الصفحة 2 من 3
هجمات لتدمير القوات الجوية المصرية :
قاذفات " الكانبيرا " التابعه للسرب 139 ، كانت هي اول الواصلين لهدفها وهو مطار " الماظة " وذلك في حوالي
التاسعة والنصف مساء ، كانت القاهرة كعادتها في مثل هذا التوقيت ساهرة واضوائها مضاءه بالكامل ، وبالتالي فإن الوصول للاهداف وتحديدها لم يكن ينبغي ابدا ان يصبح مشكلة تواجه طياري سلاحين من افضل اربع اسلحة جو في العالم ، ولكن ما حدث ان سبعة قاذفات " كانبيرا " من الاسراب 10 ، 15 ، 44 ، 139 اسقطوا 41 قنبلة بزنة 454 كجم علي المطار ذاته ، واورد الطياريين انهم اوقعوا خسائر في حظائر الطائرات وبعض طائرات النقل ، ولكن كان علي البريطانيين ان ينتظروا قليلا لكي ترد المعلومات الصحيحة بأن طيارييهم الخارجين من معارك الحرب العالمية الثانية لتوهم فشلوا في المهمة وضربوا مطار " غرب القاهرة " بدلا من مطار الماظة والاكثر انه لم تقع اي خسائر في المطار علي الاطلاق . وبعد عدة دقائق من هذه الهجمة الفاشلة بامتياز ظهرت اولي القاذفات من نوع Valiant فوق مطار ألماظة وألقت قنابلها علي الممرات ، ولكن في هذا التوقيت كانت القوات الجوية المصرية قد بدأت في رد فعلها ، وذلك بفضل ان شبكة الرادار التي كانت مصر قد حصلت عليها من الاتحاد السوفيتي كما اشرنا في حلقة سابقة في الموضوع كانت تغطي مناطق من مصر وقتها ورصدت هذه الهجمة ، وأقلعت ثلاث طائرات مصرية طراز " ميتيور " من السرب العاشر لاعتراض الطائرات المغيره ، ونجح احد الطياريين المصريين في وضع احدي قاذفات Valiant فىموضع يمكن من خلاله مهاجمتها ، مجبرا الطيار الانجليزي علي الدخول فيمناوارات عنيفة لوقت طويل حتي تمكن من الافلات ، وعلي الرغم من ان الطيارالانجليزي عاد سالما ، الي ان تقديره لمستوي الطياريين المصريين الحقيقي لميعد كما كان من قبل .
وبعد ان نجح المصريين في احباط الهجوم ضد مطار غرب القاهرة ، وبعد ان فشل الهجوم ضد مطار الماظة ، قامت سبعة قاذفات من طراز كانبيرا بالقاء 132 قنبلة زنة 454 كجم مستهدفين هذه المرة مطار كبريت ، وافاد طواقم هذه الطائرات عن حدوث دمار شديد في المطار وتدمير العديد من الطائرات المصرية علي ارضه ، ولكن ارض الواقع كان مغايرا لارض المطار الذي تحدث عنه هولاء ، فالنجاح في هذه الضربة كان محدودا للغاية ، ورجع السبب الرئيسي في فشل هذه الغارة ايضا ان الطواقم تلقوا اثناء التلقين نصيحة بالقاء القنابل علي ارتفاع 13 الف قدم وليس 15 الف قدم كما قد تم تدريبهم اساسا ، كما حدثت بعض المشاكل التقنية ، بالاضافة الي شدة الرياح في هذه المنطقة وقتها - وبناء علي الدروس المستفادة من هذه الضربة الفاشلة فلقد تلقي الطياريين اوامرهم في الليالي التالية بأن يقوموا بالقاء القنابل من ارتفاعات اعلي ، فعلي هذه الارتفاعات ستكون الطائرات القاذفة بعيدا عن متناول (الصواريخ !!!! ) المصرية والتي تسبب وجودها في الاداء السي المذكور انفا ، كما ان الهواء علي هذا الارتفاع يكون اكثر سلاسة مما يتيح المناورة بشكل افضل واستهداف الاهداف بشكل اكثر دقة -.
وفي النهاية ، ومع حلول منتصف الليل تقريبا ، جاءت الموجة الجديدة لتضرب مطار " ابو صوير " ومطار " انشاص "ومن جديد نجح طياري طائرات الميتيور المصريين في اعتراض الهجمة وتعطيلها بشكل كبير ، واحدة من الطائرات الاعتراضية المصرية فتحت النار فعليا ضد قاذفة كانبيرا والتي كان يقودها طيار ممتاز نجح في الهروب .
لقد توقع عبد الناصر بشكل صحيح ان البريطانيينوالفرنسيين سيهاجمون بلاده ولكنهم لن يظلوا فيها وقتا طويلا ، ولقد كانالتاريخ متفق مع عبد الناصر في رأيه ، لقد كان عبد الناصر يعلم جيدا انالطياريين المصريين ليسوا مدربين للمستوي الذي يمكنهم من مواجهه الفرنسيينوالانجليز ولكنه ومع ذلك يبقي في حاجة ماسة لهم لمواجهة العدو الاساسي " الاسرائيليين " ، لذا كان قراره بتجنيب الطياريين وترك المجال المصري للعدو
هذا القرار لم يتبعه قرار اخر باجلاء الطائرات الي مطارات امنة في صعيد مصر ، او حتي الي خارج البلاد ، فبدلا من ذلك ظلت الطائرات المصرية علي الارض جاهزه للتدمير ، واكثر من ذلك ان هذا القرار كان سببا في معاناة ثقيلة للقوات المصرية التي كانت تنفذ اوامر الانسحاب من مواقعها المحصنة في سيناء علي الحدود مع اسرائيل الي
التمركز في منطقة السويس ، وفي ظل هذه الاجواء ، لمتقم القوات الجوية المصرية في صباح الاول من نوفمبر سوي بعدد صغير جدا منالطلعات القتالية فوق سيناء
احدي هذه الطلعات تكونت من تشكيل من اربع طائرات ميج-17 من السرب الاول بقيادة قائد التشكيل والذي كان يدعي " الحناوي " ، قامت بضربة جديدة ضد لواء المظليين 202 الذي يقوده شارون في ممر متلا ، ونجح التشكيل في تدمير اعداد من العربات في هذه العملية ، وعلي الجانب الاخر وفي نفس التوقيت كانت طائرتين كانبيرا انجليزي إنجليزى مع عدد من الطائرات الفرنسية من طراز إف / 84 في طريقها فوق مصر لتصوير نتائج عمليات القصف للمطارات المصرية في اليوم الاول ، وكانت الصور التي عادوا بها واضحة ، وكانت النتيجة التي حملتها الصور هي ان القوات الجوية المصرية لم تصب باضرار خطيرة ، بالاضافة الي ان الطواقم المصرية التي قامت باعتراض هذه الطائرات اثناء التصوير لابد انها عادت متحمسه بشكل كبير لان احدي مقاتلات الميج قامت بتدمير قاذفة كانبيرا ،لقد شكلت هذه الاحداث صدمة حقيقية لدي سلاح الجو الملكي البريطاني ، والذي لم يتوقع حدوث اي شئ مماثل ، لقد حول المصريين الحرب الي تجربة نوعية مختلفة تماما عما توقعوه .
ومع حلول الساعة الخامسة صباحا قامت اولي القاذفات البريطانية والفرنسية بالاقلاع من قواعدها في قبرص بمهمة تدمير القوات الجوية المصرية وهي علي الارض ، وبعد ربع ساعة بالضبط من ذلك قامت الحاملات البريطانية HMSS Eagle, HMS Albion, وHMS Bulwark بالتواجد علي بعد 90 كم فقط شمال الاسكندرية وقامت الطائرات التي علي متنها بالاقلاع ، ولان المصريين كانوا يسببون بعض المتاعب للانجليز في الطلعات السابقة عبر اعتراض طائراتهم بطائرات مماثله للطائرات التي يملكونها ، فلقد صدرت الاوامر ان تهاجم الطائرات البحرية المطارات شرق القاهرة وتهاجم الطائرات التي اقلعت من قواعد ارضية المطارات التي في الغرب ، وقد تم طلاء الطائرات المغيره بشكل واضح للغاية بشارات توضيحية تبين انها طائرات التحالف التي تقوم بالقصف
ورغم ان البريطانيين والفرنسيين لم ينقطعوا عن الهجوم ليلا ، فأن الهجوم الاول صباحا جاء مفاجئ للمصريين - او ان المصريين كانوا ينفذون قرار الرئيس بعدم الاعتراض - فلم يكن هناك في الجو سوي سرب الميج-17 السالف ذكره بقيادة الحناوي والذي نفذ ضربة ناجحة في سيناء ، وكان هناك بعض الطائرات من نوع ميج-15 تقوم باعتراض طائرة من نوع كانبرا تقوم بمهمة إستطلاعية وبخلاف ذلك لم يكن هناك طائرات مصرية في الجو ، كل من كان في الجو وقتها كان انجليزيا فرنسيا ، فماذا حدث ؟ ومالنتائج التي ترتبت عليه ؟
ففي حوالي السادسة واربعين دقيقة صباحا كان قد تم تدمير صفوف كاملة من الطائرات المصرية في مطاري " كبريت " و " كسفريت " ، وبعد ذلك بدقائق قامت 16 طائرة من نوع سي هوك اقلعت من الحاملة Eagle بضرب مطار أنشاص ، 12 طائرة سي هوك ايضا اقلعت من الحاملة Bulwark قامت بضرب مطار غرب القاهرة ، ومن الحاملة Albion اقلعت طائرات سي فينوم وقامت بضرب مطار " الماظة " ، وتبع ذلك هجمة اضافية من 12 طائرة سي هوك اقلعوا من الحاملة Bulwark وضربوا مطار " غرب القاهرة " مجددا ، ولقد كانت التعليمات التي اولاها الطياريين البريطانيين عناية شديدة خلال ضرب مطار غرب القاهرة هو عدم ضرب اي طائرة امريكية متواجده علي ارض المطار حتي لو لم يكن هناك اي معلومة او ابلاغ عن تواجدها ، ولقد نجحت هذه الضربة في تحقيق الهدف الذي يريده الغزاة منذ البداية وتم تدمير العشرات من الطائرات المصرية علي الارض . !!!!!
ومع حلول التاسعة الا ربع صباحا كانت القوات الجوية الملكية البريطانية والقوات الجوية الفرنسية قد قامتا بثمانية وخمسين طلعة قتالية ضد مطارات " ابوصوير ، الفردان ، كبريت ، فايد ، وكسفريت " ، وضربت القوات الجوية القادمه من البحر مطار الماظة مجددا ، وبين الساعة التاسعة والنصف صباحا الي الواحدة والنصف ظهرا اتت الموجة الثانية لهذا اليوم وكان الضرب هذه المرة لايستهدف فقط الطائرات وانما ايضا حظائر الطائرات ومستودعات الذخيرة ، وقامت القوات الجوية الفرنسية بشكل منفرد بضربة ثالثة لمطار غرب القاهرة ومطار الدخيلة في الاسكندرية . والحقيقة ان النجاح في هذه الضربة لم يكن علي نفس المستوي في كل المطارات التي تم ضربها وذلك نتيجة لبعض الاجراءات التي قام بها المصريين في بعض المطارات ، فمثلا في بعض المطارات فرقت الطائرات عن بعضها البعض بشكل جيد ، مطارات اخري تم اخلاء الطائرات منها ، في حين ان هناك بعض المطارات لم تقوم بهذه الاجراءات ، - هذا قد يعني أن بعض قادة القواعد الجوية حاولوا تقليل الخسائر او ان البعض صدرت له اوامر والبعض الاخر لم يصدر له هذه الاوامر - ، وهكذا وفي غضون ساعات قليلة كان 40 % من طائرات سلاح الجو المصري المقاتلة اما مدمره او لاتصلح للطيران حاليا ، وقتها سادت حالة بين الغضب والاحباط في صفوف طياري سلاح الجو المصريين ، فهولاء المقاتلين لم يكن لديهم اذن بالاقلاع لمواجهة القاذفات واحيانا لم يكن لديهم اذن لاخلاء طائراتهم لمطارات اكثر امانا ، كان كل مايفعلونه وقتها مشاهدة طائرات الميج وهي تنفجر الواحدة تلو الاخري بواسطة القاذفات الفرنسية والبريطانية .
ثم جاءت الموجة الثالثة من الواحدة والنصف واستمرتالي الخامسة مساء وتضمنت 187 طلعة قتالية من طائرات سلاح الجو الملكيالبريطاني في قبرص ، و حوالي 200 طلعة قتالية من الحاملات البريطانية وكانتهذه الضربات في غاية الدقة .
ومع حلول المساء كان الطياريين الفرنسيين قد اوردوا انهم دمروا ما لايقل عن 22 طائرة ميج-15 في مطار الماظة فقط ، وأكد صحة هذه المعلومة الصور التي التقطتها طائرات الكانبيرا الانجليزية و RF-84F الفرنسية التي قامت بمهام استطلاع وتصوير في وقت متأخر من ظهيرة ذلك اليوم ، ولكن الغريب ان القوات الجوية المصرية كان لها رد فعل ، وان كان رد فعل بطئ ، جاء رد الفعل المصري عند الظهر عندما بدأت بعض الطائرات بالانتقال الي مطارات اكثر امنا منها المطارات في دلتا النيل اولا ثم انتقلت هذه الطائرات بعد ذلك الي مطارات الصعيد في وقت متأخر من ظهر ذلك اليوم ، ثم انتقلت اعداد منها الي سوريا واعداد اخري اليالسعودية ، وعلي اي حال فأن اكثر من 100 مقاتلة وقاذفة مصرية تم تدميرهاعلي الارض في ذلك اليوم . وفي المساء نجحت اعداد من قاذفات الايل-28 في الوصول الي سوريا بسلام ، احدي هذه القاذفات كان يقودها طاقم سوفيتي تم اعتراضها بواسطة طائرة ميتيور اسرائيلية ، الطيار الاسرائيلي ظن في بداية الامر ان الطائرة قاذفة بريطانية من نوع كانبيرا ، ولكنه انتبه الي حقيقة الطائرة بعدذلك ، ويقول السوفييت ان عشرة طائرات خرجت لاعتراض القاذفة ، وان اثنينمنهما اصابا الطائرة في الذيل ولكن الطيار نجح في الوصول بها الي سوريا . وهكذا لم يحصل الطياريين الفرنسيين والانجليز علي فرصة الدخول في قتال مع المصريين ، وان كان المصريين قد نجحوافعليا في اسقاط اعداد من القاذفات التي هاجمت مطاراتهم في اليوم الاول ومنعوهم من تحقيق اي نتيجة ايجابية ،
محــنـــــة فـي ســيــنــاء :
لقد اوضحت الهجمة الضخمة التي قام بها سلاحي الجو الملكي البريطاني والفرنسي للقيادة المصرية ان هناك غزو إنجلوفرنسي وشيك ضد مصر ، وبالتالي صدر امر للقوات التي تدافع عن سيناء بالانسحاب للانضمام للقوات المدافعه عن القناة ، وتم اصدار اوامر لقوات اخري بالتوجة الي منطقة بورسعيد ، وبالنسبة للقوات التي كانت تقاتل ببسالة علي الحدود مع اسرائيل ولازالت تتمسك بمواقعها كان امر الانسحاب بالنسبة لها بداية المحنة ، ففي الايام الماضية قاتلت هذه القوات من مواقع محصنه بشكل جيد ، ولكنها الان في موقف لاتحسد عليه ، فبعض هذه القوات كان الاسرائيليين قد تجاوزوه بعد فشلهم في اقتحام مواقعه والبعض الاخر كان قد تلقيضربات كبيرة وعليهم ان يتراجعوا في طريقهم غربا عبر ثلاث طرق فقط لا رابعلهم ، مع العلم ان هذه الطرق كانت تستخدم فعليا من قبل الاسرائيليين وقتها .
لم تكن كل هذه الصعوبات هي فقط ماتواجهه القوات التيصدرت لها اوامر الانسحاب ، بل لنضف فوق كل هذا ان صحراء سيناء مكشوفه وهممعرضين للقصف الدائم من قبل سلاح الجو الاسرائيلي في ظل عدم تواجد كاملللقوات الجوية المصرية ، ولقد لاحظ الاسرائيليين تحركات الكتائبالمصرية المتبقيه في سيناء غربا ، وبالطبع حاولوا قصاري جهدهم للضغط عليها ،القوات المصرية التي قاتلت هذه الايام بطولها وعرضها كانت لاتزال سليمة فيمعظمها بشكل كبير ، ولكنها الان تتعرض لضرب من قاذفات Mustang اثناء تحركها علي طريق العريش في الشمال ، وقد حاولت المدافع المصرية المضادة للطائرات الموجوده مع هذه القوات ان تعرقل القاذفات الاسرائيلية ، ونجحت في اسقاط قاذفة قام الطيار بالهبوط بها في الصحراء وظل حيا وتمت استعادته بعد ذلك ، ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل تضررت العديد من الطائرات ايضا ومنعتها النيران المصرية من اكمال المهمة او تنفيذها .
اذن دمر الغزاة سلاح الجو المصري علي الارض ، نجحتطائرات قليلة في النجاة ، وفي النهاية تم الحفاظ علي حياة الطياريين لجولةقادمة ، وعلي الارض نجحت المدافع المضادة للطائرات في جعل مهمةالاسرائيليين في افتراس الكتائب المصرية المنسحبه من الحدود الي الغرب اكثر صعوبةوكبدتها خسائر كبيرة ، فماذا سيحدث بعد ذلك وكيف ستدور رحي الحرب في قادمالساعات ؟ هذا ماسنعرفه
صدر امر للقوة الجوية الفرنسية الموجوده في اسرائيل بالقيام بطلعات جوية ، وبالفعل اقلعت طائرات الميستير و F-84F وقامت ب 62 طلعة قتالية في هذا اليوم . الفرنسيين يدعوا في ارقامهم ان طائراتهم دمرت 38 دبابة من نوع تي-34 ، وأنهم لم يفقدوا اي طائرة ، ولكن المدفعية المصرية المضادة للطائرات اوقعت بطائرتهم اصابات عدة، وان اثنين من الطائرات التي تضررت من جراء هذه النيران لم تستطيعا الهبوط بشكل صحيح وانفجرت اثناء الهبوط ، وفي هذه الاثناء كان سلاح الجو الاسرائيلي يقصف مناطق " ممر متلا ، بير جفجافة ، بير روض سالم " لمنع القوات المصرية من إقامة خط دفاع ثانى في هذه المناطق ، ومع حلول الظهر كان للواء 27 مشاة ميكانيكي من الجيش الاسرائيلي قد احتل العريش التي لم يعد متواجد بها اي قوات مصرية ، ولكن تم اسر بقايا هذه القوات والتي تمثلت في ذخائر ، 20 دبابة تي-34 ، 6 دبابات إس يو 100 وطائرتين تدريب من نوع (مراز)في الليلة التالية كرر سلاح الجو الملكي البريطاني سلسلة من الغارات بواسطة قاذفات فيلانت والكانبرا لضرب مطارات " غرب القاهرة ، كسفريت ، فايد ، الاقصر " ، وقامت قاذفات الكانبيرا من السرب الخامس عشر بتدمير 4 قاذفات أليوشن 28 فى مطار الأقصر كما تم ايضا ضرب الممرات وتقطيعها الي عدة قطع ، ومع اشراق صباح الثاني من نوفمبر لم يعد للقوات الجوية المصرية اي وجود في المعركة ، فمعظم الطائرات المتبقية لم تكن صالحة للاستعمال وسيتم تدميرها أثناء اثناء الاغارات القادمة علي مختلف المطارات ، اما ماتبقي من طائرات الميج-15 واعداد صغيرة من الأليوشن 28 وبعض من طائرات الميج-15 السورية ، والتي كانت متواجده في مصر لان الطياريين المصريين كانوا يقومون بتدريب الطياريين السوريين علي قيادتها ، فلقد تم ارسال هذه الطائرات الي خارج البلاد ، ومع وضوح الموقف امام القيادة الانجلو-فرنسية صدرت الاوامر لبدء المرحلة الثانية من خطتهم " الفارس " ، والتي تهدف الي تدمير معسكرات و قواعد الجيش المصري ونظم الامداد الخاصة به واضعاف معنويات السكان المدنيين ..
وبدأ تنفيذ الجزء الثاني من الخطة بضرب " الاذاعة المصرية " في القاهرة والتي كانت تذيع بيانات واغاني المقاومة وتلهب العرب من المحيط الي الخليج ، 18 قاذفة طراز كانبيرا من الاسراب 27 ، 44 ، 61 كلفت بهذه المهمة وأنطلقت من قواعدها في نيقوسيا ، ولنا ان نعلم مدي الاحترام الذي ابداه قادة التحالف للطيران المصري اذا عرفنا ان هذه الهجمة التي تمت بعد تدمير معظم سلاح الطيران علي الارض تمت حمايتها ب 12 طائرة فرنسية من طراز F-84F كان نجاح العملية مهم للغزاة جدا لذا خططوا له جيدا وارسلوا له قوة معتبرة ، وعند التنفيذ قامت طائرتين كانبيرا من السرب 18 بتحديد الهدف لباقي القاذفات ، وأسقطت القاذفات قنابلها من علي ارتفاع 1000 متر فقط ، اصابت القنابل البريطانية المبني وتم تدمير صاري هوائي الاذاعة الرئيسي ، وكان من نتيجة هذه الضربة ، انه ولليومين التاليين قامت اذاعة " الشرق الادني " البريطانية ببث برامجها علي نفس التردد دون اي عائق ، وشمل بدء الجزء الثاني من الخطة قصف من جديد لمطارات " الماظة ، غرب القاهرة " ، وكذلك تم قصف معسكرات الجيش القريبة من هذه المطارات ومستودع ذخيرة ضخم في منطقة " الهايكستب " ،
وقامت طائرات فرنسية ايضا من طراز سي هوك وسي فينومبضربة جديدة لمطارات " غرب القاهرة ، بلبيس ، الدقهلية ، انشاص ، والماظة " ، وفي هذا الوقت ونتيجة القصف الذي لم ينقطع اصبحت المدفعية المصرية المضادة للطائرات عند هذه المطارات ضعيفة ، ومع ذلك فعند مطار الماظة فأن احدي طائرات فينوم تمت اصابتها بشدة بواسطة هذه المدفعية ، مما اضطر قائدها لتنفيذ هبوط اضطراري علي متن الحاملة الانجليزية HMS Eagle وحتي نهاية ذلك اليوم انتقل الانجليز والفرنسيين بكلقوتهم لضرب مستودع الهايكستب باستخدام قاذفات الفينوم الانجليزية و طائرات F-84F والعديد من الطائرات التي اتت من حاملات الطائرات ،ونجح هذا القصف الشديد والمتواصل في تدمير مئات العربات والمدرعات التيكانت في هذه المنطقة ، علي الرغم من ان رجال المدفعية المضادة للطائرات قتالوا بشراسة وشجاعة ، وسمح عدم تواجد القوات الجوية المصرية باقلاع طائرات بطيئة السرعة مثل Wyvren الانجليزية و Corsair لفرنسية ، ومع ذلك فلقد تضررت احداها بشكل كارثي اثناء ضرب مطار الدقهلية ، ولم يجد الطيار حل سوي القفز منها ، الطيار الذي كان برتبة الملازم تم استدعاته بمروحية بحث وانقاذ .
اما في سيناء ، فقد هاجم اللواء 37 الاسرائيلي منطقة " ام قطيف " في صباح الثاني من نوفمبر مدعما بغطاء جوي من طائرات Mustang واخيرا نجحت هذه القوة من اختراق هذه المنطقة بعدان تركتها القوات المصرية اساسا ، ثم بدأ اللواء في التحرك غربا ، حيثيتواجد اللواء السابع المدرع ، واخطأ القائد الاسرائيلي وظن ان اللواءالمدرع مصري وليس اسرائيلي ، وبدأت القوات الاسرائيلية تقاتل بعضها البعض ، واسفرت هذه المعركة عن سقوط الكثير من افراد اللواء 37 قتليومن بينهم القائد الذي اخطأ فكلفه الخطأ حياته . وفي غضون ذلك كانت القوات الجوية الاسرائيليةوالقوات البرية ايضا قد حولت اهتمامها الرئيسي الي جنوب سيناء لدعم اللواءالتاسع الذي يتحرك للسيطرة علي شرم الشيخ ، وبالتالي تحقيق هدف استراتيجيمن خلال فتح مضيق " تيران " للملاحة الاسرائيلية ، ولكن مع صغر حجم القوةالمصرية المدافعة عن شرم الشيخ وقتها عاني الاسرائيليين من اجل السيطرةعليها ، وفي خلال الهجمات الاولي التي قامت بها 30 طائرة كان أغلبها من الطرازات القديمة مثل Mosquitoe ، Mustang وكذلك البي-17 ، مع دعم من بعض الطائرات الحديثة مثل الميستير ، والاخيرة أسقط منها طائرة كان يقودها " الميجور / بيليد " بواسطة الدفاعات المصرية ، وقام الاسرائيليين باستعادة الطيار في الليلة التالية بواسطة طائرة من نوع L-18 ونجحت الدفاعات المصرية ايضا في اصابة العديد منالطائرات الاسرائيلية اصابات شديدة جدا واجبرتها علي انهاء مهمتها وبالكادكانت تستطيع الهبوط الاضطراري في اسرائيل . وعلي أرض الواقع فأن هذه الضربات الجوية جاءت مبكراجدا فاللواء التاسع كان يتحرك داخل طرق ضيقة بصعوبة وببطء ، ولم يتمكن منالوصول الي شرم الشيخ الا بعد يومين ، ولكن يبدو ان الاسرائيليين كانوامندفعين وقتها ، لذا فلقد حركوا طائرات النقل طراز سي-47 Dakota من السرب 103 ، في مهمة انزال قوات في منطقة " الطور " وهي مدينة صغيرة في سيناء تقع جنوب بورسعيد ، وفي حوالي الخامسة مساءكان قد تم انزال 175 مظلي في هذه المنطقة فعليا ، وكما فعل الاسرائيليين في بداية الحرب في ممر متلا قامت هذه القوات بعمل شريط صغير يسمح بهبوط الطائرات لتوفيرالتعزيزات والامدادات ، تشمل المركبات حتي ، مما جعل من الممكن تطويرالهجوم باتجاة شرم الشيخ .
في ليلة الثالث من نوفمبر ارسلت القوات الجويةالملكية البريطانية 22 قاذفة طراز " كانبيرا " أقلعت من قبرص في مهمة لضرب مطار الاقصر مجددا لانزال خسائر جديدة في المطار الذي ضرب من قبل اكثر منمرة ، وارسلت موجتين اضافيتين من الكانبيرا و Valiant لضرب منطقة الهايكستب ايضا ، قبل ان يحول سوءالاحوال الجوية من ارسال اي طائرات اضافية من مالطا ، وفي هذا الوقت كانت الخسائر التي تتعرض لها مصر نتيجة القصف الجوي الذي لم تشهد مثله من قبل في تاريخها الطويل كارثية ، حتي ان العقيد / صلاح سالم اقترح علي الرئيس عبد الناصر ان يقوم بالاستسلام تجنيبا لمصر الخسائر التي تتعرض لها نتيجة القصفالجوي العنيف الذي لايفرق بين جندي ومدني ودبابة وعربة مدنية ومنشأة عسكريةوعمارة سكنية ، ولكن علي الارض لم يكن ذلك ممكنا ، لم يكن شعب مصر سيقبل مثل هذا القرار من عبد الناصر ، ودعم الشعب قائده وزعيمه في هذهاللحظات الحاسمة والتاريخية من عمر مصر ، ووقف الرئيس عبد الناصر خاطبا فيجماهير أقدم شعب في العالم من فوق منصة الجامع الازهر الشريف محفزا للقتال ،ملهبا حماس الشعب داعيا الله بأن ينصر مصر .
في نفس هذا الوقت الذي رفض فيه عبد الناصر اقتراح صلاح سالم ، ورفض الجيش و الشعب المصري ان يتوقف عن القتال ، في نفس هذا الوقت كان البريطانيين والفرنسيين يتعرضون لضغوط هائلة لوقف عملياتهم واضطروا فعليا لاجراء تغييرات كبيرة علي بعض خططهم ، وذلك بهدف تسريعالاستعداد والبدء في الهجوم بالاضافة الي انه لم يعد لدي مصر طائرات ميجلتعترض طريقهم .
وفي الثالث من نوفمبر قامت 20 طائرة من طراز كانبيرامن السرب العاشر والخامس عشر والرابع والاربعين ، تحت حماية مقاتلات منطراز " هانتر " وقامت بضرب محطة سكة حديد نفيشة ومحطة سكة حديد الاسماعيلية، وكذلك الثكنات العسكرية في منطقة الماظة ، وعلي العكس منذلك لم يكن للقوات الجوية المصرية اي نشاط يذكر تقريبا باستثناء بعضالطلعات التي تم تسجيلها ذلك اليوم وكانت في الاساس بهدف نقل الطائرات اليقواعد اكثر امنا ، وحتي تلك التحركات لم يكن من السهل تنظيمها ، ففي مطار مثلا قامت طائرتين Venom من سلاح الجو الملكي البريطاني باصطياد قاذفتين مصريتين طراز ميتيور اثناء اعادة التزودبالوقود علي الارض وقاما بضربهما وتدميرهم علي الارض ، وفي مطار كبريت قامتطائرة بريطانية من السرب السادس بتدمير اخر طائرة ميج كانت لاتزال متواجدهفي مصر . اربعة طائرات انجليزية اخري من طراز Venom من نفس السرب كانت في مهمة استطلاع بالقوة وتقوم بالتحليق علي ارتفاع منخفض للغاية ، طائرة قائد السرب تعرضتلنيران كثيفة من المدافع الارضية المصرية مما جعل طائرته تحلق بشكل مرتبك ،طائرة اخري كان يقودها طيار يدعي " شيهان " برتبة الملازم تم اسقاطهاوغرقت في المياة .
اما في البحر فلقد كان هناك نشاط محموم ، فعلي متن الحاملة البريطانية HMS Albion ابحرت الي موقع اكثر تقدما استعدادا لمساندتها بدء عمليات الغزو البري ، الحاملة الفرنسية Arromanches بدأت في العمل هي الاخري ، ولكنها إصطدمت بظهور غواصة أمريكية
اما الحاملة البريطانية HMS Eagle فلقد تلقت اوامر بشن هجوم علي جسر الجميل ببورسعيد ، والذي يقع علي غرب مطار الجميل بنفس المدينة والذي كان احد اهم واول الاهداف التي تم ضربها في الغزو ، ولتنفيذ المهمة أقلعت العديد من طائرات " سي فينوم وWyvren من علي متنها ، ولكن الطائرات لم تتمكن من قصف الهدف وفشلت المهمة . في هذه الاثناء كان تشكيل من ثمانية طائرات " سي هوك " قد أقلع من علي متن الحاملة HMS Bulwark
لضرب مطار الماظة ، ونجح بالفعل في تدمير طائرة ميتيور ، وطائرة نقل طراز سي-46 ، وطائرة تدريب من نوع T-6Harvard كانت جميعها علي الارض ، وقام تشكيل فرنسي مكون من طائرات corsair بضرب مطار الماظة ايضا ، وفي خلال تنفيذ المهمة فوق المطار لاحظ الملازم deV Lancrenon طائرتين مصريتين من طراز ميتيور تقومان بالاقلاع ،وبينما قام بقية التشكيل الفرنسي بالمرواغة والابتعاد ، قام هذا الملازمبالتوجة لملاحقة الطائرتين ، وحدثت مرواغات بين الطرفين انتهت الي ان تم اسقاط الطائرةالفرنسية بنيران المدفعية المصرية المضادة للطائرات التي يبدو ان الطياريينالمصريين نجحوا في انزاله الي متناولها ، لم يري الطيار الشاب بعد هذهالحادثة ولايزال مصيره مجهولا حتي يومنا هذا ، وقتها اذاعت اذاعة الشرق الاوسط انالطيار قتل في داخل قمرة القيادة وسقط فوق ضواحي القاهرة بطائرته ، بينمااشار الملحق العسكري الايطالي في القاهرة وقتها في تقرير له بعد هذهالحادثة ان الطيار الفرنسي نزل سليما الي الارض ولكن من امسك به من المصريين الغاضبين قتلوه .
المدفعية المصرية المضادة للطائرات لم تصب يومها هذه الطائرة الفرنسية فقط ففي خلال نفس الهجمة اصيبت طائرة طراز كورسير باضرار بالغة للغاية ، وهبطت علي متن حاملة فرنسية وهي تحمل قنبلة تحت احد جناحيها ، طائرة ثالثة تمكنت بالكاد من العودة بعد صراع طويل خاضه الطيار مع المحرك الذي اصيب وظهرت به مشاكل
هجوم اخر تم اطلاقه ضد مطار الجميل في بورسعيد بدلا من الهجوم الفاشل المذكور سلفا عبر طائرات ويفن احدي الطائرات المهاجمة اصيبت بشكل مزري في قتال جوي ، الملازم " مكارثي اضطر الي القفز بالمظلة بعد ان ابتعد عن المياة وسقط سليما علي الارض ، واتضح بعد ذلك ان هذه الطائرات اعترضت بواسطة تشكيل من طائرتين طراز ميج-17 كان يقودهم اثنان من الطياريين السوفييت السابقين بقيادة طيار يدعي " سنيكوف سيرجي اناتولييفيتش " ، والذي كان يقوم بدورية فوق قناة السويس ، ولكن يعتقد ان الطيار الاصغر هو من حقق هذا الاسقاط لان مدفع الطائرة الخاصة بقائد التشكيل سنيكوف سيرجي لم يكن يعمل ، وبعد لم يتوقف قادة التحالف عن تكرار الهجوم علي جسر الجميل لتدميره ، وفي هجمة ثالثة نجحت احدي الطائرات المغيرة اخيرا في اصابته اصابة مباشرة بقنبلة زنة 454 كجم مما ادي لتضرر الجسر تماما وانخفاضه
وعند الظهيرة أقلعت طائرات مجددا من الحاملة HMS Bulwark لضرب مطار الماظة مجددا ، وأدعي الطياريين الذين توالت هجماتهم علي المطار طيلة اليوم انهم دمروا 18 طائرة من مختلف الانواع ، واستمرت الهجمات الانجلو فرنسية ضد مصر ، ومن موسكو برز التهديد الاول بالانتقام من لندن وباريس ، وبدا ان الولايات المتحدة ايضا مستعده لاي عمل من اي نوع ، والتهب العالم الذي كان علي شفا حرب عالمية ثالثة .
///////////////////////////////////////////////////////////////////////
نسى التقرير أن يشير إلى حادثة ذات دلالة تتلخص فى قيام 4 طائرات إسرائلية من طراز ميستير بغارة جوية أمام سواحل شرم الشيخ ضد المدمرة بريطانية (كراين) وأطلقت صواريخها فأصابت سطح المدمرة البريطانية بإصابات شديدة ( كاتب المقال )
////////////////////////////////
إنتهى تقرير الرائع والهام جداً للواء / محمد علام على موقع الجيش العربى بالإنترنت
وننتقل إلى مصدر أخر شديد الأهمية لتوثيق ماحدث فى من معارك جوية ضارية فى سماء مصر فى الفترة من 30 أكتوبر إلى 5 نوفمبر 1956 نقتطف منه بعض الفقرات : ــ
كتاب : الوجه الأخر للميدالية ـ حرب السويس 1956 د/ يحيى الشاعر 2006
ألجزء الأول ... الغارات الجوية "ملخص
تم تخطيط وتنفيذ عشرة غارات مكثفة رئيسيةلتحطيم مطارات ، وقواعد ،ومعسكرات ، ومؤسسات ، ومحطة إذاعة مصر ... وكان تخطيط الغارات يشمل
ويمتد على مدى 24 ساعة .. ووضع لكل غارة أهداف معينة ، فكانت الغارةالواحدة ، تشمل العديد من الأهداف فى القاهرة وحولها ، وقواعد منطقة القنال، والجنوب "الصعيد والبحر الأحمر" ومنطقة الدلتا والأسكندرية وغيرهم .. كما كانت الغارات تتم أحيانا فى وقت واحد حتى يتسبب الأرتباك وحتى يصلواالى تحطيم الروح المعنوية ...
تمت هذه الغارات ، بالأضافة الى الغارات الفرنسية والأسرائيلية على القواتالموجودة فى سيناء ... أو المتراجعة منها ... وقصف الكبارى والمعابر ..
والقصف البحرى ، والأحاطة بالشواطىء والقواعد البحريةالمصرية .. فى البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر
واستمرت الغارات الجوية المركزة على الأهداف والمنشآت المصرية طوال يومالخميس أول نوفمبر وبدأت الطائرات البريطانية والفرنسية فى اللجوء إلىالطيران المنخفض لتحقق دقة إصابة أهدافها مما سبب خسائر فادحة فى النفوس وفظيعة فى المعدات وهو وضع مؤلم كان له التأثير الكبير فى أن يصدر القرارالمصرى فى صباح ذلك اليوم بسحب القوات المصرية التى كانت موجودة فى سيناءإلى غرب شاطىء القناة ولوقف تقدم القوات المصرية المتجهة إلى سيناء وذلكلتفادى وافساد مخطط كمين الأعداء لقواتنا الذى كان ينوى يقطع خط الرجعة علىالجيش المصرىتفاديا كمين الكماشة يقوم فيه الأعداء بتدمير قواتنا بشرياومعدات
فقرات أخرى متفرقة من الكتاب الضخم ،،،،،
1ــ بطولات سلاح الطيران المصرى فى طلعاته الـ 150 علاوة على كفاءة السلاح البحرى المصري سواء فى معركة المدمرة ابراهيم بعد اختراقها للحاجز البحرى الدفاعى الذى نصبته القوات البحرية الثلاثية المشتركة ( فرنسا وانجلترا واسرائيل ) أمام الشاطئ الإسرائيلي وقصفها ميناء ومدينة تل أبيب والمنشآت الصناعية حولها لمدة ساعة ونصف
علاوة على بطولة طاقم السفينة دمياط خلال معركتها فى البحر الأحمر مازالت يضرب بها المثل ويتم تدريسها فى المدارس والكليات الحربية ومازالت تناقش فى دورات أركان الحرب فى فرنسا وانجلترا واسرائيل بل فى المناقشات الدراسية فى الحلف الاطلنطى فى بروكسل
2ــ الميج المصرية تهاجم الكانبيرا وتصيبها
عندما لاحظت طائرات الميج المصرية غارات الطائرات القاذفة فوق القاهرة يومالخميس 1 نوفمبر تعقبت إحدى طائرات الميج 15 المصرية للقاذفات البريطانيةوقامت بهاجمة قاذفتين كانبيرا واطلقت عليهما مدافعها الرشاشة وهو مالم يكنيتوقعه الطيارين البريطانبون في سرب الطائرات المهاجمة والتابعة للسربالثالث عشر من جناح قاذفات مالطا الجوى وتمكنت الميج المصرية من اصابةالقاذفة الكانبيرا ب ر7
رقم WH801 والتي كان يقودها ضابط الطيران جيم كامبيل Flg.Off Jim Campbell ويساعده ر ج توسلاند Toseland.J.RFlg.Off وكان قائد السرب ج لفيلدSqn Ldr G L Field
وقد علق "رئيس الوزراء البريطاني" انطونى ايدن على هذه العملية بأنها دليلعلى الذكاء والكفائة المتفوقة بل وصلت به التشكك الى ان الطائرة الميج لمتكن بقيادة طائرين مصريين بل اجنبيون وهو ما بدل على التعاظم البريطانىوفكرتهم السلبية عن الطيارين المصريين
3ــ وقد هاجمت طائرتين مصريتين من طراز ميج 15 مطار الجميل ... بعد ظهريوم الأثنين 5 نوفمبر وسببتا خسائر وجرحت العديد من الجنود البريطانيين ... مما أدهش البريطانيين ، أن المصريين ما زالوا يمتلكون القدرة على إستعمالالطائرات والمهاجمة
4 ــ إعتراض ورفض طيار بريطانى للحرب وتخريبه لطائرته
لم يكن هناك العديد من الجنود والضباط البريطانيون الذين كانوا بعترض علىاعلان انجلترا للحرب ضد مصر دون سبب، بل وصل قمة الرفض بأن قأم أحدى طيارىقاذفات القنابل الكانبيرا بتخريب طائرته وقدم للمحاكمة العسكرية الفورية وغطتبريطانيا على هذه الحادثة
/////////////////////////////////////////////////////////
تحليل للحرب الجوية 1956 من وجهة نظر لواء / على محمد لبيب فى كتابه
تجدر بنا مناقشة القرار المصرى بإخراج الطيران المصرى من معركة إكتساح المقاتلات المعادية للقواعد الجوية صباح أول نوفمبر .. حقيقى أن القوة المعادية كانت تضم أنواعاً غير حديثة مثل الفينوم البريطانية التى هى من طراز الفامباير المصرية ولكن الغالبية كانت من النفاثات الأحدث التى سحبت من القوة الجوية التكتيكية لحلف الأطلنطى وبجانب تفوقها العددى كان طياروها من قدامى العهد بطائراتهم ولهم عليها خبرات مكتسبة طويلة تقابلها نفاثات مصرية قليلة العدد يقودها طيارون حديثوا العهد بتلك الطائرات وبالتالى محدودود القدرة على المناورة بها وحسن إستغلال مزاياها .. وبالإضافة إلى القيد الذى سببته القنابل الزمنية الليلية من القدرة على التحرك داخل المطارات يمكن الوصول إلى أن المعركة لم تكن متكافئة والحكم بنهاية الطائرات المصرية أصبح مؤكداً . وبالتالى إقتضى الأمر الحفاظ على أرواح الطيارين بعيداً عن عملية فاشلة وبالتالى يكون الحفاظ على أرواح الطيارين تفويتاً على العدو من تحقيق هذفه من القضاء على القوات الجوية المصرية .. لأن الطائرات تعوض بسرعة أما الطيارين وعددهم أساساً قليل . فالتعويض عن فقدهم يحتاج لوقت طويل .
( يختلف هذه الرأى مع رأى لواء / محمد علام فى منتدى الجيش العربى الذى كان يرى من الأصلح تأخير إخراج الطيارين المصريين من المعركة بعض الوقت ريثما ينتهى الإنسحاب من سيناء تحت حماية الطيران المصرى وتحقيق مزيد من الإسقاط فى طائرات بريطانيا وفرنسا بعد أن أثبت الطيار المصرى نديته للطيارين الإنجليز والفرنسيين فى السماءـ كاتب المقال )
ــ إعتنقت إسرائيل الإستراتيجية التى تطالب بتحقيق السيادة الجوية الكاملة قبل بدء العمليات ثم محاولة إختطاف نصر سريع بهجوم خاطف يهدف أساساً إلى نقل العمليات داخل أراضى العدو . ولكن مخاوف إسرائيل فى تقدير هذا الحجم جعلها تلجأ إلى قوتين يتم عن طريقهما تحقيق السيادة الجوية بضرب مطارات العدو وبالتالى لم يتم لإسرائيل أى تدريب على هذه المحاولة ولكنها بلاشك خرجت من التجربة بدروس إكتسبتها وهى فى موقف المشاهد والمراقب دون أن تعرض قواتها الجوية لأخطار التجربة . ولم تكن إسرائيل وحدها هى التى وقعت فى خطأ المبالغة فى تقدير حجم وفاعلية القوات الجوية المصرية ،،، أيضا بريطانيا وفرنسا
ــ وقد إتبعت القوتان الإستراتيجية التقليدية التى تتبناها بريطانيا بالبدء بقذف المطارات ليلً مستخدمة القاذفات المتوسطة أو الثقيلة على أن تتبع هذا الهجوم التمهيدى بإكتساح فى أول ضوء تالٍ تستخدم فيه المقاتلات والمقاتلات القاذفة ، وعلى ذلك يصبح الهجوم التمهيدى كشفاً للنوايا ومحدداً الخطوة التالية ولا يتحقق عن هذا التنفيذ عنصر المفاجأة ويحتمل معه تعرض قوات الإكتساح إلى مقاومة وإعتراض وسائل الدفاع الجوى بما فى ذلك الطيران وبالتالى تتعرض قوات الهجوم للخسائر التى يمكن أن تقل كثيراً بإستخدام عنصر المفاجأة من أول الأمر . وخروج الطيران المصرى من المعركة لم يمكن القوات المهاجمة من التأكد من مدى النجاح الذى حققه الهجوم التمهيدى بالقاذفات الليلية ومقدار فاعليته
ــ وفى تطبيق الإستراتيجية البريطانية تكاليف باهظة تطلبت تجهيز وإستخدام قاذفات إستخدمتها بريطانيا ليلاً لضرب (منطقة) وإتباع مثل هذا النوع من القذف يتطلب أعداداً كبيرة من القاذفات والقنابل التى تسقط على منطقة المطار دون تحديد لهدف معين داخل تلك المطارات ، وبالتالى تكون نسبة إصابة أى هدف مؤثر داخل المطار نسبة ضئيلة إذا قيست بحجم قوة الهجوم وكثافة أعداد القنابل المستخدمة . وقد تبين أن أثر القذف لم يكن مباشراً حيث كانت إصابة الأهداف المؤثرة داخل المطارات ـ مثل الممرات أو الطائرات ـ كانت الإصابة تكاد لاتحسب ، وكان أثر الهجوم التهديد المحتمل من القنابل الزمنية ومع هذا نجد أن القاذفات المصرية لم يتوقف إستخدامها من مطار غرب القاهرة طوال ليلة هجوم القاذفات البريطانية وكما سبق أن ذكرنا لم يمكن تحديد أثر الهجوم الليلى بالقاذفات بخروج الطيران المصرى من معركة المقاتلات بقرار مصر وليس نتيجة القذف الليلى ..
وبذلك كان من أهم الدروس التى خرجت بها إسرائيل ضعف المعلومات عن قوة مصر الجوية وفاعلية المقاتلات الشرقية الجديدة وقدرت فى نهاية العمليات أنها كانت قادرة على مجابهة الطيران المصرى منفردة !!!!! (علامات التعجب من عندى)
وبالنسبة لدور الدفاع الجوى المصرى خلال الحرب وفقا لما ذكره موقع منتدى الجيش العربى ـ أقسام التاريخ العسكرى فى مقال تحت عنوان : ــ
الدفاع الجوي المصري عقب الحرب العالمية الثانية، حتى حرب 1956
أعمال قتال المدفعية المضادة للطائرات المصرية، قبل التدخل الأنجلو ـ فرنسي
(1) تحملت المدفعية المضادة للطائرات، خلال هذه المرحلة، عبء الدفاع عن القواعد الجوية، وتصدت، مع المقاتلات، لهجمات السلاح الجوي الإسرائيلي.
(2) وفرت وحدات المدفعية المضادة للطائرات، الحماية للمعابر الرئيسية، على قناة السويس، لتأمين تحرك القوات البرية من قواعدها غرب القناة إلى داخل سيناء، وفي الحقيقة لم يكن هناك وحدات مخصصة للدفاع عن المعابر، بل كان الدفاع عنها يدخل ضمن خطة الدفاع عن المنطقة، والعدو الإسرائيلي لم يحاول مهاجمة المعابر، حيث كانت النية تتجه إلى استدراج الجيش المصري إلى داخل سيناء، ثم يقوم بتدمير المعابر وعزل القوات المصرية داخل سيناء.
(3) لم تكن وحدات المدفعية المضادة للطائرات، المكلفة بتوفير الحماية للتشكيلات البرية، التي عبرت إلى سيناء كافية لتوفير هذه الحماية، مما تسبب في زيادة خسائر القوات البرية وعرقلة تقدمها.
(4) قامت وحدات المدفعية المضادة للطائرات، المتمركزة في شرم الشيخ، ورأس نصراني، بالتصدي للهجمات الجوية، وأمكنها إسقاط طائرتين إسرائيليتين، وذلك قبل مهاجمة هذه المنطقة بقوات العدو البرية.
ب. أعمال قتال المدفعية المضادة للطائرات، بعد اشتراك القوات الأنجلو ـ فرنسية
بدأ هجوم القوات الأنجلو ـ فرنسية، في 31 أكتوبر 1956، على القواعد الجوية، خاصة قواعد ومطارات منطقة القناة، وتمكن العدو من تدمير معظم الطائرات المصرية، وهي جاثمة على الأرض، وتقرر سحب ما تبقى من الطائرات، التي لم تدمر إلى قواعد ومطارات العمق. وقد قام العدو بأعمال قتال ليلية، حيث قام بالهجوم على القواعد والمطارات، ليلاً، من ارتفاعات متوسطة على ضوء المشاعل؛ لتفادي نيران المدفعية المضادة للطائرات، مع إلقاء القنابل الزمنية بغرض منع استعادة موقف الكفاءة القتالية، أو القيام بأي أعمال مضادة لتقليل آثار الضربة الجوية، ثم استئناف الهجمة في أول ضوء بالضرب المؤثر لتدمير الطائرات، وتعطيل الممرات.
جرى تنظيم التعاون، على الوجه الأكمل، خلال مراحل المعركة المختلفة، من حماية المعابر، في أثناء انسحاب القوات البرية من الشرق، إلى التصدي للعدو، ومنعه من التقدم، إلى مدينة الإسماعيلية، وقامت هذه الوحدات بالمجهود الرئيسي، في الدفاع الأرضي عن هذه المنطقة، بعد تعزيزها من قيادة المنطقة، ويكفي شهادة المعلق التاريخي، إدجار أوبلانس، عن دور المدفعية المضادة للطائرات، في معارك 1956، حيث قال في كتابه حملة سيناء 1956: "إن معظم الخسائر في الطائرات، كانت بسبب نيران المدفعية المضادة للطائرات المصرية، كما ينبغي أن نضع في الاعتبار رجال المدفعية المضادة للطائرات، فلقد تجلت شجاعتهم الفائقة وكفاءتهم العالية، بالرغم من قصر فترة التدريب، التي أتيحت لهم، كما كانت نيرانهم دقيقة بدرجة ملحوظة أدت إلى وقوع أغلب خسائر الطائرات الإسرائيلية والبريطانية، على رغم أن القوات البريطانية هي التي وضعت الأساس للمدفعية المضادة للطائرات المصرية
لقد كانت المدفعية المصرية المضادة للطائرات أكثر الأسلحة كفاءة دون شك . لقد كانت الروح المعنوية لرجالها عالية وقد وقفت فى ندية كاملة للطيران البريطانى .
ج. الدروس المستفادة من حرب 1956
(1) أهمية وجود قيادة مستقلة للمدفعية المضادة للطائرات.
(2) توفير وسائل مضادة للطائرات متكاملة، تتناسب مع أهمية كل هدف، حسب مساحته وطبيعة الهجوم الجوي المتوقع، حيث إن المدافع، التي خصصت للدفاع الجوي، عن القواعد الجوية من الرشاشات الخفيفة، جعل العدو يلجأ إلى الهجوم من ارتفاعات خارج إمكانياتها.
(3) عدم تناسب حجم المدفعية المضادة للطائرات، المكلفة بحماية القوات البرية، مع حجم هذه القوات، مما عرض هذه القوات لخسائر كبيرة، نتيجة لهجوم العدو الجوي، بينما نجد أن المدفعية المضادة للطائرات، على ظهر المدمرة ناصر، تمكنت من حماية المدمرة من هجوم العدو الجوي، بسبب تناسب قوتها مع حجم الهدف المدافع عنه.
(4) ظهرت أهمية وجود شبكة متكاملة للإنذار، مزودة بوسائل الاتصال الجيدة، التي تمكن من إبلاغ الإنذار، في الوقت المناسب، والكافي؛ لرفع أوضاع استعداد الوحدات.
(5) ضرورة تدقيق تنظيم التعاون، بين القوات الجوية والقوات البرية، حيث أدى انعدام التنسيق إلى حدوث قصف للقوات البرية بطريق الخطأ.
(6) ضرورة مراجعة خطط الإمداد والتموين، وحساب الاستهلاك لكل متطلبات العملية، وتوفير قدر مناسب من الاحتياطيات، بالقرب من مسرح العمليات.
(7) الاهتمام بالتأمين الفني، وتوفير قطع الغيار، وإمكانيات الإصلاح لسرعة استعادة كفاءة المعدات في حالة عطلها.
(8) انعدام التجهيز الهندسي، خاصة بالنسبة إلى القواعد والمطارات، مما أدى إلى فداحة الخسائر.
/////////////////////////////////////////////////////////
وطبعا لابد أن نسترشد بما كتبه الفريق / محمد على فهمى قائد سلاح الدفاع الجوى فى حرب أكتوبر وكإبن من أبناء ذلك السلاح العظيم
كتاب القوة الرابعة للفريق / محمد على فهمى ـ 1977
وبدأ العدوان الثلاثى .. وكان شيئاً جديداً تماماً بالنسبة للمدفعية المضادة للطائرات ، فالطائرات المعادية من احدث الأنواع الإنجليزية والفرنسية وأعدادها كبيراً لدرجة أن الطائرات كانت تتعقب العربات والجنود قاصفة إياهم بمدافعها الرشاشة .
وكانت الغارات الجوية تستمر دون فواصل تذكر منذ اول ضوء حتى آخر ضوء وغالباً ماتكون على الإرتفاعات المنخفضة . أما الهجمات اليلية فكانت تتم على ضوء المشاعل على الإرتفاعات المتوسطة .
وهكذا كان على المدفعية المصرية المضادة للطائرات التى لم يتوفر لها سوى أشهر قليلة من التدريب والإعداد أن تقاتل الطيران الحديث لثلاث دول منها إثنتان من أقوى خمس دول فى العالم .. فهل نجحت ؟؟
نعم نجحت نجاحاً أدهش الجميع .. ففى سيناء وفى منطقة القناة أسقطنا العديد من الطائرات أما فى القاهرة فقد شاهد كل سكان العاصمة ـ وربما لأول مرة ـ كيف كانت تصاب الطائرات الإنجليزية والفرنسية وتهوى وهى مشتعلة . أما فى الإسكندرية فقد قامت المدفعية المضادة للطائرات بتوفير وقاية كاملة للمدينة وللميناء ضد الطائرات التى كانت تقلع من حاملة طائرات بريطانية على مسافة 80 كلم من الإسكندرية ، وأسقطت منها أعداداً كبيرة فوق منطقة الإسكندرية بينما سقطت جميع قنابل الطائرات إما فى مياه البحر المتوسط أو فى بحيرة مريوط عدا قنبلة واحدة سقطت على إحدى الكنائس ..
وفى سيناء قامت المدفعية المضادة للطائرات التى كلفت بالدفاع عن القوات البرية بإلحاق خسائر فادحة بالقوات البرية بإلحاق خسائر فادحة بالقوات الجوية الإسرائلية رغم الفترة الوجيزة التى أتيحت لها لكى تقاتل فى سيناء . ففى رفح وأبو عجيلة فشلت محاولات الطيران الإسرائيلى لأيام عديدة فى معاونة قواته البرية نتيجة عظم الخسائر التى لحقته من النيران الدقيقة للمدفعية المضادة للطائرات المصرية ..
أما فى منطقة قناة السويس فقد كانت دول العدوان الثلاثى تعلم أن الكبارى التى أقيمت على القناة تمثل شريان الحياة الرئيسى الذى يصل سيناء بوادى النيل . وعلى ذلك فقد بنى العدو خطته على أساس عدم قصف هذه المعابر فى أيام القتال الأولى كى لايحول دون عبور وتدفق القوات المصرية إلى سيناء وبذلك تقع فى الفخ الذى أعد لها وبمجرد أن شعر العدو ببدء إرتداد القوات المصرية للخلف راح يركز على قصف المعبرين الوحيدين فوق القناة .. عشرات من الطائرات حاولت بكل أساليب القصف والهجوم الممكنة دون إنقطاع نهاراً وليلاً النيل من هذين المعبرين ولكن بفضل المدفعية المضادة للطائرات ظلت هذه الكبارى سليمة وتعمل طوال القتال
ومن الطريف أنها أصبحت فخاً لهذه الطائرات فقد كان التشكيل البرى ( مشاة أو مدرعات ) الذى يعبر غرباً يترك جزءاً من مدفعيته المضادة للطائرات لتكثيف الدفاع عن هذا الكوبرى وبذا .. إستطاعت هذه الدفاعات الكثيفة المضادة للطائرات أن تسقط عدداً ضخما من الطائرات المعادية ...
وفى بورسعيد كانت هناك صورة أخرى من صور البطولة فقد إستطاعت الدفعية المضادة للطائرات أن تصمد لعدة أيام أمام الهجمات الجوية الكثيفة التى ركزها العدو ـ تمهيداً لإسقاط جنود المظلات ـ وأصابت العدو بخسائر كبيرة فى موجات الهجوم هذه .
ثم إشترك رجال المدفعية المضادة للطائرات بعد ذلك فى عمليات المقاومة الشعبية وإستشهد منهم العديد من الأبطال وعلى رأسهم الشهيد / عز الدين حافظ .
///////////////////////////////////
بما أن الشيئ بالشيئ يذكر لا ننسى أن نذكر دور بطولى باسل قام به
(مدفع واحد مضاد للطائرات متموضع فى قاعدة تمثال ديليسبس ببورسعيد إستطاع أن يسقط 7 طائرات وكان يعمل عليه خمسة جنود إستشهدوا جميعاً فى سبيل الواجب )
( كتاب جيش الشعب فى عشر سنوات ص 82 ـ إسماعيل عبدالتواب ـ سلسلة كتب قومية
عدد رقم 172 سنة 1962 )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد أن تم إستعراض كل الروايات والوثائق الكثيرة التى شرحت وسردت وأرخت لمعارك الطيران خلال حرب العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 وبعد أن إتضحت الصورة كاملة بقى أن نضيف بعض الرتوش الأخيرة لها .. رتوش إنسانية لاغنى عنها وذلك من خلال الحديث عن بطل من أبطال القوات الجوية المصرية المنسيين فى هذه الحرب المنسية بدورها .. بطل قلما يسمع عنه أحد
بطل لم يحظى بشهرة أبطال الحروب التالية فيما بعد عام 1967 والإستنزاف و حرب أكتوبر 73 المجيدة
إنه البطل الشهيد النسر البكباشى طيار / بهجت حسن حلمى ،،،، لم يتذكره أحد سوى مجلة النصر العسكرية المصرية التى كتبت عنه مقال مختصر بعد مرور 51 عاماً على إستشهاده ذكرت فيه ما يلى بالنص : ــ
يعتبر البطل الشهيد بهجت حسن حلمى قائد الأسراب رائداً من رواد العسكرية المصرية فى مجال الطيران الحربى وعلومه . فقد تخرج من تحت يديه الكثير من ضباط القوات الجوية بالإضافة إلى أنه صاحب نظريات وتكتيكات عسكرية فى مجال القتال الجوى ظهرت ملامحها أثناء تعيماته لطلابه من الضباط الطيارين وكذا المعارك التى خاضها
البطل فى سطور :
ــ دخل الكلية الجوية فى يوليو 1949
ـ حصل على بكالوريوس علوم الطيران سنة 1950
ـ تنقل للعمل كطيار حربى فى عدة مطارات فى حلوان وألماظة والدخيلة بين أعوام 1951 و 1954
ـ تعين بهجت حلمى قائد سرب فى عام 1955 ثم قائد أسراب وهو منصب رفيع بالقوات الجوية
ـ حصل على أرفع الأوسمة والنياشين كنيشان التحرير و نيشان الإستقلال و نوط الجلاء
ـ طار 600 ساعة طيران حتى ماقبل حرب 1956
ـ معلماً قديراً قائداً فذاً تخرج من تحت يديه الكثير من ضباط القوات الجوية مثال جبرعلى جبر ووائل عفيفى وغيرهما
عندما بدأ العدوان الثلاثى على مصر تلقى بهجت حلمى قائد الأسراب الأوامر بالصعود لضرب تجمعات العدو . وعلى الفور إنطلق بهجت مع تلاميذه من نسور القوات الجوية وقاموا بغارات متوالية وعنيفة على هذه القوات وضربوا تجمعات العدو ضرباً أصابها بأفدح الخسائر وتمكنت أسراب بهجت من تطهير منطقة نخل والعوجة وتمت إبادة كل قوات العدو فى تلك المنطقة نهائياً وكان أبطال أسراب بهجت يتسابقون على الطلعات ففور عودتهم يتسابقون مع انفسهم للطلعة التالية .. وكان بهجت حلمى على رأسهم دائماً فقد قام بعدة طلعات متتالية بعد أن إستبدل طائرته بأخرى حتى يتم الكشف عليها فنياً وإمدادها وتموينها للعمل ...
وفى الساعة الرابعة والنصف من صباح يوم 31 أكتوبر 1956 كان قائد الأسراب بهجت حسن حلمى قد أعد خطة للعملية القادمة فى قلب إسرائيل وكان مقرراً أن يقود مجموعة من الأبطال أحمد فرغلى ومحمود وائل عفيفى وجبر على جبر وسار بهجت حسن حلمى إلى الطائرات الأربع الرابضة فى أرض المطار .. وصعد هو إلى طائرة القيادة ومن خلفه إلى يمينه طائرة وائل عفيفى وإلى يساره طائرة أحمد فرغلى وطائرة جبر على جبر
وفى لمح البصر شقت الطائرات الأربع طريقها إلى السماء بإتجاه إسرائيل وأدى الأبطال بقيادة بهجت مهمتهم بنجاح ... ( فى الغالب كانت ضرب مطارات إسرائيلية ـ كاتب المقال )
وإستدارت طائراتهم عائدة إلى أرض الوطن وحلاوة النصر والإيمان تملأ نفوس الأبطال شجاعة وقوة وعزماً . وعند ممر متلا وكانت الساعة الخامسة وخمسة عشرة دقيقة من صباح يوم الأربعاء 31 أكتوبر 1956 كانت طائرات بهجت حلمى عائدة إلى قاعدتها ظهرت فوقها على مسافات كبيرة مجموعة من طائرات العدو ... وبدأت طائرات العدو تقلل من إرتفاعها لتضرب الطائرات المصرية . وكانت أول إصابة لطائرة أحمد فرغلى الذذى إتصل بقائده ليخبره أنه مضطر لهبوط إضطرارى وأبلغ فى نفس الوقت قاعدته الجوية وأحست طائرات العدو بما أصاب طائرة البطولة فأمطرتها برصاصها إلا أن فرغلى تمكن من النجاة وحاصرت طائرات العدو البطل بهجت حلمى ومعه وائل وجبر وبدأت أروع معركة جوية سجل فيها البطل بهجت حلمى أصدق صور التضحية كان بهجت يلقى بتعليماته فى سرعة وحزم بتغيير تكتيك القتال وأحس بهجت بوطنيته وخبرته تلهمانه الكثير وفى تلك الأثناء شعر وائل عفيفى بالنيران فى طائرته بل وأخذت تصل إلى جسده وفى سرعة وعنف إتجهت طائرته إلى طائرات العدو وأسقط معه طائرة وإستشهد وائل وثقلت المسؤلية على كاهل قائده بهجت حسن حلمى . لقد خيل إليه أن فرغلى قد إستشهد من قبل
وهاهو وائل . بدأ بهجت يدور بطائرته صاعداً مخترقاً مدفعية طائرات العدو التى فتحت نيرانها عليه ثم عاد فى عنف وسرعة إلى تشكيل العدو ليسقط مع طائرتين ويستشهد بهجت فى أروع معركة مع العدو الإسرائيلى .
وعرف زملائه وتلاميذه الخبر وأصروا على طلعة الثأر وحملوا طائراتهم بأقصى حمولة من القنابل وصعدوا إلى السماء فى إتجاه ممر متلا .. هناك حيث يرقد جسدان طاهران لبطلين شابين بهجت حسن حلمى .. و وائل عفيفى ويقول الفريق نبيه حشاد الذى كان قائداً للمنطقة الجوية الشرقية :
إن الطيارين فى هذه الغارة قد إنخفضوا إلى إرتفاعات جنونية بالنسبة لقاذفات القنابل وركزوا ضرباتهم المباشرة فى إصرار وإنتقام ..
كانت لقائد الأسراب الشهيد بهجت حسن حلمى أحلام كثيرة .. كان يريد أن يرى القوات الجوية المصرية عملاقاً بين قواتنا المسلحة وعملاقاً يهب فى وجه كل من تحدثه نفسه بالعدوان على مصر وأمتها العربية .
مجلة النصر العدد 820 ـ أكتوبر 2007