابة والجميع كانوا يعرفون أن سفينة ليست عالية ولا تملك أشرعة يصعب قصفها والقضاء عليها.

لكن لم ينزل أحد في الماء ويختبر ذلك وعندما تواجهت تلك السفينتان كانت كلاهما تحاول اختبار تقنيّاتها وتثبت فكرة السفن المدرّعة في القتال.

بعد اندلاع الحرب الأهلية الأميركية غادرت قوّات الإتحاد الشمالية قاعدة " نورفولك" البحرية في فرجينيا. وبعدما أغرقت كل السفن الراسية هناك, إضافة إلى سفينة "الماريماك" التي كانت فرقاطة بخارية

مصنوعة من الخشب.وسرعان ما احتلّت القاعدة القوات الكونفيديرالية. وفي كل

حال كانت قيمة القاعدة محدودة.

فمنذ اندلاع الحرب قام قائد القوات الاتحادية "أبراهام لنكولن" بمحاصرة كل المرافىء الجنوبية أملاً في قطع الإمدادات عن الجنوب, وخلال فترة قصيرة ظهرت فعالية هذا الحصار وأصبحت

القواعد البحرية كنورفويك دون حماية، وكانت السفن التي تملكها القوات الكونفيديرالية عاجزة عن كسر هذا الحصار وتطلّب الأمر نوعاً مختلفا من السفن الحربية.

 

كانت هناك مشكلة فعلى الرغم من أن الجنوب كان يوفر الضباط البحريين للولايات المتحدة لسنوات عديدة لكنه لم يكن يملك مصانع سفن خاصّة به سوى القليل وكان عدد بحّارتهم قليلاً أيضا ومع غياب الكمية كان عليهم الاعتماد على النوعية ومن أجل الحصول على مدافع فعّالة لحماية مرافئهم ومقاومة أسطول الإتحاد. كان عليهم بناء سفن تضاهي سفن الإتحاد قوّة

ومتانة وكان عليهم الحصول على سفينة حديدية.

 

 

بدأت صناعة السفن الحديدية في أوروبا وانتقلت إلى الضفة الأخرى للأطلسي، في صيف عام

1861 قرّرت القوّات الكونفيديرالية القيام بمحاولة من أجل كسر الحصار الاتحادي انتشلت فرقاطة "ماريماك" من قاع مرفأ " نورفولك", وعلى مدى الأشهر

التي تلت. وتحت إشراف الكومندور "جون بروك" تحوّلت إلى سفينة حربية لا مثيل لها.

 

رغم أن "ماريماك" أعيد تسميتها "فرجينيا" من قبل الكونفيديراليين, لكن التاريخ يذكرها باسمها القديم.

كانت ماريماك الأصلية فرقاطة تزن 3500 طنّاً ومزوّدة بأربعين مدفعاً، والسفينة الحديدية سوف تكون مختلفة تماماً.

 

فقاموا بتعرية الهيكل حتّى مستوى الماء ثمّ أعادوا بناء القسم العلوي بشكل غلاف

حديدي، كان هيكل "فرجينيا " الخارجي مؤلّفاً من ألواح من الصنوبر والسنديان بعرض قدمين وملبّساً بألواح حديدية سماكتها إنشين.

 

خسرت السفينة مكاناً لعشرة مدافع بسبب تصميمها غير الكفء, وأحد الأمثلة على ذلك هو بطء

هذه السفينة في الاستدارة حيث يستغرق الأمر نصف ساعة لكي تستدير السفينة

180 درجة.

 

وفي الوقت نفسه كانت محرّكاتها تحت الماء ومجدّداً أعيد استخدامها ما يعني أن سرعتها القصوى تراوحت ما بين 6 و 8 عقد بحرية فقط

 

عندما تمّ تحويل سفينة "يو أس أٍ ماريماك" إلى "سي أس أس ماريماك" جهّزت

مقدّمتها بـ 1500 باوند من الحديد وكانت تزيد عن هيكل السفينة بقدمين.

 

إذاً كانت كتلة مهمّة من الحديد. وهذا مهمّ جدّاً بالنسبة للولايات الكونفيديرالية, لأنّ هذه الولايات لم تكن تملك مصانع ضخمة, ولم تكن تنتج الكثير من الحديد.

والثاني ما يكفي من هذه المادّة لتصفيح السفينة, فكان عليهم نزع السكك الحديدية واحتلال الأراضي الاتحاديّة.

 

جلب السكك إلى "ريتشموند" وتحويلها إلى ألواح حديدية ثمّ إلى هذه المقدّمة وهكذا فإنّ سفينة "فرجينيا" قد كلّفت مواداً مهمّة.

 

في اليوم الأول للمعركة سوف يتبيّن أن هذا الابتكار كان حيويّاً، في ظهيرة

الثامن من آذار/ مارس من عام 1862, خرجت الماريماك من مرفأ نورفولك جاهزة للمعركة على خط سيرها المائي, المعروف باسم "هامبتون رود" نحو الشمال. كان هناك عدد من سفن الإتحاد التي تؤمّن الحصار.

 

من بين هذه السفن كانت هناك فرقاطة مزوّدة بخمسين مدفعاً وكانت هناك سفينة تدعى "كمبرلاند" مزوّدة بثلاثين مدفعاً. رغم قدرتها المدفعية فإنّ هاتين السفينتين ستصبحان أولى

ضحايا السفينة الحربية الحديدية.

 

بعد تبادل أوّلي للقصف مع السفينتين الاتحاديّتين قرّر قائد "الماريماك" أن يهاجم "كمبرلاند" بمقدّمة سفينته.

إنّ فكرة الصدم هي استخدام الطاقة المتحرّكة للسفينة كسلاح, بمعنى تحويل السفينة لصاروخ وتوجيه هذه الطاقة المتحرّكة نحو هدف ما.

 

وقد نجحت سفينة "فرجينيا" بدفع الطاقة المتحرّكة الموجودة فيها نحو سفينة "كمبرلاند" وأحدثت فيها ثقباً كبيراً كافياً كي يدخل حصان عبره، وبحسب شهود عيان أرسلت السفينة "كامبرلاند إلى قعر البحر مباشرة.

 

وبعد ذلك حوّلت الماريماك أنظارها إلى سفينة "كونفرس". وكانت النتيجة المدمّرة نفسها.

 

إنّ الفرقاطتين الاتحاديّتين ورغم مدافعهما لم تنفعا شيئاً ضد الخصم المصفّح وأصبح الاستسلام محتّماً. وتمّ إخلاء المصابين قبل أن تغرق السفينة.

 

وفي نهاية النهار خرجت الماريماك منتصرة. أثبت الدرع الحديدي فعالية مذهلة. وتحمل قذائف مائة مدفع تقريباً.

والنيران لم تستطع اختراق هذا الدرع كما أن غرق الكمبرلاند أثبت فعالية مقدّمة الفرجينيا الثقيلة.

 

شعر الكونفيديراليون بالسرور. في تلك الليلة كان البحّارة يتطلّعون بشوق لطلوع الفجر التالي حيث ستقوم الماريماك بالاشتباك مع السفن الاتحادية المتبقّية وتكسر حصار "لنكولن.

 

إنّ يوم عملهم من المفترض أن يبدأ بتدمير سفينة "مينسوتا" التي انطلقت من "نيوبورت نيوز".

 

في كل حال عندما استيقظوا في اليوم التالي طالعهم مشهد غريب: كانت هناك سفينة صغيرة غريبة الشكل تنتظرهم على قناة "هامبتون رودز" نحو الشمال.

 

إنّها "المونيتر" التي أتت لتحمي سفينة "مينسوتا" وأوّل سفينة اتحادية حديدية لاحظت القوات الكونفيديرالية أن يومها لن يكون سهلاً.

 

كان لنكولن وقادة اتّحاديّون آخرون قد عرفوا قدرة السفينة الحديدية وكانوا يعرفون الطريقة التي بنيت بها "الماريماك" في أغسطس/ آب عام 1861. وقد أمر واشنطن بصنع سفينة حربية بخارية قادرة على القتال في مياه السواحل الجنوبية الضحلة, ولتصميمها اختاروا رجلاً كان له تأثير كبير في تطوير الدفّاش إنّه "جون إريكسون.

 

وخلال الأشهر التي تلت قام "إريكسون" في نيويورك ببناء نوع جديد من السفن وبنى سفينة "مونيتر" من خردة الحديد.

إنّ "المونيتور" وهي من تصميم المصمّم السويدي "إريكسون". كانت سفينة حربية

فريدة. وكانت تملك أكثر من 47 اختراعاً جديداً على متنها ما يجعلها تختلف تماماً عن أيّة سفينة أخرى في تلك الفترة.

 

يمكن وصف "المونيتر بأنّها سفينة للدفاع عن المرفأ لأنّها لم تكن مصمّمة لتكون في عرض البحر كانت سفينة مسطّحة مزوّدة بسطح مائل مصفّح. أحد البحّارة الكونفيديراليين القدامى وصفها بأنّها لا شيء أكثر من ألواح مرصوفة وفوقها علبة جبنة وهذه إشارة إلى أنّها لم تكن عالية كثيراً عن الماء.

 

وداخل هذا الهيكل المسطّح كان هناك حجرة للقبطان مصفّحة أيضاً. وبرج للمدافع يضمّ مدفعين

عيار 11 إنشاً. وخلفه مدخنة للمحرّكات إذاً فقد كانت سفينة غريبة, ولا تشبه أيّة سفينة أخرى.

 

كانت سفينة قتالية خفيفة. يبلغ طولها 172 قدماً ويبلغ عرضها 40 قدماً وتزن ألف طنّاً فقط، كان طاقمها يتألّف من 58 رجلاً فقط.

 

إنّ وزن "المونيتر" الخفيف يسمح لها بالتحرّك في مياه يصل عمقها إلى 10 أقدام ما يجعلها مثاليّة في المياه الضحلة، وكان سلاحها يقتصر على مدفعي من عيار أحد عشر إنشاً و 168 باونداً.

 

إنّ الحجم الضخم لهذين المدفعين هو أقل أهمية من طريقة تثبيتهما على السفينة، قرّر "أريكسون" وضعهما على منصّة داخل البرج المتحرّك وقرر حمايتهما بثماني طبقات من الصفائح المعدنية تبلغ سماكة الصفيحة الواحدة إنشاً واحداً. وكان برج المدفع المتحرّك يمثّل

تطوّراً إضافيّاً في تصميم السفن الحربية.

 

كما كانت "المونيتر" غير عاديّة من حيث أنها كانت تضمّ برجاً متحرّكاً للمدافع. في

الواقع لم تكن هذه الفكرة جديدة , فقد اختبرها الفرنسيّون والإنكليز قبل

عام 1860.لكن المونيتر كانت سفينة تستخدم برجاً متحرّكاً.مع مدفعين من طراز

"دالجرين" عيار أحد عشر إنشاً, وهي المدافع المعتمدة من قبل البحرية الأميركية في تلك الفترة.

 

كانت السفينة بسطحها المنخفض والحرّ وبرجها المتحرّك بواسطة الدفع البخاري قادرة على القصف بأي اتجاه. وهذا يتناقض تماماً مع الفكرة القديمة عندما كانت السفن تقصف من جوانبها, وهذا الأمر أعطى المونيتر تقدّماً, لكن استخدام البارود الأسود في تلك الفترة والذي يسبّب سحباً دخانيّة كثيفة. ومشكلة في الرؤية كان يحدّ نوعاً ما من فعاليّة البرج.

 

كان برج المونيتور نموذجاً أوّليّاً لبرج المدافع المتحرّك.ولم تكن التقنيّة قد تطوّرت لتجعل هذا البرج مضادّاً للماء، إذاً لم يكن البرج مضادّاً للماء بسبب وزنه الثقيل فوق سطح السفينة

وعندما حاولوا جعله مضادّاً للماء من خلال وضع ما يشبه الحزام المطّاطي بينه وبين سطح السفينة لم ينجح هذا الأمر وتدفّقت المياه داخل البرج كشلالات نياجارا, ما جعل هذا البرج غير مريح إطلاقاً وذلك بسبب تدفق تلك المياه.

 

انتهى العمل بالمونيتور في 30 كانون الثاني من عام 1862  وفي السادس من آذار/ مارس غادرت المونيتور نيويورك متّجهة إلى فرجينيا، لم يكن أحد قد رأى شيئاً مماثلاً, وأحد الأوصاف التي أطلقت عليها هي "علبة جبنة فوق ألواح مرصوفة". أمّا السؤال فهو إذا كان هذا التصميم

الجديد سيثبت فعاليّة في المعركة.

 

لم يكن عليها الانتظار طويلاً، ففي مساء الثامن من آذار/ مارس وصلت المونيتور إلى "هامبتون رودز" واستطاع الطاقم من رؤية نتائج المعركة التي حصلت خلال النهار.

 

فقد كانت سفينة الـ"كونفرس" ما زالت تحترق وكان يرى علم الكمبرلاند الغارقة طافياً فوق الماء كما كانت "منيسوتا" في ورطة.

وكان واضحاً أن الكونفيديراليون أحرزوا النصر في ذاك اليوم. في الصباح الباكر في اليوم التالي, شاهدت المونيتور السفينة التي كانت السبب في كل هذا الخراب.

أمر الكابتن "جون وردن" في الليل بأن توضع سفينة بين "منيسوتا" المتضرّرة وماريماك الراسية, وتبقى هناك إلى أن يحين الصباح.

 

عند الساعة السابعة والنصف صباحاً, في التاسع من آذار/ مارس, رفعت الماريماك المرساة وأدارت محرّكاتها البخارية متّجهة نحو "المونيتر" في مواجهةمحتومة.

 

ورغم الفارق في الحجم فقد اشتبكت السفينتان في قتال متكافئ, وردّت المونيتور على القصف الجانبي من الماريماك بقصف من مدافعها داخل البرج المتحرّك. كل محاولات الماريماك للوصول إلى سفينة "منيسوتا" كانت تفشل على يد سفينة الإتحاد.

 

إن وزنها الخفيف سمح لها بالمناورة بسهولة أمام خصمها. وكون الماريماك تحتاج إلى عمق يفوق العمق التي تقوم عليه "المونيتور" فهي مضطرّة إلى البقاء في المياه الأكثر عمقاً.كما أن

المرونة التي يمنحها المدفع المتحرّك أعطى المونيتور أفضليّة على المدافع الثابتة في الماريماك, لكن المونيتور كانت تقصف على هدف حديدي.

 

ورغم الضربات المتتالية فإن التصفيح لدى الطرفين قد صمد. إضافة إلى ذلك, فإن مدفع برج المونيتور كان عاجزاً عن القصف أمامه مباشرةً خوفاً من إصابة حجرة الكابتن في مقدّمة السفينة.

 

مع عدم القدرة غلى حسم المعركة قرّر قائد الماريماك تكرار عمليّة الصدم التي أثبتت فعاليًتها، وتوجّهت سفينته نحو "المونيتور" بأقصى سرعة لكن هذه الأخيرة استدركت الخطة واستدارت,

والنتيجة كانت ضربة غير موفّقة ومناورة فاشلة ولم يعد للماريماك فرصة أخرى إذ أنها لم تعد تملك أداة الصدم, لأنها فقدتها عندما اصطدمت بالكمبرلاند قبل يوم.

 

قبيل الظهيرة استمرت السفينتان بالقتال. وما زال درعاهما بحال جيدة. ثم نجح مدفعيّو الماريماك بإصابة منطقة حسّاسة في المونيتور من على مسافة عشر ياردات. اخترقت قذيفة الماريماك طاقة الرؤية في حجرة قيادة المونيتور.

 

تضرّرت الحجرة وأصيب الكابتن "وردن" إصابة بالغة وفقد بصره. وقد دل تدفّق الضوء إلى حجرة القيادة إلى أنها أصيبت بأضرار بالغة.

وقبل تسليم السفينة إلى الضابط التنفيذي أمر بانسحاب المونيتور لتحديد الأضرار التي أصيبت بها.

 

رغم أن الأضرار لم تكن بالحجم الذي اعتقده "وردن" لكن الانسحاب كان إشارة إلى انتهاء المعركة. تحركت المونيتور باتجاه الباخرة "منيسوتا" إلى المياه القليلة العمق حيث لم يكن بإمكان الماريماك اللحاق بها.

 

وبعد ساعة, أمر الكومندور بأن تعاد الماريماك إلى مرفأ "نورفولك". وقد شعر طاقمه بالتعب بعد يومين من القتال.

 

في وقت لاحق من هذا النهار , أخليت الـ"منيسوتا" بالنسبة لكلا الطرفين فإن المعركة انتهت بالتعادل ولم تلتق السفينتان مجدّداً. وبقيت الماريماك في نورفولك والمنيسوتا في "هامبتون رودز" في هدنة لن تخرق.

في أيار من العام1862  أخلى الكونفيديراليون نورفولك ودمّروا السفينة المميّزة ماريماك.

وفشلت منافستها في الصمود أكثر من سنة. ففي التاسع والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول, غرقت في عاصفة قبالة شمال كارولينا وعلى متنها 16 شخصاً.

 

إن تأثير هاتين السفينتين سوف يبقى حيّاً لفترة طويلة بعد انتهاء خدمتهما، ظهرت فعالية السفن الحديدية دون شك. فعلى مدى ست ساعات من المعارك بين الماريماك والمونيتر صمدت السفينتان أمام نيران القصف القادر على تدمير أية سفينة غير مصفّحة في تلك الفترة. لكن السفينتان كانتا ضعيفتين أمام تقنية الصدم. إن تصميم المونيتر أظهر براعة المناورة لدى السفينة الحربية الخفيفة كما أن البرج المتحرك كان فكرة جيدة، وفي مسافة من الزمن لا تتجاوز ال24 ساعة, تغيّر وجه الحرب البحرية.

مع بعض الاحترام يمكننا أن نرى أن السفينتين المونيتر وفرجينيا كانتا تقومان بمحاولة غير

عادية في وضع غير عادي خصوصاً فيما يتعلق بالكونفيديراليون الذين كانوا يائسين لإنتاج أي نوع من السفن الحديدية القادرة على مواجهة الأسطول الاتحادي ذو السفن الخشبية.

 

ومن هنا أتت فكرة التصفيح فوق الهيكل الخشبي والتي كانت الحل الوحيد الذي ساعدهم، لكن هذا الحل لم تعتمده القوات البحرية الأخرى التي استطاعت بناء سفن حديدية بالكامل، وفي الوقت عينه وفيما اعتمد تصميم المونيتر على مدى عشرين عاماً من قبل بحرية الولايات المتحدة الأمريكية لم يكن تصميماً اعتمدته القوى البحرية الأخرى. لأن مستقبل السفن البحرية كان مع سفن شبيهة بسفينة "الواريور" التي تملك قدرات هائلة تسمح لها بالقتال في عرض البحر.

 

==========================

 

وفي تلك الفترة كانت البحرية الملكية البريطانية قادرة على تطوير هذا النوع من التصميم باستخدام الأبراج المدفعية, لتصبح السفينة شبيهة بالسفن الحربية التي نعرفها في القرن

العشرين.

بالنسبة لعالم القوة البحرية, فإن الثورة الصناعية حقّقت ثورة في تصميم السفن الحربية قادت إلى إدخال السفن البخارية وموتالسفن الشراعية.

في النصف الأول من القرن العشرين, بدأت القوةالبخارية تسيطر, وقادت الملاحة التجارية الطريق. في مطلع عام 1800 أصبحت المراكب البخارية مشهداً مألوفاً حول السواحل وفي الأنهار الداخلية كنهرالميسيسيبي مثلاً.

 

إن عبور الأطلسي من قبل سفينة "سفانا" في عام1819  أعلن عن بناء السفن البخارية الضخمة، مع حلول عام 1840 أدخلت شركة "كونار" أول سفينة بخارية عابرة للمحيطات. وبدأت القوى البحرية في تلك الفترة تهتم بالسفن الحربية البخارية. طلبت البحرية الفرنسية والبريطانية فرقاطات بخارية. لكن هذه السفن كانت تعاني من عوائق رئيسية.

 

إن آليةالدفع كانت ضخمة وكانت تأخذ حيّزاً كبيراً في السفينة على حساب المدافع.

كما كانت هذه السفن سريعة العطب عند تعرّضها لهجمات العدو.

لايتطلّب الأمر أكثر من طلقة مدفع واحدة من أجل تدمير الآلة البخارية لكي تصبح السفينة عاجزة عن القيام بأي شيء. كان الأمر بحاجة إلى ابتكار جديد قبل أن يبدأ عصر القوة البخارية البحرية وهو إدخال الدفّاش المخروطي الشكل.

 

إن فائدة الدفّاش المخروطي كانت واضحة وسرعان ما لجأت القوى البحرية في مختلف أنحاء العالم إلى تزويد سفنها به. رغمهذا فإن أولى المراحل التي كانت تولد البخار كانت غير فعّالة وتتعطّل بسهولة. عدد كبير من السفن كان مزوّداً بالأشرعة إضافة إلى القوة البخارية.

 

مع حلول عام 1850 كانت السفن التي حاربت في "الطرف الأغرّ" حسّاسة جدّاً أمام

أي معركة معاصرة. لقد تطوّر تصميم المدفع جزريّاً في القرن التاسع عشر.

 

إن صنع المدفع الذي يلقّم من الخلف وتطويره وزيادة ضخامة المدافع نتج عنه إنتاج أسلحة أكثر فعالية من أي وقت مضى.

إنمدفع "ارميسترونج" من عيار 110 باونداً الذي يعود إلى العام 1860 هو ربّما هو من أشهر المدافع في القرن التاسع عشر. لم يكن يطلق قذيفة كروية حديدية تقليدية بل نوعاً جديداً من القذائف.

 

هذا المدفع الذي صنع في فرنسا أولاً في عشرينات القرن التاسع عشر كان له تأثير كبير في تصميم السفن الحربية

كان البارود هو الشكل الوحيد للمتفجّرات في القرن التاسع عشر. لم يكن مادّة متفجّرة فعّالة.

وعندما تنتقل إلى المتفجّرات الشديدة الانفجار, المتفجّرات الكيميائية, كمادّةالليديت التي عرفت لاحقاً تحت اسم تي إن تي هذه المادة كانت تولّد طاقةأكبر ما أدّى إلى استخدامها في القذائف ما يتسبّب إلى انشطار القذيفة إلىشظايا تحدث مزيداً من الأضرار.

 

إن اختراع القذيفة غيّر طبيعةالحرب البحرية إلى الأبد. قبل اختراعها, كانت السفينة الحربية المصنوعة منالخشب قادرة على الصمود في وجه عدد كبير من كرات المدافع التقليديّة. لكن

الأمر يختلف مع القذيفة. إن فعالية القذائف تجاه الهيكل الخشبي للسفينةكانت هائلة, واضطرّ المصمّمون إلى اللّجوء إلى طرق عدّة لتعديل تصميم السفينة كي تصبح قادرة على مواجهة الأخطار الجديدة. وكان هذا سبباً رئيسيّاً في الاتجاه نحو صنع السفن الحديدية.

 

لم تعد السفن الخشبية قادرة على استيعاب الأسلحة الثقيلة. لقد وصلت إلى حدود قدرتها على

الاستيعاب. لا يمكن وضع مدافع بهذا الحجم في سفن خشبية. فلن تتحمّلها. هذا إذاً كانت الفكرة تقضي باستعمال السفن الحديدية القديمة.

 

بدأت الاختبارات على السفن ذات الهياكل الحديدية في أربعينات القرن التاسع عشر في بريطانيا, وفرنسا وأماكن أخرى, حاول المصمّمون استخدام مناعة الحديد لمواجهة الأسلحة الجديدة.

 

بعض الاختبارات التي أجريت كانت محبطة. فيعام 1842 أجرى البريطانيّون اختباراً على "روبي" وهي سفينة مصفّحة تصفيحاًخفيفاً. وكانت النتائج مخيًبة.

 

لقد تفتّت الحديد عندما تعرّض للحرارة, لكنّ الحاجة إلى تطوير السفن كان يعني الاستمرار في إجراء التجارب بواسطة الحديد. ثم تمّت صناعة عدد من السفن الحربية المصفّحة بالحديد من

قبل الفرنسيين. نجح التصفيح في صدّ القذائف الروسية وتبيّنت فائدة الحديدوفعاليّته. وخلال الحرب كان إنتاج الحديد العالي الجودة عملية صعبة ومكلفة جدّاً.

 

من بين كل ابتكارات الثورة الصناعية, فإن إنتاج كميّات كبيرة من الحديد العالي الجودة كان من أهمّها على الإطلاق.

 

إن اسم " هنري بيسّمر" مرتبط ارتباطاً دائماً بهذه العملية, من خلال تطوير فرن حديث للنفخ. في عام 1855 غيّر "بيسّمر" العالم.

 

إن ابتكاره سمح بصنع الحديد بكلفة بسيطة مقارنة بالكلفة السابقة كما أن الحديد الذي أنتجه "بيسّمر" كان يتمتّع بالصلابة ويفتقد إلى الهشاشة التي أدّت إلى فشل الاختبار على السفينة "روبي".

 

إن فرن أتون النفخ الحديث كان إشارة إلى أن السفن الحربية الحديدية أصبحت في متناول القوى البحرية في العالم.

 

في عام 1858 أدهشت البحرية الفرنسية العالم من خلال إطلاقها "لا جلوار". وهي سفينة حربية يبلغ طولها 256 قدماً.

 

كانت "لاجلوار" في الأصل فرقاطة خشبية وقد ابتكر المصمّمون البحريّون الفرنسيّون أول سفينة حربية حديدية أطلقت عملية سباق التسلّح.

 

كان من المستحيل أن تتجاهل بريطانيا "لاغلوار" إذا بنى الفرنسيّيون أسطولاً من هذه السفن فإن سيطرة بريطانيا على البحار لن تستمرّ مع وجود سفنهم الخشبية الحالية.

 

الأمن القومي والكرامة الوطنية يطلبان ردّاً على ذلك. بعد سنة على إطلاق السفينة الفرنسية قرّرت البحرية البريطانية صنع أول سفينة حديدية.

 

ولصنعها استدعت رئيس صناعة السفن البحرية "اسحق واطس"، السفينة التي سيصمّمها ستجعل "لاجلوار" تبدو هذيلة وباهتة أمامها. ستكون أهم سفينة حربية على الكوكب.

 

في التاسع والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر من عام 1860 وفي "بلاك ويلّ" بالقرب من لندن بدأ عصر جديد في القوة البحرية.

 

في هذا اليوم الذي شهد إطلاق الـ"إتش أم أس واريور، وإلى اليوم ما زالت الواريور تحفة فريدة في تصميمها وهندستها. وفي تلك الفترة كانت مذهلة, وكان حجمها أكبر بنصف مرّة من حجم منافستها الفرنسية, وبطول يبلغ 380 قدماً.

كانت أطول سفينة حربية بنيت حتّى الآن. وبعكس "لاجلوار" كان هيكل الـ"واريور" مصنوعاً بكامله من الحديد, ووصل وزنها إلى 9210 أطنان.

 

كالكثير من السفن الحربية في عهدها فقد كانت مزوّدة بالأشرعة والطاقة البخارية ،كانت قوّة محرّكها 500 حصان بخاري وسرعتها تصل إلى 14 عقدة. وأشرعتها التي وصلت مساحتها إلى 4800 قدم مربّع, كانت تمنحها سرعة تصل إلى 13 عقدة/الساعة. كانت مقاساتها هائلة.

 

وبلغت كلفتها 97700 جنيه إسترليني أيأربعة أضعاف بناء فرقاطة حديثة. وفي سباق التسلّح اعتبر البريطانيّون أنهم أحسنوا الاستثمار.

 

 

إن الـ"واريور" التي لمتخض أي معركة على الإطلاق كانت قوة رادعة للجيش البريطاني إذا أراد الدخولفي حرب وأكثر السفن الحربية نجاحاً.

صمّمت وأنجزت خلال سنتين. وخلافاّللسفن الخشبية المصفّحة بالحديد, فقد كانت أول سفينة حديدية بخارية فيالعالم. كانت تملك هيكلاً و 18 لوح من خشب السّاج حول الحديد. ثمّ صفائح حديدية سماكتها أربعة إنشات ونصف حول الخشب. إن سماكة الهيكل الحالي هو بسماكة خمس إنشات وواحد على ثمانية من الحديد المليّف وهذا الحديد لا يتعرّض للصدأ أبداً وهو أحد الأسباب التي تجعل هذه السفينة عائمة حتى اليوم.وهو بالطبع أقوى بكثير من الحديد العادي.

 

وعند الانتهاء من بنائها كانت أضخم سفينة حربية في عالم ذلك الوقت, وقد أطلق عليها نابليون الأفعى السوداء.

 

إن الواريور لم تكن سفينة مؤثّرة من حيث حجمها فقط بل لأنّها آلة حرب كبيرة.

كانت تضمّ 26 مدفعاً عيار 68 باونداً وكلّها كانت مدافع تلقّم من الخلف وهذا يشكّل قوّة ضاربة. وكانت مزوّدة بمدافع أكبر من تلك. عشر مدافع أرميسترونغ عيار 10 باونداً. وكانت هذه المرّة الأولى التي تزوّد بها سفينة حربية بمدافع من هذا العيار. وهذه المدافع طوّرت أثناء صنع الواريور.

هناك أفضليّة للمدافع التي تلقّم من الخلف إذا قارنّا المدافع التي تعود لفترة سابقة والتي كانت تتميز بطولها، لكن المشكلة كانت تكمن في إقفال الكوّة بعد التلقيم. فأحياناً يتولّد بخار الضغط وتكون نتيجة أن ضغط المدفع يخفّ بعض الشيء ويشكل ذلك خطراً على من يستخدم المدفع.

إن حلّ مشكلة إقفال كوّة المدفع لم يتمّ قبل حلول القرن التاسع عشر.

كان مدفع الأرمسترونج ما زال ابتكاراً جديداً, والصعوبات التقنيّة التي رافقت هذا السلاح الجديد دفعت البحرية إلى العودة مجدّداً إلى المدافع التقليديّة.

مع نهاية القرن, أصبح المدفع الجديد الاختيار الأول للقوى البحرية العالمية، ورغم قياسات, أدائها وقدرتها القتالية, فإنّ هذه العوامل ليست وحدها التي جعلت من الواريور أهمّ سفينة حربية في التاريخ.

وكما رأينا فإن هيكل السفينة مصنوع من الحديد, وليس هذا السبب الذي من أجله أطلق عليها اسم الدرع الحديدية.

 

إنّ العبارة أطلقت بسبب التصفيح الإضافي الذي أدخل إلى تصميم الواريور. وهذا التصفيح هو الذي جعل الواريور سفينة ثوريّة في عصرها.

 

في وسط السفينة بنى "إسحق واطس" ما يسمّى بالقلعة. هذه القلعة كانت تضم عدداً من المدافع من عيار 68 باونداً وقد بلغ العدد 18 مدفعاً, وثمانية مدافع

من عيار 120 باونداً, وهدف هذه القلعة حماية هذه الأسلحة من اعتداءات العدو.

 

إن الهيكل هو صندوق مصفّح خارج صندوق آخر هناك صفائح معدنيّة سماكتها 14 إنشاً من الخشب ومدخل ومخرج الصندوق مصنوعان من الألواح المعدنيّة بسماكة 4 إنشات ونصف وتسع إنشات من الخشب. وهذا الأمر كان ثوريّاً. وكل الأسلحة موجودة داخل هذا الصندوق. بعكس السفن الخشبية حيث يتوزّع السلاح في أنحاء مختلفة من السفينة. هذه السفينة المميّزة في عصرها كانت هنا موجودة ولم يكن هناك سلاح قادر على اختراق الصندوق المصفّح حيث

تقف الآن.

 

 

وكان يمكن أن يتطلّب الأمر نيراناّ مدفعيّة هائلة دون التسبّب بأيّ أضرار ما خلا طبعاً الأضرار في الخشب, لكن الصندوق الأساسي لم يتضرّر.

 

اختبارات إطلاق المدافع أثبتت فعالية الدرع الحديدية مهما كانت المسافة ومهما كان حجم المدفع.

 

بقيت قلعة الواريور سليمة ضدّ القذائف المدفعية. إن الدرع لم يحم منطقتي المقدّمة والمؤخّرة للسفينة لكن هناك أيضاً قام "واطس" ومهندسيه بابتكار آخر. إن الهيكل الحديدي للسفينة سمح ببناء قسم خفيف جدّاً, منفصل بواسطة رأسين ضخمين ولو كانت السفينة خشبية لما أمكن القيام بذلك.

 إن الواريور التي رمّمت حديثاً, تبقى سفينة حربية مهمة حتى أيامنا هذه، يمكنناف قط أن نخمّن كيف كان انطباع الشعب البريطاني عند رؤيته هذه السفينة في عام 1860.

 

حجمها وطاقتها البخارية لم يكن لها مثيل حين ذاك، وكذلك أسلحتها. وكان هذا رأي الكثيرين من البحرية البريطانية. بعد ذلك طلبت إدارة البحرية الحربية صنع مزيد من السفن من هذه الفئة. والمفاجئ في الأمر أن سفينة كهذه لم تطلق قذيفة واحدة في معركة خلال مدة خدمتها. وهذه قيمة

لقوتها الرادعة. وبين ليلة وضحاها تغيّر الميزان الإستراتيجي للحروب البحرية وتطورت صناعة السفن الحربية ببطء.

 

وكان تصميم الواريور قفزة نوعية إلى الأمام، يشهد مرفأ "بورت سماوث" باحتوائه على سفينة القيادة "فيكتوريا" وانتصاراتها في المعارك وتشتهر الواريور بتصميمها المتطوّر.

 

في الوقت الذي وقعت فيه المعركة في فرجينيا أكملت "الإتش أم أس واريور" في

الطريق الآخر من الأطلسي دوريّاتها حول المياه البريطانية والملفت في الأمر، أن الدرس الذي حصل في مياه "هامبتون رودز" جعل السفن الحديدية ضرورة لا غنى عنها.

 

 

كان هناك فرق كبير بين سفينتين فيرحينيا والواريور. كانت الواريور سفينة بنيت لتبحر في المحيطات وصممّت لتنافس وتفوق سفينة "لا جلوار" الفرنسية بينما صمّمت الفيرجينيا لهدف واحد هو

القتال بالقرب من السواحل.

بنيت الواريور كلها من الحديد لتكون درعاً حديدياً. وكان من المتوقعّ ألا تعمل فقط بواسطة الفحم الحجري.

وكانت الرغبة في أن تبحر بأشرعتها في معظم الأحيان. واستخدام البخار فقط للقيام بمناورة ضرورية أو أثناء القتال لقد كانت الفيرجينيا سفينة حربية بخارية لم يتوقّع أن تتنقّل مستخدمة أشرعتها وبالتالي فقد أبعدت فكرة الصدم الكلاسيكية إذ لا يمكن استخدام تقنية الصدم بواسطة سفينة شراعية لأن من الصعب الاعتماد على اتجاه الريح لصدم سفينة العدو، إضافة إلى ذلك فإذن الصدم سيؤثر على أشرعة السفينة نفسها.

 

لسنوات طويلة لم يفكّ أحد أن يصنع مقدمة للصدم في سفينة حربية. وكانت السي أس أس فيرجينيا" قادرة على تحريك وزنها كله وتحويله إلى سلاح فتاك.

 

وفي أنحاء مختلفة من العالم حاول مصممّو السفن الحربية تطبيق أفكار جديدة على الأساطيل.

إن مقدمة الصدم التي استخدمتها "الماريماك" استعانت بها كل السفن البريطانية كسفينة "إتش أم أس هوت سبور التي تعود إلى العام 1870.

 

وفي السنة التالية وضعت سفينة "إتش أم أس ديفا ستايشن" في الخدمة أو سفينة بريطانية مزوّدة ببرج مصفّح.

 

إن التحسينات في الطاقة البخارية وصعوبات إطلاق النار من برج سفينة شراعية أنتجت سفناً كهذه، وفي العام نفسه خرجت الواريور من الخدمة من أجل إعادة الترميم.

 

ولن تلعب دوراً متقدما في البحرية الملكية. وتبع ذلك ثماني سنوات كسفينة احتياطية قبل أن تتوقّف عن الخدمة في عام 1883. على مدى عقدين من الزمن بقيت راسية في مرفأ "بورت سماوث" كجزء من مدرسة الطوربيدات البحرية العائمة وبقيت بحالة جيدة جداً.

 

استخدمت على مدى القرن العشرين كجدار واقي لمرفأ "ميلفورد هافن" وحافظت على أهميتها التاريخية. وفي عام 1979 نقلت إلى مرفأ آخر "هاريك بول" ليصار إلى ترميمها. بعد ثماني

سنوات من العمل الشاقّ عادت إلى "بورت سماوث" بحالتها الأصلية.

 

ربما كان تأثير الماريماك" والـ "مونيتور" أكبر على المدى الطويل، لكن "الإتش أم أس واريور" بقيت شاهدة على ولادة السفن الحديديّة.

 

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech